الأربعاء، 17 أبريل 2013

واقع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني .. ويوم الأسير الفلسطيني 17 / 4 / 2013 ( د. كمال إبراهيم علاونه )


اسرانا في القلوب
واقع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني .. ويوم الأسير الفلسطيني
17 / 4 / 2013

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : {  وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) }( القرآن المجيد ، الأنبياء ) . وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فُكُّوا الْعَانِيَ يَعْنِي الْأَسِيرَ وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ " ، صحيح البخاري - ( ج 10 ، ص 257 ).

استهلال

يصادف سنويا يوم 17 نيسان - ابريل يوم الأسير الفلسطيني ، حيث تنظم الاحتفالات والمهرجانات والتظاهرات الشعبية والرسمية بهذا اليوم الذي يتم فيه استذكار المجاهدين والمناضلين الفلسطينيين من الحركات والفصائل الإسلامية والوطنية الذين قاوموا وجاهدوا ضد الاحتلال الاستعماري الصهيوني على أرض فلسطين المقدسة . ويشرف على هذه التظاهرات ( نادي الأسير الفلسطيني ) بفروعه المتعددة في المحافظات الفلسطينية ، وجميع الأسرى المحررين ، ووزارة شؤون الأسرى المحررين ، وجمعيات خيرية ونواد شبابية وحركات سياسية وطنية وقومية وإسلامية وأسرى سابقين . وترفع في هذه الاستعراضات الشعبية والرسمية : الأعلام الفلسطينية والبوسترات وصور الأسرى والأسيرات ، بمشاركة أهالي وأصدقاء الأسرى والمعتقلين وتجوب هذه المسيرات التضامنية مع الأسرى شتى أنحاء الوطن الفلسطيني ، وتنظم الاعتصامات والتجمعات الاحتجاجية أمام مقار الصليب الأحمر الدولي للاحتجاج على استمرار احتجاز الأسرى دون وجه حق . وكذلك تنظم مسابقات ثقافية عن الأسر والأسرى في السجون تشد من عضد هذه الفئة المنكوبة التي تعاني من ويلات العنجهية والوحشية اليهودية المستعمرة التي استوردت معها كافة أشكال التعذيب والبلطجة والسفالة من جميع قارات العالم القديم والجديد على السواء .

الذكرى أل 39 ليوم الأسير الفلسطيني ( 17 / 4 / 1974 - 2013 )

يحيي الشعب الفلسطيني، في داخل فلسطين وخارجها ، يوم السابع عشر من نيسان، ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي اقره المجلس الوطني الفلسطيني، باعتباره السلطة التشريعية العليا ( البرلمان في المنفى ) لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال دورته العادية، في العام 1974، يوما للوفاء للأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم، ويوما للتضامن معهم ومساندتهم نفسيا ومعنويا ، وشحذ الهمم وتوحيد الجهود الشعبية والرسمية ، السياسية والدبلوماسية والميدانية ، المحلية والاقليمية والعالمية ، لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية والخروج من خلف القضبان الحديدية .
وفي هذا اليوم أطلق سراح أول أسير فلسطيني ( محمود بكر حجازي ) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني .

أعداد وفئات الأسرى في أصفاد سجون الاحتلال الصهيوني

في هذا اليوم ، آخر يوم للأسير الفلسطيني ، 17 نيسان 2013 ، يتواجد في السجون الصهيونية حوالي 5 آلاف أسير ومعتقل فلسطيني ، من أبناء الشعب الفلسطيني المعذب والمصفد في الأرض حتى الآن ، من الأسرى المحكومين بالمؤبدات والعقود الزمنية والسنوات ، بالإضافة إلى مئات المعتقلين الإداريين ، الذين تصدر بحقهم أوامر اعتقال إدارية من قادة قوات الاحتلال العسكريين دون وجه حق بلا تحقيق أو استجواب .
وتضم فئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني ، الرجال الكبار في السن ، والكهول والشباب والأطفال ، من الذكور والإناث . ويتألف النسيج الاجتماعي للأسرى الفلسطينيين في السجون اليهودية : الأطباء ، والمهندسين ، والصحافيين ، والكتاب ، والمعلمين ، والمهنيين ، والعمال ، والأميين . ومن شتى الشرائح الاقتصادية : الفقراء والأغنياء والموسرين وذوي الحالات المتوسطة . فالسجن الصهيوني فسيفساء اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية فلسطينية من شتى المنابت والأصول من المهاجرين والأنصار على حد سواء ، من القرى والمدن والمخيمات في أرض الوطن الفلسطيني وخارجه .

أسرى فلسطين بالسجون الصهيونية .. إحصائيات رسمية 2013

حسب وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين في رام الله ، يبلغ  عدد الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني في 17 نيسان 2013 م ،  4900 أسيرا ومعتقلا ، بينهم 14 معتقلة، أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني من فلسطين المحتلة عام 1948 ، المعتقلة منذ 18 نيسان عام 2002، وتقضي فترة حكم 17 عاما، و14 نائبا في المجلس التشريعي، إضافة إلى وزيرين سابقين، وعشرات القيادات السياسية، والصحفيين.
وأشار تقرير وزارة الأسرى، إلى أن عدد المعتقلين الإداريين وصل إلى 168 معتقلا إداريا دون تهمة أو محاكمة.
وبين التقرير ارتفاع أعداد المعتقلين الأطفال الذي وصل إلى 235 طفلا، لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر، وان 35 طفلا منهم تقل أعمارهم عن 16 عاما، كما تشير البيانات إلى وجود 523 معتقلا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد ( مدى الحياة ) لمرة واحدة أو لمرات عديدة.
وأوضح التقرير أن عدد المعتقلين المرضى في سجون الاحتلال الصهيوني ، وصل نهاية شهر آذار الماضي إلى قرابة 1200 معتقلا، بينهم 170 معتقلا بحاجة إلى عمليات عاجلة وضرورية، و85 معتقلا يعانون من إعاقات مختلفة، و25 معتقلا مصابين بمرض السرطان، كان قد استشهد احدهم وهو الأسير ميسرة أبو حمدية بتاريخ 2-4-2013، في حين وصل عدد المعتقلين القدامى حتى مطلع نيسان الجاري 105 معتقلا، بينما وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 204 شهيدا.

مواليد جدد داخل الزنازين والسجون الصهيونية

السجون الصهيونية بمختلف أشكالها وأسمائها العسكرية والاعتقالية ، المركزية والمفتوحة في صحار سيناء ، مثل سجن أنصار 3 ، هي قبور داخلية في فلسطين لفئة من أهل فلسطين الأسوياء ، يحاول فيها الاحتلال الاجنبي الصهيوني تهديم النفسية الاجتماعية الفلسطينية المقاومة للأسير وأسرته ، فالعذاب جماعي ، والعقاب بالجملة لجميع أفراد العائلة ، صغارا وكبارا لا فرق .
وهناك نساء كن حوامل أثناء اعتقالهن ولدن داخل الزنازين وغرف السجون اليهودية ، فأصبح المواليد سجناء مع أمهاتهم في سوابق لم يشهد لها التاريخ مثيلا ، وهذا الأمر تمثل بعشرات الحالات فبقي الأطفال المساكين رهناء السجون والمحاكم العسكرية الصهيونية الصورية الظالمة حتى كبروا وخرجوا قبل أن يتم الإفراج عن أمهاتهم اللاتي حملن بهم وولدنهم وأرضعنهم . وتبقى الأم الأسيرة تعاني من الحرمان ضعفين ، بوجودها داخل حجز السجون الصهيونية وبعدها عن أبناءها وزوجها وعن مولودها بعد إنتهاء رضاعته ، كحق طبيعي من حقوقها كإنسانة و وهموم المرأة المتزوجة الأسيرة لا تعد ولا تحصى ولكنها تبقى صابرة محتسبة الأجر عند الله أعدل العادلين وأحكم الحاكمين ليقتص من المعتدين المتجبرين والمستكبرين في الأرض . وهناك حرمان للطفل المولود من الحياة الطبيعية بين إخوته وأبيه وعائلته التي تؤويه ، فينشأ هذا الطفل الفلسطيني الصغير الذي ولد في زنزانة أو سجن على حب فلسطين الوطن والشعب ، وعلى حب الأم والأب على السوء سواء بسواء ، كيف لا وقد إنطلق للحياة من خلال ظلم السجن والسجان الصهيوني المستعمر الذي يحاول تدمير كل شيء لشعب فلسطين الأصيل في هذه البلاد ، ارض الآباء والأجداد .

الحركة الاسيرة الفلسطينية .. تعددية عسكرية وسياسية وثقافية

وتضم الحركة الأسيرة الفلسطينية مختلف شرائح الشعب الفلسطيني المجاهدة والمقاتلة من أجل الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال والمحتلين الصهاينة ، من الأشبال والزهرات والقيادات العسكرية والسياسية والوزراء من معظم الحركات والجبهات الوطنية والسياسية ، من : حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وحركة الجهاد الإسلامي ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ، وبعض الجبهات اليسارية الصغيرة . ونحن الآن في 17 نيسان 2013 ، يوم الأسير الفلسطيني ، لا زالت قيادات فلسطينية مؤثرة تقبع في سجون وزنازين الاحتلال الصهيوني من أعضاء الحكومة الفلسطينية ، والمجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب حيث يوجد الآن في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني عدد من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في سجون الاحتلال اليهودي .

النواب والوزراء الفلسطينيين .. الأسرى بالسجون الصهيونية

ويبلغ عدد النواب الفلسطينيين المعتقلين لدى قوات الاحتلال الصهيوني ، بالأحكام العسكرية والاعتقالات ارداية الآن ( 17 نيسان 2013 )  14 نائبا ، وهم : د. مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ( محكوم بالسجن 5 مؤبدات وأربعين عاما ) احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (محكوم بالسجن 30 عاما ) جمال الطيراوي ( محكوم بالسجن 30 عاما )، الشيخ حسن يوسف عضو القيادة السياسية لحركة حماس ، وأحمد مبارك ومحمد طوطح ومحمود الرمحي أمين سر المجلس التشريعي وفتحي القرعاوي وعماد نوفل وباسم الزعارير وياسر منصور وأحمد عطون وحاتم قفيشة ومحمد إسماعيل الطل. ويبلغ عدد أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني 132 عضوا في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية الثانية ، التي جرت في 25 كانون الثاني 2006 ، ويفترض أن يتمتع أعضاء المجلس التشريعي الفلسطينية بالحصانة البرلمانية ولكن قوات الاحتلال الصهيوني لا تلقي بالا لهذا الامر .
هذا بالاضافة لوزيرين سابقين في الحكومة الفلسطينية برام الله  ... وغيرهم الكثير .

وغني عن القول ، إن مسيرة الجهاد الفلسطيني ضد يهود فلسطين المستعمرين ، لم تتوقف يوما من الأيام منذ الغزوة الصهيونية بمساعدة الصليبيين الجدد من قارتي أمريكا الشمالية ( الولايات المتحدة وكندا ) وأوروبا ، ويبدو حسب الشواهد الواقعية والأدلة الدامغة لن تتوقف بأي حال من الأحوال ، فالشعب العربي الفلسطيني المسلم في فلسطين الكبرى لا ولم ولن يتوقف عن مطاردة الاحتلال والمحتلين بشتى السبل والطرق العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والنفسية الخاصة والعامة .

الأحكام الجائرة بحق الأسرى الفلسطينيين

كانت أصدرت المحاكم العسكرية الصهيونية الصورية أحكاما جائرة وظالمة ضد مئات آلاف المواطنين الفلسطينيين بتهم عسكرية أو سياسية أو مدنية ووضعتهم في السجون العسكرية الصهيونية ممن نفذوا عمليات جهادية وفدائية ضد أهداف عسكرية واقتصادية يهودية ، أو ممن هم قيادات تنظيمية أو أعضاء في تنظيمات وطنية وإسلامية صنفتها قوات الاحتلال الصهيوني بأنها ( تنظيمات إرهابية ) مثل كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح ، كتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) ، كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، كتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ، ألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية . وهناك فلسطينيون مستقلون حوكموا أمام المحاكم الصورية العسكرية الصهيونية بتهم مدنية حولت لإدعاءات عسكرية وسياسية قاهرة ، مثل خرق نظام منع التجول ، وإلقاء الحجارة أو قنابل يدوية محلية على أهداف يهودية ، أو طعن جنود أو مستوطنين يهود ، أو إطلاق النار على مستوطنين يهود ، أو رفع أعلام فلسطينية وحرق أعلام صهيونية ، أو مساعدة مقاومين مجاهدين أو إيوائهم مطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني أو دخول مستوطنات يهودية للعمل دون تصاريح عمل مثل دخول تل أبيب أو رامات غان أو دخول القدس الغربية أو الشرقية دون إذن رسمي صهيوني من مكاتب العمل أو الارتباط أو غير ذلك .
وتتفنن المحاكم العسكرية الصهيونية في تلفيق التهم الباطلة ضد الفلسطينيين ، بالضغط الجسدي والنفسي والتعذيب والإكراه أمام ضباط التحقيق لانتزاع الإعترافات المزيفة لإصدار الأحكام العالية بحق تهم صغيرة أو جانبية . وتحكم المحاكم العسكرية الصهيونية على كل فلسطيني تسبب أو شارك بقتل يهودي بالسجن المؤبد ، بينما تحكم المحاكم المدنية الصهيونية على كل يهودي قتل فلسطينيا بالسجن أربع أسابيع مع وقف التنفيذ ، أو تحويله لمصحة عقلية بدعوى أنه مجنون ، ثم يتم تكريمه لاحقا وتنهال عليه الجوائز والهبات الرسمية والأهلية ، وإذا كان جنديا في الجيش تتم ترقيه لمراتب عليا في المؤسسة العسكرية اليهودية .

حرمان الأسرى الفلسطينيين من الحقوق الإنسانية

تعمل السياسة الصهيونية الظالمة على مطاردة وملاحقة الأسرى الفلسطينيين ، أثناء الاحتجاز في غياهب السجون الملعونة ، وبعد الانتهاء من فترة الاعتقال للمحكومين أو المعتقلين الإداريين ، لجميع فئات الأسرى السياسيين ، فتعمل على التعذيب النفسي والجسدي للأسير وذويه ، فالأسير بعد انتهاء فترة محكوميته ، يمنع وذويه من الخروج على المعابر الفلسطينية – العربية التي تسيطر عليها قوات الاحتلال ، من معبري رفح بقطاع غزة ومعبر الكرامة عند أريحا بالضفة الغربية ، وكثيرا ما تمنع قوات الاحتلال الصهيوني هؤلاء الأسرى المحررين من أداء مناسك العمرة أو الحج أو الخروج للعمل أو الدراسة أو زيارة الأقارب في خارج فلسطين مما يشكل لهم عبئا ثقيلا طيلة حياتهم وكأنه عقاب أو سجن أبدي في سجن فلسطين الكبير .
ورغم الاهتمام البسيط بشؤون الأسرى الفلسطينيين ، في المجالات الرسمية والشعبية الفلسطينية ، الذي لا يرتقي إلى مستوى الحدث لانه لا يمكن تعويض الانسان عن ضريبة الحبس التي يجبر على دفعها من عمره ، فإن أسرى فلسطين ومن ضمنهم عشرات العرب المدافعين عن حمى وحياض فلسطين المقدس ، أجبروا مصلحة السجون الصهيونية على الرضوخ لبعض القضايا المطلبية في بعض الحقوق المدنية ، من المأكل والملبس والثقافة والإعلام ، إلا أن هؤلاء الأسرى يجب أن يتم التعامل معهم كأسرى حرب من الطراز الأول ( مقاتلين من أجل الحرية والاستقلال ) وليس سجناء من الطراز الثاني كونهم ( إرهابيين أو مخربين ) كما تطلق عليهم التسميات الاحتلال عبر شتى وسائل الإعلام التابعة لها .
على العموم ، إن أسرى فلسطين في سجون الاحتلال اليهودي لفلسطين ، منذ عام 1948 وحتى الآن ، دافعوا عن حمى الأمتين العربية والإسلامية منذ أيام العدوان والاحتلال الصهيوني الأولى حتى الآن دون فتور أو تجميد ، ودفعوا في سبيل ذلك ( ضريبة السجن ) بالحجز والعذاب النفسي والجسدي طيلة الفترة الخالية من السجن والاعتقال .

زيارة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من الأهل عبر الشبك

تتنوع سياسة الحرمان الصهيونية للأسرى وعائلاتهم ، من الإهانات المتكررة والتعذيب والحرمان ، ومنع الزيارة للأسير خلال فترة الاحتجاز العنصري العسكري ، ومنع الخروج من الغرف أو الخيم الاعتقالية ، والحجز والعقاب المضاعف بالزنازين لفترة قد تقصر أو تطول ، وتتم فرض غرامات وأتاوات مالية باهظة ، فتظهر المحاكم الصهيونية كمحاكم فاشية ونازية في ثلاثية قلت مثيلاتها في العالم ، وحرمان من الطعام والشراب التي يتوق إليه الأسير عبر تحديد وجبات طعام تفرضها إدارة مصلحة السجون الصهيونية ، وفي الأعياد اليهودية يتم إجبار الأسرى على تناول الأغذية الدينية اليهودية أو البقاء بلا طعام .

مليون فلسطيني دخلوا سجون الاحتلال الصهيوني 1948 – 2013

لقد دخل السجون الصهيونية ، منذ بدايات الاحتلال الرسمي لفلسطين المباركة عام 1948 مئات آلاف الفلسطينيين ، خلال أل 65 عاما الماضية ، في عقابات جماعية وفردية متعددة الأشكال والصور ، ورغم ذلك لم ييأس أو ينال الإحباط من نفسية المواطن الفلسطيني ، كونه صاحب الحق الديني والتاريخي والقومي في أرض الآباء والأجداد .
وحسب بعض الاحصاءات الرسمية وشبه الرسمية الفلسطينية فقد دخل في سجون الاحتلال اليهودي قرابة مليون فلسطيني ، على فترات اعتقال بسيطة أو مدى الحياة ، وهناك من أسرى فلسطين من قضى نحبه ، في الزنازين وغرف التحقيق النازية الفاشية الصهيونية القذرة ، من أصحاب المؤبدات ، أو غيرهم ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .
وتبقى مسألة الاهتمام بالأسرى الفلسطينيين خلف القضبان الصهيونية غير كافية ، ولا يمكن إيفاء هذه الفئة الفلسطينية المجاهدة حقها من الرعاية النفسية والصحية والمالية والعائلية الكافية . فمثلا بمقارنة بسيطة بين الأسرى الفلسطينيين السياسيين في سجون الاحتلال الصهيوني المطالبين بالحرية والإستقلال الوطني الفلسطيني ، والسجناء المدنيين اليهود في السجون الصهيونية ، نجد المفارقة عجيبة وغريبة .
فالسجناء اليهود يزورهم أهاليهم فترات طويلة ، ويجلبون لهم الأطعمة والأشربة والملابس دون معيقات ، ويتمتعون بحق الدفاع والترافع القضائي عنهم أمام المحاكم المدنية الصهيونية ، حتى وإن كانت جرائمهم سياسية أو عسكرية ، مثل قاتل رئيس الوزراء الصهيوني اسحق رابين وسط احتفالات مستوطنة تل أبيب ، في 4 تشرين الثاني عام 1995 الذي سمح له بالزواج وهو مسجون داخل السجن ، ويخرج لفترات نقاهة منتظمة بضمانات شخصية وعائلية مبهمة .

معاناة الأسرى في السجون الصهيونية

تبدأ رحلة العذاب للأسير أو المعتقل الفلسطيني أو العربي منذ لحظة أسره ، ومجي عشرات الجنود لنقله من بيته أو جره من الشارع أو المؤسسة التي يعمل بها ، لزنازين التحقيق الكئيبة المجرمة ، فينتقل من نعيم مسكنه ومنزله الآمن إلى مثوى الظالمين المستكبرين في الأرض ، الذين عاثوا ويعيثون في الأرض استكبارا وفسادا وافسادا فتبدأ عملية تعصيب العنينين بقطعة قماش ، وتصفيد اليدين والرجلين ، وتنهال وجبات التعذيب اليومية تترا المتواصلة ليلا ونهار حسب طبيعة التهم الموجهة للأسير .
وفي المقابل فإن الأسير الفلسطيني ، في الأسر الصهيوني ، يعاني الأمرين من التعذيب المضاعف : النفسي والجسدي ، والإهمال الصحي المتعمد ، وكثيرا ما تتم مطاردة المعتقلين السياسيين ، وهو داخل الزنازين أو الغرف أو الخيم التي يقبعون محجوزين فيها ، طيلة اليوم والليلة اللهم إلا من بعض الفسحة الباهتة الصغيرة التي لا تتجاوز ساعة يوميا نصفها صباحا ونصفها الآخر عصرا ، ثم تغلق أبواب السجون باقي ساعات اليوم والليلة في السجون المركزية . ولا يتمتع الأسير ( السجين السياسي الفلسطيني ) بحقوق سياسية أو ثقافية أو اجتماعية حقيقية ، بل يبقى يعاني من شظف العيش والتعذيب المتواصل ، وقلة الطعام والشراب ، والحرمان من النوم الطبيعي ، بسبب ملاحقات إجراءات العد ثلاث مرات أو أكثر يوميا في ساعات الصباح الباكر والظهر والمساء ، وأحيانا العد في الهزيع الأخير من الليل ، والحرمان من اللباس المدني ، حيث يجبر الأسرى على إرتداء اللباس الصهيوني الموحد للسجون ( الأزرق ) أو ( البني ) ولا يسمح لهم بارتداء الحذاء برباط أو بقاء الحزام الجلدي على البنطال . ولا زالت الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال اليهودي الصهيوني بحاجة لتحقيق مطالب حقوقية لها ، مثل مضاعفة الزيارات العائلية من الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والزوجات والأبناء ، وخاصة في السجون العسكرية المغلقة والمفتوحة على حد سواء ، وكذلك حرية متابعة التعليم العالي في الجامعة الفلسطينية المفتوحة ( جامعة القدس المفتوحة ) وليس اقتصار ذلك على الجامعة العبرية المفتوحة التي حرم منها ايضا الاسرى وفق ما يسمى ( قانون شاليط ) ، وكذلك حق التمتع بلبس اللباس المدني لا العسكري الصهيوني المفروض عليهم . ولا بد من إتاحة المجال أمام الأسرى الفلسطينيين من تأدية الصلوات الجماعية على مدار الأربع والعشرين ساعة ، وتحسين الأحوال المعيشية والمادية والمعنوية .

الأسرى وتحويل مقابر السجون لمنابر ثقافية

على أي حال ، لقد رغبت قوات الاحتلال الصهيوني من التعذيب الجسدي اليدوي والكهربائي والحرمان من النوم لعدة أيام متوالية بالتضييق على الأسرى السياسيين الفلسطينيين في العقاب الفردي والجماعي لقمع عنفوان الثورة لديهم ، ولكن خاب ظنها ، في كل مرة ، فقد استطاعت هذه الفئة الفلسطينية المجاهدة من جعل المعتقلات والسجون الصهيونية بمثابة منابر فكرية وجهادية وكأنها جامعات مصغرة ، أنشأت بطرق شتى ، للتدارس وعقد الجلسات السياسية الثقافية والتنظيمية والتعليمية العامة والخاصة ، فأصبح الأسير الفلسطيني من الفئات المثقفة بشكل خاص ، الثقافة الوطنية والإسلامية العالمية . فنظمت الدورات اللغوية في اللغات العبرية والإنجليزية والفرنسية ، ودورات تجويد تحفيظ القرآن المجيد ، ودورات سياسية قيادية تنظيمية ، ودورات بدنية رياضية ، كالجري داخل أسلاك السجون الشائكة ومسابقات الشطرنج ، والسين جين الثقافية ، والتمارين السويدية الخفيفة ، ودورات ثقافية عامة أو خاصة ، ودورات تخصصية أخرى . إلا أن هناك دورات رياضية كالجودو والكونغ فو والدفاع عن النفس منعتها سلطات السجون اليهودية ولم تسمح لها بأي حال من الأحوال حتى الآن بدعاوى أنها تدريبات عسكرية فلسطينية داخل السجون .
ولقد استطاع بعض الاسرى من الحصول على درجة الدكتوراه وهم داخل السجن الصهيوني من جامعات عربية .
وعلى صعيد آخر ، قلبت بعض الخيم الاعتقالية لمساجد يعبد فيها الله الواحد الأحد ، خاصة في السجون المفتوحة على ذات النمط القائم على الخيم الاعتقالية وذلك رغم محاولات مصلحة السجون الصهيونية منعها .

إضرابات الأسرى في السجون الصهيونية .. انتفاضات الاسرى

وقد خاض أسرى فلسطين ، إضرابات مغلقة أو مفتوحة عن الطعام ، عبر تاريخ الحركة الأسيرة المجاهدة ، وبهذا فقد واصلت جموع المدافعين عن حمى الوطن الفلسطيني المقدس في أرض فلسطين المفتوحة ، وفي ارض السجن المغلقة كجزء من أرض فلسطين المحتلة ، الدفاع عن الحقوق الوطنية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني ، فكانت ولا زالت الحركة الأسيرة الفلسطينية ، تدافع وبقوة وبإرادة فولاذية ، عن الحرية والاستقلال الوطني الفلسطيني ، ولكن بصورة نضالية مختلفة عن الصورة النضالية العسكرية في خارج السجون الصهيونية اللئيمة . وعبر هذه الإضرابات المتتابعة والمتلاحقة بصورة منتظمة ، أجبرتهم عليها قوات الاحتلال الصهيوني ، استطاعت الحركة الأسيرة الفلسطينية تحصيل مطالب حياتية عامة ثقافية وإعلامية ، بإدخال الكتب وبعض الصحف العربية والعبرية والإنجليزية ، وأجهزة الراديو والتلفاز وأجهزة الهاتف النقالة السرية للتحادث مع الأهل والأحبة خارج السجون .
وفي السياق التنظيمي ، نظم الأسرى الفلسطينيون أنفسهم في خلايا وهيئات تنظيمية خاصة بكل حركة أو حزب أو جماعة على حدة ، من الموجه العام او المرشد العام ، فاللجنة المركزية فالمؤتمر العام لكل فصيل فلسطيني وطني أو إسلامي على حدة ، وهناك ممثل المعتقل ممن يختاره الأسرى الفلسطينيين لتمثيلهم أمام ضباط سجون الاحتلال الصهيوني . ولكل فصيل فلسطيني صندوق مالي وعيني خاص من الكانتينا والمأكولات وسجائر التدخين ، والكتب الثقافية والجلسات التنظيمية . وتتواصل قيادات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني مع قياداتهم الحركية والجبهوية في خارج السجون عبر شيفرات ورموز وكلمات سر تقنية وسياسية خاصة ، بدأت بالرسائل الشفوية وجهاز استقبال إذاعي ( الراديو الصغير – الترانزستور ) ، ورسائل الأسرى بالكبسولات الورقية الشفافة ، والرسائل الشفوية ، ثم أجهزة الهاتف النقالة ( جوال فلسطين أو السيليكوم اليهودي ) أو عبر زيارات المحامين والأهل كل فترة إسبوعين أو أكثر .

خروج الأسرى من مقابر السجون الصهيونية

هناك عدة طرق للخروج الطبيعي ، بجناحيه الطوعي أو القسري من عنق زجاجة السجون الصهيونية ، عبر تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية منذ عام 1948 حتى الآن 2013 ، تمثلث بالآتي :
أولا : إنتهاء فترة المحكومية العسكرية أو الاعتقال الإداري الصهيوني ضد الأسرى .
ثانيا : الإفراجات الصهيونية الطارئة في مناسبات معينة خاصة لمن أنهوا معظم فترة محكوميتهم أو اعتقالهم .
ثالثا : مطالبات القيادة الفلسطينية بالإفراج عن آلاف الأسرى بعد اتفاقية أوسلو الأولى والثانية عامي 1993 و1995 بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني .
رابعا : ما يطلق عليه بوادر حسن نية من حكومة الاحتلال الصهيوني بين الحين والآخر ، لإلهاء الشعب الفلسطيني عن القضايا السياسية العامة .
خامسا : عمليات تبادل الأسرى الفلسطينية والعربية – الصهيونية ، بين منظمات عسكرية فلسطينية أو عربية ، كما حدث بين حركة فتح والاحتلال الصهيوني عام 1978 ، والجبهة الشعبية القيادة العامة والاحتلال الصهيوني عام 1985 بواقع 1150 أسيرا ، حزب الله والاحتلال الصهيوني عام 2004 بواقع 425 أسيرا ، وصفقة وفاء الأحرار بين حركة حماس وحكومة تل أبيب برعاية مصرية في خريف 2011 بواقع 1027 أسيرا وأسيرة ، إذ تمت عملية تبادل أسرى فلسطينيين مع الجندي اليهودي المختطف في غزة منذ 25 حزيران 2006. .
ومعظم عمليات تبادل الأسرى تمت بين الجانبين الفلسطيني أو العربي والصهيوني بوسطاء وليست بطريقة مباشرة . وينتظر أسرى فلسطين فوج تبادلي آخر لتبييض السجون الصهيونية .
سادسا : الموت الطبيعي : كما يقول المثل من السجن للقبر ، فبعد موت الأسير يتم إخراجه وتسليمه لجمعية الصليب الأحمر الدولي بعد تدقيقات كبيرة لدفنه في بلده .
سابعا : الإستشهاد : من السجن لروضة من رياض الجنة ، إن شاء الله تبارك وتعالى ، ( أحياء عند ربهم يرزقون ) فبعد استشهاد الأسير الفلسطيني بقتله من السجانين اليهود الصهاينة ، خلال التعذيب أو الدفاع عن النفس ، يخرج جثمان الشهيد ليوارى الثرى في موطنه ، بعد تسليمه للصليب الأحمر الدولي ، وبدوره يسلمه لأهله وذويه .
فهناك 204 أسرى استشهدوا داخل السجون الصهيونية منذ عام1967 – نيسان 2013 م ، منهم 71 أسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب ، و52 أسيرا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي ، و74 أسيرا نتيجة الإعدام ( القتل مباشرة ) و7 أسرى بإصابتهم بأعيرة نارية .
وعلى جميع الأحوال ، تنظم الاحتفالات الجماهيرية والشعبية والأهلية والعائلية والمؤسسة ، لخروج الأسير الفلسطيني من براثن الزنازين والسجون الصهيونية ، وتنظم المهرجانات وحفلات السمر والترفيه ، تذبح فيها الذبائح وتقام الموائد والعزائم ، فكل من يخرج من سجون الاحتلال الصهيوني البغيض ، وكأنه كتبت له الحياة من جديد ، بينما يتم تشييع جثمان الأسير الفلسطيني الذي استشهد في الزنازين والسجون الصهيونية في جنازات مهيبة يردد خلالها المشيعون ( لا إله إلا الله .. والشهيد حبيب الله ) .. و ( يا شهيد إرتاح إرتاح ونحن سنكمل الكفاح ) .

الرعاية الاقتصادية والاجتماعية والاهتمام الكافي بالأسرى

وكلمة ختامية لا بد منها ، إنه لا بد من إيلاء الأسير الفلسطيني والأسيرة الفلسطينية على السواء ، كل الرعاية والاهتمام والتقدير ، عبر الطرق الآتية :
أولا : الرعاية الاقتصادية : زيادة المخصصات المالية لهم ولأسرهم ، لضمان نوع من العيش المادي الكريم .
ثانيا : التعليم العام والعالي : عبر تمكينهم من متابعة التعليم العام أو العالي دون تسييس أو تمييز أو قيود وهم خلف القضبان الحديدية المجرمة . وتمكين أبناءهم من التعليم العام والعالي المجاني .
ثالثا : السعي المتواصل لإطلاق سراحهم والإفراج عنهم من السجون الصهيونية عبر شتى الطرق السياسية وغيرها ، وإبقاء قضيتهم قضية ساخنة ، في جميع الأحوال والحالات ، فقد ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل الجهاد في سبيل الله والدفاع عن حمى فلسطين الأرض المقدسة ، وشعب فلسطين الأبي .
رابعا : الرعاية الكافية للأسرى المحررين : عبر الاستيعاب الوظيفي والتدريب المهني ، والعلاج الصحي المجاني الدائم ، ودعم النوادي والجمعيات المتخصصة بشؤونهم .
خامسا : الرعاية النفسية المتواصلة لهم وذويهم ، وخاصة لمن يحتاج ذلك .

على العموم ، اهتمت السلطة الفلسطينية بشؤون الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني ، بتشريعات قانونية نافذة ، بالمسائل الاقتصادية المالية والصحية والتعليمية لهذه الفئة الفلسطينية التي عانت من ويلات الاحتلال الصهيوني ، إذ نصت المواد الثالثة والرابعة والخامسة من قانون الأسرى والمحررين رقم (19) لسنة 2004م ، كما يلي :
" مادة (3) لتحقيق أهداف هذا القانون تعمل السلطة الوطنية بكل الوسائل الممكنة علي ما يلي :
1. تحرير الأسرى من سجون الاحتلال .
2. تقديم كل المتطلبات القانونية لمساعدة الأسير .
3. توفير الحقوق المالية للأسير وأسرته طبقا لأحكام هذا القانون وبما يتوافق مع سلم الرواتب المعمول به.
4. توفير فرصة التحصيل العلمي للأسير وأبنائه.
5. تأهيل الأسرى المحررين.
6. تأمين الوظائف للأسرى المحررين وفقا لمعايير تأخذ بعين الاعتبار السنوات التي أمضاها الأسير في السجن وتحصيله العلمي وذلك وفق نظام يصدره مجلس الوزراء.
مادة ( 4 ) لا يجوز للسلطة الوطنية التوقيع أو المشاركة في التوقيع على معاهدة سلام لحل القضية الفلسطينية دون إطلاق سراح جميع الأسرى . مادة ( 5 ) 1. كل أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال مدة لا تقل عن خمس سنوات وكل أسيرة أمضت مدة لا تقل عن ثلاث سنوات يتم إعفاؤهم مما يلي : رسوم التعليم الدراسي الجامعي الحكومي رسوم التأمين الصحي رسوم أي دورة تأهيلية في نطاق البرامج التي تنظمها الجهات الرسمية المتخصصة" . وفيما يلي أهم الآثار الايجابية والسلبية على فئة الأسرى المحررين الفلسطينيين من سجون الاحتلال الصهيوني ، في المجالات الاقتصادية سواء بالنسبة للتوظيف الحكومي العام أو الإلتحاق بسوق العمل في القطاع الخاص أو الاكتواء بنار البطالة المستشرية في صفوف القوى العاملة بفلسطين .

وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ .. والتمكين في الأرض

إن أيام أو سنوات الإبتلاء الرباني للشعب الفلسطيني كجزء من الأمة الإسلامية الوسطى ، خير أمة أخرجت للناس ، ستزول عاجلا أو آجلا ، وسيمكن الله تبارك وتعالى الشعب المعذب في الأرض وسيبدله من بعد عذابه وأصفاده تمكينا وآمنا ، فهذه هي سنة الله في الأرض ، تمكين وتمتين بعد حزن وأنين ، فهذا هو حال ولسان الأولين والأخرين عبر المسيرة البشرية التاريخية . ولكن العبرة إذا كنا من أولي الألباب ، في نبي الله وعبده يونس بن متى الرسول لأهل نينوي بأرض الرافدين ، الذي نجاه الله من بطن الحوت ، لأنه كان من المسبحين ، ولنا العظمة الكبرى من سجن نبي الله يوسف بن يعقوب في سجن مصري ثم تمكينه فأصبح على خزائن الأرض قوي أمين .
يقول الله ذو الجلال والإكرام في محكم الكتاب العزيز : { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)}( القرآن المجيد ، الصافات )
ويقول الله العزيز الحميد عز وجل : { فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}( القرآن المجيد ، يونس ) .

دعاء للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني

وفي ذكرى يوم الأسير الفلسطيني 2013 م / 1434 هـ ، مليون تحية وتحية لجميع الأسرى الفلسطينيين والعرب البواسل ، ذكورا وإناثا ، خلف القضبان الحديدية لسجون الاحتلال الصهيوني ، راجين لهم الحياة السعيدة ، والإفراج العاجل إن شاء الله العزيز الحكيم . ونقول لكافة الأسرى فردا فردا ، لهم أنتم مشاعل النور والحرية والاستقلال التي تضيء درب فلسطين الأرض المقدسة ، قريبا إن شاء الله ، فأنتم رمز الجهاد في سبيل الله والتضحية من أجل الإنعتاق والخلاص الوطني من الاحتلال الأجنبي ، ولن تغلق أبواب السجون ، فالصبر الصبر ، وإن موعد الحرية آت لا محالة ، بأذن الله مولانا جميعا فهو نعم المولى ونعم النصير .
وندعو الله الحميد المجيد أن يفك أسر وقيود وأصفاد جميع أسرى شعب فلسطين والأمتين العربية والإسلامية في جميع أنحاء الكرة الأرضية إنه سميع مجيب الدعاء . اللهم فك أسر المأسورين ، وفرج كربتهم ، وأعدهم لأهلهم سالمين غانمين ، معافين مرفوعين الرؤوس ، آمنين ، وخلصهم من محنتهم ، إنك على كل شيء قدير ، وأدخلهم مدخل صدق وأخرجهم مخرج صدق واجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا ، وأنزلهم منزلا مباركا وأنت خير المنزلين في الدنيا والآخرة يا رب العالمين . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . أمين يا رب العالمين ورب المستضعفين في الأرض .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: