السبت، 25 أكتوبر 2014

إحصاء سكاني أم تدريب عسكري ليلي صهيوني على اقتحام قرية عزموط بمحافظة نابلس بفلسطين ؟؟!.. د. كمال إبراهيم علاونه

خريطة محافظة نابلس
إحصاء سكاني أم تدريب عسكري ليلي صهيوني
على اقتحام قرية عزموط بمحافظة نابلس بفلسطين ؟؟!..

 د. كمال إبراهيم علاونه
استاذ العلوم السياسية
نابلس - فلسطين

 قوات الاحتلال الصهيوني تقوم بإحصاء عائلات منتقاة من قرية عزموط بمحافظة نابلس .. لماذا في هذا الوقت بالذات والتوقيت الليلي ..
نفذت قوات الاحتلال الصهيوني ، عبر دورياتها الراجلة والجيبات العسكرية عملية اقتحام ليلية لقرية عزموط 5 كم شمال شرق نابلس خلال هذا الأسبوع من تشرين الأول 2014 وشرعت عند منتصف الليل بعملية إحصاء سكانية لعشرات المواطنين الفلسطينيين من الموظفين الحكوميين والمتقاعدين والعسكريين والمواطنين العاديين ..
وشملت الحملة الاحصائية الصهيونية مختلف العائلات والحمائل في قرية عزموط : حمولة علاونه ، وحمولة صوالحة وحمولة حوامدة .. وانتقلت ما بين وسط وشرق وشمال القرية .. علما بأن عزموط تمتد طولا من الجنوب للشمال بطول 2 كم ، ومن الغرب للشرق بمسافة 1 كم ..
 يا ترى ما الهدف من ذلك ؟؟؟ ..
 هل هو إرهاب المواطنين الفلسطينيين في منتصف الليل ؟؟..
أم هل هو تدريب عسكري ميداني صهيوني على اقتحام الريف الفلسطيني تحسبا لانتفاضة فلسطينية ثالثة ؟؟؟ وخاصة اقتحام لقرية فلسطينية قريبة من مستوطنة يهودية ؟
أم هل هو العد الأمني كما يجري في السجون الصهيونية لأسرى فلسطين ؟؟
أكتب هذه المقالة وطائرة حربية صهيوني على ارتفاع منخفض تمر من فوق سماء قرية عزموط ، كاحصاء طارئ لتفقد الموجودين من الغائبين المحتملين في الليل ؟؟
أم أن هذا الاحصاء الليلي العسكري الصهيوني هو لحماية المستوطنين اليهود ، من الداخلين والخارجين للبيوت الفلسطينية واحتمالية إيواء أو استضافة اقارب أو أصدقاء من خارج القرية ؟؟
أم أن الاحصاء الليلي الصهيوني للاعداد لخطة جهنمية جديدة ضد ابناء القرية ؟؟..
وهل ستستخدم هذه الاحصاءات العسكرية الصهيونية مستقبلا في غوغل إيرث أم لمراقبة البيوت المقتحمة في الهزيع الأخير من الليل ؟؟
كل الاحتمالات والخيارات السابقة مفتوحة وغير مغلقة ، وكلها خيارات أمنية وفق الهوس الأمني الصهيوني في ظل الأوضاع المتوترة والمكهربة في الضفة الغربية المحتلة ..
عملية قرع ابواب وشبابيك البيوت الفلسطينية بالدق أو قرع الأجراس ،
وعملية الاحصاء الليلي العسكري الصهيوني للمواطنين المدنيين والعسكريين وعائلاتهم هي أمر مستهجن وجديد غير مسبوق في ظل الأضواء الكاشفة والخافتة ، وتحت مراقبة طائرات الاستطلاع الليلية أحيانا .. ومن ضمن ما تشمله بيانات هذا الاحصاء الصهيوني الغريب العجيب :
عدد افراد الأسرة وارقام هوياتهم الشخصية .. وأرقام الهواتف النقالة .. في الشوارع الرئيسية والفرعية .. والوان البوابات الخارجية للمنازل ..
ومن المعروف أن السجل المدني الفلسطيني منسوخ لدى وزارة الداخلية الصهيونية .. بالأسماء ، ذكورا وإناثا ، وتواريخ ولادتهم .. والهواتف الجوالة مسجلة لديهم وبإمكانهم مراقبتها الكترونيا عن بعد .. فما هي الغاية أو الغايات الصهيونية المنحطة من وراء هذا الاحصاء الليلي العسكري ببزات عسكرية لجنود الاحتلال ..؟؟
هذا الاحصاء الليلي الفاجر السافل ، هل سينتهي أم أنه سيتواصل ؟؟ وخاصة أنه تم احصاء وعد عشرات العائلات .. علما بأن عدد سكان قرية عزموط يبلغ قرابة 4 آلاف نسمة ، وما تم إحصائه لا يتجاوز المئات صغارا وكبارا ..
هذا انتهاك لحرمة المنازل الفلسطينية للمواطنين ، في ظل التعب نهارا في قطف ثمار شجرة الزيتون المباركة ،، التي يعتدي عليها مستوطن إيلون موريه الذين يعتدون سنويا وموسميا على المواطنين الفلسطينيين وأشجارهم ومزروعاتهم ..
وهذا إرهاب ليلي للأطفال والنساء والكبار والمرضى وغيرها من الفئات الاجتماعية الفلسطينية .. وهذا رعب جديد لأصحاب البلاد الأصليين واعتداء على الحرية الطبيعية للنائمين وإزعاج وقلق لهم من حيث لم يحتسبوا .. هذا مكر وخبث صهيوني متجدد .. وهل سيتم تسجيل هذه البيانات والمعلومات الاحصائية في السجل المدني الصهيوني أم في السجل العسكري الصهيوني أم في السجل الأمني الصهيوني .. تبا وسحقا لهذه العربدة العسكرية الليلية السافلة ...
هذه مهزلة جديدة من مهازل الاحتلال والاعتداء الهمجي الصهيوني على المواطنين الآمنين في القرية ..
وقد حرق المستوطنون اليهود من إيلون موريه مئات الأشجار المثمرة وخاصة شجرة الزيتون شمالي غرب قرية عزموط المسلمة عدة مرات في سنوات سابقة ، وخسرت عائلتي ( آل إبراهيم شحادة علاونه ) في سنين عجاف سابقة ، إبان انتفاضة الأقصى الفلسطينية وما بعدها ، أكثر من 400 شجرة زيتون مثمرة من الأشجار المزروعة منذ عام 1988 ، بمنطقة ( تحت الطاقة ) شمالي جبل الشيخ بلال بن رباح ( الجبل الكبير ) المقابل شمالا لجبلي عيبال وحرزيم .. وسرق بعض المستوطنين اليهود عشرات أكياس حبل الزيتون في سنين سابقة لعائلات فلسطينية من القرية ، كما صادر المستوطنون اليهود عشرات المواشي من الأغنام ( النعاج والأغنام ) وبعض حمير المزارعين المستخدمة في الحراثة والنقل في المناطق الجبلية .. وغيرها الكثير .
ومن المعروف أن مستوطنة إيلون موريه ( الدينية الصناعية ) تقع معظمها في اراضي قرية عزموط المصادرة منذ عام 1980 ، وهي مستوطنة لا تبعد مساكنها سوى مسافة 1 كم عن آخر بيت فلسطيني من شمالي قرية عزموط بمحافظة نابلس ..
وقرية عزموط ، قدمت العديد من الشهداء البررة عبر التاريخ الفلسطيني منذ العهد العثماني والاحتلال البريطاني ، والاحتلال الصهيوني الحالي .. وهي تقع حسب التصنيف السياسي والسكاني والجغرافي الصهيوني فيما يسمى بمنطقة ( ب ) بمعنى أن الإشراف الأمني فيها للجانب الصهيوني عسكريا وللجانب الفلسطيني مدنيا من الناحية النظرية .. والنظرية فقط ..
ولا بد من القول ، إن قرية عزموط محاطة من الجهات الأربع بالمناطق المسماة ( ج ) الخاضعة للاشراف الأمني الكامل للاحتلال الصهيوني ، فهي جزيرة أو كانتون جغرافي معزول ( غيتو سكاني جغرافي ) وفق المنظور الأمني الصهيوني عن التجمعات السكانية الفلسطينية .
ولا بد من التنويه إلى أن هذا الاحصاء الليلي الصهيوني للمواطنين الفلسطينيين يكون بعد الساعة 12 ليلا ، بالتوقيت الصيفي .. حتى الآن وهل يمكن أن يتواصل حسب التوقيت الشتوي الفلسطيني والصهيوني ايضا ؟؟؟..
الأيام القليلة القادمة ستجيب على هذه الاستفسارات وهذه الأسئلة المتعددة من المتضريين في قرية بالريف الفلسطيني .. لتصرفات وهرطقات جنود الاحتلال الصهيوني وقادتهم من العسكريين والسياسيين .
فلا تستغربوا شيئا في ظل هذا الاحتلال الصهيوني القميئ .. ولا تخافوا من هؤلاء الأوباش السائرين نحو الظلم والظلام .. حمى الله ابناء شعبنا من سفالات وحقارات العنجهية الصهيونية اللئيمة ..
والله ولي التوفيق . صبر جميل والله المستعان .. سلام قولا من رب رحيم .

يوم الخميس 29 ذو الحجة 1435 هـ / 23 تشرين الأول 2014 م .

ليست هناك تعليقات: