الجمعة، 12 أبريل 2013

خطبة الفتاة للزواج الإسلامي د. كمال إبراهيم علاونه

التهنئة بالزواج - بارك الله لك وبارك عليك وجميع بينكما في خير
خطبة الفتاة للزواج الإسلامي
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الشهيد عالم الغيب والشهادة ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}( القرآن المجيد – النساء ) .

بعد أن يتم الاتفاق الأولي بين أسرتي الشاب والفتاة ، حسب الشريعة الإسلامية الغراء ، على إقتران الشاب الخاطب الفتاة المخطوبة رسميا ، تتوجه الجاهة المؤلفة من مجموعة من الأشخاص ويتراوح عددها بين العشرة والمائة شخص ، ( أقل أو أكثر ) حسب العادات والأعراف والتقاليد الإسلامية العريقة في فلسطين أو غيرها من البلدان الإسلامية ، لطلب ( يد الفتاة ) للزواج من الشاب المعني ، وفي هذه الحالة يكون أحد الأشخاص مندوبا عن أهل العريس أو الجاهة المرافقة ناطقا رسميا باسمهم لطلب الفتاة للزواج ، وعادة ما يكون إنسانا ضليعا في هذه الأمور أو ممن له تجربة أو من الأشخاص المتدينين ، أو من وجهاء البلد ، ليتولى توجيه خطبة أو رسالة اجتماعية تطلب الفتاة للزواج على الطريقة الإسلامية ، ويحضر أهل العروس فنجان أو فناجين القهوة ويضعونها على طاولة أمام الناطق الرسمي باسم العريس والجاهة الإسلامية ، ويمكن أن يكون نص خطبة الفتاة بعد أن يقف الناطق باسم جاهة الخطبة وبجانبه العريس أو والده أو وكيله كالآتي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وكفى ، والصلاة والسلام على إمام المتقين محمد رسول الله المصطفى ، ومن على أثره الإسلامي القويم اقتفى ، وبعد ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
يقول الله عز وجل في الكتاب العزيز : { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)}( القرآن المجيد ، الروم ) .
وقال الله الخبير العليم تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}( القرآن المجيد – الحجرات ) .
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ” ( صحيح البخاري – (ج 15 / ص 498) ) . وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ، وَتَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ ، وَمَنْ كَانَ ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَيْهِ بِالصِّيَامِ فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ ” ، ( سنن ابن ماجه – (ج 5 / ص 439) .
باسمي واسم العريس ( فلان بن فلان ) ووالد العريس ( أبو فلان ) وأهل العريس وباسم الجاهة الكريمة جئنا نخطب ونطلب ابنتكم ( فلانه بنت فلان ) للزواج من إبننا الأديب ( فلان بن فلان ) على سنة الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، حسب الدين الإسلامي الحنيف راجين من حضرتكم الموافقة والقبول على النسب والمصاهرة بيننا وبينكم .
وإذا كان الرجل الراغب في الزواج متزوجا ويريد ان يتزوج بفتاة أو امرأة أخرى ، فيستحسن أن يقول ويضيف الخاطب في خطبة الزواج ، بعد آية الزواج الأولى المذكورة آنفا . يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) }( القرآن المجيد ، النساء ) .
( ثم ينتظر الرد الإيجابي عادة من مندوب أهل العروس كأن يكون أباها أو أخاها أو كبير العائلة ) .
وكيفية الرد على طلب الفتاة في خطبة الزواج : يقف مندوب أهل العروس ، ويفضل أن يقول الآتي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين ، وبعد ،
أهلا وسهلا ومرحبا بالجاهة الكريمة ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) ( سنن الترمذي – (ج 4 / ص 260) .
وبناء عليه فإنه يطيب لنا ويشرفني ويشرف والد العروس وأهل العروس ، أن نبارك لكم ونقدم لكم أبنتنا المصون ( فلانه بنت فلان ) زوجة لإبنكم على سنة الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم . ويطيب لنا أن نكون أنسباء متأخين في الله سبحانه وتعالى .
مباركة عليكم . وتلهج الألسن : مبارك يا عريس . مبارك للجميع إن شاء الله . الفاتحة .
( يتم قراءة الفاتحة سرا من الحاضرين أهل العروسين ( أهل العروس وأهل العريس والحاضرين على السواء كل في نفسه ) . ثم يتم شرب فناجين القهوة بتوزيعها على الحاضرين ، ويتبعها توزيع الحلوى ( البقلاوة أو الكنافة ، أو العصير والشيكولاتة ) .
وأثناء ذلك يقوم المأذون الشرعي الإسلامي ( إن لم يكن قد تم عقد القران في المحكمة أو في بيت العروس سابقا ) بعقده في جلسة الجاهة والطلب من الحاضرين الهدوء ، عبر ترديد الإيجاب والقبول بين العريس أو وكيله ووكيل العروس ( والدها أو أخاها أو من يمثلها إذا كانت يتيمة ) وتسميه المهر المعجل والمؤجل وتوابعهما ، من ولي أمر العروس وموافقة العريس أو من ينوب عنه ، كأن يكون ( 3 آلاف دينار أردني مهرا معجلا ، و5 آلاف مهرا مؤجلا ، و3 آلاف اثاث بيت : خزانة ، سرير الزوجية ، أدوات كهربائية ) وتستكمل إجراءات عقد القران ، بحضور ولي أمر الفتاة وموافقتها في غرفة مجاورة ، ثم يتم عقد القران بوجود شاهدين على العقد من أهل الفتاة المخطوبة وأهل العريس ، ودفع مهر العروس .
ويقول لهما المأذون الشرعي والحاضرون من الأهل والأصدقاء والأحباب ، في نهاية عقد القران كما جاء في سنن ابن ماجه – (ج 6 / ص 20) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَّأَ قَالَ :
” بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ وَبَارَكَ عَلَيْكُمْ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ ” .
والله ولي التوفيق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


باقة ورد للتهنئة بالافراح

ليست هناك تعليقات: