السبت، 9 يونيو 2012

السياسة الصهيونية تجاه المهاجرين الأفارقة ( المتسللين ) في فلسطين المحتلة / د. كمال إبراهيم علاونه


خريطة قارة افريقيا الطبيعية
السياسة الصهيونية تجاه المهاجرين الأفارقة ( المتسللين )
في فلسطين المحتلة
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)}( القرآن المبين – المائدة ) .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 11 / ص 277) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " .
إستهلال
حسب الإحصائية الرسمية اليهودية ، الصادرة عن المكتب الاحصائي اليهودي ( الإسرائيلي ) الرسمي ، المنشورة في وسائل الإعلام فإن عدد اليهود نهاية نيسان 2012 ، على إختلاف مذاهبهم وطوائفهم الغربية والشرقية ، ( الاشكنازيم والسفارديم ) في الكيان الصهيوني بفلسطين الكبرى المحتلة بلغ حوالي 5.931 مليون نسمة ، أو ما يعادل 75.3 % من سكان الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني ( فلسطين المحتلة عام 1948 ) ، بينما بلغ عدد العرب من مسلمين ونصارى حوالي 1.623 مليون نسمة أو ما يعادل 20.6 % ، في حين بلغ عدد الأجانب 327 ألف شخص ، بنسبة 4.1 % من سكان فلسطين المحتلة عام 1948 . وقد بلغ عدد المهاجرين الأفارقة ( المتسللين غير الشرعيين حسب المصطلحات الإعلامية والسياسية العبرية ) نحو 60 ألف مهاجر ، أتوا من عدة دول إفريقية .
أعداد المهاجرين الأفارقة للكيان الصهيوني
دلت الإحصائيات العبرية أنه في عام 2011 ، أن عدد القادمين الجدد لفلسطين المحتلة من يهود العالم قرابة 19 الف قادم جديد ، منهم أكثر من 2000 مهاجر إفريقي يعيشون في المدن العربية الفلسطينية والمستوطنات اليهودية والتجمعات العربية الفلسطينية واليهودية المختلطة . وتقدر المصادر الرسمية الصهيونية عدد الأفارقة القادمين للكيان الصهيوني لأسباب شتى بحوالي 60 ألف متسلل إفريقي من عدة دول .
قانون المتسللين الصهيونيضد الأفارقة
يطفو على السطح الإعلامي والتشريعي والسياسي والعسكري والاقتصادي الصهيوني ، في هذه الأيام ، مسألة المتسللين الأجانب ، والمقصود بهم ( المهاجرين الأفارقة ) الآتين من قارة إفريقيا السمراء . وفي 3 حزيران 2012 ، بدأت حكومة الاحتلال الصهيوني في تل أبيب بتطبيق التعديل القانوني الصادر عن الكنيست العبري ، فيما يعرف ب ( قانون المتسللين ) الذي أقر في كانون الثاني 2012 ، يقضي بجواز وإمكانية سجن كل متسلل إلى الكيان الصهيوني لمدة 3 سنوات منذ دخوله البلاد ، وحسب صحيفة ( هآرتس ) العبرية الصهيونية ، فإن قانون المتسللين الجديد سيطبق على المتسللين ( الأفارقة ) الجدد ولا يسري بأثر رجعي ، مما يعني إعفاء المتسللين السابقين من نفاذ القانون ، نظريا ، ولكن على أرض الواقع فهناك خطة لترحيل 25 ألف مهاجر إفريقي على دفعات متتالية .
معتقل ( سهرونيم ) الصهيوني للمتسللين الأفارقة بصحراء النقب
حسب الإجراءات الأمنية ( والقانونية ) العبرية الصهيونية الجديدة ، فإنه سيتم نقل المتسللين إلى معتقل صحراوي يطلق عليه اسم ( سهرونيم ) في النقب جنوبي فلسطين المحتلة ، وأجريت ترميمات وأعمال صيانة للمعتقل الجديد حتي يستوعب 5.400 متسلل أجنبي ، بدلا من سعته الحالية البالغة 2000 معتقل ( متسلل ) حاليا .
وهناك خطة صهيونية لبناء سجن جديد يتسع ل 10 آلاف متسلل جديد ، خلال الشهور القادمة ، لكبح جماح الهجرة الإفريقية الأجنبية القادمة من القارة الذهبية السمراء عبر صحراء سيناء المصرية ، بلا تأشيرات دخول رسمية صهيونية ( فيزا ) من القنصليات الصهيونية في إفريقيا .
من أين يأتي المهاجرون الإفارقة ؟
أثارت وتثير السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية العبرية ، الصهيونية بفلسطين المحتلة ،قضية المهاجرين الأفارقة ، بشكل حاد ، بدعاوى أنهم يأتون بطرق غير شرعية ، عبر التهريب وليس عبر المعابر والموانئ والمطارات العبرية الصهيونية . وتشير الإحصاءات الرسمية الصهيونية الموثقة بتسجيلات وإحصائيات الأجهزة الأمنية الصهيونية ، إلى أن هؤلاء المتسللين الأفارقة يأتون من جنوب السودان بالدرجة الأولى ، ثم من السودان وخاصة دارفور ، ثم من إرتيريا وإثيوبيا وغيرها من الدول الإفريقية .
قدوم آلاف الأفارقة للكيان الصهيوني  .. وغزو قارة إفريقيا
يقول الله السميع العليم جل شأنه : { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}( القرآن المجيد – البقرة ) .
هناك عدة أسئلة تطرح ذاته بذاتها ، وهي :
من أتى بالمهاجرين الأفارقة للكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة ؟ ولماذا يأتي هؤلاء المهاجرين الإفارقة للكيان الصهيوني تحديدا ؟ ومن يقوم بتهريب هؤلاء القادمين الجدد ؟ ولماذا يأتون عبر صحراء سيناء المصرية مخترقين الحدود للعبور نحو النقب الفلسطيني المحتل ؟
برأينا ، وبالاستناد لما ورد ويرد بوسائل الإعلام العبرية الصهيونية بفلسطين المحتلة ، الإلكترونية والمطبوعة والمرئية والمسموعة ، فإن هناك عدة عوامل وأسباب ذاتية وموضوعية ، شخصية وداخلية وخارجية ، حدت بالجموع الإفريقية المهاجرة أو المهجرة ، للقدوم إلى الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) بفلسطين المحتلة ، من أهمها الآتي :
أولا : الإختراق الصهيوني لقارة إفريقيا : فهناك خطة استراتيجية صهيونية شاملة ، في كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية ، وذلك بتشجيع الموساد والشاباك الصهيوني ، لهجرة هؤلاء ، حيث يتم دفع 5 آلاف دولار لكل مهاجر مرسل من الأجهزة الأمنية أو المؤسسات الاقتصادية أو الدبلوماسية الصهيونية في قارة إفريقيا . لجعل هذه الفئة الجديدة بمثابة الطابور الخامس ( جيش إفريقي جديد ضارب ) للكيان الصهيوني بالقارة الإفريقية السوداء وفي مختلف قارات العالم ، وذلك لملاحقة الأنظمة الإفريقية او الأسيوية أو الأمريكية الجنوبية ، المعادية للكيان الصهيوني ( إسرائيل ) بإحداث فتن داخلية ، عبر عناصر مدربة ، أو لدعم الأنظمة الإفريقية المناصرة للكيان الصهيوني .
ثانيا : الأهداف الاقتصادية : تتمثل بالاستغناء عن الأيدي العاملة الفلسطينية ، التي تتمرس على الجغرافية الاستيطانية اليهودية ، ويمكن أن تشكل خطرا مستقبليا على الكيان الصهيونية ، واستقدام ايد عاملة جديدة افريقية بديلة عنها ، من قارة إفريقيا ، لسد الحاجة في الاقتصاد الصهيوني ، رخيصة الأجرة ، وتقبل بالعمل في الأعمال الدونية التي يرفض اليهود العمل بها .
ثالثا : الغايات الديموغرافية : تقوم الفكرة الصهيونية الأولى ، في فلسطين المحتلة على تجميع أكبر عدد ممكن من يهود العالم ومناصريهم للكيان الصهيوني ، وذلك لأن التكاثر الطبيعي ليهود فلسطين المحتلة قليل نسبيا يتراوح ما بين 1.7 – 1.9 % سنويا . وسلطة الهجرة اليهودية تهتم بتقديم الإغراءات لهؤلاء القادمين الجدد لإحداث التفوق السكاني اليهودي على أهل فلسطين الأصليين من المسلمين والنصارى .
رابعا : حماية ما يسمى ب ( الأمن القومي اليهودي ) ونقاء الدولة اليهودية ، ومنع فعاليات المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية المنطلقة من شبه جزيرة سيناء المصرية لصحراء النقب جنوبي فلسطين المحتلة ، وحماية السياح اليهود في طابا المصرية ، ومستوطنة إيلات قرب خليج البحر الأحمر ، لإسباب دينية توراتية وعسكرية صهيونية ، عبر إيجاد ممر دائم ( شريط حدودي ) بين جنوب الكيان الصهيوني وسيناء المصرية ، بعبور الأفارقة وتطعيمه بمئات العناصر الأمنية الموجهة من قبل الأجهزة الأمنية العبرية حتى يختلط الحابل بالنابل ، بدعاوى منع شن العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني من الجهة الجنوبية كما كان الشريط الصهيوني في جنوبي لبنان سابقا .
خامسا : محاولة تغيير الفكرة العالمية عن سياسة التفرقة والتمييز العنصري الصهيونية ضد الفلسطينيين في أرض آبائهم وأجدادهم ، والبروز إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا أمام العالم الغربي بالعدل والمساواة وعدم التمييز العنصري ، وشفقة الكيان الصهيوني على الأفارقة المظلومين المحرومين ويعانون من ويلات الحروب الداخلية المستعرة والجوع الاقتصادي .
سادسا : استغلال الأفارقة السود في ضرب الأهداف المعادية للكيان الصهيوني ، مدنيا وعسكريا ، في شتى قارات العالم ، ومن ضمنها الولايات المتحدة أو أوروبا أو أمريكا الجنوبية ، كون الأفارقة السود لا يثيرون الشبهات عند تنقلهم في السياحة والسفر في رحلات فردية أو جماعية عابرة للقارات .
ويبقى السؤال الذي يراود الكثير من المفكرين العرب والمسلمين والعالميين ، وهو : هل هناك خطة صهيونية لاستخدام هذه الهجرات الإفريقية السوداء للكيان الصهيوني ، طوعا وكرها ، لإعدادها نفسيا وأمنيا وعسكريا وسياسيا وإقتصاديا ، لتطبيق حلم ( إسرائيل الكبرى ) من الفرات إلى النيل ؟ والنيل يشمل الماء من المنبع حتى المصب ؟ حينما تسح الفرصة المؤاتية بذلك .
لماذا يزعم الكيان الصهيوني رفض المتسللين الأفارقة الجدد ؟
برأينا ، هناك العديد من الأسباب التي تجعل سلطات الكيان الصهيوني في تل أبيب ، في هذه الآونة ، تشن حملة مصطنعة شعواء لذر الرماد في العيون ، أو ربما حملة حقيقية في بعض أجزائها ومكوناتها ، بإتخاذ إجراءات قمعية كعلامة فارقة ، ضد المهاجرين الأفارقة الجدد الآتين من قارة إفريقيا السمراء ، من أهمها :
أولا : قيام دولة جنوب السودان ، بإنفصال الجنوب عن الشمال ، في 9 تموز 2011 ، بتشجيع ودعم صهيوني وأمريكي وأوروبي ، ولم تعد هناك حاجة كبيرة للمزيد من المتسللين الأفارقة ، فأصبحت دولة جنوب السودان قاعدة إرتكازية أمنية وعسكرية جديدة لإختراق قارة إفريقيا على جميع الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية ( والتجسس الكبير الضخم على الشعوب الإفريقية ) .
ثانيا : الصراع الديني اليهودي مع العلمانيين من اليمين الصهيوني حول حدوث مشكلات سكانية ( ديموغرافية ) متفاقمة ، في المجتمع اليهودي بفلسطين المحتلة ، فلم يعد يقبل المجتمع الديني اليهودي هؤلاء الأجانب الملونين ، بمبررات سرية عنصرية ، بدعاوى الحفاظ على يهودية الدولة ، خاصة وأن هؤلاء القادمين الأفارقة من النصارى والمسلمين فهو ليسوا من اليهود . فهناك رفض ديني يهودي لهذه الفئة من المتسللين . خاصة إذا علمنا أن سكان الكيان الصهيوني جاؤوا من 102 دولة فأرتفع عدد جنسيات الأشخاص الآتين لحوالي 120 جنسية تقريبا .
ثالثا : تحميل هذه الفئة الجديدة من المتسللين جرائم مفتعلة والعمل مع المافيا الصهيونية ، والعالم السفلي وبيوت الدعارة ( تجارة الرقيق الأسود أو الأبيض أو كليهما ) ، وتهريب المخدرات ، حيث ينسب لهذه الشريحة الجديدة زيادة الجرائم ، وبالتالي حدث ضجيج نفسي وعقلي صهيوني من هذه الفئة الاجتماعية السوداء . فتنظر الكثير من الطوائف اليهودية للمهاجرين الأفارقة وفقا للمنظور ( ضيف وحامل بيده سيف ) . فالأعداد الضخمة العابرة لسيناء والنقب ، أصبحت تقض المضاجع والمنتجعات اليهودية في البلاد .
رابعا :  التخوف الحزبي الصهيوني من الأفارقة الجدد ، فهناك معارضة حزبية من حزبي الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو و ( إسرائيل بيتنا ) بزعامة وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان ، لدواع انتخابية ودعائية ، والتخوف من التجنيس مستقبلا ( سياسة البدون ) مما يساهم في قلب المعركة الانتخابية لصالح الأحزاب اليهودية اليسارية والوسطية .
خامسا : الإختراق الأمني الخارجي من الدول الإفريقية ( السودان وإثيوبيا واريتريا وغيرها ) ، والتخوف من الإختراق الإسلامي من الحركات المقاتلة للكيان الصهيوني ، والتسبب بتدهور الأوضاع الاجتماعية بزيادة القتل والترويع تحت ستار إجتماعي .
سادسا : العبء الاقتصادي للأفارقة الجدد على الاقتصاد الصهيوني المتأرجح ، والخوف من اللاجئين الجدد على مسيرة الاقتصاد المتردي فصلا بعد آخر .
سابعا : التمييز العنصري الصهيوني المستشري ضد كل ما هو غير يهودي ، أو ضد المهاجرين الأفارقة السود . فالنظرة العنصرية الصهيونية ضد الأفارقة السود تتمثل في النفور وعدم القبول النفسي للأعداد الضخمة المتزايدة شهرا بعد شهر .
ثامنا :  التخلص من العمال الأجانب وخاصة الكوريين والصينيين والفلبينيين ، الذين يشكلون خطرا على الحيوانات الأليفة المحببة ليهود فلسطين المحتلة ، مثل القطط والكلاب . وتزايد الشكاوى ضد ممارسات الأفارقة السود الذين لا يعيرون أي إهتمام للحيوانات الأليفة لدى الطوائف اليهودية .
تاسعا : الصحة العامة : هناك فئات يهودية تتقزز من لون ، ورائحة الملونين الأفارقة ، في الشوارع والطرقات والمواصلات العامة .
عاشرا : دخول فئات إفريقية ، يتحدثون بلغات محكية يصعب على الطوائف اليهودية الوثوق بها ، وبالتالي يبقى الهاجس الأمني الصهيوني مشتعلا بصورة متوترة ، ومن المعروف أن هناك هوسا أمنيا شديدا .
طرق تل أبيب لإستقدام المهاجرين الأفارقة
هناك عدة طرق صهيونية ، سرية وعلنية ، لاستقدام المهاجرين الأفارقة للكيان الصهيوني بقارة آسيا ، من أهمها :
أولا : التهريب السري والعلني ما بين سيناء والنقب . وهذه الطريقة أكثر ضمانة من النواحي الأمنية ، بصورة فردية وجماعية ، وتعطي أكلها بشكل جيدا جدا . ويتم تخصيص ميزانية سنوية مغلقة أو مفتوحة أحيانا ، بعشرات ملايين الدولارات الأمريكية لدعم هذه الاستقدامات ، وتعيين فرق بدوية أمنية خاصة ، تابعة للجيش الصهيوني والأجهزة الأمنية والمستعربين ، لإرشاد هؤلاء القادمين الجدد ، برا للطرق الوعرة والصحراوية أو بحرا عبر البحر الأحمر لدخول حدود فلسطين المحتلة الجنوبية بإتجاه الشمال أو البقاء متنقلين بين حدود النقب وسيناء .
ثانيا : الجلب العلني عبر المطارات الإفريقية - الصهيونية ، وهذه الطريقة تثير الشكوك الأمنية في المهاجرين الأفارقة ، وتخضع لإعتبارات أمنية معقدة .
والسلطات العبرية في الكيان الصهيوني ، ومن خلفها المهاجرون الأفارقة ، يفضلون الطريقة الأولى ، وهي التهريب الصحراوي المستتر المزعوم ، وهو استقدام علني مكشوف لما تخطط له العقلية الصهيونية الجهنمية . وحسب التسريبات الإعلامية العبرية ذاتها ، فإن الأجهزة الأمنية الصهيونية وخاصة الموساد العبري ، هو من يخطط وينفذ عملية التهريب الجماعي لعدد ضخم من هؤلاء الأفارقة ( المتسللين ) شرعيا بتخطيط مسبق ، ويتم بين الحين والآخر ، الإعلان عن مقتل بعض المتسللين الأفارقة عبر الحدود الفلسطينية المصرية ، وهؤلاء القتلى ، في غالبيتهم هم من المغرر بهم أو من غير المرغوب بهم ، الذي عبروا الحدود الفلسطينية المصرية الممتدة على طول أكثر من 250 كم ، ويساور الأجهزة الأمنية والجيش الصهيوني ، المخاوف والشكوك حيالهم من إختراق المقاومة الفلسطينية والإسلامية للكيان الصهيوني بطرق أمنية جديدة تتمثل في بعض أعداد هؤلاء الأفارقة ، وهذا يعني صراع صهيوني – فلسطيني أو صهيوني – إسلامي ، ( من الحركات الإسلامية – حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله اللبناني ، وتنظيم القاعدة الإسلامي ) خفي مستتر ، حيال عملية التهريب والتسلل ، وكل له خططه وأساليبه في المناورة والهجوم على الأعداء .
التنقل بين قارتي إفريقيا وآسيا .. لماذا يفضل المهاجرين الأفارقة القدوم للكيان الصهيوني ؟
غني عن القول ، إن هناك بعض الأسباب والعوامل التي تحدو ببعض الجماعات أو القبائل الإفريقية ، لإرسال أبنائها من القارة السمراء الذهبية لفلسطين المحتلة بقارة آسيا نحو الكيان الصهيوني ، لعل من أبرزها الآتي :
أولا : الناحية الاقتصادية : فالأجور المادية المقدمة للعاملين في الكيان الصهيوني مرتفعة جدا بعشرات بل بمئات الأضعاف ، مقارنة بما يتقاضاه العاملين في دولة اففريقية الجوعى البائسة .
ثانيا : الهروب من جحيم المعارك والفتن الداخلية والنعرات الدينية والطائفية ، المستعرة في دول الإتحاد الإفريقي . وكذلك الخروج في رحلات برية سياحية غير مكلفة . والتخلص من القمع الإفريقي المتعدد الأشكال والألوان . وتأتي عملية التسرب السري أو الهروب الجماعي للتمتع بما يسمى الأمن والأمان بالكيان الصهيوني بعيدا عن أعين رقابة الأنظمة الاستبدادية الإفريقية .
ثالثا : الإنفتاح الاجتماعي ، ووجود التعددية الطائفية والمذهبية والعرقية في الكيان الصهيوني ، فيبقى هؤلاء الأفارقة بلا رقابة اجتماعية او اقتصادية .
رابعا : وجود المافيا القوية في الكيان الصهيوني وخاصة في تل أبيب ، ورغبة المافيا الإفريقية في الاستفادة من تجارب المافيا العبرية في ظل الفسيفساء الأجنبية من المهاجرين من مختلف قارات العالم للكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة .
خامسا : الدعاية الإعلامية الصهيونية المضللة ، عبر الثقة العمياء والاستجابة للطرق الملتوية والأساليب الصهيونية العبرية المضللة ، بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والجدوى الحياتية المرتفعة للأفراد . ومن أمثلة ذلك ، تسهيل عملية القدوم السري والعلني ، للمهاجرين الأفارقة ، عبر الطرق البرية والجوية الصهيونية ، لعبور الكيان الصهيوني . والرغبة العبرية بتطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع الكثير من الدول الإفريقية .
سادسا : تشجيع بعض الدول الإفريقية التي تقيم علاقات سياسية ودبلوماسية مع الكيان الصهيوني ، لقدوم المهاجرين المتسللين الأفارقة للكيان الصهيوني لجلب العملة الصعبة ( الدولار ) . والاستفادة من الخبرات العملية والعلمية الصهيونية في مختلف المجالات الحياتية . وكذلك استقدام استثمارات يهودية من الكيان الصهيوني والعالم للدول الإفريقية المعنية .
المواقف الرسمية والحزبية الصهيونية من المهاجرين الأفارقة
برز تخوف صهيوني جديد ، من الهجرة السوداء ، إلى الكيان العبري بعدما كانت لصالح يهود فلسطين المحتلة حتى فترة قريبة ، وتتباين المواقف الرسمية الحكومية والحزبية اليهودية حيال قضية المهاجرين ( المتسللين ) الأفارقة ، تتلخص في ثلاثة اربعة تيارات رئيسية هي :
أولا : القبول الجزئي للأفارقة الجدد ، للمصلحة الصهيونية العليا ، بصورة مؤقتة غير دائمة . وهذا تمثل بمواقف الحكومة الصهيونية ، وحزبي الليكود وكاديما ، وكذلك الشخصيات من ذوي المناصب العليا مثل رئاسة الكيان الصهيونية ورئاسة الكنيست العبري ، بصورة رئيسية .
ثانيا : القبول الكلي للمهاجرين الأفارقة ، خاصة بالنسبة لرجال الاعمال من الاقتصاديين ومافيا العالم السفلي في التجمعات الكسانية اليهودية ، الذين يهمهم الاستغلال الاقتصادي ، باي طريقة من الطرق بغض النظر على المكر والخدام والخبث والخبائث ، وتوفير الأجور للعاملين ، وتسخير الأفارقة كعبيد يقبلون بالفتات وشظف العيش ، ولا يمانعون بالإنخراط في أي مهنة دونية أو شاقة في ثنايا الاقتصاد العبري .
ثالثا : الرفض الكلي لوجود الأفارقة . تمثل بمواقف حزب اليهود الروس المتطرفين ( إسرائيل بيتنا ) الشريك الكبير في الحكومة العبرية وكذلك رفض الكثير أعضاء حزب الليكود الحاكم في تل أبيب . فمثلا ، يقول رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو بأن المهاجرين الأفارقة يشكلون خطرا ديموغرافيا على ( الدولة اليهودية ) كما وصفت عضو الكنيست ( ميري ريجب ) المهاجرين الأفارقة بالسرطان الذي ينبغي إجتثاثه من المجتمع اليهودي . ورفض وزير الداخلية الصهيوني ايلي يشاي السماح بعمل هذه الفئة الافريقية بالعمل في البلاد ، وطالب بسجن الأفارقة المتسللين بذرائع شتى .
رابعا : الموقف الحيادي اللامبالي حيال قدوم المهاجرين الأفارقة ( لا رأي ) . وهو الجمهور اليهودي العام ، الذي لا حول له ولا قوة حيال هذه المسألة .
إجراءات صهيونية لمقاومة التسلل الإفريقي .. إنقلب السحر على الساحر
هناك عدة إجراءات صهيونية لمقاومة التسلل الإفريقي إذ إتخذت الحكومة العبرية بأذرعها الأمنية والحزبية عدة إجراءات قمعية متباينة ، ترغيبية وترهيبية ، ضد المهاجرين الأفارقة ، التي عبروا صحراء سيناء بإتجاه النقب ، من ابرزها ما يلي :
أولا : سياسة الترغيب والترهيب : ما بين الاستقبال الجيد في بادئ الأمر ، ثم الملاحقة الأمنية ، المتمثل بالاعتقال والسجن لفترات مختلفة .
ثانيا : القتل المبرمج عبر الحدود للتخلص منهم  .
ثالثا : الإعتداء بالضرب والخطف والتعذيب البدني والنفسي .
رابعا : حرق المحالات التجارية والمصانع التي يعمل بها الأفارقة السود .
خامسا : إلقاء قنابل بإتجاه الأفارقة الجدد .
سادسا : منع العمل رسميا ، بملاحقة الأجهزة المدنية الحكومية الصهيونية .
سابعا : حرب إعلامية ونفسية ضد المهاجرين الأفارقة وعائلاتهم .
ثامنا : مصادرة الأموال التي بحوزتهم ، وطردهم وتشريدهم .
تاسعا : البدء ببناء سور كهربائي ، بطول 250 كم بين صحراء النقب الفلسطينية وصحراء سيناء المصرية .
عاشرا :  البدء بالترحيل الجماعي لهؤلاء الأفارية المتسللين ، بالتسيق مع حكوماتهم أو بدونها .
حادي عشر :  المطالبة بحرقهم وهم أحياء .
ثاني عشر :  سن قانون المتسللين من البرلمان العبري ( الكنيست ) لسجن المهاجرين الأفارقة لمدة 3 سنوات منذ لحظة إجتيازهم ودخولهم للبلاد دون محاكمة .
ثالث عشر :  طرق أخرى سرية غير معلنة .

ردود فعل المهاجرين الأفارقة ضد القمع الصهيوني
نظم المهاجرون الأفارقة ، القدامى والجدد ، على السواء ، عدة مسيرات ومظاهرات في تل أبيب والقدس المحتلة ، للإحتجاج على التصرفات العنصرية الصهيونية ، الحكومية والشعبية ، ففي 25 أيار 2012 ، مثلا ، وليس على سبيل الحصر ، نظمت مظاهرة أمام منزل رئيس الحكومة العبرية في القدس المحتلة ، تحت شعار " ( كفى عنصرية ) – لاجئون لا يطردون من يطالب باللجوء " ضد محاولات طرد الأفارقة من الكيان الصهيوني ، بلا فيزا أو تأشيرات دخول رسمية .
كلمة أخيرة  .. لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }( القرآن المجيد – المائدة ) .
تتصرف حكومة الاحتلال الصهيوني ، بفلسطين المحتلة ، وفقا لآرائها العنصرية ، ومعتقداتها الصهيونية ، القائمة على التفريغ والملء ، منذ إنطلاقة الاستيطان اليهودي في الأرض المقدسة ( فلسطين ) ، تفريغ الأرض الفلسطينية المقدسة واستقدام المهاجرين اليهود ، من شتى قارات العالم . ولما عجزت الصهيونية العالمية ، والحكومة العبرية في تل أبيب عن تحقيق الحلم الصهيوني باليهود الموجودين في فلسطين المحتلة ، فإنها عمدت لطرق أخرى لملء الأرض الفلسطينية بالمهاجرين الجدد من شتى الجنسيات لاستكمال تحقيق المشروع الصهيوني الكبير ، القديم المتجدد ، المتمثل بإقامة ( إسرائيل الكبرى التوراتية  المزعومة ) ما بين نهري الفرات بالعراق والنيل بمصر والسودان . ومن مضن هذه الخطة الاستراتيجية جلب المهاجرين الأفارقة الجدد من شتى دول الإتحاد الإفريقي وتفسيخ أواصر الاتحاد الإفريقي الذي يشكل خطرا داهما على المشروع الصهيوني العالمي الراهن والمستقبلي .
فيا أيها المهاجرون الأفارقة لا ترتدوا عن دينكم ، فالإسلام هو دين الله في الأرض ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا الزائلة ، ولا هرطقات الكيان الصهيوني المصطنع ، فالكيان الصهيوني ، دولة تيودور هيرتزل ( إسرائيل )  إلى زوال أكيد ، إن شاء الله تبارك وتعالى ، إن عاجلا أو آجلا ، وإنا لنراه قريبا بإذن الله العزيز الحكيم .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .
والله ولي التوفيق . نترككم في أمان الله ورعايته . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خريطة شبه جزيرة سيناء وفلسطين

ليست هناك تعليقات: