الخميس، 30 مايو 2013

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ .. هدم البيوت الفلسطينية .. من أصحاب السبت بالاحتلال الصهيوني ( د. كمال إبراهيم علاونه )


الهدم الصهيوني للمنازل الفلسطينية

رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ .. هدم البيوت الفلسطينية .. من أصحاب السبت بالاحتلال الصهيوني 

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)  ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)}( القرآن المجيد - الحشر ) .
وورد في مسند أحمد - (ج 45 / ص 281) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " .

إستهلال

الاجيال الناشئة من ابناء الشعب الفلسطيني هي صاحبة الأرض المقدسة ، ورثتها ابا عن جد ، وجدا عن اب ، منذ غابر الأزمان . وقد جاءت الهجمة الاستيطانية الصهيونية المسعورة لمصادرة الأرض ونهبها من أهلها الأصليين وتوزيعها على اليهود الغرباء الطارئين الدخلاء ، الآتين من كل فج عميق ليشهودا منافع استعمارية دينية وعسكرية واقتصادية وثقافية وفنية واعلامية في أرض فلسطين .
وقد هدمت قوات الاحتلال الصهيوني مئات القرى الفلسطينية منذ نكبة فلسطين عام 1948 ، فقد دمر الاحتلال المتغطرس 531 قرية ومدينة فلسطينية من أصل 774 قرية ومدينة ، ولا زالت الحكومة الصهيونية سادرة في غيها بالاعتداء على حقوق المواطنين الفلسطينيين ومنعهم من تشييد المباني اللازمة للسكن وإنشاء المشاريع الاقتصادية .
ويبلغ عدد السكان اليهود بالكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، في الذكرى الخامسة والستين لاحتلال فلسطين ( 1948 - 2103 م ) ، حوالي 6 ملايين مستوطن يهودي ، وفي المقابل يبلغ عدد المواطنين العرب ( المسلمين والنصارى ) في فلسطين الكبرى الذين لا زالوا يرابطون فوق ثرى الوطن ، قرابة 6 ملايين فلسطيني ومثلهم 6 ملايين شردوا ولم تسمح لهم قوات الاحتلال الاجنبي الصهيوني ، بالعودة لمواطنهم ومواطن آبائهم وأمهاتهم الأصلية .
وفي سبيل التهجير القسري الصهيوني ، وفق مبدأ ( التفريغ والملء ) ، تلجأ قوات الاحتلال الصهيوني الى سياسة القمع والحديد ( القبضة الحديدية ) لطرد الفلسطينيين من بيوتهم بشتى الطرق والوسائل القذرة منها الاعتقال العسكري والاداري وفرض الغرامات المالية الباهظة ، ومصادرة الاراضي الفلسطينية ، وهدم البيوت العربية ، بحجج واهية مختلفة ، وزرع الاستيطان اليهودي بدلا من أهل البلاد الاصليين .
وبالارقام الاحصائية ، هدمت قوات الاحتلال الصهيوني 25 ألف منزل في القدس الشرقية منذ عام 1967 ، حتى 2012  . وتخطط لهدم 450 منزلا فلسطينيا في المدينة المقدسة بفلسطين خلال العام الحالي 2013 م . وذلك بغية تهويد القدس وتهجير الفلسطينيين منها واحداث ما يسمى بالتفوق الديموغرافي ( السكاني ) اليهودي فيها وفرض الامر اليهودي على ارض الواقع العربي الاسلامي بمدينة القدس المحتلة .
وفي العدوان الصهيوني على قطاع غزة ( حرب الكانونين ) ما بين 27 كانون الاول 2008 - 18 كانون الثاني 2009 ، في حرب الفرقان أو ما يطلق عليه صهيونيا ( عملية الرصاص المصبوب ) ، تم تشريد 35 الف فلسطيني ، هدمت بيوتهم جراء العدوان الهمجي الصهيوني ، فاضطر الالاف منهم بالعيش في بيوت الطين البدائية بسبب الحصار الصهيوني الشامل ومنع إدخال مواد البناء والاسمنت لقطاع غزة .

الهدم الصهيوني للمنازل الفلسطينية

كيفية هدم البيوت العربية الفلسطينية

يقول الله السميع البصير جل جلاله : { وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}( القرآن المجيد - هود ) .

تلجأ قوات الاحتلال الصهيوني بتوجيهات من الحكومة العبرية في تل أبيب ، الى هدم البيوت الفلسطينية بعدة طرق وأساليب سافلة دنيئة قبيحة ، من أهمها :
أولا : الهدم بالجرافات العسكرية الصهيونية . تنتظر قوات الاحتلال الصهيوني فترة من الزمن حتى يتم المواطن الفلسطيني بناء منزله والاقامة فيه ، فتأتي جرافات الجنزير والكاوتشوك لمنزل المواطن الفلسطيني بعد ساعات من تهديده بنيتها تدمير وتخريب ما بنته هذه الأسرة الفلسطينية بتوفيرات مالية طيلة سنوات عمرها ، فتجعل غرف ومحتويات المنزل سافلها عاليها .
ثانيا : هدم البيوت بالديناميت ، حسب طبيعة المنزل ومساحته ، وقوة بنائه ، وقربه من منازل سابقة أخرى .
ثالثا : إغلاق البيوت بالشمع الأحمر في حالة وقوع هذا البيت في عمارة سكنية مؤلفة من عدة طوابق ، فلا يمكنها هدم المنزل الا جزئيا اما بالاغلاق بالشمع الأحمر أو بالتدمير والتخريب الجزئي .
رابعا : إجبار المواطنين الفلسطينيين على هدم منازلهم بأيديهم بحجة عدم الترخيص الرسمي من الأجهزة العسكرية والمدنية الصهيونية . فيقوم المواطن الفلسطيني بهدم منزله بيديه ومعاونة بعض أفراد أسرته خوفا من تكبيده أموالا باهظة ، كثمن لهدم منزله عبر فرض غرامة مالية صهيونية أو بدل الهدم المالي في حال هدمته جرافات الاحتلال الصهيوني بتوكيل الامر لشركة صهيونية أو جرافات البلدية العبرية ، في تنفيذ هذه المهمة الحقيرة .
خامسا : الهدم الجماعي الكبير بالهجوم العسكري الجوي والبحري والبري في الهجوم الخاطف بين الحين والآخر ، أو التدمير أثناء المعارك كما حدث في العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، وتهجير عشرات آلاف العائلات الفلسطينية من منازلهم بعد تدميرها كليا أو جزئيا .
الهدم الصهيوني للمنازل الفلسطينية

ذرائع وأسباب الهدم الصهيوني للمنازل الفلسطينية

تقوم قوات الاحتلال الصهيوني باستنفار قوات كبيرة من افراد الجيش الصهيوني والشرطة الصهيونية وحرس الحدود ، لفرض حراسة مشددة على هدم البيوت الفلسطينية في الكثير من المناطق ، في المدن والقرى والمخيمات والأغوار الفلسطينية لعدة اسباب لعل من أهمها ما يلي :
أولا : تنفيذ أحد المواطنين الفلسطينية عملية فدائية أو استشهادية ، في أحد التجمعات الاستيطانية اليهودية في فلسطين الكبرى ، والتسبب بمقتل بعض اليهود الصهاينة في الثورة والانتفاضة الفلسطينية وعمليات الدفاع عن النفس وطلب الحرية والاستقلال الوطني .
ثانيا : الادعاء بأن البناء الفلسطيني شيد بدون الحصول على تراخيص عسكرية ومدنية صهيونية . ويأتي ذلك في ظل الشروط التعجيزية لاصدار رخصة بناء لبيت فلسطيني جديد .
ثالثا : مصادرة اراضي فلسطينية جديدة ، والرغبة في إجلاء حي سكني فلسطيني أو جرف أحياء سكنية فلسطينية بدعاوى إقامة حدائق يهودية .
رابعا : التذرع الصهيوني بتوسيع الطرقات والشوارع الفرعية والرئيسية ، فتقوم قوات الاحتلال الصهيوني باستدعاء أصحاب البيوت الفلسطينية  لتبليغهم بقرار هدم منازلهم ، ومنحهم فترة قانونية قصيرة للاعتراض والاحتجاج على قرار الهدم ، فيلجأ للمحاكم الصهيونية ، وهذه بدورها تؤكد على قرارات الهدم بلا وازع قانوني أو ديني أو إنساني .
خامسا : الرغبة الصهيونية في استبدال البيوت الفلسطينية ببيوت للمستوطنين اليهود في تجميع سكاني مختلط بين العرب واليهود .
سادسا : معاقبة أصحاب البيوت الفلسطينية التي تقذف قربها قوات الاحتلال الصهيوني بالحجارة والزجاجات الحارقة ( المولوتوف ) من الشباب الفلسطينيين .
سابعا : إقامة القواعد العسكرية والمعسكرات الصهيونية في فلسطين .
ثامنا : تعزيز الاستيطان اليهودي في فلسطين الكبرى .
الهدم الصهيوني للمنازل الفلسطينية

أهداف تطبيق السياسة الصهيونية بهدم البيوت الفلسطينية ؟ .. لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ

يقول الله الحي القيوم ناصر المستضعفين في الأرض جل وعلا : { رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)  فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}( القرآن المجيد - آل عمران ) .
تعتمد قوات الاحتلال الصهيوني ، بصورة رسمية ، منذ نشأة الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة ، كاستمرار للسياسة البريطانية التدميرية ، سياسة هدم وتخريب وتدمير البيوت الفلسطينية ، استجابة لرغبتها في تفريغ الارض الفلسطينية من اصحابها الأصليين واستبدالهم بمستوطنين يهود جدد يتم استقدامهم عبر الوكالة اليهودية من شتى قارات العالم لما يطلق عليه صهيونيا ( أرض إسرائيل التوراتية ) أو ( أرض الميعاد ) المزعومة التي تهدف منها الحكومة الصهيونية في تل أبيب ، لتهجير المواطنين الفلسطينيين من ارض آبائهم وأجدادهم ، وجلب ملايين اليهود في الخارج لفلسطين المحتلة .
وفي الوقت الذي تتزايد في وتيرة بناء وحدات البناء الاستيطاني اليهودي في كافة أرجاء فلسطين المحتلة وخاصة مدينة القدس ، تتزايد في هجمة الهدم الصهيونية المسعورة ضد البناء العربي الفلسطيني لسكان البلاد الاصليين . وتمثل سياسة الهدم الصهيونية اعتداء صارخا على حقوق الانسان الفلسطيني في الحصول القانوني والانساني على المأوى الآمن ، حيث تعتدي هذه الانتهاكات التهويدية على القوانين والأعراف والمواثيق الدولية في العالم .
على العموم ، تهدف قوات الاحتلال الصهيوني من هدم البيوت الفلسطينية الى تحقيق عدة أهداف وغايات خبيثة لعل من أهمها :
أولا : تدمير النفسية الفلسطينية ، وتشريد الفلسطينيين من وطنهم ، بطرد المواطنين الفلسطينيين من ارضهم وبيوتهم .
ثانيا : معاقبة الأسرة الفلسطينية التي تخرج مجاهدين أو مقاومين وطنيين من أعضاء الفصائل الوطنية والاسلامية ، للسياسات الصهيونية اللعينة . ثالثا : إلحاق خسائر مالية كبيرة بأصحاب البيوت الفلسطينية ، وتهجيرهم والحيلولة دون الاستقرار النفسي والاجتماعي للعائلات الفلسطينية .
رابعا : تطبيق إجراءات ردع عسكرية صهيونية استباقية للحد من الثورات والانتفاضات الشعبية الفلسطينية .
خامسا : التمهيد لإخراج المواطنين الفلسطينيين من ديارهم الى خارج فلسطين لتنفيذ سياسة الطرد النهائي .
سادسا : تعزيز الاحتقان النفسي والاجتماعي ضد السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الوطنية والاسلامية ، كونها لا تستطيع وقف هذه الإجراءات القمعية الصهيونية .

وقع سياسة الهدم الصهيونية على العائلة الفلسطينية

يقول الله ذو الجلال والإكرام جل شأنه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}( القرآن المجيد ، البقرة ) .
عند قيام قوات الاحتلال الصهيوني بهدم البيت الفلسطيني ، اي بيت من البيوت الفلسطينية ، في فلسطين الكبرى ، عامة وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة خاصة ، فإن حالة من الارهاب المنظم تسود في منطقة هدم المنزل الواحد او البيوت الفلسطينية الكثيرة  ، جراء الاستعراض الأمني والعسكري من قوات الاحتلال الصهيوني ، ضد المواطنين الفلسطينيين العزل .
وتتسبب هذه الحشودات العسكرية الصهيونية ممن ضلوا سواء السبيل ، في زرع حالة من الرعب والغضب والغيظ في نفوس المواطنين الفلسطينيين من العائلات الفلسطينية المكنوبة ، والتسبب في حالة هيجان وغثاء نفسي لدى الاطفال والنساء ، فتعم حالة من الحزن والأسى ، والذعر من هول المعاناة الانسانية المستجدة في لحظات هدم البيت الفلسطيني وكأننا نعيش في غابة تفترس فيها الحيوانات القوية لاي إنسان يقترب من هذه الغابة المليئة بالوحوش المفترسة ، فأي إنسانية هذه في القرن الحادي والعشرين ؟ واين وحشية تدوس على الحق الفلسطيني والكرامة والعزة الوطنية الفلسطينية ؟؟
وأما بالنسبة لدور الجمعيات الخيرية والهيئات الانسانية العربية والدولية ، في توفير ملاجئ مؤقتة لهذه العائلات المنكوبة باستئجار شقق جديدة أو تزويد المواطنين الفلسطينيين المنكوبين بالخيم والشوادر والأغطية التي تقي الحر والبرد على السواء ، فهي مسألة إنسانية تستحق الثناء والتقدير دوما ، ولكنها لا تكفي بتاتا، فيفترض وضع حل جذري لهذه الغطرسة البربرية الصهيونية ؟؟؟ وتخصيص مؤسسة حكومية وهيئات شعبية متخصصة خاصة لتنظيم أمور التعويضات المعنوية والمادية لايواء المشردين الجدد .

واقعة هدم البيت الفلسطيني

إذا الفرمانات والقوانين والقرارات الصهيونية الظالمة في الكنيست والحكومة العبرية في تل ابيب والقضاء الصهيوني اتخذت .. وإذا الحشود العسكرية الصهيونية تجمعت .. وإذا الجرافات العصرية المتوحشة احتشدت ..  وإذا أزيز صليات الرصاص تصاعدت .. وإذا جموع العسكر الصهيوني للمنزل الفلسطيني اقتحمت ..  .. وإذا هدير الطائرات في السماء تمخترت .. وإذا المنطقة الفلسطينية المنكوبة منطقة عسكرية يهودية أعلنت .. وإذا عقول المهاجمين الطغاة البغاة تعفنت .. وإذا حجارة المنزل الفلسطيني تدحرجت .. وإذا هبات غبار البناء المهدوم تناثرت .. وإذا الأجهزة الالكترونية والكهربائية تهشمت .. وإذا ابواب المنزل والشبابيك تهشمت .. وإذا صنابير المياه ضربت فسالت فتدفقت .. وإذا كتب الاطفال المدرسية وأقلامهم تكسرت .. وإذا حقائب الطلبة وألعابهم في التدمير الفاسد دفنت .. وإذا حقائب ودولايب الملابس مزقت .. وإذا طيور المنزل طارت وفوق الأشجار القريبة تحصنت .. وإذا أصوات بكاء الأطفال والنساء تحشرجت .. وإذا أيدي وأرجل أصحاب المنزل صفدت .. واعتقلوا وعيونهم عصبت .. ثم نقلوا للسجن وبطاقات هوياتهم صودرت .. وإذا جموع الفلسطينيين تجمعت .. وإذا اصوات الديناميت تفجرت .. وإذا اصوات وسائل الاعلام تبرقعت .. وإذا عملية الهدم تواصلت .. فبكت العائلات الفلسطينية والجيران باي ذنب بحظر التجول فحوصرت .. وإذا إشلاء البيت بعد أن تجمعت تفرقت .. وإذا الخسارة المادية والعينية تزايدت .. وإذا تجمعات افراد العائلة الواحدة تشتت .. وإذا الخيام لإيواء المنكوبين نصبت .. وإذا الأموال العربية والإسلامية في البنوك الربوية الأمريكية والأوروبية تكدست .. وإذا وسائل الاتصال الصهيوني تهربت .. وإذا الوحوش الصهيونية تجمهرت .. علمت ما قدمت وما أخرت .. وإذا التبرعات والمساعدات البطيئة من المتبرعين المتطوعين تدفقت .. وإذا أموال المحسنين للجهاد أقبلت .. وإذا المزايدات الاعلامية من هنا وهناك اقتربت وتباعدت .. وإذا مياه الامطار والسيول بفصل الشتاء إنهمرت .. وإذا أموال المساكين بالبيت نهبت .. وإذا الأعلام الفلسطينية بعد الهدم رفعت .. وإذا دعوات المظلومين لله العادل قدمت .. وإذا الغيوم فوق أشلاء البيت المهدوم بالماء أسكتت .. فتلك تطهيرة طهر رباني من رجس الأرجاس تقدمت .. وتلك جهنم لعذاب الكافرين الظالمين تجسدت .. فأمرها رب العباد لاستقبال الوحوش البشرية الكاسرة فأستعرت .. فهذه العدالة الربانية قد تحصلت .. فكلما زاد الظلم بالأرض المقدسة فاسنان وأضراس الظالمين تقلعت .. وجاءت النهاية لاحتلال بني صهيون لفلسطين بعد أن تأجلت ...

بشارات عقابية ليهود الكيان الصهيوني

يا أيها الذين ظلموا من سفهاء بني صهيون ، ممن أصدروا قرارات هدم البيوت الفلسطينية : إنتظروا عقابا وعذابا أليما من الله القوي العزيز شديد العقاب . هل تفكرون بأن الله لن يعاقبكم على قراراتكم السادية العنصرية ؟ لماذا تعتدون على البيوت الآدمية الفلسطينية ؟ إن قوتكم ستخور يوما وستنكسون في الخلق ولن ينفعكم ظلمكم وتجبركم بالعائلات المنكوبة ؟ فيد العدالة الالهية ستطالكم ولو كنتم في بروج مشيدة وسيكون عقابا مزدوجا بالدنيا والآخرة عاجلا وآجلا في الآن ذاته .
وأنت أيها السائق الصهيوني للجرافة العسكرية أو المدنية : قف وفكر ، ولا تتلقف الأمر العسكري أو القرار المدني لتمارس السادية في هدم البيوت الفلسطينية ؟ فسيعاقبك الله العزيز الحكيم عقابا دنيويا وأخرويا ، ولن تفلت من العقاب الإلهي ، لأن الله يمهل ولا يهمل . تذكر هذا القول ، فسوف تعاقب في يديك التي تقود مقود الجرافة اللئيمة ، وستعاقب في قدميك التي تدوس بها على دواسة الوقود والتوقف للتقدم والتأخر لمواصلة جرف المنزل الفلسطيني غير الأمن من ظلمكم ، وستعاقب في عينيك التي تنظر لهذا لتمارس الهدم اللعين ، وسيحرقك الله حرقا في نار جهنم وبئس المهاد .
يا سائق جرافة الهدم الصهيونية ، إياك أن تقترب من حمى البيوت الفلسطينية ، فإذا كنت قويا بطغاة العصر من بني جلدتك الصهاينة اليهود الحاقدين فتذكر قوة الله الواحد القهار عليك وعلى أمثالك من الطغاة البغاة ؟
أيها الجندي الصهيوني .. أيها الشرطي اليهودي .. هل تفرح لبكاء المنكوبين المعذبين من النساء والاطفال الفلسطينيين ؟ ولماذا تفرح لذلك ؟ وهل تفرح لاعتقال الرجال من الشباب وكبار السن وتصفيد ارجلهم وتربيط ايديهم للخلف ، وتعصيب عيونهم ، الذين يقاومون سياستكم العنصرية لهدم البيوت الفلسطينية ؟ تذكروا أن عقابكم سيكون عقابا لا مثيل له من رب العالمين ، أحكم الحاكمين وأعدل العادلين ولكن بعد حين .

بشرى إسلامية سوية .. رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

يقول الله الغني الحميد جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) }( القرآن المجيد - التحريم ) .

يا أيها الذين هدمت بيوتهم ، إصبروا واربطوا في ارض الرباط رغم تكالب وتآمر الأعداء الطارئين ، فالصبر مفتاح الفرج ، ولن ينساكم الله من عدالته ، فستنالون حقكم العادل من رب العالمين ، فهو القاهر لجميع عباده ، فالله يمهل ولا يهمل الظالمين المتجبرين الذين دمروا بيوتكم فسيدمر الله نفوسهم ودورهم وعائلاتهم وطغيانهم ولو بعد حين .
يا أيها الذين تفاجئوا بقرارات هدم بيوتهم ، دافعوا عن أنفسكم ، ولا تخافوا من هؤلاء الطغاة البغاة الظالمين ، الذين تركوا أوطانهم في قارات آسيا وافريقيا واوروبا وامريكا الشمالية والجنوبية واستراليا ، واحتلوا الوطن الفلسطيني العزيز بالأرض المقدسة .
يا ايها الأطفال الصغار .. ويا ايتها النساء المنكوبات بهدم بيوتهم التي تأويهم في فصول السنة الأربعة ، اصبروا فسوف يعوضكم الله عوضا عظيما وابقوا مرفوعي الرؤوس ولا تخافوا هؤلاء الظالمين .

دعوة للمحسنين .. النفير .. النفير

يقول الله الحميد المجيد عز وجل : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)}( القرآن المجيد - آل عمران ) .
ايها الجيران الكرام .. ايها المؤمنون .. أيها المحسنون .. ايها التقاة الأبرار .. يا ابناء الطائفة المنصورة في الأرض المقدسة
النفير .. النفير .. النفير .. لا تنسوا إخوانكم وابناء شعبكم من مساهماتكم الايمانية في إعادة بناء البيوت المهدومة ، بأفضل ما كانت سابقا قبل هدمها والاعتداء عليها بالتدمير الفاجر ، فانفقوا في سبيل الله ، فهذا الانفاق المالي والوقوف المعنوي ، هو جهاد في سبيل الله في حالة الاقبال لا الادبار ، لتعزيز صمود أبناء الأرض المقدسة في أرض الله ... ساهموا في إيواء المنكوبين المتضررين الفلسطينين من فساد وإفساد الدخلاء الطارئين الظالمين .. خذوا بايدي هؤلاء المستضعفين في الأرض الذين فقدوا المأوى ، وما كلفهم من مال وفير من ما جمعوه طيلة سني حياتهم ، ولا تبخلوا عليهم بالمساعدات النقدية والمساهمات العينية والتموين .. لقد ألحق الظالمون المتجبرون الظلم بهذه العائلات الفلسطينية لا لسبب سوى أنها فلسطينية تقيم في أرض الاباء والأجداد ، أرض الإسراء والمعراج .. فالنخوة النخوة .. والشهامة الشهامة .. والكرامة الكرامة .. وبارك الله في كل من يقدم المساعدة حسب استطاعته والله لا يضيع اجر المحسنين .

أيها الإعلام الملتزم وطنيا وقوميا وإسلاميا في كل مكان .. أيها الاعلاميون النشامى ، إفضحوا بوسائلكم المتاحة وحشية وغطرسة وهذيان الاحتلال الصهيوني بفلسطين المحتلة بكل ما أوتيم من قوة إعلامية وبلاغة كلامية ، فالجهاد الاعلامي في العالم ، له دور كبير في تغيير الفساد وردع الفاسدين الغاوين من جند إبليس  .

نداءات عربية وإسلامية وإنسانية

ورد في صحيح البخاري - (ج 8 / ص 312) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ " .

أيتها الأمة العربية في الوطن العربي الكبير ، أين دفاعك عن فلسطين وأهلها ؟
ايتها الأمة المسلمة ، في الوطن الإسلامي الأكبر وفي العالم أجمع .. إلى متى ستبقين تغطين في سبات عميق حيال استفراد بني صهيون بأهل الأرض المقدسة ؟؟!
يا ايتها الأمم والشعوب الإنسانية أين مواقفكم النبيلة التي تقف سدا منيعا أمام الوحشية العسكرية الصهيونية ؟ ما لكم تتفرجون على نكبات فلسطين المتتالية ؟ اين الضمير الإنساني ؟ واين العدالة الدولية ؟ واين مقاتلي الحرية في العالم ؟؟؟ اين أنتم جميعا ؟؟؟.

التصدي لسياسة الهدم الصهيونية لبيوت الفلسطينيين

يفترض وضع حد جذري للسياسة القمعية العسكرية الصهيونية ، المتمثلة بهدم البيوت الفلسطينية ، فإلى متى تستمر هذه السياسة التخريبية القمعية ضد أهل البلاد الأصليين ، بغض النظر على الحجج والمبررات الواهية .
فعملية بناء البيت في فلسطين تكلف جهدا ومالا وزمنا طويلا ، بينما لا تستغرق عملية الهدم الصهيونية للبيت الفلسطيني ساعات قليلة . فلماذا لا يتم التصدي لهذه السياسة الجهنمية الدنيوية ، فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وإقليميا ودوليا ؟.
ترى ما هو دور التنسيق الأمني الفلسطيني الصهيوني للحيلولة دون تشريد المواطنين الفلسطينين من بيوتهم ؟؟؟!
ومن ناحية أخرى ، ما دور الحركات والأحزاب العربية الممثلة في الكنيست العبري حيال هذه السياسة الصهيونية الاجرامية .
وما هي فائدة العضوية العربية الدينية والقومية والاسلامية ، بالكنيست ( البرلمان ) الصهيوني ؟؟!
وما دور منظمات المجتمع المدني المدعومة من الدول الأوروبية في ردع هذه الاجراءات القمعية الصهيونية ؟ أين المدافعين عن حقوق الانسان الفلسطيني في العالم ؟
وأين دور ما يسمى باللجنة الرباعية ( الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والاتحاد الاوروبية والأمم المتحدة ) ضد هذه السياسة الاجرامية الصهيونية ؟!!

كلمة أخيرة .. وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ

يقول الله الواحد القهار تبارك وتعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد - الصافات ) .

يا أيها المدافعون عن الوجود العربي الاسلامي الفلسطيني في الأرض المقدسة .. لا تحزنوا ولا تقلقوا ولا تياسوا .. ولا تخافوا المجرمين .. طوبى لكم .. طوبى لكم .. طوبى لكم .
يا ايها الصابرون المرابطون فوق ثرى فلسطين ، إن الاحتلال الأجنبي الظالم الطارئ زائل عاجلا أو آجلا ، وإن النصر آت لا محالة ، فالبشرى الالهية صادقة في نصر المؤمنين ، من عباده المتقين ، والبشرى النبوية قريبة ولا بد من بزوغ فجر شمسها ، شمس الحرية والاستقلال والانعتاق من الاحتلال الصهيوني الاجنبي .
أيها المحسنون في فلسطين وفي الوطن العربي الكبير وفي الوطن الاسلامي الاكبر وفي العالم أجمع ، إن الله يحب المحسنين ولن يضيع الله أجر المتقين المنفقين في سبيل الله لنصرة المظلومين المستضعفين في الأرض .

وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) . كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تحريرا في يوم الخميس 20 رجب 1434 هـ / 30 أيار 2013 م

جوال فلسطين : 0598900198

بريد الكتروني : k_alawneh@yahoo.com
خريطة  فلسطين Map of Palestine

ليست هناك تعليقات: