الاثنين، 2 ديسمبر 2013

الأرض المقدسة .. وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ ( د. كمال إبراهيم علاونه )

خريطة  فلسطين Map of Palestine
الأرض المقدسة .. وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ :
{ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) }( القرآن المجيد – الأنفال ) .
وجاء في سنن الترمذي - (ج 12 / ص 434) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ ابْنِ حَمْرَاءَ الزُّهْرِيِّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ : " وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ " .

قرابة مليار دولار ( أو 3 مليارات شيكل سنويا ) وبمبلغ اجمالي يصل إلى 30 مليار شيكل للخطة الجهنمية الصهيونية التهجيرية الجديدة لابعاد الفلسطينيين عن ديارهم الأصلية ..
ميزانية يهودية سنوية جديدة مقرة من الكنيست العبري والحكومة الصهيونية ، بإشراف جيش الاحتلال الصهيوني ، وفق خطة امنية خبيثة مزركشة ، لتشجيع الشباب الفلسطيني والأسر والعائلات الفلسطينية على الهجرة من فلسطين الأرض المقدسة وفق سياسة الترغيب والترهيب ..

والرقم المقترح صهيونيا بالإغراء المادي لـ 30 ألف مواطن فلسطيني سنويا بالدفعات المغادرة الأولى ، ودفع مبلغ 100 ألف شيكل ( رغم أن التقديرات المالية الصهيونية السابقة كانت تقضي بتخصيص نصف مليون شيكل لكل عائلة فلسطينية تغادر بيتها بوطنها ، اختياريا بالاتفاق مع الجانب الصهيوني ) ، وهي صفقة بخسة مهما بلغت قيمتها ، لكل أسرة فلسطينية توافق على مغادرة فلسطين ... هذا يعني أكثر من الاستقدام البشري اليهودي السنوي من ( القادمين الجدد ) من خارج فلسطين المحتلة وفقا لقانون ( العودة ) لكل يهودي للأرض المقدسة ، في ظل الهجرة المعاكسة اليهودية للخارج .. فلا للصفقات المالية البخسة مقابل الطرد أو التهجير أو النفي ( الطوعي الاختياري ) بتنميق وتزويق وتفخيم وتضخيم سياسي واقتصادي واجتماعي وإعلامي عبري ردئ ...

ومن المعلوم أنه يعيش في فلسطين الكبرى الآن ( 2013 م ) 12 مليون نسمة ، نصفهم من المواطنين الأصليين والنصف الأخر من الدخلاء الطارئين من اليهود والأجانب ( القادمين الجدد ) من الإسرائيليين المزيفين الذين اتوا من 102 دولة من شتى بقاع الأرض للاستيطان الاحتلالي الاستعماري الهمجي الوحشي لفلسطين ..

أيها الشباب الفلسطيني ..
أيتها العائلات الفلسطينية ..
أيها الأبناء والأحفاد ..

الوطن والأرض والبيت والإنسان الفلسطيني ، لا يباع اي منها بتاتا ، مهما بلغت قيمة الصفقة المالية الشريرة ، حافظوا على أنفسكم ووجودكم بأرضكم وبيوتكم في الأرض المقدسة ، أرض الآباء والأجداد .. فلا تكونوا هنودا حمرا تبيدون انفسكم بأنفسكم باي طريقة ترهيبة أو ترغيبية .. ولنا العبرة والعظة الشاملة مما صنعه المستوطنون الغربيون الاوروبيون في قارة أمريكا الشمالية عندما حبسوا وقتلوا وابعدوا السكان الأصليين ( الهنود الحمر ) وغيروا الطبيعة السكانية لتلك البلاد ...
لنرفض ونتصدى جميعا ، فعليا بالممارسة التطبيقية على أرض الواقع ، للاستراتيجية الامبريالية الأجنبية المربعة المريعة : التهويد والصهينة والأسرلة والعبرنة ..

يا أصحاب فلسطين الأصليين البررة ..

ورد في صحيح مسلم - (ج 14 / ص 205) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " .

عليكم بالرباط والمرابطة والصمود في أرض الآباء والأجداد .. فلا وألف لا للإبعاد الاجباري والاختياري .. فالحياة في فلسطين رغم شظف العيش أفضل بمئات المرات من الحياة في المنافي والمهاجر والشتات .. إسالوا المغتربين للدراسة والعمل والعلاج ولا تنسوا متابعة اخبار المبعدين من بني جلدتنا ..

ففلسطين المباركة أفضل بملايين المرات من استراليا وكندا وامريكا الشمالية عموما وامريكا الجنوبية ( في البرازيل وتشيلي والارجنتين وفنزويلا وغيرها ) واوروبا ( السويد والنرويج وفنلندا وهولندا وسويسرا والنمسا واسبانيا وايطاليا وغيرها ) وأفريقيا ومرارتها ... والهوية الفلسطينية الخضراء أفضل بملايين المرات من جوازات السفر الأجنبية رغم بريقها اللامع .. فليس كل ما يلمع ذهبا .. فلا تلهثوا خلف السراب لأنه سراب في سراب .. لا يسمن ولا يغني من جوع ..

فلسطين - الأرض المقدسة ، هي صفوة أرض الله في الكرة الأرضية .. فلا تغادروها بأي حال من الأحوال أو تحت اي ظرف من الظروف .. فما بعد الضيق إلا الفرج .. فالصبر مفتاح الفرج ..

المنظمات اليهودية والصهيونية بأساليب شيطانية خبيثة ملتوية ، تجلب الدخلاء الجدد الى بلادنا ، والحكومة الصهيونية تخصص الاموال الطائلة لتهجير اصحاب البلاد الأصليين من ارضهم وفق سياسة التفريغ والملء .. تفريغ الفلسطينيين وطردهم وجلب كل يهودي من الخارج لفلسطين المحتلة ..

فالتحدي والمواجهة الأولى ، هي البقاء في الوطن الفلسطيني المقدس ، وعدم الاستسلام لمغريات الحياة ، أو الانزلاق والانحدار مع دعاوي الظروف القهرية الطاردة .. فعوامل الجذب في فلسطين ، أكبر من عوامل الطرد .. فلا تنفوا أو تطردوا أنفسكم بأنفسكم .. عليكم بالثبات والصمود ، فالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية ستتغير حتما بعون الله العزيز الحكيم ، نحو الحياة الفضلى مستقبلا ، فلا داعي للإنهزام النفسي والعقلي والبدني .. واجهوا الحياة الصعبة بالمزيد من التحدي والتصدي .

فالعمل في ارض الوطن براتب أو أجرة شهرية قدرها ألف شيكل ( 200 دينار - 300 دولار ) أحسن من العمل في الخارج ولو كانت بعشرة آلاف شيكل شهريا ( 2000 دينار - 3 آلاف دولار ) أو أكثر .. والبقاء في ارض الوطن بلا عمل بظروف البطالة المستفحلة كذلك افضل بملايين المرات من أكل افضل الأكلات الشعبية والرسمية ولبس الملابس الفاخرة واقتناء جوازات السفر الاجنبية ذات البريق الزائف ، فمن يترك فلسطين من أصحابها الأصليين ، كمن يتولى يوم الزحف المقدس ضد الكفرة الفجرة ..
وأسالوا الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ..

وكما يقول المثل الشعبي العربي ( الماء والملح فيه الربح ) ...

نحن أبناء فلسطين اصحاب الحق الوطني والإنساني والديني والقومي ، في الحياة الطبيعية في أرضنا الطيبة ، أرض فلسطين الحبيبة .. كل بداية صعبة في العمل ..
ونداء عظيم ، لخريجي الجامعات المحلية والعربية والاجنبية من الشباب الفلسطيني ، ابحثوا عن عمل شريف في بلادكم ولا تخرجوا أو تهاجروا من وطنكم ، وليس من الضروري العمل في التخصصات العلمية أو الوظائف الحكومية أو المؤسسات والدوائر العامة ، اعتمدوا على أنفسكم بإنشاء المشاريع الصغيرة الخاصة ..

وتبا للأموال العربية الذاهبة للبنوك والمصارف الربوية الامريكية والاوروبية التي تتكدس في خزائن الأجانب دون وجه حق ..

جاء في صحيح مسلم - (ج 14 / ص 208) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" يَقُولُ الْعَبْدُ مَالِي مَالِي إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ مَا أَكَلَ فَأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ " .

يا أهل الحق اثبتوا على الحق ..
طوبى للصابرين القابضين على الجمر الذين يعانون كثيرا من قسوة الحياة الدنيا ، ويحنون للوطن من داخله وخارجه .. في هذا الزمن المليئ بالمنغصات والهرطقات والعربدات والاقصاءات والاستثناءات الباطلة .. وهذا نداء إلهي للمؤمنين ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) }( القرآن المجيد - آل عمران ) .
وهذا نداء نبوي لأهل فلسطين المقدسة ..
ورد في صحيح مسلم - (ج 13 / ص 414) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنْ الدُّنْيَا وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ " .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم .

ليست هناك تعليقات: