الجمعة، 7 نوفمبر 2014

مقام الشيخ يوسف دويكات في بلاطة البلد بنابلس .. وليس قبر نبي الله يوسف الصديق ( د. كمال إبراهيم علاونه )

يهود في مقام الشيخ يوسف دويكات في نابلس

مقام الشيخ يوسف دويكات في بلاطة البلد بنابلس .. وليس قبر نبي الله يوسف الصديق

 د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
نابلس - فلسطين

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)}( القرآن المجيد - سورة يوسف ) .

درست الثانوية العامة ( التوجيهي ) في مدرسة الحاج معزوز المصري بنابلس الملاصقة لمقام الشيخ يوسف دويكات رحمه الله ، في العام 1979 ، وكنا كطلبة قرابة 500 طالب ، في المرحلة الثانوية بالفرع الأدبي ، نمر صباحا وظهرا يوميا ، اثناء الدخول والخروج من المدرسة ، من أمام ضريح هذا الشيخ الإسلامي يوسف ديوكات رحمه الله ..
هذا الضريح والمقام عبارة عن بناء قديم مسقوف وبداخله ضريح الشيخ الجليل يوسف دويكات ومساحته تقارب 60 م2 ..
 وقد إستولت قوات الاحتلال الصهيوني على مقام الشيخ يوسف دويكات في انتفاضة فلسطين عام 1976 ، وجعله المستوطنون اليهود قبلة دينية لهم ، فهو بمثابة مسمار جحا ، للزيارة والعبادة وتمت تسميته لاحقا كمعهد ديني يهودي يتلقى فيه بعض الطلبة المستوطنين اليهود تعاليم التوراة والتلمود ..
ويزور المتدينون اليهود وخاصة من المستوطنات اليهودية التي تقع في محافظة نابلس ، مثل مستوطنه إيلون موريه ويتسهار وايتمار وغيرها ، هذا المقام ذو الهندسة والفن الإسلامي ، بصورة شبه منتظمه ربما اسبوعيا أو شهريا ، بما يتراوح ما بين 100 - 1500 مستوطن يهودي ، بحراسة أمنية يهودية مشددة ، لاستفزاز ومواصلة إزعاج المواطنين المسلمين في نابلس والمنطقة المجاورة ، وهم بذلك كمن يتمسك بخيط العنكبوت وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت ..
وضمن حملة التزييف والتزوير الديني والتاريخي والأثري ، تطلق وسائل الإعلام العبرية بإيحاء أمني وعسكري وسياسي وديني صهيوني ، زورا وبهتانا على هذا المقام بأنه قبر يوسف الصديق .. وهو ليس كذلك ..
والشواهد التاريخية والأثرية الإسلامية ، تؤكد أن مقام هذا الشيخ المسلم يوسف ديوكات أقيم زمن العهد العثماني ولا علاقة له بنبي الله يوسف بن يعقوب عليهما السلام ..
ومن المعلوم أن نبي الله يوسف ووالديه وإخوته عاشوا في مصر ، وتوفوا هناك ، ولا يمكن نقل رفات اي نبي أو والده أو والدته أو إخوته من مصر إلى فلسطين ..
ما لكم كيف تحكمون ؟؟
وكيف تصدقون ما يقوله عتاة المستوطنين المتدينين اليهود ؟؟؟
نحن كمسلمين ، والحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام العظيم ، نحترم ونجل ونقدر جميع الأنبياء والمرسلين ومن بينهم الأنبياء والرسل إبراهيم علهي السلام وأبنائه اسماعيل واسحق ، وأحفاده .. ولكن الحق أحق أن يقال .. هذا ضريح ومقام الشيخ المسلم الجليل يوسف دويكات وليس قبر يوسف الصديق بن يعقوب عليهما السلام ..
كفى تزويرا وتزييفا للمقامات والأضرحة الإسلامية لإضفاء الصفة اليهودية عليها ..
والله ولي المؤمنين . سلام قولا من رب رحيم .
يوم الخميس 13 محرم 1436 هـ / 6 تشرين الثاني 2014 م .

ليست هناك تعليقات: