السبت، 12 فبراير 2011

إسقاط الفرعون المصري الجديد حسني مبارك .. فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى

إسقاط الفرعون المصري الجديد حسني مبارك ..
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) }( القرآن المجيد – الفجر ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .





استهلال

اليوم السبت ، 12 شباط – فبراير 2011 م ، الموافق لليوم التاسع عشر لإندلاع الثورة الشعبية المصرية في بلاد النيل الكريمة ، ( مصر المباركة بلا مبارك ) .. الاحتفال بالعرس الوطني الكبير في أرض الكنانة العزيزة .. وهو اليوم الأول بعد استقالة وتنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن منصب الرائاسة في جمهورية مصر العربية ، الذي توج نفسه فرعونا طيلة فترة حكمه الممتد ما بين 6 / 10 / 1981 – 11 / 2 / 2011 م ، بعد إغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات أثناء الاحتفال بذكرى السادس من تشرين الأول - اكتوبر 1973 – 1981 ، بمعنى تواصل الحكم 29 عاما وأربعة شهور ، أو كما أطلق على فترة عمله بالقطاع الحكومي المصري ، وخاصة القطاع العسكري ، بعمله وحكمه الممتد 62 عاما .
نعم لقد سقط حكم الفرعون المصري الجديد حسني مبارك ، سقوطا مروعا مدهشا في أيام معدودات ، عبر إسقاطه قسريا من جموع الثورة الشعبية المصرية التي نادت بخلعه فعليا ما بين 25 كانون الثاني – يناير 2011 حتى 11 شباط – فبراير 2011 ، عبر تنظيم فعاليات المظاهرات والمسيرات المليونية الهائلة في شتى أنحاء مصر ، أرض الكنانة ، مصر العربية الإسلامية المجيدة ، بمسلميها ومسيحيها ، بشعبها الأبي البالغ عدده 84 مليون إنسان ، الذي ثار وانتفض على الظلم والظلام لينير دربه بالنور المتوهج القادم من أعماق الشعب .
وفي هذه المناسبة العزيزة على كل مصري ، ( مصر بلا الفرعون حسني مبارك ) قدم فيها الشعب المصري الأبي ، طيلة 18 يوما متواصلة ، تضحيات جسام من أبنائه البررة ووقته وماله وعذاباته ، في سبيل الخلاص الوطني والحرية الخضراء اليانعة ، والخروج من عنق الزجاجة الفرعونية التي ضغطه بها فرعون مصر الجديد حسسني مبارك ، الذي ولى وإندحر إلى غير رجعة بفعل قوى الشعب الثائرة وتحدي الشباب الثائر المصمم على إزالة الغمة وهزيمة الفرعونية الجديدة ، فثارت جموع الشباب والأطفال وكبار السن ، من الذكور والأناث ، بالأجيال الثلاثة الجد والابن والحفيد ، على الفرعونية الجديدة التي عاثت في أرض مصر فسادا وإفسادا بالاستهتار والاستهزاء بأبناء الشعب المصري الكريم ، فجاء الرد الشافي والكافي بانتصار الثورة وهزيمة الاستكبار الفرعوني المدعوم من الإمبراطورية الأمريكية الشريرة والكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة .
لقد هبت رياح التغيير على الواقع الفاسد في مصر ، وقبلها في تونس ، وبعدها إلى مناطق جديدة ، في قلب الوطن العربي ، تبقى في علم الغيب لدى الله عالم الغيب والشهادة ، ناصر المستضعفين في الأرض ، ومهلك الظالمين إلى الأبد . فالشعب العربي بأمته المجيدة سيأخذ زمام المبادرة لإنهاء حقبة من الترنح والتقهقر والتراجع والاستعمار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإعلامي ، توطئة للدخول بمرحلة وعهد ثوري جديد ، ينهي الاستغلال الاجتماعي والقهر الاقتصادي والتلون السياسي والقمع العسكري ، للدخول في مدخل صدق جديد والخروج الشريف المشرف إلى مخرج صدق كبير .
لقد باد وإنتهى عهد النظام المصري الحاكم ، وانتهى عهد الحزب الوطني الديموقراطي الظالم ، الذي نشر الإنحلال الاجتماعي والاحتكار الاقتصادي والذل العسكري للشعب والأمة العربية المجيدة ، كون مصر هي قائدة هذه الأمة من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي ، لتستعيد المبادرة العربية المجيدة ، لعل وعسى أن يصلح الله ذو الجلال والإكرام جل جلاله ، حال هذه الأمة ، خير أمة أخرجت للناس لنشر العدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية بين جميع أبناء مصر خاصة وبين جميع أبناء الأمة العربية عامة في الوطن العربي الكبير تمهيدا للارتقاء بالعدل الشامل في الوطن الإسلامي الأكبر والعالم الأوسع أجمع .
ولا بد من القول ، إن إنتصار الثورة الشعبية المصرية ، برحيل الطاغية حسني مبارك ، وزمرته الفاسدة ، والتمهيد لعهد عربي جديد ، هو بداية التغيير الإيجابي في الحياة المصرية والعربية في شتى المجالات والميادين الحياتية العامة والخاصة . فبعد انتصار الثورة الشعبية المصرية لا بد من إعادة تنظيم الأوضاع الداخلية بالجهادين الأصغر والأكبر ، وإتاحة الحرية والتعبير عن الرأي ، بعيدا عن القمع العسكري والأمني ، والتبجح الشخصي والدكتاتورية الفردية لتحل محلها مبادئ الشورى الإسلامية ، والتكافل الاجتماعي والتكامل الاقتصادي ، القائمة على الكرامة والحرية والعدل والابتعاد عن الفظاظة ثم التوكل على الله العزيز الحكيم ، والمسارعة لتحكيم القرآن المجيد والشريعة الإسلامية الغراء بين الناس .
يقول الله السميع العليم عز وجل : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}( القرآن المجيد – الأنعام ) .





الفرعون المصري حسني مبارك .. ( مصر حرة .. وحسني مبارك بره )

يقول الله الواحد القهار عز وجل : { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) }( القرآن المجيد الحشر ) .
لقد عاش الشعب العربي المصري المجيد ، تحت حالة الطوارئ بشكل غير رشيد ، بحكم دكتاتوري شديد ودعم أمريكي وأوروبي صليبي - صهيوني أكيد ، حالة بائسة بعيدا عن الحرية الشخصية والعامة ، فكل من كان يعارض النظام الفرعوني من أحرار مصر ، من الإسلاميين والقوميين والوطنيين ، يعتقل ويعذب ويسجن ، ويلقى به نسيا منسيا ، في غياهب السجون اللئيمة الظالمة ، لقتل الروح والجسد معا ، ولما بلغ السيل الزبى ، ثار الشعب وانتهر الطاغية ، فدارات عجلات التاريخ المصري والعالمي بسرعة باتجاه الأمام لتنهي مسيرة ظالمة امتدت حوالي ثلاثة عقود من الزمن تولى خلالها الفرعون حسني مبارك سدة الحكم ، آمرا ناهيا ، وفق مشيئته البعيدة عن الرسالة الإسلامية العظمى الداعية للعدل والعدالة بين جميع الناس وعدم الاستخفاف بعقولهم .
وها هي نهاية الفرعون الظالم حسني مبارك ، جاءت كلمح البصر ، فتهاوى شخصه ونظامه كبيت العنكبوت الهش ، أمام جموع الشعب الثائرة ، وكأن شيئا لم يكن ، فالفعل الثوري أنهى سنوات الظلام الفرعونية بثورة سلمية مدنية بعيدة عن سفك الدماء والتفجير والتفجيرات ، فما كان من الطاغية إلا أن توسل للشعب للبقاء في سدة الرئاسة لإشباع غروره وعنجيته ، فرفض الشعب رفضا قطعيا منادين ومرددين ( باطل .. باطل .. حكم مبارك باطل ) .. فاصبح حكمه زائل ، فهرب بجلده مذموما مخذولا ، وهذا هو آخر استفتاء شعبي عفوي صادق بنسبة عالية جدا غير الاستفتاءات الصورية المزيفة المزورة التي أجرها النظام الدكتاتوري في الفترة الأخيرة لمجلسي الشعب والشورى كل على حدة ، فجاءت نتيجة الاستفتاء الشعبي الميداني أمام وسائل الإعلام المختلفة ، بلا لجنة إشراف انتخابية عليا لتدير الحلة الانتخابية والترشح والفرز ، فنعم هذا الاستفتاء ونعمت النتيجة الحتمية المدوية في الآفاق الإعلامية والسياسية والدبلوماسية مصريا وعربيا وإسلاميا وإقليميا وقاريا وعالميا فزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وأحق الله الحق العدل العادل بكلماته الطبيبة الجليلة ليرحل الفرعون المستبد وزلمه وأعوانه وبطانته غير الطيبة . وليرحل أعوان الإمبراطورية الأمريكية الصليبية الظالمة ، وليخسأ دعاة الباطل أينما كانوا وحيثا حلوا وليتبوأ أهل الاختصاص والإخلاص زمام الأمور في مصر الأبية المنتصرة على البغي والظلم والظلام بنور الثورة الشعبية المنتصرة بقدرة إلهية .

الفرعون الجديد .. استخف حزبه فأطاعوه

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ جل جلاله : { وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}( القرآن المجيد – الزخرف ) .




لقد إنتهت حقبة من الحقب التاريخية في مصر والوطن العربي ، برحيل النظام المصري غير المبارك بزعامة حسني مبارك ، بانتظار الفجر الجديد المستند للعدل والقوة الشعبية لا العسكرية المرعبة ، وهذه الهزيمة الحتمية للنظام الفرعوني الجديد في مصر الأبية ، سيكون لها صداها الداخلي والعالمي ، وستؤتي أكلها في كل حين قادم ، نحو الحياة الفضلى المثلى ، ليقول كل شخص رأيه بصراحة ، والتخلص من نير الاستعمار السياسي والاقتصادي الجديد ، بعيدا عن الأوامر العسكرية الاستبدادية الدكتاتورية ، والانطلاق الرحب نحو الحرية بعد أن ضاقت الأرض بما رحبت بشعب مصر العربي الأصيل .
لقد استخف الفرعون المصري الجديد حزبه فأطاعوه ، فلجأ إلى التمديد لولايته عدة مرات ، وكان يستعد لولاية جديدة أو لتوريث الحكم لابنه ، وأصدر أوامره بالتزييف والتزوير في الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى ، وزج بعشرات آلاف المواطنين بالسجون النتنة ، وجعل حياة المصريين متعبة ، مقهورة ، نحيلة تعاني الأمرين من الدكتاتورية والاستبداد الظالم والإنسداد السياسي ، فهوى في الهاوية الأولى ، والمعركة الشعبية الحقيقية ، ولات حين مناص ..





الفرعون المصري حسني مبارك .. وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ .. والشعب يريد تغيير النظام

لقد نهب النظام الفرعوني كشخص وعائلة وزمره وحزب ، خيرات ومقدرات مصر والشعب المصري البسيط ، طيلة حوالي ثلاثة عقود عجاف ، فبلغت ممتلكات أسرة الفرعون حسني مبارك حوالي 70 مليار دولار ، وكدس أعوانه المليارات المسروقه من قوت الشعب المصري الفطن ، ذاق فيها أبناء الشعب المصري شظف العيش ، والملاحقة الأمنية ، والعذاب والتعذيب المباشر وغير المباشر ، واكتوى بظل البطالة البائسة ، والأزمة الاقتصادية المتردية ، بينما عاشت زمرة فاسدة بخيرات البلد ، وأغضمت عيونها عن حالة البؤس والفقر والتلوي بين صفوف الشعب المصري العظيم الذي قلب مكتب الرئاسة الفرعونية على رأس الفرعون المستبد الذي حكم البلاد بالحديد والنار ، فهرب رأس النظام مجبرا مقهرا مذموما مدحورا ، فلم تنفعه سطوته ولم ينفعه ماله ، فخرج بالتوبيخ ورفع الأحذية في وجهه ، من لملايين المصريين في ميدان التحرير وغيره من الشوارع في القاهرة وفي شتى المدن والقرى المصرية أثناء خطابه الأخير مساء الخميس 10 شباط – فبراير 2011 ، فالحذاء كان شعرا للمرحلة الأخيرة من ساعات النظام الفرعوني البائد .



لقد ردد الفرعون المصري حسني مبارك وأعوانه ، الأقاويل الإعلامية وبث الشائعات الاجتماعية عن التغيير والإصلاح في أواخر ايام حياته ، بتغيير الحكومة المصرية ، وتبديل وجوه مكتب أمانة الحزب الوطني الديموقراطي ، والإدعاء برفع رواتب العاملين بالقطاعين المدني والعسكري الحكوميين بنسبة 15 % ، والدعوة لتغيير وتعديل 6 مواد من الدستور المجحف الذي فصله الفرعون المصري سابقا على مقاسه بالتمام والكمال ، وغيرها من الهرطقات الأخيرة لإنقاذ النظام المتهاوي ، ولكن ذلك جاء في ساعة متأخرة لعقارب التغيير الشامل باتجاه الحرية الحلوه والطيبة المذاق والطعم والرائحة الزكية . وحاول الفرعون الأول والأخير من آل مبارك ، التمسك بكرسي الرئاسة حتى آخر رمق من حياته السياسية ، ولكن هيهات .. هيهات ، فلم يصدقه الشعب المصري ، ولم يقبل التلون والتلوين الأخير بلون الحرباء الزاحفة ، الذي تغير لون جلدها في كل بيئة جديدة لتعيش في كنفها ، فحاول النظام الفرعوني لبس ثياب الديوقراطية والحرية والتغيير والإصلاح والتجديد ، ولكن سياسة الزحف الجديد للفراعنة الجدد لم تجد نفعا فسقط بل أسقط الفرعون المصري وأسقط نظامه ، وإنكشفت عورته المخزية ، ونال نصيبه من الفضائح على مستوى العالم ، عبر ترديد النشيد الوطني المصري ( بلادي بلادي بلادي .. موطني ) .. وعبارات خالدة ( الشعب يريد تغيير النظام ) لهجت بها حناجر وألسنة ملايين الأشخاص الشرفاء الأحرار من أبناء الثورة الشعبية من شتى الأطياف المصرية القومية والوطنية والإسلامية .
راجين المزيد من التقدم والرقي والازدهار للشعب المصري الشقيق كشعب حر من الأحرار ، بحكومة توافق وطني شاملة ، ورئاسة منتخبة واعية ، بعيدا عن الفتن والتشنجات الحزبية والقبلية .
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) }( القرآن المجيد – البقرة ) .



التنبؤ بسقوط النظام الفرعوني في مصر بعد الانتخابات البرلمانية المزيفة

بالاستناد للمعطيات والمقدمات والأرقام ، لقد تنبأت أنا شخصيا بالثورة الشعبية المصرية ورحيل النظام الفرعوني الهالك ، قبل حلول الثورة الشعبية المصرية بأسابيع طويلة ، حيث كتبت دراسة تحليلية ، مطولة بعنوان " إنتخابات مجلس الشعب المصري 2010 .. بيانات وأرقام .. معطيات ونتائج " د. كمال إبراهيم علاونه . ونشر في العديد من المواقع والشبكات الإلكترونية على الانترنت ، في 10 / 12 / 2010 ، اي قبل إندلاع شرارة الثورة الشعبية المصرية ب 46 يوما وانتصارها في 11 شباط 2011 بشهرين وهذا من فضل ربي : { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}( القرآن المجيد – يوسف ) .
وهذا خلاصة ما قلته وكتبته حرفيا قبل إندحار الظلم وانتظار المظلومين بأرض الكنانة : " فإن مرحلة ما بعد انتخابات مجلس الشعب المصري لعام 2010 لدورة انتخابية مدتها خمس سنوات ، ستكون مرحلة سوداء قاتمة ، على الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم ، الظالم لشعبه وأمته ، بإنهماكه وتسلطه بالتزييف والتزوير ولجوئه إلى حرمان الآخرين من تمثيل آمال وأماني وطموحات الشعب المصري العربي المسلم الأبي .
وعلى الجانب الآخر ، ستكون المرحلة الآتية لا ريب فيها مرحلة التخلص من الأنانية الفردية والحزبية الضيقة الماحقة ، والتحرر من ربقة الفرعونية الجديدة ، المتغلغلة في صفوف حكام الشعب ، التي تنشر الأساطير الانتخابية القمعية ، وتنثر التزييف والتزوير يمينا وشمالا بلا رقيب أو حسيب ، لتنحية الآخرين عن درب النهضة والتقدم والإزدهار ، والمشاركة الجماعية ، والتنكر للإسلام والمسلمين ، في كل مكان ، وموالاة الغرب الكافر الفاجر ، وتقوية التيار المصري المتخاذل عن نصرة فلسطين وأهلها ، ونصرة الشعب العراقي المسلم أمام الهجمة العدوانية الاستعمارية الصليبية – الصهيونية المتغطرسة في الوطن العربي الكبير والوطن الإسلامي الأكبر .
فالشعب المصري ، شعب البطولات ، ولن يستسلم للأبد للمزيفين ، من مفبركي الانتخابات ، وسينهض ثائرا على الفراعنة الجدد الماسكين بزمام مقاليد الحكم بالاغتصاب لا بالشرعية الانتخابية ، إن عاجلا أو آجلا ، فهذه هي سنة الحياة في مسيرات الثورات العظمى التي تتخلص من العبودية والطغيان والاستبداد السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
وإن إجتاز فراعنة مصر الجدد هذه المرحلة ، فليس بمقدورهم أن يجتازوا أو يتجاوزوا مرحلة الانتخابات الرئاسية 2011 التي تعودنا عليها سابقا ، بثلاث تسعات أو اقل قليلا من النسبة المئوية .



وستكون المرحلة الراهنة في مصر ، مرحلة عاصفة بكل ما في الكلمة من معنى ، ستندلع فيها الثورة الشعبية المدنية الشاملة بصور شتى ، بمشاركة شعبية كبرى ، من العصيان المدني ومقاطعة الحكام الظالمين في مصر بطرق شعبية واقتصادية وسياسية وربما عسكرية وعدم التوجه للانتخابات الرئاسية . فمن يزيف نتائج الانتخابات ليس بمؤتمن على مصير الشعب ومستقبله ، ومن رشى أو ارتشى فلن يكون مصيره وراثة الأرض مهما كلف الأمر .
لقد دلت هذه الانتخابات البرلمانية المزيفة لمجلس الشعب المصري ، عن الصراع المستفحل بين الحق العربي الإسلامي ، المتمسك بالثوابت والعدالة الحقيقية ، من جهة وبين الباطل الدكتاتوري الزائل قريبا من جهة ثانية . وستغلب كفة الحق على كفة الباطل ولو كره الكافرون والمنافقون والفاسقون والظالمون والمشركون وأمثالهم ومن لف لفهم .
ونرى أن مصر المستقبلية ، يمكن أن تتمحور حول أو بين ثلاث سياسات متضاربة ومتصارعة بين بعضها البعض ، هي : الأحادية الفرعونية بالتجيير أو التعددية الحزبية الشاملة بالتخيير أو الثورة العارمة بالتغيير . وجميعها خيارات أو سيناريوهات مقبلة وثابتة ، قابلة للتطبيق والتنفيذ في أي لحظة من اللحظات . والله نسأل للشعب العربي المصري المقدام كل التوفيق والنجاح في مسيرته العامة نحو العلى والأعالى كجزء من الأمتين العربية والإسلامية في العالم " . انتهى التنبؤ بالثورة الشعبية ورحيل النظام الفرعوني المصري العاجل .


كلمة طيبة خضراء أخيرة .. فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى

يقول الله الحميد المجيد تبارك وتعالى : { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) }( القرآن المجيد – النازعات ) .

دوام الحال من المحال ، فهذا مصير الانحلال والاحتلال والاستغلال .. ورياح التغيير الثوري هبت بسرعة متناهية غير مسبوقة في مصر خاصة والوطن العربي الكبير عامة ، وسيتبعها التغيير والإصلاح في الوطن الإسلامي الأكبر ، والعالم الأوسع ، وكل حاكم أو نظام سياسي يريد إطالة عمره السياسي الزمني الافتراضي طيلة الحياة ، عليه إجراء التغييرات الجذرية ، وإتباع دين الله في الأرض ( الإسلام العظيم ) ، وفتح الحرية على مصاريع أبوابها ، أمام أبناء الشعب ، قبل أن يحل بهم دار البوار . وعملية الترميم والإصلاح والتغيير المتأخرة ، لن تكون مفيدة ، ولن يجني منها أصحابها الثمار اليانعة بل ستكون نهايتهم مخزية ومدوية في مختلف أصقاع الكرة الأرضية ، وسيتخلى عنهم الحلفاء والأتباع في اللحظات الأخيرة قبل أفول نجمهم غير المضيء .
ولتعلم جميع الأنظمة السياسية الظالمة غير الغانمة ، أن أزوف ساعة الرحيل قريبة وليست بعيدة ، مهما اتخذوا من احتياطات وحراسات ، فسنة الله في خلقه إزالة الظلم عن الناس بعد انتشارها لتوبق أصحابها وزمرهم الفاسدة . ولتوزع ثروات الإقطاعيين الديكتاتوريين في مصر وغيرها على الشعب العظيم ليعيش حياة كريمة بعيدة عن القمع والإرهاب والاستغلال والاستهتار الرسمي الظالم . مباركة أنت يا مصر بلا مبارك .. فلتغمر الأفراح والليالي الملاح أرض النيل العظيم .. وسيزهو بثورتكم يا أبناء الحرية والتحرير ، نهر النيل المبارك ، وسيهلك كل من يريد بكم العثرات ويمكر لكم المكر الهالك .
فلتحافظوا يا أبناء مصر الطيبة المباركة السوية ، على حيثيات النصر الإيجابية ، ولتبدأ عملية التعمير والتغيير والإصلاح النورانية ، ولتتجهوا نحو الحياة الإسلامية ، بعيدا عن الإتكالية والتعبية الأجنبية ، ولتأخذ مصر العربية ، دورها الطليعي في مقدمة الأمتين العربية والإسلامية .
ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وختامه مسك ، ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .





__________________


ليست هناك تعليقات: