السبت، 25 أكتوبر 2014

نداء إلى حكومة التوافق الوطني الفلسطيني .. أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ .. إدفعوا رواتب الموظفين العموميين بقطاع غزة ( د. كمال إبراهيم علاونه )


د. كمال إبراهيم علاونه - رئيس مجلس إدارة وتحرير شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نداء إلى حكومة التوافق الوطني الفلسطيني ..
أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ ..
إدفعوا رواتب الموظفين العموميين بقطاع غزة

 د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
نابلس - فلسطين

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}( القرآن المجيد - سورة البقرة )

أنصفوا الموظفين في قطاع غزة .. وكونوا عادلين وتجنبوا الظلم البائن المبين ..
من حق كل من يعمل في القطاع الحكومي الفلسطيني أن يتقاضى راتبه شهريا في فلسطين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة ..
لم يعد مقبولا أن يتم تأخير دفع رواتب هؤلاء العاملين في القطاع الحكومي العام بعد 4 شهور أو أكثر من ذلك ، شهرا بعد شهر وفصلا بعد فصل وسنة بعد أخرى ..
الحكومة التوافقية الفلسطينية تسلمت شؤون الشعب بالتوافق والوفاق الوطني ، في 2 حزيران 2014 م ..
وتراكم لعشرات آلاف الموظفين الحكوميين بقطاع غزة الأبي منذ ذلك الحين وقبله ، عشرات ملايين الشواكل بما يقارب 35 مليون دولار شهريا .. لحوالي 45 ألف موظف حكومي .. هذا المبلغ ليس بضخم وهذه الأعداد من الموظفين ليست كبيرة بتاتا في الأرض المقدسة ..
هذه المستحقات المالية هي ديون ممتازة للموظفين على الحكومة الفلسطينية .. مهما تأخر موعد تسديدها ..
وبناء عليه فلا داعي للمماطلة والتسويف ، في دفع الاستحقاقات المالية لقد صمدوا أمام الأعداء ورفعوا الرؤوس عاليا ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان .. هذه حقوق عباد لا يجب التواني في تسديدها اليوم قبل الغد ..
ورد في صحيح مسلم - (ج 9 / ص 347) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا " .
وفي رواية أخرى ، جاءت في مسند أحمد - (ج 44 / ص 2) حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ حُجَيْرَةَ الشَّيْخَ يَقُولُ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ : نَاجَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِّرْنِي فَقَالَ إِنَّهَا أَمَانَةٌ وَخِزْيٌ وَنَدَامَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا " .
وإذا عجزت هذه الحكومة التوافقية الفلسطينية عن تحمل مسؤولياتها فلتتحمل المسؤولية وتعلن الاستقالة كناية عن فشلها جهارا نهارا وما يتبع ذلك من استحقاق إداري من الإفلاس السياسي والتراجع الاقتصادي والفشل الإداري وبالتالي تسليم الراية لحكومة فلسطينية جديدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سياسيا واقتصاديا وإداريا .. ولنرتفع عن القبلية المقيتة والحزبية الضيقة ونكن يدا واحدة موحدة للدفاع عن فلسطين ، مجتمعين غير مشتتين .. لتخفق الراية الفلسطينية شامخة في سماء الوطن وفوق المسجد الأقصى المبارك ..
جاء في صحيح البخاري - (ج 20 / ص 302) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أُوتِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ " .

هناك معاناة وكارثة إنسانية في قطاع غزة .. نقص في الغذاء والماء والكساء والدواء والكهرباء والنماء .. ما لكم كيف تحكمون ؟؟ .. وكيف تسيرون ؟؟ وكيف تعيشون ؟؟ ما ترضونه لأنفسكم إرتضوه لغيركم !!!
لم يعد مقبولا أو مستساغا في هذا الأوان من المأساة الإنسانية في فلسطين عموما وفي قطاع غزة خصوصا أن يتم التأجيل والتأخير والتسويف لدفع الاستحقاق المالي الشهري ، أكثر من نهاية شهر ذي الحجة من العام القمري الهجري 1435 هـ أو ما يعادله من شهر تشرين الاول - اكتوبر من العام الشمسي 2014 م ..
هل أمحقت الدنيا وأصبحت حالكة السواد ، إلى هذه الدرجة ووصلنا إلى هذه الحالة الكئيبة المحزنة كمسلسل تراجيدي مؤرق ؟؟؟..
أهلنا وأبناء شعبنا في قطاع غزة المرابط في الخندق الأول يستحقون العدل والعدالة والإنصاف النفسي والاجتماعي والاقتصادي والاعلامي والثقافي والحضاري العام ، وعدم التلكؤ والانتظار أكثر من اللازم ..
رأينا الدماء والدموع والعرق في قطاع غزة .. ولا نريد رؤية المزيد من هذه الدماء والدموع ولكن نريد رؤية العرق يتصبب من أجل مواصلة العمل الحثيث في كافة المجالات والميادين للحياة الإنسانية الفضلى بحدها الأدنى ، نحو الكرامة الوطنية والإنسانية والرفعة والانتصار ، ومواصلة التقدم للامام والازدهار .
كان الله في عون أهلنا وأبناء شعبنا في قطاع غزة .. حصار وتشريد خوف وهلع على المستقبل وجوع وفقر وبطالة مستشرية ونقص في الأموال والأنفس والثمرات .. وبشر الصابرين ..
إنا لله وإنا إليه راجعون .

كلمة أخيرة ..
سنن ابن ماجه - (ج 7 / ص 294) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ "..
نريد أن نرى أطفال فلسطين فرحين مسرورين يأخذون مصروفهم الصباحي اليومي قبل الذهاب لمدارسهم أو رياض الأطفال ونريد أن نرى طلبة فلسطين يأخذون مصروفهم قبل توجههم الى الجامعات ..
ونريد أن نرى الأسواق التجارية منتغشة ، فلا نريد أن نرى حصارا مريعا ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ..
بالله عليكم .. سارعوا لدفع المستحقات المالية الشهرية للموظفين في قطاع غزة .. ولا نريد أن نحاصر أنفسنا بأنفسنا .. يكفينا ما عانيناه سابقا ونعانيه حاضرا وما سنعانيه مستقبلا من وحشية وعنجهية الاحتلال الأجنبي الصهيوني في ارضنا الطيبة .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم .
يوم الاربعاء 28 ذو الحجة 1435 هـ / 22 تشرين الأول 2014 م .

ليست هناك تعليقات: