السبت، 25 أكتوبر 2014

دولة هرتزل وليس ( إسرائيل ) د. كمال إبراهيم علاونه

دولة هرتزل وليس ( إسرائيل )

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
رئيس مجلس إدارة وتحرير شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) }( القرآن المجيد - البقرة ) .

إستهلال
ألف تيودور يعقوب ( جاكوب ) سيمون هرتزل ، الصحافي اليهودي المجري الأوروبي المولد والنشاة ما بين عام 1860 – 1904 م ، وحامل درجة الدكتوراه في التشريع الروماني ، كتاب ( دولة اليهود ) باللغة الألمانية عام 1896 ووضع آلية لتنفيذ هذا المشروع اليهودي العلماني الأوروبي في الأرجنتين بقارة أمريكا الجنوبية أولا ، أو في فلسطين بقارة آسيا كخيار ثاني . وفي المؤتمر الصهيوني اليهودي التأسيسي في مدينة بال ( بازل ) السويسرية المنعقد في 29 – 31 آب – أغسطس 1897 م ، الذي ضم ممثلين عن الجاليات اليهودية في 15 دولة من دول العالم ، في أوروبا والأمريكيتين الشمالية والجنوبية وغيرها .
وأنشأ هذا المؤتمر الصهيوني الأول ( المنظمة الصهيونية العالمية ) بزعامة تيودور هرتزل . وجاءت كلمة الصهيونية لتحمل اسم جبل عربي فلسطيني في القدس العربية ، وهو جبل المكبر - المرتفع ( صهيون ) وكذلك اتفقوا على أن يكون ( الشاقل ) وهو وحدة العملة الكنعانية العربية عملة صهيونية جديدة لبني صهيون الجدد ، واتخذ العلم الصهيوني ( وهو عبارة عن لوحة بيضاء فيها خطين أزرقين ، وبينهما نجمة سداسية ( درع نبي الله داود عليه السلام ) ، وقرر المؤتمرون اتخاذ نشيد قومي صهيوني يهودي هو ( الأمل – هتكفاه باللغة العبرية ) وأسس الصندوق القومي اليهودي للإنفاق على الدولة الاستعمارية الأوروبية اليهودية الجديدة ( دولة اليهود ) المقبلة .
وبعدما فشلت المؤتمرات الصهيونية الأولى في إتخاذ الأرجنتين كبقعة جغرافية نواة لدولة اليهود التي رسم خطوطها تيودور هرتزل ( هرتسل ) تم التحول لفلسطين ، ووافق المؤتمر الصهيوني الأول على هذه الخطة ، ولكن سرعان ما تم تحويل المنطقة المقترحة لدولة اليهود إلى جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط ، ثم صحراء سيناء والعريش بمصر ، ثم انتقل الأمر إلى مشروع شرق إفريقيا ( أوغندا وكينيا ) أو العراق أو البحرين أو ليبيا وغيرها .
وفي 2 تشرين الثاني 1917 استطاع يهود أوروبا مثل روتشيلد ، الثري اليهودي البريطاني ، بالضغط على بريطانيا التي لم تكن تحتل فلسطين كليا أن تعطيهم وعدا سياسيا أو براءة دولية لإنشاء ما سمي آنذاك وطنا قوميا يهوديا في فلسطين حيث كان عدد اليهود بفلسطين المحتلة 55 ألف بينما بلغ عدد أهل فلسطين الأصليين حوالي 690 ألف عربي ( مسلم ونصراني ) .
وجاء هذا الوعد أو الصك السياسي الاستعماري البريطاني لجر اليهود لتمويل الحرب العالمية الأولى ( 1914 - 1918 ) ، ودعم يهود أوروبا للحلفاء ضد المانيا وايطاليا وتركيا ، وايجاد دولة يهودية تمنع الاتحاد والاندماج العربي في آسيا العربية وافريقيا العربية في دولة واحدة والابقاء على شطري الوطن العربي معزولين بوجود عسكري اجنبي يهودي بدعم اوروبي وامريكي وحماية قناة السويس التي كانت تهيمن عليها الامبراطورية البريطانية المنهارة . بالاضافة الى الضغط اليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة على الادارة الامريكية لدخول الحرب الكونية الاولى لحسمها لصالح الحلفاء ( بريطانيا وفرنسا ) وهذا ما كان وتم .
وبعد ذلك تم إقرار صك الانتداب ( الاحتلال ) البريطاني على فلسطين عام 1922 من عصبة الأمم كهيئة استعمارية دولية ، نتجت عن تداعيات الحرب الكونية الأولى ، رغما عن أهل البلاد الأصليين ، وهم شعب فلسطين الأصيل في أرض آبائه وأجداده ، وعملت قوات الاحتلال البريطاني على مقاومة الثورة العربية الفلسطينية خلال فترة هيمنتها على الأرض المقدسة ، 1917 – 1948 ، ومكنت الجاليات اليهودية المستعمرة القادمة من أوروبا وأشتات العالم من إيجاد بنية تحتية استيطانية يهودية جغرافية واقتصادية وسياسية وعسكرية لإنشاء الكيان اليهودي الغريب في أرض فلسطين المباركة .
وفي مساء يوم 14 أيار – مايو 1948 أعلن دافيد بن غوريون ، رئيس منظمة الهاغاناة الصهيونية من على مبنى بلدية تل الربيع اليهودية ( تل أبيب ) على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ، قيام كيان سياسي جديد في فلسطين ، أطلق عليه ( دولة إسرائيل ) في تزييف وتزوير تاريخي وجغرافي وعسكري وسياسي وحضاري وتراثي شامل وجامع لاسم فلسطين الأرض المقدسة مع بقاء أهلها الأصليين فيها رغم الإرهاب والعدوان المتغطرس . وجاء هذا الإعلان التزويري قبل جلاء قوات الاحتلال البريطاني من أرض فلسطين بيوم واحد ، إذ انسحبت قوات الاحتلال البريطاني يوم 15 أيار 1948 وقد أتى هذا الإعلان السياسي والعسكري كنتيجة حتمية لوعد بلفور وزير الخارجية البريطاني إلى اللورد روتشيلد أثرى أثرياء يهود بريطانيا في 2 تشرين الثاني – نوفمبر 1917 الذي نص على إنشاء وطن قومي يهودي بفلسطين ، العربية المسلمة ، لمنافع ومصالح استعمارية بريطانية – صهيونية مشتركة منها إنفاق أموال يهودية على تسليح جيوش الحلفاء ضد دول المحور في الحرب العالمية الأولى ما بين 1914 – 1918 م ، وإحداث تمرد يهودي ضد ألمانيا وأوروبا ، وإبقاء أرض فلسطين مشتعلة الحرب وعدم تمكين العرب من توحيد جناحي الوطن العربي في آسيا وإفريقيا فعليا على ارض الواقع .
واستند بن غوريون في إعلان قيام دولة اليهود ، دولة هرتزل فيما أطلق عليه زورا وبهتانا ( دولة إسرائيل ) إلى الآتي : الحق التاريخي القومي المزعوم علما بأن اليهود عاشوا في جميع أنحاء الأرض وطردوا من فلسطين عام 135 م على أيدي الرومان نهائيا ، وقرار المؤتمر الصهيوني الأول ( بازل ) بسويسرا 1897 ، ووعد بلفور البريطاني لليهود ، وصك الاحتلال ( الانتداب ) البريطاني من عصبة الأمم ، وقرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعة العامة للأمم المتحدة عام 1947 ، والإرهاب الصهيوني عام 1948 وتشريد وطرد حوالي مليون فلسطيني من أرض آبائهم وأجدادهم ، على شكل نازحين ولاجئين . وهذه كلها قرارات وحيثيات باطلة قانونيا وسياسيا بطلانا مطلقا ، ولا يمكن الاستناد التاريخي أو الديني أو القانوني أو السياسي أو الاجتماعي إليها وعليها بأي حال من الأحوال .

على أي حال ، لقد كانت الخطة الجهنمية الأوروبية اليهودية التي وضع لبناتها الخيالية الأولى تيودور هرتزل ، المؤسس الأول الصهيونية وأباها العلماني ، تقضي بتسمية الكيان اليهودي الجديد ( دولة اليهود ) ، ولا بد من القول ، إن هرتسل كتب كتابه ( دولة اليهود Der Judenstaat ) وليس ( الدولة اليهودية Der Judischestaat ) باللغة الألمانية ، ولا تعني الدولة اليهودية . فهناك فرق بين مصطلح ( دولة اليهود ) والدولة اليهودية . إذ أن دول اليهود تعني كما أراد لها هيرتسل هي : " دولة يظل فيها اليهود أغلبية لها حكم ذاتي فيها، يستطيعون الحياة كما يشاؤون آمنين من المذابح " . أي يقيمون فيها حياة عادية حسبما يريدون ، بينما تعني الدولة اليهودية وهي الترجمة التي يستخدمها الأجانب ( والصهاينة الجدد الآن مثل ايهود أولمرت وبنيامين نتانياهو وتسفي ليفني وأفيغدور ليبرمان من شتى الأحزاب اليمينية المتعجرفة ) أنها دولة يهودية خالصة وهذا ما لا يمكن تصوره أو تحقيقه على ارض الواقع كونه مستحيلا من الأساطير اليهودية الخيالية . ومع مرور ثلاث سنوات على تأليف هرتزل كتابه ( دولة اليهود ) أي في عام 1899 استخدم تيودور هرتزل نفسه الترجمة الفرنسية والإنجليزية للكتاب الذي موله هو ( الدولة اليهودية The Jewish State ) لأسباب تتعلق بسهولة اللغة إضافة للأسباب السياسية بالدرجة الأولى ، حيث لم يوافق اليهود الصهاينة المتدينون إلا على دولة تحكمها التوراة بينما استساغ اليهود العاديين وغير المتزمتين تسمية دولة اليهود .
على العموم ، عندما أراد رئيس الوكالة اليهودية الفعلي دافيد بن غوريون ، وزعيم الهاغاناة اليهودية العسكرية ، وهو أول رئيس وزراء صهيوني للكيان اليهودي الجديد بفلسطين المحتلة إعلان اسم كيانه اليهودي الأوروبي العلماني الاشتراكي الجديد تردد لعدة أيام ، ووردت عدة تسميات من أهمها : دولة اليهود ، أو دولة صهيون ، أو دولة يعقوب ، أو دولة هرتزل ، أو دولة إسرائيل ، أو دولة إبراهام أو ارض الميعاد أو الأرض الموعودة وغيرها ، من مشاريع التسمية السياسية والجغرافية ، ولكن الأمر استقر نهائيا من المجلس التأسيسي على اتخاذ اسم ( دولة إسرائيل ) لعدة أسباب وعوامل جغرافية ودينية وتاريخية من أهمها :
أولا : إن نبي الله ( إسرائيل ) يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام جميعا ، سكن بفلسطين الأرض المقدسة ، لفترة من الوقت ، قبل سفره لمصر مع ابنه يوسف وجميع أبنائه وعائلته المؤلفة من 55 فردا ، وإقامتهم الدائمة في مصر حتى وفاتهم جميعا ، حيث مكث بنو يعقوب ( إسرائيل ) 400 عام حتى أخرج أحفادهم نبي الله موسى عليه السلام من تسلط فرعون مصر ، وبالتالي فإنه من السهل حسب الرؤية الصهيونية إقناع يهود العالم بالمجيء على الأرض المقدسة كون إسرائيل عاش فيها جغرافيا برهة من الوقت .
ثانيا : إن إسرائيل نبي من أنبياء الله في فلسطين ومصر ، ورغم علمانية واشتراكية وماركسية الكيان اليهودي الجديد ، إلا أن المعلنين عن الكيان الصهيوني أرادوا استغلال الصبغة الدينية لإسرائيل عليه السلام لجلب اليهود بعشرات ومئات الآلاف لأرض فلسطين العربية المسلمة ونزع إسلامية البلاد وعروبتها .
ثالثا : إن إطلاق أسماء أخرى كصهيون وهرتزل أو أرض الميعاد أو الرض الموعودة بالتوارة وغيرها على دولة اليهود في فلسطين لن يتيح المجال لقادة اليهود في قارات أوروبا وأمريكا وغيرها من تجميع أعداد ضخمة من يهود العالم في المستعمرة اليهودية – الأوروبية – الغربية الجديدة مثلما فشلوا في جعل الأرجنتين أو أوغندا أو قبرص أو سيناء قبلة دينية وسياسية واجتماعية لهم .
رابعا : ومن أجل إضفاء صبغة اقتصادية على الكيان اليهودي الجديد فقد جرى اعتماد التراث العربي الكنعاني الفلسطيني كالعملة الكنعانية ( شاقل ) واطلق عليها آنذاك الليرة لفترة من الوقت ثم اعتمد اسم ( الشيكل أو الشاقل أو الشيقل ) للدلالة على وحدة العملة اليهودية الجديدة . وقد رسم على وحدة العملة الصهيونية لاحقا ( الأغورة ) خريطة جغرافية تضم أجزاء كبيرة من المشرق العربي من فلسطين والأردن وسوريا والجزيرة العربية حتى المدينة المنورة وخيبر جنوبا وحلب وحماة ولبنان شمالا ونهر النيل غربا وكتب عليها ( أرض إسرائيل الكبرى – أرض الميعاد ) وهي المملكة الخيالية المنتظرة ليهود العالم .
خامسا : جرى استعمال ترس أو درع نبي الله داود عليه السلام وهو السداسي الشكل ( النجمة السداسية ) وسط خطين أزرقين ( نهري النيل والفرات ) ، واللون الأزرق يرمز للون السماء ، ولون الماء في النهرين ، وهما تواجد الجاليات اليهودية في العراق ( أرض الرافدين ) عندما تم سبيهم من قبل سرجون الثاني حيث سبى يهود من فلسطين الشمالية ( السامرة ) في جزء من الضفة الغربية اليوم عام 722 قبل الميلاد ، وفي السبي الكبير الثاني ل ( يهودا ) زمن نبوخذ نصر الكلداني البابلي حيث سبى واتخذ حوالي 70 ألف يهودي كعبيد في مملكة بابل القديمة عام 586 قبل الميلاد . وكذلك تواجد اليعقوبيين ( أبناء يعقوب – إسرائيل ) من نسل اسحاق عليه السلام في أرض مصر وعيشهم في أرض النيل . وبهذا فإن الإسقاط الديني والتاريخي والجغرافي الصهيوني لهذه الأسماء على مناطق عربية ما بين نهري النيل والفرات لتشمل ( جزءا من مصر وجميع فلسطين والأردن وجزءا من العراق وسوريا ولبنان ، وجزءا من السعودية ) وإستخدام أنبياء الله ( يعقوب وداود وسليمان – جاكوب ودافيد وشلومو ) على التتابع لكسب ود اليهود المتدينين ليقودوا عملية تهجير يهود العالم لما يطلق عليه زورا وبهتانا ( أرض الميعاد أو الأرض الموعودة لنسل إبراهام ) . وجرى خلال العقدين الاخيرين اضافة تزويرات تراثية واجتماعية جديدة للجاليات اليهودية بفلسطين ، مثل تبني وتقمص الكوفية الفلسطينية ( البيضاء والسوداء وتغيير اللون الاسود باللون الازرق ) وتوشيح الشبان اليهود بها لتصبح كوفية بيضاء وزرقاء على لون العلم الصهيوني ، وكذلك تبني وتقمص الثوب الفلسطيني المطرز ليكون زيا لمضيفات الطيران المدني الصهيوني لشركة إل عال الصهيونية لسرقته من نساء فلسطين والظهور أمام العالم بالزي الصهيوني المزيف الجديد .
وكل هذه الاسقاطات الصهيونية والاستخدامات اليهودية الأوروبية على فلسطين الأرض المقدسة ، العربية المسلمة ، منذ عهد تيودور هرتزل حتى الآن ، هي لذر الرماد في العيون ، وإيجاد كيان يهودي احتضنته الماسونية العالمية ووليدتها الصهيونية بدعم الإمبريالية العالمية ، الأوروبية والأمريكية والسوفياتية ، لتكوين كيان يهودي استعماري ، يعمل على تجميع اليهود ، في قومية وكيانية يهودية جديدة ، تكون يدا طولى للإستعمار الجديد المعاصر بثوب ولباس ديني يهودي مدعوما من إمبراطورايات الشر الغربية البريطانية والأمريكية والفرنسية والسوفياتية بعدها .
على أي حال ، يعترف بفلسطين 112 دولة في العالم ، ولا يعترف أبناء فلسطين ، وأبناء الأمتين العربية والإسلامية ، دينيا وشعبيا ورسميا ، والسواد الأعظم من دول العالم في الأمم المتحدة البالغة ( 193 دولة ) بالكيان اليهودي – الصهيوني الجديد في فلسطين المحتلة منذ إنشائه ككيان استعماري حتى الآن للأسباب الآتية :
أولا : إن نبي الله إسرائيل ، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام جميعا ، هو نبي ابن نبي ابن نبي ، وجلهم أنبياء مسلمون ، وإسلاميا لا يرث المسلم إلا المسلم . وورثة نبي الله ( إسرائيل ) عليه السلام ، هم المسلمون . وكلمة ( إسرائيل ) تعني عبد الله ، والمسارعة في فعل الخيرات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . يقول الله العليم الحكيم جل شأنه : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .
والكيان اليهودي المعلن فوق التراب الوطني الفلسطيني ، هو كيان إلحادي لا ديني ، لا يعترف بوحدانية الله التي دعا إليها نبي الله إسرائيل ، ويقوم على الاستغلال والقهر والظلم وعالم المافيا والزنا واللواط والمخدرات وبالتالي فمن الناحية الإسلامية الدينية لا يمكن المسلمين والعرب أن يعترفوا بهذا الكيان الاستعماري الغاصب . وعلى العكس من ذلك فإن المسلمين يجلون جميع أنبياء الله ورسله . يقول الله السميع البصير جل وعلا : { آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)}( القرآن المجيد ، البقرة ) . وجاء في صحيح البخاري - (ج 11 / ص 183)
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمْ السَّلَام " .
ثانيا : إن نبي الله يعقوب ( إسرائيل ) لم ينشأ كيانا يهوديا في الأرض المقدسة ، طيلة حياته ، بل هاجر مع أبنائه لمصر وعاش فيها حتى مماته ، ودفن في ارض مصر ، وبالتالي تعتبر عملية إنشاء كيان جديد باسمه هرطقة دينية واجتماعية ونفسية ، لا تقوم على إسناد تاريخي أو قومي بل هي نزوة استعمارية استغلت الدين اليهودي بشكل فظ وغير مسبوق .
ثالثا : إن آل إسرائيل القدماء ( ابناء واحفاد واحفاد احفاد نبي الله يعقوب عليه السلام ) ، قد هلكوا وانتهوا ولم يدخلوا فلسطين ( الأرض المقدسة ) ، زمن موسى وهارون ابنا عمران عليهما السلام ، وعندما دخل بنو إسرائيل بقيادة يشوع بن نون لفترة تاريخية بسيطة ثم أقام يهود من بني إسرائيل الموحدين لله جل جلاله مملكة داود وسليمان ، انتهوا وطردهم الرومان عام 135 م ولم يبقى لهم باقية ، بل هاجروا الى بحر الخزر حيث أقاموا كيانا يهوديا لهم هناك ، ويهود فلسطين المحتلة الآن الذين يطلقون على أنفسهم زورا وبهتانا ، سكان ( دولة إسرائيل ) هم من بقايا يهود الخزر في سيبريا ولا يمتون أو ينتسبون لبني إسرائيل الأصليين بصلة دم أو قرابة أو عنصر أو جنس أو دين .
يقول الله الغني الحميد جل في علاه : { وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) }( القرآن المجيد ، المائدة ) .
رابعا : إن يهود فلسطين المحتلة الآن هم في السواد الأعظم من اليهود الاشتراكيين والعلمانيين الروس والأوروبيين والإفريقيين والإيرانيين والعرب والآسيويين واللاتينيين والأمريكيين ، ولا يعيرون الدين اليهودي أي اهتمام ، بل جاؤوا لمنافع ومصالح اقتصادية وعسكرية وسياسية استعمارية للتسلط على الآخرين وهم أبناء فلسطين الأصليين .
وغني عن القول ، إن التمكين الرباني هو لعباده المتقين الأخيار كمثل يعقوب ويوسف وموسى وهارون وداود وسليمان وليس لغيرهما من بني يعقوب ( إسرائيل ) فتفحصوا هذا الكلام الإلهي الجليل عن يوسف وإخوته : { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10) قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}( القرآن الحكيم ، يوسف ) .
وجاء في آيات قرآنية كريمة أخرى : { فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96) قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}( القرآن الكريم ، يوسف ) .
خامسا : هذا الكيان اليهودي الصهيوني دعا لإنشائه يهودي علماني أوروبي غريب عن فلسطين وقارة آسيا برمتها ولم يزرها إلا مرة واحدة طيلة فترة حياته ، حيث جاء سائحا أوروبيا . واقترح اسم ( دولة اليهود ) وليس اسم إسرائيل ، على الكيان المصطنع الحديث ، ليكون حديث الناس والإعلام والسياسيين . فإذا كان كبير الصهاينة الذي علمهم السحر وارتكاب المعاصي والكبائر والآثام ، واصفا أنبياء ورسل الله بصفات قاذعة ومجحفة ، لا يعترف بإسرائيليتهم فكيف للعرب والمسلمين والفلسطينيين أن يعترفوا بهذه الإسرائيلية المصطنعة الحديثة المحدثة المزيفة ؟؟؟
والأصوب ان يطلق على الجاليات اليهودية في فلسطين : الكيان الصهيوني ( دولة هرتزل وليس إسرائيل ) لأن إسرائيل برئ من يهود فلسطين المحتلة براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب عليهما السلام .
سادسا : لقد انتهت عملية تفضيل بني إسرائيل القدماء على العالمين حيث مسخ الله القوي الجبار القهار يهود إلى قردة وخنازير ، وبهذا فلم يعد لهم وجود ديني وأخلاقي وتاريخي رسالي في فلسطين زمن تكريم أنبياء الله المسلمين ، من نسل اسحاق ويعقوب حتى الآن ، وجاء التكريم الإلهي النهائي لخير أمة أخرجت للناس وهي الأمة الإسلامية .
يقول الله ذو الجلال والإكرام سبحانه وتعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}( القرآن العظيم ، البقرة ) .
ويقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى : { قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .
سابعا : إن نسل بني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ومنه حفيدهم رسول الله المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، هم ورثة الأنبياء وورثة الرسالة الإسلامية الصحيحة فهم أمة التوحيد ، وقد نسخ الإسلام العظيم جميع الديانات السابقة وألغى القرآن المجيد جميع الكتب السماوية السابقة كالتوراة والزبور وصحف إبراهيم وموسى ، والإنجيل وغيرها ، وهي الكتب السماوية التي أدخلت عليها عمليات التحريف والتزييف دون وجه حق ، فالإسلام هو دين الله الخالد على يوم القيامة يوم الحساب العظيم . يقول الله الحي القيوم : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}( القرآن العظيم ، آل عمران ) .
ثامنا : ومن الناحية التاريخية الأثرية لم يثبت ولم يتم اكتشاف بقايا أثرية يهودية تعطي الدلائل والبراهين على أحقية اليهود الصهاينة في الأرض المباركة ، ولغة حق القوة تختلف عن لغة قوة الحق التي يمتلكها العرب والمسلمون ومن بينهم أهل فلسطين الأصليين .
لقد وردت هذه الآيات القرآنية الحكيمة ، حيث توحي لنا جميعا بضرورة إتباع الإسلام العظيم والإيمان بالله خالق الخلق أجمعين ، لنيل الرضا الرباني ودخول جنات النعيم . يقول الله الحميد المجيد عز وجل : { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141) }( القرآن المجيد ، البقرة ) .
وبهذا نقول ، إننا كفلسطينيين وعرب ومسلمين ، نؤمن بأن الله هو الواحد الأحد ، وأن ارض فلسطين هي الأرض المقدسة ، الأرض المباركة ، أرض الأنبياء والمرسلين ، أرض الإسراء والمعراج ، وارض المحشر والمنشر ، ومقبرة اليهود ، وارض تلاقي الحرب العالمية الأخيرة ، وأن المسيح عيسى بن مريم سيقتل المسيخ الدجال في مدينة اللد بفلسطين ، وأن الحق سينتصر على الباطل ، وأن مملكة بني صهيون الحالية ، هي مملكة خاطئة ، ستزول إن عاجلا أم آجلا ، وما ذلك على الله ببعيد ، بل هي نهاية حتمية آتية لا ريب فيها ، وأن مملكة اليهود المزيفة التي يطلق عليها غربيا واستعماريا ( دولة إسرائيل ) بالأرض المقدسة ، أرض الأنبياء والمرسلين ، هي كيان استعماري مصطنع ، يعيش فيه 6.3 مليون عربي فلسطيني ( مسلم ونصراني ) من أهل البلاد الأصليين ( 1.7 مليون فلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والساحل ) و ( 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية و1.9 مليون فلسطيني في قطاع غزة ) ، وهو حق أبدي وأزلي لهم ، ويقطن فيه 6 ملايين يهودي مستعمر طارئ ، من أصل 16.5 مليون يهودي في العالم ، ويشتغل فيه حوالي 400 ألف أجنبي أوروبي وصيني وروسي وكوري وتايلندي وهندي وغيرهم ، من الوثنيين والملحدين ومن شتى المذاهب والملل والنحل العالمية ، وبهذا اقتربت نهايته ، بالدلائل والبراهين الحالية ، فمن يسيطر على هذا الكيان الصهيوني من الأقليات العنصرية القومية الأوروبية والأمريكية ، المسنودة والمحشوة بخشبة وسلاح وذخيرة الاستعمار الأمريكي والأوروبي الحديثة ، ستهوى في أسفل سافلين ، هم من الكفرة الفجرة من 102 دولة في العالم ، ويتحدثون 83 لغة من لغات العالم ، وبالتالي فهذا التجميع اليهودي الاستعماري هو تجميع اقتصادي وعسكري واجتماعي فظ لا يمكنه الاستمرار بأرض الغير ، في فسيفساء متباينة متلاطمة الأمواج والأماني والطموحات وستكون نهاية الظالمين من المحتلين الصهاينة قريبة لا محالة بإذن الله مالك الملك ذو الجلال والإكرام . يقول الله العليم الحكيم جل شأنه : { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ و

ليست هناك تعليقات: