الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ .. في عيد الأضحى المبارك للمسلمين

سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ ..
في عيد الأضحى المبارك للمسلمين

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) }( القرآن المجيد – الصافات ) .

استهلال

سن نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل سنة حسنة بين المسلمين عبر التاريخ البشري ، في حادثة الذبيح مع وقف التنفيذ ، والابتلاء والاختبار الإلهي والفداء الرباني والقربان العظيم في مكة المكرمة بالأرض الجنوبية المقدسة ، فقد ربطا بين جناحي الأرض المقدسة الشمالية ( فلسطين – الأرض المقدسة ) والجنوبية ( الديار الحجازية مكة المكرمة والمدينة المنورة بشبة الجزيرة العربية ) بالتنقل بينهما دون حواجز سياسية أو طبيعية ، وصالا وجالا في جناحي الأرض المقدسة ، بلا جوازات سفر أو بطاقات هوية ، وهدفهما عبادة الله في الأرض ونشر الدين الإسلامي الحنيف .

الأضحى بين جناحي الأرض المقدسة الشمالية والجنوبية

وها هي الأيام المعدوات للحج في هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة العربي الإسلامي 1431 هـ / 2010 ، من الأشهر الحرم ، ينهمك الحجاج المسلمين بعبادة الله وحدة لا شريك له ، ملبين ( لبيك اللهم لبيك ) ومكبرين ( الله أكبر ) ومهللين ( لا إله إلا الله محمد روسل الله ) وذاكرين الله كثيرا سرا وعلانية . وإذا كان حال الأرض المقدسة الجنوبية بقلبها المسجد الحرام ، بمكة المكرمة ، يسعى نحو العلى والأعالي ، والتقرب الإنساني لله العلي العظيم ، بموسم الحج الإسلامي العظيم ، رمز الصفاء والنقاء والبلاد والابتلاء ، دينيا وثقافيا ، بملايين الحجيج الآتين من كل فج عميق ، مزودين بخير الزاد من التقوى والورع وماء زمزم للشرب ، فإن الأرض المقدسة الشمالية تئن تحت وطأة الاحتلال الصهيوني البغيض ، ويذوق أهلها صنوف العذاب النفسي والجسدي صباح مساء ، منذ الاستعمار البريطاني مرورا بالاحتلال الصهيوني النجس ، الذي عاث ويعيث فسادا وإفسادا في الأرض المباركة ، من النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والفكرية وسواها .

الإسراء والمعراج بين مسجدين ومدينتين وسمائين

إن معجزتي الإسراء والمعراج ، برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بين المسجدين الحرام والأقصى ، والمدينتين ، مكة المكرمة وبيت المقدس ، والسمائين الأولى حتى السابعة ، لا زالت ماثلة للعيان ، جهارا نهارا ، والدلائل والقرائن ، لا زالت تتوالى للتصديق والتقريب للأذهان عبر الطيران ، والربط والتربيط الإيديولوجي الإسلامي لأولى الألباب والأبصار والنهى ، وكل عبقري وذكي وفطين ، في وحدانية الإله والرسول والدين .
فالمسجد الأقصى المبارك ، لا يمكن للمواطن الفلسطيني المسلم الوصول إليه إلا بشق الأنفس ، والبلاء والابتلاء شديد ، فربما هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ، التي ستأكل الأخضر واليابس ، إن عاجلا أو آجلا ، وحمى الحرب ، والدوران في الحلقة المفرغة ، ومحاولات تفريغ فلسطين من أهلها يتواصل بشراسة كبيرة ، غير مسبوقة تجاه البلاد والعباد .

الجدل البيزنطي والسفسطائي وذوبان الجليد

والبطالة واليأس من إيجاد فرص العمل ، مستشرية بين ظهراني الشعب الفلسطيني المسلم المرابط فوق ثرى الوطن الحبيب ، سواء بين العمال أو الخريجين الجامعيين الجدد ، والتأزم الاقتصادي يتوارد من الوريد حتى الوريد ، رغم الوعود المعسولة وغير المعسولة في جميع فصول السنة ، حتى ظهور أو ذوبان الجليد ، والجدل البيزنطي أو السفسطائي لا زال قائما ، هل البيضة سبقت الدجاجة أم العكس ؟؟! وهل المفاوضات المباشرة قبل الأكل أو بعده ؟؟ وهل تسبق غير المباشرة أو الخيارات السياسية السبع ؟؟ ولماذا عجز ويعجز المعالجون في رأب الصدع الداخلي ؟؟ ولماذا استمرار استباحة الأرض المقدسة من يهود فلسطين المحتلة بهذه الصورة المذلة ؟!! فهذا هو حال الوضع السياسي المزري في الأرض المقدسة الشمالية ، فلسطين المباركة من رب العالمين من فوق سبع سماوات طباقا ، تتوجع وتتلوى وتعاني الأمرين ، وتئن الأنين تلو الأنين ، ترى أين الفاتحين ؟؟.

الأرض المقدسة بين نداءين : الحج والفتح المبين

ترى من سليبي النداء الرباني المتين ، لتخليص فلسطين من أيدي الغاصبين ، ويقول حي على الجهاد ، كما نودي حي على الحج يا مسلمين !! بأي وسيلة كانت ، ويعيد المهاجرين والمهجرين لوطنهم الذي حرموا منه منذ عشرات السنين ، كما لبى التلبية بمكة المكرمة ، في الأرض المقدسة الجنوبية ، أم أن الأرض المقدسة الشمالية ليس لها نداء إسلامي ، وفتح مبين ؟؟ فالحج حج عظيم ، ولو كره المجرمون والمنافقون والفاسقون ، فاستيقظوا يا أيها الذين غفلوا وناموا وتاهوا عن دروب فلسطين ، وبقوا غافلين وبحاجة لتذكيرهم بأنهم طوابير من جند الرحمن الرحيم .

عيد الأضحى .. وفلسطين الضحية والأضحية

وعيد الأضحى المبارك ، يحل علينا ، وفلسطين الضحية والأضحية ، لا زالت تئن تحت وطأة السكين الاحتلال الصهيوني الغاشم ، فبني صهيون الجلادين ، يريدون أن يجعلوا أهل فلسطين الأصليين ، أضحية دينية يهودية لهم ويريدون جعلها مجلدة لأهها وللمسلمين أجمعين حتى يوم الدين . ونسوا أو تناسوا أنها مقبرة الغزاة الأجانب ولو بعد حين وحين ويمعنون في نسج الخرافات والأساطير باستخدام أسلوب البساطير ؟! فإلى متى ستبقى بين ظهرانينا الطوابير ، تلو الطوابير ، ويبقى أهل البلاد كالنحل يخشون الاقتراب من عش الدبابير ، فكم من طابور تلو طابور ، من الطابور الخامس حتى العاشر كمن يلهو بملاهاة لا تسمن ولا تغني من جوع عبر الأثير .

التهنئة بعيد الأضحى .. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

على أي حال ، فأخط وأكتب هذه السطور الوجدانية وتصلني تباعا عبر هاتفي الجوال رنات سورة الكوثر ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) }( القرآن المجيد – الكوثر ) . لتنبأني بوصول رسالة هاتفية آتية عن بعد من الأحباء في محافظات طولكرم أو نابلس أو الخليل أو غزة أو سلفيت أو رام الله أو القدس أو غيرها من محافظات فلسطين الأرض المقدسة المحتلة من الغاصبين الصهاينة ، لتقدم لي التهنئة تلو التهنئة ، بعيد الأضحى المبارك ، الذي افرغه جند الاحتلال الصهيوني بوحشيتهم من معناه الرمزي المادي والمعنوي ، منذ ستة عقود من الزمن ، مر فيها الشعب المسلم المرابط بشتى أنواع العذاب والقهر فوق صابرا وصامدا أمام أعتى الهجمات الاستعمارية المعاصرة . والنفس حزينة ، والجرح غائر ، فمدينة يافا عروس البحر الأبيض المتوسط ، بلد جدي ومسقط رأس أمي الحبيبة ، محتلة وكذلك حيفا محتلة ، وصفد وطبرية رمز معركة حطين تعاني من الذل والمذلة ، واللد رمز النصر القادم المبين بيد المسيح عيسى بن مريم على المسيخ الدجال ، ومدن طولكرم والرملة وبئر السبع ، مولد نبي الله إسماعيل ، وبيسان رمز معركة عين جالوت ، كلها بلاد محتلة من الأرض المقدسة ، كما هو حال نابلس وعسقلان وعكا ورام الله والقدس العاصمة المقدسة الأبية وغيرها من المدن الفلسطينية الجريحة الندية .

الأضحى والوحدة بين المتخاصمين

وحال فلسطين الوطن والشعب ، في ظل الانقسام والشرذمة ، بين توأم فلسطين ( فتح وحماس ) ، والتناطح والتضاد على الكراسي المهترئة ، التي عفا عليها الزمن ، لا تسر الإخوة والأصدقاء بل يفرح بها الأعداء ، فانقلبت الكراسي الجلدية والبلاستيكية والمكاتب الخشبية ، رأسا على عقب ، ولم يعد لها معنى في الأرض المقدسة الشمالية ، برام الله وغزة سواء بسواء ، بجوار بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، بسبب وجود الاحتلال الصهيوني الطنان الرنان ، فأسألوا الطريق الثالث بثلاث شعب ، حيث تحاول بشتى الطرق والأساليب الميكافيلية بالقطاع الحكومي المدني وغير المدني ، محو الطريقين الأول والثاني ، المتجذرين بالأرض المقدسة ، والله المستعان . فهل يا ترى سينزل الكبش السمين مرة ثانية ، للفداء والتضحية ، فإذا لم تضح كل حركة وتتنازل لأختها فما هو الحل يا أهل العلم والفطانة والنسيان .

أين المزامير والخاتم والعصا ؟


فهل نحن بحاجة لمزامير داوود وخاتم سليمان وعصا موسى وصلب الصلبان لنبي الله عيسى بن مريم من أهل السلام والوئام ، مبرئ الأكمه والأبرص ومحيي الموتى بإذن الله خالق الخلق أجمعين ، من نسل بني إسرائيل القدماء ، لنعيد البرهان تلو البرهان ؟؟! بأن هذه الفئة الضالة من أهل الطغيان وفرعونية هذا الزمان ، الزناة البغاة من بني صهيون من الناس ستبقى تقارع أهل الحق في عقر الدار ؟؟! وتسعى دائما لنشر الفساد والباطل وملاحقة وقتل الزهاد من أهل التقوى والورع والمجد والأمجاد ؟؟! وتجعل من أهل فلسطين أضحيتها وضحيتها الدائمة بدعاوى الإرهاب ؟ .
فبني صهيون ، الجدد كما القدامى ، الذين أتوا من وراء البحار والصحاري والقفار ، يضيقون يوميا ويشددون من عصبيتهم وعنجهيتهم ، وأصفادهم وأغلالهم ، على أهل فلسطين الأصليين الميامين ، فم تردعهم حملة البعث والبعثيين ، فكما يشوهون المعتقدات الدينية التوراتية الصحيحة ، فإنهم يتعرضون للمساجد الإسلامية وأبناء المسلمين بالأذى والملاحقة في كل مكان ، ومصادرة الأراضي من أصحابها الشرعيين ، ويتابعون تحركات جميع الفلسطينيين ، من وطنيين وإسلاميين ، بأجهزة التجسس والتنصت والمتابعة الإلكترونية والبشرية عبر الاتصالات والهواتف النقالة وإيرث غوغل العالمية ، التي تعمل ليل نهار . والشعب العربي المسلم في فلسطين المتعب ، يتوق للحرية والاستقلال الوطني والتخلص من نير الاحتلال الأجنبي الصهيوني ؟؟

نداء السلاطين

ولكن هيهات .. هيهات .. أنى له ذلك ؟؟ فالهجمة الإمبريالية متعددة الأشكال والوجوة العنصرية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإعلامية وغيرها ، وما أن يخرج الشعب الفلسطيني من متاهة حتى يتم إدخاله في تيه أكبر ؟؟ فاين همة ونباهة وشهامة ونخوة وكرامة السلاطين من أبناء المسلمين ، فمتى سينهض شبيهك يا صلاح الدين ، ليطرد الغاصبين ؟؟

هل الذبيح إسماعيل أم اسحق ؟

فمن الهرطقات والأساطير الصهيونية ، التفنن في الكذب والدجل ، والإدعاء القديم والجديد ، بأن الذبيح من ابناء إبراهيم هو اسحق بقرب الصخرة المشرفة ، وليس إسماعيل بجوار مكة المكرمة ، علما بأن الشواهد الدينية التوراتية والقرآنية المجيدة ، توضح بصورة مباشرة لا لبس فيها أن الذبيح المفترض مع وقف التنفيذ هو إسماعيل الأبن البكر لنبي الله وخليله إبراهم عليه السلام . وكذلك حال الأساطير اليهودية الصهيونية ( أرض الميعاد ) و ( أرض إسرائيل الكبرى ) و ( إسرائيل التوراتية ) ، وفلسطين الغربية والشرقية .. إلخ . وأما فلسطين الوسطى والشمالية والجنوبية ، فيزعم بني يهود بأنها يهودية ، فهل هذه بقية البقية يا أبناء الهوية الضائعة في ثنايا العربية والعبرية ؟؟
فالهذيان اليهودي – الصهيوني العنصري لا زال سادرا في غيه ، والدجل والنفاق والكذب والاستئساد على الفلسطينيين المستضعفين في الأرض المقدسة ، يحاول صرع القداسة ، وإحلال النجاسة بدلا منها ، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم الحر وغير الحر ، فلاقى أهل فلسطين الوضع المر تلو المر والكل يدعي بأنه في حزبه حر ويكر ويفر .
ولكم الله يا أهل فلسطين ، فلن تلبسوا الجديد ولن تنالوا حقوقكم إلا عبر الحديد ، فلا تبخلوا بالفداء والتضحية ، ففلسطين تتطلب المزيد تلو المزيد ؟؟! فيا أهل فلسطين المرابطين ، لا تصدقوا النصابين والكذابين والدجالين ، من بني يهود المتصهينين الملاعين الملعونين ، منذ غابر السنين ، وكونوا إخوانا متعاونين ، فسينصركم الله رب العالمين ، فهو العزيز الحكيم وهو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين ، فانتظروا حتى يحين الحين ، وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ولا تلقوا بالا للضلال والفساد والضالين ، فلن تأخذوا حقوقكم من المغضوب عليهم من رب العالمين إلا بعد الجهاد الأكبر والأصغر والتعب وبذل الغالي والنفيس في صلابة الداعين . فهكذا هو قراءة التاريخ البشري عبر القرون والعقود والسنين . فاستعينوا بالله ولا تتولوا مدبرين بل كونوا مقبلين متحابين ومتآخين ، فالنصر يلوح بالأفق يا بني قومي ولا تخافوا إرهاب الجلادين .

كلمة خضراء طيبة أخيرة

لقد قدم الشعب العربي الفلسطيني المسلم ، الشهداء قرابين وضحايا ، للذود عن الحمى ، حمى الإسلام والوطن والأهل والنفس ، منذ الحرب العالمية الأولى ، واستيلاء الاحتلال البريطاني على أرض فلسطين المقدسة . وها هو عيد الأضحى المبارك يعود في ايامنا هذه 1431 هـ / 2010 م ، رمزا من رموز التضحية والفداء الفلسطيني القديم والجديد ، منذ زمن نبي الله إبراهيم وإسماعيل وذريتهما الطيبة المباركة عليهم الصلاة والسلام ، والفداء بالكبش العظيم ، مرورا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي أحيا عيد الأضحى المبارك ، وسن ذبح الأكباش والخرفان والأبقار والإبل تقربا لله تبارك وتعالى ، فأعاد رمزية التضحية والفداء مجددا ، كيف لا ؟ فهو ابن الذبيحين ، ( إسماعيل وعبد الله في ثنائية متشابهة بالمكان ، ومتباعدة في الزمان . فعبد الله بن عبد المطلب والد نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وحادثة افتدائه من أبيه عبد المطلب ، بألف رأس من الغنم و300 بقرة ، و100 ناقة ، في سابقة قديمة في مكة المكرمة ، لا زالت شاهدة على الفداء والتضحية ، وما اشبه اليوم بالبارحة والغد القريب والبعيد ، وكلها تضحيات جسام في سبيل الدعوة الإسلامية ، وتحرير العباد من عبادة العباد لعبادة الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ، فهو مالك الملك ذو الجلال والإكرام .
كل عام وأنتم ببليون خير وخير . وكل أضحى وأنتم إلى الله أقرب ، ولا تنسوا تلاوة سورة الكوثر فهي رمز النحر وعيد الأضحى وقت الضحى . وتقبل الله الطاعات في جميع الأوقات والساعات ، ولا تنسوا الدعوات تتبعها الدعوات .

وختامه مسك ، فندعو بهذا الدعاء الخالد الذي ورد بكتاب الله العزيز : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) }( القرآن المجيد - البقرة ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .
كل عام وأنتم ببليون خير وخير . وكل أضحى وأنتم إلى الله أقرب ، ولا تنسوا تلاوة سورة الكوثر فهي رمز النحر والأضحى وقت الضحى . وتقبل الله الطاعات في جميع الأوقات والساعات .
نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: