الثلاثاء، 16 يوليو 2013

فضائيتا الأقصى والقدس .. والمليونيات المصرية الثائرة .. انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ( د. كمال إبراهيم علاونه )


فضائيتا الأقصى والقدس .. والمليونيات المصرية الثائرة .. انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا
  د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
نابلس - فلسطين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)}( القرآن المجيد - آل عمران ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 8 / ص 312) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ " .
من اللافت للنظر أن القناتين الفضائيتين : قناة الأقصى الفضائية وقناة القدس الفضائية ، وهما فضائيتان فلسطينيان ملتزمتان بالإسلام العظيم أولا ، وبفلسطين الأرض المقدسة ثانيا ، وبالعالم الإنساني ثالثا ، عوضتا عن إغلاق الفضائيات الاسلامية المصرية الست بقرار الفرعون المصري الجديد ( الانقلابي الفريق عبد الفتاح السيسي ) .
فهاتان الفضائيتان تستحقان الاحترام والتقدير والمشاهدة كونهما تعبران على رأي ملتزم وتطبقان حرية الراي والتعبير في ظل ملاحقة حرية الكلمة والصورة ، في مصر ، فنقلتا الأحداث مباشرة من الميادين المصرية الثائرة المقاومة للانقلاب العسكري على الشرعية المصرية برئاسة د. محمد مرسي .
وبالتغطية الاخبارية الجزئية والكلية أحيانا لما يجري على ساحة رابعة العدوية في القاهرة من تدفق الملايين من المناصرين للحق الشرعي المصري ، فإن هاتين الفضائيتين ، مكنتا المشاهدين في الوطن العربي الكبير والوطن الاسلامي الأكبر والعالم أجمع من متابعة الراي والرأي الآخر ، بمهنية وصدقية متميزة ومميزة .
اقول هذا الكلام بحيادية وموضوعية ومهنية إعلامية ، بعيدا عن التنظير الحزبي ، والجدل البيزنطي العقيم ، ما بين التأييد والمعارضة ، فمن حق المواطن العربي أن يشاهد رأي السواد الأعظم من المصريين الثائرين .
ومن الناحية المهنية الاعلامية استطاعت فضائيتا الاقصى والقدس أن تدخل بيوت وصالونات الفلسطينيين والعرب والعالم ، شاء من شاء وابى من ابى .
فمناصرة الحق ، ونقل راي المظلومين المقموعين من زمرة الانقلاب العسكري الامريكي ، هي من الأمور الاستراتيجية الحيوية لكسب المشاهدين الجدد على المديين المتوسط والطويل وبالتالي اصبحت واضحت وأمست هاتين الفضائيتين من الفضائيات العربية والعالمية المرموقة التي يتابعها عشرات ملايين المشاهدين في العالم .
لقد تابعت شخصيا ، فضائيتي الاقصى والقدس ، ليلا ونهارا ، وسررت بنقل الزحف الاسلامي المقدس وتزاحم افواج المواطنين المصريين في أداء الصلوات وخاصة الصلوات الليلية كصلاة قيام الليل ( التهجد ) والفجر ، وترديد الأدعية والهتافات المنادية بعودة الحق غلى نصابه ، على مرأى ومسمع كل من يهتم بالدين الاسلامي ، باعتباره دين الله في الارض ، ارض الله الواسعة .
وشتات بين الإعلام البصري المرئي الملتزم بالإنسانية والإسلامي الحنيف والمهنية الاعلامية ، الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والبغي والظلم ويناصر الخير والحق المسلوب بالقوة ، وبين الإعلام المرئي الذي يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ، ويتبنى رؤية الباطل والشر والأشرار ، ويرسخ التيه النفسي والبدني للمشاهدين ... شتان بين الثرى والثريا ..
على اي حال ، إن الاعلام الفضائي والالكتروني ، الذي ينقل الراي والرأي الآخر ، هو إعلام ناجح بامتياز ، ويخلف وراءه ، شراذم الفضائيات الأخرى كمرائي تائهة في عالم العالم ، جل همها الاعلانات التجارية ونقل الأحداث الباهتة ونشر المجون والملاهي الليلية عبر الفضاء .
طوبى ومرحى للقناتين الفضائيتين العربيتين الاسلاميتين : الأقصى والقدس ، اللتان تناصران الحق والحقيقة ، فإسمهما له الكثير من المعاني الطيبة المباركة الحلوة الجميلة .. التي تذكر بالأرض المقدسة ، ارض كنعان العربية المسلمة لجميع الأمم في الأرض .
وبئست الفضائيات الناطقة باللغة العربية ، من الفضائيات الفاسقة المنافقة التي تقتل وقت المشاهدين العرب في سخافات وتفاهات ما أنزل الله بها من سلطان .
وإلى الأمام نحو التألق الإعلامي الهادف الملتزم بقضايا الأمتين العربية والإسلامية عامة وقضايا الشعب الفلسطيني المعذب في الأرض ، في ظل القحط الإعلامي المستعرب والأجنبي الناطق بلغة الضاد ، لغة القرآن المجيد المقدسة .
فقد ورد بصحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :" مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .
فجاءت القناتين الفضائيتين ( الأقصى والقدس ) ، للتغيير والإصلاح باللسان بالصوت والصورة معا في علاقة توافقية موفقة لنصرة أهل مصر المظلومين .
والله ولي التوفيق .
تحريرا في يوم الاثنين 6 رمضان 1434 هـ / 15 تموز 2013 م .

ليست هناك تعليقات: