الجمعة، 9 أكتوبر 2009

رسالة مفتوحة إلى الأستاذ الدكتور داود الزعتري رئيس جامعة فلسطين التقنية بطولكرم ( خضوري )

رسالة مفتوحة إلى الأستاذ الدكتور داود الزعتري المحترم

رئيس جامعة فلسطين التقنية بطولكرم ( خضوري )

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية

جامعة فلسطين التقنية بطولكرم ( خضوري )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

الموضوع : شؤون جامعة فلسطين التقنية بطولكرم

أكاديميا وماليا وإداريا وعمرانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وكفى ، والصلاة والسلام على إمام المتقين والمرسلين محمد بن عبد الله المصطفى ، ومن تبع هداه إلى يوم الدين وعلى أثره إقتفى ، أما بعد ،

رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ، يَفْقَهُوا قَوْلِي

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}( القرآن المجيد ، الصف ) . وجاء في صحيح البخاري - (ج 8 / ص 253) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، قَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " .

بداية ، أود أن أقدم لك تحياتي الطيبة عبر أثير الانتر نت ، كزميل لي بالجامعة ، ورئيس لجامعة فلسطين التقنية بطولكرم ( خضوري ) ، التي أعمل بها قبلك بسنوات ، وبصفتي حائزا على درجة ( مدير أ ) من الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات طيب الله ثراه ، منذ عام 2000 ، وبصفتك تحمل أيضا ، تعيينا رئاسيا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، بناء على تنسيب وزيرة التعليم العالي برام الله ، فقليل ما نراك ، رغم قدومك للجامعة منذ 19 آب 2008 ، لأنك دائما مشغولا بالقضايا الإدارية والجامعية والوزارة متنقلا بين الخليل ورام الله وطولكرم ، وغير متفرغ لإدارة شؤون الجامعة الحكومية الفتية الوحيدة بالضفة الغربية ، ولا نستطيع مقابلتك إلا بشق الأنفس أو على الأدراج .

وفيما يتعلق بشؤون جامعة فلسطين التقنية بطولكرم ، فإن لي بعض الملاحظات والانطباعات التالية ، كموظف في هذه الجامعة منذ ست سنوات ونيف ، وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة ، وحاصلا على رتبة مدير ( أ) من الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات ( أبو عمار ) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، ورئيس سابق لنقابة العاملين بالجامعة ، وقائم بأعمال نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية سابقا ، قبل تقديم استقالتي منهما ، علما بأنني أسعى لقول كلمة الحق وتصحيح الإهمال وزيغ القلوب والعقول ، ولا أخاف في الله لومة لائم . وإنني اقتدي ، بأحد أنبياء الله عز وجل ، كما خاطب شعيب قومه ، إذ نطقت الآيات القرآنية المجيدة بالقول : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) }( القرآن العظيم ، هود ) . وأذكر الجميع ، طاقم وزارة التعليم العالي وإدارة جامعة وموظفين وعاملين وطلبة ، لأن الذكرى تنفع المؤمنين ، يقول الله العليم الخبير : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}( القرآن المبين ، البقرة ) .

وأرغب في توضيح الانطباعات والأمور السائدة في الحرم الجامعي بجامعة فلسطين التقنية بطولكرم وخارجه وهي ليست سرا من الأسرار على أي حال ، كالتالي :

أولا : المسائل الأكاديمية

1. اسم الجامعة : اسم الجامعة يجب أن يكون ( جامعة فلسطين للعلوم والتكنولوجيا ) وليس التقنية ، أو جامعة خضوري ، لأن خضوري أسم يهودي وهذه أرض إسلامية عربية فلسطينية بحتة . وهذه الجامعة هي جامعة حكومية .

2. العمل الحثيث على استكمال بناء المرافق الجامعية اللازمة لمتطلبات التطوير والاستنهاض العلمي وعدم الاكتفاء بالمباني الجامعية الحالية . فمثلا لا يمكن أن ينفع وضع حجر الأساس لمكتبة الجامعة وسط بهرجة إعلامية فارغة من المضمون ، وحجر الأساس الموضوع في الجهة الجنوبية اكبر دليل على ذلك . وكذلك لماذا لا يتم تشطيب وإنجاز بقية طوابق المبنى الجديد لإضافة قاعات تدريس جديدة واستيعاب مئات الطلبة الجدد والعاملين الجدد أيضا .

3. الترقيات العلمية : كما تعلم ، وبصفتك حائزا على رتبة الأستاذية الجامعية ، يحتاج الأساتذة المساعدون من حملة الدكتوراه العاملون في الجامعة الذين أعدوا أبحاثا ودراسات علمية للترقية العلمية الأكاديمية ، وكنا نأمل أن تضع اللوائح للترقيات ولكن خاب ظننا فيك حتى الآن أقولها بصراحة وبمرارة نفسية وأكاديمية .

3. إتباع مبدأ التخصص والتخصيص العلمي والأكاديمي في تدريس المواد والمساقات الدراسية النظرية والعملية ، واستقطاب كفاءات جديدة لهذا الأمر لسد الفراغ الموجود .

4. العمل على إعداد المقررات الدراسية الخاصة بجامعة فلسطين التقنية ، وتشجيع البحث العلمي لتكون جامعة مميزة بحق وحقيق ، ولا تسترشد بالمقررات الجامعية الخارجية . والعمل على تبني حكومي من أموال الجامعة لطباعة هذه الكتب الأكاديمية لجميع التخصصات العلمية والإنسانية على السواء .

5. العمل على إصدار دورية كمجلة علمية محكمة متخصصة لنشر الأبحاث والإبداعات الجامعية للعاملين بالجامعة وغيرهم من الجامعات الأخرى .

6. العمل على تنظيم المؤتمرات العلمية والندوات المتعددة في الحرم الجامعي ، لتأخذ الجامعة طريقها في التفاعل العلمي والمجتمعي في فلسطين وخارجها .

7. تخصيص قسم جديد للأساتذة والمحاضرين لمواد الثقافة العامة بالجامعة أو إلحاقها بالكليات المناسبة : مثل القضية الفلسطينية واللغة العربية والثقافة الإسلامية وهي متطلبات جامعة إجباري لجميع طلبة درجة البكالوريوس بلا استثناء ، فلقد أخطأت إدارة الجامعة في عدم استيعاب الأساتذة والمحاضرين بهذا المجال ، وحولتهم لكلية العلوم التطبيقية ، فلماذا هذا التخبط الأكاديمي ، فالقضية الفلسطينية تكون تابعة لكلية العلوم المالية والمصرفية ، أسوة ببقية كليات الاقتصاد والعلوم الإدارية التي تطرح هذا المساق كمتطلب جامعي فلسطيني إجباري لطلبة البكالوريوس في جميع الجامعات الفلسطينية ، واللغة العربية والثقافة الإسلامية كانت تابعة لكلية التربية وهذا هو الأصح ، فما لكم كيف تحكمون ؟ أم أنه ليس لديكم الوقت الكافي لمناقشة هذا الأمر وتصويبه بالاتجاه الصحيح .

8. استكمال البناء الأكاديمي العام بإفتتاح كليات وأقسام جديدة ، لدرجات البكالوريوس والماجستير .

9. تفعيل نظام البعثات والمنح الدراسية للعاملين لتطوير درجاتهم ومؤهلاتهم العليا .

ثانيا : المسائل المالية

جاء في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 52) عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ " . هناك بعض الأمور التي هي بحاجة لتوضيح ومتابعة من الجميع وللجميع ومن أجل الجميع ، على الصعيدين الذاتي والجماعي وهي كالتالي :

أ) مزايا رئيس الجامعة : لقد جئت يا دكتور داود اسحق الزعتري كرئيس لجامعة فلسطين التقنية بطولكرم ( ورحبنا بك ترحيبا كبيرا ) لتحقيق الآمال والأماني ، فأتيت بعقد عمل مميز متميز ، لمدة أربع سنوات ( 2008 – 2012 م ) ، وهو مجز ماليا ، حيث تتقاضى شهريا من مالية جامعة فلسطين التقنية بطولكرم ، حوالي 6500 دولار أمريكي ، أو ما يعادل 4500 دينار أردني ، أو أكثر من 23 ألف شيكل شهريا ، واستجيب لطلبك بالعقد لدفع مكافأة نهاية الخدمة بواقع بدل مالي شهرين عن كل سنة خدمة ، حسب آخر قسيمة راتب ، ويتم احتساب الراتب السنوي عن 14 شهرا وليس 12 شهرا ( بمعنى أنك تتقاضى 16 راتبا سنويا ) بينما غيرك بالجامعة يتقاضى راتبا سنويا ل 12 شهرا فقط ، ويصرف لك 6 % من راتب كل شهر لأغراض صندوق التوفير مع انتهاء مدة العقد بالإضافة للسكن المؤقت خلال فترة العقد ، وهو سكن فاخر وكأنه فندق 5 نجوم ، ولكنك لا تستخدمه لا نادرا لبذل المزيد من الاهتمام بشؤون الجامعة ، ولك إمتيازات مالية وتسهيلية أخرى تتمثل بتسديد أثمان المياه والكهرباء وفواتير الهاتف الثابت والجوال وتوفير سيارة خاصة ( جيب ) على أحدث طراز وموديل ، وسائق مرافق على حساب ميزانية الجامعة ، وبالعقد مادة قانونية توجب دفع مخصصات أربع سنوات إذا أرادت الوزارة الاستغناء عن خدماتك كرئيس للجامعة . بمعنى أن راتبك السنوي يعادل راتب حوالي 10 أساتذة من الجامعة ، أو 4 وزراء في الحكومة الفلسطينية ، وأعلى راتب رئيس جامعة فلسطينية على الإطلاق رغم أن جامعة فلسطين التقنية هي أصغر جامعة في فلسطين حتى الآن لا يتجاوز عدد طاقمها حوالي 200 موظف من حملة جميع الشهادات الجامعية ، وعدد طلبتها لا يتجاوز 2000 طالب جامعي لدرجتي البكالوريوس والدبلوم المتوسط . وبمقارنة هزلية بسيطة فإن راتبك الآن يفوق راتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو !!! فهل هذه رواتب أعضاء الطريق الثالث يا ترى ؟؟؟ وإعلم يا د. زعتري أن من يحفظ حق نفسه يجب أن يحافظ على حقوق الآخرين ، ولنا قدوة حسنة في ذلك ، فقد كان الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات رحمه الله يؤثر الناس على نفسه ، ويبذل الجهود الجبارة لإسعاد الآخرين ، فكان كشمعة تحترق كي تضيء طريق الآخرين ، فأين رئاسة الجامعة من ذلك ؟؟ نرجو الابتعاد عن الأنانية المفرطة .

ب) ولكن رغم تقاضيك هذا الراتب العالي الفريد من نوعه في فلسطين وخاصة بالقطاع الحكومي ، فإنك لم تولي مسالة تحسين رواتب الموظفين في الجامعة الرعاية التامة بأي حال من الأحوال ، ولا يشعر الموظفين وأنا منهم بأنك حريص على مصالحهم العامة ، فكنت تعمل لمصلحتك فقط ، دونما رعاية شؤون الموظفين الرعاية المناسبة ، بل كنت مماطلا بصورة متواصلة غريبة وعجيبة . ويحس الموظفون بأنك تتعامل معهم بتكبر وتعالى غير مبررة ، وتحب المرائين والمنافقين الذين يكيلون لك المديح تلو المديح ؟؟ فلم تكلف نفسك مجاملة زملائك ، وكأنك في برج عاجي ، بعيدا عنهم ، ولهذا فهم بعيدين عنك ، ولا تربطك بهم سوى علاقات العمل الروتينية ، فثملا لم تكلف نفسك إجراء مكالمة هاتفية مع زميل لك للتعزية ، أو الإطمئنان على صحته عندما يمرض ، أو الاستماع لرأي عامة الموظفين ، وفي بعض اللقاءات المفتوحة التي نظمتها نقابة العاملين السابقة كنت تعيد نفس الأسطوانة المشروخة بلا رصيد فعلي على أرض الواقع ، فلماذا هذا التكبر والتعالي على الآخرين ؟؟؟ !!! وأين مسؤوليتك عن رعيتك ، والتعاون معهم وحل مشاكلهم ، والوقوف معهم في الملمات والأفراح والأحزان ، أم أنك من كوكب آخر ؟؟؟ جاء في سنن ابن ماجه - (ج 7 / ص 294) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ " . وورد ب مسند أحمد - (ج 10 / ص 316) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ " .

ج) وإزاء هذه البيانات الرقمية والمالية لرئيس جامعة فلسطين التقنية بطولكرم ، فإن الموظفين الأكاديميين والإداريين والخدميين ، لهم المطالب الحقوقية البسيطة ، وهي :

1. الكادر الوظيفي للعاملين في الجامعة : أكاديميين وإداريين وخدمات عامة . لقد وعدتنا عدة وعود غير مقدسة بتطوير العمل بالكادر الوظيفي الموحد لجميع العاملين بالجامعة ، ولكن كل هذه الوعود ذهبت أدارج الرياح ، فيبدو أن مواعيدك غير مقدسة ، بل هي كذلك ، وهذا ما اكتشفته شخصيا وجماعيا عندما كنت رئيسا لنقابة العاملين سابقا ، منذ البداية فقد قدمنا لك عدة مطالب أكاديمية وإدارية ومالية ولكنك تلكأت في التجاوب الايجابي معها ، ولم تحقق بعضا منها حتى الآن ، فكنت مماطلا ومسوفا من الطراز الأول ، إذ فاجأ زملائي النقابيين والموظفين ، حيث كنت في أحد المداخلات النقابية نوهت لك ولجميع العاملين أن لا تتبع أسلوب المماطلة والتسويف ( س .. س .. س .. سوف .. سوف .. سوف أعمل كذا وكذا ) وهذا ما فاجأني ، إذ لا أستوعب أن شخصا بمقامكم الكريم لا يلتزم بتعهداته ووعوده ، فكانت تلك الوعود والمناقشات معك مضيعة للوقت ، واستنزافا للجهود البدنية والنفسية والعقلية الفردية والجماعية في الآن ذاته ، فقدمت استقالتي من رئاسة نقابة العاملين في 18 كانون الأول 2008 ، بعد أن كنت رئيسا للنقابة منذ 26 أيار 2007 ، رغم محاولتك ثنيي وإقناعي بعدم تقديم الاستقالة ، لتجعل من النقابة حصان طروادة الذي تسكت بها الموظفين الإداريين والأكاديميين والخدميين على السواء ، بسبب مماطلتك وعدم المتابعة الحثيثة مع طاقم وزارة التعليم العالي برام الله ، وإلتفافك على النقابة ، ومحاولة محاصرتها ، فأردت أن لا أصطدم معك ، ولكنك أبيت إلا الصدام ، وإفراغ العمل النقابي من مضمونه ، في تحقيق أي مطلب من مطالب العاملين ولو بسيطا ، وهذا الأمر أفقد رئيس الجامعة مصداقيته أمام السواد الأعظم من العاملين باستثناء بعض المنافقين من هنا وهناك . وفي ظل الوعود غير المقدسة ، والخيارات غير الجدية والمجدية التي تلهي بها العاملين بالجامعة بين الحين والآخر ، لكسب المزيد من الوقت ، وإنهاء فترة عملك الوظيفي دون تحقيق مطالب العاملين الحقوقية ، آملا من حضرتكم العمل على تحقيق الآتي :

أ‌) تطبيق تقاعد وظيفي لجميع العاملين لمن عمل منذ قيام سلطتنا الوطنية الفلسطينية ، على أساس قانوني كامل ومتكامل لا يقل عن 70 % .

ب‌) إعادة تعيين العاملين في الجامعة على أساس الكادر الوظيفي الموحد للجامعات الفلسطينية .

ت‌) احتساب سنوات الخبرة عند إعادة التعيين الجامعي الإداري والأكاديمي والخدمي .

2. العلاوات الإدارية غير المدفوعة ل 11 موظفا ، وأنا من بينهم ، وهذه العلاوات تم توقيفها منذ آذار 2006 حتى الآن ، وإن دفع جزءا منها لثلاثة موظفين فهي غير مكتملة وبحاجة لمتابعة .

3. هناك بقايا سلف لإدارة الجامعة على عشرات الموظفين ، الذين كانوا لا يتقاضون رواتبهم إبان الحصار المالي على الحكومة الفلسطينية العاشرة ، التي شكلتها حركة حماس وحدها ، فكانوا يأخذون سلفا شهرية قدرها ألف شيكل والبعض منهم سدد ما ترتب عليه بعد تسوية أوضاعه المالية من وزارة المالية ، ومنهم من لم يسدد ، وقد أختلط الحابل بالنابل ، فوجه القائم بأعمال النائب الإداري والمالي د. عزمي عوض كتبا تطالب جميع الموظفين الذين عليهم استحقاقات مالية بضرورة تسديد المبالغ المترتبة عليهم ، وهذا لا ضير عليه ويجب أن يتم تسوية أمور هؤلاء الموظفين المالية ما لهم وما عليهم حسب راحة الموظف المالية لأنه هل جزاء الإحسان إلا الإحسان !!. ولكن مهزلة المهازل أن يتم توجيه كتب للموظفين الذين ما زالوا لم يتقاضوا بقايا مستحقاتهم المالية ( التي تتراوح ما بين 10 – 17 ألف شكل للواحد ) إخطارات تطالبهم بضرورة تسديد ما عليهم للجامعة وهي مبالغ تتراوح ما بين 2000 – 2500 شيكل ، بينما لهم أرصدة مالية أعظم من ذلك بأضعاف مضاعفة مما عليهم ، فأين العدل ؟ وأين المتابعة ؟ هذه قسمة ضيزى ظالمة يفترض أن لا يكون مكان لها في جامعة تحمل اسم ( جامعة فلسطين التقنية ) في مدينة عريقة كمدينة طولكرم . علما بأن مجمل المبالغ المتبقية للموظفين لا تتجاوز 130 ألف شيكل . يقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى : { لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)}0 القرآن المجيد ، النساء ) .

وفيما يلي قائمة بأسماء الموظفين في جامعة فلسطين التقنية بطولكرم ، الذين حجبت عنهم العلاوات الإدارية ظلما دون وجه حق ، منذ آذار 2006 حتى تشرين الأول 2009 :

- المهندس منصور حسن حضيري – مدير متقاعد الآن ، كان يشغل منصب النائب الأكاديمي .

- الأستاذ ماهر محمد زكي قمحاوي ، رئيس قسم شؤون الطلبة .

- الأستاذ رشيد مصطفى الراميني رئيس قسم العلاقات العامة .

- الأستاذ مجدي صبيح صلاح – رئيس قسم الديوان في الجامعة .

- المهندس حسام يوسف قصراوي – رئيس قسم التخطيط والتطوير .

- أحمد حسين خساتي – رئيس قسم القبول والتسجيل .

- الدكتور إبراهيم خليل خضر رئيس قسم المكتبة .

- المحاسب دوسم محمد سعيد أبو سعدة – رئيس قسم التدقيق .

- المهندس نعيم أحمد حمايدي رئيس قسم الصيانة والخدمات .

- السيد وائل محمد علي الجدع رئيس شعبة الصيانة .

- الدكتور كمال إبراهيم علاونه – مدير بدرجة ( أ ) منذ حزيران 2000 . أستاذ العلوم السياسية بالجامعة .

وبهذا الصدد فإنني لا أعفي الوزيرة برام الله الأستاذة لميس العلمي ووكيل الوزارة الأستاذ والنقابي السابق محمد أبو زيد ووكيل مساعد التعليم العالي د. فاهوم شلبي ، ودائرة الشؤون الإدارية بجناحي الوزارة : التربية والتعليم ، والتعليم العالي ، والجهات المختصة بالوزارة ورئيس جامعة فلسطين التقنية والقائم بأعمال النائب الإداري والمالي وديوان الموظفين العام ، من التقصير والإهمال في تحقيق حقوق الموظفين بجامعة فلسطين التقنية بطولكرم ، كجامعة فتية تكافح من أجل البقاء ، وتساهم في مرابطة أهل محافظة طولكرم في ديارهم وأرض فلسطين الأبية ، أرض آبائهم وأجدادهم . آملين منهم المساهمة في تصليب عود الجامعة الحكومية الفتية ، وتثبيت الكفاءات والأدمغة لا تهجيرها ، بل ينبغي العمل الجاد من أجل استقطاب الكفاءات والخبرات والعقول لا تيئيسها . وأن يكونوا على قدر المسؤولية واستحقاقاتها الأكاديمية والإدارية والمالية والسياسية والفكرية والحضارية .

4. البدل المالي للساعات الإضافية التي يؤديها الأساتذة والمحاضرون ، فيجب أن تكون متشابهة مع الجامعات الفلسطينية الأخرى ، وهي 19 دينارا أردنيا / ساعة زمنية لحملة الدكتوراه ، و15 دينارا أردنيا لحملة الماجستير ، و12 دينار أردنيا لحملة البكالوريوس وهكذا .

5. ضرورة دفع استحقاقات الموظفين الذين لا زالوا يتقاضون سلفا مالية وليس رواتب منذ عدة شهور وسنوات .

6. حل مشكلة توقيف رواتب بعض الموظفين منذ حوالي سنتين مثل الأستاذ محمد اشتيوي ، وتجميد العلاوات الإدارية ل 11 موظفا أحدهم تقاعد ولم يأخذ مخصصاته الإدارية . ويفترض العمل على حل القضايا الجزئية البسيطة المتأخرة لدى شؤون الموظفين .

وكلمة لا بد منها إنه لا يعقل أن يبقى الدكتور في الجامعة يتقاضى ما بين 60 – 65 % من راتب زميله في الجامعة الفلسطينية القريبة منه كالنجاح أو بير زيت أو القدس المفتوحة ، وحملة الماجستير يتقاضون راتبا موازيا للمراسل أو الفراش في جامعة النجاح الوطنية أو جامعة بير زيت ، وأما الفئات الأخرى فمسحوقة ماليا بلا جدال ، فانظر إلى قسائم رواتب الموظفين الشهرية وأحكم بنفسك إن كنت مهتما بحقوق الموظفين أو لديك الوقت الكافي لذلك ؟؟؟!.

ثالثا : المسائل الإدارية

1) ضرورة إتباع مبدأ التعددية والهرمية الإدارية منن أطياف وفسيفساء الطيف السياسي الفلسطيني في إدارة الجامعة والتعيينات الوظيفية ، ومنح الصلاحيات والمهام وعدم إتباع مبدأ المركزية المطلقة . وعدم تغليب وتفضيل ممن هم من أنصار وأتباع الطريق الثالث أو الولاءات الشخصية والقبلية والصداقات بالتوظيف دون وجه حق .

2) إبقاء سياسة الباب المفتوح للعاملين ، وليس الأبواب الموصدة ، قلبا وقالبا ، وذلك من أجل إمتصاص النقمة المتصاعدة ضد إدارة الجامعة المتمثلة بشخصكم الكريم .

3) وكما تعلم د. داود الزعتري .. فإن هناك بيانات حزبية تعرضت لشخصك الكريم ، عند بداية قدومك للجامعة كونك تنسق بشكل حثيث مع قائمة الطريق الثالث ، وتستجيب لرغباتها وإملاءاتها ، حسب ما يعتقد الكثير من الموظفين والطلبة ، ووقفنا ضد الحملات التشهيرية ضدك ، كنقابة عاملين وكأشخاص ، دفاعا عنك كأحد موظفي الجامعة ، وما زلنا ندافع عنك بالحق وللحق ، ولتطوير الجامعة ، ولكن يبدو أننا في واد وأنت في واد آخر ، فقد أهملت حقوق الموظفين المتعددة ، وتناسيت وعودك العنكبوتية للنقابة والموظفين ، ولا تلقي بالا للهيئات التمثيلية الطلابية علما بان من حق الطلبة والعاملين إجراء الانتخابات الطلابية المنتظمة للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم أسوة ببقية الجامعات الفلسطينية .

4) هناك نقمة شديدة متزايدة ضد إدارة الجامعة وضد طاقم وزارة التعليم العالي الذي لم يزر الحرم الجامعي ويستمع للموظفين ، ونكثهم بوعودهم لتحسين الرواتب كما وعدوا في كانون الثاني 2008 وما تلا بعد ذلك .

5) ضرورة إيلاء الكفاءة العلمية والخبرة العملية والحاجة المادية الاهتمام الكافي في استقطاب الأكاديميين غير المتفرغين ، بعيدا عن الشللية والمحسوبية والعشائرية وشخصنة الأمور .

6) هناك توجهات لدى الموظفين بخوض إضراب عام في الجامعة لتحقيق حقوقهم المطلبية والأكاديمية والإدارية والمالية بالتنسيق مع نقابات كليات فلسطين التقنية وجامعة الأقصى الحكومية بغزة ، مما يسبب إرباكا للحياة الجامعية مستقبلا . فلتستبقوا الأمور وتعطوا الموظفين أجورهم قبل جفاف عرقهم .

رابعا : المسائل العمرانية والتجهيزات

1. لا بد من إضافة مبان جامعية جديدة للحرم الجامعي ، فجامعة فلسطين التقنية ، تمتلك مقومات الجامعة الكبيرة ، كالأراضي الواسعة ، ولكنها للأسف لا زالت في طور نواة الجامعة ، وليس الجامعة الحكومية التكنولوجية المنشودة ، في المحافظة خصوصا وفلسطين عموما . فمباني الكليات الموجودة ( الهندسة والتكنولوجيا ، التربية والتكنولوجيا ، العلوم التطبيقية ، العلوم المالية والمصرفية ، الكلية المتوسطة ) بقيت كما هي بيافطات جديدة ملونة فقط ، ولا يبدو أن هناك شيئا جديدا في الأفق المنظور . فلا تفاعل ولا تعاون شعبي ورسمي ومجتمعي لإضافة مبان جديدة تستوعب آلاف الطلبة المستقبليين ، والوضع لا زال وفق سياسة ( مكانك قف ) كدليل على غياب التطوير والتوسيع العمراني الأفقي والعمودي الفعلي ، أو وفق سياسة ( مكانك سر ) ليوهم المسؤول نفسه بأنه يعمل ولكنه يبقى يسير ويسير مكانه دونما حلحلة أو تطوير وتوسيع ملموس جديد .

2. لا بد من إدخال التكنولوجيا العصرية لفعاليات الجامعة ، كاستخدام الانتر نت في التسجيل والإعمامات الإدارية والأكاديمية إلى الطلبة والعاملين على السواء ، سواء بسواء .

وأخيرا ، لقد وضعت هذه المعطيات أمامك كرئيس لجامعة فلسطين التقنية بطولكرم ، ولتمكين الإخوة في وزارة التعليم العالي ، الوزيرة والوكيل والوكيل المساعد والمدراء العامين ، من معرفة ما يجري في أروقة الجامعة ، لتجنب الصدام المستقبلي ، بين العاملين من جهة وإدارة الجامعة والوزارة من جهة ثانية ، وإنقاذ الأمر قبل فوات الأوان ، وقبل إعلان إضرابات للعاملين وللطلبة أيضا لأنهم متضررون من عدم تفرغ رئيس الجامعة وإهمال الكثير من مطالبهم المتعددة .

وأقول لك يا د. داود الزعتري ، يا أبا اسحق ، بصدق ومسؤولية ، وحرص على هذا الصرح الجامعي الحكومي الفتي ، لأن صديقك من صدقك ، وليس من نافقك ونافق لك ، وأظهر لك الأمور على غير مسيرتها وسيرتها الكائنة ، فأنقل لك كما هو كائن الآن تجاه إدارتك للجامعة ، أن لا بد من التعامل بجدية وصدق مع الموظفين والطلبة ، وتجنب المماطلة والتسويف بصورة قطعية ، وتلبية حقوق ومطالب الجميع بلا استثناء أو إثناء ، وعدم ترحيل ملفات العاملين بجميع فئاتهم : الأكاديميين والإداريين والخدميين ، للشهر المقبل ، وللذي بعده ، ولما بعد عيد الفطر السعيد ، ولما بعد عيد الأضحى المبارك ، وللسنة القادمة والتي تليها ، وكلها مواعيد غير مقدسة ، وتصبح نسيا منسيا ، فالأمر لم يعد يحتمل لديهم وأنا استمع منهم يوميا ، فقد تنقلب الأمور رأسا على عقب ، فنرجو تدارك الأمر قبل أن تحل مشاكل معقدة ليست في صالح الجامعة أو الصالح العام تحت أي ظرف من الظروف . يقول الله السميع العليم جل شأنه : { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) }( القرآن الكريم ، الإسراء ) .

وأعلم يا رئيس جامعة فلسطين التقنية بطولكرم ، أن الأيام دول ، وأن الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك ، فاتق الله في رعيتك وفي موقعك الإداري المتقدم في الجامعة ، ويفترض أن تكون أسرة الجامعة ، أسرة واحدة ، بإدارتك متكاملة ومتكافلة في السراء والضراء ، لا متنافرة ومتباغضة ، وتتربص بأفرادها وبإدارتها دوائر السوء ، والراعي هو من يرعى ويهتم برعيته الاهتمام المناسب لا أن يضيع حقوقها ، ويتركها فريسة سائغة للأزمات المالية ، والحياة الضنكى ، فيسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، وكن مع العاملين ولا تكن عليهم ، وأعنهم ولا تعن عليهم لتنال رضى الله ثم رضى العاملين وأسرهم وطلبتهم وتستطيع تقديم كل جديد على الساحة الجامعية .

آملين من حضرتكم العمل على متابعة هذه المواضيع ، والتفرغ لشؤون جامعة فلسطين التقنية بطولكرم ، والابتعاد عن المثلث الجامعي الهلامي الذي تعمل به دون إنتاج ملموس يذكر : كرئيس لجامعة فلسطين التقنية بطولكرم ، وعضو مجس تعليم عالي ، ومستشار وزارة التعليم العالي ، ومسؤول المشروع الفرنسي بوزارة التعليم العالي ، هذا عدا عن تنقلك المستمر دون إنقطاع بين الخليل ورام الله وطولكرم يوميا ، وكله طبعا هذا على حساب وقت الجامعة ، ووقت العاملين فيها ، ووقت طلبة الجامعة ، لأن هذه الجامعة الحكومية الفلسطينية الناهضة ، وهذه المحافظة الفلسطينية الكرمية ، تستحق الرعاية والاهتمام المناسب ، علميا وإداريا وأكاديميا وماليا ، ومعنويا ، بعيدا عن اللامبالاة العامة والخاصة .

الأستاذ الدكتور داود الزعتري رئيس جامعة فلسطين التقنية بطولكرم .. إعمل حثيثا وسريعا من أجل أن ينال ذوي الكفاءة درجة الأستاذية مثلك من العاملين بالجامعة فليس الاستيراد الخارجي هو الطريقة المثلى لذلك ، ولا تجعلها محتكرة عليك وحدك في الجامعة التي تتبوأ فيها القيادة الإدارية العليا ، جاء في صحيح مسلم - (ج 8 / ص 313) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ " ، وفي رواية أخرى ، جاءت بمسند أحمد - (ج 31 / ص 393) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا الْأَخَاطُ " ، فأسع لتطوير وترقية العاملين وأكسبهم لصفك ، صف التقدم والتطوير ولا تلق بهم بمهاوى اليأس والتيئيس من سياستك المتأرجحة الغامضة حتى الآن .

وتأكد تماما أن هذه الرسالة المفتوحة ، هي للمصلحة الفلسطينية والإسلامية العليا ، وأنني زاهد في المناصب العليا كما تعلم أكثر من غيرك ، ولا أريد منها شيئا ، فالدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، وقدمت استقالتي من العديد من المواقع المتقدمة داخل الجامعة وخارجها ، أو انتقلت من مواقع لأخرى لإيماني أن خدمة شعبي المرابط في أرض الرباط المقدسة ، هي الأهم والأجدى والأفضل ، بعيدا عن الكراسي المهترئة ، بلا قوائم فعلية على أرض الواقع ، لعدم رضائي عما يجري حولي من هرطقات جانبية ، وتأتي هذه الرسالة المفتوحة ، ضمن حرصي وإهتمامي الشخصي والوطني والإسلامي لتطوير وتفعيل هذه المؤسسة التعليمية العليا بفلسطين الأرض المقدسة ، لمواجهة التحديات المصيرية خاصة وأن الجامعة تقع على تماس مباشر مع جدار الفصل العنصري الصهيوني البغيض ، على جانبي ما يسمى بالخط الأخضر الفاصل في أرض الوطن الفلسطيني ، الذي هو بحاجة لتضافر جميع الجهود للبناء والنماء ، وفق مبدأ النقد البناء ، والنقد والنقد الذاتي . وكذلك من أجل المصلحة العامة والصالح الوطني الفلسطيني العام ، وأن هذا الأمر ربما لا يروق لك ، بهذه الطريقة من الرسائل المفتوحة ، ولكنك أنت من أخترت ذلك وأجبرتني على سلك هذا السلوك الإعلامي الطارئ ، بسبب إدارتك ظهرك للعاملين والطلبة ، وممثليهم ، منذ أكثر من سنة لتوليك مهام رئاسة الجامعة ، ( أول رئيس للجامعة ) حيث وضعت لوحة خاصة بذلك داخل مبنى الإدارة ، على يسارك وأنت داخل لمبنى الإدارة على واجهة غرفة العلاقات العامة الصغيرة ، وإعلم أن من يحمي حقوق الموظف سواء أكان رئيس جامعة أو موظف عادي ، هو الله الرزاق ذو القوة المتين أولا ، لأنه : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)}( القرآن الحكيم ، الطلاق ) . وليس عقد مكتوب ومبرم في أروقة التعليم العالي لمدة أربع سنوات متصلة غير منفصلة ، ثم كفاءة وخبرة وشعبية ومعاملة المسؤول في المكان الذي يعمل به ، وإلتفاف الناس من حوله ، يقودهم بالخير ونحو الخير للجميع بلا استثناء ، ويتقاسم فيه رغيف الخبر مع الجوعى ، وليس المشاركة أو السكوت على ظلم وتجويع الموظفين وإحباطهم وتيئيسهم من الحياة الجامعية والوظيفية ، ولا تنتظر من المظلومين الإصطفاف خلفك إذا لم تدافع عن حقوقهم المهضومة .

ولا نقول وداعا .. ولكن إلى اللقاء في رسالة أثيرية مؤثرة قادمة عبر الانتر نت إن شاء الله تبارك وتعالى بعد تصحيح الأوضاع الأكاديمية والإدارية والمالية ، وتطوير مباني الحرم الجامعي المتواضع بشكل يليق بجامعة فلسطين التقنية ، الحكومية في محافظة طولكرم ، محافظة المتفوقين من طلبة الثانوية العامة بصورة دورية ، كحبة لؤلؤ تنتشر على خريطة فلسطين المباركة من الله الحميد المجيد .

وإلى الأمام دائما .

{ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد ، نوح ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وتفضلوا بقبول التحية والاحترام ،،،

التوقيع

د. كمال إبراهيم علاونه

جامعة فلسطين التقنية / طولكرم – فلسطين

جوال 0598900198

نسخة : السيد الرئيس محمود عباس .

نسخة : اللجنة المركزية لحركة فتح .

نسخة : وزيرة التعليم العالي برام الله .

نسخة : وكيل وزارة التعليم العالي برام الله .

نسخة : الوكيل المساعد لوزارة التعليم العالي برام الله .

نسخة : وكالات أنباء إلكترونية على الانتر نت .

ليست هناك تعليقات: