الثلاثاء، 7 مايو 2013

الدستور الإسلامي .. والقوانين الوضعية في العالم .. وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ د. كمال إبراهيم علاونه

الدستور الإسلامي .. والقوانين الوضعية في العالم .. وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)}( القرآن المجيد - البقرة ) .
وقال الله الخبير العليم تبارك وتعالى : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22) } ( القرآن المجيد - آل عمران ) .

إستهلال

عندما خلق الله السماوات والأرض ، وسير فيها الحياة الدنيا ، وضع القواعد والأسس للانسان ( بني آدم ) من الذكور والإناث ، للتعامل مع شؤون هذه الحياة الفانية ، لإحقاق الحق ونشر العدل بين عباده .
ولكن الكثير من الأمم ، عبر المشرعين المتنفذين ، وضعوا بعض الاحكام العقابية لمعاقبة الآثمين الظالمين الذين يرتكبون بعض الجنح والجرائم ، وهم بذلك يريدون أن يردعوا المخالفين للفطرة الإنسانية وحثهم للسير على الطريق الصحيح وترك الطريق الأعوج ، ولكن هذه الاجتهادات التي تتمثل بالقوانين الارضية الوضعية التي وضعها بعض الفلاسفة أو النواب أو المشرعين لا ترتقي للردع وتخويف الآخرين من تكرار ارتكاب الجنح والجرائم الشخصية والجماعية الاخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وسواها .
لقد سعى الإسلام العظيم لتطبيق أحكام الله العادلة في الأرض ، وحض على اجتثات الفساد الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي في الحياة الدنيا ، ليعيش النساء سعداء لا تعساء تتلقفهم الآفات والأمراض النفسية والبدنية ، ثم الرحيل والانتقال لحياة الخلود الأبدية الهانئة في جنات النعيم وتجنب نار جهنم .
فوضع الاسلام العظيم ، مبادئ الثواب والعقاب لبني البشر على مدار الحقب والقرون الخالية ، المتمثلة بالسبل الرادعة للجنح والجرائم المختلفة للحد من هذه السلوكيات الباطلة وإحقاق الحق وإبطال الباطل عبر التاريخ الانساني .
وفيما يلي مقارنة سريعة في بعض الأحكام الإسلامية من الدستور الاسلامي الخالد المتمثل بالقرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة مع أحكام وقوانين أرضية وضعية وضعها الإنسان لتسيير الشؤون الحياتية العامة والخاصة في المجتمع . وهذه الأمثلة الرئيسة بالعجالة الدينية الإسلامية هي على سبيل المثال لا الحصر :

أولا : الجرائم الدينية ( محاربة الله ورسوله  )
تتعدد الجرائم الانسانية في الميدان الديني الإسلامي ، وتنتشر الكثير من الجرائم الدينية ، في المجتمعات البشرية ، المتمثلة بسب الذات الالهية ، وشتم الأنبياء والمرسلين والتقليل من قيمتهم ، بل والاستهزاء بهم والاستخفاف بالرسالات السماوية التي نزلت لاسعاد القوم أو الأقوام أو الأمم في الأرض . وفيما يلي أبرز الجرائم الدينية :
1. الكفر والإلحاد وسب الذات الإلهية : يقول الله القوي العزيز جل جلاله : {  إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) }( القرآن المجيد - المائدة ) .
2. الاساءة للأنبياء والرسل : يقول الله أرحم الراحمين : { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}( القرآن المبين ، الحجر ) .
وهناك الكثير من وسائل الاعلام الغربية الامبريالية التي تشجع السفهاء بالاستهزاء بالمرسلين والانبياء ، بدعاوى الحرية والتعبير عن الآراء ، ولكن هذا الأمر يؤدي الى افتعال الفتن والنعرات الدينية والطائفية والعنصرية . والعقوبات الاسلامية للكافرين المستهزئين بالله والرسل والانبياء تتلخص في عدة اقسام ، من أهمها : الاستتابة والتعزيز وقطع الايدي والارجل من خلاف أو النفي في الارض حسب طبيعة الاساءة سواء أكانت صغرى أو متوسطة أو كبرى .
3. وصف المسلمين بالارهابيين :
لقد أصبح حال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ، سيئا جدا بحيث أنزل سفهاء الغرب الامبريالي الوضع الاسلامي العام الى الحضيض ، فتلازمت كلمة الارهابي مع المسلم الملتحي أو الداعية الذي يدعو للحفاظ على الدين الاسلامي القويم . أو قيام المسلم فرديا أو جماعيا عبر الحركة الاسلامية ، بالدعوة الى الجهاد في سبيل الله للدفاع عن الوطن لطرد المحتلين المعتدين الاتين من وراء البحار .
وبدل أن يوصف المسلم الساعي لتحرير الارض والانسان ، بانه مقاتلا من أجل الحرية يتم دمغه بدمغة استعمارية مقيتة تتمثل في تسمية الارهابي .

ثانيا : الجرائم السياسية :

هناك العديد من الجرائم السياسية المنتشرة في العصر الحاضر بصورة شائعة بين الشعوب والأمم البشرية في العالم .  من أهمها :
1. التمييز العنصري :
يقول الله الرؤوف الرحيم جل شانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) }( القرآن المجيد ، الحجرات ) . وبناء عليه ، فإن المفاضلة الإلهية بين الناس بالتقوى فقط وليس بالجمال واللون والعرق والجنس البشري أو النوع الاجتماعي أو بالغنى والفقر أو غير ذلك .
كما ورد في مسند أحمد - (ج 47 / ص 478) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ قَالُوا بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا يَوْمٌ حَرَامٌ ثُمَّ قَالَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا قَالُوا شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ قَالَ وَلَا أَدْرِي قَالَ أَوْ أَعْرَاضَكُمْ أَمْ لَا كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَلَّغْتُ قَالُوا بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " .
وعلى النقيض من ذلك ، تقر الكثير من القوانين الارضية الوضعية ، للكثير من الأمم سياسة التمييز العنصري والانغلاق العرقي أو الإثني أو اللغوي أو اللوني أو الأصل الاجتماعي أو النوع الاجتماعي أو المنبت  الجغرافي .
2. التجسس : عدم التجسس على الآخرين :
يقول الله اللطيف الخبير جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)}( القرآن الحكيم ، الحجرات ) . وجاء بصحيح البخاري - (ج 19 / ص 8) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا )) .
وهناك عقوبة اسلامية ضد التجسس ، لان التجسس يلحق الاضرار العسكرية والاقتصادية والاجتماعية بالناس ، فرادى وجماعات ، وفي بعض الحالات يفرض الاسلام عقوبة الاعدام على الجاسوس أو العميل حسب طبيعة الجرم المرتكب ضد المجتمع وحسب طبيعة الضرر الذي لحق بالآخرين ، جماعات وأقوام وشعوب وأمم . وفي القوانين الوضعية تفرض حالات الحبس والسجن الفعلي لشهور أو سنوات مع أو بدون الاشغال الشاقة ، وبالتالي فإن هذه القوانين لا تردع الجواسيس بل تشجعهم على العودة لحياة الجاسوسية بعد الخروج من السجن . والافضل اجتثات هذه الظاهرة كليا حسب الشريعة الاسلامية .
وتظهر بين الحين والآخر عملية تبادل الجواسيس بين الاحزاب السياسية والمافيا المنظمة أو بين الدول والحكومات في هذا البلد أو ذاك .
3. الفتنة : يقول الله الحميد المجيد جل جلاله :
- {  وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)}( القرآن المجيد - البقرة ) .
- {  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) }( القرآن المجيد - البقرة ) .
- { سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91)}( القرآن المجيد - النساء ) .
- { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) }( القرآن المجيد - التوبة ) .
- { وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14)}( القرآن المجيد - الأحزاب ) .
يتبين لنا أن العقوبة الاسلامية لمثيري الفتن والقلاقل في المجتمع الاسلامي هو القتل والتخلص من أذى الفتنة ، سواء أكانت طائفية أو قبلية أو عرقية أو لغوية او سواها ، فالفتنة أكبر وأشد من القتل العمد كونها تحريض على القتل الفردي أو الجماعي .
وفي القوانين الارضية ، يتم فرض عقوبة الحبس الفعلي او الغرامة أو كليهما على مثيري الفتن السياسية والاقتصادية ، ولكن شرط أن تكون الحكومة الحاكمة حكومة وطنية ، ولا يجوز لحكومة الاحتلال الاجنبي أن تعدم المقاتلين من أجل الحرية والاستقلال الوطني والانعتاق والتحرر الوطني كونها سلطة اجنبية والمقاومة للدفاع عن النفس حق مشروع تكفله الشرائع السماوية والقوانين الارضية على حد سواء .
4. الفساد والإفساد في الأرض : يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}( القرآن المجيد ، البقرة ) .
- { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)}( القرآن المبين ، البقرة ) .
وجاء في مسند أحمد - (ج 16 / ص 112) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ " .
على العموم ، يتم معاقبة المفسدين في الارض ، سواء من الشرائع السماوية وخاصة الرسالة الاسلامية أو القوانين الارضية الوضعية ، ولكن بعقوبات متباينة في جميع الحالات . والعقاب الاسلامي داخل المجتمع المسلم ، هو افضل العقوبات الرادعة فهي ممارسة الاصلاح عبر تنفيذ العقوبات الصالحة المصلحة والمانعة والجامعة التي تحاول وضع حد جذري للجريمة بينما تسعى القوانين الوضعية لحالات الملاحقة الجزئية للحد منها وتقليلها .

ثالثا : الجرائم الاجتماعية :

هناك الكثير من الجرائم الاجتماعية المستشرية بين ظهراني الناس خلال هذه الآونة ، وتتمثل بما يلي :
1. القتل وسفك الدماء الفردية والجماعية ( المجازر ) :
أ) القتل العمد للكبار :
يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}( القرآن المجيد - النساء ) .
ب) وأد البنات أو الأجنة في بطون الامهات عبر إجراء عمليات الاجهاض الطبية ، وخاصة في عملية القتل العمد للبنات ، سواء في الصين أو الدول الاوروبية والامريكية وغيرها التي تقنن عمليات الانجاب بطفل واحد ، فتلجأ العائلات لقتل البنت في سبيل انجاب طفل ذكر . وهذا الوأد للبنات عرف قديما وينتشر حاليا بطرق شتى . يقول الله الحي القيوم عز وجل : { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)}( القرآن المجيد - التكوير ) .
ج) القتل العمد للاطفال خشية قلة الرزق : يقول الله الحليم الخبير جل شأنه : { وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}( القرآن المجيد ، الإسراء ) .
وبهذا فقد حرم الله الملك الحق ، قتل النفس الانسانية دون جريرة أو ذنب ، كإجراء وقائي للحفاظ على بنية المجتمع الإنساني سالما معافى خال من جرائم التعذيب والقتل لتسود العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين جميع الأمم في الأرض .
وفي المقابل ، سنت بعض القوانين الوضعية الأرضية لمعالجة عقوبة القتل للقاتل العمد بإصدار القضاء أو المحاكم في هذه الدولة أو تلك ، أحكاما مخففة بالسجن الفعلي تتراوح ما بين 7 - 20 عاما ، حيث يبقى القاتل حيا في السجن لفترة زمنية معينة ، وسرعان ما يتم الافراج عنه بإحدى المناسبات القومية أو الوطنية أو الأممية أو حتى الشخصية للحاكم ( كعيد الميلاد أو يوم تولي العرش أو تولي الرئاسة أو الشفاء أو الرزق بمولود ذكر جديد أو غير ذلك ) .
2. الانتحار : ويتمثل بالعديد من الحالات كتجرع السم أو الشنق الذاتي أو إلقاء النفس من مكان مرتفع كبناية أو جبل أو إغراق النفس بالماء في البحار والمحيطات والبحيرات أو إطلاق الرصاص على النفس أو افتعال حادث طرق أو غير ذلك ، وذلك للتخلص من الحياة بدعوى أن الحياة بائسة . يقول الله تبارك وتعالى : { الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}( القرآن المجيد - البقرة ) .
3. إرتكاب الفواحش - الجرائم الجنسية ( الزنا - المثليون : اللواط - السحاق - قذف المحصنات الغافلات ) :
أ) الزنا - { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)}}( القرآن المجيد - الإسراء ) .
- { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) }( القرآن المجيد - النور ) .
يبيح الغرب المعاصر ارتكاب فاحشة الزنا بين الرجل والمرأة ، بالتوافق والاتفاق الثنائي ، او بالتنسيق بين الاهل ، سواء أكانوا متزوجين أو غير متزوجين ، بدعاوى الحرية الشخصية ، فترى بعض الناس يمارسون الفاحشة جهارا نهارا تحت الاشجار أو الشواطئ البحرية أو في المركبات أو المدارس او الجامعات أو الملاهي الليلية والبارات أو في بيوت الدعارة فيما يعرف اليوم بالرقيق الابيض .
ويعاقب القانون الغربي الارضي على جريمة الاغتصاب فقط بعقوبة بسيطة بالحبس لبضع شهور أو بضع سنوات .
وفي الاسلام هناك عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه ممارسة فاحشة الزنا لانها مخالفة للفطرة البشرية وتعتدي على حرمة المرأة وتجعلها سلعة جسدية للبيع في سوق النخاسة . فقد فرض الاسلام عقوبة مغلظة تتمثل في الجلد للزانية والزانية إذا لم يكونا متزوجين ، بمائة جلدة لكل واحد من الذكر والانثى ، وفي حالة كان أحدهما متزوجا فيتم رجمه أو رجم المتزوجين منهم . وهذه العقوبة تستلزم وجود معايير وشروط لتنفيذها ، منها الاعتراف بممارسة الزنا من أحد الجنسين أو كليهما أو وجود 4 شهود فعليين شاهدوا الجريمة باعينهم المتمثلة بارتكاب فاحشة الزنا . وبهذا فإن هناك ضوابط اسلامية مقننة حيال هذه الجريمة ، كونها تضر بالاشخاص وتمحق المجتمع التي تنتشر فيه ، وتجعله مجتمعا منحلا اخلاقيا واعتداء على التناسل والتكاثر الطبيعي الشرعي .
وإسلاميا ، لا يجوز أن يأخذ الانسان القانون بيديه ، بل إن القضاء الاسلامي القائم على العدل والعدالة الحقة ، هو من ينفذ العقوبات للجنايات والجنح ،  فلا يوجد حل عشائري أو قبلي أو عائلي لما يسمى بجرائم الشرف لقتل النساء أو الفتيات الزانيات في المجتمع المسلم بذرائع اجتماعية متعددة . وما نشهده من حالات قتل النساء على مسمى الشرف العائلي او العشائري هو مخالف لتعاليم الاسلام . بل يجب أن يكون عقاب الزنا أمام الجمهور الاسلامي للردع الكلي وعدم التكرار ، وليس للتخلص من الفتاة او المرأة وترك الشاب أو الرجل حرا طليقا بل يجب تنفيذ عقوبة ارتكاب فاحشة الزنا على الطرفين الذكر والانثى ، سواء أكانا عزباوين أو متزوجين أو أن أحدهما عازب والأخر متزوج وهكذا فهذه هي العدالة الاسلامية الصحيحة .
وغني عن القول ، إنه في حالة اغتصاب الرجل للمرأة فإن الذي يعاقب هو الرجل ولا دخل للانثى بذلك بل يتم معالجتها نفسيا وبدنيا .وفي حالة اغتصاب النسوة لرجل فان الذي يعاقب هو النسوة الفاعلات وليس الرجل بل يجب معالجة الرجل نفسيا وبدنيا .

ب) جريمة اللواط ( زواج المثليين من الرجال )
جاء في سنن أبي داود - (ج 12 / ص 38) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ " .
لقد فرض الإسلام عقوبة قاسية على من يحاولون تغيير النمط الانساني الحياتي للتكاثر الطبيعي عبر التناسل في الزواج الطبيعي بين الذكر والأنثى ، ضمن ضوابط وروابط إنسانية مقدسة ، للانجاب وما يتبع ذلك من حقوق لجميع أفراد الأسرة على الآخرين وعلى الدولة . فالأمر الصحيح هو ان يتزوج الرجل المرأة بعقد قران إسلامي ، وما يتبعه من إشهار الزواج بطرق شرعية وجاهية وإعلامية وإعلانية وسواها . بينما رفض الإسلام زواج المثليين ، في اي عصر وفي اي وقت وفي أي زمان ومكان ، وفرض عقوبة مشددة على ممارسة ما يسمى ( زواج المثليين ) الذي يكون بزواج الرجل بالرجل ، في عادة إجرامية قبيحة وسيئة للغاية .
وينتشر زواج مثليي الجنس حاليا في كل من : هولندا، بلجيكا، إسبانيا، كندا، جنوب أفريقيا، النرويج، السويد، الدنمارك، البرتغال، آيسلندا، الأرجنتين، وبعض الولايات في أمريكا و المكسيك و البرازيل. زواج المثليين المعقود في هذه الدول معترف به في إسرائيل، جزر أوروبا، كوراساو، و سانت مارتن (الزواج المعقود في هولندا فقط)، و ولايات رود آيلاند و كاليفورنيا الأمريكية.
وتعتبر هولندا هي أول بلد يسمح للأزواج من نفس الجنس على الدخول في الزواج المعترف بها قانونا، اعتبارا من عام 2001. الزواج المدني والشراكة المنزلية وأنواع أخرى للاعتراف بعلاقات الجنس المثلي موجودة في: ألمانيا، أندورا، أوروغواي، أيرلندا، كرواتيا، التشيك، فنلندا، فرنسا، إسرائيل، لوكسمبورغ، ليختنشتاين، نيوزيلندا، سلوفينيا، سويسرا، المملكة المتحدة، المجر، ولايات نيوساوث ويلز، كوينزلند، تاسمانيا وأستراليا الغربية في أستراليا و ولايات كاليفورنيا، كولورادو، هاواي، ديلاوير، نيوجرسي، إلينوي، نيفادا، أوريغون، رود آيلاند، ويسكونسن في الولايات المتحدة.
وبهذا ، نجد في الكثير من الدول الغربية الأوروبية والولايات المتحدة قد اقرت زواج المثليين ( زواج الرجل للرجل ) بعقد مدني قانوني موثق لدى الجهات الرسمية المختصة ، يحط من قيمة الإنسان السوي ، ويدلل على مستوى الانحدار والانحطاط الاخلاقي الذي وصلت له هذه المجتمعات الهابطة ، المتنكرة للشرائع السماوية القويمة ، والفارضة لشريعة الأرض الجائرة . فيا ترى اي اسرة سيتم تشكيلها من زواج المثليين ( اللوطيين ) ؟ واي حق سينال اي من الذكرين ؟ ومن سيحمل بالجنين ؟ وكيف ستسير حياة هؤلاء الأوغاد ؟ إنها جرئمة ضد الانسانية ، وجريمة ضد البشر اجمعين ، وجريمة ضد المرأة ايضا ؟ فاين حقوق المرأة يا ترى في هذه الحالة ؟ واين المدافعين عن حقوق ومصالح المرأة في العالم ؟ هل اختفوا ؟ ولماذا ؟ وإلى متى ؟؟؟ هذه أسئلة حيوية ملحة بحاجة لاجابة دقيقة ومقنعة ، من ذوي العقول النيرة من أولى الألباب .
على أي حال ، ورد في مسند أحمد - (ج 6 / ص 128) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ " .

ج) جريمة السحاق ( زواج المثليات من النساء )

ان ظاهرة السحاق المنتشرة بين الكثير من النساء الغربيات والشرقيات في هذا الحقبة الزمنية ، تمتهن حرية المرأة وتصادر حق المرأة في إشباع رغباتها الفطرية الجنسية ، وتدمر الحياة الأسرية الحقيقية بقلة التكاثر والتناسل . وتحرم المرأة من العيش مع زوج برباط مقدس ، تحت سقف واحد . وتأتي هذه الهرطقات والسخافات النسوية لاشباع الشذوذ الجنسي الذي يكره الرجل ويؤرق المرأة ويسبب لها المشكلات الاجتماعية عدا عن الاكتئاب والامراض النفسية المهلكة . إن السحاق مرض نفسي واجتماعي يحاول الغرب تصديره للعالم بشتى الطرق والحوافز المادية والاعلامية فيجب القضاء على هذه الآفة قانونيا رسميا وشعبيا في الآن ذاته للحفاظ على انسانية الإنسان للعيش بكرامة وعزة وإباء بعيدا عن الانحراف النفسي والبدني تجاه الشهوات الشاذة الزائفة .

د) قذف المحصنات الغافلات
تعززت الحماية الإلهية للفتيات والنساء المسلمات ، من القذف بفاحشة الزنا التي ساءت سبيلا : وهناك حالتان يتم التعامل معهما في مسألة الحماية الربانية للزوجات المسلمات من القذف العشوائي ، وذلك على النحو التالي :
أولا : شهادة أربعة رجال على إتيان فاحشة الزنا :
يقول الله الغني الحميد جل وعلا : { وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15)}( القرآن المجيد ، النساء ) . وفي حالة إتهام الزوجة بالفاحشة ( الزنا ) فمن الواجب للأخذ بهذا الرأي أن يشهد أربعة رجال ثقاة عدول بالغين راشدين وإمساك الزوجة المتهمة في البيوت حتى يتوفاها الله أو يجعل الله السبيل لها ، وذلك قبل الحكم بالجلد أو الرجم للمرأة المتزوجة حسب التعاليم الإسلامية . وكل ذلك لحماية الزوجة من البهتان وأحاديث الإفك الذميمة للمرأة المتزوجة المحصنة .
ثانيا : رمي المحصنات وشهادة أربعة رجال ، أو شهادة الزوج وحده بالحلف بالله العظيم الذي لا إله إلا هو أربع شهادات إنه لمن الصادقين ، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، ويمنع العذاب عن الزوجة المتهمة بفاحشة الزنا والعياذ بالله ، شهادتها أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ، وهي حالة من حالات المساواة بين الرجل والمرأة في الزج بهذه التهمة الفاجرة الخطيرة ، للحفاظ على البنيان الأسري الإسلامي القويم .
وفي حالة رمي المحصنات بالقذف الكاذب ، فأن الرامي بمفرده أو الرماة بالجماعة ، ولم يكن هناك أربعة شهود من العدول الثقاة من الرجال ، فإن الله يأمر بعقاب هؤلاء بالجلد 80 جلدة لكل واحد من المشهرين بالمحصنات الغافلات المؤمنات ، ولن يقبل لهم شهادة أبدا إلا إذا تابوا وأصلحوا ذات بينهم ، فإن الله هو الغفور الرحيم . يقول الله الواحد القهار جل شأنه : { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) } ( القرآن العظيم ، النور ) .
وفي الدول الغربية لا يجرى الاهتمام بقذف المحصنات وكأن شيئا لم يكن ، وهذا إنصاف تفرد به الإسلام ايضا لصيانة حرمة المرأة العفيفة الشريفة ، وإبعادها عن الوحوش البشرية الكاسرة ، المكشرة عن أنيابها الصدئة .
4. شرب الخمر ( الكحول ) : يقول الله اللطيف الخبير عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)}( القرآن المجيد - المائدة ) .
تنتشر الخمور المصنعة في مصانع مرخصة في الدول الغربية والشرقية غير الاسلامية ، وغزت هذه الصناعة البيوت والشركات والمصانع الخفية في بعض الدول العربية والاسلامية .  ويتم بيع عبوات الخمر وتصديرها في الأسواق المحلية أو الخارجية في جميع قارات العالم ، سواء بشكل سري أو علني ، بحجة الحرية الشخصية والمتعة البدنية ، ولا عقوبة على شرب الخمور الا في حالات معينة .  والعقوبة الارضية من القوانين الوضعية ، تحاسب فقط من يرتكب جناية أو جنحة وهو في حالة سكر أو ثمالة ، وهناك بعض الدول التي سنت قوانين لمعاقبة سائقي السيارات الذي يقودون مركباتهم وهم تحت تأثير الكحول الذي يسبب الغثيان وفقدان العقل . وفي المقابل يتم احتساء الخمر في المناسبات والحفلات السياسية والاجتماعية ، العائلية والجماعية ، وتنفق عليها الأموال الطائلة ، بل تعتبر الكثير من الدول الغربية والشرقية : الراسمالية والشيوعية ، صناعة الخمر من الصناعات القومية التي تشجعها لجلب المزيد من الارباح الجشعة البشعة .
وفي الاسلام جرى تحريم صناعة أو اقتناء أو بيع أو شراء أو تسويق أو شرب الخمور تحت طائلة العقوبة البدنية كالجلد 80 جلدة أو الحبس أو كلا العقوبتين . ويتم إغلاق مكان صناعة الخمور ومصادرة عبوات الخمرة بجميع اشكالها واحجامها ، وذلك لمصلحة الانسان والمجتمع والحفاظ على القيم والمثل العليا ، والابتعاد عن الانحلال الاخلاقي والنفسي ، كون الخمر تسبب ذهاب العقل فيصبح معاقر الخمرة من الناس البؤساء الذين لا يعون ما يقولون أو يفعلون .

رابعا : الجرائم الاقتصادية :

تتنتشر الكثير من الجرائم الاقتصادية في المجتمعات الانسانية ، في هذا العصر كالعصور الخالية ، ولكن بدرجات متفاوتة بين هذا المجتمع البشري أو ذاك . تتمثل في ابرز بنودها بالآتي :
1. الربا : يقول الله العزيز العليم عز وجل : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281) }( القرآن المجيد - البقرة ) .
وعلى النقيض من ذلك ، شرعت الكثير من المجالس النيابية والبرلمانية ( السلطة التشريعية ) القوانين الاقتصادية لما يسمى بتشجيع الاستثمار والنهوض والاصلاح الاقتصادي ، وإقرار مبادئ الربا المحرمة إسلاميا ، ففتحت البنوك ( المصارف ) وشيدت الابنية الضخمة العملاقة كناطحات السحاب في مختلف المدن بقارات العالم ، للتعامل مع الربا واطلقت أسماء أخرى على الربا لامتصاص الصدمة واقناع الآخرين بأهمية رصد الودائع المالية الكبيرة وتقاضي الربا عليها عبر ما يسمى بالخدمة المصرفية أو الفائدة البنكية . ونتيجة للتعاطي بالربا المالي والعيني فقد تضرر الاقتصاد بهذه الدولة أو تلك ، وانتشرت الفواحش الاقتصادية ، وكثرت الأزمات النفسية والقلبية وسادت الكآبة والاكتئاب والأمراض النفسية جراء الخسائر المالية المتلاحقة لدى الدائنين والمدينين على حد سواء .
هناك العديد من العقوبات الإلهية للذين يتعاطون الربا ، فرادى وجماعات ، من المودعين أموالهم للربا ولآخذي أموال الربا على السواء ، من أهم هذه العقوبات الدنيوية والأخروية الآتي :
أولا : محق أموال الربا ، والمستخدمة فيه .
ثانيا : الحياة المعيشية الدنيوية الضنك المتعبة .
ثالثا : القيام يوم البعث كمن يكون مجنونا يتخبطه الشيطان من المس .
رابعا : عذاب القبر بعد الموت .
خامسا : عذاب جهنم في الحياة الآخرة .
جاء صحيح البخاري - (ج 7 / ص 257) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ مُقَدَّسَةٍ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ وَعَلَى وَسَطِ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ فَقُلْتُ مَا هَذَا فَقَالَ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُ الرِّبَا " .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 8 / ص 288) عَنْ جَابِرٍ قَالَ : " لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ " .
وقد حرم الاسلام الربا بسبب الاضرار الكثيرة التي تلحق بالافراد والجماعات والشعب المسلم والامة المسلمة ، وتجعل الناس يتحاسدون فيما بينهم وتنشب المعارك والاقتتال بين الفقراء والاغنياء ، بل يحض الاسلام على مساعدة الاخرين ماليا عبر اخراج الزكاة وتقديم الصدقات والتبرعات للفقراء والمحتاجين وكذلك منح القرض الحسن بلا تبعات مالية زيادة عن المال الاصلي .
فانظروا كيف ينظر الاسلام للربا كما جاء في سنن ابن ماجه - (ج 7 / ص 48) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ " . وورد في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 5 / ص 364) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الربا ثلاثة وسبعون بابا ، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم » . والحل الاسلامي لجريمة الربا هي إعادة الاموال الربوية لاصحابها من الاشخاص المتضررين من الربا ، وأخذ المواثيق بعدم الرجوع الى الربا .
2. السرقة والاحتيال :

يقول الله العدل الحكيم : {  وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) }( القرآن المجيد - المائدة ) .
حرم الاسلام عمليات السرقة والاحتيال باشكالها المتنوعة ، المباشرة أو غير المباشرة ، وفرض عقوبة مشددة على اللصوص والسارقين ، ذكورا واناثا ، بضوابط ومعايير اجتماعية واقتصادية محددة ، منها قطع اليد ثم الحبس وإعادة الاموال المسروقة لاصحابها وتعويضهم عن النقص فيها وتغريم السارق بإعادة الاموال المنهوبة كاملة دونما انتقاص . وتأتي هذه العقوبة الاسلامية لاستئصال هذه الجريمة الاقتصادية التي يقوم فيها السارق بمصادرة أموال غيره بلا جهد او تعب معين ، وتحويلها لممتلكاته الشخصية ، وهذا عيب اقتصادي يلحق الضرر الاقتصادي بالناس الاسوياء ويمكن المحتلين من امتلاك اموال الغير بلا وجه حق والتصرف فيها ويشكل هذا اعتداء على الشخص المسروقة أمواله وعلى الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الانساني .
وفي العصر الراهن ، تبرز ظاهرة الفساد والافساد الاقتصادي في استغلال واستثمار الموارد الطبيعية كالماء والنفط والغاز الطبيعي والمعادن وغيرها . وقد اعتبر الاسلام أن هناك شراكة اسلامية عامة في الماء والكلأ والنار .
على اي حال ، هناك رقابة إلهية ثم رقابة ذاتية ومجتمعية على السرقات ، لاجتثاثها من جذورها . فالعقوبة الاسلامية للسارق او السارقة تهدف لصيانة الأموال الخاصة والعامة على حد سواء ، ليعيش الجميع في حالة من التكافل الاجتماعي بعيدا عن المنغصات والجرائم غير السوية ضد طرف معين . فالسرقة لها ثلاثة أطراف هي : صاحب المال والأموال واللص . ولا ننسى حالات الاختطاف للبشر كنوع من أنواع اللصوصية ومخالفة الفطرة الانسانية . وتقوم السرقة على الاغتصاب أو التملك الجبري بلا رضا أصحاب المال .
وفي القوانين الوضعية ، يتم معاقبة اللصوص الذين يتم اكتشافهم بعقوبات رمزية أو تبرئتهم دون وجه حق بدعاوى أنهم من علية القوم أو من المتنفذين أو ممن يوالونهم .
3. لعب القمار والميسر :
يقول الله السميع البصير عز وجل : {  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) }( القرآن المجيد - البقرة ) .
- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)}( القرآن المجيد - المائدة ) .
تتم معاقبة ممارسي القمار والميسر بالضرب ( الجلد ) ومصادرة أموال القمار وإغلاق مكان لعب القمار والميسر والتوقيع على كفالات للحيلولة دون الرجوع لهذه الجرائم . وفي الدول الغربية والشرقية ، من الراسمالية والاشتراكية يتم ترخيص دور القمار والميسر ( الكازينوهات ) والملاهي الفاجرة الكافرة بإدارة المتنفذين الاقتصاديين والسياسيين في هذه الدولة أو تلك . والفطرة الانسانية تأبى الاستغلال والظلم وابتزاز الاموال بلا جهد للانتاج أو الاستهلاك .
4. الاحتكار :
جاء في صحيح مسلم - (ج 8 / ص 312) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئٌ " . كما ورد بصحيح مسلم - (ج 8 / ص 313) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ ". وفي رواية أخرى ، جاءت بمسند أحمد - (ج 31 / ص 393) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا الْأَخَاطُ " .
يلجأ الكثير من التجار لاحتكار سلع أو بضائع غذائية او انتاجية أو صناعية او كمالية معينة ، وذلك بتخزينها لفترة معينة وابعادها من التداول بالاسواق المحلية أو الاقليمية بهدف التحكم في الاسعار بالغلاء الفاحش وتحقيق الارباح الخيالية .
وقد حرم الاسلام الاحتكار ، بينما ينتشر في المجتمعات الغربية والشرقية على السواء لاستغلال حاجة الناس لها فترتفع الاسعار بصورة خيالية كبيرة مما يؤدي الى الحاق الأذى والضرر بالمستهلكين والمنتجين على حد سواء . فقد اعتبر الاسلام ان الاحتكار ملعون ولا يحتكر الا خاطئ .
5. الغش :
يقول الله الغني الوهاب جل جلاله : { كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}( القرآن المجيد – الشعراء ) .
ويقول الله العلي العظيم جل شانه : { قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86)}( القرآن الحكيم – الأعراف ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 267) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي " .
تتمثل حالات الغش القائمة على الاخفاء والتستر والكذب في حالات متعددة منها :
أولا : كمية ونوعية السلع . تتمثل بحجم ونوعية السلع ، من الأوزان والجودة الحقيقية .
ثانيا : المقاييس والمكاييل . التي يجري الاحتكام لها في البيع والشراء .
ثالثا : الأسعار : القيمة التبادلية للسلع والعملات .
رابعا : غش النساء لأزواجهن . جاء في مسند أحمد - (ج 55 / ص 104) عَنْ أُمِّهِ عَنْ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ وَكَانَتْ إِحْدَى خَالَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ وَكَانَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ قَالَتْ : جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا شَرَطَ عَلَيْنَا أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ قَالَ قَالَ وَلَا تَغْشُشْنَ أَزْوَاجَكُنَّ قَالَتْ فَبَايَعْنَاهُ ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَقُلْتُ لِامْرَأَةٍ مِنْهُنَّ ارْجِعِي فَاسْأَلِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا قَالَتْ فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ : " تَأْخُذُ مَالَهُ فَتُحَابِي بِهِ غَيْرَهُ " .
خامسا : الغش العام في جميع الأحوال . جاء في مسند أحمد - (ج 1 / ص 493) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي " .
على العموم ، حرم الاسلام الغش بين الناس ، لأن الغش يقوم على إيهام الناس بجودة البضاعة عبر اخفائها والترويج الوهمي لها ، بينما تكون البضاعة في حقيقة الامر تالفة أو منتهية الصلاحية أو رديئة ، مما يلحق الضرر بالمشترى أو المقتني . وبهذا فإن الاسلام يهدف الى تحقيق النزاهة والشفافية والصدق في المعاملات المالية والاجتماعية والاقتصادية بين الناس من افراد المجتمع المسلم .
وفي القوانين الارضية الوضعية ، هناك بنودا قانونية تقوم على مبادئ ان القانون لا يحمي المغفلين ، وبالتالي فلا عقوبات رادعة للغشاشين الذي يزورن صفات السلع والبضائع لترويجها وبيعها للاخرين بغية تحقيق الربح بغض النظر عن استفادة المشترى أم تضرره منها .
6. المضاربات التجارية :
جاء في سنن الترمذي - (ج 9 / ص 289) قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" يَا بُنَيَّ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ ثُمَّ قَالَ لِي يَا بُنَيَّ وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ " .
تتمثل في إغراق الاسواق التجارية في سلع معينة لضرب سلع محلية أو عربية أو إسلامية ، والترويج لسلع أجنبية ، لالحاق الأذى الاقتصادي بجودة وأسعار البضائع المحلية وبالتالي بذر بذور التدهور الاقتصادي في المجتمع .
وتلجأ الدول الغربية الى حماية منتجاتها عبر فرض الضرائب العالية على المنتجات المستوردة ، للحيلولة دون تضرر قطاعات اقتصادية وشعبية معينة من الغزو أو الحرب الاقتصادية الاجنبية .
وقد حرم الاسلام المضاربة التجارية باي شكل من الاشكال ، وقرر مجموعة من الضوابط للحد من الغزو الاقتصادي الخارجي .
7. السخرة واستعباد العاملين :
يقول الله الغني الحميد جل جلاله : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آَمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87) }( القرآن المجيد – الأعراف ) .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)}( القرآن المجيد – النساء )
وورد بصحيح البخاري - (ج 1 / ص 52) عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ " . كما جاء في صحيح البخاري - (ج 7 / ص 471) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " قَالَ اللَّهُ : ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ " .
تتمثل عملية السخرة واستعباد العاملين سواء أكانوا موظفين حكوميين أو عمال أو موظفين بالقطاع الاهلي او الخاص ، في دفع أجرة بخسة أو تشغيلهم ساعات عمل معينة لقاء قيامهم بالعمل .
وتلجأ الكثير من الدول المتحضرة لفرض سياسة الحد الأدنى من الأجور اليومية أو الاسبوعية أو الشهرية أو تحديد سعر معين لانتاج قطعة معينة أو أداء مهمة أو خدمة محددة . وتأتي هذه السياسة لانصاف العاملين وتوفير سبل العيش الكريم لهم ولاسرهم والحفاظ على صحتهم . وفي القطاع الحكومي العام يتم تحديد حد أدنى من الأجور ولكن تبرز مشكلة الاجور في القطاع الخاص الذي يستغل في كثير من الاحيان جهد العاملين ويرهقهم في ساعات عمل طويلة ليلا ونهارا .
وحددت القوانين الوضعية الارضية ، مقادير الاجور الشهرية للعاملين وعدد ساعات العمل وظروف العمل والاجازات السنوية والشهرية والمرضية والثقافية والدينية وسواها ، لاحقاق الحق ونشر العدالة بين افراد المجتمع للحيلولة دون استغلال الاثرياء لشريحة الفقراء .
ومن جهته ، قرر الاسلام العظيم ، انصاف العاملين وعدم تكليفهم ما لا طاقة لهم ، والمبادرة لدفع الاجور الملائمة لتمكين العاملين من العيش الكريم .
8. فرائض الميراث
يقول الله الوارث الحكيم ، الحنان المنان ذو الجلال والإكرام تبارك وتعالى : { { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10) يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)}( القرآن المجيد ، النساء ) .
تنتشر جرائم الميراث بين الناس ، وكل فرد من الذكور والاناث ، أو جهة سياسية او اقتصادية او اجتماعية تحاول تجيير الفرص لصالحها ، وفق الأهواء الانسانية المتضاربة .
ففي المجتمعات الغابرة كانت المرأة تعتبر سلعة تباع وتشترى ، بل وتورث حينما يتوفى زوجها ، أو تنتحر لغياب معيلها أو من يرعى مصالحها . فجاء الإسلام العظيم ورفع من قيمة المرأة مولودة وصغيرة وكبيرة ، ومنع استغلالها ، باي حال من الاحوال . فقرر حقها في الحياة الطبيعية كالذكر ، وحقها في الرعاية والتنشئة الصالحة والتعليم والعمل والميراث ضمن ضوابط دينية إسلامية قويمة .
وقد اهمل وتجاهل المجتمع الغربي والشرقي على السواء ، حقوق المرأة الشاملة الكاملة ، ولا زال يستغلها ابشع إستغلال جنسي ومادي وروحي ، فاختفت تجارة الرقيق القديم وطفت على السطح ظاهرة تجارة الرقيق النسوي الجديد عبر تسخيرها للجنس والتعري وظلمها بقيمة الاجور وساعات العمل وحرمانها من حق الأمومة والراحة . وكتكفير عن تعدد الجرائم الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والفنية التي مورست بحق المرأة فقد سن المشرع الغربي والشرقي قانونا يقضي بمنح المرأة الحق في الميراث وفق نسبة ثابتة معينة كحق الذكر ، وهذا إجحاف ديني وقانوني واجتماعي وإنساني يحسبه الانسان انصافا بل هو استغلال بشكل غير مباشر وإن حمل في طياته العدالة في الارث بعد وفاة قريبها . ولكن هيهات .. هيهات .. فقد فصل المجتمع الغربي والشرقي ، بتوافق غريب عجيب ، الولد عن أمه ، والوالد عن ولده بعد سن ال 18 عاما ، فاين هي حقوق الأمومة والإبوة ؟؟ واين حقوق الميراث القانونية الشرعية ؟ لقد غابت أو غيب هذا الحق أو ذاك كتحصيل حاصل ، بشكل مباشر أو غير مباشر .
ومن جانبه ، فقد أنصف الاسلام العظيم ، المرأة في جميع المجالات والميادين ، منذ ولادتها وحتى مماتها ، وحض على توفير العيش الكريم الرغيد لها ، بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية واضحة وضوح الشمس دون لف او دوران أو مواربة .
فقد منح الاسلام المرأة الحق في الميراث بعدما كان يتم توارثها ، فقرر لها النصيب المفروض من الميراث حسب عدد الاحياء من الورثة من الآباء والأبناء والإخوة والأخوات والزوجات والاقرباء من الدرجة الاولى . فتارة يكون نصيبها من الميراث الناجم بعد موت والدها أو والدتها أو قريبها ، النصف وأحيانا ، تكون نسبة ميراثها يعادل نصف ميراث أخيها ، وتارة يكون لها ثلث الميراث الاجمالي وتارة يكون لها السدس وتارة يكون لها الثمن أو الربع وهكذا . فعن اي عدالة يتحدث ويتشدق السفهاء والأشقياء في العالم . فهذه نصوص ربانية صادرة عن الله أعدل العادلين وأحكم الحاكمين في الأرض والسماء بالحياة الدنيا الفانية والحياة الآخرة الباقية .
ومن المعلوم أن الاسلام فرض على الرجل الانفاق على المرأة : أما واختا وزوجة وبنتا بصورة كاملة وشاملة ، وعمة وخالة وحماة في حالات معينة .  والإنفاق يشمل توفير المأوى والمأكل والملبس والتعليم والرعاية الصحية ، وفرض على الشاب تقديم المهر لخطيبته قبل الزواج ، هذا بالاضافة الى الرعاية الاجتماعية والاقتصادية والانسانية الشاملة ، بينما تعاني المرأة الغربية والشرقية على السواء ، من إهمال وتجاهل في الحقوق المادية والمعنوية ، وما منحها القانون الوضعي من نفس نصيب الذكر في الميراث هو اقل القليل ، من الحقوق المقرة في الدستور الاسلامي الخالد المتمثل بالقرآن المجيد .
ولهذا نرى الكثير من النساء المثقفات في المشرق والمغرب ، يبادرن لإشهار إسلامهن لما يرين من عظمة الاسلام ، وإنصافه للمرأة في الحياة بعيدا عن الاستغلال والظلم والقهر بشتى الاصناف والاشكال .
9. جرائم الأطعمة والموائد المحرمة والفاسدة
يقول الله الواحد الأحد الصمد جل جلاله : {  حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)}( القرآن المجيد - المائدة ) .
وورد في سنن ابن ماجه - (ج 6 / ص 476) مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ فَإِذَا هُوَ مَغْشُوشٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ " .
تنتشر في هذه الأيام الصناعات الغذائية بكثرة ، ولا يعرف الإنسان مصدرها الحقيقي ، فلا بد من التيقن والبحث عن مصادر الأطعمة الفاسدة المعلبة المنتشرة في الأسواق قبل شرائها تمهيدا لادخالها في معدته . وغني عن القول ، إن الجشع والطمع لدى الكثير من التجار في جميع أنحاء المعمورة ، لا يهمهم صحة الانسان بل جل همهم هو تحقيق الربح السريع بغض النظر عن صلاحية أو فساد هذه الموائد أو الأطعمة . ويفترض أن تعالج القوانين مسالة التصدى لهذه الظاهرة المستفحلة بين الناس ، وأن يوضع لها الحد الفاصل وعدم البحث عن الحلول الترقيعية الجزئية .
فهناك عشرات آلاف الناس ممن يدخلون المشافي بعد التسمم الغذائي ، ومنهم من يتوفى ومنهم من يبقى يعاني من أمراض مزمنة جراء اللامبالاة من التجار الدجالين .
10 . تزوير وتزييف العملة ( الورقية والمعدنية )
تلجأ بعض عصابات المافيا أو بعض الخبثاء التقنيين والاقتصاديين ، في بعض الدول الى تزييف وتزوير فئات العملة المتداولة محليا وعالميا ، بغية سرقة جهد الآخرين ، والنصب عليهم ، باستخدام فئات عملة مزورة ، لجني المكاسب المالية بسرعة ، دون تقديم خدمات أو بيع بضائع حقيقية ، بل تأتي هذه العملية الاحتيالية لجمع الأموال بطريقة ملتوية . وتلحق عملية التزييف خسائر نقدية وعينية هائلة بالكثير من الناس . ولهذا يجب التنبه لهذه الظاهرة المرضية المنتشرة في الكثير من المجتمعات ، ووضع حد لها بمعاقبة الفاعلين باقصى العقوبات المتعددة الأشكال والأنواع ، لئلا يصبح الاقتصاد عرضة للفاسدين المفسدين في الارض .

كلمة أخيرة ..  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

يقول الله الحميد المجيد سبحانه وتعالى : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}( القرآن الحكيم – الذاريات ) .
إن الهدف من خلق الله للبشر والجن هو لعبادته ، وليس لجمع الأموال وإزهاق الأرواح وسفك الدماء بالحروب والاقتتال في اي بقعة من بقاع الكرة الأرضية . وإن السبيل القويم لنشر العدالة بين الناس أجمعين ، يتمثل في تطبيق شرع الله العظيم ، لأن الخالق أدرى بشؤون خلقه في جميع الأحوال والأوضاع والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية والاعلامية .
والغريب المستغرب أن القوانين الارضية تاتي في الكثير من الاحيان ، الى مخالفة الشرائع السماوية في اجتهاد خاطئ لانصاف الناس ونشر العدالة الافتراضية بينهم . فإذا كانت القوانين الارضية تسعى لتحقيق العدالة الجزئية المجتزأة فإن العدالة الإلهية السماوية هي العدالة المطلقة بين الجميع ولا اجتهاد في وجود نص اسلامي سواء بالقرآن المجيد أو بالاحاديث النبوية الشريفة المفصلة الموضحة للجميع بلا استثناء .
فيا ايها الوضعيون الذين يضعون القوانين والدساتير الأرضية التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية ، عودوا الى رشدكم ، وتوبوا الى الله توبا نصوحا ، فالعدالة الربانية لا يرتقي اليها أي قانون وضعي ، فالخالق جل وعلا أدرى بشؤون خلقه ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا الفانية فالمصير النهائي ليوم الحساب العظيم بيوم الدين ، حيث تجزى كل نفس بما كسبت ، إن خيرا فخيرا ، وإن شرا فشرا . فاسلكوا طريق الصواب وابتعدوا عن الطريق المعوج فالحق أحق أن يتبع ويطبق وينفذ ، لنشر العدل والعدالة الحقيقية بين جميع الناس ، من شتى الأعراق والألوان والأجناس بغض النظر عن قارات السكن في المعمورة .
ويا أيها الذين آمنوا ، حافظوا على قرآنكم كلام رب الأزلي سبحانه وتعالى ، وسنة نبيكم المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ، فالدنيا متاع الغرور ..
ويا ايتها الأمة المسلمة ، الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر ، أنتم الأمة الوسطى ، خير أمة أخرجت للناس ، سيدة الأمم الأولى والآخرة ، فلا تتبعوا الغرب والشرق بالتقليد الأعمى ، وكونوا ممن يلتزم بتعاليم الرسالة الإسلامية الغراء .
ويا ايتها السلطات التشريعية في جميع دول العالم ، سواء أكانت برلمانات أو  مجالس نواب أو شيوخ أو أعيان أو مجالس شورى ، عليكم بالفطرة الإنسانية عند إقرار القوانين في البلاد لاسعاد العباد وليس لنشر الفساد والإفساد في الأرض ، فلا تحاربوا الإسلام والمسلمين بل فأقروا القرآن المجيد وتدبروا آياته وتعاليمه ولا تأخذكم العزة بالإثم .. نرجو لكم الصلاح والعمل من أجل الإصلاح والابتعاد عن السفهاء والسفاهات والهرطقات غير السوية ، فسارعوا إلى نشر العدل والعدالة بين الناس جميعا ولا تغتروا بمقاعدكم البرلمانية فكل شيء في هذه الدنيا زائل لا محالة ، وأنكم ستحاسبون بيوم القيامة ، فأحسنوا خواتيم أعمالكم بواطنها وظواهرها .. فالإسلام هو دين الله في الأرض . كما يقول الله العلي العظيم عز وجل : {  قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91) }( القرآن المجيد - آل عمران ) .
وقد دعا شعب الأرض المقدسة ، بالدعوة النبوية لهزيمة الفجرة الكفرة الظالمين ، كما ورد في صحيح البخاري - (ج 10 / ص 82) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ ، اللَّهُمَّ اهْزِمْ الْأَحْزَابَ ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ " .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تحريرا في يوم الثلاثاء 27 جمادى الآخرة 1434 هـ /  7 أيار 2013 م

جوال فلسطين :
0598900198
0599206654

بريد الكتروني :
k_alawneh@yahoo.com
kamal.alawneh6@gmail.com

ليست هناك تعليقات: