الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

نداء ورجاء وأمنية .. 5 سنوات بلا اضرابات داخلية بفلسطين د. كمال إبراهيم علاونه

نداء ورجاء وأمنية .. 5 سنوات بلا اضرابات داخلية بفلسطين

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة

يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ :
{ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}( القرآن المجيد - البقرة ) .

نتمنى أن نرى فلسطين بلا اضرابات داخلية وحشودات وزارية ومؤسسية وشعبية إعلامية طيلة خمس سنوات بل سنة واحدة كبيسة أو غير كبيسة ..
انصفوا الناس ، ولا تبخسوا الناس اشياءهم ..
لماذا لا تزاد رواتب العاملين في القطاع الحكومي الفلسطيني بصورة شاملة لمرة واحدة لنصف عقد من الزمن ..
عندئذ سنرى الوزارات والمؤسسات والمدارس والجامعات والمصانع والشركات تسعى نحو التطور والتقدم بعيدا عن المناكفات والاستعراضات الكلامية والهفوات الإعلامية ..
لماذا لا يأخذ كل ذي حقه حقه ؟!! ويقدم واجباته تجاه نفسه وأسرته ، وقريته ومدينته ومخيمه ، ووطنه الكبير المقدس ..

وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ

يقول الله الغني الحميد تبارك وتعالى : { أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) }( القرآن المجيد - الشعراء ) .

لا نريد إضرابات متتالية ، ولا نريد وعودا غير مقدسة التواريخ والتبعات ، جوفاء فارغة المضمون ..
نريد أن نرى الحياة مستمرة نحو المسيرة الفضلى .. التلاميذ في المدارس ، والطلبة في الجامعات ، والموظفين في الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات .. إلخ .
نريد الاستقرار النفسي والأمن والأمان الاجتماعي والاقتصادي والاعلامي .. بعيدا عن الهرطقات والمنغصات والأساطير المدبلجة كالمسلسلات المارقة ..
لا يأس مع الحياة ، ولا حياة مع اليأس .. فلا تلقوا بايديكم إلى التهلكة ..
لقد مللنا العنتريات الفوقية ، وآن الأوان أن نبني فلسطين المستقبل في ظلال اخوة وصداقة وارفة الظلال .. تحت شجرة الحياة الدنيا الزائلة الفانية ..

يقول الله الحميد المجيد جل ثناؤه : { وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}( القرآن المجيد - هود ) .

الحياة صعبة في فلسطين ، في ظل الاحتلال الاجنبي البغيض ، وما يواكبه من التدهور الاقتصادي المرتبط عنوة بالشيكل ، وما يلازمه من هبوط نفسي ، وعلل وأمراض صحية مزمنة بسبب الاوضاع السياسية والعسكرية السائدة ..

ما تقبله لنفسك إرضاه لغيرك .. وما ترضاه لأبنائك ، امنحه لأبناء غيرك من مواطني شعبك العظيم ..

جاء في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 21) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " .

بعيدا عن التلاسن والتلاعن والتغابن والحسد والحقد والبغضاء والتنابز بالالقاب ..
لنتقاسم الرغيف المر ولقمة العيش المغمسة بالعرق والدموع والدم ، بعيدا عن الحزبية والطائفية والقبلية والعشائرية والشللية ..إلخ .
نحن لا زلنا في مستنقع الاحتلال الأجنبي ، ولم نرتق للحرية والاستقلال والانعتاق الوطني .. ونسعى لاجتياز الجسر الضيق نحو الحياة الرحبة الواسعة ، البعيدة عن الضلال والتضليل ، والظلم والظلام ، للعبور العظيم نحو الحياة الفضلى ، لنا وللأجيال القادمة ..
هل انتقل الصراع من التناقض الرئيسي الى التناقض الثانوي . واأسفاه .. واأسفاه .. واأسفاه .. كلنا تحت سكين الذل والإذلال والمهانة ..

مالكم كيف تحكمون ؟؟؟! .. الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ

ورد في سنن الترمذي - (ج 7 / ص 161)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ

حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا
جاء في سنن الترمذي - (ج 8 / ص 499) وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ لَا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ

إن زيادة دعم الموظفين العاملين بالقطاعين : الحكومي والخاص ، بزيادة رواتبهم الشهرية يساهم في تعزيز الصمود والبقاء في أرض الوطن الفلسطيني ، فالمرابطة في ارض الرباط واجب وخير إسلامي وقومي ووطني لا بد منه ، فلا تهجروا الناس من وطنهم ، بل ساعدوهم في البقاء فوق ثرى الوطن .

تحريرا في يوم الثلاثاء 3 كانون الأول 2013 م .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم .

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

الله يصلح الحال يارب
موضة