الاثنين، 13 مايو 2013

التوظيف الحكومي في التربية والتعليم بفلسطين .. الواقع والطموحات المستقبلية د. كمال إبراهيم علاونه


التوظيف الحكومي في التربية والتعليم بفلسطين .. الواقع والطموحات المستقبلية

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)}( القرآن المجيد – النساء ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 52) عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ " .

إستهلال

تخطط وزارة التربية والتعليم بالحكومة الفلسطينية في رام الله لتوظيف حوالي 1500 موظف وموظفة في سلك التربية والتعليم بالمهن التعليمية التربوية والإدارية ، في محافظات الضفة الغربية للعام الدراسي 2013 / 2014 .
ونظمت مديريات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في الضفة الغربية الامتحان التوظيفي الموحد صباح يوم السبت 11 أيار 2013 م ، بإشراف طاقم الوزارة المختص بهذه الناحية ، إذ شارك فيه 37.697 خريجا في الضفة الغربية من خريجي الجامعات الفلسطينية والعربية  .
وكانت وزارة التربية والتعليم برام الله ، أعلنت عن توزيع المتقدمين من الضفة الغربية ( المحافظات الشمالية ) ، على 140 قاعة امتحان في 29 مبحثا، بمتابعة 1800 مراقب ومراقبة تحت إشراف 200 مشرف ومشرفة . وكانت مدة الامتحان 120 دقيقة .

امتحان التوظيف في وزارة التربية والتعليم للعام 2013 م

يقوم طاقم وزارة التربية والتعليم بالضفة الغربية بتصحيح الإجابات بأوراق الامتحان الوزاري الموحد من مختلف محافظات الضفة الغربية في مراكز التصحيح في رام الله ليتم استكمال عملية التصحيح في غضون اسبوعين ، تمهيدا لاستيعاب الموظفين الجدد . بمعنى الانتهاء من التصحيح قبل نهاية شهر أيار 2013 ، ثم ليصار إلى إعلان نتائج أسماء اصحاب الطلبات الناجحين من الخريجين الجامعيين الفلسطينيين .

4 % نسبة التعيينات من المتقدمين للامتحان التوظيفي الرسمي

سربت مصادر الوزارة بأن هناك خطة لهذا العام لاستيعاب نحو 1500 موظف وموظفة ، من المتقدمين الذين نجحوا بالامتحان الموحد بجناحيه : التحريري والشفوي ، من مختلف التخصصات العلمية والانسانية ، وبهذا تكون المقدرة الاستيعابية ( 1500 متقدم من أصل 37.697 خريجا جامعيا ) ، بنسبة لا تصل الى 4 % من إجمالي عدد المتقدمين لهذا الامتحان المزدوج الكتابي التحريري والشفوي . وحسب القانون الفلسطيني يفترض العمل على استيعاب نسبة 5 % من مجمل المقبولين والمرشحين للتوظيف خلال العام القادم ، من ذوي الاحتياجات الخاصة ( المعاقين حركيا ) .

60 % علامة النجاح بالامتحان التحريري

بخصوص الامتحان الموحد ، ستكون العلامة المقبولة للنجاح في الامتحان التحريري 60 % ، ليتمكن المتقدمون من الذكور والاناث من الجلوس للمقابلة الشخصية الشفوية اللاحقة . بمعنى أن كل من يجتاز علامة 60 % ، سيتم إدخال اسمه على كشف التعيينات الاولية الافتراضية ، وفي المقابل سيتم حذف أسماء المتقدمين للامتحان التحريري ممن لم يجتازوا علامة أل 60 % .

81 % من المتقدمين للامتحان التوظيفي التربوي من الإناث

وما لوحظ إحصائيا انه من مجمل الرقم 37.697 شخصا من المتقدمين للامتحان ، بلغت نسبة الاناث نحو 81 %، بينما كانت نسبة الذكور المتقدمين 19%. فلماذا يا ترى ، انخفضت نسبة المتقدمين الذكور وارتفعت نسبة الاناث المتقدمات بنسبة اربعة اضعاف الذكور ؟. هذا علما بأن معظم المدارس الحكومية الفلسطينية هي مدارس منفصلة للجنسين . فهناك مدارس للبنين ومدارس للبنات ومدارس ثالثة مختلطة بين الجنسين .
وبناء عليه ، فإن مهنة التربية والتعليم أثبتت مرارا وتكرارا بأنها المهنة الخدمية الأكثر استقامة وملائمة للمرأة كون الدوام فيها اقل من المهن بالوزارات الأخرى ، ولا تحتاج لجهد عضلي كبير ، بل لجهد عقلي ، فهي مهنة نسوية بامتياز .
ففي مسيرة دخول المتقديم لهذا الاختبار الوزاري الرسمي ، ما يستحق التحليل والوقوف عنده لسبر أغوار الثقة الذكورية التي إنعدمت في هذا المجال بالتربية والتعليم ، وعزوف الذكور عن التقدم لهذا الامتحان ، نظرا للشك والريبة من مواد ومباحث الامتحان ومسالة الإشراف والتصحيح للترشيح التوظيفي لاحقا خلال الفترة القادمة .

أسباب إقبال الاناث الشديد وعزوف الذكور البليد عن الجلوس للامتحان التوظيفي

لقد غابت ثقة الذكور المتقدمين للامتحان الوزاري بصورة ملفتة للنظر ، ويمكن أن تكون هناك عدة أسباب لهذا العزوف غير المسبوق . ومن أبرز ذلك ما يلي :
أولا : الشروط التعجيزية في اجتياز الامتحان كأسئلة الامتحان في شتى المباحث . والنظر للاسئلة وكأنها ( حزازير ) وفقا للكلمات المتقاطعة في الصحف ، او معلومات عامة معقدة غير تخصصية ، لا تمت بعضها للمادة أو المبحث المعني بأي صلة قريبة او بعيدة .
ثانيا : عدم الثقة في طريقة التصحيح الكتابي لدى الطواقم المعتمدة .
ثالثا : عدم الثقة في لجان المقابلات الشفوية مع الناجحين بالشق التحريري السابق للمقابلة الشخصية .
رابعا : غياب الثقة في مصداقية الوزارة في إنتقاء الموظفين الجدد ، والانحياز الاجتماعي أو الحزبي السياسي أو الشخصي في التعيينات كما كان في السنوات السابقة .
خامسا : عدم اعتماد الاولويات في التعيينات الجديدة ، فالخريج السابق يفترض أن يكون له الاولوية مع إمكانية انتظار الخريج الجديد لفرصة أخرى .
سادسا : ابتعاد الذكور عن العمل في الوظيفة التربوية الحكومية ، نظرا لقلة المردود المالي الشهري .
سابعا : تفضيل الذكور الالتحاق بالعمل المهني لانه يمكن أن يكون أكثر جدوى من الناحية المالية ، بينما لا يتاح في الكثير من الاحيان للمرأة أن تلتحق بسوق العمل الخاص في المجالات المهنية لاسباب شتى .
ثامنا : زيادة التوظيفات بالوزارة لدى الاناث بسبب مضاعفة عدد المدارس الجديدة للبنات ، وكذلك قد ينجم ذلك التهافت النسوي للتوظيف التربوي ،  تخصيص إجازة الامومة والطفولة للمرأة الحامل والمرضع لفترة تقارب 3 شهور .
تاسعا : تسرب أعداد كبيرة من مدارس الذكور وبالتالي قلة الحصة الذكورية في التعيينات التربوية والإدارية لدى الذكور .
عاشرا : الاضرابات الشاملة والجزئية للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين بغية تحصيل زيادة الرواتب وعلاوة بدل المواصلات وعلاوة غلاء المعيشة والعلاوة الدورية ، لموظفي التربية والتعليم ، والتأثير السلبي لهذه الحالة على الذكور أكثر من الاناث .
حادي عشر : الأفضلية النسوية للتدريس في المدارس الحكومية المختلطة . كون الفتيات أو النساء اكثر قبولا لدى التلاميذ الصغار في السن بسبب توفر الحنان والعطف النسوي المميز على الاطفال .
ثاني عشر : القبول المجتمعي لعمل المرأة في قطاع التربية والتعليم ، من النواحي النفسية والبدنية ، وحالات الفصل في العمل بين الذكور والاناث في المدارس الحكومية المنفصلة .
ثالث عشر : عبثية الامتحان السنوي بجناحية الكتابي والشفوي . إذ لماذا تعقد الوزارة هذا الامتحان لهذه الاعداد الهائلة قبل نهاية الفصل الثاني من العام الدراسي الجامعي في الجامعات المحلية . وربما يكون من الافضل عقد الامتحان سنويا للخريجين الجدد مع اعتماد نتائج الامتحان لسنة سابقة أو سنتين سابقتين لمن اراد المنافسة في التعيين مع مراعاة تجديد الطلبات لمن نجح بالسنة السابقة بالامتحانين الكتابي والشفهي .
وبرأينا ، فإن تنظيم الامتحان السنوي بشقيه التحريري والمقابلة الشخصية ، للجميع في آن واحد ، والاشتراط المسبق بالحصول على معدل 60% ، بالامتحان كعلامة مماثلة لعلامة النجاح في الجامعات الفلسطينية ، للدخول في المقابلة الشخصية ، هو عبارة عن مضيعة للوقت والجهد والمال في الوقت ذاته . فيضيع يومين كاملين على المتقدمين للامتحان على نسبة 96 % من المتقدمين دونما وجود بارقة أمل في التعيين في السنة المقبلة . وهذا بعينه ، يسبب اليأس والإحباط والملل لدى الخريجين الفلسطينيين ، وما يتبعه من لا مبالاة حيال هذا الأمر والرغبة الجامحة في الهجرة الخارجية كلما سنحت الفرصة بذلك .

المعايير الافتراضية لقبول المتقدمين للتعيينات الجديدة

هناك العديد من المعايير ( الشروط ) الافتراضية النظرية ، الواجب توفرها لاعتماد التعيينات الجديدة ، حسب تقديرات وزارة التربية والتعليم برام الله . من أبرزها الآتي :
1. علامة الامتحان بشقيه : التحريرية والشفاهية .
2. المؤهل العلمي ( التخصص العلمي والإنساني والتجاري ) .
3. المعدل التراكمي لعلامات الجامعة المتخرج منها .
4. معدل علامات شهادة الثانوية العامة ( التوجيهي ) .
5. الخبرة العملية إن وجدت .
6 . عدد الإخوة والأخوات ما بين ( 3 - 5 اخوة ذكورا واناثا ) : بتوظيف أحدهم / إحداهن بانتقاء الأكفأ والأصلح . يفترض إضافة هذا البند للمعايير السابقة .
فهناك العشرات من العائلات المتضررة من ذلك ، وهي عائلات منكوبة بكل ما في الكلمة من معنى ، جراء انتشار البطالة في صفوف هذه العائلات ، واستئار عائلات أخرى بالتوظيف الحكومي بسبب المحسوبيات والواسطات العليا المتنفذة ، دون وجه حق .
وهي معايير علمية سوية طيبة لا غبار عليها ، إذا طبقت بصورة شاملة ومتكاملة ، ولكن يمكن أن يتم التلاعب والمحاباة بعلامة المقابلة الشخصية لترفع أسهم التعيين لدى فئة محددة ممن لديهم واسطة أو ( أصحاب الدفش ) للامام لتعاني فئة أخرى من البقاء خارج التوظيف وفق سياسة ( الرفش - مكانك سر وقف ) ليرسو العطاء التوظيفي على أناس جدد لهم الظهر الاجتماعي أو السياسي المعين ، ويبقى الكثير من المتفوقين يندبون حظهم في هذا التعيين الصوري الزائف المبين ، الذي أضاعت فيه الوزارة الوقت والجهد والمال منها ومن المتقدمين ، في سبيل النزاهة والشفافية الافتراضية الغائبة فعليا عن ارض الواقع ، من خلال تجارب الأعوام السابقة وفقا لتصورات وأقوال ممن عانوا من متاهات الامتحانات النظرية والعملية سابقا ، لمرة واحدة أو عدة مرات متتالية ومتكررة .
ورغم تأكيدات مسبقة من بعض كبار المسؤولين والمدراء العامين بوزارة التربية والتعليم ، ومدراء مديريات التربية والتعليم ، هذا العام ، كما بالاعوام الخالية ، بوجود الشفافية والنزاهة ، إلا أن الفعل الميداني يبدو أنه في الكثير من الحالات قائم على سياسة ( الدفش والرفش ) المعهودة ، لدى بعض الطواقم الميدانية الفاسدة . وبالتالي فإن التعيينات الجديدة ليست بريئة تماما بنسبة 100 % ، من الغش والتغشيش التوظيفي باي حال من الأحوال . وهذا ما يفسر بصورة جلية عزوف نسبة كبيرة من الخريجين الذكور عن التقدم للامتحان التوظيفي الوزاري لأن المحاباة والتفضيل يصبان لصالح المرأة المتقدمة للعمل بالتربية والتعليم .

التوظيف بالوزارة والمدارس .. بين التجديف والتسويف

يا باغي التعيين في وزارة التربية والتعليم عليك بالانتظار الطويل فالتعيين ليس بساسية التسليف
فالوزارة طويلة البال وتمارس الاستراحة بين الحين والآخر وفقا لسياسة التقطير وعدم الالتزام بأولويات التعيين بل تتم أحيانا حسب النزول بالمعايير وليس الصعود بالتحريف
فلا تكون لحوحا لطلب التعيين بالمدرسة الحكومية ، ولا تلجأ لسياسة التبجيل والتحليف
ولا تبلبل أقوال وتصريحات الوزارة لئلا تبلى بالأمر الواقع القائم على الرعب والروتين البيروقراطي المستند للتخويف
فسياسة التعيين طويلة المدى لا قصيرة أو متوسطة وربما ينتابك بعض القرف والتقريف
ولا تصعر خدك للناس للتعيين الوزاري والمدرسي الجديد فتبلى بسياسة التصحيف
فليس كل ما يتمنى الخريج الفلسطيني يدركه في ظل استفحال البطالة والاستغناء عن الموظفين بالتقاعد المبكر لا المتأخر والتخفيف
فلا تكن يا أيها الخريج الجامعي الفلسطيني ثقيل الظل بل كن خفيف الظل ممن يسعى للخف والتخفيف
فلا تمارس الدعاية المضللة فالأمر يبدو مستتبا عاديا في ثنايا الحف والتحفيف
وابتعدوا يا أيها الناس عن الأساطير والبدع وكلمات المساءلة والتخريف
وجدفوا بقواربكم وسفنكم في مياه البحر الميت دون البحر الابيض المتوسط تمام التجديف
ولا تلقوا الاقنعة وتهولوا الامر ، فليس كل من يريد التعيين يتمتع بالتوظيف
والاقتصاد الفلسطيني متدهور نحو الأسوا سنويا والموازنة بحاجة لشد الاحزمة على البطون لئلا تصاب بالأمراض وتزيد تهريجات التسخيف
ونحن الآن اجتزنا فصل الشتاء ودخلنا في فصل الربيع فالصيف ثم يتبعه الخريف
فهذا الامر الصعب في حياة الشعب بالارض المقدسة وهو غني عن الوصف والتوصيف
فلن تجنوا من الشوك العنب ، فقد حان القطاف لجمع الثمار بموسم الحصاد فها هو يوم القطيف
فلا تحلفوا بالله ثلاثا فالوضع تعب ولا داعي لزيادة الحلف والتحليف
فأوقفوا شن الدعاية والهجوم المستمر على الأوضاع التعليمية المتردية فلا بد من نهج سياسة التوقيف
وتجنبوا اللجوء للتشهير والقذف وإصدار بينات الزيف والتزييف
فلا داعي للصدام والمواجهة بين أبناء الشعب الواحد وإياكم باللجوء للعنف والتعنيف
ويا أيتها الوزارة ادفعي للموظفين القدامى والجدد حقوقهم ولا داعي للممطالة والتسويف
فكل موظف بالوزارة يسعى لرزق أسرته وجلب الاحتياجات الاساسية وفي مقدمتها الرغيف
وهدى الله من سعى في تردي المناهج الدراسية الفلسطينية الحقيقية فاصابها نتوءات من التقليص والتطفيف
فابتعدوا عن التحالفات العشائرية والقبلية بل فالتحقوا كل واحد منكم بحلف وحليف
فلا للمزايدين على التعليم الفلسطيني فيجب الابتعاد عن الزيف من القول والتقزيم والتزييف
وكونوا للمساواة والعدالة نبراسا وإياكم باتباع مناهج الظلم والظالمين والجور والحيف
فاتبعوا رضوان الله وكونوا جماعة متآخين دوما تجمعكم المحبة والمودة بعيدا عن تقاطيع الرمح والسيف
فالله هو الهادي السبيل لجميع عباده من الذكور والاناث فهو الخبير اللطيف
فجميعنا في هذه الدنيا راحلون للرفيق الأعلى والكل سيحاسب بعد ضيافة الضيف
فلا تكيفوا على المهمات وورش العمل الخارجية وتمارسوا السياحة الجغرافية والسياسية والاجتماعية وتكيفوا كل الكيف
فاليد يجب أن تكون نظيفة من الفساد والافساد فتبدوا الايدي بيضاء بلا سوائل التنظيف
ونظموا مدارس البنات بالقيم العليا بعيدا عن التقليد الأعمى في قص الشعر والتصفيف
ولا تقلصوا موازنة التعليم العام السنوية مهما كانت سياسة النحف والتنحيف
فالسياسة التربوية العادلة هي الأمل والمنى للرفعة والازدهار وهي غنية عن التعريف
فلا تمارسوا الاستقطاع من هنا وهناك لنعاني جميعا صبفا وشتاء من هول منهجية الجرف والتجريف
فالتعليم مهنة وحرفة للموظفين ولهم حقوق مالية وفكرية في النشر والاعلام والتأليف
فليس بالنكات والسخرية والاستهزاء نبني المجتمع السوي فلسنا بحاجة للتشميع والتغليف
ولسنا بحاجة للمهازل والتقليد الاعمى للغرب في المناهج التدريسية ومن ضمنها التطرف والتطريف
ولتسعوا لتنقية البيئة التربوية والطبيعية وفقا لما يسمى سياسة اللطف والتلطيف
فلتتصرفوا بحكمة وذكاء لنشر الحرية في ربوع البلاد بعيدا عن النصف والتنصيف
وعلموا الناس الانتظام في الحياة كدقات القلب السليم بعيدا عن التحريف
واجعلوا الصحة المدرسية بموازاة المناهج الدراسية بمثابة الرديف
وكونوا دعاة لا بغاة للمبادئ والقيم الفاضلة لارشاد المجتمع والاقتراب من السياسة المثلى في الانصراف والتصريف
ولتزرع في نفوس الطلبة حب الوطن وكما نخاف من الأعداء نلاحق ونخيف
وليكن صوتنا مجلجلا في الأرض داعيا المولى في السماء لنصرنا وليس باهتا كصوت الحفيف
فلنسارع في طلب الأعالى في السمو والسؤود متجنبين الردح والتضليل والاجحاف والتجحيف
فلننشر الوحدة والتعاون والتآخي والمناصرة والتكافل الاجتماعي بعيدا عن الرعب والتخويف
فلا بد من التغيير والتجديد بين الحين والآخر بعيدا عن الرجف والأراجيف
فالهدف الأسمى نحو الانعتاق والاستقلال بالثورة المضبوطة بعيدا عن التربيط التقليدي والتكتيف
فليبادر الجميع الى نشر الأخلاق الحميدة بالبث المباشر والإعلام المرئي والمسموع والمطبوع والانترنت وفق نظام الكثافة والتكثيف
وأمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر وحاربوا التخدير والمخدرات وجميع الآفات الاجتماعية متسلحين برسالة الايمان وجعل لكل صف من الصفوف المدرسية إدارة وعريف
ولا تنسوا الكشافة والاشبال والزهرات المدرسية لتعزيز الروح المعنوية القيادية بين الجموع الطلابية في الإذاعة المدرسية  قبل حلول فصل الصيف
وتعاونوا على البر والتقوى واعتصموا بحبل الله المتين ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم تماما وتبتعدوا عن الدين الإسلامي الحنيف

كلمة أخيرة

من خلال استقراء بيانات المتقدمين للامتحان الوزاري الموحد للتوظيف لدى سلك التربية والتعليم الفلسطيني بالضفة الغربية ، يفترض في وزارة التربية والتعليم ، مراعاة ما يلي :
أولا : اتباع سياسة الضبط والربط الادارية والمهنية الحازمة في انتقاء الموظفين الجدد .
ثانيا : الابتعاد عن سياسة الاقصاء الوظيفي بناء على العائلة أو الفصيل السياسي ، او المعارضة فجميع الخريجين سواسية امام القانوني الفلسطيني والوزارة وفق تكافؤ الفرص حسب الكفاءة العلمية والشخصية ، فيتقلص الحسد والكراهية والحقد والنقمة ، ويقلل من تذمر المتقدمين للامتحان بلا جدوى ، ويعزز الثقة بالوزارة وطرقها في التعيين .
ويبقى القول ، إن وزارة التربية والتعليم بالسلطة الفلسطينية ، في الضفة الغربية وقطاع غزة ، هي الوزارة الأولى في فلسطين ، حيث تشرف على شؤون أكثر من 1.2 طالب فلسطيني بالمدارس الفلسطينية بالمرحلتين الأساسية والثانوية ، وتستوعب أكثر من 50 ألف موظف في الهيئات الإدارية والتدريسية ، بمعنى أنها تشكل ثلث العاملين في القطاع الحكومي الفلسطيني بجناحيه المدني والعسكري . وكتحصيل حاصل تدير شؤون أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ( المحافظات الشمالية والجنوبية ) ، وهذا الأمر يتطلب منها أن تكون قدوة في النزاهة والشفافية والمصداقية لجميع الوزارات الفلسطينية ، للمصلحة الفلسطينية العليا .
ولا بد من القول ، إنه لا بد من تغيير وزير التربية والتعليم بصورة دورية في كل تعديل وزاري ، وعدم ربط الوزارة بشخصية أو بشخصيات معينة لسنوات طويلة ، لتكون هذه الوزارة الحيوية الاستراتيجية ، خلية نحل حيوية متجددة النشاط والحيوية ، لا وزارة متعبة تراوح مكانها ، في ظل تراجع العملية التعليمية في فلسطين والصراع المستفحل بين طاقم الوزارة والاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين بين الحين والآخر بل يجب إنصاف المعلمين والحد من الاضرابات ذات التاثير السلبي على نفسية المعلمين اولا والطلبة ثانيا والمواطنين ثالثا .
فمهنة التعليم هي مهنة إنسانية نبيلة استرجاعية متكاملة الأطراف في مثلث متساوي الاضلاع ، ، فيتقدم التلميذ للدراسة في الصفوف الاساسية والثانوية ثم يلتحق بالجامعة ، وبعد التخرح فيها ، يمرر طلبا للتعيين في التربية والتعليم ، آملا في أن يتحول من تلميذ الى طالب ثم الى معلم لبث بذور الأمل والتفائل في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني واستنهاض القيم والهمم لنزع الحرية والتحرير الوطني والاستقلال ودحر الاحتلال الاجنبي الصهيوني عن أرض فلسطين المباركة .
وختامه مسك ، فندعو بهذا الدعاء الخالد الذي ورد بكتاب الله العزيز : {  رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) }( القرآن المجيد – البقرة ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .  { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تحريرا في يوم الاثنين 3 رجب 1434 هـ /  13 أيار 2013 م

جوال فلسطين :
0598900198

بريد الكتروني :
k_alawneh@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: