الاثنين، 12 أغسطس 2013

معسكرات تدريب الأطفال المفتوحة .. ومناورات جيش الخرز الفلسطيني بالشوارع في العيد ( د. كمال إبراهيم علاونه )

معسكرات تدريب الأطفال المفتوحة .. ومناورات جيش الخرز الفلسطيني بالشوارع في العيد
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
د. كمال إبراهيم علاونه - رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : {  إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)}( القرآن المجيد - الأنفال ) .
ورد في صحيح مسلم - (ج 10 / ص 32) عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ثُمَامَةَ بْنِ شُفَيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ " . وجاء في سنن ابن ماجه - (ج 11 / ص 64) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ " .

استهلال

في كل دولة من جميع الدول المستقلة بقارات العالم ، هناك جيش يقوم بالتدريب في مناورات حية وغير حية ، على الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ، باختلاف أنواعها وأشكالها الجوية والبحرية والجوية ، هذا في الدول القوية ذات الشوكة العسكرية الكبيرة . وتحرى الاستعدادات الأولية لهذه المناوراع الأمنية والعسكرية الميدانية ، وتختتم باستخلاص العبر والعظات من الأخطاء لتلافيها وتحسين الأداء القتالي ضد الأعداء .
أما نحن في فلسطين ( فلسطين الصغرى - الضفة الغربية وقطاع غزة )  وخاصة في الضفة الغربية المحتلة ، التي تديرها إداريا ومدنيا وسكانيا بصورة نظرية ، بالحكم الذاتي الضعيف للسلطة الفلسطينية ،، فحدث ولا حرج ، وتتخلها مطاردات ساخنة لجنود الاحتلال الصهيوني في جميع المحافظات الفلسطينية في الضفة الفلسطينية المحتلة لاعتقال المدافعين عن حمى الوطن بتهم صورية جائرة ما أنزل الله بها من سلطان . فيظهر الخلل والاختلال العسكري بين الجانبين الفلسطيني صاحب الأرض الأصيل ، والمستوطن الصهيوني الطارئ الدخيل .. فغياب التجنيد الاجباري للشباب الفلسطينيين بصورة قطعية ، فلا تدريبات عسكرية للمجندين اجباريا أو احتياطيا للذكور والإناث ، ولا هم يحزنون .. فلا تدريبات عسكرية بتاتا .. لا في المدارس الاساسية أو الثانوية أو كليهما للبنين أو البنات ، ولا في المعسكرات الشبابية الصيفية ، ولا في الجامعات بل في الشوارع جهارا نهارا في ايام العيد ( عيد الفطر والأضحى ) والجمع والاجازات المدرسية ، وغيرها من ايام الفرح الوهمي ، تحت ظلال حراب الاحتلال الصهيوني ..

الالعاب بين التدريب والإستيراد والتبذير ؟

وعلى النقيض من ذلك ، تستورد شركات العاب الأطفال الفلسطينية كل ما هو جديد وحديث بأخر الصرعات الابتكارية ، من الألعاب النارية لاطلاقها في الليل وما بعد أو قبل صلاة المغرب ، وحتى الهزيع الأخير من الفجر .. للاحتفال بنجاح طالب أو طالبة أو زواج أو خطبة أحد الشبان والفتيات .. فترى الأموال تتدفق عبر شراء شتى أنواع الألعاب النارية التي تزعج الناس جميعا ، من الجيران والاصدقاء والأحبة وابناء الحي الواحد ، فتنطلق شرارة الالعاب الصبيانية في سماء المنطقة ، متوجهة نحو كبد السماء ، مطلقة دويا واصواتا مزعجة واضواء ليلية بهيجة يحسبهم الإنسان حقيقة وهو سراب وهمي غير واقعي .. فيا ترى هل هذه المفرقعات والالعاب النارية من الصناعة الصينية أو من صناعة المستوطنات اليهودية التي يجلبها تجار فلسطين ويبيعونها لاصحاب البقالات والمحال التجارية لتحقيق الارباح الطائلة ، لارضاء أوهام وخزعبلات الناجحين في الثانوية العامة بفئات الكعك بسمسم ( 50 % فأعلى ) فهذا حصل على كعكة دائرية مكتملة الدوران بسمسمة واحدة أو رقم صفري أو بكعكتي سمسم دارئريتين بحبتي سمسم أو أكثر من ذلك .

المعسكرات الخرزية المفتوحة .. في الهواء الطلق والميادين والشوارع العامة .. مسلسل وادي الذئاب نموذجا

تنتشر في ايام الأعياد ، وخاصة عيدي الفطر السعيد والضحى المبارك ، لدى المسلمين ، في فلسطين ، أرض الأسراء والمعراج ( الأرض المقدسة ) ظاهرة اللعب برشاشات الخرز الصغيرة الحجم أو المتوسط الحجم بين الاجيال الفلسطينية الناشئة ، مع ما يصاحبها من فلتان خرزي أمني في هذه المسالة .
ومن الملفت للنظر ، وجود الذخيرة الحية بمئات آلاف الخرز من مختلف الاشكال والاحجام والمقاسات من الاسلحة الرشاشة والمسدسات البلاستيكية مرورا بالكلاشنكوف البلاستيكي وأم 16 البلاستيكية . والحشوات عبارة عن خرزات كثيرة ، يتم اطلاقها من المتدربين الصغار أو المراهقين على بعضهم البعض ، فتسبب مآس بشرية ، فهذا أصيب بعينه وذاك أصيب باذنه ، وذاك دخلت حبة الخرز في أنفه .. وهكذا .. هذا عدا عن إمكانية التعرض لدهس سيارة مسرعة مارة بالقرب من المكان .. أو الوقوع أمام هذه المركبة التي يفاجأ السائق فيها بشاب أو أكثر يقطعون الشارع بسرعة مذهلة هربا من مطلق الخرز بالمناورات الحية بالشوارع المفتوحة ..
فيا ترى ، هل التدريب العسكري الخرزي الميداني هو مطلب حيوي ووطني ؟ أم له ضرر بدني فردي وجماعي وأسري وفلسطيني عام ؟؟؟.
مررت بعيد الفطر السعيد ، هذا العام 1434 هـ / 2013 م ، اثناء المعايدة على الأرحام والأقارب والاصدقاء والأحباء ، أو الذهاب للمساجد لأداء الصلوات الجماعية في بيوت الله في محافظة نابلس بفلسطين ، فلاحظت المناورات العسكرية الميدانية في الشوارع والأزقة والطرقات ، وشاهدت بعض الكمائن التدريبية من الصغار والمراهقين المسلحين برشاشات الخرز ، وكل يتربص بالكل ، لعل وعسى ان يطلق عليه خرزة أو بضع حبات خزر ، مستلهمين في ذلك مسلسل ( وادي الذئاب التركي ) المدبلج البوليسي بأجزائة المتعددة ، فلا تصيب الخصم المفترض ، بل تخطئ  وتصيب المارة في الطريق من الأطفال والنساء وبعض الكبار في السن ، ممن يتواجدون صدفة وخلسة في الشوارع لأداء واجب الزيارة بالعيد أو شراء بعض الحاجيات البيتية ..

الرشاشات المائية البحرية ( البرلمائية ) .. ومناورات مائية مفتوحة

شاهدت أكثر من مرة مناورات ومهاجمات برشاشات مائية في محافظة نابلس في أيام عيد الفطر السعيد ، ولكنها مناورات حية ساخنة يصاحبها الكر والفر كالمارينز ( البحرية ) ، وهي قليلة الحدوث مقارنة بمباريات رشاشات الخرز الفتاكة ، فيتبارى بعض الفتية لتصويب مسدسات الماء باتجاه بعضهم البعض ، مما يسبب لهم في نهاية نهار اليوم ملاحقات عنيفة من الكثير من الأمهات ، بسبب البلل في ملابس العيد الجديدة الملبوسة للمرة الأولى ، فتتسخ هذه الملابس أثناء وبعد المناورات البحرية المائية بين الاطفال ، جراء تراكم الغبار من الشوارع عليها ، وبسبب التدافع بين الاطفال في الشوارع اثناء ممارسة هواية المناورات البرمائية بين فريقين متخاصمين .
ترى من أين تأتي هذه الالعاب البلاستيكية ؟ لالهاء الاطفال وتدريباتهم الميدانية بلا ضوابط وروابط الكترونية أو بشرية أو أمنية ؟ ومن يوفر لها مخازن التدريب من الخرز والمفرعات المفزعة المرعبة للاطفال ؟ وهل يمكن أن تشكل هذه التدريبات الخرزية عبئا عن الأمن القومي الصهيوني بفلسطين المحتلة ؟ أم أن الاحتلال هو المستفيد الأول من بيع وتسويق هذه الالعاب ، وجمع عيديات الأطفال المالية والعينية ،لتصب في عجلة الاقتصاد الصهيوني  ؟؟!

فأي عيد هذا ، الذي تنتشر فيه فوضى الألعاب النارية والخرز ، المنبعث ليلا ونهارا ، بلا مراعاة لحق الطريق أو مرور المارة بسلام ؟

وأسئلة نبوح بها على الملأ :  من المستفيد من تجارة الألعاب النارية والخرز ؟ ومن هم تجار هذه الآفة الجديدة في المجتمع الفلسطيني ؟

رب قائل يقول ، إن غياب العسكرية الفلسطينية الحقيقية واستحالة المناورات بالذخيرة الحية في الضفة الغربية المحتلة ، وحب المناورات والتصويب نحو الأهداف للاجيال الفلسطينية المحرومة من الالتحاق بجيش الدفاع الفلسطيني ، تجعل التدريب بالخرز عادة مستحبة لجعل الاجيال الفلسطينية الناشئة مدربة تدريبا دقيقا ، للمواجهة الحتمية المستقبلية مع الطارئين الدخلاء القادمين من وراء البحار للدفاع عن النفس كحق وطني فلسطين حيوي واستراتيجي كحق أي شعب من من حقوق الشعوب في العالم .. وربما نوافق على هذه الرؤى للوهلة الأولى ، ولكننا نضيف ليكن التدريب في معسكرات شبابية مغلقة وليس في الشوارع والميادين والأزقة في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية .
ولا بد من القول ، إن ممارسة المناورات الخرزية المفتوحة في الشوارع ربما تساهم قليلا في إدخال الفرح والبهجة على نفوس الأطفال الفلسطينيين ليعيشوا جزءا مسروقا من طفولتهم بفعل استمرارية الاحتلال الأجنبي الصهيوني لفلسطين الطيبة .

مناورات خرزية طفولية .. جنود جيش الدفاع الفلسطيني ضد جيش الاحتلال الصهيوني

ففي إحدى المناورات الحربية الخرزية لعب الأطفال بفلسطين ، لعبة الحرية والتحرير ومهاجمة الاحتلال الاجنبي . فجرت اشتباكات خرزية بين مجموعة فدائية ، ومجموعة مفترضة من جنود الاحتلال الصهيوني ، وفق تبادل الادوار ، ففرح المشاهدين لهذه اللعبة للصغار ، وفكرتها الرائدة في التدريب الحيوي في رشاشات الخرز البلاستيكية .. فتغلب فيها فدائيو الخرز البلاستيكي على جنود الاحتلال الأجنبي وحرروا ثلة من الأسرى الفلسطينيين والعرب من الأصفاد الامبريالية الظالمة .

لماذا مناورات الألعاب الخرزية الحية في الشوارع والبيوت ؟

الأطفال في فلسطين ليسوا كغيرهم من أطفال العالم ، فهم يعانون من الكبت والاحتقان الاجتماعي والسياسي والعسكري ، والانغماس في الحياة السياسية ، تاثرا بالأباء والأمهات ، كونهم لا زالوا يعانون من ويلات الاحتلال الاجنبي لوطنهم ، فيحاولون التعويض في النقص النفسي ، والهروب الى الأمام لمواجهة الاحتلال ، بطرق واساليب مبكترة جديدة ، وتقمص الدور الوطني في التحدي والمواجهة والتصدي للاحتلال البغيض ، الذي حرمهم من طفولتهم ، واعتقل الكثير من الآباء والإخوة والأصدقاء والأحباء من نفس العائلة أو الحي او القرية أو المخيم أو المدينة .
ولهذا نجد الكثير من الأطفال بفلسطين يمارسون لعبة المناورات الحية بالرشاشات الخرزية البلاستيكية تارة وبالرشاشات المائية البحرية تارة أخرى وبمسدسات الفلين ومسدسات السهام اللاصقة وخلافها ، للتنفيس عن كبتهم أولا ، والتعويض عن النقص الفني في التدريب العسكري المأمول لهم ثانيا ، كغيرهم من فتية وشباب الشعوب الأخرى في العالم . واسقاطا لحالة الدفاع الديني الجهادي والوطني والقومي عن النفس كافراد وجماعات وشعب مرابط في وطنه يزلزل الاحتلال الاجنبي بالجهادين الاصغر والأكبر في ميادين وربوع فلسطين المباركة ثالثا .
وفي ظل غياب الملاهي الواسعة لقضاء أوقات العيد للاطفال الفلسطينينين فلا نلومهم إن مارسوا هواية الرماية والتصويب والمناورات الخرزية ( العسكرية ) المفتوحة في ربوع الوطن السليب أو أطلقوا الالعاب النارية والمفرقعات في سماء الوطن بديلا عن مدافع الدبابات وهدير المجنزرات والقنابل المضيئة .
ونصيحة للاباء والأمهات لا تعودوا ابنائكم على إنفاق جميع عيدياتهم المالية على الألعاب النارية والخرزية الاستهلاكية كنوع من أنواع الاسراف والتبذير ، بل عودوهم على توفير جزء منهما وشراء جاحيات ضرورية أنفع لهم من الالعاب السخيفة التي لا تعود الا بالضرر على اصحابها .
ولا يفوتنا القول ، إن احتفال الاناث الصغار في فلسطين ، يتركز في شراء الالعاب البناتية كالعرائس البالاستيكية والقطنية والحيوانات القماشية المحشوة بالاسفنج وما شابهها أو يشترين بأموال العيدية الملابس والأحذية وغيرها .

كلمة أخيرة

جاء في سنن الترمذي - (ج 10 / ص 348) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } قَالَ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَلَا إِنَّ اللَّهَ سَيَفْتَحُ لَكُمْ الْأَرْضَ وَسَتُكْفَوْنَ الْمُؤْنَةَ فَلَا يَعْجِزَنَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَلْهُوَ بِأَسْهُمِهِ " .

وأخيرا نقول إن الرماية الخرزية لها ايجابياتها وسلبياتها في الآن ذاته ، ولكن إيجابياتها أكثر من سلبياتها ، فمن إيجابياتها لهو الاطفال بلعبة ترفع عنهم الخوف كويل من من ويلات إطلاق الرصاص الاجنبي باتجاههم أو باتجاه أبناء شعبهم ، وتساعهدم في التدريب على التصويب الفردي والتجميع في قوات جماعية ، وتنفس عن كربهم والاحتقان الداخلي بأنفسهم ، وتجعلهم ميالين للخدمة الفلسطينية : عسكريا ومدنيا جنيا إلى جنب . فهؤلاء الرماة الجدد في فلسطين سيكونون طليعة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ولو بعد حين من الدهر .
على أي حال ، يمكننا القول إنه ليس بالخرز ورشاشاته ورشاشات الماء ، وحده يحيا الأطفال في فلسطين .. فهل يتحقق حلم أطفال فلسطين بالالتحاق بجيش الدفاع الفلسطيني للدفاع عن حمى فلسطين الوطن والشعب ؟ .. وحمى الأمة .. يوم تقع الواقعة بين الحق والباطل التي هي آتية لا ريب فيها عاجلا أو آجلا .
وكل مناورة خرزية والعاب نارية ومفرقعات هزلية ، وأنتم وأهاليكم واسركم وأطفالكم بألف خير وخير ، بعيدا عن المشافي والعيادات العامة والخاصة وسيارات الاسعاف المتنقلة في شتى بقاع الوطن المحتل .
كل عيد فطر سعيد وأنتم سعداء وبعيدين عن جرحى الخرز والالعاب النارية .. وتدريبات خرزية بلاستيكية موفقة نتمناها للجميع ، بعيدا عن التعرض للاخرين ، فهي مناورات تدريبية تعود الاطفال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الشجاعة والعزة والكرامة والإباء والدفاع عن النفس ، بالاعتماد على النفس ، وعدم الخوف من الاحتلال الاجنبي الزائل لا محالة ، بل التعود على المواجهة مع الآخر .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: