أساليب الترغيب والترهيب لإنهاء المعارضة السياسية في العالم
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)}( القرآن المجيد - البقرة ) .
وورد في صحيح مسلم - (ج 12 / ص 459) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " .
إستهلال
إن نظام الحكم الرشيد في العالم ، هو النظام الذي يتبع بجميع سلطاته ومؤسساته طرق العدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ويدعو الى المساواة بين الناس من جميع الأعراق والأجناس ، ويطالب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي ، وينتهج نهج نشر الخير العميم والخلق السليم في الأرض والدعوة لعبادة الله سبحانه وتعالى والابتعاد عن الشرك والإشراك بالله ، وعبادة الأوثان الحجرية والشجرية والبشرية .
وتكثر في هذا الآوان المعاصر ، مبررات ومزاعم الحرية الشخصية وحقوق الانسان والدعوة للديموقراطية الغربية المزعومة ، ويكثر المنادون بمحاربة الفساد والمفسدين في الأرض . وفي المقابل تتزايد الملاحقات والابتزازات والضغوطات والاملاءات الفوقية والتحتية ، الفردية والجماعية والحزبية وأجهزة أصحاب المصالح المتنفذين من السفهاء في البلاد باتباع طرق الهوى والغوى لاغواء الناس بأمتعة الدنيا الهابطة .
فإذا كنت معارضا حقيقيا للنظام الفاسد الحاكم في بلد يخضع لسيطرة حزبية أو عصابة فاسدة في الوطن العربي من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي ، أو في أي بلد من البلدان في قارات العالم الست ، آسيا وافريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا ، فاعلم علمي اليقين ، أنك مستهدف بصورة مباشرة ، سرية أو علنية ، على مدار اليوم والليلة ، بلا رحمة أو شفقة من عصابات الفساد والافساد .
طرق السيطرة والقضاء على المعارضين
يقول الله السميع البصير جل وعلا : { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)}( القرآن المجيد - البروج ) .
هناك العديد من طرق وأساليب الترغيب والترهيب المتبعة لدى العصابة السياسية الحاكمة ، لكسب أبناء العائلات والعشائر والقبائل المتنفذة والأفراد القياديين ، والاقليات الصغيرة والمافيات الكثيرة ، والقضاء على المعارضين للفساد والإفساد المحلي والاقليمي والقاري والعالمي . وتتعدد هذه الاساليب حسب كل حالة فردية أو حزبية أو جماعة ضاغطة أو أقلية أو هيئة حاكمة . وتغلب صفة الترهيب على صفة الترغيب القليلة الحيلة والدهاء . وتنطلي الكثير من طرق الترغيب والترهيب لشراء الذمم وصنع الموالين للنظام الحاكم أو المافيا الآمرة الناهية في بلد من البلدان في قارات العالم .
وهناك طريقان تسلكهما الحكومات الاستبدادية الفاجرة الكافرة للسيطرة على مقاليد الحكم في الدولة أو في الاتحاد أو في قارة معينة ، وهما :
أولا : طرق الترغيب لإثناء المناوئين عن معارضة فساد نظام الحكم
يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198) }( القرآن المجيد - آل عمران ) .
أيها الأمر بالمعروف ، الناهي عن المنكر ، كن ثابت العزيمة والشكيمة ، قوي الإرداة ، صلب العود ، في الدعوة الاصلاحية ، للتغيير نحو الحياة الفضلى ، ونشر القيم العليا والأخلاق الفاضلة ، لاصلاح الفساد ومحاربة المفسدين في المجتمع ، ولا تكن سهل الابتلاع أو الانصياع أو الاتباع لغيرك من الناس من ذوي النفوس المريضة ، التي تعيث فسادا وإفسادا في حياة البشر .
وهناك عدة طرق محدودة وفق طرق الترغيب وإغداق الأموال والمناصب والمراكز الاجتماعية ( سياسة الإغداق والإغراق ) ، التي تتبعها زمرة النظام الحاكم في البلاد لكسب المعارضين لنظام الحكم في العالم . وفيما يلي أمثلة غير حصرية على هذه الأساليب اللطيفة اللينة ، الماكرة الخبيثة في الآن ذاته :
1. تقديم جميع التسهيلات المالية لك ، لشراء ضميرك ، والتستر عليك مؤقتا ثم فضحك فضحا مبرمجا قاتلا ، لنزع ثقة الناس منك .
2. تخصيص المناصب الادارية العامة ضمن مواقع حزبية أو مؤسسية متقدمة أو إنشاء حزب معين ودعمه بكل التمويل والوجاهات اللازمة للمسيرة السياسية .
3. الترشيح لعضوية الهيئات العامة في البلاد كعضوية البرلمان أو وزير في الحكومة .
4. تقديم الرشاوى المالية المباشرة وغير المباشرة ، كتقديم الاسهم والسندات المجانية أو الهدايا المجزية سيارة أو أثاث فاخر أو شقة فاخرة أو غيرها .
5. تسهيل الرشاوى الجنسية الداخلية والخارجية ، من النساء المارقات الكاسيات العاريات .
6. منح جواز السفر الدبلوماسي لتسهيل عملية إغراق الشخص في مستنقع الرذائل والعادات السافلة الهابطة وكسب ود ممن هم في مواقع التأثير المتقدمة .
7. تسهيل إمتلاك العقارات كالأبنية والأراضي ووسائل الانتاج والشركات والمصانع الكبيرة .
8. السمسرة السياسية عبر التوسط في الترقيات السياسية والدبلوماسية .
9. التوظيف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، في مختلف أجنحة القطاع العام الحكومي المدني والأمني والعسكري .
10. منح الجوائز والأوسمة والنياشين الوطنية والرتب العسكرية العالية .
11. تقديم تسهيلات مالية عبارة عن قروض أو هبات مالية غير مستردة .
12 . الدس في مجموعات حزبية ضاغطة للإلهاء المبرمج المدروس .
13. تسهيل الحصول على تراخيص إنشاء المشاريع الاقتصادية العامة والتعاونية والخاصة .
14. توجيه وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمطبوعة للتركيز على اشخاص محددين لإبرازهم ، وكسبهم لصف النظام أو الحزب الحاكم ، بإجراء أحاديث صحفية معهم لتحييدهم أو خدمة النظام الحاكم أو الحزب أو الجهة المعنية ( الاستخدام الامثل للشخصيات المؤثرة ) ، وضمان خدمة البرنامج السياسي الذي تتباه هذه الفئة أو تلك .
15. الاعفاء من أموال الجمارك والضرائب والرسوم السنوية لفتة أو لفترات زمنية .
16. إغداق الإمتيازات على المعارضين أكثر من المؤيدين كتوفير المنح المالية للاسكان الجماعي أو البعثات والمنح الدراسية أو تحسين الأوضاع المعيشية .
ثانيا : طرق الترهيب لإلهاء وإنهاء المعارضين والمناوئين :
يقول الله الواحد القهار جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)}( القرآن المجيد - الأحزاب ) .
أيها المعارض / أيتها المعارضة للفساد ، في أي مكان في العالم ، في الكرة الأرضية ، أختر بنفسك باي ملاحقة من الملاحقات الأمنية الفردية والجماعية ، سيتم البدء بها من زمرة الظالمين المتسلطين ، طيلة أيام حياتك القصيرة وخلال عملك ، في حلك وترحالك ، ليلا ونهارا ، سرا وعلنا . ومن أبرز هذه الطرق الخبيثة الملتوية ما يلي :
1. منع التوظيف لك ولأفراد عائلتك ، وبحظر حصولك وحصولهم ، على حسن السيرة والسلوك لأنك مشاغب حسب ( المسح الأمني ) .
2. حجز أو منع الحصول على جواز سفر ( الجنسية ) ومنعك من السفر لزيارة الأماكن المقدسة ، لأداء الصلاة المقدسة والعمرة والحج أو العمل أو الدراسة الجامعية حتى تبدي الولاء والطاعة العمياء أو تنم جانبا بلا تأثير .
3. التوقيف عن العمل إذا كنت موظفا حكوميا أو تهديد مشغيلك بالعقوبات إذا لم ينهوا عملك في حال كنت موظفا بالقطاع الخاص .
4. الطرد من الوظيفة العمومية بلا رجعة ، مهما بلغ عدد سني الخدمة العامة ووقف راتبك ثم سرقته من مجموعة اللصوص .
5. إطلاق النار عليك بالبيت أو بالسيارة أو بالشارع العام أو القريب من سكنك ، للتحذير الأولي قبل قتلك بالمرات المقبلة .
6. إحراق سيارتك في الليل أو النهار وهي متوقفة بلا أمان ، فبادر للتأمين الشامل قبل فوات الأوان .
7. المعاكسات الهاتفية ليلا ونهارا ، من هواتف داخلية أو دولية ، من رقم خاص أو أرقام سرية مخفية ، وتشمل المعاكسات لعائلتك أثناء تأديتك الصلوات الخمس في المسجد وخاصة صلاة الجمعة .
8. تشويه سمعتك بشتى الصور والطرق الخبيثة الممكنة ، وبث الشائعات ضدك وضد أسرتك دون ترك أثر للمهاجمين الكفرة الفجرة .
9. اقتحام منزلك بصورة فجة مفاجئة عدة مرات في الأسبوع لادخال الرعب في نفسك ونفوس أفراد أسرتك .
10 . الاستدعاء للأجهزة الأمنية ( المخابرات الداخلية أو الخارجية أو الاستخبارات أو الأمن الوقائي أو الأمن العام أو المباحث العامة أو شرطة الآداب العامة وغيرها ) والاحتفاظ ببطاقة هويتك الشخصية ، وتركك ساعات طويلة بانتظار المقابلة بلا مقابلة .
11. التحقيق الميداني الطارئ في البيت أو داخل الزنزانة لفترات متلاحقة ، وسب الذات الإلهية أمامك ، فهذه هي ذورة الانحطاط الديني والأخلاقي والنفسي للمحققين والسجانين .
12. الحبس الاحتياطي والتعذيب النفسي والجسدي ، لأجل غير مسمى ، بمدة غير معلومة ، ومنع الدواء والغداء المناسب ، وعدم السماح للصليب الأحمر بمقابلتك لإعلام أهلك عن مكان سجنك ، وإبلاغك مسبقا أن ( الداخل للسجن مفقود والخارج مولود ) ومائة عين تبكي ولا عين أمك تبكي .
13. وضع المخدرات كالافيون والحشيش أو قطعة أو قطع سلاح أو ممنوعات قانونية ، في سيارتك أو مكتبك أو حديقة منزلك ، تمهيدا للاقتحام المفاجئ لك ، المخطط مسبقا وتلبسيك جريمتها .
14. الاختطاف والضرب المبرح ثم إلقائك على قارعة الطريق ليتفرج عليك المارة لتكن عبرة لمن يعتبر ثم تأتي مجموعة أخرى من نفس العصابة لادعاء انقاذك ونقلك للمستشفى للعلاج ووعدهم بالوقوف معك في جميع الاحوال وملاحقة المجرمين .
15. الاتهام بالعمالة والجاسوسية لجهة أجنبية خارجية ونشر ذلك على الملأ واتهامك بتلاقي أموال أجنبية ، علما بأن المجرمين غارقين في أتون العصابة الدولية المفسدة .
16. اعتقال أقاربك من الدرجة الأولى كالزوجة أو الأبناء أو أحد الوالدين أو كليهما لفترة معينة للضغط عليك لتسليم نفسك إن كنت غائبا عن البيت لحظة مداهمة بيتك .
17. التهديد بإغتصاب إحد قريباتك : أختك أو زوجتك أو إبنتك أو أمك أمام عينك ، وهي تهديدات حقيرة ووقحة ، إذا بقيت معارضا للنظام البائس في العاصمة المنهوبة من هؤلاء اللصوص .
18. التهديد بفعل الفاحشة معك ( الاغتصاب اللواط ) ، وكتائب الشاذين جنسيا من اللوطيين بانتظارك في أي حين ، فلا تخف من هؤلاء الأوغاد الهابطين فصوتك يرعبهم مهما امتلكوا من قوة وهمية .
19. الاحتفاظ بملف أمني معلوماتي خاص بك ، ورقي أو إلكتروني ، واقتناء البوم صور لك ، عبر تصويرك أو طلب صور متعددة لك ، والتهديد والوعيد الاجوف بنشر الصور المفبركة لك على الانترنت عبر صرعات وموضات الفوتوتوشوب ( الدبلجة الإلكترونية ) وأنت في حالة سكر أو ممارسة الجنس مع إمرأة عاهرة .
20 . بث رسائل جنسية عبر بريدك الالكتروني لك وللآخرين ، بعد قرصنته مسبقا .
21 . تركيب كاميرات تصوير تجسسية مجانية لك في مكتبك أو في سيارتك عند لجوئك لتصلح سيارتك أو في بيتك بواسطة الكهربائي أو النجار أو البناء أو الموسرجي أو غيره .
22 . سرقة سيارتك أو تخريب البريكات للتسبب في حادث سير ، أو وضع قنبلة موقوتة أسفل سيارتك للتفجير المباشر أو عبر الجوال أو الروموت كنترول عند الحاجة .
23. إفتعال حادث طرق معك ماشيا أو راكبا ، لجرحك وإدخالك المستشفى ، أو لقتلك والمشي في جنازتك ، والقدوم لتعزية ذويك في بيت العزاء ( الأجر ) .
24. تسميمك بالمواد الغذائية عبر تقديم الضيافة لك شكولاتة أو حبوب هلوسة أو عصير أو شاي أو قهوة في المقهى الذي ترتاده أو مكان العمل الذي تلتحق به أو تقديم هدايا لك في البيت وحشوها بالمواد السامة المخدرة .
25. تهديد اصحابك واقاربك من التعاون معك أو الاحتكاك بك أو مخالتطك .
26. تكليف شلة فاسدة بالعمل على مضايقتك في المؤتمرات أو الندوات أو المحاضرات التي تشارك فيها .
27. سرقة مفاتيح بيتك ومركبتك ومكتبك ، وعمل نسخة احتياطية عنها ، والاقتحام السري لها ، ليلا أو نهارا ما استطاعوا الى ذلك سبيلا .
28. التشهير والقدح والقذف والذم ببعض الشخصيات المتنفذة عبر وسائل الإعلام والبيانات الصحفية . وذلك عبر تزوير وتزييف مواقف معينة وإخراجها عن مبتغاها .
29. وضع جهاز تجسس دائم عليك في حذائك أو حقيبتك أو سيارتك أو هاتفك الجوال أو قلمك الحبر المهدى إليك عبر صديق .
30. تفخيخ جهازك الالكتروني للاتصالات ( الجهاز الخليوي ) لقتلك وقت الضرورة .
31 . التلصص على جميع مهاتفاتك بالجهاز الخليوي أو الهاتف الثابت وتسجيل دوري لها لاطلاعك عليها لاحقا إن لزم الأمر .
32 . التجسس على كتاباتك عبر البريد الالكتروني ، بإختراق حاسوبك البيتي أو المكتبي وتدبير الاختراق الأمني لشبكة الانترنت التي تزودك بالانترنت .
33. تكليف عملاء سريين بمراقبتك في جميع أحوالك ، عند الخروج من المنزل ، وفي المسجد والمدرسة والجامعة والشركة والنقابة والمؤسسة وسواها ، والتحرش الجسدي بك ، للتخويف ، من أناس من عديمي الذمة والضمير من المرضى نفسيا لإيذائك في كافة الاحوال .
34. إختطاف أحد أطفالك الصغار ، ثم قتلهم أو ضربهم وإلقائهم قرب حاويات القمامة .
35. حظر حصولك على ترخيص اي مشروع اقتصادي : صناعي أو زراعي أو تجاري أو خدمي الا بالابتزاز والحصول على الرشوة المهلكة لك .
36. منع وسائل الإعلام المحلية من نشر مقالاتك وأبحاثك وأخبارك العامة ، لتقليل تاثيرك على الناس .
37. منع المطابع من نشر كتبك التي تعبت في تاليفها ، وتزوير طباعتها ، وحظر بيعها في المكتبات والأكشاك ، بدعاوى أنها مواد تحريضية يحظر تداولها لأنها تلحق الضرر بالجمهور .
38. مراقبة كتاباتك عبر الشات وأحاديثك عبر السكاي بي بصورة مباشرة أو تسجيلية .
39. مراقبتك على شبكات التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ، وتويتر ، واليوتيوب ، وجوجل وغيرها .
40. إرسال فيروسات قاتلة لحواسيبك وشبكاتك ومواقعك الالكترونية على الشبكة العنكبوتية الدولية ، وتدبير القرصنة والاختراق الالكتروني لها بين الحين والآخر .
41. استخدام الفتيات والنساء بالتوريط في تجارة الرقيق الأبيض أو الأسود كممارسة فاحشة الزنا أو التحرش الجنسي لافتعال حوادث تافهة لملاحقتك وإلحاق الضرر النفسي بك .
42. إشعال الفتن والمحن في ثنايا الجماعات المعارضة بالاختراق ودس العملاء والجواسيس في صفوفهم لاختلاق الفتن والمشاكل والنزاعات والمشاحنات والخلافات الداخلية التي تدمر المؤسسة أو الحزب المعارض تدميرا ذاتيا ، فهي كحالة الانتحار الجماعي المدروس عبر الخطط الجهنمية لتفريق الصفوف والجموع الثائرة على الفساد والفاسدين الظالمين .
43. إحداث المضاربات التجارية في الأسواق التجارية للتسبب في خسارة مالية فادحة والوصول للافلاس التجاري للمعارضين .
44. فرض الأتاوات والغرامات المالية .
45. سحب تراخيص الجمعيات الخيرية من قوى المعارضة .
46. إقصاء المعارضين عن قيادة الهيئات والجمعيات والنقابات والاتحادات وتسليمها للمؤيدين للنظام والحزب الحاكم ، عبر عدة طرق منها الاقصاء والانهاء أو عبر الزج بأعضاء كثر وإجراء الانتخابات الصورية المزيفة .
47. مصادرة أموال المعارضة وتجريم أصحابها بجرائم مالية ملفقة .
48. الإبعاد القسري لخارج البلاد عبر التهجير الداخلي أو الخارجي .
49. الحرمان من الخدمات الحكومية العامة : مثل التأمين الصحي ، المنح الجامعية ، والدورات والسفريات الخارجية .
50 . هدم بيوت المناوئين بذرائع واهية : لفتح طرق جديدة ، والتسبب بالذى للجمهور وغيرها .
51. الكتابة على الجدران ضد الوطنيين المعارضين ، للنيل من سمعتهم ، حيث يقوم أزلام الاحتلال الأجنبي أو النظام القمعي بمحاولة تشويه سمعة الثوار المناهضين للفساد . وهذه الحالات لا تنطلي على الجمهور وسرعان ما تتكشف الأمور ويتبجح بعض أفراد الشلة العمياء بكشف الأمر فتظهر الأمور على حقيقتها . وهذا يسبب في تعرية الجواسيس والعملاء ويحد من نشاطهم .
52. إحضار فتاة مومس أمامك عارية تماما لاستفزازك ، ومحاولة الايقاع بك ، وتصويركما تصويرا فتوغرافيا وعبر الفيديو فلا تجزع واطرد هذه الشيطانة الانسية واضربها إن إقتربت منك ، وارفع صوتك عليها وعلى من جلبها ، فهذه طريقة سخيفة وتافهة للايقاع بذوي النفوس الضعيفة .
53. التعذيب البدني بالحرق أو بالسجائر أو التعذيب الكهربائي .
54. الشبح أثناء الاعتقال والاحتجاز بالحبس الانفرادي أو الجماعي ، وتعصيب العينين وتكبيل اليدين وتصفيد الرجلين والربط بمواسير المياه ، واستخدام الدوشات الباردة شتاء والساخنة صيفا .
55. عرضك على جهاز ما يسمى بكشف الكذب ، فهذا جهاز كذاب كصانعه ، وتحرك دائما أثناء وضع أنابيب الضغط وغيرها على بدنك وأثناء حديثك ، ولا تجب بنعم أو لا ، كما يطلب منك ، بل لتكن إجابتك بجمل إنشائية طويلة ، وكن أنت من يحقق مع محققك الافتراضي .
56. تدبير حالات القتل المتعددة : الانتحار ( الصوري ) ، الشنق ، الخنق وغيرها .
وهذه الطرق جميعها يلجأ لها الاحتلال الأجنبي بصورة منظمة ، كما تلجأ لها الأنظمة الدكتاتورية القمعية الفاسدة كذلك ، كما يحصل مع الاحتلال الصهيوني في فلسطين الذي يستخدمها للقضاء على الثورة الشعبية والانتفاضات الفلسطينية منذ عام 1948 .
عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة
يقول الله الغني الحميد تبارك وتعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)}( القرآن المجيد - البقرة ) .
إذا كان أحدكم قد واجه اي نوع أو شكل من أساليب الترغيب والترغيب ، فليعلم أن الله يحبه ، وأنه على الصراط المستقيم ، وأنه هو الأقوى ، وأن أهل القمع والطمع الدنيوي هم الضعفاء ، فالدنيا زائلة ، والله يمهل هؤلاء الانذال السفهاء ولا يهملهم ، فإذا أمسكهم فلن يفلتهم ، وسينقلب سحرهم على أنفسهم . فيا عباد الله فاثبتوا ولا تخافوا من أصحاب السعير .. ولترص الصفوف في الجهاد في سبيل الله ، بنوعيه الأكبر والأصغر ، ولا تخافوا من أعدائكم وأعداء الله ، فسوف تهابكم وتخاف منكم شياطين الإنس والجن على السواء ، فتمسكوا بحبل الله المتين ، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تتفرقوا ولا تخافوا في الله لومة لائم ، فالنصر حليف المؤمنين ، ولينصرن الله من ينصره ، والعاقبة للمتقين . ولا تنس ترديد ( اللهم أكفنيهم بما شئت ، وكيف شئت ) ، وفواتيح سورة يس . وإعلم أن الموت واحد ، وأن الأعمار بيد الله ، فلا تخف من جلاديك ، ولكل أجل كتاب ، وأن الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك ، فكن تقيا قويا بإيمانك فالنصر لك بعد البلاء والابتلاء .
كلمة أخيرة .. فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا
يقول الله ذو الجلال والإكرام عز وجل : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}( القرآن المجيد - فاطر ) .
وجاء في مسند أحمد - (ج 17 / ص 107) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ " .
على أي حال ، إن لعبة الحكم السادية ، باتباع كل هذه الطرق الشيطانية الخبيثة ، سواء عبر أساليب الترغيب أو الترهيب ، التي تلجأ لها الأنظمة السافلة الفاسدة في اي بلد من البلدان في اي قارة من قارات العالم ، التي يستشري فيها الفساد والإفساد ، هي طرق ملتوية خبيثة ، لا تحترم الانسان ولا تقدر قيمته ، وتعتبر من التعديات السافرة الفاضحة على حقوق الانسان وكرامته وعزته . فالإنسانية القويمة في الإنسان تكمن في توفير سبل الحياة الكريمة لا اللئيمة له ولعائلته الصغيرة أو الكبيرة .
وتقوم سياسة الدول الاستبدادية في سبيل إبقاء هيمنها على الشعب أو الأمة المضطهدة بعدة خطوات لالهاء الناس عن سياستها القمعية القبيحة وتحييد المعارضة الفعالة وفق أربعة أسس تتمثل في : الاستجداء والإلهاء أو الإقصاء أو الإنهاء .
وتتبع الدول الكبرى والمنظمات العالمية الفاجرة الكافرة هذه الأساليب والطرق الخبيثة بشقيها الترغيبي والترهيبي ، كالماسونية والصهيونية العالمية والإمبرالية الدولية الأمريكية والأوروبية والروسية والصينية والأنظمة الديكتاتورية القمعية في العالم ، سواء أكانت صغيرة أو كبيرة في اي قارة من قارات العالم ، لاثناء المناوئين عن معارضتهم ، والعمل على الاستقرار القائم على الفساد والافساد في الأرض من أجل تحقيق مكتسبات دنيوية زائلة ، لا تقدم ولا تؤخر في عمر الإنسان .
وحري بالإنسان السوي أن يبتعد عن الطغاة البغاة التي ينشرون ويأمرون بالمنكر ويبثون السفائل والرذائل ، ويحاربون الأمر بالمعروف بين الناس .
فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .
ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد ، نوح ) .
وختامه مسك ، فندعو بهذا الدعاء الخالد الذي ورد بكتاب الله العزيز : { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) }( القرآن المجيد – البقرة ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .
نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحريرا في يوم الجمعة 7 رجب 1434 هـ / 17 أيار 2013 م
جوال فلسطين :
0598900198
بريد الكتروني :
k_alawneh@yahoo.com
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)}( القرآن المجيد - البقرة ) .
وورد في صحيح مسلم - (ج 12 / ص 459) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " .
إستهلال
إن نظام الحكم الرشيد في العالم ، هو النظام الذي يتبع بجميع سلطاته ومؤسساته طرق العدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ويدعو الى المساواة بين الناس من جميع الأعراق والأجناس ، ويطالب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي ، وينتهج نهج نشر الخير العميم والخلق السليم في الأرض والدعوة لعبادة الله سبحانه وتعالى والابتعاد عن الشرك والإشراك بالله ، وعبادة الأوثان الحجرية والشجرية والبشرية .
وتكثر في هذا الآوان المعاصر ، مبررات ومزاعم الحرية الشخصية وحقوق الانسان والدعوة للديموقراطية الغربية المزعومة ، ويكثر المنادون بمحاربة الفساد والمفسدين في الأرض . وفي المقابل تتزايد الملاحقات والابتزازات والضغوطات والاملاءات الفوقية والتحتية ، الفردية والجماعية والحزبية وأجهزة أصحاب المصالح المتنفذين من السفهاء في البلاد باتباع طرق الهوى والغوى لاغواء الناس بأمتعة الدنيا الهابطة .
فإذا كنت معارضا حقيقيا للنظام الفاسد الحاكم في بلد يخضع لسيطرة حزبية أو عصابة فاسدة في الوطن العربي من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي ، أو في أي بلد من البلدان في قارات العالم الست ، آسيا وافريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا ، فاعلم علمي اليقين ، أنك مستهدف بصورة مباشرة ، سرية أو علنية ، على مدار اليوم والليلة ، بلا رحمة أو شفقة من عصابات الفساد والافساد .
طرق السيطرة والقضاء على المعارضين
يقول الله السميع البصير جل وعلا : { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)}( القرآن المجيد - البروج ) .
هناك العديد من طرق وأساليب الترغيب والترهيب المتبعة لدى العصابة السياسية الحاكمة ، لكسب أبناء العائلات والعشائر والقبائل المتنفذة والأفراد القياديين ، والاقليات الصغيرة والمافيات الكثيرة ، والقضاء على المعارضين للفساد والإفساد المحلي والاقليمي والقاري والعالمي . وتتعدد هذه الاساليب حسب كل حالة فردية أو حزبية أو جماعة ضاغطة أو أقلية أو هيئة حاكمة . وتغلب صفة الترهيب على صفة الترغيب القليلة الحيلة والدهاء . وتنطلي الكثير من طرق الترغيب والترهيب لشراء الذمم وصنع الموالين للنظام الحاكم أو المافيا الآمرة الناهية في بلد من البلدان في قارات العالم .
وهناك طريقان تسلكهما الحكومات الاستبدادية الفاجرة الكافرة للسيطرة على مقاليد الحكم في الدولة أو في الاتحاد أو في قارة معينة ، وهما :
أولا : طرق الترغيب لإثناء المناوئين عن معارضة فساد نظام الحكم
يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198) }( القرآن المجيد - آل عمران ) .
أيها الأمر بالمعروف ، الناهي عن المنكر ، كن ثابت العزيمة والشكيمة ، قوي الإرداة ، صلب العود ، في الدعوة الاصلاحية ، للتغيير نحو الحياة الفضلى ، ونشر القيم العليا والأخلاق الفاضلة ، لاصلاح الفساد ومحاربة المفسدين في المجتمع ، ولا تكن سهل الابتلاع أو الانصياع أو الاتباع لغيرك من الناس من ذوي النفوس المريضة ، التي تعيث فسادا وإفسادا في حياة البشر .
وهناك عدة طرق محدودة وفق طرق الترغيب وإغداق الأموال والمناصب والمراكز الاجتماعية ( سياسة الإغداق والإغراق ) ، التي تتبعها زمرة النظام الحاكم في البلاد لكسب المعارضين لنظام الحكم في العالم . وفيما يلي أمثلة غير حصرية على هذه الأساليب اللطيفة اللينة ، الماكرة الخبيثة في الآن ذاته :
1. تقديم جميع التسهيلات المالية لك ، لشراء ضميرك ، والتستر عليك مؤقتا ثم فضحك فضحا مبرمجا قاتلا ، لنزع ثقة الناس منك .
2. تخصيص المناصب الادارية العامة ضمن مواقع حزبية أو مؤسسية متقدمة أو إنشاء حزب معين ودعمه بكل التمويل والوجاهات اللازمة للمسيرة السياسية .
3. الترشيح لعضوية الهيئات العامة في البلاد كعضوية البرلمان أو وزير في الحكومة .
4. تقديم الرشاوى المالية المباشرة وغير المباشرة ، كتقديم الاسهم والسندات المجانية أو الهدايا المجزية سيارة أو أثاث فاخر أو شقة فاخرة أو غيرها .
5. تسهيل الرشاوى الجنسية الداخلية والخارجية ، من النساء المارقات الكاسيات العاريات .
6. منح جواز السفر الدبلوماسي لتسهيل عملية إغراق الشخص في مستنقع الرذائل والعادات السافلة الهابطة وكسب ود ممن هم في مواقع التأثير المتقدمة .
7. تسهيل إمتلاك العقارات كالأبنية والأراضي ووسائل الانتاج والشركات والمصانع الكبيرة .
8. السمسرة السياسية عبر التوسط في الترقيات السياسية والدبلوماسية .
9. التوظيف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، في مختلف أجنحة القطاع العام الحكومي المدني والأمني والعسكري .
10. منح الجوائز والأوسمة والنياشين الوطنية والرتب العسكرية العالية .
11. تقديم تسهيلات مالية عبارة عن قروض أو هبات مالية غير مستردة .
12 . الدس في مجموعات حزبية ضاغطة للإلهاء المبرمج المدروس .
13. تسهيل الحصول على تراخيص إنشاء المشاريع الاقتصادية العامة والتعاونية والخاصة .
14. توجيه وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمطبوعة للتركيز على اشخاص محددين لإبرازهم ، وكسبهم لصف النظام أو الحزب الحاكم ، بإجراء أحاديث صحفية معهم لتحييدهم أو خدمة النظام الحاكم أو الحزب أو الجهة المعنية ( الاستخدام الامثل للشخصيات المؤثرة ) ، وضمان خدمة البرنامج السياسي الذي تتباه هذه الفئة أو تلك .
15. الاعفاء من أموال الجمارك والضرائب والرسوم السنوية لفتة أو لفترات زمنية .
16. إغداق الإمتيازات على المعارضين أكثر من المؤيدين كتوفير المنح المالية للاسكان الجماعي أو البعثات والمنح الدراسية أو تحسين الأوضاع المعيشية .
ثانيا : طرق الترهيب لإلهاء وإنهاء المعارضين والمناوئين :
يقول الله الواحد القهار جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)}( القرآن المجيد - الأحزاب ) .
أيها المعارض / أيتها المعارضة للفساد ، في أي مكان في العالم ، في الكرة الأرضية ، أختر بنفسك باي ملاحقة من الملاحقات الأمنية الفردية والجماعية ، سيتم البدء بها من زمرة الظالمين المتسلطين ، طيلة أيام حياتك القصيرة وخلال عملك ، في حلك وترحالك ، ليلا ونهارا ، سرا وعلنا . ومن أبرز هذه الطرق الخبيثة الملتوية ما يلي :
1. منع التوظيف لك ولأفراد عائلتك ، وبحظر حصولك وحصولهم ، على حسن السيرة والسلوك لأنك مشاغب حسب ( المسح الأمني ) .
2. حجز أو منع الحصول على جواز سفر ( الجنسية ) ومنعك من السفر لزيارة الأماكن المقدسة ، لأداء الصلاة المقدسة والعمرة والحج أو العمل أو الدراسة الجامعية حتى تبدي الولاء والطاعة العمياء أو تنم جانبا بلا تأثير .
3. التوقيف عن العمل إذا كنت موظفا حكوميا أو تهديد مشغيلك بالعقوبات إذا لم ينهوا عملك في حال كنت موظفا بالقطاع الخاص .
4. الطرد من الوظيفة العمومية بلا رجعة ، مهما بلغ عدد سني الخدمة العامة ووقف راتبك ثم سرقته من مجموعة اللصوص .
5. إطلاق النار عليك بالبيت أو بالسيارة أو بالشارع العام أو القريب من سكنك ، للتحذير الأولي قبل قتلك بالمرات المقبلة .
6. إحراق سيارتك في الليل أو النهار وهي متوقفة بلا أمان ، فبادر للتأمين الشامل قبل فوات الأوان .
7. المعاكسات الهاتفية ليلا ونهارا ، من هواتف داخلية أو دولية ، من رقم خاص أو أرقام سرية مخفية ، وتشمل المعاكسات لعائلتك أثناء تأديتك الصلوات الخمس في المسجد وخاصة صلاة الجمعة .
8. تشويه سمعتك بشتى الصور والطرق الخبيثة الممكنة ، وبث الشائعات ضدك وضد أسرتك دون ترك أثر للمهاجمين الكفرة الفجرة .
9. اقتحام منزلك بصورة فجة مفاجئة عدة مرات في الأسبوع لادخال الرعب في نفسك ونفوس أفراد أسرتك .
10 . الاستدعاء للأجهزة الأمنية ( المخابرات الداخلية أو الخارجية أو الاستخبارات أو الأمن الوقائي أو الأمن العام أو المباحث العامة أو شرطة الآداب العامة وغيرها ) والاحتفاظ ببطاقة هويتك الشخصية ، وتركك ساعات طويلة بانتظار المقابلة بلا مقابلة .
11. التحقيق الميداني الطارئ في البيت أو داخل الزنزانة لفترات متلاحقة ، وسب الذات الإلهية أمامك ، فهذه هي ذورة الانحطاط الديني والأخلاقي والنفسي للمحققين والسجانين .
12. الحبس الاحتياطي والتعذيب النفسي والجسدي ، لأجل غير مسمى ، بمدة غير معلومة ، ومنع الدواء والغداء المناسب ، وعدم السماح للصليب الأحمر بمقابلتك لإعلام أهلك عن مكان سجنك ، وإبلاغك مسبقا أن ( الداخل للسجن مفقود والخارج مولود ) ومائة عين تبكي ولا عين أمك تبكي .
13. وضع المخدرات كالافيون والحشيش أو قطعة أو قطع سلاح أو ممنوعات قانونية ، في سيارتك أو مكتبك أو حديقة منزلك ، تمهيدا للاقتحام المفاجئ لك ، المخطط مسبقا وتلبسيك جريمتها .
14. الاختطاف والضرب المبرح ثم إلقائك على قارعة الطريق ليتفرج عليك المارة لتكن عبرة لمن يعتبر ثم تأتي مجموعة أخرى من نفس العصابة لادعاء انقاذك ونقلك للمستشفى للعلاج ووعدهم بالوقوف معك في جميع الاحوال وملاحقة المجرمين .
15. الاتهام بالعمالة والجاسوسية لجهة أجنبية خارجية ونشر ذلك على الملأ واتهامك بتلاقي أموال أجنبية ، علما بأن المجرمين غارقين في أتون العصابة الدولية المفسدة .
16. اعتقال أقاربك من الدرجة الأولى كالزوجة أو الأبناء أو أحد الوالدين أو كليهما لفترة معينة للضغط عليك لتسليم نفسك إن كنت غائبا عن البيت لحظة مداهمة بيتك .
17. التهديد بإغتصاب إحد قريباتك : أختك أو زوجتك أو إبنتك أو أمك أمام عينك ، وهي تهديدات حقيرة ووقحة ، إذا بقيت معارضا للنظام البائس في العاصمة المنهوبة من هؤلاء اللصوص .
18. التهديد بفعل الفاحشة معك ( الاغتصاب اللواط ) ، وكتائب الشاذين جنسيا من اللوطيين بانتظارك في أي حين ، فلا تخف من هؤلاء الأوغاد الهابطين فصوتك يرعبهم مهما امتلكوا من قوة وهمية .
19. الاحتفاظ بملف أمني معلوماتي خاص بك ، ورقي أو إلكتروني ، واقتناء البوم صور لك ، عبر تصويرك أو طلب صور متعددة لك ، والتهديد والوعيد الاجوف بنشر الصور المفبركة لك على الانترنت عبر صرعات وموضات الفوتوتوشوب ( الدبلجة الإلكترونية ) وأنت في حالة سكر أو ممارسة الجنس مع إمرأة عاهرة .
20 . بث رسائل جنسية عبر بريدك الالكتروني لك وللآخرين ، بعد قرصنته مسبقا .
21 . تركيب كاميرات تصوير تجسسية مجانية لك في مكتبك أو في سيارتك عند لجوئك لتصلح سيارتك أو في بيتك بواسطة الكهربائي أو النجار أو البناء أو الموسرجي أو غيره .
22 . سرقة سيارتك أو تخريب البريكات للتسبب في حادث سير ، أو وضع قنبلة موقوتة أسفل سيارتك للتفجير المباشر أو عبر الجوال أو الروموت كنترول عند الحاجة .
23. إفتعال حادث طرق معك ماشيا أو راكبا ، لجرحك وإدخالك المستشفى ، أو لقتلك والمشي في جنازتك ، والقدوم لتعزية ذويك في بيت العزاء ( الأجر ) .
24. تسميمك بالمواد الغذائية عبر تقديم الضيافة لك شكولاتة أو حبوب هلوسة أو عصير أو شاي أو قهوة في المقهى الذي ترتاده أو مكان العمل الذي تلتحق به أو تقديم هدايا لك في البيت وحشوها بالمواد السامة المخدرة .
25. تهديد اصحابك واقاربك من التعاون معك أو الاحتكاك بك أو مخالتطك .
26. تكليف شلة فاسدة بالعمل على مضايقتك في المؤتمرات أو الندوات أو المحاضرات التي تشارك فيها .
27. سرقة مفاتيح بيتك ومركبتك ومكتبك ، وعمل نسخة احتياطية عنها ، والاقتحام السري لها ، ليلا أو نهارا ما استطاعوا الى ذلك سبيلا .
28. التشهير والقدح والقذف والذم ببعض الشخصيات المتنفذة عبر وسائل الإعلام والبيانات الصحفية . وذلك عبر تزوير وتزييف مواقف معينة وإخراجها عن مبتغاها .
29. وضع جهاز تجسس دائم عليك في حذائك أو حقيبتك أو سيارتك أو هاتفك الجوال أو قلمك الحبر المهدى إليك عبر صديق .
30. تفخيخ جهازك الالكتروني للاتصالات ( الجهاز الخليوي ) لقتلك وقت الضرورة .
31 . التلصص على جميع مهاتفاتك بالجهاز الخليوي أو الهاتف الثابت وتسجيل دوري لها لاطلاعك عليها لاحقا إن لزم الأمر .
32 . التجسس على كتاباتك عبر البريد الالكتروني ، بإختراق حاسوبك البيتي أو المكتبي وتدبير الاختراق الأمني لشبكة الانترنت التي تزودك بالانترنت .
33. تكليف عملاء سريين بمراقبتك في جميع أحوالك ، عند الخروج من المنزل ، وفي المسجد والمدرسة والجامعة والشركة والنقابة والمؤسسة وسواها ، والتحرش الجسدي بك ، للتخويف ، من أناس من عديمي الذمة والضمير من المرضى نفسيا لإيذائك في كافة الاحوال .
34. إختطاف أحد أطفالك الصغار ، ثم قتلهم أو ضربهم وإلقائهم قرب حاويات القمامة .
35. حظر حصولك على ترخيص اي مشروع اقتصادي : صناعي أو زراعي أو تجاري أو خدمي الا بالابتزاز والحصول على الرشوة المهلكة لك .
36. منع وسائل الإعلام المحلية من نشر مقالاتك وأبحاثك وأخبارك العامة ، لتقليل تاثيرك على الناس .
37. منع المطابع من نشر كتبك التي تعبت في تاليفها ، وتزوير طباعتها ، وحظر بيعها في المكتبات والأكشاك ، بدعاوى أنها مواد تحريضية يحظر تداولها لأنها تلحق الضرر بالجمهور .
38. مراقبة كتاباتك عبر الشات وأحاديثك عبر السكاي بي بصورة مباشرة أو تسجيلية .
39. مراقبتك على شبكات التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ، وتويتر ، واليوتيوب ، وجوجل وغيرها .
40. إرسال فيروسات قاتلة لحواسيبك وشبكاتك ومواقعك الالكترونية على الشبكة العنكبوتية الدولية ، وتدبير القرصنة والاختراق الالكتروني لها بين الحين والآخر .
41. استخدام الفتيات والنساء بالتوريط في تجارة الرقيق الأبيض أو الأسود كممارسة فاحشة الزنا أو التحرش الجنسي لافتعال حوادث تافهة لملاحقتك وإلحاق الضرر النفسي بك .
42. إشعال الفتن والمحن في ثنايا الجماعات المعارضة بالاختراق ودس العملاء والجواسيس في صفوفهم لاختلاق الفتن والمشاكل والنزاعات والمشاحنات والخلافات الداخلية التي تدمر المؤسسة أو الحزب المعارض تدميرا ذاتيا ، فهي كحالة الانتحار الجماعي المدروس عبر الخطط الجهنمية لتفريق الصفوف والجموع الثائرة على الفساد والفاسدين الظالمين .
43. إحداث المضاربات التجارية في الأسواق التجارية للتسبب في خسارة مالية فادحة والوصول للافلاس التجاري للمعارضين .
44. فرض الأتاوات والغرامات المالية .
45. سحب تراخيص الجمعيات الخيرية من قوى المعارضة .
46. إقصاء المعارضين عن قيادة الهيئات والجمعيات والنقابات والاتحادات وتسليمها للمؤيدين للنظام والحزب الحاكم ، عبر عدة طرق منها الاقصاء والانهاء أو عبر الزج بأعضاء كثر وإجراء الانتخابات الصورية المزيفة .
47. مصادرة أموال المعارضة وتجريم أصحابها بجرائم مالية ملفقة .
48. الإبعاد القسري لخارج البلاد عبر التهجير الداخلي أو الخارجي .
49. الحرمان من الخدمات الحكومية العامة : مثل التأمين الصحي ، المنح الجامعية ، والدورات والسفريات الخارجية .
50 . هدم بيوت المناوئين بذرائع واهية : لفتح طرق جديدة ، والتسبب بالذى للجمهور وغيرها .
51. الكتابة على الجدران ضد الوطنيين المعارضين ، للنيل من سمعتهم ، حيث يقوم أزلام الاحتلال الأجنبي أو النظام القمعي بمحاولة تشويه سمعة الثوار المناهضين للفساد . وهذه الحالات لا تنطلي على الجمهور وسرعان ما تتكشف الأمور ويتبجح بعض أفراد الشلة العمياء بكشف الأمر فتظهر الأمور على حقيقتها . وهذا يسبب في تعرية الجواسيس والعملاء ويحد من نشاطهم .
52. إحضار فتاة مومس أمامك عارية تماما لاستفزازك ، ومحاولة الايقاع بك ، وتصويركما تصويرا فتوغرافيا وعبر الفيديو فلا تجزع واطرد هذه الشيطانة الانسية واضربها إن إقتربت منك ، وارفع صوتك عليها وعلى من جلبها ، فهذه طريقة سخيفة وتافهة للايقاع بذوي النفوس الضعيفة .
53. التعذيب البدني بالحرق أو بالسجائر أو التعذيب الكهربائي .
54. الشبح أثناء الاعتقال والاحتجاز بالحبس الانفرادي أو الجماعي ، وتعصيب العينين وتكبيل اليدين وتصفيد الرجلين والربط بمواسير المياه ، واستخدام الدوشات الباردة شتاء والساخنة صيفا .
55. عرضك على جهاز ما يسمى بكشف الكذب ، فهذا جهاز كذاب كصانعه ، وتحرك دائما أثناء وضع أنابيب الضغط وغيرها على بدنك وأثناء حديثك ، ولا تجب بنعم أو لا ، كما يطلب منك ، بل لتكن إجابتك بجمل إنشائية طويلة ، وكن أنت من يحقق مع محققك الافتراضي .
56. تدبير حالات القتل المتعددة : الانتحار ( الصوري ) ، الشنق ، الخنق وغيرها .
وهذه الطرق جميعها يلجأ لها الاحتلال الأجنبي بصورة منظمة ، كما تلجأ لها الأنظمة الدكتاتورية القمعية الفاسدة كذلك ، كما يحصل مع الاحتلال الصهيوني في فلسطين الذي يستخدمها للقضاء على الثورة الشعبية والانتفاضات الفلسطينية منذ عام 1948 .
عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة
يقول الله الغني الحميد تبارك وتعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)}( القرآن المجيد - البقرة ) .
إذا كان أحدكم قد واجه اي نوع أو شكل من أساليب الترغيب والترغيب ، فليعلم أن الله يحبه ، وأنه على الصراط المستقيم ، وأنه هو الأقوى ، وأن أهل القمع والطمع الدنيوي هم الضعفاء ، فالدنيا زائلة ، والله يمهل هؤلاء الانذال السفهاء ولا يهملهم ، فإذا أمسكهم فلن يفلتهم ، وسينقلب سحرهم على أنفسهم . فيا عباد الله فاثبتوا ولا تخافوا من أصحاب السعير .. ولترص الصفوف في الجهاد في سبيل الله ، بنوعيه الأكبر والأصغر ، ولا تخافوا من أعدائكم وأعداء الله ، فسوف تهابكم وتخاف منكم شياطين الإنس والجن على السواء ، فتمسكوا بحبل الله المتين ، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تتفرقوا ولا تخافوا في الله لومة لائم ، فالنصر حليف المؤمنين ، ولينصرن الله من ينصره ، والعاقبة للمتقين . ولا تنس ترديد ( اللهم أكفنيهم بما شئت ، وكيف شئت ) ، وفواتيح سورة يس . وإعلم أن الموت واحد ، وأن الأعمار بيد الله ، فلا تخف من جلاديك ، ولكل أجل كتاب ، وأن الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك ، فكن تقيا قويا بإيمانك فالنصر لك بعد البلاء والابتلاء .
كلمة أخيرة .. فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا
يقول الله ذو الجلال والإكرام عز وجل : { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}( القرآن المجيد - فاطر ) .
وجاء في مسند أحمد - (ج 17 / ص 107) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ " .
على أي حال ، إن لعبة الحكم السادية ، باتباع كل هذه الطرق الشيطانية الخبيثة ، سواء عبر أساليب الترغيب أو الترهيب ، التي تلجأ لها الأنظمة السافلة الفاسدة في اي بلد من البلدان في اي قارة من قارات العالم ، التي يستشري فيها الفساد والإفساد ، هي طرق ملتوية خبيثة ، لا تحترم الانسان ولا تقدر قيمته ، وتعتبر من التعديات السافرة الفاضحة على حقوق الانسان وكرامته وعزته . فالإنسانية القويمة في الإنسان تكمن في توفير سبل الحياة الكريمة لا اللئيمة له ولعائلته الصغيرة أو الكبيرة .
وتقوم سياسة الدول الاستبدادية في سبيل إبقاء هيمنها على الشعب أو الأمة المضطهدة بعدة خطوات لالهاء الناس عن سياستها القمعية القبيحة وتحييد المعارضة الفعالة وفق أربعة أسس تتمثل في : الاستجداء والإلهاء أو الإقصاء أو الإنهاء .
وتتبع الدول الكبرى والمنظمات العالمية الفاجرة الكافرة هذه الأساليب والطرق الخبيثة بشقيها الترغيبي والترهيبي ، كالماسونية والصهيونية العالمية والإمبرالية الدولية الأمريكية والأوروبية والروسية والصينية والأنظمة الديكتاتورية القمعية في العالم ، سواء أكانت صغيرة أو كبيرة في اي قارة من قارات العالم ، لاثناء المناوئين عن معارضتهم ، والعمل على الاستقرار القائم على الفساد والافساد في الأرض من أجل تحقيق مكتسبات دنيوية زائلة ، لا تقدم ولا تؤخر في عمر الإنسان .
وحري بالإنسان السوي أن يبتعد عن الطغاة البغاة التي ينشرون ويأمرون بالمنكر ويبثون السفائل والرذائل ، ويحاربون الأمر بالمعروف بين الناس .
فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .
ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد ، نوح ) .
وختامه مسك ، فندعو بهذا الدعاء الخالد الذي ورد بكتاب الله العزيز : { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) }( القرآن المجيد – البقرة ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .
نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحريرا في يوم الجمعة 7 رجب 1434 هـ / 17 أيار 2013 م
جوال فلسطين :
0598900198
بريد الكتروني :
k_alawneh@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق