الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

حل جماعة الاخوان المسلمين .. هو الاعلان الرسمي عن وفاة الانقلاب العسكري في مصر ( د. كمال إبراهيم علاونه )

الاسلام هو الحل - شعار ( الإخوان المسلمون - وأعدوا )
حل جماعة الاخوان المسلمين .. هو الاعلان الرسمي عن وفاة الانقلاب العسكري في مصر
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
د. كمال إبراهيم علاونه - رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}( القرآن المجيد – الزخرف ) .
وورد في سنن أبي داود - (ج 11 / ص 316) عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ قَالَ هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ " .

إستهلال
أصدر القضاء ( السياسي - العسكري ) المصري يوم الاثنين 23 أيلول 2013 ، نعي وفاته ، ودفن نفسه في مقبرة التاريخ البشري ، بإصداره قرار بحل وحظر جماعة الإخوان المسلمين ، هذه الجماعة وحزبها الفتي ( حزب الحرية والعدالة ) التي فازت في الانتخابات الرئاسية المصرية عام 2012 ، كما فازت في انتخابات مجلس الشورى أيضا .
إن الاقصاء السياسي والاستبعاد العسكري ، من فراعنة مصر الجدد ، لأكبر قوة سياسية إسلامية في مصر ، بل وفي المنطقة الاقليمية قاطبة ، ومحاولة شطب الأحق بإدارة شؤون الدولة ، رغم بعض الأخطاء ، لهو دليل إفلاس سياسي كبير ، غير مسبوق . لقد تسرعت ومن يصدر قراراته المسبقة لها ، هذه المحكمة  المصرية التي تدعى ( محكمة القاهرة للامور المستعجلة ) بإصدارها أمرا قضائيا عبثيا بحظر جماعة الاخوان المسلمين في مصر يوم الاثنين 23 أيلول - سبتمبر 2013 ، فهذا القرار يناقض نفسه بنفسه ، ويحاول ممالئة سلطة الانقلاب العسكري الدموي الفوقية ، الآمرة الناهية في البلاد منذ 3 تموز الفائت .

قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى

يقول الله العدل الحق تبارك وتعالى : { قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76) }( القرآن المجيد - طه ) .

لقد تجددت دعوة الإخوان المسلمين ، بفعل الثورة الشعبية المصرية بقيادة إسلامية ، تجديدا يوميا ضخما ، كونها تتعرض لهجمة فاشية قديمة - جديدة ، فالحظر السياسي المغلف بغلاف قضائي ، هو إنغلاق سياسي وقانوني وحزبي بتأييد جبهة الخراب بمصر ، للذين اصدورا هذا الحكم الجائر . وعلى النقيض من ذلك ، فهذا القرار الانقلابي الجديد للعسكر ، اثبت للمرة الألف صوابية السواد الأعظم من الشعب الذي انتخب بصناديق الاقتراع الانتخابية جماعة الاخوان المسلمين لإدارة دفة الحكم في البلاد ، لفترة اربع سنوات قزمها الانقلاب العسكري الغاشم لسنة واحدة ، واثبت أن قادة الجيش المصري يستحفون الاقصاء الكلي ، ليس من الجيش فقط وإنما من الحياة السياسية العامة ، وهذا ما سيكون قريبا ، فهذه الطغمة العسكرية الحاكمة في مصر من زمرة السفاحين الأربعة : الفريق عبد الفتاح السيسي ، والرئيس المعين عدلي منصور ، ورئيس الحكومة المعين حازم الببلاوي ، ووزير الداخلية محمد إبراهيم .

إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ

يقول الله الواحد القهار عز وجل : { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37)}( القرآن المجيد – المائدة ) .

ليس بالقوة العسكرية الطاغية وحدها يحيا الإنسان ، فردا وجماعة وشعبا وأمة ، لقد ثبت بالوجه القاطع ، إن القضاء المصري ، هو قضاء تابع للانقلاب العسكري والحكومة المعينة ، فلا استقلالية ولا شخصية دستورية وقانونية للمحاكم المصرية . وفي ظل غياب مجلس الشورى ، فإن السلطات الثلاث في مصر اختزلت في سلطة عسكرية واحدة فلا وجود للسلطة القضائية بصورة حقيقية ، في أرض الكنانة .
تعلمنا ، من سبر أغوار التاريخ الإنساني ، أن الظلم إذا ما تبجح وعربد كثيرا ، فطغى في البلاد وأكثر فيها الفساد ، فإن مصيره إلى سوط عذاب من رب العالمين الذي يمهل ولا يهمل .
فلينتظر قادة الانقلاب العسكري في مصر على الشرعية الرئاسية والشرعية الدستورية والشرعية التشريعية ، السقوط والانهيار المدوي ، عاجلا غير آجل ، قبل نهاية سنة عجيفة من الاستبداد والظلم والانغلاق السياسي .
لقد دخلت مصر الآن في نفق مظلم ، سيبزغ فجر نوره قريبا جدا ، بنور الإسلام العظيم ، إنه الابتلاء الرباني للمسلمين ، المدافعين عن الحق ، المنادين بالاصلاح والصلاح الشامل ، والنهضة الإسلامية الغانمة للأمة العربية المسلمة . إنها بداية التمكين للأمة العربية حاملة  الرسالة الإسلامية الغراء ، والقرآن المجيد ، والسنة النبوية الشريفة . وهذا دليل جديد على حتمية الانتصار المبين لأصحاب الحق المظلومين ، من المعذبين في الأرض ، فابشروا يا أصحاب الراية الإسلامية لقد إقترب النصر العظيم على الكفرة الفجرة من الفاسدين المفسدين ، ولا تنفعهم الصهيونية العالمية والماسونية الكونية والامبريالية الدولية .
على العموم ، لقد ظهر الحق عاليا وتداعى الباطل نحو الحضيض ، فسوف يتابع تدحرجه نحو أسفل سافلين . لقد فقدنا الأمل بالجيش المصري ، الذي هرم ، وأكله التسوس والفساد ، وقاربت نهايته ، وتفككه وحله بقرار ذاتي ، لتأسيس جيش مصري عصري جديد ، يحتكم للعقل والحق بعيدا عن قادة الفساد والإفساد الكبير في مصر .
على أي حال ، أضحت عملية التفريق بين فسطاط الحق وفسطاط الباطل ، سهلة جدا ولا تحتاج لتفكير أو تأويل أو تنقيح وتصحيح وترجيح ، بل سطع نور الحق باليقين إن الإسلام هو المستهدف من القرار الفرعوني الجديد ، فحل أكبر جماعة في مصر لا يستهدف جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الفتي ( الحرية والعدالة ) بل يستهدف الرسالة الإسلامية العظمى ، ليس في مصر وحدها بل في جميع أنحاء الكرة الأرضية من أقصاها إلى أقصاها .

وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

هذه رسالة مفتوحة للمسلمين في أرض الكنانة ، كما يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .

وغني عن القول ، إن من يريد إقصاء جماعة الإخوان المسلمين عن الحياة العامة السياسية في مصر ،كائنا من كان ، كبيرا أو صغيرا ، حزبا أو قيادة عسكرية أو حكومة معينة أو رئيسا معينا ، سيتم إقصاءه شعبيا بالدرجة الأولى ، وإسلاميا من الإخوان المسلمين وبقية الحركات والأحزاب الاسلامية الحقيقية . فالشعب المصري لن يسكت على رمي قراره الانتخابي في سلة المهملات .
فإذا جاء حل جماعة الإخوان المسلمين أولا ، بقرار قضائي بنكهة سياسية ، فسيتبعه قرار بحل حزب النور ( الجماعة السلفية الاسلامية المصرية ) لاحقا ، ثم حل حزب مصر القوية ( وهو الذي يقوده المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين ) وسيتلوها حل كل حزب إسلامي بدعاوى باهتة تتمثل بأنها حزب ديني .
إسلامية .. إسلامية .. لا شرقية ولا غربية .. الإسلام الوسطي ، هو الذي سيقود الأمة المغلوبة على أمرها ، بصورة حتمية لا شك فيها ، إن عاجلا أو آجلا .

كلمة أخيرة .. وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ

يقول الله السميع العليم جل ثناؤه :{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)}( القرآن المجيد - غافر ) .
أيها الانقلابيون في أرض الكنانة ، إنتظروا إنا معكم منتظرين ، وإن غدا لناظره قريب . فاسطورة الانقلابات العسكرية قد ولت بلا رجعة في افريقيا وفي العالم أجمع . فلن تستطيعوا إدارة شؤون الديار المصرية ، بالحديد والنار ، ولن تتمكنوا من وقف فعاليات العصيان المدني الآتية لا ريب فيها .

وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد – نوح ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

تحريرا في يوم الثلاثاء 18 ذو القعدة 1434 هـ /  24 أيلول 2013 م

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

جوال فلسطين : 0598900198
بريد الكتروني : k_alawneh@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: