الاثنين، 29 نوفمبر 2010

مافيا إدعاء الألوهية على الانترنت .. وسفيه قلقيلية وليد حساين .. ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ

مافيا إدعاء الألوهية على الانترنت ..
وسفيه قلقيلية وليد حساين ..
ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}( القرآن المجيد – التين ) .

استهلال

تتعدد المشارب والأهواء الإنسانية في بني آدم ، وتتباين الثقافات والرؤى الخيالية من الخير والشر ، وتلتهم النزوات الشهوانية في المنصب والجاه والشهرة الزائفة المزيفة ، والنزغات الشيطانية عقول بعض الناس من ذوي الإنحرافات الأخلاقية المنحطة ، فيصبح الإنسان والحالة هذه يهذي هذيانا غير مفهوم ، ويتبجح تبجحا متواصلا بالكبرياء والإستكبار المزعوم ، رغم تعدد الفصول بالسنة ، وتساقط الأمطار من الغيوم ، بغواية شيطانية شريرة ، فيتقمص بعض الناس شخصيات خيالية ، ويوهم من حوله والآخرين بأنه إنسان خدوم ، فيسارع لإدعاء النبوة المزيفة أو الإلوهية في سباق زمني ومكاني محموم ، وينبهر بعض الحثالات البشرية من مافيا المخدرات والجنس واللصوص والأنانية والطفولية والعنجهية للإصطفاف خلفه ، خوفا وجزعا ومحاكاة وتقليد أعمى ، للخروج من الهموم والغموم قدر الإمكان بعد أن يكون قد لفظهم المجتمع السوي بسبب سفاهاتهم وخزعبلاتهم وخرافاتهم ، ويعاملهم كالبهائم لا كالإنسان .
وهناك الكثير من السفهاء والبلهاء ، من شياطين الإنس المتحصلين على شهادات جامعية ، ومن ذوي الميول للسحر والشعوذة ، الذين زعموا أنهم أنبياء أو رسل من الله الحي القيوم ، رغم ختم الرسالات السماوية بخاتم الأنبياء والمرسلين المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، ومن هؤلاء من تتطور معه الحالة المرضية ، ليزعم أنه إله ، والعياذ بالله الحليم العظيم . وهناك من يبدأ دعوته الشيطانية ، بالإدعاء بأنه المخلص للبشرية من الحروب والفقر والأزمة الاقتصادية المستفحلة فيهرب بخياله المريض التعيس للإدعاء بأنه ( المهدي المنتظر ) وهي حالات كثيرة وغريبة عجيبة ، فظهر مثل هؤلاء في مصر وفي العراق ، وفلسطين ، وفي غيرها من البلدان والأقطار العربية والإسلامية والأوروبية والأمريكية .


النمرود وإدعاء الألوهية في العراق .. قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ

لا تقتصر حالات إعلان الألوهية على العصر المعاش الحاضر ، بل سبقت ذلك بزمن طويل عبر القرون الخالية ، من شتى العقليات السخيفة الممتلئة ماليا ووجاهيا وحكما تسلطيا أو فقيرة الحال والجاه . فمن هذه الحالات التاريخية ظهرت دعوة الملك النمرود ملك بابل بأرض الرافدين ( دجلة والفرات ) بالعراق اليوم الذي أهلكه الله شديد العقاب ، زمن نبي الله إبراهيم عليه السلام أي بحوالي سنة 1950 قبل الميلاد .
يقول الله تبارك وتعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) }( القرآن المجيد – البقرة ) .

فرعون وإدعاء الألوهية في مصر .. قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ

وفي حالة تاريخية مشهورة ثانية ، أرخها وذكرها الله العزيز الحميد في الكتاب الإسلامي المقدس الأول ، زمن نبي الله موسى عليه السلام في أرض النيل العظيم ، بالكنانة في مصر ، حوالي 1227 قبل الميلاد ، لتكون عبرة وعظة للبشر ، من جميع الأجناس والأعراق والحضارات واللغات .
يقول الله الغني الحميد جل ثناؤه : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) }( القرآن الكريم - غافر ) .
ويقول الله تبارك وتعالى : { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}( القرآن الحكيم – النازعات ) .

الإيمان بالله العظيم

نطقت الآيات القرآنية العظيمة بالدعوة النبوية الإسلامية على لسان رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)}( القرآن العظيم – الأعراف ) .

وهناك الكثير من الناس من فئة الكفار الفجار الذين يجادلون ، مجادلة سفسطائية بيزنطية لا تسمن ولا تغني من جوع مادي أو معنوي ، فمصيرهم إلى نار جهنم خالدين فيها ، فذلك جزاء المتكبرين الضالين . يقول الله ذو الجلال والإكرام جل جلاله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77)}( القرآن الحكيم – غافر ) .

كثيرة هي الخزعبلات في القرون السابقة ، والقرن الحالي ، فهناك العديد من الفراعنة والأباطرة الذين أدعوا الإلوهية ، فقصة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع الملك النمرود ، في العراق مسجلة وموثقة تاريخيا ، بالقرآن المجيد ، وكذلك فإن قصة نبي الله موسى عليه السلام مع فرعون مصر ، مسجلة وموثقة دينيا وتاريخيا بالقرآن العظيم . ولماذا لا يستفاد من هذه التجارب الإيمانية ، وأخذ العبر والعظات التاريخية والدينية والنفسية والاجتماعية منها في العصر الراهن . وفي بعض الأحيان ، يلجا من تسول له نفسه العظمة والإغترار الزائف المزيف بالنفس ، للمبادرة لإدعاء الإلوهية ( بأن الواحد منهم إله – والعياذ بالله العزيز الحكيم رب العالمين ) تقليدا لبعض الملوك والأباطرة الملحدين السفهاء عبر القرون الماضية بغية لفت الإنتباه لهم ونيل الشهرة الإعلامية ببجاحة ونقاصة عقل مدوية ، فينالون الفضيحة القبيحة بين الناس وتركلهم الناس بأرجلهم وتصفعهم صفعات مجلجلة إعلاميا وبدنيا ومعنويا ويجعلون أسرهم وعائلاتهم تعيش في عار وخزي أبدي فتسارع للبراءة منهم وتدين أفعالهم وأقوالهم الإلحادية المشركة القبيحة .

خزعبلات وأساطير الدجال الصغير ( وليد حساين ) سفيه قلقيلية بفلسطين

لا نريد تضخيم الموضوع ، ولكن في آخر تقليعة إلكترونية ، غير مسبوقة ، وسفاهة ما بعدها سفاهة ، هي ظهور دجال صغير ، بعمره الفتي وأفقه الضيق ، وإلحاده غير السوي ، عبر إقدام سفيه من مدينة قلقيلية بالضفة الغربية بفلسطين المحتلة ، يدعى ( وليد خالد حساين ) واضعا اسمه المستعار ( وليد الحسيني ) البالغ من العمر 25 عاما ، وخريج الجامعة العربية الأمريكية في جنين ، بتخصص التربية وعلم النفس ، بإدعاء الألوهية على موقع ( الفيس بوك ) على شبكة الانترنت الواسعة الانتشار .

فلم يجد هذا الملحد المغرر به من مافيا الإلحاد ، في البلاد ، الدجال الصغير عملا وظيفيا ، فاشتغل بصالون حلاقة ، ليحلق للناس الشعر الزائد عنهم وتجميلهم ، ويأخذ رزقه من بين يديه ، ويوفر بذلك قوت يومه ويستعد لمستقبله غير الزاهر . فأغواه قرينه شيطانه الشرير فارتكب كبيرة كبرى من الكبائر وهي الإشراك الله ، فأخذ يرتاد مقاهي الانترنت لكتابة سخافاته الملحدة على صفحة الفيس بوك ، فانكشف أمره ، وقبض عليه متلبسا بالجريمة العظمى ، والخيانة الدينية الكبرى ، بإدعاء الألوهية ، التي يستحق عليها الإعدام ، وبات في قبضة الأجهزة الأمنية الفلسطينية ، يقبع في مكان مجهول غير معلوم ، فطالبت والدته بحكمه بالسجن المؤبد للحفاظ عليه ، خوفا على حياته الرخيصة ، فيوم القيامة يتمنى أن يكون نسيا ومنسيا ، وأن لم تكن ولدته أمه ، وسيبقى ذكره مذموما مدحورا في الأرض المقدسة وخارجها في الحياة الدنيا . والأمة الإسلامية لا تنسى مثل هؤلاء الدجالين الكفرة الفجرة مهما طال الزمن ، وغاب وجهه وذكره عن الألسن .


لماذا لجأ الدجال الصغير وليد خالد حساين لإدعاء الألوهية ؟؟!

يقول الله الرشيد الصبور جل جلاله : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165) }( القرآن الكريم – الأنعام ) .

كنموذج كتابي مطبوع على الفيس بوك بالشبكة العنكبوتية العالمية ، ظهرت وطبعت هذه السفاهات والخزعبلات والتفاهات حيث أدعى الدجال الصغير الفاسد ( وليد خالد حساين ) مدعي الألوهية العبثي وزمرته ساخراً بالناس على صفحته السافلة : " " ادعوني استجب لكم " .. " وأنا ربكم الأعلى فاتبعون " ، .. " بعد وفاة آخر رسلي ( محمد ) ، ولأنه لا يمكنني أن أبعث نبياً آخر ، قررت أن أتواصل معكم عبر هذا الموقع لكي أعلمكم بوجودي وأستجيب لدعواتكم " .
هناك العديد من الاحتمالات والسيناريوهات التي حدت بالشاب الساكن الدجال الصغير في قلقيلية ، من عبدة الشيطان الرجيم ( وليد خالد حساين ) ولا أقول فلسطيني ، لأن الفلسطينية منه براء ، ففلسطين هي الأرض المقدسة ، وأرض الأنبياء والمرسلين ، وأرض الإسراء والمعراج ، ومأوى ومقبرة الكثير من الأنبياء والرسل المرسلين من رب العالمين ، وهي أرض الأولياء والصالحين ، ولا مكان فيها للفجرة والكفرة المرتدين . وأهم هذه الاحتمالات والخيارات الآتي :
أولا : الدعم الإلحادي الداخلي من أحد الأحزاب الماركسية الملحدة في فلسطين ( العمل الجماعي الإلحادي – مافيا إعلان الألوهية ) . لنشر الإباحية والإلحاد بين صفوف الشباب الفلسطيني ، والاستهزاء بالدين الإسلامي العظيم وإلهائهم بقضايا ثانوية بعيدة عن الجهاد الأصغر والأكبر في سبيل الله ، والإنهزامية والإنبطاحية ، ونسيان الاحتلال الصهيوني الأثيم الرجيم .
ثانيا : الدعم الأمني والنفسي الصهيوني لإختراق الشبكة العنكبوتية العالمية ، ونشر الفساد والإفساد بين الناس عامة وأهل فلسطين الأصليين خاصة ، وتبني منظمات المافيا الإلحادية الشريرة ، لهذه السخافات والهرطقات والسفالات الإلكترونية . ويظهر ذلك من خلال نشر الرموز اليهودية والصهيونية المرافقة للموقع الإلكتروني الذي يعود للملحد الصغير وليد حساين وزمرته الفاسقة المرتدة عن الإسلام في فلسطين وخارجها .
ثالثا : التبني الأمريكي لأفكار غريبة عجيبة ونشرها على الانتر نت وإشغال الكثير من الناس ومنهم كبار العلماء المسلمين في الرد على هذه الأمور البدعية غير المبدعة ، بمعنى إتباع ( سياسة الإلهاء والإغواء ) الأمريكية السرية التي تتبع سياسة ميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) . وذلك للرد على الحركات والتنظيمات الإسلامية المنتشرة في فلسطين ، وبث الضلال والتضليل . ونرى ذلك ، من خلال الإعلان الإعلامي الأمريكي كسبق صحفي ، عن هذا السافل النذل وليد حساين قبل غيرها من المواقع الإلكترونية .
رابعا : الهوس والمرض النفسي وجنون العظمة الذي يدعيه هذا الشاب المنحط أخلاقيا ودينيا فأغواه الشيطان إبليس الرجيم بهذه السخافات والهرطقات والأساطير العصرية لينال الشهرة الزائفة مثل أبي لهب وأبي جهل في الجاهلية الأولى . ويمكن القول ، إن السافل وليد خالد حساين قد سبق إبليس نفسه في هذا المجال . ومهما يكن من أمر ، فإنه من غير المعقول ، أن يعلن هذا الشاب القذر عن نفسه بأنه ( الله ) ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم جل جلاله ، من تلقاء نفسه لولا وجود شلة خبيثة أو مافيا من شياطين الإنس التي تؤزه أزا أزا ، وتبهر له عمله ، وتمده ماليا ومعنويا وإعلاميا ، وهو فرح بهذا الهذيان الجنوني ، ليقوم بإخراج تخريجاته المهووسة على الملأ في فضاء الإنترنت الذي لا توقفه حدود طبيعية أو صناعية بين دول وقارات العالم .


الفيس بوك اللعين




لقد سقط من السلسلة العنكبوتية الهشة ، الدجال الصغير وليد حساين ، ابن قلقيلية العبثي القذر غير النجيب ، المنبوذ أسريا ومجتمعيا ، الذي تبرأت منه عائلته وأبناء مدينة قلقيلية النجباء الكرماء المسلمين ، وفلسطين بأجمعها باستثناء بعض الحثالات على شاكلته وهوسه الجنوني الذين واصلوا بعد اعتقاله هوسهم بإنشاء موقع جديد بدلا عن الموقع الذي أغلقته إدارة الفيس بوك على الانترنت ، بعد الاحتجاجات بمئات آلاف الرسائل الإلكترونية . فقد سقط هذا الشاب في مهاوى الردى ، وأصبح مطاردا لكل مسلم شريف ، في الحياة الدنيا ، فيجب محاكمته ومحاكمة المافيا التي ينتمي إليها محاكمة علنية سريعة عادلة ، فقد تجاوز بسلوكياته المشينة ونشر الفتنة والحط من قيمة الدين الإسلامي خاتمة الرسالات ، وسخر واستهزأ من كل إنسان مؤمن تقي ورع ، وتعدى كل الخطوط الحمر ، واعتدى على الذات الإلهية المقدسة لدى جميع المؤمنين من أتباع الديانات السماوية الإسلام والنصرانية واليهودية ، وسيلقى جزاؤه الحازم وعذابه الشديد ، من رب العالمين يوم الحساب العظيم بيوم البعث ويوم القيامة الرهيب .
يقول الله الحي القيوم عز وجل : { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12) وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) }( القرآن المجيد – الأنعام ) .

على أي حال ، لم يشرك المتأله ومحرف آيات القرآن المجيد ذو الوجه الشيطاني قبح الله وجهه وليد خالد الحساين ، إشراكا بمناداته بأنه إله ثان أو ثالث أو هكذا ، بل جعل نفسه الإله الجديد ( الله ) على الشبكة الإلكترونية ، هذا الشاب المنحط ، لم يدعي الإشراك بالله ، مع إن الشرك لظلم عظيم ، بل نادى بنفسه أنه ( الله - الإله الجديد ) على الانترنت ، فدخل مئات آلاف الأشخاص ، على صفحته ضمن الموقع الإلكتروني الاجتماعي اليهودي المنشأ والمصب والمنبع ( فيس بوك ) ، فجاء البعض القبيح اللسان والذيل ، ليؤازه بإلحاده وسذاجته وصفاقته ، والبعض الآخر من المتفرجين الفزعين المندهشين المتعجبين من هذه الحثالات السافلة ، ليشاهد هرطقاته وخزعبلاته القذرة ، وجاء البعض الثالث من المؤمنين المتقين الأخيار ، ليرد عليه تفاهاته وقذارته النتنة ، ويعزره ويلعنه باللعنات الكبرى . ولا بد من القول ، إنه لا يجب أن تحاسب أسرة أو عائلة حساين بكاملها بجريرة ابنهم الفاسد الجديد فلا دخل لهم بذلك .
يقول الله الواحد القهار عز وجل : { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}( القرآن المجيد – الحجر ) .
ومن نافلة القول ، إنني أتطرق لهذا الأمر الجلل ، لعدة أسباب من أهمها : الإرشاد الديني السليم ، وتحذير الشباب في فلسطين والعالم من الإنجرار وراء صفاقات هزلية أو دعوات ماكرة خبيثة ضالة ومضلة ومضللة ، وضرورة عدم الاستهزاء بالدين الإسلامي العظيم ، الصالح لكل زمان ومكان . فانظروا لقول حكيم من حكماء القرون الخالية ، وهو لقمان ، كما ورد بالآيات القرآنية المجيدة الكريمة . يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)}( القرآن المجيد – لقمان ) .

عقاب الإشراك بالله العلي العظيم

يقول الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد لوم يكن له كفوا أحد تبارك وتعالى : { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64) قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)}( القرآن المجيد – النمل ) .

على العموم ، هناك جملة من الآيات القرآنية الكريمة التي أوضحت العقوبات الإلهية ، الصارمة ضد المشركين والملحدين ، من أبرزها ما يلي :
أولا : الذم والخذلان : يقول الله تعالى : { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}( القرآن المجيد – الإسراء ) .
ثانيا : الإلقاء في جهنم ملوما مدحورا : يقول الله تعالى : { ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)}( القرآن المجيد – الإسراء ) .
ثالثا : عدم فلاح الكفار : يقول الله تعالى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}( القرآن المجيد – المؤمنون ) .
رابعا : التعذيب الإلهي : يقول الله تعالى : { فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)}( القرآن المجيد – الشعراء ) .
خامسا : النذير المبين :
يقول الله الحليم العظيم : { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) }( القرآن المجيد – الذاريات ) .
سادسا : الهلاك النهائي والرجوع الحتمي إلى الله : يقول الله السميع العليم عز وجل : { إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)}( القرآن المجيد – القصص ) .

الإنسان والوسوسة .. والرقابة الإلهية

يقول الله العزيز الوهاب جل شأنه : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) }( القرآن المجيد – ق ) .
إن الإنسان مخير بين أتباع الخير واجتناب الشر أو الولوج في براثن الشر والأشرار ، وشتان ما بين الصنفين من الناس ، فالإنسان الطيب المبارك الصالح ، من يتبع دين الفطرة الإنسانية ، وهو الدين الإسلامي العظيم ، والإنسان الشرير الطالح من يتبع الشهوات والرذائل وينزل نفسه في أسفل سافلين .
على كل الأحوال ، ينبغي تكثيف منابع الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة ، لنشر الصحوة الإسلامية الجديدة ، القائمة على الإيمان الحقيقي ، وتشجيع العودة للدين الإسلامي الحنيف . ويجب إختراق الشبكات الإلحادية الإلكترونية على الانترنت ، واستقطاب الأعضاء منهم ، فقد يكونون أكثر تصديا وشجاعة من غيرهم في كشف مكر وخبث وألاعيب الملحدين الكافرين .

مقاطعة المواقع الإلحادية والإباحية

ينبغي على المسلمين من رواد شبكة الانترنت ، مقاطعة المواقع الإلحادية والإباحية ، وعدم زيارتها ، أو الترويج لها بحسن نية ، بأي حال من الأحوال ، وضرورة الإبلاغ لأولي الأمر والنهي عن عناوين هذه المواقع التافهة ، ليتداركوا الموقف ، ويتخذوا القرار المناسب .
يقول الله اللطيف الخبير جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) }( القرآن المجيد – النساء ) . ويقول الله القوي العزيز عز وجل : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) }( القرآن الحكيم – الأنعام ) .

وكلمة لا بد منها ، إن المسلمين المتقين الأبرار سيبقون يواجهون الفجار الكفار الأشرار ، سواء في الديار العربية أو الإسلامية أو في مختلف قارات العالم ، إلى قيام الساعة ، وفق الصراع بين الحق والباطل ، فنرى ونشاهد الكثير من المهووسين من أبناء جلدتنا أو المستشرقين والمستعربين ، الذين يتعرضون للدين الإسلامي الحنيف ، بالتشويه ووصفه بالإرهاب ، ويسمون المجاهدين المسلمين بالإرهابيين ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا . فالصراع سيبقى محتدما بين المؤمنين والكافرين ، بين المسلمين والملحدين ، وهناك شبكات دعارة إلحادية تنشر قذارتها وسفالتها الفكرية والثقافية عبر الشبكة العنكبوتية ، فحولت نعمة الانترنت إلى نقمة مزرية بسبب يأسها وإحباطها وفشلها في الحياة الدنيا وفي كسب الأتباع والمريدين وسرعان ما تذوى وتذوب إلى غير رجعة ، هذه الشبكات الإلحادية وتغيب طالما لا تلاقي رواجا بين الناس .

كلمة طيبة خضراء أخيرة

يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6) آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8)}( القرآن المبين – الحديد ) .

يا معشر الشباب في كل مكان ..
عليكم المسارعة للالتحاق بالركب الإسلامي العظيم ، فالرسالة الإسلامية ، هي المنقذ من الضلال ، ولديها كل شيء لحل مشكلات ومعضلات العالم ، وهي تضع المبادئ والأسس والقواعد والأصول الدنيوية والأخروية التي تهدف إلى إسعاد البشرية جمعاء ، نفسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا وحضاريا وغيرها ، وفق منطق العدل والعدالة الشاملة والحق وإزهاق الباطل الشرير .
فيا معشر الشباب ، عليكم بالفطرة الإنسانية ، واجتنبوا الكبائر والموبقات والدسائس والمؤامرات الخبيثة على شعوبكم وأمتكم العربية الإسلامية ، وفطرتكم الإنسانية ، وابقوا لكم في هذه الحياة الدنيا الثناء الحسن الطيب بين الناس ، ولا تذروا أنفسكم محل الاستهزاء البشري والغواية الشيطانية التي تحط من قدر المرء وتجعله في جحيم الخالدين الآثمين ، حيث أنهم سيلاقون الجزاء الرباني المحتوم بالعذاب الأليم . ولتكن مساعيكم نحو الحياة الفضلى ، والمثل العليا ، ومكارم الأخلاق الفاضلة النبيلة ، وعدم التعثر بعثرات الإلحاد البائسة في الحياتين : الدنيا الفانية والآخرة الباقية ، والآخرة خير وأبقى .

وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد ، نوح ) .
كما ندعو ونقول كما جاء بكتاب الله العزيز : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}( القرآن المجيد – البقرة ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: