الثلاثاء، 18 مايو 2010

الانتفاضة الاقتصادية الجديدة في فلسطين 18 أيار 2010

الانتفاضة الاقتصادية الجديدة في فلسطين

18 أيار 2010

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية

الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16)}( القرآن المجيد – التوبة ) . وجاء في مسند أحمد - (ج 45 / ص 281) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " .

استهلال

تتعدد أشكال والوان الحرب المستعرة في فلسطين بين اليهود الغرباء الطارئين وأبناء البلاد الأصليين ، أهل الأرض المقدسة ، من المسلمين والنصارى ، لتشتمل على الحرب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية العامة وسواها . وقد لجأ الشعب الفلسطيني طيلة سني الاحتلال الأجنبي التي تعرض لها منذ الاحتلال البريطاني عام 1917 وفي زمن الاحتلال الصهيوني بفلسطين لكافة أشكال الجهاد والكفاح والنضال الممكنة كلما سنحت له الفرصة بذلك .

وغني عن القول ، إن الشعب الفلسطيني المرابط في أرض وطنه ، أرض الاباء والأجداد ، تعرض لنكبات ونكسات وملاحقات وإبتزازات متنوعة ، ولكنه وقف صامدا كالطود الشامخ أمام جميع التحديات المصيرية ، ولم يستسلم للأعداء . فقد خاض الشعب الأصيل في الأرض المقدسة ، في بيت المقدس وأكناف بيت لمقدس ، الحرب الشعبية والعمل الفدائي والجهادي ، والانتفاضات الشعبية الجماهيرية الشاملة طيلة عقود وسنوات لعل من أبرزها حرب عام 1948 ، وانتفاضة الأرض الفلسطينية عام 1976 ، وانتفاضة 1987 – 1994 ، وانتفاضة الأقصى 2000 – 2006 ، قدم خلالها الشعب الفلسطيني قوافل الشهداء والجرحى والأسرى .

الانتفاضة الاقتصادية الجديدة

وها هو الشعب الفلسطيني يخوض حربا اقتصادية محدودة جديدة هي ( الانتفاضة الاقتصادية الصغرى 18 أيار 2010 ) بعد 62 عاما على نكبة فلسطين الكبرى ، حيث انطلقت الحملة الوطنية الشعبية الفلسطينية ( من بيت لبيت ) لمقاطعة المنتجات المصنعة في المستوطنات اليهودية لتجد أذانا صاغية لدى السواد الأعظم من ابناء هذا الشعب العربي المسلم المرابط في أرض الرباط بمحيط المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف وبقية المحافظات الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة . وتعتبر هذه الانتفاضة استكمالا لانتفاضة الأقصى الباسلة التي قاطع فيها شعب فلسطين العمل والسلع والبضائع الصهيونية بجميع أشكالها .

وتأتي الانتفاضة الاقتصادية الفلسطينية ضد منتجات المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة ، كجزء من مقاطعة المنتجات الصهيونية ، ولكن هذه الانتفاضة محدودة مقتصرة على منتجات المستوطنات اليهودية ، ومقاطعة العمل في المستوطنات اليهودية ، بينما كانت المقاطعة الاقتصادية في انتفاضة الأقصى شاملة للعمل ولكافة البضائع الصهيونية والأمريكية واستخدام البدائل المحلية الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية . والانتفاضة الاقتصادية الكبرى المرجوة في فلسطين الكبرى هي مقاطعة جميع السلع والبضائع اليهودية ، والتي ربما تأخذ مناحي متعددة ، منها : الماركات الصهيونية المباشرة ، الماركات الأجنبية من انتاج يهودي مباشر ولكنها تأخذ الصبغة الملتوية غير المباشرة بوضع ماركات أجنبية صينية أو أوروبية أو غيرها للتمويه والتضليل والخداع .

وإن جاءت هذه الانتفاضة الاقتصادية السلمية في فلسطين ، متأخرة إلا أنها يمكن أن تؤتي أكلها إذا ما إلتزمت بها كافة الفئات الاجتماعية الفلسطينية ، دونما إبطاء أو انتقاص ، والأمر بحاجة لمتابعة رسمية وتنظيمة ونقابية وشعبية متواصلة وليس موسمية مؤقتة ، مقتصرة على وسائل الإعلام والبيانات السياسية ، بالتعاون بين الأسر الفلسطينية وخاصة استهلاك المأكولات في المطابخ والملابس من معامل ومصانع النسيج الاقتصادي والسجائر والمشروبات الغازية وغيرها .

على أي حال ، إن الحرب الاقتصادية التي يشنها الاقتصاد الصهيوني على الاقتصاد الفلسطيني الضعيف ، قد أنهكت هذا الاقتصاد البسيط ، بل دمرته تدميرا شبه كلي ، طيلة 62 عاما متواصلة ، وبالتالي لا بد لهذا الاقتصاد الوطني الفلسطيني أن يلتقط أنفاسه ويستعيد عافيته ، بمقاطعة المنتجات الصهيونية في المستوطنات اليهودية ، كخطوة تكتيكية أولى يجب أن تعقبها خطوة استراتيجية وهي مقاطعة العمل في المنشآت الصهيونية كليا ومقاطعة المنتجات الصهيونية كافة وليس منتجات المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة ، فكل فلسطين محتلة ، وجميع التجمعات السكانية الصهيونية من كريات شمونة شمالا مرورا في تل أبيب في الوسط على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وإنتهاء بمستوطنة إيلات على البحر الأحمر جنوبا هي مستوطنات يهودية ينبغي مقاطعة منتجاتها لتأخذ الحملة الوطنية الفلسطينية مغزاها ومداها الأمثل والأجدى وتؤتي أكلها في كل حين .

وإذا علمنا أن عدد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يبلغ حوالي 4 ملايين نسمة ، وعدد الفلسطينيين في مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 يبلغ حوالي 1.3 مليون نسمة ، وعدد الطائرين اليهود حوال 5.6 مليون نسمة ، فإننا نلاحظ مدى الاستهلاك الفلسطيني للبضائع والسلع المصنعة يهوديا خاصة وأن الأسرة الفلسطينية تستهلك أضعافا مضاعفة عما تستهلكة الأسرة اليهودية بفلسطين الكبرى . فالفرد الفسطيني يستهلك نصف بطيخة يوميا على سبيل المثال بينما لا يستهلك الفرد المستوطن اليهودي عُشر بطيخة ، وتشتري وتستهلك الأسرة الفلسطينية كيسا كبيرا من البندورة يوميا بينما تستهلك الأسرة اليهودية 1 كغم بندورة على سبيل المثال لا الحصر ، وكذلك الحال بالنسبة لمنتجات الخضروات والفواكه والحبوب والملابس وغيرها . والأسواق الفلسطينية هي الأغلى سعرا للانتاج الصهيوني ، فإذا ما قاطع الفلسطينيون الانتاج الزراعي أو الصناعي الصهيوني فإنه يكسد أو يتلف أو يضطرهم لبيعه في اسواق إفريقية أو آسيوية بارخص الأثمان مما يؤدي لخسائر مالية كبيرة . وهذا هو سر نجاح الانتفاضة الاقتصادية الفلسطينية في ملاحقة الانتاج الصهيوني . وبالتالي فإن الأسواق المحلية الفلسطينية تعتبر هي المستورد الرئيسي الأول للمنتجات اليهودية سواء أكانت الصناعية أو الزراعية أو النسيج أو غيرها . وبالتالي فإن الحرب الاقتصادية أو الانتفاضة الاقتصادية الفلسطينية الراهنة في حال امتدادها لتشمل جميع الانتاج الصهيوني لكافة المستوطنات اليهودية في فلسطين الكبرى ، المحتلة عام 1948 وعام 1967 ، هي الضمانة الأكيدة لإلحاق الانتكاسة الكبرى بالمنشآت الاقتصادية الصهيونية بصورة جلية وواضحة ومباشرة ، لتسدد ضربات اقتصادية موجعة مباشرة لأصحاب رؤوس الأموال اليهود والصناعات الصهيونية وبالتالي الهروب من التصنيع والزراعة اليهودية .

جدل المجادلين .. ما البدائل ؟؟؟

يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}( القرآن العظيم – الكهف ) .

هناك من يجادل بغير علم ، ويقول : ما البدائل عن البضائع اليهودية ؟ وما البديل عن العمل في المصانع والمنشآت الصهيونية ؟ مالكم كيف تحكمون ؟ وكيف تفهمون الأمور ؟؟

وبهذا الصدد نقول ، إن الحرية والاستقلال لا بد من أن يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال الصهيوني ، واستهلاك المنتجات الصهيونية يساهم في إطالة عمر الاحتلال ، والمقاطعة أو الانتفاضة الاقتصادية الشاملة هي أقصر الطرق لإجتثاث الاحتلال وتحقيق النصر المبين ؟ بلا خسائر فلسطينية حقيقية ، فهل يخسر شعب فلسطين الأصيل من إنخفاض الانتاج الصهيوني !! وهل يخسر بعدم توجه عشرات آلاف العمال للعمل في بناء المستوطنات اليهودية ؟؟ كلا ، وألف كلا ، لن يخسر الشعب الفلسطيني من مقاطعة الانتاج الصهيوني، فهناك البدائل الحقيقية القريبة ، الأكثر جودة والأرخص ثمنا ، المتوفرة في الأسواق الفلسطينية ، ليتجه الجميع لها ويعمل على تحريم استعمال المنتجات اليهودية بجميع أشكالها وأنواعها .

ميزان الربح والخسارة الاقتصادية

وعلى النقيض من ذلك ، فإن الشعب الفلسطيني يربح ربحا مضاعفا من الانتفاضة الاقتصادية للانتاج الصهيوني ، بحسابات بسيطة ، وهي تكبيد الاقتصاد الصهيوني خسائر يومية وشهرية وفصلية وسنوية فادحة ، ورحيل المنشأت والمصانع الاقتصادية عن الأرض الفلسطينية المحتلة ، والمعاملة بالمثل ، والند للند ، فهل يا ترى يستهلك المستوطنون اليهود المنتجات الفلسطينية ؟؟؟ نشك في ذلك ، بل هم من يدمر الاقتصاد الفلسطيني بكل أوتوا من قوة ، فلماذا يلهث بعض الفلسطينيين للالتحاق بالمنشآت الاقتصادية والعمرانية الصهيونية ؟؟ لنتوقف عن الانتحار الاقتصادي ، ولنحسبها بصورة اقتصادية ، نقاطع من يقاطعنا ، ونحارب من يحاربنا ، ولا أحد يطلب من أي كأن أن يمتشق سلاحه العسكري ، بل كل ما في الأمر هو مقاطعة الانتاج الصهيوني والتركيز على الانتاج الفلسطيني أو العربي أو الإسلامي أو العالمي ، وفق متوالية بدائلية متتالية ، بعيدا عن الانتاج الصهيوني الذي ألحقنا بدار البوار الاقتصادي العنيف .

حاصروا من يحاصركم .. وقاطعوا من يحتل أرضكم .. الند للند

وغني عن القول ، إن الأسواق الفلسطينية ستتأثر بصورة أولية وبسيطة في الوهلة الأولى ، ولكن الانتفاضة الاقتصادية الفلسطينية الكبرى هي الشجرة الاقتصادية المثمرة ، التي ستؤدي إلى الانفصال والاستقلال الاقتصادي الفلسطيني عن الاقتصاد اليهودي تدريجيا ، وأول الغيث قطرة .

فلا تستهلكوا المنتجات اليهودية قطعيا ، ولا تتهالكوا على العمل في أجنحة الاقتصاد الصهيوني ، ما استطعتم إلى ذلك سبيلا . فالحرية والتحرير لها ضريبة الصبر والمصابرة والمرابطة في ثغور الوطن بجميع أشكال التحدي والصمود ، فلنحاصر من يحاصرنا ، بما لدينا من اساليب وأدوات ولو كانت بدائية ، فاتجهوا للمنتجات الفلسطينية أولا ثم العربية ثانيا ثم الإسلامية ثالثا ثم العالمية رابعا ، وإذا لم تجدوا البدائل فاتجهوا للمنتجات اليهودية ، ونقول إن هناك بدائل كلية للمنتجات الصهيونية في الأسواق الفلسطينية ، ولكن الأمر بحاجة إلى إرادة نفسية وشعبية ورسمية . فاستهلكوا الانتاج العربي من الأردن ومصر وسوريا والمغرب وغيرها ، واستهلكوا الانتاج الإندونيسي والماليزي والتركي وغيرها من الدول الإسلامية ، وإذا لم تتوفر سلع هذه البلدان فاستهلكوا الانتاج الصيني أو الكوري ولا تستخدموا الانتاج الأمريكي الذي يدعم الكيان الصهيوني بالطائرات الحربية والأباتشي ، والقنابل الذكية والأسلحة الكيماوية والبيولوجية وخلافها .

أيها الفلسطينيون الكرام .. لا تنتحروا اقتصاديا

لا بد من صولات وجولات للحق لمقارعة الباطل ، فالباطل الصهيوني في جميع المجالات لا بد من الوقوف أمامه لتحقيق الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ، وهذه المرة فلتجربوا الانتفاضة الاقتصادية الشاملة المستمرة غير المنقطعة ، التي لا تسبب الخسائر إلا للجانب الصهيوني ، ولن يخسر شعب فلسطين أي شيء مقابل هذه الانتفاضة الجديدة ، وكل ما في الأمر هو عدم استهلاك البضائع الصهيونية سواء للأكل أو الشرب أو اللبس ، والبدائل الفلسطينية موجودة في الأسواق المحلية ، ولكننا يجب أن نتعود على الإنتاج الفلسطيني والعمل الفلسطيني ونتوقف عن سياسة الاستهلاك الاختيارية والجبرية للانتاج المعادي لآمال وطموحات وأماني الشعب المسلم في فلسطين المباركة .

ونداء لكل التجار الفلسطينيين لا تستوردوا السلع والبضائع اليهودية ، ونداء لكل الآباء والأمهات والأبناء والبنات ، لا تنتحروا جماعيا ، فاستبدلوا المنتجات اليهودية بمنتجات غيرها فلسطينية أولا ، وابتعدوا عن تسمين الاقتصاد اليهودي الصهيوني ، فهذا الاقتصاد قد اذاقنا الويلات تلو الويلات ، ولكننا هيهات .. هيهات أن نقبل بالذل أو الإهانة مهما كان نوعها ومصدرها ، فلتكن العزة والكرامة الوطنية والعربية والإسلامية في ظل الانتفاضة الاقتصادية للذود عن حياض الوطن والمواطنين ، وعدم دعم الاقتصاد الحربي الصهيوني ، فنصف الاقتصاد الصهيوني هو اقتصاد حربي ، وكل شيكل تنفقوه على البضاعة اليهودية يكون نصف ثمنها موجه للاقتصاد الحربي العدواني الصهيوني ، ليلقي بحممه البرية والبحرية والجوية على فلسطين وأهل فلسطين ؟

تحرير الأبدان من الانتاج الصهيوني

فلنتبع سياسة التقشف ، وسياسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيجب تحريم استهلاك الانتاج الصهيوني من النواحي الدينية الإسلامية والوطنية والقومية والإنسانية ، ومن لا يرتدع فيجب أن توضع القرارات الرسمية والشعبية لردعه نفسيا وقسريا ، فرادى وجماعات ، لإعادته لجادة الحق والصواب ، وبهذه الطريقة يساهم كل فرد فلسطيني صغيرا وكبيرا ، من حيث يدري ولا يحتسب ، في عملية التحرير الشاملة ، وبداية التحرير والتحرر تكون بتحرير بطوننا ومطابخنا وبيوتنا من الرجس الصهيوني اليومي المتعجرف المتواصل ضد الإرادة الشعبية الوطنية الفلسطينية .

أسئلة للإجابة عليها من أبناء الشعب الفلسطيني

- هل تستهلك الانتاج الصهيوني ؟؟؟ إذا كنت لا تعرف ماذا تستهلك فعليك التمحيص والتدقيق قبل الشراء ، وأطلب من التاجر أو البائع بضاعة غير يهودية ، وإذا اصر على إقناعك بالبضاعة الصهيونية فلا ترجع للشراء منه ثانية .

- لماذا تلجأ لاستهلاك الانتاج الصهيوني ؟ وما الفائدة من ذلك ؟ إن استهلاك الانتاج الصهيوني يساهم في تدمير الاقتصاد الفلسطيني ويقلل من عملية توفير فرص عمل جديدة لأبناءك وبناتك وإخوتك وأخواتك وأقربائك وجيرانك وبني شعبك الفلسطيني الأبي ، ويساعد في النهوض باقتصاد الأعداء الذين يضعون الحواجز العسكرية الصهيونية القاتلة للأطفال والحوامل والكبار في السن ، ويعذبون الشباب على مداخل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ويجعلوننا ننتظر ساعات وساعات لتعطيل أعمالنا وأشغالنا اليومية وزيارتنا العائلية والاقتصادية .

- هل تريد أن تساهم في عملية التحرير الوطني الإسلامي والتخلص من الاحتلال الصهيوني ؟؟ فما عليك إلا الالتحاق الذاتي بالمقاطعة والانتفاضة الاقتصادية دون أن تخسر شيئا ، بل تكسب الرحيل الآتي لا ريب فيه لهؤلاء المستوطنين اليهود .

- لماذا لا تبحث عن البدائل العربية والإسلامية والإقليمية والعالمية ؟هناك عشرات البدائل للبضائع اليهودية الأفضل والأرخص ، التي تريحك نفسيا وبدنيا وصحيا .

- - هل تعلم أن الانتاج الصهيوني في المستوطنات اليهودية الردئ صحيا ومخبريا يتم توجيهه للأسواق الفلسطينية ، لتكون الفريسة لهذا الموت البطئ بينما يتم توجيه وتسويق الانتاج ذو المواصفات العالية لأوروبا وأمريكا . فاستغني عن النخب الثاني أو الثالث من الانتاج الصهيوني .

- هل تعلم أن المستوطنات اليهودية التي تنتشر كالسرطانات في الأرض الفلسطينية المقدسة ، يتم إنشاءها من أرباح الانتاج الاقتصادي الصهيوني ، وبالتالي فإن استهلاك الانتاج اليهودي يساهم في بناء وحدات استيطانية يهودية جديدة على أرض أباءك وأجدادك واستقدام يهود جدد لفلسطين ، وكذلك يساهم في دعم الانتاج الحربي اليهودي الذي يستخدم لقتل أبناء فلسطين .

- هل تعرف حياة العذاب المتواصل لأسرى فلسطين في السجون الصهيونية ؟ هناك 8 آلاف أسير فلسطيني يعيشون في ظلام السجون التي يحرسها جنود الاحتلال الصهيوني الذ تدعمهم بشارئك بضائعهم .

- هل شاهدت أراض شجرية أو مزروعات فلسطينية مجروفة بجرافات الاحتلال الصهيوني بالقرب من مكان إقامتك ؟ لعلك شاهدت ذلك مرارا وتكرارا بأم عينيك ، فهذه حرب اقتصادية متواصلة بين أهل فلسطين والاحتلال الغريب العجيب .

- ما الفائدة التي تجنيها من استهلاك الانتاج الصهيوني ؟؟ لا شيء ، ولهذا من الأفضل والأمثل الابتعاد عن شرائها قطعيا .

- لماذا لا يسمح لك بالصلاة بالمسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين والجنود اليهود ؟ بشرائك بضاعة يهودية فإنك تدعم عملية منعك من شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك ؟ وتدفع راتبا طوعيا غي رمباشر لهم لهم لكي يعذبوك أمام مسجدك الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة محاولين بناء ما يسمى بهيكلهم المزعوم .

- هل تعلم أن كل شيكل تنفقه على بضاعة يهودية فإنك تقدم مساهمة طوعية إختيارية في شراء العتاد والانتاج الحربي الصهيوني لجيش الاحتلال والمستوطنين اليهود ؟ فالشواكل التي تشترى بها بضاعة يهودية تذهب لشراء الدبابات والطائرات والبوارج الحربية التي تدك المدن والقرى والمخيمات الفسطينية .

- إذا كنت طالبا أو طالبة بإحدى المدارس أو الجامعات الفلسطينية تذكر التأخير على الحواجز الصهيونية عن الحصص والمحاضرات ، وتذكر منع التجول ، والتعذيب الغريب والملاحقة والضرب المبرح ، وهذا يحتم عليك شراء الانتاج الفسطيني أو غير اليهودي لدعم الصناعة الوطنية الفلسطينية . وهذه فرصة لانتقامك السلمي من أعداءك الظالمين .

- ماهي نوعية الطبيخ الذي طبختيه يا أمي ويا زوجي ويا أخي ويا قريبتي ويا جارتي ويا ابنة شعبي ؟ حاولي أن لا يكون من بين مكونات الطبخة إنتاج صهيوني . وفضلي الانتاج الفلسطيني ، من المعلبات والأغذية المصنعة ، فهذا هو طريق النصر الاقتصادي التدريجي .

- وماذا عن اللباس الذي تشتريه الأسرة للأعياد الإسلامية والمناسبات الوطنية والقومية وبداية الفصول الدراسية المدرسية والجامعية ؟ لا تقتربوا من الانتاج الصهيوني لأنه غالي الثمن ، ويؤدي للمزيد من المحن على مر الزمن .

وأنتن يا ايتها الأمهات الماجدات وربات البيوت بادرن لتفقد المطابخ لضمان خلوها من الانتاج الصهيوني ، وتذكرن الأبناء والبنات اللواتي على أبواب التخرج الجامعي الذين بحاجة لفرص عمل جديدة ، وشراء المنتجات الوطنية أو غير الصهيونية يساعد في إيجاد فرص عمل جديدة للأسر الفلسطينية كافة .

تجار فلسطين والبضائع الصهيونية

جاء في سنن الترمذي - (ج 4 / ص 471) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ " . وفي رواية أخرى ، وردت في سنن ابن ماجه - (ج 6 / ص 356) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " التَّاجِرُ الْأَمِينُ الصَّدُوقُ الْمُسْلِمُ مَعَ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .

أيها التجار في الأرض المقدسة .. من المسلمين والنصارى .. ابتعدوا عن الانتاج الصهيوني ، ولا تشتروه أو تروجوه لجني أرباح مالية بخسة من الشواكل الصهيونية أو الدولارات الأمريكية أو اليوروات الأوروبية ، وتأكدوا من الماركات التجارية غير الصهيونية ، فلا تساهموا في بقاء الاحتلال جاثما فوق الأرض المقدسة . فاصدقوا مع ربكم ثم مع أنفسكم ثم مع ابناء شعبكم ، وادعموا الانتاج الفلسطيني والعربي والإسلامي ، فإن دعم الحكومة اليهودية والأحزاب والمنظمات الصهيونية التي تسخر من شعب فلسطين ، وتصادر أرض فلسطين ، تورثكم الهلاك والمهالك عند رب العالمين ، ثم عند شعب الجبارين المسلم في فلسطين المباركة . وإياكم وجلب البضائع الصهيونية الفاسدة والمنتهية الصلاحية أو ذات الصلاحية التي قاربت على الانتهاء ، فابحثوا عن الرزق الحلال والمورد الحلال بعيدا عن الجرائم الاقتصادية الصهيونية والفساد الاقتصادي الصهيوني ، ولا تجعلوا الأسواق الفلسطينية تعج بالسموم الصهيونية .

التشابك الاقتصادي اليهودي الفلسطيني

لا يمكن لأحد إنكار الترابط والربط الاقتصادي الصهيوني للاقتصاد الفلسطيني منذ عام 1948 سواء في المواد الخام أو الاستيراد والتصدير كون الكيان الصهيوني هو من يتحكم بالمنافذ والمعابر من وإلى فلسطين ، وبالتالي فإن تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الصهيوني هي تبعية كبيرة ، ولكن يمكن التملص والتخلص منها تدريجيا ، ولا يمكن أحد أن يجبر أي مواطن فلسطيني على استهلاك بضاعة صهيونية يهودية معينة ، فالمواطن الفلسطيني هو حر نفسه ، ويمكنه المفاضلة والاختيار بين الانتاج الوطني والصهيوني والأجنبي .

النهوض بالاقتصاد الفلسطيني

يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)}( القرآن الحكيم – الصف ) .

لا بد من تنمية ونماء الاقتصاد الوطني بفلسطين الكبرى عبر تشجيع الانتاج الفلسطيني ، في الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات والسياحة ، والابتعاد عن أجنحة الاقتصاد الصهيوني وتقليل الاعتماد الفلسطيني على الاقتصاد اليهودي بالتدريج للاستغناء عنه بصورة شبه كلية لاحقا ، بتضافر الجهود الفردية والجماعية ، الشعبية والرسمية ، وذلك بشتى الطرق والسبل ، بالتحريم والتجريم وعدم التسليم ، والجهاد الاقتصادي يقع في سلم أولويات الجهاد وتحقيق النصر المؤزر ، فهذا النوع من أنواع الجهاد الفلسطيني هو مأمون النتائج ، ويساهم في تخريب الاقتصاد اليهودي بفلسطين المحتلة ، وتنامى الاقتصاد الفلسطيني بتعاون الأطفال والفتيان والشباب والكهول ، والآباء والأمهات كل في موقعه ، فهذه صورة مشرقة من صور الجهاد بالأموال .

القتال الاقتصادي

يقول الله العزيز الوهاب جل جلاله : { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41) لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42)}( القرآن المجيد – التوبة ) .

الحرب الاقتصادية أو القتال الاقتصادي هو صورة كبيرة من صور الحروب المستعرة بين الاحتلال من جهة والشعب المضطهد الذي يعاني من عذابات الاحتلال ، والأمة أو الشعب القوي اقتصاديا هو الشعب الذي يمكنه من الهيمنة السياسية والعسكرية والثقافية والحضارية على غيره من الشعوب والأمم .

والشعب الفلسطيني الضعيف إقتصاديا ، يعاني من تسلط وهيمنة الاستعمار والاحتلال الاقتصادي الصهيوني لموارده الطبيعيه في باطن وظاهر الأرض . ولا بد لهذا الشعب بالأرض المقدسة أن ينهض اقتصاديا قبل أن ينهض عسكريا لمقارعة الاحتلال والمحتلين . وقد حض الإسلام العظيم على الجهاد بالأموال قبل الجهاد بالأنفس للتحصين الاقتصادي ، واستظهار النصر المبين .

الاقتصاد والانتصار بالأرض المقدسة .. حاربوا أهل الغرقد

جاء في صحيح مسلم - (ج 14 / ص 140) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " . وهي بشائر الحرب المتواصلة بين المسلمين والمغضوب عليهم من رب العالمين ، فكونوا من المساهمين في الحرب الاقتصادية ونصرة المظلومين والمقهورين الفلسطينيين بأرض الرباط الميامين .

ابتعدوا عن الملعونين

يقول الله الجبار القهار جل جلاله : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) }( القرآن المجيد – المائدة ) . فلا تستهلك انتاج اليهود المغضوب عليهم ، فهم الأشد عداوة لأهل فلسطين الطيبين . فأنظر ماذا يفعلون بالفلسطيينين المسلمين والنصارى بفلسطين وخارج فلسطين من التشريد والإبعاد وهدم المنازل الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي وحصار قطاع غزة والتحكم برقاب أهل الضفة الغربية المحتلة ، والتمييز الصهيوني العنصري الطائفي ضد أهل الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني .

إنتصار أهل الأرض المقدسة على الغرباء الطارئين

يقول الله ناصر المستضعفين في الأرض ، أينما كانوا وحيثما حلوا ، وخاصة في الأرض المقدسة : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المبين – الصافات ) .

فانتظروا النصر المبين بعد الأخذ بالأسباب ولو بعد حين ، وكونوا متيقنين من التمكين في الأرض المباركة يا معشر المسلمين .

كلمة أخيرة

يا معشر أبناء الشعب العربي المسلم في الأرض المقدسة وفي العالم ..

يا أبناء الأمتين العربية والإسلامية في قارات العالم ..

كونوا كرماء أعزاء متعاونين متأخين ، متكاتفين ومتكافلين ومتكاملين اقتصاديا ، ولا تقبلوا الغزو والاستغلال والقهر الاقتصادي في دياركم .. فلا تناصروا أصحاب السبت بأي حال من الأحوال .. وإعلموا أن الاختراق الاقتصادي الصهيوني هو بمثابة الاختراق الأمني والسياسي والعسكري .. فلا تفتحوا سفارات للكيان الصهيوني في عواصمكم ولا تفتحوا قنصليات وممثليات أو مكاتب تجارية بمدنكم لبني صهيون .

فاتقوا أينما كنتم وحيثما حللتم ولا تحللوا استهلاك الانتاج الصهيوني ما استطعتم إلى ذلك سبيلا ، فالحرب المقدسة بكافة أشكالها وصورها وفي مقدمتها الحرب الاقتصادية ، قائمة حتى زوال الاحتلال الصهيوني ، عن أرض فلسطين المقدسة ، أرض الاباء والأجداد . فحرروا أنفسكم من الانتاج الصهيوني والعمل الصهيوني وابحثوا عن البدائل الكثيرة المتعددة في ثنايا المجتمعات الفلسطينية والعربية والإسلامية . ولا تكونوا زبائن وعملاء اقتصاديين مباشرين أو غير مباشرين وليراقب كل منا ذاته قبل ان يراقبه ويحاسبه الآخرون . فهذا هو منطق الشعوب المضطهدة المستضعفة في الأرض للخلاص من الاحتلال الأجنبي .

ولا تنسوا الاعتزاز بالرسالة الإسلامية العظمى ، واعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا ، وكونوا عباد الله إخوانا . جاء في صحيح البخاري - (ج 19 / ص 11) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا " .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: