الثلاثاء، 21 مايو 2013

أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ .. عشرات شهادات الدكتوراه لأساتذة بجامعات فلسطينية برسم الماجستير ؟؟! ( د. كمال إبراهيم علاونه )

د. كمال إبراهيم علاونه - رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ .. عشرات شهادات الدكتوراه لأساتذة بجامعات فلسطينية برسم الماجستير ؟؟!
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) }( القرآن المجيد - هود ) .  وورد في سنن أبي داود - (ج 12 / ص 472) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ " .

إستهلال

40 دكتورا بإحدى الجامعات المحلية الفلسطينية تحاسبهم الإدارة ماليا على جهدهم بموجب الاستحقاق المالي لدرجة الماجستير ولا تعترف بالدكتوراه ، لأنها مجمدة وتعاني من وقف التنفيذ منذ بضع سنين ؟ ولا ننسى عشرات حملة الماجستير أيضا الذين  تحتسب لهم الرواتب بموجب شهادات البكالوريوس ظلما وعدوانا وتعديا سافرا على حقوقهم ؟
- خريج دكتوراه بجامعة فلسطينية : استغلتني إدارة الجامعة لحاجتي للعمل ؟
- دكتور جامعي : فضلت العمل بوطني .. فظلمت ظلما ماليا ومعنويا كبيرا !
- الابتزاز المالي والموالاة الشخصية والواسطة الاجتماعية والسياسية سيدة الموقف ..
- وعود بتسوية أوضاع بعض حملة الدكتوراه برسم الماجستير ، وتنكر للبعض الآخر ؟؟
- نقابات العاملين بهذه الجامعات المحلية : ساهية أو متواطئة أو تابعة للإدارة أو لا تعلم شيئا ..
- قبول هؤلاء الدكاترة بالغبن المالي المجحف بسبب الخوف من البطالة والجلوس بالبيت واليأس والقنوط ..
- دكاترة نحن بحاجة لمن يقف معنا : النقابات الجامعية ووزارة التعليم العالي ووسائل الاعلام الجماهيري واتحاد الجامعات العربية والعالمية

بيان حجم المشكلة

صرح بعض حملة شهادة الدكتوراه في جامعات فلسطينية بأن هناك عشرات الأكاديميين من حملة شهادة الدكتوراه في جامعات محلية ومنهم أكثر من 40 أكاديميا يحملون الدرجة الجامعية الثالثة ( الدكتوراه ) ولا تحاسبهم شهريا إدارة الجامعة سوى على المستحقات المالية اللازمة لشهادة الماجستير ، علما بأن هذه الإدارة تعترف بشهادات البعض من نفس الجامعة ، ورقته لرتبة عميد كلية لأنه مدعوم سياسيا ومن منطقة جغرافية أو بلدة واحدة ، أو منحته رئيس قسم في وقت من الأوقات ، ولا تعترف بشهادات البعض الآخر من نفس الجامعة ، ترى ما الحل ؟

التوفيرات المالية البسيطة .. اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى

يقول الله العظيم الحليم جل جلاله : { وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) }( القرآن المبين - المائدة ) .

برأينا ، فإن استغلال إدارات بعض الجامعات الفلسطينية لحقوق هؤلاء الاكاديميين من حملة شهادة الدكتوراه ، من مختلف التخصصات الاجتماعية والانسانية ، كالشريعة والاقتصاد والمحاسبة والقانون والعلوم السياسية والتاريخ والإدارة والتربية وسواها ، ينذر بدق ناقوس الخطر في الحرم الجامعي وفي المجتمع ، حيث يسبب هضم حقوق هذه الفئة الجامعية لمعاناة مالية ونفسية وإدارية ومجتمعية فردية وجماعية . فالمخصصات المالية التي يجري اقتطاعها قسرا من رواتب هؤلاء العاملين بالهيئات الاكاديمية الفلسطينية عبر الابتزاز والاشتراط في التعيين على اساس الماجستير لا الدكتوراه غير ضخمة بل يأتي هذا الخصم لتقليل حملة شهادة الدكتوراه الملتحقين بالجامعات العربية والآسيوية ، وخاصة الجامعات ذات التوجهات الاسلامية ، وفي المقابل المناقض تشجيع الالتحاق بركب الجامعات الغربية الاجنبية كالجامعات الامريكية والاوروبية وغيرها المعروف عنها بالانحلال الاخلاقي والفساد الاداري والسياسي علما بأن الكثير من الجامعات الغربية لديها مكاتب لاعداد شهادات الدكتوراه في مختلف التخصصات الاكاديمية العلمية والانسانية بمبالغ مالية تتراوح ما بين 10 - 20 ألف دولار ؟ وليس كل من يتخرج من جامعة غربية : أمريكية او أوروبية هو مؤهل أكثر من خريج الجامعات العربية ، بل العكس هو الصحيح . فاين العدالة يا دعاة التقدم والازدهار ، والجامعات المتفوقة ؟ هل بهذا الانتقاص من حقوق الآخرين دون وجه حق تحققون الانتصار على هذه الفئة المستضعفة ؟ سدوا هذه الثغرة ولا تتمادوا في تطبيقها بحرمان نخبة من الاكاديميين من حقوقهم الشرعية غير القابلة للتصرف .

الأسباب والعوامل الدافعة للانتقاص من حقوق بعض حملة الدكتوراه

جاء في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 21) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " .
بعد البحث والتيقن من هذه المسالة من الجهات المختصة ذات العلاقة ، بعيدا عن التهريج والتمويج ، والتقزيم والتفخيم والتضخيم ، فإن إدارات هذه الجامعات لا تعترف بشهادات البعض من ( الاساتذة ) الدكاترة والمحاضرين من حملة الماجستير ، من المتفرغين وغير المتفرغين على السواء ، بأثر رجعي ، دون سابق إنذار ، فوضعتها مجمدة في الثلاجة ، مع وقف التنفيذ ، وتعترف بشهادات البعض الآخر حسب المزاج والولاء الشخصي والاداري والفئوية الحزبية الضيقة والجهوية الجغرافية المقيتة ، بدعاوى شخصية وعنصرية مستندة الى الكراهية والبغضاء والحسد والحقد الدفين ، بمبررات ودعاوى هشة واهنة ، تتمثل بأن هذه الشهادات صادرة من جامعات دول عربية ( سودانية ومصرية وعراقية أو اردنية ) أو إسلامية ( الجامعات الماليزية ) أو اشتراكية ( الكتلة الشرقية ) أو الهند . ويمكن أن تكون الأسباب الظاهرة والباطنة هي سياسية - أكاديمية ، تتمثل في مقاطعة هذه الجامعات العربية لإدارة هذه الجامعات الفلسطينية ، أو سوء تفاهم بين إدارة هذه الجامعة أو تلك مع إدارات تلك الجامعات العربية العريقة .
ويمكن أن تكون الأزمة المالية المستفحلة في الجامعة الفلسطينية المعنية هي التي حدت بإدارة الجامعة لسلوك هذا السلوك العنصري غير السوي ، وربما هناك أسباب أخرى تتمثل في أن تلك الجامعات إسلامية أو اشتراكية وتحاربها إدارات هذه الجامعات الفلسطينية العلمانية الضعيفة . هذا علما بأن جميع الجامعات العربية هي أعضاء باتحاد الجامعات العربية قبل ان تنتمي لها الجامعات الفلسطينية الموقرة .

الحلول المثلى لرد الاعتبار من الحقوق المالية لبعض حملة الدكتوراه

يقول الله الحميد المجيد تبارك وتعالى : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آَمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87) }( القرآن المجيد - الأعراف ) .
هناك الكثير من الحلول الودية التوافقية ، والقانونية والنقابية والعشائرية والسياسية والإدارية ، والحلول المثلى يمكن أن تتم بعدة طرق واضحة بلا لف أو دوران أو مواربة من أهمها الآتي :
أولا : الافصاح الاعلامي العلني عن إدارة هذه الجامعات إذا لم ترتقي الى الوضع السليم وتعطي كل ذي حقه حقه ليس من باب الذم أو التشهير وإنما من منطلق الاصلاح والمساواة بين جميع حملة الدكتوراه وعدم استغلال الحاجة للعمل للابتزاز على ارض الواقع .
ثانيا : حث وزارة التعليم العالي في رام الله لتبني هذه المسالة وإنصاف المظلومين ، فلماذا لا تعترف إدارات هذه الجامعات بشهادة المعادلة والاعتماد الصادرة عن الوزارة ، علما بأن الوزارة تقدم مبالغ مالية سنوية لدعم هذه الجامعات المحلية . فتصرفات إدارات بعض الجامعات الفلسطينية غير لائقة في هذه المسالة ، علما بأن هذه الجامعات الفلسطينية لها سمعتها الاكاديمية المعترف بها عربيا وإقليميا ودوليا .
ثالثا : المراجعة الجماعية لإدارات هذه الجامعات الفلسطينية ، عبر اتحاد نقابات اساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية ، كإطار نقابي يدافع عن حقوق العاملين ، بلا استثناء . فأين نقابات العاملين في هذه الجامعات من هذه التظلمات لأعضاء هيئات تدريسية زملاء لهم ، أم أن هذه النقابات أداة طيعة في أيدي إدارات هذه الجامعات ، ولماذا تقبل الهيئات العامة بهذه النقابات التي لا تمثل تطلعات وهموم العاملين في هذه الأروقة الجامعية .
رابعا : رفع قضية قانونية جماعية أمام محكمة العدل العليا الفلسطينية ، عبر عدة مكاتب محاماة ، وتبني من نقابة المحامين نفسها لهذه المعضلة ، فالأمر بحاجة للدفاع عن حقوق ومصالح هذه الفئة العلمية المنكوبة ، ولا داعي لتوكيل مكتب محاماه وحده يمكن أن يخضع للابتزاز وممارسة الضغوط والتأثيرات السلبية عليه من هذه الجهة أو تلك .
على العموم ، افاد بعض المحامين ، بأنه في حالة رفع قضية ضد إدارات هذه الجامعات بصورة فردية أو جماعية ، فإن القضاء الفلسطينيين ، سيحكم لصالح المتضررين ، خاصة في حالة كانت شهادات الدكتوراه معترف بها من وزارة التعليم العالي في رام الله ، وحض هؤلاء المحامين الفئات المتضررة من هذه المسالة لعدم الخوف فالقانون سيكون في صفهم وما عليهم سوى رفع الدعوى ضد مستغليهم . وكتأكيد آخر ، قال بعض المحامين إن القانون سيطالب إدارات الجامعات المعنية بتعويض المتضررين طيلة الفترة السابقة ، ما لم يتم تسوية المسائل المالية بالتراضي .

طبيعة الأضرار الواقعة على الاساتذة المظلومين جراء التهميش والتشويش

نكتب هذه المقالة الاعلامية الموضوعية المتواضعة ، ، استجابة لما ورد في صحيح البخاري - (ج 8 / ص 312) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ " . وليس للتشهير أو التهويش أو التمجيد أو التحديد لأي كان ، أو التقريع والتفزيع لأي إدارة جامعية كانت ، فهذه الجامعات جامعاتنا ، بنيناها لبنة لبنة وحجرا حجر ، بالتعاون الثلاثي الوزارة وإدارة الجامعات وطلبة ، سواء بسواء ، وهؤلاء النخبة هم أساتذة لابنائنا وبناتنا ، وإخوة وزملاء لنا ولكم في الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا والعمل والمصير المشترك والهموم والتطلعات والأماني ، كما أنتم ، يجب معاملتهم بالحسنى والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والقانونية ، فالجميع سواسية كاسنان المشط ، هكذا علمنا إسلامنا العظيم ، وأن نقول الحق ولا نخاف في الله لومة لائم .
ويمكننا القول ، إن عملية الاستهزاء والاستخفاف والتجاهل والتهميش والتهويش والتشويش غير القويمة هذه تقع ضمن بوتقة الاستغلال الاقتصادي والظلم الاجتماعي والقهر السياسي والاستبداد الإداري ، ضد نخبة علمية فلسطينية ، من الاساتذة من حملة درجة الدكتوراه غير المعترف بدرجتهم العلمية الثالثة ، تلحق وتسبب اضرارا نفسية ومعنوية ومالية وأكاديمية وإدارية ماحقة ، بصورة فجة ومباشرة ، تتمثل بالآتي :
اولا : الضرر المالي : الانتقاص المالي من قيمة المستحقات المالية الشهرية التي تتراوح ما بين 300 - 400 دينار اردني بالمتوسط ، وعند نهاية الخدمة الفعلية عند تجاوز هذه الفئة سن العمل القانونية في الجامعات وهي 65 عاما . وبالتالي فإن عملية الاستغلال الاقتصادي تدمر حياة الانسان المادية بلا مبرر .
ثانيا : العقاب النفسي المعنوي لهذه الفئة ، بسبب التحاقها بجامعة عربية وإسلامية وإفريقية وإسيوية وشرقية اشتراكية .
ثالثا : الحرمان من الترقيات الاكاديمية لدرجات الاستاذ المساعد والاستاذ المشارك والاستاذ الدكتور ( الاستاذية ) .
رابعا : التقليل من القيمة الاكاديمية للشخصية الفلسطينية ، وهذا الأمر يقلل من الهيبة الاكاديمية لدى المجتمع المحلي ، فهذه الثغرة الاكاديمية الادارية الباطلة قانونيا تجعل إنسانية الانسان في مهب الريح .
خامسا : عدم تمكين هذه الفئة من استرداد كلفة الحصول على الدكتوراه وتسديد الديون المترتبة عليها .
سادسا : معاقبة الأخرين ، كإجراء وقائي ضد كل من يفكر الدراسة بالجامعات العربية والافريقية والاسيوية والافريقية وغيرها .
سابعا : الانعكاس السلبي على خريجي الجامعات الفلسطينية في الحصول على القبول في الجامعات العربية مستقبلا .
ثامنا : توتر العلاقات بين الجامعات الفلسطينية وأخواتها وزميلاتها الجامعات العربية ، وبالتالي انقطاع الود والتبادل العلمي والثقافي بين مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية برمتها وتلك الجامعات العربية .
تاسعا : تراجع الانتاج العلمي ، وإنعدام الانتماء الجامعي ، وعدم الاخلاص الحقيقي في العمل بالتدريس الاكاديمي . وتردي الأوضاع النفسية للمظلومين بلا ذنب اقترفوه ، حيث سألوا وزارة التعليم العالي مسبقا قبل التحاقهم بهذه الجامعات ، وافادتهم بأنها تعترف بتلك الجامعات وليس لديها اي تحفظات عليها بتاتا ، وهي بالفعل جامعات مدرجة على قائمة الجامعات المعترف بها فلسطينا بصورة رسمية . ويمكن القول ، إن خريجي هذه الجامعات أكثر ديناميكية وثقافة وحيوية وشجاعة وإخلاصا وانتماء لفلسطين وامتهم العربية والاسلامية ، من الكثير الكثير من خريجي الجامعات الغربية .
عاشرا : إنتشار الكراهية والحقد والحسد بين الاساتذة من حملة الدكتوراه أنفسهم وزملائهم من جامعات اخرى تعترف بها إدارات الجامعات الفلسطينية المعنية ، وضد الادارة بصورة خاصة ، فتسود علاقات الشك والريبة والاحباط تجاه الادارة الظالمة . وتبدو المعادلة المبتورة بالصراع الخفي والعلني بين الظالم والمظلوم .

حملة الدكتوراه الآخرين .. ليسوا بأكفأ من المحرومين

ورد بمسند أحمد - (ج 26 / ص 123) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ فَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ وَلَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى لَهُمَا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ " .

من خلال الالتقاء مع بعض حملة الدكتوراه ممن تتنكر بعض إدارات الجامعات الفلسطينية بالضفة الغربية ، والاطلاع على رسائل أو أطروحات الدكتوراه ، ومتابعة إنتاجهم العلمي الغزير ومحاضراتهم الوافية ، رأينا أنه لا تنقصهم لا الشهادة العلمية أو الخبرة التدريسية وانهم على راس عملهم ، وان بعضهم فاز بتقديرات علمية وأوسمة تكريمية ممتازة داخلية وخارجية مرموقة . وبالتالي فإن الظلم الواقع عليهم ليس له ما يبرره ، وليس لإدارة الجامعة أن تبتز وتتعسف ضد هؤلاء الناس من الفئة العصامية التي ارتقت لدرجة الدكتوراه في تخصصها ، ومنحت بجدارة شهادتها العلمية الثالثة ، بإصدار واعتماد أكاديمي وإداري رسمي لا وهمي من إحدى الجامعات العربية الأكفا والأقدر من هذه الجامعة الفلسطينية أو تلك . فلا يجوز لادارة الجامعة الفلسطينية باي حال من الاحوال ، وتحت أي ظرف من الظروف ، الطعن في صدقية مصداقية شهادات الدكتوراه أو تكذيب مؤهلات حاملي هذه الشهادات . ونود التأكيد أن ايا من شهادات الدكتوراه لحامليها المظلومين ليست مزورة أو مزيفة بشهادة وزارة التعليم العالي التي تجري الفحص والتمحيص والاتصال الوجاهي والهاتفي والكتابي مع السفارات والقنصليات الفلسطينية في الخارج ، قبل المصادقة على معادلتها  .
ومن نافلة القول ، إن حاجة الجامعة لهذه الفئة الاكاديمية من حملة درجة الدكتوراه جعلت إدارة الجامعة تعمل على توظيفهم والاستفادة من تخصصاتهم وفعالياتهم النبيلة الجليلة لتقديم خدماتهم الاكاديمية للمساهمة في تنشئة الاجيال الجامعية الفلسطينية المستقبلية في فلسطين الارض المقدسة . فإن كانت مسألة ( المسح الأمني ) أو الاقصاء الوظيفي المباشر أو غير المباشر في الفترة السابقة ، هي التي حدت بوضع هذه الفئة الجامعية على الهامش المالي ، فقد تم تسوية الأمور في التربية والتعليم بقرارات سياسية وقضائية ، والجامعات الفلسطينية أحوج ما تكون لتسوية تظلمات افرادها الذين يئنون أنين الحزين بلا رحمة من المسؤولين ؟؟

وزارة التعليم العالي ومجلس التعليم العالي .. والجامعات الفلسطينية

يقول الله الحسيب الرقيب ، أعدل العادلين وأحكم الحاكمين ، جل جلاله : { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) }( القرآن المجيد - الزلزلة ) .

وزارة التعليم العالي هي الوزارة المكلفة بالاشراف الحكومي على شؤون الجامعات المحلية الفلسطينية ، فهناك 15 جامعة فلسطينية عامة وحكومية وخاصة ، ونحو 30 كلية جامعية متوسطة حكومية وعامة وخاصة ، تستوعب جميعا قرابة 220 ألف طالب وطالبة في هذا العام الاكاديمي في الضفة الغربية وقطاع غزة . وهذه الوزارة هي التي تمنح التراخيص الجامعية الكلية للجامعات نفسها ، والتراخيص الجزئية لإنشاء الكليات والاقسام والبرامج الجديدة والتخصصات المستجدة للدبلوم المتوسط والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه ، بناء على توفير معايير ومتطلبات أكاديمية ضرورية وحيوية لنيل الترخيص الرسمي من طواقم وإدارات الوزارة .
وتتحمل الإدارات العامة وطواقم وزارة التعليم العالي المسؤولية الكبرى في الإشراف على مسيرة التعليم العالي بفلسطين ، سواء أكان بالتعاون مع إدارات هذه الجامعات أو كلياتها وأقسامها ومجالس الطلبة فيها المفروزة من الكتل الطلابية عبر الهيئات التمثيلية . وكتحصيل حاصل يفترض في طواقم وزارة التعليم العالي أن تكون قوية قلبا وقالبا في إحقاق الحقوق للجميع : إدارات وعاملين وطلبة ، وليس محاباة الباطل والسكوت عن حقوق العاملين ، والتنكر الضمني أو السري الباطني لأهلية الشهادات العلمية والانسانية من درجات الدبلوم المتوسط والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه .

سريان القرار التعسفي بأثر رجعي .. والبطلان القانوني ..  وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ

جاء بسنن الترمذي - (ج 9 / ص 39) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " .
من الملفت للنظر أن هذا القرار الظالم المتخذ ضد ثلة من الأكاديميين النخبة في تخصصاتهم المتنوعة بالجامعات الفلسطينية هو قرار متسرع مفاجئ ولا يرتقي الى الموضوعية القانونية أو الدينية أو السياسية أو الاجتماعية أو الادارية باي حال من الاحوال ، فقد اتخذ بليل باثر رجعي وبذلك فهو باطل بطلانا قانونيا بصورة باتة ولا يقوم على أسس أو قواعد مدروسة بل استعراضية لا دخل لها بالتقييم الاكاديمي ، وخاصة أن هناك بعض الاكاديميين من خالف قرار وزارة التعليم العالي بالمكوث سنة دراسية متصلة غير منفصلة فلم يقطن لفصلين دراسيين متتالين في مكان الجامعة بهذه المدينة أو العاصمة العربية أو تلك ، ورغم ذلك جرت عملية ترقيته لعميد كلية مع احتساب البدل المالي بالتمام والكمال مع إضافة العلاوة الادارية له ، والأسماء محفوظة لدينا لا داعي لذكرها عبر الاثير الاعلامي ويمكن كشفها لاحقا إذا استدعت الضرورة ذلك . وهذا يدلل على العفوية الاستعراضية دون تخطيط مسبق ويبين بصورة تامة المحاباة والانحياز الاداري لدواعي الجهوية الجغرافية غير السوية .

الجامعات الفلسطينية .. وغياب تخصصات الدكتوراه

رغم إنشاء الجامعات الفلسطينية ، منذ نهاية العقد السابع من القرن العشرين الماضي إلا أن هذه الجامعات لم تطور نفسها لمنح شهادة الدكتوراه في تخصصات متعددة ، وبقيت جامعة النجاح الوطنية بنابلس تراوح مكانها في منح شهادة الدكتوراه في تخصص واحد . وفي ظل غياب منح درجة الدكتوراه بالجامعات الفلسطينية اسوة بالجامعات العربية والاجنبية ، لأسباب شتى ، فإن الكثير من حملة شهادة الماجستير يضطرون للالتحاق بالركب الجامعي العربي أو الأجنبي المتاح أمامهم جغرافيا وأمنيا وسياسيا وماليا لتطوير أنفسهم علميا بانفسهم بلا منح و بعثات مختصة ، فهل نعاقب هؤلاء المبدعين بحرمانهم من الاستحاقات الاكاديمية والترقيات العملية والبدل المالي المناسب ، لا والف لا ؟ بل يجب تكريمهم ومنحهم فرصتهم كبقية زملائهم دون واسطات سياسية أو قبلية وعشائرية وجهوية .
وبناء عليه ، فإن جميع إدارات الجامعات الفلسطينية مطالبة بالاعتراف العلني الصريح بجميع شهادات الدكتوراه الصادرة عن الجامعات العربية ذات العضوية باتحاد الجامعات العربية ، وبجميع الشهادات العلمية الصادرة والموثقة ومختومة بتواقيع وأختام وزارة التعلمي العالي . وإذا لم تلتزم إدارات الجامعات ومجالس أمنائها بتواقيع وأختام وتراخيص وزارة التعليم العالي فإن مسيرة التعليم العالي لن تستقيم ولن يكتب لها القبول والنجاح المجتمعي الفلسطيني والعربي والعالمي .
وإدارات الجامعات مدعوة لاحقاق الحق ، وعدم الانحراف تجاه الأقاويل والاباطيل والشائعات ضد هذه الجامعة أو تلك ، فالحق أحق أن يتبع ، وتصحيح الأخطاء افضل بكثير من التمادي في الانزلاق باتجاه الباطل وحرمان الآخرين من حقوقهم العلمية الاكاديمية والمالية والمعنوية ، فارحموا من في الأرض يرحمكم من بالسماء ، وارضوا لغيركم ما ترضونه لأنفسكم فبادروا لارجاع المظالم لاصحابها قبل فوات الأوان ، فالتاريخ الجامعي لا يرحم .

الرأي الإسلامي .. حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا

ورد في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 52) عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ " .
كما جاء بسنن الترمذي - (ج 8 / ص 499) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ . قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ قَالَ وَمَعْنَى قَوْلِهِ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ يَقُولُ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ لَا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ " .

كلمة أخيرة .. أسئلة كثيرة بحاجة للاجابة الفورية والآنية

جاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 4) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ :" أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنَزِّلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ مَعَ مَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }" .
بصفتي كنت مشرفا سابقا على شؤون التعليم العالي ( الوزارة والجامعات والطلبة ) في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية الحكومية برام الله ، لمدة سبع سنوات ما بين 1994 - 2001 م ، وعملت مديرا للعلاقات العامة بوزارة التعليم العالي برام الله ، لحوالي ثلاث سنوات ، وأستاذا جامعيا سابقا وحاليا في عدة جامعات فلسطينية ، لمدة 10 سنوات متصلة غير منفصلة وتشرفت برئاسة نقابة العاملين بجامعة فلسطين التقنية لمدة 18 شهرا قبل استقالتي اختيارا في 18 كانون الاول 2008 م . فإنني ، بعد التوكل على الله العلي العظيم ، الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، اقول والله المستعان :
إن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، فلماذا الاجحاف بحق فئة من الفئات الجامعية التي أنفقت جزاء كبيرا من مالها وقطعته عن نفسها وعن أسرتها لسنوات عدة ، في سبيل الارتقاء والازدهار بالحصول على الشهادة الجامعية الثالثة ( الدكتوراه ) لتحرمونها من حقوقها القانونية  ؟ واين الضمير الانساني لهذه الإدارات الجامعية ؟؟؟ ولماذا يسكت هؤلاء الدكاترة أنفسهم على الظلم الاكاديمي والنفسي والمالي  ؟ أهو الخوف من الاستغناء عن خدماتهم بهذه الجامعات ؟ أم الخوف من المستقبل ؟ وهل يعطي هؤلاء الدكاترة محاضراتهم بنفسية مرتاحة في ظل هذا الغبن القانوني والاداري والمالي ومن خلفا الظلم السياسي ؟ ولماذا ترضى وزارة التعليم العالي بهذه المسالة الانتقاصية لتوقيعاتها وأختامها الرسمية ؟ وهل الوزارة متواطئة ضمنيا أو علنيا مع إدارة هذه الجامعات الفلسطينية ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ ومتى سيتم إنهاء هذا الاستغلال بحق حملة الدكتوراه هؤلاء ؟ هل هم حقا ضعفاء أكاديميا وسياسيا وإداريا وماليا ، وليس لديهم ظهر قوي وواسطات عليا ؟ ولماذا السكوت عن المطالبة بالحقوق المالية ؟ واين اتحاد نقابات العاملين بالجامعات الفلسطينية ؟؟! واين وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية والانترنت في الرقابة والمراقبة والمحاسبة للمتجبرين بغيرهم ؟
هذه الأسئلة وغيرها نضعها أمام صناع القرارارت الجامعية في فلسطين باعتبارها وطننا العزيز الذي يتوق للحرية والاستقلال الوطني والتخلص من الاحتلال الصهيوني الاجنبي ؟ فإذا لم ننصف أنفسنا بأنفسنا فكيف سنحصل على حقوقنا من المحتلين الغرباء الطارئين على الأرض المقدسة ؟
وسؤالنا لإدارات هذه الجامعات : هل سترضى هذه الشخصيات الحاكمة في الجامعات بالغبن لو وقع عليها ذاتها ؟ والى متى ستتحمله ؟

وأخيرا وليس آخرا نقول : ومن يهن يسهل الهوان عليه ليس لجرح بميت إيلام ...

وختامه مسك ، فندعو بهذا الدعاء الخالد الذي ورد بكتاب الله العزيز : {  رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) }( القرآن المجيد – البقرة ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .  { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .
سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: