الاثنين، 19 أغسطس 2013

التوافق الوطني .. والانتخابات العامة بفلسطين ( د. كمال إبراهيم علاونه )

خريطة  فلسطين Map of Palestine
التوافق الوطني .. والانتخابات العامة بفلسطين
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
د. كمال إبراهيم علاونه - رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) }( القرآن المجيد - المائدة ) .

يبدو أننا لم نستفيد من تجربة الانتخابات المحلية المصغرة الهزيلة الفاشلة في الضفة الغربية لعام 2012 م التي شاركت فيها نسبة ما بين الثلث إلى اقل من نصف عدد أصحاب حق الاقتراع لاسباب موضوعية وعقلانية سياسية واقتصادية وأمنية وسياسية ..
بروز دعوات لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية حتى لو كانت في الضفة الغربية وحدها هي مناداة غير مستقيمة ولن يكتب لها النجاح او التطبيق الفعلي ...
هلا استفدتم من العبر والعظات من فشل الانتخابات المحلية فعليا ، فقدمت الاستقالات في مواقع بلدية كثيرة ، هربا من الضيق والمضايقة .. وتعيش الكثير من الهيئات المحلية الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة في حالة تفسخ وانشقاق وقبلية مفرطة وعداء في عضوية المجالس البلدية والقروية ، سواء التي نظمت فيها الانتخابات على مدار ثلاث مراحل من عامي 2012 و 2013 م أو جرى سلق الانتخابات عبر ما يسمى بالتزكية ( وهي فرض الاعضاء في قيادة الهيئات المحلية على المواطنين شاؤوا أم ابوا ) فهذه ليست انتخابات ناجحة بل هي استعراضات اعلامية هلامية لن تخدم الشعب بتاتا .
فالانتخابات الفعلية : الرئاسية والبرلمانية والمحلية هي تلك التي تجرى في ظلال منافسة حامية الوطيس بين جميع الفصائل الوطنية والاسلامية بمشاركة حقيقية وخاصة بين توأم فلسطين حركتي : فتح وحماس .
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ( المجلس الوطني والمجلس التشريعي ) الحقيقية هي عندما تجرى بالتوافق الوطني بين حركتي فتح وحماس ، في جناحي الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة ، فلا معنى لاجراء هذه الانتخابات في الضفة الغربية فقط أو في قطاع غزة فقط ؟؟؟ بل يجب أن تكون في كليهما معا في وقت واحد وليس على مراحل فالشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يبلغ تعداده قرابة 4.4 مليون فلسطيني أكثر من نصفهم يملكون حق الاقتراع من الذكور والاناث إن سجلوا في مراكز التسجيل المعتمدة لدى لجنة الانتخابات المركزية بفلسطين ...
يفضل ترجيح الكفة العقلانية والموضوعية ، وعدم تقسيم الوطن مرة أخرى ، لاشلاء متناثرة هنا وهناك ، فإجراء الانتخابات العامة بلا توافق وطني هو فشل وعدم توفيق رباني أو شعبي ..
التوافق الوطني الشامل ، بالوحدة الفلسطينية الفعالة ، والانتفاضة الثالثة هي المقدمة التي تسبق أو تأتي بعد الانتخابات العامة لجناحي الوطن ( فلسطين الصغرى - الضفة الغربية وقطاع غزة ) هي الموحد الحقيقي للوطن وللفصائل الوطنية والاسلامية على ارض الواقع .. فالارادة الشعبية الفلسطينية بكافة صورها واشكالها ، يجب أن تصطف في مواجهة الاحتلال الاجنبي لفلسطين المحتلة بشتى الطرق المتاحة بخيارات متعددة وليس بخيار واحد يتيم ..
فإذا لم يكن هناك توافقا أو اتفاقا وطنيا حول مسائل معينة فمن المفضل للمصلحة الفلسطينية العليا التأجيل والتأخير اللازم لإنضاج الامور المستعصية ، واختيار الوقت المناسب لاجراء الانتخابات بعد التفاهم حول المسائل الخلافية .. وهي مسائل بسيطة وليست معقدة ، الزمن كفيل بحلها ..
ومن المعروف ان الانتخابات الرئاسية اجريت في 9 كانون الثاني 2009 ، كما نظمت الانتخابات التشريعية في 25 كانون الثاني 2006 ، والولاية الدستورية للرئاسة والمجلس التشريعي لمدة أربع سنوات لكليهما ، بمعنى أن صلاحياتهما الدستوري القانونية والشعبية انتهت ويفترض تجديدها ، ولكن بالتوافق الصحيح ، وعدم التسرع أو التصارع مع الاخرين .. والطريقة المثلى هي القبول بالتعددية السياسية والحزبية وعدم التسلط أو الاستفراد .. ففلسطين للجميع وأكبر من جميع الحركات والأحزاب والفصائل الوطنية والاسلامية .. والوحدة هي سبيل النصر المؤزر وتحقيق الحرية والاستقلال الوطني والتخلص من الاحتلال الاجنبي الصهيوني .
لا نريد انتخابات مبتورة الجناحين ، فالطير الطيب المعافى لا يسير بجناح مكسور بل يطير بجناحين اثنين عند الشفاء التام من الاصابة بالآفة المرضية وهي الانقسام ..

تحريرا في يوم الاثنين 12 شوال 1434 هـ / 19 آب 2013 م

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

جوال فلسطين : 0598900198
بريد الكتروني : k_alawneh@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: