الثلاثاء، 17 يونيو 2014

إنهاء الإنقسام الفلسطيني .. وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا .. وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ .. وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ( د. كمال إبراهيم علاونه )


 إنهاء الإنقسام الفلسطيني .. وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا .. وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ .. وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ( د. كمال إبراهيم علاونه )


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

يقول الله السلام الغني المغني جل جلاله :

- { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) }( القرآن المبين – آل عمران ) .
- { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)}( القرآن المبين – الأنفال ) .
جاء في صحيح مسلم - (ج 9 / ص 388) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ " .

وجاء بمسند أحمد - (ج 45 / ص 281) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " .

نبارك المصالحة الفلسطينية .. باتجاه الأمام .. طوبى وألف طوبى لمن أنهى الإنقسام ، ووضع حدا لافتراق جناحي الوطن الفلسطيني المقدس .. المقاومة الفلسطينية بشتى صورها وأشكالها ، مستمرة لتحقيق الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في أرض الآباء والأجداد .. نحو مواجهة التحديات المصيرية في الأرض المقدسة ، ومواجهة العقوبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والإعلامية الصهيونية ..
لا داعي لليأس والتيئيس من البعض على صفحات الفيسبوك وغيرها .. نعم للوحدة الوطنية الشاملة لترسيخها على أرض الواقع ..

الخطوط العريضة إلى لم الشمل والمصالحة الفلسطينية الحقيقية .. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى

يقول الله الحي القيوم جل شأنه : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) }( القرآ، المجيد – المائدة ) .

برأينا ، ونحن نمر بصعوبة بالغة ، في هذه المرحلة الخطيرة ، من مراحل التحرر والتحرير الوطني الفلسطيني ، في أرض فلسطين المباركة ، لا بد من وضع النقاط على الحروف ونتجنب الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ، كالآتي :
أولا : الوحدة الفلسطينية هي صمام الأمان للجميع كسياسة عامة . ولا يمكن بغيرها أن تتحرر فلسطين ، بأي حال من الأحوال سلما أم حربا ، فبقاء الإنقسام كان في صالح الأعداء لا الأشقاء أو الأصدقاء . وخيرا فعلن حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية بالتوقيع ورقة المصالحة الفلسطينية بغزة يوم الأربعاء 23 جمادى الثاني 1435 هـ / 23 نيسان 2014 م ، لرأب الصدع مع تفاهمات وطنية – إسلامية فلسطينية شاملة ، لا تستثني أحدا من الحركات أو الفصائل السياسية والعسكرية القديمة والجديدة ، بحيث تكون تفاهمات واتفاقات مكتوبة ، سابقة وملزمة للجميع ، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ولا خاسر أو رابح ، ففي استمرار الإنقسام خسارة للجميع خسرانا مبينا .
ثانيا : الإتفاق والوفاق على تعيين موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية الفلسطينية القادمة ، بفترة لا تتجاوز 6 شهور .
ثالثا : إخراج جميع المعتقلين السياسيين والأمنيين في السجون الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة على السواء دون قيد أو شرط . إذ كيف يمكننا المطالبة بتحرير حوالي 5 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني ولا زالت السجون الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تمتلئ بالمعتقلين المعذبين نفسيا أو جسديا أو كليهما من أبناء جلدتنا . ولتتوقف سياسة الاستدعاءات العادية والطارئة والاعتقالات الفردية والجماعية والتعذيب النفسي والجسدي في غياهب المعتقلات والسجون والزنازين اللعينة ، ولتتوقف المطاردات الفلسطينية الساخنة والباردة لأبناء فلسطين البررة ، لإختلاف الرؤى السياسية ، فنحن شعب واحد بفلسطين الكبرى ، ولنغلب التناقض الرئيسي على التناقض الثانوي ولنعذر بعضنا بعضا .
رابعا : إفتح صفحة جديدة ، بين الجميع وللجميع من أجل الجميع ، ولا بد من تحريم سياسة الإقصاء الوظيفي المدني والعسكري لأسباب حزبية وسياسية مقيتة . فأبناء الشعب العربي المسلم في فلسطين ، هم وحدة واحدة ، ويكفينا ما نعانيه وعانيناه من الوحشية والصلف والعنجيهة والتكبر والاستعلاء والطرد والتسفيه الصهيوني بحقنا وبحق أبناءنا .
خامسا : إعادة تشكيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، بالتوافق والاتفاق الوطني الشامل ، لإرضاء الجميع بالحد الأدنى . وينبغي إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وتفعيل مؤسساتها كافة بلا استثناء ، وفق ضوابط قانونية وسياسية وأخلاقية ملزمة للجميع ، فيجب إدخال حركتي حماس والجهاد الإسلامي والفعاليات السياسية والعسكرية الجديدة ، لمؤسسات المنظمة الأم ، بصورة عاجلة وعدم التأخير أو المماطلة في ذلك .
سادسا : التفرغ الفلسطيني الرسمي والشعبي التام ، للبناء والتنمية والتقدم والإزدهار ، والتحرر والتحرير والاستقلال الوطني ، وفق استراتيجية فلسطينية شاملة توزع فيها الأدوار بدقة ، في عدة مجالات سواء أكانت سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو اجتماعية أو إعلامية فردية أو متعددة الأشكال والصور ويجب أن تقوم على استراتيجية واحدة .
سابعا : تشكيل حكومة انتقالية فلسطينية موحدة بعيدا عن الحصص والمحاصصة الزائفة ، وذلك لإدارة الفترة الانتقالية لفترة زمنية لا تتجاوز 6 شهور ، لإعادة اللحمة الوطنية ، والوئام بدل الخصام ، وتهيئة الشعب للانتخابات الثلاثية المقبلة : الرئاسية والتشريعية والمحلية المتلازمة أو المتباعدة حسب ما يتفق عليه الجميع .
ثامنا : تعويض المتضررين من الأسر الفلسطينية أل ( 855 ) من الأوضاع العسكرية في حزيران 2007 وتبعاتها ، في قطاع غزة ، من الجرحى والثكالى والأرامل والأيتام ، وتكون عملية التعويص معنويا وماليا بصورة مناسبة . وتخصيص رواتب شهرية لهم طيلة حياتهم مع الرعاية الطبية والتعليمية والاجتماعية .
تاسعا : تفعيل اتفاق الصلح والمصالح الفلسطينية ، برعاية عربية موسعة تضم من بينها أصحاب المبادرات العربية .
عاشرا : تحريم سفك الدم الفلسطيني بين أبناء الوطن الواحد والهوية الواحدة والجغرافية الواحدة والتاريخ المشترك الواحد واللغة الواحدة والثقافة الواحدة والحضارة الواحدة . وليعود الجميع لإنسانيتهم وطيبتهم وتحقيق سبل العزة والكرامة الشخصية والوطنية والعامة ، كما هي بعيدا عن الزيغ والباطل والعزة بالإثم .
وكما يقول الله الغفور الرحيم عز وجل ، في إصلاح ذات البين : { وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}( القرآن المجيد – النساء ) .
وندعو ونقول كما جاء بكتاب الله العزيز : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}( القرآن المجيد – البقرة ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .
والله ولي التوفيق .

ليست هناك تعليقات: