الثلاثاء، 19 يونيو 2012

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة 2012 .. بين النظرية والتطبيق / د. كمال إبراهيم علاونه


الانتفاضة الفلسطينية الثالثة
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة 2012 .. بين النظرية والتطبيق
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والاعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }( القرآن المجيد – المائدة ) .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 11 / ص 277) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " .

إستهلال

يسود جدل فلسطيني وصهيوني ، متناقض حول إمكانية بزوغ فجر إنتفاضة فلسطينية كبرى ثالثة ، قريبا أو على المدى البعيد ، وفقا للقاعدة الكيميائية المعروفة ( كثرة الضغط تولد الإنفجار ) . وفلسطينيا ، يجرى الترويج للمقاومة الشعبية السلمية ، وهناك صفحة خاصة أسست من مجموعات شبابية وطنية فلسطينية ، قبل فترة ليست بعيدة تحمل شعار ( الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ) . وصهيونيا حذرت الأجهزة الأمنية الصهيونية ( الشاباك والشين بيت ) حكومة الاحتلال الصهيونية من إنتفاضة فلسطينية ثالثة تختلف عن سابقتيها .

إنتفاضة أسرى فلسطين بالسجون الصهيونية .. شرارة إنتفاضة فلسطين الثالثة الكبرى

يمكن القول ، إن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة بدأت بشرارة من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون والزنازين الصهيونية ، وخاصة المعتقلين الإداريين ، في ربيع العام الحالي 2012 ، ثم إنضم لهم آلاف الأسرى المحكومين بمؤبدات وأحكام فلكية رقمية عالية ، حيث أعلنوا الاضراب المفتوح عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني بصورة جماعية ، من الأسرى المحكومين وسبقهم المعتقلون الإداريون ، ووصلت الفترة الزمنية  في بعض حالات الإضراب المفتوح عن الطعام 80 يوما تقريبا في سجل التاريخ الإنساني ، في سابقة هي الأولى من نوعها وغير مشهودة عالميا . فقد استقطبت إنتفاضة أسرى فلسطين بالسجون الصهيونية ، كافة الفصائل والحركات والأحزاب الاسلامية والوطنية ، سياسيا وإعلاميا ومطلبيا ، وهناك أسباب ذاتية وموضوعية ، تجعل انتفاضة كبرى فلسطينية ثالثة تحت الرماد المنظور بانتظار التفجير المدوي ، ناجمة عن الضغوط الصهيونية المتزايدة في شتى أشكالها وأنواعها والاصرار الصهيوني على حرمان الفلسطينيين من حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية واستمرار الغطرسة والقمع الصهيوني لأماني شعب فلسطين وحرمانه من الاستقلال الوطني ، وتواصل المناداة بما يسمى بالتاريخ الصهيوني المعاصر إقامة ( إسرائيل الكبرى ما بين نهري النيل والفرات ) .

لماذا إنتفاضة فلسطين الثالثة ؟ .. الاسباب والمسببات

يقول الله العلي العظيم سبحانه وتعالى : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)  وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48)}( القرآن المجيد – غافر ) .

على أي حال ، هناك العديد من الأسباب والمسببات الراهنة التي تقدم لانتفاضة فلسطينية متواصلة من أهمها :
أولا : الاستيطان اليهودي :
هناك نحو 600 الف مستوطن يهودي يتواجدون في 160 مستوطنة يهودية دينية وزراعية وصناعية وسياحية ، يؤثرون بصورة يومية سلبية على الحياة العامة للفلسطينيين البالغ عددهم حوالي 2.5 مليون نسمة يعيشون على مساحة 5.878 كم2 بالضفة الغربية المحتلة . فاصبح الاستيطان اليهودي المتفاقم  كالسرطان الخبيث الذي ينخر الجسد الفلسطيني الأرض والإنسان ، المتمثل بمصادرة أراضي فلسطينية جديدة ، وتسمين المستوطنات اليهودية القائمة  في الضفة الغربية المحتلة . وعربدة قطعان المستوطنين اليهود المسلحين بالرشاشات الاتوماتيكية ، ضد الإنسان الفلسطيني وارضه ، وحرمانه من زراعتها وجني المحاصيل الزراعية ، تجريف الأشجار والمحاصيل الزراعية ، وحرق المزروعات مثل أشجار الزيتون الرمز الفلسطيني الزراعي المقدس . والاستيطان اليهودي يجعل من الصعوبة بمكان تطبيق ما يسمى حل الدولتين : العربية الفلسطينية المنتظرة ، والكيان الصهيوني الأقوى عسكريا واقتصاديا بدعم أمريكي وأوروبي متواصل .

ثانيا : الأسباب السياسية :
الانغلاق السياسي ، وإضعاف السلطة الفلسطينية ، وعدم وجود بوادر حل حقيقية جزئية أو كلية ، واستمرار التعنت الصهيوني ، وتدهور ما يطلق عليه المسيرة السلمية بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني . واستمرار اعتقال أكثر من 5 آلاف أسير ، وتواصل الحصار السياسي والعسكري والاقتصادي الصهيوني على قطاع غزة ، والتبجح الصهيوني بفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ، وكذلك إندلاع وانتصار الثورات العربية في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا وغيرها .

ثالثا : الأسباب الاقتصادية  :
استمرار تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الصهيوني ، وعدم وجود منافذ برية أو بحرية ذاتية منفصلة عن الجانب الصهيوني . فنلاحظ أن عائدات الضرائب من حق الفلسطيني يجري التحكم بها من وزارة المالية الصهيونية مثلا ، واستمرار تدهور قيمة العملة الصهيونية الشيكل  .
رابعا : الأسباب الدينية :
استمرار الحصار العسكري الصهيوني المحكم على المدينة المقدسة ( القدس الشريف ) ، ومنع المصلين المسلمين من الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك ، والاقتحامات اليهودية لباحات المسجد الأقصى المبارك ، وإقامة الشعائر التوراتية والتلمودية في الأقصى المبارك ، وكذلك الاستفزازات الدينية في الحرم الابراهيمي الشريف ، هذا بالاضافة إلى الاعتداءات على المساجد الاسلامية في العديد من المحافظات الفلسطينية ، مثل محافظة نابلس ، وسلفيت ورام الله وغيرها . وتواصل اقتحام المستوطنين المتطرفين اليهود ، للمقامات والآثار الاسلامية ، مثل قبر يوسف في نابلس ، ومسجد بلال بن رباح أو ما يطلق عليه يهوديا ( قبة راحيل ) واقتحام مقام النبي ذو الكفل في محافظة سلفيت .
خامسا : الأسباب العسكرية والأمنية :
المتمثلة بحالة التوتر الشديد والضغط العسكري المتعاظم ضد أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين عموما والضفة الغربية المحتلة خصوصا . وكذلك إزدياد الهجمة المسعورة بهدم المنازل الفلسطينية ، والمشاريع الزراعية كالآبار وغيرها .

سادسا : الأسباب الاجتماعية والنفسية :
المتمثلة بالحرب النفسية والدعائية ضد ابناء الشعب الفلسطيني ، وتواصل الظلم والحرمان الصهيوني ضد العائلات والأسر الفلسطينية الناجمة عن تواصل الاحتلال الصهيوني وبناء الجدار الصهيوني الفاصل العازل .

ويمكننا القول ، إن الاعلام الفلسطيني والعربي والعالمي المناصر للقضية الفلسطينية ، وخاصة القنوات الفضائيات والانترنت يستطيع أن يواكب مسيرة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ، بزخم شبابي متوثب للدفاع عن النفس ، والمطالبة بتحقيق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية ، اسوة ببقية شعوب وأمم العالم ، وهذه الانتفاضة يمكن أن تكون مختلفة عن الانتفاضتين الأولى ( ما بين 1987 – 1994 ) والثانية ( انتفاضة الأقصى ما بين 2000 – 2006 ) ، في النهج والأسلوب ، ولن تكون هذه الانتفاضة الفلسطينية الثالثة المتوقعة ، مشابهة لسابقتيها ، بل من الممكن أن تستخدم اساليب جديدة ، بالاضافة للطرق التقليدية القديمة .

بعض معوقات إنتفاضة فلسطين الثالثة

لا بد من القول ، إن هناك عدة معوقات داخلية وخارجية ، تتعلق بالمجالات المالية والاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية والنفسية العامة والخاصة ، تعيق إندلاع انتفاضة فلسطين الثالثة بشكل مباشر وكبير ، من أهمها ضعف الاقتصاد الفلسطيني ، والظروف الدولية غير المؤاتية ، وحالة اليأس والقنوط والإحباط السياسي والاجتماعي والنفسي ، لدى بعض فئات الشعب الفلسطيني ، خاصة تلك التي تضررت بانتفاضة الأقصى السابقة التي استمرت 6 سنوات متواصلة .

كلمة أخيرة .. الشعب الفلسطيني .. فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ

يقول الله الحي القيوم عز وجل : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)}( القرآن المجيد – القمر ) .
ختاما ، فإن إنتفاضة فلسطين الثالثة ، إندلعت من زنازين وسجون الاحتلال الصهيوني ، عبر الاضرابات المفتوحة عن الطعام ( معركة الأمعاء الخاوية ) ، وبالتالي بدأت من السجون الصهيونية المقامة بفلسطين المحتلة عام 1948 ، وسوف تتفجر براكينها وحممها النارية ، في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وستشمل مناطق الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني .  وستكون مدعومة من الثورات العربية بعد تغيير الخريطة السياسية في العديد من الدول العربية وخاصة مصر وسوريا وغيرها .
وإرادة الشعوب هي من إرادة الله تبارك وتعالى العزيز الحكيم ، وفي نهاية المطاف سينتصر الحق على الباطل ، وسيزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: