الخميس، 21 مارس 2013

21 آذار يومُ الْأُمِّ الغربي .. وسَنَةُ الْأُمِّ الرؤوم في الإسلام .. 1 محرم – 30 ذي الحجة قمريا ( د. كمال إبراهيم علاونه )


أمي العزيزة أحبك
21 آذار يومُ الْأُمِّ الغربي .. وسَنَةُ الْأُمِّ الرؤوم في الإسلام .. 1 محرم – 30 ذي الحجة قمريا
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) }( القرآن المجيد ، الإسراء ) .

ملاحظة : هذا المقال إهداء إلى روح أمي الحبيبة - بنت فلسطين العربية المسلمة ، وإبنة يافا مولدا 1932 م ، وإبنه عزموط بنابلس مماتا 1999 م ، والله أسال أن يجعل مثواها الفردوس الأعلى في جنات الخلود . اللهم آمين .

مكانة الأم في الإسلام الحنيف

تعتبر الأم في الإسلام العظيم ، الركيزة الأساسية في البيت الإسلامي والأسرة الإسلامية والعائلة الإسلامية والقبيلة الإسلامية والشعب الإسلامي والأمة الإسلامية ، إلى جانب الأب ، فهي التي حملت وولدت وأرضعت وربت الأبناء ذكورا وإناثا ، حتى كبروا وتعلموا بإلتحاقهم في رياض الأطفال والمدارس والجامعات ، ويمكن أن تكون قد إختارات أو ساهمت في إختيار شريكة حياة إبنها ، أو شريك حياة ابنتها في بعض الأحيان لتستكمل الدور الاقتصادي الاجتماعي والصحي والثقافي والنفسي للأبناء .
وكما يقال عادة ( وراء كل رجل عظيم إمرأة ) وهذه المرأة ولا شلك بالدرجة الأولى هي أمه الذي أنجبته وربته ورعته حتى كبر وصار يعتمد على نفسه ، فقد حملته تسعة شهور ، وأرضعته حوالي سنتين ، واهتمت به حتى صار شابا ، في مقتبل سن الزواج .
ويقال للإنسان الذي يتقن لغة معينة ، هذه لغة الأم ، بمعنى أن اللغة التي تستعملها الأم هي اللغة التي يتقنها الأبناء صغارا وكبارا ، كاللغة العربية ، لغة القرآن المجيد ، في اللوح المحفوظ ، وهي اللغة الأساسية في التعامل مع المجتمع المحلي القريب أو المجتمع القومي أو الإقليمي أو ربما الدولي .
وبهذا فإن الأم في الإسلام تتمتع بدور عظيم ، في حياة الأبناء والبنات ، طيلة حياتها ، وتؤثر أبنائها على نفسها ولو كانت بها خصاصة ، في الطعام والشراب ، واللباس ، والتنزه والسفر ، والتعليم ولا تحب الأم أن يكون أحسن منها إلا فلذات كبدها ، ذكورا أو إناثا ، فهذه هي الفطرة الإنسانية ، التي جبل بها الإنسان ، وهي الإسلام الحنيف .
وإزاء تقديم الأم واجباتها تجاه الأبناء ، فإن من حقها بالمفرد أو حقوقها بالجملة ، أن تكون معززة مكرمة في حياتها من الأبناء ، وحض الإسلام على طاعتها وأن تنزل منزلا مباركا ، والابتعاد عن عقوق الوالدين ، الأم والأب ، أحدهما أو كليهما ، في جميع الحالات والظروف ، والطاعة واجبة للأم ما لم تكن في معصية الله العزيز الحكيم جل جلاله .

القرآن المجيد والوالدين .. وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

لقد حض الله رب العزة والجبروت الأبناء ، من البنين والبنات ، على إطاعة الوالدين وحذر تحذيرا شديدا من معصيتهما وتركهما بلا معيل عندما يكبرون ويغزو الهرم حياتهما ويشتعل الرأس شيبا ، وتنكيسهما في الخلق ، فوردت العديد من الآيات المجيدة التي تحض على رعاية الوالدين الرعاية الصحيحة الحقيقية في جميع المجالات والميادين ، ومن أبرز هذه الآيات الكريمة . يقول الله ذو الجلال والإكرام في محكم الكتاب العزيز :
1. { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)} ( القرآن المجيد ، الإسراء ) .
2. { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) }( القرآن المجيد ، البقرة ) .
3. { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37)}( القرآن الحكيم ، النساء ) .
4. { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) }( القرآن المجيد ، الأنعام ) .

وصايا الإسلام بالأم

وقد أوصى الإسلام الأبناء والمجتمع الإسلامي بالأم خيرا كثيرا ، وجعل من طاعتها سببا لرضى الله عز وجل ، ودخولهم الجنة ، وقرن الله الحميد المجيد ، عبادته بطاعة الوالدين ، والإنسان المسلم يسعى لرضى الله ورسوله أولا ثم رضى الوالدين . يقول الله الغني الحميد :
1. { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}( القرآن العظيم ، لقمان ) .
2. { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (19) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20) }( القرآن المبين ) .

الأحاديث النبوية والأم .. أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوكَ

وفي السياق ذاته ، جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الاهتمام بالوالدين من أولى الأولويات الدينية والدنيوية . عن ذلك يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد بصحيح البخاري - (ج 18 / ص 363) جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : " أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ " . وكما جاء في صحيح مسلم - (ج 12 / ص 389) قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ ؟ قَالَ : " أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ " .

واجبات الأبناء تجاه الوالدين عامة والأمهات خاصة

وبهذا فإن من واجبات الأبناء تجاه الأمهات خاصة ، والوالدين عامة ، كالآتي :
أولا : البر والإحسان العام والمعاملة بالحسنى والابتعاد عن التأفف ، وأن يقول لهما قولا طيبا كريما مباركا ، وعدم نهرهما . يقول الله السميع العليم عز وجل : { فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}( القرآن المجيد ، الإسراء ) . كما ورد بسنن أبي داود - (ج 7 / ص 59)
أَنَّ رَجُلًا هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْيَمَنِ فَقَالَ : " هَلْ لَكَ أَحَدٌ بِالْيَمَنِ قَالَ أَبَوَايَ قَالَ أَذِنَا لَكَ قَالَ لَا قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَاسْتَأْذِنْهُمَا فَإِنْ أَذِنَا لَكَ فَجَاهِدْ وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا " .
ثانيا : الطاعة بالمعروف ، والابتعاد عن عقوق الوالدين لأن عقوقهما من الكبائر ، فطاعتهما واجبة وجوبا مطلقا ما لم تحتمل أو تحوي معصية ، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . يقول الله السميع البصير سبحانه وتعالى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}( القرآن العظيم ، لقمان ) .
جاء في صحيح البخاري - (ج 8 / ص 251) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ وَمَنَعَ وَهَاتِ وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " . وجاء بصحيح البخاري - (ج 20 / ص 367) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْكَبَائِرُ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ " . وفي رواية أخرى في صحيح البخاري - (ج 21 / ص 160) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَقَوْلُ الزُّورِ أَوْ قَالَ وَشَهَادَةُ الزُّورِ " . وفي حديث نبوي شريف آخر ، كما جاء في صحيح البخاري - (ج 18 / ص 367) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ " .
ثالثا : الإنفاق عليهما وإكرامهما عند كبرهما أو حاجتهما للأموال سواء أكان ذلك للمأكل والملبس والمأوى والعلاج فهي حق وفرض عين عليهم دون لف أو دوران أو مواربة . فمن الواجب على الإبن أن يطعمهما مما يأكل ويلبسهما مما يلبس وينفق عليهما من ماله للعلاج أو مساعدتهم في تأدية العبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج ما استطاع إلى ذلك سبيلا . وكذلك لا بد للأبناء في أن يسددا ديون والديهما إن كانت عليهما ديون مالية للغير أو يتصدقا عن روحيهما بصورة مستمرة ووضع صدقة جارية عنهما .
ورد بصحيح البخاري - (ج 10 / ص 188) جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ : " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " .
رابعا : الحج عنهما إذا لم يتمكنا من تأدية ركن الحج الإسلامي العظيم سواء لمعرض طارئ أو عجز دائم ، أو وفاتهما قبل أدائهما فريضة الحج الإسلامي .
خامسا : الدعاء والإستغفار لهما أحياء وأمواتا . فمن بر الوالدين ، وخاصة الأم ، أن جعل أنبياء الله الصالحين ، جزءا من دعائهم لوالديهم ، كما جاء بالعديد من الآيات القرآنية المجيدة ، في العديد من الحالات ،
1. دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) }( القرآن العظيم ، إبراهيم ) .
2. دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}( القرآن الكريم ) .
3. دعاء نبي الله سليمان عليه السلام : { وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}0 القرآن الحكيم ، النمل ) .
4. دعاء الأبن الصالح : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)ؤ0 القرآن العظيم ، الأحقاف ) .
5. دعاء المسيح عيسى بن مريم عليه السلام : { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)}( القرآن المبين ، مريم ) .
سادسا : مصادقة أصدقائهما وأحبابهما في حياتهما ومماتهما على السواء سواء بسواء . جاء في سنن أبي داود - (ج 13 / ص 353) عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ؟ قَالَ : نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا " .
سابعا : الصلاة على الأبوين ( الأم والأب ) بعد موتهما ، بصلاة الجنازة وحملهما للمقبرة ودفنهما ، بقراءة القرآن على روحيهما ، بالمفرد أو المثنى ، لكل لأحدهما أو كليهما مثل قراءة الفاتحة ، وسورة يس ، وسورة تبارك الملك وغيرها والاستغفار لهما . جاء بمسند أحمد - (ج 32 / ص 269) قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ بَعْدَ مَوْتِهِمَا أَبَرُّهُمَا بِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ خِصَالٌ أَرْبَعَةٌ : الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا فَهُوَ الَّذِي بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ بِرِّهِمَا بَعْدَ مَوْتِهِمَا " .
ثامنا : صلة الرحم ، الاتي من قبل الوالدين وخاصة الأم . جاء في سنن ابن ماجه - (ج 11 / ص 56) نْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا ؟ قَالَ : نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِيفَاءٌ بِعُهُودِهِمَا مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا " .
تاسعا : الميراث : توريث الأم من الأبناء في حالة وفاة الأبناء في حياتهما . يقول الله عز وجل : { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)}( القرآن المجيد ، النساء ) .
عاشرا : تكريم الأمهات الماجدات بالقرآن العظيم ، كما حدث في تكريم أم موسى عليه السلام ، كما يقول الله العزيز الحميد : { إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)}( القرآن العظيم ، طه ) . وورد في سورة أخرى : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)}( القرآن المجيد ، القصص ) .
وكما جاء في معجزة مريم وابنها المسيح مريم عليهما السلام .. يقول الله المحيي المميت جل شأنه : { مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)}( القرآن المجيد ، المائدة ) .
على أي حال ، إن الإسلام أوصى بالأم طيلة فترة حياتها وبعد مماتها ، وحذر من وضعها في ملاجئ العجزة والمسنين ، فالأبناء ذكورا وإناثا ، أولى بوالديهم ، الأم والأب ، ولهما حق الرعاية الاجتماعية والاقتصادية والصحية ، العينية والنقدية ، وبهذا فإن الإسلام مميز في معاملة الأمهات والآباء ، يختلف عن غيره من الأنظمة الاجتماعية الأخرى كالرأسمالية والشيوعية والاشتراكية والبوذية والشنتوية والهندوسية وما بينهما . وقد ابتدع الغرب يوما للأم أطلقوا عليه اسم ( يوم الأم ) للاهتمام بالأم وتفقدها ، وإهداء ورود لها ، وأما في بقية أيام السنة ، فأصبحت نسيا منسيا عند هؤلاء الغرب ومن يعمل على شاكلتهم في هذا القرن والقرون الخالية ، فأودع الأبناء العاقون أمهاتهم في دور وملاجئ العجزة والمسنين ، وتركوهم هائمين في الحياة الدنيا بعدما بلغوا من الكبر عتيا ونكسوا في الخلق ، كسنة الله في خلقه ، فهل يا ترى يكفي يوم واحد سنويا لتكريم الأم ، أو الأبوين ؟؟ لا وألف لا !!! فالدنيا دواليك ، لقد ربت الأم الأبناء ، ذكورا وإناثا ، وفضلتهم على نفسها ، وعلى زوجها ، فهل من اللائق تركها بعد كبرها ، وأصبحت تتوكأ على عصا أو مقعدة ؟ أو مرضت وأصابها الوهن فلا تستطيع الحركة أو الانتقال من مكان لآخر ؟؟؟ .

يوم الام السعيد Happy Mother's Day

21 آذار يوم يوم الأم الغربي .. وسنة الأم الإسلامية

إن تخصيص يوم واحد في السنة لتكريم الأمهات غربيا ، ( يوم الأم أو عيد الأم ) في ربيع السنة ، وتقديم باقة ورد لكل أم لا يكفي بتاتا بأي حال من الأحوال ، بل يجب أن تكون سنة الأم ( على مدار السنة 365 يوم وربع اليوم ) بفصولها الأربعة : الشتاء والربيع والصيف والخريف بدائرة مترابطة على مدارس السنة الشمسية والقمرية ( 354 يوما قمريا ) ، وليس يوم الأم الوحيد الذي لا ثاني له . هذه هي التعاليم الإلهية الكريمة التي تحكم بالعدل بين الجميع وفق مبادئ الحق والإنصاف الديني والدنيوي والأخروي بعيدا عن القسمة الضيزى الظالمة ، ، فلا وألف لا ليوم الأم اليتيم الوحيد بل ينبغي ان تكون أيام أم متوالية ، بصورة هندسية وليس حسابية أو فردية ماحقة للحنان ؟؟

وعلى أي حال ، إن يوم الأم الذي يصادف 21 آذار سنويا ، يتوافق مع الاعتدال الربيعي ، حيث يتساوى الليل والنهار ( 12 ساعة نهار و12 ساعة ليل من 24 ساعة يوميا ) في معظم أنحاء الكرة الأرضية ، لا يسد الحاجة لتكريم الأم ولكنه أفضل من عدمه كحد أدنى ، وهذا اليوم أصبح يوما عالميا تكرم فيه الأم بورود وبعض اللباس أو الهدايا الزائلة ، والأم بحاجة لرعاية وحب ومحبة وود وحنان واهتمام دائم ومتواصل وفق مبادئ البر الإسلامية المتواصلة ، الموصولة الليل بالنهار .
وغني عن القول ، إن بر الوالدين يقود الإنسان المسلم إلى الجنة ، جنات الفردوس الأعلى لأن الجنة تحت أقدام الأمهات . أطيعوا أمهاتكم ، وأرضوهن بالمعاملة الحسنة وإنزالهن المنزلة المباركة الهنيئة ، ولا تفضلوا عليهن زوجاتكم ، لتنالوا جنات ربكم في دنياكم وآخرتكم . وكلمة لا بد منها ، وهي أن من تغضب عليه أمه فلن يفلح ابدا ، طيلة حياته ، لا في حياته الفانية الزائلة ولا في مماته ، ولا في آخرته الحياة الباقية عند مليك مقتدر ، فأتقوا غضب الرب ثم غضب الوالدين ولا تسببوا لأنفسكم غضب أمهاتكم . ولا تنسوا أن الآخرة خير وأبقى . فلا تشتروا الحياة الدنيا بالآخرة . يقول الله جل شانه : { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}( القرآن المجيد ، الأعلى ) .
أم فلسطينية تقاوم جيش الاحتلال الصهيوني
ومليار تحية وسلام لكل الأمهات العربيات المسلمات ، وفي مقدمتهن أمي ، اللواتي جاهدن وقاومن الاحتلال اليهودي الصهيوني في فلسطين ، أرض الآباء والأمهات ، والأجداد والجدات ، وبليون سلام وتحية خاصة لأمهات الشهداء ، شهداء فلسطين والعرب والمسلمين البررة ، وبليون تحية وسلام للأمهات الأسيرات وخاصة اللائي ولدن في زنازين وسجون الاحتلال العنصري الصهيوني في فلسطين ، وسجون الاحتلال الأمريكي الغربي في العراق وأفغانستان وفي كل مكان ، وبليون تحية لأمهات الأسرى الفلسطينيين والعرب والمسلمين في جميع أنحاء الكرة الأرضية . والتحية كل التحية للأمهات المسلمات القابضات على الجمر من أجل السلام الإسلامي العام الشامل في جميع أنحاء العالم .

أم فلسطينية تلاحقها كلاب الاحتلال الصهيوني
أمهات فلسطينيات مجاهدات ضد جنود الاحتلال الصهيوني

وأخيرا نقول ، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ، رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ، رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ، ويا رضى الله ثم يا رضى الوالدين .
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ..

الدعاء للوالدة الحنونة

يقول الله المحيي المميت الذي لا إله إلا هو الغني الحميد : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}( القرآن المبين ، البقرة ) .

وفي الذكرى الرابعة عشر لوفاة والدتي الغالية سهيلة النادي ( أم جميل ) 22 نيسان – ابريل 1999 – 2013 ، فإنني أسال الله العلي العظيم أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته في الفردوس الأعلى في جنات النعيم المقيم ، مع الأنبياء والصديقين والشهداء والأولياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، فلها الفضل الأكبر علي وعلى إخوتي وأخواتي في التربية والتعليم والحياة الكريمة والإيثار ، فقد كانت نعم الأم الحنون الرؤوم ، ونعم حجر الأسرة في أركان عائلتنا ، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكرم مثواها ونزلها .
ونقول كما جاء في مسند أحمد - (ج 17 / ص 495) كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ قَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَ ذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ " .
- { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) } ( القرآن المجيد ، إبراهيم ) .
- { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) }( القرآن الحكيم ، نوح ) .
ونصيحة أخيرة للجميع ، كما يقول البارئ عز وجل عالم الغيب والشهادة : { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)}( القرآن الكريم ، الحديد ) .
إِنَّا لِلهَِّ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم يا ودود ، اللهم يا ودود ، اللهم يا ودود .. يا ذا العرش المجيد ، يا مبدئ يا معيد ، يا فعال لما يريد . أسالك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك ، وبرحمتك التي وسعت كل شيء ، لا إله إلا أنت يا غياث المستغيثين أغثنا ،،،
اللهم ارحم والدتي المتوفاة منذ 6 محرم 1420 هـ / 22 نيسان 1999 ، رحمة واسعة وتغمدها برحمتك وحرمها على النار يا رب العالمين
اللهم قها عذابك يوم تبعث عبادك ، وأنزل عليها نورا من نورك ،
اللهم نور له قبرها ووسع مدخلها وآنس وحشتها ، وارحم غربتها وارحم شيبتها ،
اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِها نُورًا وَفِي بَصَرِها نُورًا وَفِي سَمْعِها نُورًا وَعَنْ يَمِينِها نُورًا وَعَنْ يَسَارها نُورًا وَفَوْقِها نُورًا وَتَحْتِها نُورًا وَأَمَامِها نُورًا وَخَلْفِها نُورًا وَاجْعَلْ لها نُورًا ، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة . لا حفرة من حفر النار
اللهم أغفر لها وارحمها واعف عنها وأكرم نزلها
اللهم أبدلها دارا خيرا من دارها . وأهلا خيرا من أهلها . وذرية خيرا من ذريتها وادخلها الجنة بغير حساب . برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم انقلها من ضيق اللحود ومن مراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود لا اله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض تغمدها برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم إن كانت غير أهلا لوصول رحمتك فرحمتك أهلا لان تسعها
اللهم أطعمها من الجنة واسقها من الجنة وارها مكانها من الجنة وقل لها أدخلي من أي باب شئت
اللهم إنها في ذمتك وحبل جوارك فقها فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر لها وارحمها انك أنت الغفور الرحيم
اللهم إنها أمتك وابنة عبدك ابنة أمتك تحتاج إلى رحمتك وأنت غني عن عذابها فارحمها فإنك أنت الغني الحميد
اللهم وارزقها لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقاءك ، فأنت العزيز الحكيم
اللهم ارجع نفسها إليك راضية مرضيه وادخلها في جنتك مع عبادك الصالحين
أللهم أنت الغني ونحن الفقراء وأنت غني عن عذابها فارحمها برحمتك الواسعة
اللهم إن كانت من المحسنات فزد في إحسانها وان كان من المسيئات فتجاوز عن سيئاتها إنك أنت الغفور الرحيم
اللهم اجعل ذريتها سترا بينها وبين نار جهنم
اللهم إجعلها شهيدة سعيدة في دار الخلود
اللهم اجعل ذريتها ذرية صالحة تدعوا لها بالخير إلى يوم الدين
اللهم ادخلها جنتك بكرمك جنات النعيم
اللهم إني أسالك الفردوس الأعلى نزلا لها
اللهم وابني لها بيتا عندك في الجنة واجعل ملتقاها بأبنائها وبناتها وزوجها هناك
اللهم واسقها من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة مريئه لا تظمأ بعدها أبدا
اللهم وأظلها تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك فأنت الحي القيوم
اللهم بيض وجهها يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأنت ذو الجلال والإكرام
اللهم يمن كتابها ، اللهم وثبت قدمها يوم تزل فيه الأقدام .
اللهم اكتبها عندك من الصالحين والصديقين والشهداء والأخيار والأبرار اللهم اكتبها عندك من الصابرات وجازها جزاء الصابرات.
اللهم إني أسالك في هذه الساعة إن كانت في سرور فزد في سرورها ومن نعيمك عليها. وان كانت في عذاب فنجها من عذابك وأنت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
اللهم تقبل منها القليل وتجاوز عنها التقصير ، وابدل سيئاتها حسنات فأنت العزيز الحكيم السميع العليم
اللهم اجعل مرضها كفارة لجميع ذنوبها. واجعل آخر عذابها عذاب الدنيا اللهم إني أسالك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وباسمك الطاهر الأعظم أن تتقبل منا دعاءنا لها بقبول حسن
وان تجعله خالصا لوجهك الكريم
اللهم ثبتها بالقول الثابت وارفع درجتها واغفر خطيئتها وثقل موازينها
اللهم أغفر لها كل شيء ويسر لها كل شيء ولا تحاسبها بشيء يا حنان يا منان يا سريع الحساب
اللهم إنها في كفالتك وفي ضيافتك فهل جزاء الضيف إلا الإكرام والإحسان وأنت أهل الجود والكرم
اللهم إنها في حاجة إلى رحمتك وأنت الغني في غنى من عذابه فارحمها
اللهم حرم لحمها ودمها وبشرتها عن النار
اللهم استقبلها عندك خالية من الذنوب والخطايا واستقبلها بمحض إرادتك وعفوك وأنت راض عنها غير غضبان عليها
اللهم افتح لها أبواب جنتك وأبواب رحمتك أجمعين
اللهم إني أسالك يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ، يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض أن تجعلها من الذين أحسنوا واستبشروا
اللهم إني أسالك يا ارحم الراحمين أن تكون ممن بشرت عند الموت بروح وريحان وجنة نعيم
اللهم يا باسط اليدين بالعطايا يا قريب يا مجيب دعوة الداعي إذا دعاه يا حنان يا منان يا رب يا ارحم الراحمين يا بديع السموات والأرض يا احد يا صمد أعطها من خير ما أعطيت به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم عطاء ماله من نفاد من مالك خزائن السموات والأرض . عطاء عظيم من رب عظيم. عطاء ماله من نفاد عطاء أنت له أهل عطاء يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحمنا بعدها وارحم أمة محمد رحمة كافية تغنينا عن رحمة من سواك
اللهم اغفر لحيينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وكبيرنا وصغيرنا
اللهم من أحييته منا بعدها فأحييه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفاه على الإيمان .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .
وأخيرا أقول : الحمد الله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا } . والسلام على والدتي يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث مع الأحياء .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: