السبت، 24 نوفمبر 2012

صفارات الإنذار بعملية حجارة السجيل .. والذهول الصهيوني في تل ابيب والمستوطنات اليهودية .. يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ


انبطاح جنود يهود بالشارع جراء صواريخ المقاومة الفلسطينية

صفارات الإنذار بعملية حجارة السجيل .. والذهول الصهيوني في تل ابيب والمستوطنات اليهودية .. يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ الشهيد عالم الغيب والشهادة ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) }( القرىن المجيد - المنافقون ) .


استهلال

بعد بدء العدوان اليهودي الصهيوني العبري ( الإسرائيلي ) على قطاع غزة ، واغتيال الشيخ احمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام عصر يوم الاربعاء 14 تشرين الثاني 2012 م ، ولأول مرة في التاريخ الصهيوني - الفلسطيني المعاصر ، إنهمرت صواريخ الأذرع العسكرية التابعة للفصائل الاسلامية وخاصة حركتي حماس ( كتائب الشهيد عز الدين القسام )  والجهاد الإسلامي ( سرايا القدس ) وحركة المقاومة الشعبية ( كتائب الناصر صلاح الدين ) وغيرها من الأذرع العسكرية للفصائل الوطنية كحركة فتح ( كتائب شهداء الأقصى وأجنحتها ) والجبهتين الشعبية ( كتائب ابو علي مصطفى ) والديموقراطية ( كتائب المقاومة الوطنية )  وخلافها .
ووصل مدى صواريخ بعض هذه الأذرع مثل كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرابا القدس لمدى متوسط ، حيث هتفت هذه الصواريخ بالمحق والخراب في عديد المستوطنات اليهودية المقامة على أرض فلسطين المحتلة عام 1948 ، كما حصل في تل الربيع المحتلة ( تل ابيب ) وهرتسيليا  شمالا وفي القدس المحتلة في الوسط وفي ديمونا بالنقب المحتل جنوبا ، كما طالت هذه القذائف الصاروخية الفلسطينية عشرات التجمعات السكانية اليهودية مثل اسدود وعسقلان وبئر السبع وغيرها . ولأسباب غير معروفة لم تدوي صفارات الانذار في مطار اللد ( بن غوريون ) عصب الملاحة المدنية الصهيونية للعالم ن وذلك رغم الاعلان الرسمي الصهيوني عن توجيه الطائرات لمطار سري في الشمال . ولم يتم توجيه صواريخ فلسطينية باتجاه حيفا التي يؤمن اليهود التوراتيون بهزيمتهم في معركة ( هار مجدون - جبل مجدو ) قرب حيفا .

الملاجئ الأرضية السفلى والملاجئ السماوية العليا

على اي حال  إن هدير الصواريخ الفلسطينية المنطلقة من مرابضها المخفية في قطاع غزة جنوبي غربي فلسطين المحتلة ، هزت أركان جيش الاحتلال الصهيوني من جهة وآلمت النفسية اليهودية العامة في الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة بشكل مؤثر ومباشر غير مسبوق في التاريخ المعاصر سوى في حالة صواريخ حزب الله اللبناني في صيف 2006 .
ولم تفلح عشرات آلاف الملاجئ اليهودية المعدة من الافراد اليهود والجيش الصهيوني والدفاع المدني الداخلي ، في استيعاب الكم الهائل الهارب من يهود فلسطين المحتلة ، من قدوم الصواريخ الفلسطينية أو شطاياها المنتشرة هنا وهناك ، بل هرول مئات الآلاف من يهود الكيان العبري ، منكسي الرؤوس وفاقدي الاتزان والوعي ، في شتى التجمعات السكانية اليهودية نهارا وليلا على السواء ، للابتعاد عن مرمى هذه الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي تضرب في اوقات متباعدة .
انبطاح جنود يهود بالشارع جراء صواريخ المقاومة الفلسطينية
ومما زاد الطين بلة في نفسيات اليهود ، الشرقيين ( السفارديم ) والغربيين ( الاشكنازيم ) ، العسكريين والمدنيين ، على السواء وصول زخات أو صليات من الصواريخ الفلسطينية لتجمعات كبيرة وحساسة مثل تل ابيب ( العاصمة الادارية والاقتصادية والعسكرية الحقيقية للكيان الصهيوني ، والقدس المحتلة العاصمة السياسية المزعومة للكيان العبري المصطنع .
ففي ساعات الليل أو النهار هرول في تل ابيب نحو مليون يهودي من الذكور والإناث ، نحو الملاجئ المعدة مسبقا بعد إطلاق صفارات الإنذار الصهيونية بأمر من جيش الاحتلال الصهيوني والدفاع المدنى . وفي إحدى المرات ، إضطر الدفاع المدني اليهودي لاخلاء مقر مجلس الوزراء بزعامة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو نفسه ، في تل ابيب ، والنزول للملاجئ ، بالقرب من شبكة الصرف الصحي ، وهذه المرة ليس للتدريب أو التمرين استعدادا للطوارئ المفترضة كما هو بالتمرينات والمناورات العسكرية والمدنية السابقة ، في الأيام الخالية ، بل هي للطوارئ الحقيقية ، وهذا الأمر ساهم في تحطيم النفسيات اليهودية في تل ابيب للحضيض بصورة غير متوقعة ، فالصفير المتواصل وفق منظومة ( الإنذار المبكر - الصفارات الالكترونية المدوية بصوتها الحزين ) قبل سقوط الصاروخ الفلسطيني المنطلق من قطاع غزة جنوبي غربي فلسطين المحتلة ، ارهق السكان اليهود وجعلهم يعيشون في حالة من الرعب والياس والاحباط النفسي والقلق والخوف والهلع الشديد مما سبب الحقد على الفلسطينيين عامة وعلى الثلاثي الصهيوني ، زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة العبرية ، وايهود باراك وزير الحربية الصهيونية ( من حزب استقلال ) ، وافيغدور ليبرمان وزير الخارجية الصهيونية من حزب إسرائيل بيتنا ، الذي يقود العملية الاجرامية العسكرية ضد ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

من الأجدى الخيار الاستراتيجي العسكري أم السياسي الفلسطيني أم كليهما معا ؟

جاءت الحرب اليهودية الظالمة ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني المسلم بقطاع غزة ، في آخر يوم من السنة الهجرية 1433 هـ ، ومطلع شهر محرم 1434 هـ ، لفرض الوحشية والعنجهية اليهودية الصهيونية الغثة ،
لتحقيق عدة أهداف عسكرية وسياسية واقتصادية والابقاء على الحصار الصهيوني لقطاع غزة ، والدعاية الانتخابية للاحزاب الصهيونية الحاكمة في تل ابيب على اشلاء الشهداء والجرحى الفلسطينيين ، وجس نبض الثورات الإسلامية المعاصرة في الوطن العربي الكبير والوطن الإسلامي الأكبر ، ومعرفة رد فعلها على العدوان الصهيوني الجديد ، وتجريب أسلحة صهيونية وامريكية جديدة ، واختبار الرد العربي والاسلامي على العدوان الصهيوني والامريكي المزدوج بدعم أوروبي على إيران الإسلامية  مستقبلا بدعوى ومبررات واهية تتمثل في وجود المفاعلات النووية الايرانية . فكان الرد الفلسطيني حازما وحاسما ، ضد التسلط العسكري والبغي والعنجهية الصهيونية المتعجرفة . فهذا حال يهود الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة من رد المقاومة الفلسطينية البسيط نوعا ما ، فكيف سيكون الرد الايراني الصاروخي الباليستي المزلزل في حال شن العدوان الصهيوني - الامريكي على المنشىت النووية الايرانية ؟ فانتظروا إنا منتظرون !!! .
برأينا ، هذه رسالة سياسية وعسكرية فلسطينية صغيرة من المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة للادارة الأمريكية وللإدارة العبرية من حكام تل ابيب ، جملة وتفصيلا ، إن الظلم لا يمحوه إلا نور ونار الصواريخ بمستوياتها الثلاثة : القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى ، لتحقيق الحقوق العادلة للشعوب المقهورة من قوى الظلم والظلام الموجه ضد الأمة الإسلامية في جميع انحاء العالم .
لقد اثبتت المقاومة الفلسطينية ، في هذه الجولة من جولات الصراع مع الباطل ، انه لا يفل الحديد الا الحديد ، وعدم الاستجداء بالخيار الاستراتيجي الوحيد للسلام . فالسلام المؤزر هو القائم على الخيار الاستراتيجي العسكري الأوحد ، عبر الاستعداد الايديولوجي والنفسي والعسكري والاقتصادي والثقافي والاعلامي وليس عبر سلسلة متواصلة من اجتماعات المفاوضات العبثية بلا نتائج فعلية على الأرض .
ويمكننا القول ، بحيادية وموضوعية علمية ، إن المشروع الوطني الفلسطيني من جهة والمشروع القومي العربي من جهة ثانية ، الذي اصبح ذيلا لامريكا وأوروبا ، بزعمائه ورموزه المتخاذلين ، قد هوى كليا بلا رجعة في نفسية الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية ، ونهض المشروع التحرري الإسلامي بزعامة تركيا الإسلامية وإيران الإسلامية ومصر وليبيا وتونس العربية المسلمة ، التي تتحدى ظاهريا وباطنيا المشاريع الامريكية والصهيونية والاوروبية الاستعمارية القذرة في الوطن الإسلامي . فالمشروع الإسلامي العالمي هو الحل الوحيد الأمثل لحل المشاكل المستعصية في العالم عامة ، وفي فلسطين خاصة . وكفى وضع الرؤوس في الرمال كالنعامة وآن الأوان للصحوة الإسلامية الجهادية الإقليمية والقارية والعالمية لأن تأخذ مسيرتها الانسانية المظفرة لتحقيق النصر الإسلامي المبين .

حرب الأربعائين التشرينية .. تشرين الثاني 2012 م / محرم 1434 هـ

ثمانية أيام حسوما ، إمتدت بين الأربعائين الثانية والثالثة : بين الأربعاء الزمنية التشرينية الثانية في 14 تشرين الثاني الجاري ، والأربعاء التشرينية  الثالثة في 21 تشرين الثاني 2012 ، من القصف الصهيوني الليلي والنهاري المكثف ، على مدن وبلدات ومخيمات قطاع غزة الفلسطيني الذي يؤوي 1.7 مليون فلسطيني يعيشون في بقعة جغرافية ساحلية صغيرة تبلغ نحو 363 كم2 .
وفي المقابل إمتدت حمم الصواريخ الفلسطينية لتشمل مدى 5 ملايين يهودي من أصل 6 ملايين يهودي يعيشون في الكيان الصهيوني بفلسطين الكبرى المحتلة ( ما بين البحر الطيب - البحر الأبيض المتوسط غربي فلسطين ، والبحر الميت - بحر الملح شرقي فلسطين ) . لقد إنهزمت العقلية الوحشية الصهيونية حيت استقبلت المستوطنات اليهودية المقامة على ارض فلسطين التاريخية ما بين البحرين الطيب والميت ، مرغمة قرابة 2500 صاروخ فلسطيني ، وهذا يعني إنطلاق 2500 صفارة متواصلة من صفارات الانذار والتحذير الآني ، عدا عن إنطلاق صفارات الانذار بطريق الخطا ، للدخول إلى الملاجئ اليهودية المحصنة ، والنزول من الحافلات والمركبات العامة والخاصة والانبطاح على الأرض ، فهو رعب كبير ما بعده رعب ، ( وكل يحاول أن ينفد بريشه ) كما يقول المثل الشعبي العربي . فترى هروب الجنود اليهود لداخل الملاجئ بالقواعد والثكنات العسكرية ، والنزول السريع على سلالم وزارة الحربية الصهيونية في تل ابيب نحو أسفل سافلين ، للهروب من الحمم الصاروخية الآتية عبر الأفق من مرابضها الخفية في قطاع غزة .
فرغم تحليق عشرات الطائرات الحربية الامريكية الصنع من إف 16 وإف 15 وطائرات الاباتشي وطائرات الاستطلاع الصهيونية وقصفها لمئات المواقع الفلسطينية ، ومعظمها مقرات مدنية ومنازل للمواطنين الفلسطينيين ، ورغم الاستعانة الالكترونية بالاقمار الصناعية الامريكية والصهيونية والأوروبية ، رغم هذا وذاك إستطاعت المقاومة الفلسطينية : الإسلامية والوطنية من الدفاع عن نفسها باقل القليل ، وأن ترسل للغرباء الطارئين الدخلاء الآتين لاستعمار واحتلال الأرض الفلسطينية المقدسة قرابة 2500 هدية صاروخية مليئة بالمتفجرات من طراز أرض - ارض ، وارض جو ، وأرض بحر .. نعم لقد كانت 8 أيام من الصفير الصباحي والمسائي ، الليلي والنهاري على السواء ، فلم ينم 176 ألف جندي نظامي يهودي هو تعداد جيش الاحتلال الصهيوني وغيرهم 450 ألف جندي احتياطي ، حيث تم استدعاء 75 ألف منهم بقرار حكومي سياسي وعسكري ، للخدمة الفعلية كجزء من الحرب النفسية على المقاومة الفلسطينية والتلويح بالاجتياح البري لقطاع غزة ، و6 ملايين صهيوني بصورة إجمالية ، جراء الخوف والهلع المتواصل غير المنتظم ، وكل مستوطن يهودي يخاف على حياته وحياة أسرته .
إن هذه الأيام الثمانية الحربية المضادة والمناقضة لبعضها البعض المشهودة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني المتصارعين ، مرت بثوانيها ودقائقها وساعاتها طويلة جدا فاليوم فيها عن أسبوع بل عن شهر بل عن سنة بكاملها لدى الجمهور اليهودي ، فكانت تزحف زحفا بطيئا كالسلحفاة ، فطالت طولا غير معهود ، لما حملته من حمل عسكري ونفسي ثقيل كما أوردته وسائل الاعلام العبرية المتعددة .
وعلى الجانب الآخر ، فالمواطن الفلسطيني ، في فصل الخريف هذا ، ليس لديه الملجأ الأرضي ليلجأ إليه ويحتمي فيه من حمم الصواريخ الجوية التي تنهال على رأسه من الفضاء ، في اي فصل من فصول السنة الأربعة : الشتاء أو الربيع أو الصيف أو الخريف ، بل لجأ للملجأ الرباني السماوي ليوجه رسالة المظلوم لله الخالق العدل سبحانه وتعالى فهو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين . فما ملجأ إلا منه وإليه .. وهو ملجأ ، ولا شك ، متين ومنيع ، فصعدت أرواح الشهداء للسماوات العلى في أعلى عليين ، بينما هبطت أبدان اليهود للأسفل في الأرض الأولى في الملاجئ السفلية الترابية الاسمنتية المحصنة للاختباء من حمم الصواريخ الهابطة من السماء فوق رؤوسهم .
وشتان ما بين الأمرين ، في الفترة الزمنية الممتدة لثمانية ايام ما بين أيام الأربعائين : الأربعاء الثانية والأربعاء الثالثة في شهر تشرين الثاني 2012 ( يوم الأربعاء 14 / 11 حتى يوم الأربعاء 21 / 11 / 2012 م ) ، فالقاذف والمقذوف مختلف عن الآخر ، واللاجئ والملتجئ يناقض الآخر ، في الأهداف والوسائل الايديولوجية والعسكرية والنفسية والشخصية .
لقد قصف تل ابيب مرات ومرات ، ودوت صفارات الإنذار بصورة مرتفعة لعنان السماء ، وفي هذه المرة لم يكن النفخ بقرون الغزلان أو النعاج ( الأكباش ) كما حصل في غرة هذه السنة العبرية 5773 عبرية ، ولم تفلح التسمية الدينية اليهودية المستوحاة من العهد القديم بالكتاب المقدس ( التوراة ) في صد حجارة السجيل المستوحاة من القرآن العظيم ، الدستور الإسلامي الخالد لجميع الأمم والشعوب على الأرض .

شجرة الغرقد اليهودية .. والصفير اليهودي الالكتروني لا اليدوي

جاء في صحيح مسلم - (ج 14 / ص 140) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " .
كما هو معروف ، فإن يهود فلسطين المحتلة ، في جميع التجمعات السكانية اليهودية ، يهتمون بزراعة ورعاية شجرة الغرقة اليهودية ، لعلها تفعل فعلها بحماية من يستظل بظلها من اليهود ، على اختلاف تياراتهم ومشاربهم الايديولوجية الدينية والقومية والسياسية والاقتصادية . فلم تنفعهم اشجار الغرقد ، ولم تحميهم صفارات الانذار المدوية في جميع أرجاء الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة ، فباغتتهم صواريخ معركة ( حجارة السجيل ) في عقر دارهم التي نهبوها من أصحابها الأصليين من الفلسطينيين الباقين أو النازحين أو اللاجئين في المنافي والمهاجر والشتات في العالم . وكلما دوت صفارات الإنذار يصوتها الجهوري الإلكتروني العالي يسارع يهود فلسطين المحتلة للاختبار داخل الملاجئ والأنفاق ، وفي أجراج البنايات والعمارات الشاهقة وفي المراحيض ، كما ينبطحون وبطونهم على الشوارع ويختبؤون تحت شجر الغرقد المزروع في المستوطنات ظنا منهم أن القيامة ستقوم على رؤوسهم . بمعنى أدق فإن صفارات الانذار تحذرهم وتنذرهم وتؤدي بهم للذل والهلع والخنوع للتعليمات الأمنية الصهيونية خوفا على ارواحهم وأبدانهم . وماذا يفيد الانبطاح بالشوارع العامة أو الفرعية سوى جلب المذلة والابتذال والتصغير والتفزيم للهامات اليهودية المتعجرفة . وعلى النقيض من ذلك ، فإن شعب فلسطين يسارع لسماع صفارات الانذار الصهيونية عبر الفضائيات العبرية للتسلية والتشفي ورغبة جامحة في وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية لتضرب اليهود في عقر دارهم جزاء بما فعلته أيديهم التي تمارس السادية والتعذيب النفسي والجسدي ، كالقهر العسكري والظلم الاجتماعي والاستغلال الاقتصادي والحرمان السياسي ضد الفلسطينيين ، أصحاب البلاد الأصليين .
ونستطيع القول ، إن الاختباء الصهيوني في الملاجئ وتحت اشجار الغرقد والانبطاح بالشوارع له خوفا من الصواريخ الفلسطينية ، وقع نفسي مزدوج : الأول : بفعل هدير صاروخ المقاومة الفلسطينية الذي يتجول في السماء . والثاني : وقع صوت صفارات الانذار التي تضيف هلعا فوق الهلع الاصلي . وبالتالي فإن سقوط الصاروخ الفلسطيني يعطي أكله مرتين ، ويحطم النفسية اليهودية العامة والخاصة ، ولا نستثني من ذلك كبار القادة العسكريين والسياسيين ونواب الكنيست اليهود.

الهزة الصاروخية الفلسطينية المباغتة ليهود فلسطين المحتلة

جاء في صحيح البخاري - (ج 10 / ص 124) إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ . ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ " .
الصواريخ الفلسطينية ضد المستوطنات اليهودية
على اي حال ، لقد اصابت حمم القذائف الصاروخية الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة ، كل المناطق التي وجهت باتجاهها ، فسببت الذهول العقلي والنفسي والرجفة البدنية لمعظم يهود الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة . ففي أعقاب كل شهيد أو جريح فلسطيني جاء الرد المقاوم بشكل مباشر أو غير مباشر ، ليضيف صفيرا الكترونيا صهيونيا متصاعدا ومتواصلا في الجنوب والوسط والشمال ، وبالتالي التسبب بزعيق يهودي متواصل ، مما ساهم في الاسراع السياسي والعسكري الصهيوني للتوقيع على ( التهدئة ) برعاية مصرية وامريكية ، على ابواب الانتخابات البرلمانية الصهيونية للكنيست التي ستنظم في 22 كانون الثاني 2013 ، حيت تتسابق الاحزاب الدينية والقومية واليسارية الصهيونية على مقاعد الكنيست ( البرلمان الصهيوني ) البالغة 120 مقعدا .

إطلاق النار الصهيونية .. والصواعق الصاروخية الفلسطينية

يقول الله الحي القيوم جل ثناؤه : {  مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}( القرآن المجيد - البقرة ) .
الشرطة اليهودية تفحص بقايا صاروخ فلسطيني
لقد اضاءت الصواريخ الفلسطينية ، درب الحرية والاستقلال الوطني الفلسطيني المنتظر بفارغ الصبر ، في سابقة فريدة من نوعها في التاريخ الفلسطيني واليهودي والانساني العالمي ، الماضي والحاضر والمستقبل ، بينما فجرت حمم هذه الصواريخ اللهيب الصارخ في نفوس يهود فلسطين المحتلة ، ليسارعوا لطلب التهدئة ووقف إطلاق النار التي بدأوها في 14 تشرين الثاني 2012 ، قبل يوم واحد من احتفال الشعب الفلسطيني بالذكرى أل 24 ( 15 / 11 / 1988 - 2012 ) لإعلان وثيقة الاستقلال الوطني القاضي بإعلان ( دولة فلسطين ) ، هذه الدولة الفلسطينية العتيدة التي لم ترى النور حتى الآن بسبب التكالب الامبريالي الامريكي والاوروبي والصهيوني العالمي على فلسطين وشعبها الأصيل في الأرض المقدسة .

الرعب الفلسطيني .. وتهاوى الحصون العنبكوتية العسكرية الحديدية والاسمنتية والنفسية اليهودية

يقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى : { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)}( القرآن المجيد - الحشر ) .

لقد تكبد يهود فلسطين المحتلة ، خسائر بشرية واقتصادية باهظة ، وردت مكائدهم ومؤامراتهم الى نحورهم ، فقتل 21 يهوديا وجرح حوالي 700 آخرين ، رغم التعتيم الحكومي والتكتم الاعلامي اليهودي عن عدد القتلى والجرحى الحقيقيين . فلم تنفعهم التحصينات العسكرية والجدارية الاسمنتية الغليظة السميكة . فشاهدنا عبر شاشات التلفزة وشبكة الانترنت الرعب الشديد والهروب العسكري والمدني اليهودي ، من مئات الصواريخ الفلسطينية التقليدية . فاين المفر ؟؟ لقد كان الهروب إلى الملاجئ والأنفاق الأرضية ، المعدة سلفا ، فظن هؤلاء القوم الدخلاء بأن حصونهم وملاجئهم الأرضية القريبة والبعيدة مانعتهم ، ولم يعتبروا ويكفوا عن ظلم ابناء الشعب المسلم العربي الفلسطيني ، هذا الشعب المعذب من ظلمهم وضلالهم وأضاليلهم القديمة والمعاصرة ، فيحرمونه الحق الطبيعي في الحياة الكريمة منذ عام 1948 ، عام الاقتلاع والنكبة العسكرية والسياسية الكبرى .
وحسب الإحصائية الرسمية والشعبية الفلسطينية فقد بلغ عدد الشهداء 163 فلسطينيا ، و1222 جريحا ، خلال الأيام الثماني العجاف ، كمقدمة للسنوات الخصبة التي ستأتي بالخير العميم بعد تحيق النصر النهائي بإذن الله .
ولعل هذه الجولة من المعركة الصاروخية ، ستكون نواة وبداية للحرب النهائية التي ستقع في أرض فلسطين ، لتكون مقبرة لكل ظالم من الظالمين ، لتضع نهاية حتمية للوجود الاحتلالي الصهيوني في الأرض المقدسة ، التي لا ريب فيها ، قبل يوم الدين .

الزلزلة الفلسطينية .. لأصحاب الفيلة الجدد في الأرض المقدسة الشمالية

يقول الله الواحد القهار سبحانه وتعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) }( القرآن المجيد - الفيل ) .
على العموم ، لقد تدحرجت الفيلة الجدد وأصحابها من الثلاثي الحزبي الحاكم في تل ابيب وهم ( بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان وايهود باراك ) ومن لف لفهما وعمل على شاكلتهما ، ونسوا أو تناسوا أن الحل لا يمكن أن يكون عسكريا بل سياسي دبلوماسي .
فجاء الرد الاسلامي الفلسطيني ، لجرائم الحرب الصهيونية ، بالمجابهة الجديدة بين أتباع الحق العظيم وبين أتباع الباطل اللئيم بفلسطين المحتلة ، وفق ما أطلق عليه فلسطينيا ( معركة حجارة السجيل ) ليكون سجيلا منضودا من الصواريخ الفلسطينية المؤثرة لا العبثية أو الكرتونية ضد الاهداف اليهودية الحيوية بجميع اشكالها وصورها . لقد هزمت الفيلة اليهودية الصهيونية في الميدان العسكري والسياسي والنفسي ، شر هزيمة وارتدت على أعقابها مهرولة منكوسة تجر اذيال الهزيمة النكراء ، باعتراف القاصي والداني ، من الجنرالات العسكريين الصهاينة ، كالجنرال شاؤول موفاز  والجنرال ايهود باراك وغيرهما ، وإنتصرت إرادة المقاومة الفلسطينية التي أظهرت إرادة وشجاعة وبسالة جهادية مقاتلة غير خائفة من العدد والعدة العسكرية والالكترونية الصهيونية وابواق الإعلام العبرية .
ومهما يكن من أمر ، كان الهدف الفلسطيني هو الدفاع عن النفس المقر والمكفول بجميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية الأرضية الحقة ، ورد كيد الأعداء إلى نحورهم ، ونيل إحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة في سبيل الله ثم في سبيل الدفاع عن الوطن والأهل والشعب ، وكلا الحالتين نصر مؤزر . فخابت الفيلة الصهيونية وخابت اصحابها ، وردت على أعقابها خاسئة خائبة بفضل الله القوي العزيز جل جلاله ، وفرح الشعب الفلسطيني ومقاومته بهذا النصر الأولي بانتظار النصر المبين القادم لا محالة إن شاء الله عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم .

وسائل الإعلام الملتزمة .. ومعركة حجارة السجيل المضادة لعدوان ( عمود السحاب )

لقد لعبت وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وخاصة الالكترونية : البصرية والسمعية والمطبوعة والانترنت ، وخاصة الفضائيات بنشر الأحداث المباشرة أولا بأول ، دورا هاما ومهما في رفع المعنويات الفلسطينية ، فشدت من أزر المقاومين المدافعين عن فلسطين : الوطن والشعب .
كما زادت التعبئة الايديولوجية والنفسية العامة عبر وسائل الاعلام الالكترونية الملتزمة وطنيا وقوميا وإسلاميا ، من الشحنات الكهربائية النفسية لجماهير الشعب الفلسطيني في ضرورة الوحدة الفلسطينية ، وتغليب المصلحة العليا على المصالح الشخصية والحزبية والفئوية ، ضمن خيار التحدي والتصدي والمقاومة للمحتلين ، وساهمت في تعبئة الراي العام العربي والإسلامي والعالمي في نصرة الشعب الفلسطيني . فنظمت التظاهرات الشعبية في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة وتصدت لجنود الاحتلال الصهيوني بالوسائل التقليدية البدائية كرجم الجنود اليهود بالحجارة وإغلاق الشوارع بالمتاريس وإطارات السيارات المشتعلة وترديد النداءات المناصرة للمقاومة الفلسطينية والمنددة بوحشية وهمجية الاحتلال الصهيوني وغيرها .
ومن الأمثلة على هذه الفضائيات : قناة الأقصى الفضائية ، وقناة فلسطين اليوم الفضائية ، وقناة الميادين الفضائية ، وقناة الجزيرة الفضائية وللاسف جاءت قناة فلسطين الفضائية الحكومية الرسمية الفلسطينية التي تبث من رام الله في المرتبة الأخيرة في هذا المضمار . إلا أن أكثرها ديناميكية تعبوية وسياسية وإسلامية تأثيرا على الراي العام عامة في فلسطين كانت قناة الأقصى الفضائية التي تبث من غزة . فقناة الأقصى الفضائية كونها الناطقة باسم الحكومة الفلسطينية بغزة ، فقد قدمت شهيدين بسبب سياستها التعبوية الجهادية الملتزمة الإسلامية الشاملة على مدار اليوم والليلة بالإضافة إلى متابعتها للاقنية التلفزيونية ووسائل الإعلام العبرية في آخر المستجدات العسكرية والسياسية والتعليق عليها وإطلاع ىالمواطنين الفلسطينيين على تاثير الصواريخ الفلسطينية .

إختراق إلكتروني فلسطيني للقناتين الفضائيتين العبريتين الثانية والعاشرة

ردا على الاختراق العبري الصهيوني للإذاعات المحلية الفلسطينية في قطاع غزة وبث بعض المواد الدعائية الصهيونية التي تهدد المواطنين الفلسطينيين ، فقد إخترقت المقاومة الفلسطينية ، القناة العبرية "الإسرائيلية" الثانية، فأكدت القناة بأن حركة المقاومة الاسلامية حماس نجحت يوم الثلاثاء 20 تشرين الثاني 2012 ، من اختراق بث قنوات التلفزة العبرية ( الإسرائيلية ) ، وبثت عبرها رسائل تهديد للجيش الإسرائيلي في حال قرر الدخول براً لقطاع غزة.
وأوضح موقع القناة الالكتروني، أن المئات من المشاهدين اليهود لاحظوا بيوم الثلاثاء ، وهو اليوم السابق لتوقيع التهدئة ، وذلك في تمام الساعة 22:30 مساءاً من انقطاع بث قنوات التلفزيون الثانية والعاشرة لعدة دقائق، وبث شريط فيديو فلسطيني من حركة حماس بعنوان ( رسالة إلى سلاح الدبابات الصهيوني ) .
وحسب الموقع، شُوهد خلال الشريط عناوين باللغة العبرية والعربية تحذر وتهدد الجيش الإسرائيلي من الدخول في عملية برية لقطاع غزة، وصور صاروخ يطلق من قطاع غزة ويدمر دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي على الحدود.
ونسبت القناة عن "ايرز طال" أحد كبار الصناعة الإعلامية في "إسرائيل" وصاحب فضائية خاصة، قوله: "أن الحديث يدور عن حادثة خطيرة وليس مجرد اختراق أو تشويش، وأمل أن تفهم المنظومة الأمنية إلى أي حد هذا الأمر خطير".

إتفاقية التهدئة الرسمية .. بمرجعية مصرية ورعاية أمريكية .. وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ

يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : {  إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}( القرآن المبين - الأنفال ) .
أوردت وسائل الإعلام الالكترونية على الانترنت ، نص الإعلان الرسمي لوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاربعاء 21 تشرين الثاني 2012 ، وذلك عند الساعة السابعة مساء بتوقيت القاهرة وفلسطين ، عن التوصل لاتفاق يقضي بوقف اطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني ليبدأ في تمام الساعة التاسعة من مساء اليوم الموافق 21 / 11 / 2012 م ، عبر جهود إقليمية ( تركية - مصرية - قطرية ) ودولية ( امريكية ) بمشاركة جهود بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة .
وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون

من جهتها شكرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون جهود الرئيس المصري محمد مرسي الذي بذل جهود حثيثة للتوصل لاتفاق وقف اطلاق النار، وأوضحت أن مصر تبذل جهودا لارساء الاستقرار والسلام الشاملى والعادل في المنطقة .
ورحبت بوقف اطلاق النار بين الفلسطينيين و( اسرائيل ) ووقف الصراع بينهما، واشارت الى احترامها لتطلعات الشعب الفلسطيني وامن الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) .
وفيما يلي نص بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني ( إسرائيل)  برعاية مصرية وأمريكية مساء يوم الاربعاء 21 تشرين الثاني 2012 ، والذي وزعته الرئاسة المصرية على الصحفيين:
أ- تقوم اسرائيل بوقف كافة الأشكال العدائية العسكرية والاغتيالات والإجراءات على قطاع غزة برا، بحرا وجوا بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الاشخاص.
ب- تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كافة العمليات من قطاع غزة باتجاه الجانب الاسرائيلي بما ذلك اطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود.
ج- فتح المعابر وتسهيل حركة الاشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان او استهدافهم في المناطق الحدودية ويتم التعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
د- سيتم مناقشة اي قضايا اخرى حال الحاجة لذلك.
آلية التنفيذ :
تضمن الاتفاق 3 آليات للتنفيذ ، هي :
الأولى : تحديد ساعة الصفر لدخول الاتفاق حيز التنفيذ ( التاسعة مساء بتوقيت القاهرة ، مساء يوم الاربعاء 21 / 11 / 2012 م ) .
والثانية : حصول مصر على ضمانات من كل طرف للالتزام بما تم الاتفاق عليه .
الثالثة : في حال وجود ملاحظات من أي طرف عليه الرجوع إلى مصر لمتابعة رعاية المفاوضات.
من جهة فعلية ، بدأت المخابرات المصرية في مناقشة تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة و"إسرائيل" يوم الجمعة 23 تشرين الثاني 2012 .
وذكرت مصادر إعلامية مصرية أن مسؤولاً "إسرائيلياً" كبيراً، قام يوم الخميس 22 تشرين الثاني 2012 ، بزيارة القاهرة حيث التقى رئيس المخابرات المصرية لبحث سبل تنفيذ اتفاق الهدنة.
وأفادت القناة التلفزيونية العبرية الثانية أن رئيس جهاز الموساد الصهيوني ( تامير باردو ) ، هو من يتولى إدارة المفاوضات مع الجانب المصري حول هذه القضية الجديدة .
وأثبتت المقاومة الفلسطينية أنها قادرة على إطلاق الصواريخ باتجاه تل ابيب وديمونا وبئر السبع واسدود وعسقلان وهرتسيليا وغيرها من المستوطنات الاستعمارية اليهودية بفلسطين المحتلة عام 1948 ، حتى في اللحظات الأخيرة لبدء اتفاق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني . كما ثبت فشل القبة الحديدية الصهيونية لاعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية باتجاه جميع المستوطنات اليهودية رغم التكلفة المالية الباهظة لنصب هذه القبة الحديدية الصهيونية .
وبهذا فقد وضعت الحرب أوزارها ، وبحساب الربح والخسارة سياسيا وعسكريا ، فقد ربحت المقاومة الفلسطينية جزئيا ، إذ تم صد الهجمة العدوانية الجوية والبحرية الصهيونية على قطاع غزة الفلسطيني ، وإختفت التهديدات العسكرية والسياسية الصهيونية باجتياح بري لقطاع غزة ، وربحت المقاومة الفلسطينية من خلال الاعداد الفعلي لكسر الحصار الاقتصادي والعسكري الصهيوني المفروض على 1.7 مليون فلسطيني بالطرق السياسية برعاية مصرية ودعم أمريكي والوقوف المصري الصلب لاعلان التهدئة وتجنيب الشعب الفلسطيني بقطاع غزة ويلات الدمار والتخريب الصهيوني لممتلكات المواطنين ووقف عمليات الاجرام بقتل الأبرياء الفلسطينيين وجرح المزيد منهم بلا ذنب او جريرة .
وقال الجنرال الصهيوني وزير الحربية السابق وزعيم حزب كاديما المعارض أن الحكومة العبرية بزعامة بنيامين نتنياهو هزمت وخسرت المعركة وأن المقاومة الفلسطينية انتصرت . وأكد أن حركة حماس انتصرت، وإن "اسرائيل" هي الخاسر الاكبر، وأضاف أن حكومة نتنياهو خرجت تجر ذيول الخزي والعار دون تحقيق اي هدف من الاهداف العسكرية، مطالبا نتنياهو بالاستقالة . وأكد على ذلك بعض المحللين السياسيين اليهود ، بينما ذكر التلفزيون العبري الصهيوني باللحظة الاولى لإعلان التهدئة مع المقاومة الفلسطينية بأن المعركة انتهت بالتعادل بين الطرفين .
كما قال عضو الكنيست اريه الداد، إن "اسرائيل" رفعت الراية البيضاء، وإن نتنياهو طلب من الجيش ( الإسرائيلي ) المغادرة وهو خانع كالكلب الذليل . وطالب عضو الكنيست ميخائيل بن اري، رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني بالاستقالة واتهمه بجر الجيش الى الفشل.

اسباب توقيع تل ابيب لاتفاقية التهدئة

يقول الله العلي القدير عز وجل : {  مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) }( القرآن المجيد - العنكبوت ) .

لقد اجبرت حكومة تل ابيب على توقيع اتفاق التهدئة مع المقاومة الفلسطينية برعاية مصرية - امريكية ، ودعم تركي وخليجي ، لعدة اسباب من ابرزها :

اولا : فعالية صواريخ المقاومة الفلسطينية - إيرانية التمويل والتدريب والتصنيع - التي وصلت لمدى 80 كم لم يكن متوقعا ، وبالتالي زيادة الضغط الشعبي اليهودي لتوقيع الاتفاقية بلا تردد .
ثانيا : الأوضاع الداخلية الصهيونية : تتمثل بما يلي :
أ) التفرغ للمجال الدعائي الانتخابي للكنيست العبري في 22 كانون الثاني 2013 ، وخاصة في ظل التنافس الحزبي اليميني العلماني ، تريد الاحزاب الحاكمة في الائتلاف الحكومي الآن ( الليكود واسرائيل بيتا التي توحدت في تحالف جديد باسم ( الليكود - بيتنا ) وكذلك حال حزب ( استقلال ) بزعامة ايهود باراك وغيرها من الاحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي الحاكم كحركة شاس التفرغ للدعاية الانتخابية وكسب المزيد من الاصوات اليهودية للاستمرار في الحكم في الكيان الصهيوني .
ب) كسب المزيد من الوقت لترميم القبة الحديدية ووضع خطة تطويرية لها ، للتصدي للصواريخ الفلسطينية الآتية من قطاع غزة لتل ابيب وبقية المستوطنات اليهودية .
ج) استراحة للجيش الصهيوني لفترة معينة غير معلنة ، تمهيدا لاطلاق العدوان الصهيوني قبل أو بعد الانتخابات البرلمانية للكنيست الصهيوني . فقد عارض قادة الجيش الصهيوني عملية الاجتياح البري لقطاع غزة خوفا من المفاجئات الجديدة للمقاومة الفلسطينية ، وتكبيد الجيش خسائر بشرية فادحة .
د) الخلاف في الائتلاف الحكومي الصهيوني الحاكم ، وخاصة في المجلس الأمني التساعي ، حول طبيعة المرحلة العسكرية القادمة . فوزير الحرب الصهيوني يعارض الاستمرار في الحرب مدعوما من قادة الجيش الصهيوني ، الذي قهرته المقاومة الفلسطينية المسلحة ، مؤكدا بإنه لا يحن الى غزة لكنه لم يستبعد  احتمال استئناف العدوان عليها، وقال إنه اذا لم يصمد وقف اطلاق النار فإن الجيش سيستأنف نشاطاته العسكرية على غزة ، بينما ايد الدخول بالحرب البرية افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الصهيوني ، فاضطر نتنياهو للرضوخ للضغوط الداخلية والخارجية والخروج مبكرا من إتون الحرب المستعرة .
ثالثا : نشوء حالة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ، وظهور بواردها الشعبية بقوة نصرة لقطاع غزة الذي يئن تحت النيران الصهيونية .
رابعا : حدوث العملية التفجيرية الفلسطينية بحافلة كبيرة في تل ابيب يوم الاربعاء 21 تشرين الثاني 2012 ، ومقتل 3 يهود وجرح 25 آخرين جروح 10 منهم خطيرة وبالغة .
خامسا : الضغوط المصرية ، بالرئاسة والحكومة الاسلامية المدارة من جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها ، وتردي العلاقات السياسية والدبلوماسية المصرية الصهيونية ، مثل سحب السفير المصري من تل أبيب وطرد السفير الصهيوني من القاهرة . والتهديد المصري بعدم الوقوف بموقف المتفرج حيال ما يجري من قتل ودمار بقطاع غزة بفعل الآلة الحربية الصهيونية .
سادسا : الضغوط الامريكية التي تريد توسيع وتمتين المحور المناهض لمحور الشر حسب المصطلح الامريكي ( الذي يضم سوريا وإيران ) . وعدم الالتهاء بمواضيع هامشية بالنسبة للإدارة الامريكية برئاسة باراك أوباما .
سابعا : الضغوط الإقليمية التركية والخليجية والقطرية لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة .
ثامنا : رغبة الأطراف الاقليمية المصرية والخليجية والتركية في سحب تأييد حركة حماس لإيران .

مسيرات النصر الفلسطينية بقطاع غزة

نظمت مسيرات النصر من جموع الشعب الفلسطيني ، في محافظات قطاع غزة بعد توقيع اتفاقية التهدئة ، وعلت التكبيرات والتهليلات والتحميد لله عز وجل ( الله أكبر .. لا إله إلا الله . ولله الحمد ) في هذه المسيرات وفي مكبرات المساجد . وسبق ذلك توزيع الحلوى في المسيرات الشعبية في الضفة الغربية كلما أطلقت المقاومة الفلسطينية صلية أو زخات جديدة من الصواريخ متوسطة المدى باتجاه تل ابيب أو بئر السبع أو هرتسليا أو عسقلان أو اسدود أو غيرها باعتباره نصر للمقاومة الفلسطينية .

الخرق الصهيوني للتهدئة .. أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ

يقول الله العلي العظيم عز وجل : { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) }( القرآن المجيد - البقرة ) .

خرق جيش الاحتلال الصهيوني التهدئة المعلنة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني برعاية مصرية - امريكية ، ثلاث مرات خلال الايام الثلاثة الأولى لتوقيع اتفاقية التهدئة . فاستشهد مواطن فلسطيني بغزة وجرح آخرون في اليوم الثالث لاعلان التهدئة . واحتمالية نشوب النزاع المسلح ( الفعل الصهيوني ورد الفعل الفلسطيني ) بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني لا زالت قائمة بفعل الخروقات العسكرية الصهيونية ، وبالتالي فإن عدم الاستقرار هو الاحتمال السائد في هذه الحالة .

كلمة أخيرة .. دوام الظلم الصهيوني الحالي من المحال


يقول الله العليم الحكيم جل شأنه : {  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}( القرآن المبين - البقرة ) .
إن الظلم والظلام اليهودي الصهيوني لا بد زائل لا محالة عاجلا او آجلا ، وهاهي بوادر النصر الإسلامي المبين بدأت تلوح في الأفق . الأفق الفضائي الفلسطيني الرحب ، وستكون عملية تحرير قطاع غزة بكافة الصور والاشكال الجوية والبحرية مقدمة حتمية لانتزاع الاستقلال الوطني الفلسطيني للضفة الغربية وقطاع غزة عبر تلازم الخيارين التوأم : العسكري والسياسي سوية ، لا تفريق بينهما . واثبت المقاومة الفلسطينية بفصائلها الاسلامية والوطنية ، أنها دفنت اتفاقية أوسلو ، وأنها أمام مرحلة جديدة لفرض شروطها على الاحتلال الصهيوني بفلسطين المحتلة ليس في قطاع غزة بل في الضفة الغربية المحتلة أيضا . كما أثبت الهبة الشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية المناصرة لقطاع غزة ، أن هناك وحدة حال بين جناحي الوطن الشمالي والجنوبي وأن التناقضات الثانوية تلقى جانبا في حالة الصراع العسكري والسياسي والاقتصادي ، مع أعداء للشعب الفلسطيني .
وإن النصر والفتح المبين لفلسطين ( الأرض المقدسة ) لا يمكن ان يتم إلا بتضافر الجهود الفلسطينية أولا والعربية ثانيا والاسلامية ثالثا ، في مثلث متساوي الاضلاع لا غياب لأحدها لئلا تختل المعادلة الطبيعية في هذه البلاد . ويبدو أن التبؤات العقائدية الاسلامية المستندة للاعجاز الرقمي القرآني ، والتقديرات الاستخبارية الرسمية الامريكية بانهيار الامبراطورية الامبريالية الامريكية الراهنة ، وزوال الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) خلال عشر سنوات حتى عام 2022 م ، بدأت في أولى درجاتها الحقيقية .
وقد دعا شعب الأرض المقدسة ، بالدعوة النبوية لهزيمة الفجرة الكفرة الظالمين ، كما ورد في صحيح البخاري - (ج 10 / ص 82) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ ، اللَّهُمَّ اهْزِمْ الْأَحْزَابَ ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ " .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تحريرا في يوم الجمعة 9 محرم 1434 هـ /  23 تشرين الثاني 2012 م .

السبت، 17 نوفمبر 2012

يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي .. لنصرة أهل فلسطين في معركة حجارة السجيل / د. كمال إبراهيم علاونه

الفارس الإسلامي على ظهر الجواد رافعا العلم الاسلامي الأسود ( لا إله إلا الله - محمد رسول الله )
يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي .. لنصرة أهل فلسطين في معركة حجارة السجيل

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} ( القرآن المجيد ، العصر ) .
تتصاعد حدة مهاجمة الإسلام والأمة الإسلامية عامة ، والشعب العربي خاصة ، والتصدي للمعتقدات الإسلامية الراسخة في العقيدة والمعاملات والاجتماعية والدفاع عن النفس وما إليها ، وذلك في العديد من قارات العالم ، وعبر مختلف وسائل الإعلام المباشرة وغير المباشرة ، المطبوعة والمسموعة والمرئية والانتر نت . فنجد من يساوم ومن يهاجم ويصب حممه على أبناء الأمة الإسلامية عمدا وعن سبق الإصرار والترصد وكأن هناك ثأرا بينه وبين الإسلام ، أو أهل الإسلام ، أمة القرآن المجيد ، خير أمة أخرجت للناس ، سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو الصومال أو الشيشان أو كشمير أو غيرها من بلدان الوطن العربي والإسلامي ، علما بأن الإسلام لعب دورا حضاريا كبيرا في المسيرة الحضارية العالمية ، كان وما زال وسيبقى ، ما دام القرآن موجودا في هذه الحياة الدنيا لحين قيام الساعة ويوم الحساب العظيم لجميع الأمم الحالية والخالية واللاحقة . فقد أخبرنا القرآن المجيد عن الكثير من الحوادث التاريخية الماضية والحالية التي تتحقق يوما بعد يوم والمستقبلية التي ستحدث في عالم الغيب ولكن دون تحديد لهذه التواريخ لأن علمها عند الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة .
وعلى الجانب الآخر ، يكتشف العلم يوميا ، علوم جديدة متجددة بينما جاء بها القرآن المجيد منذ خمسة عشر قرنا ، والأدلة والأمثلة كثيرة في هذا السياق . فنجد مثلا أن الزيتون مفيد للكثير من الأمراض المستعصية ، والعسل داء شاف لكثير من الأمراض الخبيثة ، والقرآن علاج نوراني لأمراض عجز عن علاجها العلم الطبي الحديث ، وحبة البركة هي داء من كل داء إلا الموت . ونجد أن عالم الكون المعماري تحدث عنه القرآن الكريم منذ زمن بعيد جدا ، ونحت الجبال لبناء البيوت الفارهة ، ونجد أن الحديد فيه بأس شديد ، وهناك معالجات قرآنية في الحياة العامة والمعاملات المالية والميراث ، ونصيب التركة ، فنجد الأديان الأخرى تلجأ لنظام الإسلام في المواريث ، ونجد الإخبار عن رحلة الإسراء والمعراج ، والسفر السريع قبل أن يعرف الإنسان هذه التطورات والتحديثات في عالم النقل والتنقل وتحليق الطائرات في السماء وكل ذلك بتقليد الطيور التي تصول وتجول في السماء بقدرة الخالق سبحانه . ونجد النظام السياسي العالمي الأمثل والأفضل ، ونظام الشورى ، ونجد نظام الملكية الفردية والعامة ، والعمل الجماعي ضمن الفريق الواحد ، ونجد البرق وأن شرارة صغيرة منه تكفي العالم بأسره لمئات السنوات ، وأصبحت الكهرباء جزءا صغيرا من هذا العالم النوراني ذكرت بالقرآن العظيم الحكيم المبين المجيد العزيز . وهناك أشياء نراها في منامنا فنراها تتحقق هي هي فعليا في عالم اليقظة والنور . وهناك عالم النبات والحيوان وكل شيء متقن بإتقان بديع أبدعه واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . وهناك أنظمة المعاملات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية وسواها ... وهناك الكثير الكثير الكثير ... إلخ .
فهل يا ترى هذه الأمور جاءت عبثا ؟ لا والله والذي أنفسنا جميعا بيده ، إنها مكونة ومنظمة من رب قادر خالق حي قيوم أزلي لا يموت خلق الخلق أجمعين في أيام معدودة ثم أستوى على العرش الكريم . ورغم وضوح الرؤيا ، نجد من يباطح ويناطح برأسه وجسده ويديه ويعتدي على الآخرين ، وخاصة الأمة الإسلامية ويكيل التهم جزافا ما أنزل الله بها من سلطان ، ويعارض من أجل المعارضة ، لجلب حب الظهور ، ويتهم الداعي بالمفرد أو الداعين بالجملة إلى سبيل الله القويم بالنكوص للخلف والرجعية ، ويريد أن يبقى تابعا لغيره من الأمم الاستعمارية ، مستهلكا لا منتجا ويبقى يلهث خلف المال والجاه والمنصب والشهوات الماجنة وما شاكلهما ، وينسى نفسه ، أو يتناسى عن عمد أن كل بداية لها نهاية ، وكل حي سيموت إن عاجلا أو آجلا ، فنرى أطفال يسبقون آباءهم وأمهاتهم وأجدادهم وجداتهم إلى الزوال أو الفناء ليذهب إلى عالم الملك والملكوت . فانظروا إلى الحروب في بلدان الوطني العربي عامة وفلسطين خاصة كيف يسبق الأبناء ، الآباء والأمهات للشهادة بفعل القصف اليهودي الصهيوني الحاقد من بني صهيوني من يهود فلسطين والصليبيين في كل مكان وخاصة أوحال مستنقعات الاستعمار الأمريكي الحديث البغيض ، ملء القلب والعينين واليدين والرجلين ، فيتبارى المتبارون في جمع الأموال والعقارات والثروات الطبيعية والهيمنة على الآخرين دون وجه حق مهما كانت الوسيلة لأن الغاية تبرر الوسيلة عند هؤلاء الوصوليين الانتهازيين دون مراعاة للقيم والمثل العليا ، وكما يقول المثل الشعبي ( الجاهل عدو نفسه ) ، فهؤلاء بحاجة لمن يوعيهم ويرشدهم للصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم وليس المغضوب عليهم أو الضالين المضلين والمضللين من الذين مسخوا قردة وخنازير وباؤوا بغضب من الله ليوم القيامة أمثال اليهود الضالين الذين يعتدون على أهل فلسطين ، من المواطنين الأصليين . وكم من معارض للإسلام هاجم الإسلام العظيم عندما ركب رأسه ، وأصبح من الصالحين ومن الدعاة المرموقين لاحقا بعدما تبين له الهدى من الضلال ، والحق من الباطل ، لأن الحق يدمغ الباطل فيزهقه ، فإذا هو زاهق مهزوم ، فلنأخذ بأيدي هؤلاء المهاجمين للإسلام المغرر بهم ماليا وحزبيا ونفسيا لعل وعسى أن يهديهم ربنا وربهم على أيدينا ليسلكوا جادة الصواب . والأخذ باليد يكون بالدعوة للصراط المستقيم بالحكمة والموعظة الحسنة ، والدفاع الشرعي عن النفس بالجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى في كل مكان وزمان ، بالجهاد العظيم بجميع أشكاله وأنواعه السلمية والحربية حسب الحاجة ، ولينصرن الله من ينصره ، من المؤمنين الأبرار الصادقين المحسنين الأخيار . فقد حث الله العزيز الحكيم جل جلاله أبناء الأمة الإسلامية على الجهاد في سبيله ، حيث يقول عز من قائل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}( القرآن الحكيم ، الصف ) .
والأمتين العربية والإسلامية ، ضعيفتا الجناحين ، لبعدهما عن تعاليم الإسلام عامة والقرآن المجيد خاصة ، فهما المستهدفتان في هذه الآونة ، يتم مهاجمة رموزهما القيادية والعقائدية والطبيعية وما إلى ذلك ، ومهاجمة الحركات الإسلامية السلفية والجهادية والدعوية ، والمسلمين المتقين ، فتجد من الأغبياء والجهلاء والسفهاء من يهاجم الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ، دون أن يعرفه أو يقرأ ويتمعن في سيرته اللطيفة النظيفة الخالية من الشوائب ، ولو أنه قرأ التاريخ جيدا لأخذ العبر والعظات ، واتبع هذا النبي العربي الأمي الذي بعثه الله رحمة للعالمين ، لا أن يكيل له التهم جزافا ، من هنا وهناك ، من أوروبا وأمريكيا ، فأصبح الإسلام يوصف بالإرهاب ، والمسلم إرهابي ، والعربي إرهابي ، والفلسطيني إرهابي .. وهكذا دواليك .
فالإسلام وضع نظام حياتي شامل ، عبر الدستور الإلهي العظيم والقويم ، وكل من لا يريد إتباعه ، هو حر في ذلك ، لأن الإسلام جعل للإنسان طريقين : طريق الخير وطريق الشر ، يقول الله العزيز الحكيم : { لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}( القرآن المجيد ، البلد ) .
فيأبى أكثر الناس إلا أن يحيدوا عن الحق ويتبعون الشر والأشرار والباطل ليشبعوا غرائزهم الحيوانية ويهاجموا الخيرين والأتقياء والأنقياء . ومن العجب العجاب أن يقوم السفيه الفاسد أخلاقيا وماليا وإداريا وسياسيا بتوجيه سهامه المسمومة لأولي الألباب والعقول النيرة ، ويهيمن الرويبضة على الأوضاع العامة ، ويحاول أن ينصب نفسه آمرا ناهيا للجماعات والشعوب والأمم عبر القارات . فأضحت الأمور مقلوبة ، كطبخة المقلوبة التي تقلب قلبا رأسا على عقب ، فلم تعد الأمور تدخل في مداخلها الصحيحة بل تتوارى عن الأنظار وتحيك الدسائس والمؤامرات فالذين يعيثون في الأرض فسادا يتهمون أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرجعية وعدم التعاطي الإيجابي مع الظروف الداخلية والإقليمية والدولية . يقول الله عز وجل عن هذه الشرذمة من عصابات الفساد والإفساد من اليهود والصليبيين والشيوعيين والملحدين والمشركين الفجار : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) )( القرآن المبين ، البقرة ) .
وفي ظل هذه الأوضاع المتراجعة التي يحكم بها شياطين الإنس ممن تؤزهم الشياطين الجنية أزا أزا للمضي في طغيانهم يعمهون ، على الصالحين والمتقين والمحسنين ، فاختلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح . فلا بد للإنسان من وقفة تصويب حقيقية مع ربه أولا ثم مع نفسه ثانيا ثم مع الآخرين ثالثا ، لينضج العدل والحكم بالقسطاس المستقيم ، وتعود الأمور إلى طبيعتها .
ومن نافلة القول ، إن الأمة الإسلامية ، في مختلف أرجاء المعمورة تتطلع لأن تعيد الأمجاد التليدة وتصد الحرب الشرسة الموجهة ضدها التي تتألف من أربعة أضلاع للمربع الاستعماري ، هي : الحرب العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وتكون كما كانت ، الدولة الأولى في العالم ، واللغة العربية هي اللغة العالمية الأولى ، هذا ما كان ، وهذا ما سيكون لاحقا إن شاء الله ، ولا تقنطوا يا معشر المسلمين من رحمة الله العزيز الوهاب . ولكن الأمر بحاجة للدعاء ثم الدعاء والدعاء ، والأخذ بالأسباب وطلب نصر الله القدير لأنه إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون . وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما جاء بصحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .
وأخيرا نقول ، كما يقول خالقنا ، ومولانا ، تبارك وتعالى الحميد المجيد : { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)}( القرآن المجيد ، الرعد ) .
وسبحان الله العظيم الذي ينطق بكلامه المقدس ، حين يخبرنا عن السفهاء والمفسدين في الأرض الذين لا هم لهم سوى تجريح المصلحين والأوابين والحلماء والحكماء من المسلمين ن فيصف رؤية هؤلاء المكابرين والفاسقين للمؤمنين الصادقين : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)} ( القرآن المجيد ، آل عمران ) ) .
فلنبادر للدفاع عن حمى وحياض الإسلام والمسلمين أمام الحرب المربعة الأضلاع من الأعداء ، ولنستخدم عدة وسائل كتنظيم المهرجانات والاحتفالات الكبرى تكون ذات الشعبية الكبيرة وتنظيم المعارض الإسلامية في عقر دار المزايدين والمهاجمين للإسلام ، في الجامعات والمدارس والنوادي والمنتديات الجماهيرية والالكترونية وتنظيم الندوات والمؤتمرات والمحاضرات عبر وسائل الاتصال الجماهيرية من فضائيات ومحطات تلفزة ومطبوعات وعبر الانتر نت وغيرها ، ولا بد من الاستعانة بمن كانوا يهاجمون الإسلام أولا ثم اهتدوا ومالوا للحق واتبعوا الإسلام فهؤلاء ردودهم أقوى وأفعل من التنظير عن بعد ، فهم لهم تجربة مريرة جعلتهم يتركون الأيديولوجيات الأخرى ويتجهون صوب الإسلام الحنيف .
وختامها مسك ، نقول لا بد لفرسان الله في الأرض أن يركبوا خيولهم ، البرية والبحرية والجوية ، ويبادروا لأخذ دورهم مهما كلف الأمر ، لنصرة اهل وشعب فلسطين الاصليين في ( معركة حجارة السجيل ) الاسلامية العربية الفلسطينية ، في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر صهيونيا من الجهات الثلاث غربا وشمالا وشرقا ، بشتى أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية . وليساهم الجميع ، جميع العرب والمسلمين واصحاب الضمائر الحية في العالم ، كل في مجاله واختصاصه ، في هزيمة اصحاب معركة ( عمود الدخان أو السحاب أو السماء ) اليهودية الصهيونية الشريرة ومن يساندها في العدوان على المظلومين الفلسطينيين المستضعفين في الأرض ، وهي الحرب الاجرامية التي اندلعت في آخر شهر ذي الحجة 1433 هـ ، وتواصلت في مطلع شهر محرم 1434 هـ / 14 تشرين الثاني 2012 ، ضد الإسلام والمسلمين في قطاع غزة المرابط بجنوب غرب فلسطين المحتلة .
ويجب أن لا يقفوا متفرجين على الشر والأشرار ، والتغيير يبدأ بالنفس ثم بالآخرين ثم الآخرين الآخرين ، فيَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ، يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ، يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي .. بريا وبحريا وجويا ، بمثلث رعب قدير وكبير لتخويف الفاسدين والمفسدين والسفهاء والطغاة البغاة في أرض الله وهي دعوة للنفير العام ، لا تخافي في الله لومة لائم ، انطلقي باسم الله وعلى بركة الله لمقارعة المعتدين الضالين والمغضوب عليهم والذود عن حياض الإسلام العظيم ، والوعد الإلهي سيكون بعد الإعداد والاستعداد والمواجهة التمكين الكبير في أرض الله لعباد الله المؤمنين .
يقول الله تبارك وتعالى : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) }( القرآن المبين – الأنفال ) .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مواجهة معركة حجارة السجيل الإسلامية .. لعملية ( عمود الدخان ) العنكبوتية الصهيونية بفلسطين الكبرى 1434 هـ / 2012 م


قصف صاروخي فلسطيني لمستوطنة تل أبيب
مواجهة معركة حجارة السجيل الإسلامية .. لعملية ( عمود الدخان ) العنكبوتية الصهيونية بفلسطين الكبرى  1434 هـ / 2012 م

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) }( القرآن المبين – الأنفال ) .
ويقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى :{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) }( القرآن المجيد - الفيل ) .
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما جاء بصحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .
الفارس المسلم على ظهر الجواد رافعا العلم الاسلامي الأسود ( لا إله إلا الله - محمد رسول الله )

استهلال

يعاني قطاع غزة بالجنوب الغربي من فلسطين المحتلة ، من الحصار العسكري والسياسي والاقتصادي اليهودي الصهيوني الظالم منذ خمسة أعوام . ويقطن قرابة 1.7 مليون مواطن فلسطيني في مساحة صغيرة تبلغ قرابة  363 كم 2 .
وقد شنت قوات الاحتلال الصهيوني عملية عسكرية مرحلية متدحرجة ، مدفعية برية وصاروخية جوية وبحرية بالبوارج والغواصات ن فكلها جدر سميكة متحركة ، في يوم الاربعاء أخر شهر ذي الحجة 1433 هـ الموافق ل 14 تشرين الثاني - نوفمبر 2012 م . وتحتمى كتائب المقاومة الاسلامية الفلسطينية بإرادة الله مقبلة غير مدبرة ، متدافعة بالصف الأول نحو إحدى الحسنيين وفق الايديولوجية الاسلامية العظمى : فإما النصر أو الشهادة  وكلاهما نصر إلا أن دخول جنات الفردوس الأعلى هي غاية الغايات الدنيوية والاخروية لكل مجاهد مسلم صادق مع ربه أولا ثم مع نفسه ثانيا ثم مع الآخرين ثالثا .
وكعادتها المفضوحة ، تتواصل العملية العسكرية الصهيونية الاجرامية العدوانية ، ضد أهل قطاع غزة الفلسطينيين ، لا فرق بين طفل وامراة وطاعن في السن ، وارتقى الى العلا عشرات الشهداء الفلسطينيين البررة ، وأدخل مئات الجرحى للمشافي لتلقي العلاج اللازم .
شعار حركة المقاومة الاسلامية ( حماس )

إشعال فتيل العدوان الصهيوني على قطاع غزة

يقول الله الحسيب الرقيب جل جلاله : { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)}( القرآن المبين ) .
احمد الجعبري قائد كتائب الشهيد القسام
اشتعل فتيل النزاع العسكري بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني بعد استشهاد بعض الفلسطينيين ، والتدخل المصري للتهدئة ، بموافقة الجانبين الفلسطيني والصهيوني على التهدئة ، فما كان من الطيران الحربي الصهيوني الا أن إغتال القائد القسامي أحمد سعيد الجعبري ( ابو محمد ) عصر يوم الاربعاء 14 تشرين الثاني 2012 م بصواريخ اطلقتها الطائرات الصهيونية ، باتجاه سيارته فقضى شهيدا مع مساعدى محمد الهمص . فجاء الرد المقاوم مدويا في المستوطنات اليهودية القريبة والبعيدة .

الحرائق الصهيونية بالمناطق الفلسطينية
الأهداف الصهيونية لشن العدوان العسكري الجديد ( عمود الدخان أو السحاب )
حسب التجارب العدوانية السابقة لجيش الاحتلال الصهيوني والقادة السياسيين والعسكريين والمخططين الاستراتيجيين ، فإن بنك الاهداف الصهيونية لضرب الفلسطينيين ، هي كل ما يتحرك وكل ما هو ثابت ، من البشر والشجر والحجر . ويشمل ذلك بيوت المواطنين الفلسطينيين والمؤسسات المدنية ومقار الحكومة والوزارات ومواقع الاجهزة الامنية والملاعب والمدارس والجامعات والمشافي و .. و .. وغيرها . فالحرب الشاملة المفتوحة التي يتبعها قادة جيش الاحتلال الصهيوني ، لا تميز بين ثابت ومتحرك .
وعلى الصعيد ذاته ، هناك العديد من الأهداف والغايات الصهيونية المباشرة وغير المباشرة ، العلنية والخفية ، التي أرادت الحكومة الصهيونية إيصالها للفلسطينيين والعرب والمسلمين والعالم ، ومن أبرز هذه الأهداف ما يلي :
أولا : الابقاء على الحصار الصهيوني الشامل عسكريا واقتصاديا وسياسيا على ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المرابط ، من الجهات الثلاث الشمالية والغربية والشرقية ، وعدم تمكين الفلسطينيين من العيش بحرية وكرامة كبقية شعوب المعمورة ، بعيدا عن الاذلال والقمع الاجرامي الصهيوني .
ثانيا : إعادة تدمير البنية التحتية الفلسطينية بقطاع غزة . والدعوة للتعبئة العامة والنفير الصهيوني الشامل . وهي رسالة سياسية للعالم بعد زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مؤخرا ورصد 400 مليون دولار ، لاعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية في معركة الفرقان ( الرصاص المصبوب حسب التسمية الصهيونية ) ما بين 27 كانون الاول 2008 - 18 كانون الثاني 2009 م للحيلولة دون فك الحصار الظالم بشتى صوره وأشكاله .
ثالثا : ملاحقة المقاومة الفلسطينية والادعاء بالقضاء على ترسانة الصواريخ لديها التي تشكل خطرا داهما على المستوطنات اليهودية في فلسطين ، وإعادة خلط الاوراق من جديد .
رابعا : الدعاية الانتخابية العامة الصهيونية المعمدة بشلالات الدم الفلسطيني لخوض غمار الانتخابات البرلمانية للكنيست العبري في 22 كانون الثاني 2013 م. فهناك صراع انتخابي سياسي بين الاحزاب الحاكمة في تل ابيب مثل حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الصهيونية ، وحليفة اليهودي الروسي وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا وايهود بابارك وزير الحربية الصهيونية زعيم حزب ( استقلال ) وغيرهم من قيادات الاحزاب الدينية والقومية المتصارعة على مقاعد الكنيست الصهيوني البالغة 120 مقعدا  .
خامسا : العمل على إغراق الضفة الغربية بالاستيطان اليهودي ، والتمهيد لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية ( بنسبة 58 % من مساحتها البالغة 5878 كم2 ) ، وبالتالي الحيلولة دون تمكين فلسطين من الحصول عضوية كاملة أو منقوصة ( دولة غير عضو - بصفة مراقب ) ومنع تجريم المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة .امام محكمة الجنايات الدولية أو محكمة لاهاي الهولندية ، والابقاء على الحكم الذاتي الهزيل بالضفة الغربية تحت سلطة فلسطينة بلا سلطة حقيقية على ارض الواقع لفترة مفتوحة بلا سقف زمني .
سادسا : تجريب ردة فعل الثورات العربية بعد الربيع العربي وخاصة الجانب المصري والتركي والخليجي حيال قطاع غزة المحاصر .
سابعا : جس نبض ايران وحزب الله اللبناني ، حيال القضية الفلسطينية . ومحاولة قادة نل ابيب معرفة مقدرة المقاومة العسكرية الفلسطينية في الرد إذا ماهاجمت تل ابيب المنشآت النووية الايرانية المدنية وغيرها من المنشآت الاقتصادية والعسكرية .
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

أشكال وصور العدوان الصهيوني على قطاع غزة

يقول الله العليم الحكيم جل شأنه : {  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}( القرآن المبين - البقرة ) .
الطيران الحربي الصهيوني
تمثلت اشكال وصور الهجوم العسكري الصهيوني في العديد من المسائل لعل من أهمها :
أولا : التهويل الاعلامي لقوة جيش الاحتلال الصهيوني الذي يحاول استرداد هيبته السابقة ( أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يهزم ) المزعومة وذلك بعد أن مرغت المقاومة الفلسطينية سمعته وهيبته في الطين . ويلعب قادة الجيش الصهيوني والوزراء وقادة الاحزاب اليهودية المتطرفة دورا اعلاميا بارزا لشد الهمم اليهودية والحد من الانهيار النفسي الاجتماعي المتزايد ، والتقليل من قوة وزخم الصواريخ الفلسطينية . والامثلة كثيرة في هذا المجال ، حيث أعلن وزير الحربية الصهيوني ايهود باراك بأن جيشه دمر الترسانة الفلسطينية من الصواريخ ، فجاء رد المقاومة باستهداف تل ابيب والقدس وعسقلان واسدود وديمونا وريشون لتصيون وغيرها ، لتكذيب هذا التهويل الاعلامي المضلل .
ثانيا : الهجوم العسكري بأنواعه الثلاثة : الأسلحة البرية ( المدفعية والمشاة والقوات البرية ) والاسلحة الجوية ( الطيران الحربي إف 15 و إف 16 ، وطائرات الاستطلاع والاباتشي وطائرات الاستطلاع التجسسية ) والبحرية ( الزوارق والبوارج الحربية ) . فقد شنت قوات الاحتلال الصهيوني 600 غارة جوية خلال الايام الثلاثة الاولى من العدوان الاجرامي الصهيوني . وتم استدعاء 75 ألف جندي من جنود الاحتياط بالاضافة للجنود العاملين في الخدمة الاجبارية .
ثالثا : الهجوم السياسي والدبلوماسي لتشويه صوره المقاومة الفلسطينية وتصويرها بأنها ( منظمات تخريبية ارهابية ) تعتدي على السكان اليهود . والادعاء بالدعوة للتهدئة والهدنة مع الفلسطينيين ، حيث مارست الخدعة والمكيدة فاغتالت نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام ، عضو المكتب السياسي لحركة حماس الحاج احمد الجعبري ( أبو محمد ) عصر  يوم الاربعاء 14 تشرين الثاني 2012 م ، بعد اتفاق التهدئة بوساطة مصرية .
رابعا : الحرب النفسية : تمثلت في إرهاب وتخويف المواطنين الفلسطينيين من مغبة حماية المقاومين والمجاهدين الفلسطينيين ( المخربين والارهابيين - حسب المصطلح الصهيوني ) . وهذه الحرب النفسية برزت بصورة واضحة عبر الاستعراض النفسي والتهديد والوعيد الواهن للمواطنين الفلسطينيين - بانزال مناشير ورقية - من قتلهم والحاق الاذي الجسيم بهم وبممتلكاتهم .

حركة المقاومة الشعبية

الرد الصاروخي الفلسطيني .. الاسم الاسلامي القرآني مقابل الاسم التوراتي المزيف .. تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ

يقول الله الواحد القهار سبحانه وتعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) }( القرآن المجيد - الفيل ) .

تمتلك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اسلوب الميليشيا المدافعة والمهاجمة في الآن ذاته وفق قواعد ( حرب العصابات ) و ( الكر والفر ) و ( إضرب وإهرب ) ، وبالتالي فإن كتائب المقاومة الاسلامية والوطنية ليست بجيش نظامي يمتلك الاسلحة البرية والجوية والبحرية ، بمعنى أنها اسلحة خفيفة وقنابل وآر بي جيه وغيرها لا تستطيع مواجهة وجاهية مع جيش نظامي ، ولكن الارادة الجهادية لمقاتلي الحرية في فلسطين تستطيع التصدي للجيش الصهيوني بالاشكال المتعددة المعهودة ومن بينها العمليات التفجيرية الاستشهادية التي تلحق الخسائر بالاعداء المهاجمين تجعل نفسية الجنود اليهود المعتدين في الحضيض .
على العموم ، كانت ردة الفعل الاسلامية الفلسطينية على الصعيد العسكري ، بشكل مباشر من قبل ( كتائب عز الدين القسام ) الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) ، على العدوان العسكري الصهيوني الغادر ضد عملية بني صهيون العسكري المسماة ب اسم "عمود السحاب أو عمود الدخان أو عمود السماء " ، بإطلاق صليات متتالية غير منتظمة من مختلف أنواع الصواريخ ، باتجاه المستوطنات اليهودية بفلسطين المحتلة عامي 1948 و1967 فبقي يهود فلسطين المحتلة في حالة توتر وهياج نفسي غير مسبوق .. فاين المفر ، طالما تصل الصواريخ لجميع المستوطنات اليهودية المنتشرة كالسرطانات القاتلة بأرجاء الكيان الصهيوني .
وأطلقت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على عملية إطلاق الصواريخ  اسم "حجارة السجيل ".
ويرمز "حجر سجيل"، إلى الأحجار الربانية التي حمى بها الله الكعبة المشرفة بمكة المكرمة والمظلومين أبان الحملة الهمجية الحبشية التي شنها "أبرهة الحبشي" على مكة المكرمة مع الفيلة . وورد ذكر ذلك الحجر الطيني الذي يحمل اسم وصورة كل مهاجم ظالم حيث القت هذه الحجارة المنضودة الطيور الابابيل على المعتدين الغرباء الطارئين كما ورد في "سورة الفيل" بالقرآن المجيد ، بقوله تعالى" بسم الله الرحمن الرحيم، "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ، تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ".
وعلى النقيض من ذلك ،  يرمز مصطلح "عامود السحاب"، الذي يرد في "الإنجيل" و"التوراة" و"الزبور"، إلى الحماية المزعومة التي "سيوفرها الرب لبني إسرائيل" ضد أعدائهم علما بأن اليهود بفلسطين المحتلة هم ليسوا من بني إسرائيل الحقيقيين بل هي تسمية القيت عليهم للتمكن من جلب يهود العالم لفلسطين الارض المقدسة . إذا فهي حرب دينية مستترة وغالبة بين الحق الاسلامي والباطل الصهيوني ، شاء من شاء وأبى من أبى .
وحسب المزاعم التوراتية اليهودية المزيفة فقد ذكر الكتاب المقدس بالعهد القديم المتمثل في "التوراة"، في سفر الخروج، الاصحاح "13"، الصفحة 21 – 22، أن الرب كان يسير أمام جماعة بني إسرائيل، على شكل عمود سحاب في النهار، كي يهديهم، أما في الليل، فكان يتحول الى عمود نار، كي يضيء لهم. وغني عن القول ، إن هذه هرطقات دينية يهودية تستخدم في غير محلها وانتهى مفعولها منذ امد بعيد .
على العموم ، دعت الفصائل الاسلامية والوطنية الى التعبئة الجهادية المتاحة للرد على العدوان العسكري الصهيوني الشامل ، وتهيئة الجبهة الداخلية الفلسطينية لحرب الاستنزاف الجديدة ، والحيلولة دون الاجتياح الصهيوني لقطاع غزة .
وتضم هذه الاجنحة العسكرية الفلسطينية المقاتلة من أجل الدفاع عن النفس والحرية ، ( كتائب الشهيد عز الدين القسام ) الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية ( حماس )  وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ، وكتائب الناصر صلاح الدين التابعة لحركة المقاومة الشعبية بفلسطين ، وبعض الكتائب العسكرية الوطنية الصغيرة التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) المتاح لها العمل بقطاع غزة ، وكتائب ابو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وغيرها من بعض المجموعات المسلحة التابعة لحركات فلسطينية مثل حركة الاحرار الفلسطينية وسواها . وشكلت هذه القوى الفلسطينية الاسلامية والوطنية قيادة مشتركة لقيادة الساحة الميدانية لمواجهة الاخطار الصهيونية المحدقة .
ولكن العمود الفقري للمقاومة المسلحة تتمثل في خلايا ومجموعات كتائب الشهيد عز الدين القسام . التي أمطرت المستوطنات الصهيونية بمئات الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي تتراوح ما بين 15 - 75 كم . ووصلت حمم صواريخها المحلية الصنع الى تل ابيب وديمونا وملبس ( ريشون لتصيون ) والقدس المحتلة وخلافها . ووصل عدد الصواريخ المقذوفة من قطاع غزة للمستوطنات اليهودية الشمالية والشرقية والجنوبية خلال الايام الثلاثة الاولى الممتدة ما بين 14 - 17 تشرين الثاني الحالي ،  550 صاروخا من مختلف فئات الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى . وتم اسقاط طائرة حربية صهيونية من طراز إف 16 الامريكية الصنع ، بصاروخ ارض جو .
على اي حال ، إن المفاجئة العسكرية الصاروخية المتوسطة المدى ووصول الصواريخ المقذوفة لشوارع تل ابيب ، والقدس المحتلة وديمونا وغيرها من مناطق التجمعات السكانية اليهودية الحيوية المكتظة أذهلت قادة تل ابيب ورعاعهم ، وجعلهم يتخبطون في قراراتهم المرحلية المتدحرجة ، فالارباك بدا واضحا في تصرفات القادة العسكريين والسياسيين والحزبيين الكبار على حد سواء .
والمناظر المتلفزة التي تبث عبر الفضائيات العبرية والاجنبية ، لحالات الهلع والخوف الشديد والهرب في صفوف يهود فلسطين المحتلة من المستوطنين اليهود والعسكريين على حد سواء ، والتسابق للملاجئ ، يعطي القوة المعنوية لافراد المقاومة الفلسطينية زخما جديدا غير مسبوق . فحالة الهلع والخوف وصفارات الانذار المدوية بين الحين والآخر ، في التجمعات السكانية اليهودية مثل تل ابيب وريشون لتصيون قبل واثناء سقوط الصواريخ الفلسطينية يدلل على ضعف الشكيمة العسكرية الصهيونية ، وهشاشة المعنويات اليهودية الغريبة الطارئة على فلسطين .

بنك الأهداف الفلسطينية لاطلاق الصواريخ

يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)}( القرآن المجيد - آل عمران ) .
وفقا للمبدأ المعاملة بالمثل ، والند للند ، هناك العديد من الأهداف الاستراتيجية لمدى صواريخ المقاومة الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة في ( معركة حجارة السجيل ) الاسلامية المضادة لعملية ( عمود السحاب - اليهودية ) في شهر محرم بعام 1434 هـ / تشرين الثاني 2012 م ، من أهمها :
أولا : المواقع العسكرية - المتمثلة بالقواعد العسكرية الصهيونية ، ومصانع الانتاج الحربي وجيش الاحتلال الصهيوني بكافة قطاعاته البرية والجوية والجوية وغيرها .
ثانيا : المنشآت الاقتصادية المتنوعة .
ثالثا : المستوطنات اليهودية المنتشرة في جميع ارجاء الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة عامي 1948 و 1967 .
رابعا : المفاعلات النووية في تل الربيع ( تل ابيب ) وديمونا .
خامسا : مناطق الاستجمام اليهودية على شواطئ البحر الابيض المتوسط والبحر الميت .
سادسا : القادة العسكريون والسياسيون اليهود .
سابعا : إحراق الغابات والمزارع الصهيونية .

صفارات الإنذار وشجر الْغَرْقَدَ .. والرعب لدى يهود فلسطين المحتلة

جاء في صحيح مسلم - (ج 14 / ص 140) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " .
بعد عدة أعوام على حرب تموز 2006 ، بين حزب الله اللبناني وقوات جيش الاحتلال الصهيوني ، برزت للحياة اليهودية بالكيان الصهيوني ظاهرة إطلاق صفارات الإنذار في التجمعات السكانية اليهودية في الجنوب والوسط والشمال ، فوصل هدير الصواريخ الفلسطينية لمناطق المستوطنات القريبة والمتوسطة والبعيدة على السواء ، مثل المستوطنات اليهودية المحاذية لقطاع غزة ، فوصل الامر لمطالبة بلدية مستوطنة سيدروت بإخلا المستوطنة من جميع اليهود . كما وصلت حمم الصواريخ الفلسطينية لمناطق بالنقب الجنوبي مثل بئر السبع وديمونا وغيرها . ووجهت منصات عشرات الصواريخ باتجاه المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية المحتلة ، وبالقرب من القدس الشريف . وفي الاتجاه شمالا ، وصلت صواريخ المقاومة لمستوطنات يهودية متعددة ابرزها تل ابيب ( مقر وزارة الحربية الصهيونية ) ، وبجوارها بمستوطنات ريشون ليتصيون ، وشمال تل ابيب لهرتسيليا ورامات غان ورامات هشارون وغيرها .
ورغم انتشار الملاجئ ( الجدر الثابتة ) والمتحركة ( الآليات العسكرية المصفحة ) في جميع أنحاء الكيان الصهيوني ، إلا أنها لا يمكنها أن تحميهم ، باي حال من الأحوال ، حيث يخافون من البشر والشجر والحجر الذي سينطق لمناداة المسلم المجاهد لقتلهم ولات حين مناص .

وهذا التمكين الصاروخي الاسلامي العربي الفلسطيني المفاجئ للكيان الصهيوني ، كما جاء في مسند أحمد - (ج 45 / ص 281) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ " .
وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على تاييد الله العزيز الحكيم ، للطائفة المسلمة المنصورة في الأرض المقدسة ، بإمكانيات متواضعة لادخال الرعب في نفوس يهود فلسطين المحتلة . ومن نافلة القول ، إن الكثير من الهاربين اليهود من حمم الصواريخ الفلسطينية ، أخذوا يحتمون خلف شجر الْغَرْقَدَ الذي زرعوه لنجدتهم في يوم الغضب الرباني ( يوم الله العظيم القدير ) لنهايتهم الحتمية بقرار رباني لا شك فيه قبل يوم القيامة .
الْغَرْقَدَ وما أدراك ما الْغَرْقَدَ ؟ فلا غرقد ولا هم يحزنون ، لقد جاءت الواقعة المبشرة بحتمية النصر الإسلامي العظيم على الطغاة البغاة في ارض المسلمين المقدسة . وهذه هي تباشير النصر الإسلامي المبين ولو بعد حين ، لنصرة المظلومين بفلسطين .

تاثير إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات اليهودية .. إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ

يقول الله ذو الجلال والاكرام جل جلاله : {  وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101)  وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103) وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)}( القرىن العظيم - النساء ) .
إن عملية إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه المواقع والاهداف العسكرية والاقتصادية والمدنية الصهيونية في فلسطين الكبرى ، وجعل 5 ملايين يهودي من اصل 6 ملايين يهودي بالكيان الصهيوني في مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية وفق مبدأ المعاملة بالمثل ، ينتج عنه الاضرار التالية :
أولا : إدخال حالة من الرعب الكبير وعدم الاستقرار الشخصي والجماعي في نفوس يهود فلسطين المحتلة من بحرها لنهرها ( من البحر الابيض المتوسط غربا للبحر الميت شرقا ) .
ثانيا : إلحاق خسائر بشرية جسيمة بجنود الاحتلال الصهيوني في أماكن متفرقة يالجهات الاربع الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية . ومن المعروف أن الاعلام الصهيوني بأمر من الرقابة العسكرية لا يعلن عن ارقام القتلى والجرحى اليهود بصورة حقيقية ، وما يتم الاعلان عنه عبارة عن حالات بسيطة ، وذلك بهدف رفع المعنويات اليهودية وشد أزر المستوطنين اليهود .
ثالثا : الفشل العسكري والأمني الصهيوني ( للقبة الحديدية والالكترونية والباتريوت ) في اعتراض الصواريخ الفلسطينية .حيث تم اعتراض ما نسبته 20 % فقط من الصواريخ الفلسطينية حسب احصائية رسمية صهيونية .
رابعا : تدمير مئات المنازل والممتلكات العامة والخاصة كالمركبات والمنشأت الاقتصادية والقواعد العسكرية اليهودية .
خامسا : إحداث تراجع في السياحة الداخلية والخارجية للكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة .
سادسا : التوقف المؤقت أو تراجع الانتاج الزراعي والصناعي الصهيوني .
سابعا : التراجع البائن في مبيعات الاسلحة الصهيونية الصنع للخارج ، في ظل اخفاقها في التصدي لفعاليات المقاومة الفلسطينية البسيطة .
ثامنا : التسبب في زيادة الهجرة اليهودية المعاكسة لخارج فلسطين . ففي كل صاروخ فلسطيني يطلق على هذه المستوطنة أو تلك ، في جميع انحاء الكيان الصهيوني يرافقه رغبة صهيونية جامحة لدى مئات المستوطنين اليهود الطارئين في ترك البلاد والتوجه لامريكا وأوروبا وروسيا .
وعلى الجانب الفلسطيني ، فإن استشهاد ثلة من المجاهدين الفلسطينيين ، يأتي بمثابة تلبية الله سبحانه وتعالى لأدعية المجاهدين لنيل شرف الشهادة في سبيل الله ، بالدفاع عن الأرض والأهل والنفس . فقتلى المقاومة الاسلامية في الجنة وقتلى المجرمين اليهود بنار جهنم وبئس المهاد .

التضامن العربي والاسلامي والدولي مع فلسطين الجريحة

يقول القوي العزيز ، عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}( القرآن الحكيم - الصف ) .

جاء الرد المؤثر التضامني العربي والاسلامي تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، وتمثل هذا الرد بموقف حاسم غير مسبوق من القيادة المصرية ، فندد الرئيس المصري د. محمد مرسي بالعدوان الصهيوني قولا وفعلا وأمر بسحب السفير المصري من تل ابيب ، وارسل رئيس الحكومة المصرية د. هشام قندبل مع وفد مرافق له يوم الجمعة 16 تشرين الثاني 2012 ، لايصال رسالة سياسية ودبلوماسية مصرية غير مسبوقة من مصر لقادة الكيان الصهيوني بأن غزة هاشم بامكانياتها القليلة البسيطة المحدودة لن تكون وحدها في ساحة المواجهة الميدانية الفعلية .
وجاء الرد التضامني التونسي بوفد رسمي وحزبي مؤلف من 12 شخصية رفيعة المستوى برئاسة وزير الخارجية رفيق عبد السلام ، صباح يوم السبت 17 تشرين الثاني 2012 م حاملا معه حفنات طاهرة من تراب قطاع غزة الفلسطيني ، كهدية رمزية فلسطينية للشعب التونسي الشقيق ، حيث شكل هذا الرد التضامني مفاجئة عربية أخرى للكيان الصهيوني من الثورة التونسية بالزعامة التونسية الجديدة .
ولا ننسى الموقف الشعبي العربي والاسلامي الداعم للشعب الفلسطيني العربي المسلم ، وخاصة للمقاومة الفلسطينية ، في العديد من العواصم العربية والاسلامية في مصر وايران وتركيا ولبنان واليمن وغيرها من الدول الاوروبية .
وسياسة تنظيم المظاهرات والمسيرات في العواصم والمدن العربية والاسلامية والعالمية لا تغير من العدوان الصهيوني بل يجب ان يكون الرد حازما لجميع المسائل العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاعلامية بصورة حقيقية ، ليكون التضامن مشتملا على جميع الاشكال والصور .
ومما يبعث على الدفء الثوري العربي والاسلامي ترديد المتظاهرين العرب الذين رفعوا العلم الفلسطيني ورددوا شعارات ترفع من سقف المطالب القومية والدينية الاسلامية العربية مثل "الشعب يريد تحرير فلسطين" و"مقاومة مقاومة.. لا صلح ولا مساومة".
على اي حال ، إن تسيير مسيرة مليونية تضم عدة ملايين من المواطنين العرب وخاصة من مصر لعبور الحدود الوهمية المصطنعة باتجاه قطاع غزة ، والرفع الفعلي للحصار الصهيوني المفروض عن قطاع غزة على سبيل المثال لا الحصر ، سيقلب المعادلة الصهيونية ويجعل الحكومة الصهيونية في حالة ( حيص بيص ) وإرباك غير معهود وتعد للمائة قبل ان تقدم على اي خطوة وحشية جهنمية ضد الشعب الفلسطيني عامة وفي قطاع غزة خاصة .

فيَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ، يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ، يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبِي ..

يقول الله الحي القيوم عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) )( القرآن المبين ، البقرة ) .

وكلمة لا بد منها وهي انه لا بد من التصدي للمؤامرة الصهيونية والامريكية والاوروبية الظالمة ضد الامتين العربية والاسلامية عامة والشعب الفلسطيني العربي المسلمخاصة  . وتكون عملية التصدي والتحدي بدعم عسكري واقتصادي واعلامي ونفسي ، شامل متوال ومنتظم لا يخضع للامزجة المترددة المتذبذبة في هذه العاصمة أو تلك . ولا بد للثورة الاسلامية والوطنية الفلسطينية المعاصرة ان تواصل مسيرتها الجهادية المظفرة لنيل الحرية والاستقلال والتخلص من الاحتلال الصهيوني الاجنبي .
ولا يمكن للمقاومة الفلسطينية مهما بلغت من قوة الارادة والبسالة في الجهاد في سبيل الله ، لصد المعتدين اليهود الصهاينة بلا حماية جوية أو امتلاك صواريخ فعالة مضادة للطائرات الحربية الصهيونية ، فالتفوق الجوي الصهيوني في ساحة الميدان يلحق الخسائر البشرية الجسيمة والتدمير الكبير للمنشأت والممتلكات العامة والخاصة بالشعب الفلسطيني المرابط في وطنه ، في ارض الآباء والأجداد .

وأخيرا نقول ، كما يقول خالقنا ، ومولانا ، تبارك وتعالى الحميد المجيد : { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)}( القرآن المجيد ، الرعد ) .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خريطة  فلسطين Map of Palestine