الثلاثاء، 19 يونيو 2012

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة 2012 .. بين النظرية والتطبيق / د. كمال إبراهيم علاونه


الانتفاضة الفلسطينية الثالثة
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة 2012 .. بين النظرية والتطبيق
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والاعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }( القرآن المجيد – المائدة ) .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 11 / ص 277) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " .

إستهلال

يسود جدل فلسطيني وصهيوني ، متناقض حول إمكانية بزوغ فجر إنتفاضة فلسطينية كبرى ثالثة ، قريبا أو على المدى البعيد ، وفقا للقاعدة الكيميائية المعروفة ( كثرة الضغط تولد الإنفجار ) . وفلسطينيا ، يجرى الترويج للمقاومة الشعبية السلمية ، وهناك صفحة خاصة أسست من مجموعات شبابية وطنية فلسطينية ، قبل فترة ليست بعيدة تحمل شعار ( الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ) . وصهيونيا حذرت الأجهزة الأمنية الصهيونية ( الشاباك والشين بيت ) حكومة الاحتلال الصهيونية من إنتفاضة فلسطينية ثالثة تختلف عن سابقتيها .

إنتفاضة أسرى فلسطين بالسجون الصهيونية .. شرارة إنتفاضة فلسطين الثالثة الكبرى

يمكن القول ، إن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة بدأت بشرارة من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون والزنازين الصهيونية ، وخاصة المعتقلين الإداريين ، في ربيع العام الحالي 2012 ، ثم إنضم لهم آلاف الأسرى المحكومين بمؤبدات وأحكام فلكية رقمية عالية ، حيث أعلنوا الاضراب المفتوح عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني بصورة جماعية ، من الأسرى المحكومين وسبقهم المعتقلون الإداريون ، ووصلت الفترة الزمنية  في بعض حالات الإضراب المفتوح عن الطعام 80 يوما تقريبا في سجل التاريخ الإنساني ، في سابقة هي الأولى من نوعها وغير مشهودة عالميا . فقد استقطبت إنتفاضة أسرى فلسطين بالسجون الصهيونية ، كافة الفصائل والحركات والأحزاب الاسلامية والوطنية ، سياسيا وإعلاميا ومطلبيا ، وهناك أسباب ذاتية وموضوعية ، تجعل انتفاضة كبرى فلسطينية ثالثة تحت الرماد المنظور بانتظار التفجير المدوي ، ناجمة عن الضغوط الصهيونية المتزايدة في شتى أشكالها وأنواعها والاصرار الصهيوني على حرمان الفلسطينيين من حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية واستمرار الغطرسة والقمع الصهيوني لأماني شعب فلسطين وحرمانه من الاستقلال الوطني ، وتواصل المناداة بما يسمى بالتاريخ الصهيوني المعاصر إقامة ( إسرائيل الكبرى ما بين نهري النيل والفرات ) .

لماذا إنتفاضة فلسطين الثالثة ؟ .. الاسباب والمسببات

يقول الله العلي العظيم سبحانه وتعالى : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)  وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48)}( القرآن المجيد – غافر ) .

على أي حال ، هناك العديد من الأسباب والمسببات الراهنة التي تقدم لانتفاضة فلسطينية متواصلة من أهمها :
أولا : الاستيطان اليهودي :
هناك نحو 600 الف مستوطن يهودي يتواجدون في 160 مستوطنة يهودية دينية وزراعية وصناعية وسياحية ، يؤثرون بصورة يومية سلبية على الحياة العامة للفلسطينيين البالغ عددهم حوالي 2.5 مليون نسمة يعيشون على مساحة 5.878 كم2 بالضفة الغربية المحتلة . فاصبح الاستيطان اليهودي المتفاقم  كالسرطان الخبيث الذي ينخر الجسد الفلسطيني الأرض والإنسان ، المتمثل بمصادرة أراضي فلسطينية جديدة ، وتسمين المستوطنات اليهودية القائمة  في الضفة الغربية المحتلة . وعربدة قطعان المستوطنين اليهود المسلحين بالرشاشات الاتوماتيكية ، ضد الإنسان الفلسطيني وارضه ، وحرمانه من زراعتها وجني المحاصيل الزراعية ، تجريف الأشجار والمحاصيل الزراعية ، وحرق المزروعات مثل أشجار الزيتون الرمز الفلسطيني الزراعي المقدس . والاستيطان اليهودي يجعل من الصعوبة بمكان تطبيق ما يسمى حل الدولتين : العربية الفلسطينية المنتظرة ، والكيان الصهيوني الأقوى عسكريا واقتصاديا بدعم أمريكي وأوروبي متواصل .

ثانيا : الأسباب السياسية :
الانغلاق السياسي ، وإضعاف السلطة الفلسطينية ، وعدم وجود بوادر حل حقيقية جزئية أو كلية ، واستمرار التعنت الصهيوني ، وتدهور ما يطلق عليه المسيرة السلمية بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني . واستمرار اعتقال أكثر من 5 آلاف أسير ، وتواصل الحصار السياسي والعسكري والاقتصادي الصهيوني على قطاع غزة ، والتبجح الصهيوني بفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ، وكذلك إندلاع وانتصار الثورات العربية في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا وغيرها .

ثالثا : الأسباب الاقتصادية  :
استمرار تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الصهيوني ، وعدم وجود منافذ برية أو بحرية ذاتية منفصلة عن الجانب الصهيوني . فنلاحظ أن عائدات الضرائب من حق الفلسطيني يجري التحكم بها من وزارة المالية الصهيونية مثلا ، واستمرار تدهور قيمة العملة الصهيونية الشيكل  .
رابعا : الأسباب الدينية :
استمرار الحصار العسكري الصهيوني المحكم على المدينة المقدسة ( القدس الشريف ) ، ومنع المصلين المسلمين من الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك ، والاقتحامات اليهودية لباحات المسجد الأقصى المبارك ، وإقامة الشعائر التوراتية والتلمودية في الأقصى المبارك ، وكذلك الاستفزازات الدينية في الحرم الابراهيمي الشريف ، هذا بالاضافة إلى الاعتداءات على المساجد الاسلامية في العديد من المحافظات الفلسطينية ، مثل محافظة نابلس ، وسلفيت ورام الله وغيرها . وتواصل اقتحام المستوطنين المتطرفين اليهود ، للمقامات والآثار الاسلامية ، مثل قبر يوسف في نابلس ، ومسجد بلال بن رباح أو ما يطلق عليه يهوديا ( قبة راحيل ) واقتحام مقام النبي ذو الكفل في محافظة سلفيت .
خامسا : الأسباب العسكرية والأمنية :
المتمثلة بحالة التوتر الشديد والضغط العسكري المتعاظم ضد أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين عموما والضفة الغربية المحتلة خصوصا . وكذلك إزدياد الهجمة المسعورة بهدم المنازل الفلسطينية ، والمشاريع الزراعية كالآبار وغيرها .

سادسا : الأسباب الاجتماعية والنفسية :
المتمثلة بالحرب النفسية والدعائية ضد ابناء الشعب الفلسطيني ، وتواصل الظلم والحرمان الصهيوني ضد العائلات والأسر الفلسطينية الناجمة عن تواصل الاحتلال الصهيوني وبناء الجدار الصهيوني الفاصل العازل .

ويمكننا القول ، إن الاعلام الفلسطيني والعربي والعالمي المناصر للقضية الفلسطينية ، وخاصة القنوات الفضائيات والانترنت يستطيع أن يواكب مسيرة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ، بزخم شبابي متوثب للدفاع عن النفس ، والمطالبة بتحقيق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية ، اسوة ببقية شعوب وأمم العالم ، وهذه الانتفاضة يمكن أن تكون مختلفة عن الانتفاضتين الأولى ( ما بين 1987 – 1994 ) والثانية ( انتفاضة الأقصى ما بين 2000 – 2006 ) ، في النهج والأسلوب ، ولن تكون هذه الانتفاضة الفلسطينية الثالثة المتوقعة ، مشابهة لسابقتيها ، بل من الممكن أن تستخدم اساليب جديدة ، بالاضافة للطرق التقليدية القديمة .

بعض معوقات إنتفاضة فلسطين الثالثة

لا بد من القول ، إن هناك عدة معوقات داخلية وخارجية ، تتعلق بالمجالات المالية والاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية والنفسية العامة والخاصة ، تعيق إندلاع انتفاضة فلسطين الثالثة بشكل مباشر وكبير ، من أهمها ضعف الاقتصاد الفلسطيني ، والظروف الدولية غير المؤاتية ، وحالة اليأس والقنوط والإحباط السياسي والاجتماعي والنفسي ، لدى بعض فئات الشعب الفلسطيني ، خاصة تلك التي تضررت بانتفاضة الأقصى السابقة التي استمرت 6 سنوات متواصلة .

كلمة أخيرة .. الشعب الفلسطيني .. فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ

يقول الله الحي القيوم عز وجل : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)}( القرآن المجيد – القمر ) .
ختاما ، فإن إنتفاضة فلسطين الثالثة ، إندلعت من زنازين وسجون الاحتلال الصهيوني ، عبر الاضرابات المفتوحة عن الطعام ( معركة الأمعاء الخاوية ) ، وبالتالي بدأت من السجون الصهيونية المقامة بفلسطين المحتلة عام 1948 ، وسوف تتفجر براكينها وحممها النارية ، في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وستشمل مناطق الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني .  وستكون مدعومة من الثورات العربية بعد تغيير الخريطة السياسية في العديد من الدول العربية وخاصة مصر وسوريا وغيرها .
وإرادة الشعوب هي من إرادة الله تبارك وتعالى العزيز الحكيم ، وفي نهاية المطاف سينتصر الحق على الباطل ، وسيزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

شبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية ( فيس بوك وتويتر facebook & twitter ) بين النعمة والنقمة


شبكات التواصل الاجتماعي - فيس بوك وتويتر

شبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية

( فيس بوك وتويتر  facebook & twitter )

بين النعمة والنقمة

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية والإعلام

رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

ابن الأرض المقدسة

نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)}( القرآن المجيد - آل عمران ) .

يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}( القرآن المجيد – الحجرات ) .
إستهلال
تتعدد وتتنوع شبكات التواصل الاجتماعي الشاملة لجميع النواحي والميادين الحياتية ، وتقع على قمة هرميتها موقعي ( الفيس بوك ) و( تويتر ) . ويتبوأ الموقع الإلكتروني اليهودي العالمي ( فيس بوك ) صدارة مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية للعديد من الأسباب والعوامل الذاتية والموضوعية والفنية والتقنية والعلمية والمالية والاجتماعية والدعائية وخلافها .
وأضحت الحكومات والوزارات والمؤسسات والجامعات والبلديات والاتحادات والمدارس والأشخاص في جميع أنحاء الكرة الأرضية ، يتسابقون في إنشاء أو فتح صفحات عامة أو خاصة لنشر أقكارهم وآرائهم وفعالياتهم ومعتقداتهم الدينية والسياسية والاجتماعية والصحية بأسرع ما يمكن زمنيا . فالجميع من مشتركي شبكات التواصل الاجتماعي المجانية ، يحاول أخذ السبق الإعلامي والثقافي ، قبل الآخرين .
وتشير الاحصائيات والتقديرات العامة إلى تبوأ شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) صدارة هذه الشبكات التعارفية الاجتماعية الشاملة عبر أثير شبكة الانترنت ( الشبكة العنكبوتية العالمية ) حيث يقدر عدد المشتركين في الفيس بوك نحو 800 مليون شخص من ملياري شخص زائر للانترنت  ، من أصل أكثر من  7 مليارات نسمة هم عدد سكان العالم في العام الحالي 2012 .
شعار شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) حرف أف F
أولا : شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك Facebook )
ظهرت شبكات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية الدولية ( الانترنت ) ، وامتدت شعبيتها ونفوذها لجميع الأجيال الإنسانية من الشباب والكبار في السن ، من الذكور والإناث ، على السواء . إلا أن إنتشارها ظهر بصورة جلية بين الفئات الشبابية ممن يتاح أمامهم الاطلاع على خفايا واسرار الانترنت ، وشبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية . وتقدر إدارة فيس بوك عدد المنخرطين في ثناياها بحوالي 500 مليون شخص ، وتشير بعض الإحصائيات التقديرية إلى ولوج نحو 800 ألف مستخدم للصفحات الإلكترونية الخاصة والعامة على الفيس بوك .
ومهما يكن من أمر ، فإن شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) كوسيلة إعلام إلكترونية رقمية عصرية ، خاصة وعامة في الوقت ذاته ، قدمت خدمات جليلة كثيرة ومتعددة للجميع ، من شرائج المجتمعات الإنسانية ، في شتى قارات العالم ، على إختلاف الايديولوجيات والديانات والمذاهب السياسية والاجتماعية والثقافية ، فمكنت رواد الفيس بوك من نشر آرائهم ومعتقداتهم ، وملئت جزءا من فراغهم النفسي والمعنوي ، وبالتالي أثرت شبكة التواصل الاجتماعي العالمية ( فيس بوك ) تاثيرا عقليا ومعنويا كبيرا على المسيرة الإنسانية .
وعلى النقيض من ذلك ، فقد أوقعت شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) مئات إن لم يكن آلاف الشباب في متاهات أمنية معقدة ، علما بأن هذا الموقع الاجتماعي الإلكتروني العالمي كغيره من المواقع والشبكات والمنتديات والمدونات الإلكترونية ، مراقب من الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية والثقافية في العالم ، وخاصة من قبل الموساد والشاباك الصهيوني والمخابرات المركزية الأمريكية ( السي آي إيه ) وغيرها من الأجهزة التي تتلصص وتتجسس على الشؤون الشخصية بالأفراد والمؤسسات والشركات وغيرها .
شعار شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك )
إنشاء صفحة فيس بوك جديدة
إن تأسيس أو تصميم صفحة جديدة على الفيس بوك ، مسألة سهلة جدا ، فهي غير معقدة بتاتا ، وتتطلب عملية إنشاء صفحة خاصة أو عامة على شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) أو غيرها ، وجود المتطلبات الإلكترونية المتلازمة مع بعضها البعض ، التالية :
  1. 1. حاسوب شخصي أو عام ، ومعرفة شخصية استعمال الحاسوب .
  2. 2. الاشتراك في خدمة تزويد الانترنت في البيت أو مكان العمل بصورة ثابتة أو متنقلة .
  3. 3. وجود بريد إلكتروني خاص للشخص أو الجماعة أو المؤسسة . على أحد المواقع الإلكترونية : جي ميل ، ياهو أو  هوتميل أو غيرها .
  4. 4. . إفتح على محرك البحث الإلكتروني العالمي ( غوغل ) ثم اكتب فيس بوك بالعربية أو الانجليزية facebook أو غيرها . فترى أسس عملية التسجيل أمام ناظريك ، وهناك تصميم إلكتروني جاهز على الموقع الإلكتروني ( الفيس بوك ) لصفحات الأفراد والشركات والمؤسسات وغيرها .
  5. 5. تعبئة طلب الاشتراك الشخصي ( اسم الشخص أو المؤسسة – الاسم الأول والاسم الأخير وبعض المعلومات الشخصية الاجتماعية ) باللغة العربية أو باللغة الانجليزية ، على صفحة الفيس بوك  . ويجب الاحتفاظ باسم الدخول والكلمة السرية – كلمة المرور ( يوزر نيم والباس ويرد ) ولا تطلع الآخرين عليها ، لئلا ينشروا مواضيع أو بيانات على الصفحة الشخصية قد تحبها أو تكرهها .
  6. 6. البدء بنشر بيانات ومعلومات خاصة أو عامة ، كتعليقات أو مشاركات أو إدخال صور أو مقاطع فيديو ( يوتيوب ) أو مقالات أو دراسات أو أبحاث وسواها . وهناك لوحة أمامية تأتي أسفل الاسم والرسم مكتوب عليها : الحالة – صورة – مكان - مناسبة شخصية . ثم يأتي اسفل منها سطرا مكتوبا به : ماذا يخطر في بالك ؟ حيث تضيف من خلالها ما تحب من مواضيع وصور ، بشكل متواصل .. وهكذا . ومن خلال ممارسة ( التجربة والخطأ ) يمكن الإنسان المشترك أن  يتعلم قواعد ومبادئ وأسس النشر بصفحة الفيس بوك .
  7. 7. وبعد إنشاء صفحة الفيس بوك ، يمكن للمشترك أن يتواصل مع غيره من المشتركين على نفس الموقع الإلكتروني ( فيس بوك ) أو ( تويتر ) بشكل مزدوج بالصفحات الخاصة للأعضاء الآخرين أو من خلال الاطلاع على الصفحة الرئيسية لشبكة التواصل الاجتماعي المعنية . ففي الفيس بوك في سطر خاص ، ثلاث كلمات : ( أعجبني ، تعليق ، مشاركة ) أسفل كل موضوع منشور أو صورة منشورة . واسفل هذه الكلمات هناك سطر مكتوب به ( اكتب تعليقا ) لمن يريد أن يضيف تعليقا خاصا بالموضوع المنشور أو غيره .
  8. 8. إبدا ببث رسائل صداقة لمشتركين آخرين ، عبر الفيس بوك ، فيأتيك الرد لاحقا سواء بالموافقة أو التجاهل وعدم الرد . واصبر ولا تكن عجولا .
على اي حال ، يوجد في نهاية كل صفحة فيس بوك ، طريقة إرشادية لفتح صفحة بشبكة التواصل الاجتماعي هذه ، بعنوان : إنشاء صفحة ، حول فيس بوك  ، لإعلاناتكم ، المطورون ، المهن ، الخصوصية ، ملفات تعريف الارتباط ، الشروط ، المساعدة .
شعار شبكة التواصل الاجتماعي ( تويتر ) حرف تي t
ثانيا : شبكة التواصل الاجتماعي ( تويتر Twitter )
تعتبر شبكة التواصل الاجتماعي ( تويتر ) ، الشبكة الإلكترونية الثانية بعد الفيس بوك ، وهي مرتبطة ومترابطة معها بطريقة أو بأخرى . ولكن شهرة فيس بوك بلغت الآفاق أكثر من تويتر ، لعدة أسباب وعوامل فنية وتقنية إلكترونية مهنية واقتصادية وثقافية وإدارية عامة وخاصة .
شعار شبكة التواصل الاجتماعي ( تويتر )
إنشاء صفحة تويتر جديدة
إن إنشاء أو إضافة صفحة جديدة على شبكة التواصل الاجتماعي ( تويتر (  twitter  ( ، مسألة يسيرة ، إذ تتطلب عملية إنشاء صفحة خاصة أو عامة على شبكة ( تويتر ) أو غيرها ، وجود المتطلبات الإلكترونية المتلازمة مع بعضها البعض ، كما هو بإنشاء صفحة جديدة على فيس بوك على النحو الآتي :
  1. 1. حاسوب شخصي أو عام ، بيتي ثابت أو متنقل ، ومعرفة شخصية استعمال الحاسوب .
  2. 2. الاشتراك في خدمة تزويد الانترنت في البيت أو مكان العمل أو بشريحة متنقلة .
  3. 3. وجود بريد إلكتروني خاص للشخص أو الجماعة أو المؤسسة . على أحد المواقع الإلكترونية : جي ميل ، ياهو أو  هوتميل أو غيرها . ويجب أن يكون البريد الإلكتروني للشخص المعني غير المعمول به في فيس بوك .
  4. 4. . إفتح على محرك البحث الإلكتروني العالمي ( غوغل ) ثم اكتب تويتر بالعربية أو الانجليزية twitter . فترى أسس عملية التسجيل أمام ناظريك ، وهناك تصميم إلكتروني جاهز على الموقع الإلكتروني ( تويتر ) لصفحات الأفراد والشركات والمؤسسات وغيرها .
  5. 5. تعبئة طلب الاشتراك الشخصي ( الصورة – اختر ملفا ، اسم الشخص أو المؤسسة – الاسم الأول والاسم الأخير وبعض المعلومات الشخصية الاجتماعية ) ، الموقع الجغرافي ، اسم الموقع الإلكتروني المعني النقل عنه ، النبذة التعريفية ) . وهناك لوحة علوية تبين أي لغة تختارها باللغة العربية ( على اليسار ) أو باللغة الانجليزية ( على اليمين ) ، على صفحة تويتر . ويجب الاحتفاظ باسم الدخول والكلمة السرية – كلمة المرور ( يوزر نيم والباس ويرد ) ولا تطلع الآخرين عليها ، لئلا ينشروا مواضيع أو بيانات على الصفحة الشخصية قد تحبها أو تكرهها وتسبب الاحراجات العائلية وتبعثر الصداقة مع آخرين .
  6. 6. على صدر الصفحة العلوي هناك مصطلحات : الرئيسية .. تواصل .. إكتشف . أضغط على أي من تريد فتحه منها للاستفادة منه .
  7. 7. بعد تعبئة النموذج لفتح صفحة تويتر جديدة ، يظهر أمامك في المستطيل العلوي : اسم الصفحة ،  واسم الدخول ، ونبذة تعريفية مختصرة عن الصفحة واسم الموقع الإلكتروني الخاص بك للنقل عنه مستقبلا . واسفل منها تظهر قائمة : التغريدات ، المتابَعون ، المتابِعون ، المفضلات ، القوائم ، المشابه لك . وعلى يسارها تظهر قائمة التغريدات المنشورة ، التي نشرتها سابقا .
  8. 8. البدء بنشر تغريدات - بيانات ومعلومات خاصة أو عامة ، كتعليقات أو مشاركات أو إدخال صور أو مقاطع فيديو ( يوتيوب ) أو مقالات أو دراسات أو أبحاث وسواها . ومن خلال ممارسة ( التجربة والخطأ ) يمكن الإنسان المشترك أن  يتعلم قواعد ومبادئ وأسس النشر بصفحة تويتر .
  9. 9. وبعد إنشاء صفحة جديدة خاصة على ( تويتر ) ، يمكن للمشترك أن يتواصل مع غيره من المشتركين على الموقع الإلكتروني ( تويتر ) بالصفحات الخاصة للأعضاء الآخرين أو من خلال الاطلاع على الصفحة الرئيسية لشبكة التواصل الاجتماعي المعنية .  اضغط على المتابَعون ( بفتح الباء ) ممن تريد متابعة تغريداتهم ( المنشورة ) .
  10. 10. إبدا ببث رسائل صداقة ومتابعة لمشتركين آخرين ، عبر تويتر ، فتظهر أمامك التغريدات والزملاء الذين ترغب بمتابعة إنتاجهم الإلكتروني المنشور . ولمعرفة من يتابع تغريداتك ، إضغط على بند المتابِعون ( بكسر الباء ) .
على اي حال ، يوجد في نهاية كل صفحة تويتر باللغة العربية على اليمين مصطلحات ظاهرة كما يلي : عن تويتر ، مساعدة ، الشروط والأحكام ، المدونة ، الحالة ، التطبيقات ، الموارد ، وظائف ، المعلنون ، الأعمال ، وسائل الإعلام ، المطورون .
مزايا شبكات التواصل الاجتماعي ( فيس بوك وتويتر )
لشبكة التواصل الاجتماعي الإلكترونية الرقمية العصرية العالمية ( الفيس بوك ) أو ( تويتر ) مزايا نفسية ومعنوية ومادية على السواء ، بإختلاف المستويات والدرجات الاجتماعية التي ترتاد عالم الفيس بوك الالكتروني ، وتشتمل هذه المزايا والامتيازات على مسائل اجتماعية ودينية وثقافية واقتصادية وعسكرية ورياضية وفنية وفكرية وخلافها . يمكن إيجازها بالنواحي الآتية :
أولا : زيادة الترابط الاجتماعي بين المشتركين :
لقد مكن موقع الفيس بوك ، أو تويتر جميع الأعضاء المشتركين ، المنضمين لهذه الشبكة الاجتماعية التواصلية ، من التحادث الآني ، وتعبئة أوقات الفراع لدى الإنسان ، في تسارع زمني رهيب ، كجزء إلكتروني هام من الانترنت ، فمكنت الوالدين من متابعة شؤون الأبناء ، وكذلك مكنت الطلبة من متابعة الشؤون الأكاديمية والتعليمية عبر التواصل مع الزملاء الآخرين . هذا بالإضافة إلى فتح المجال أمام الراغبين في التواصل الاجتماعي مع أصدقاء جدد وفق نظام ( الدردشة ) لم يكن يتاح أمامهم التعارف إلا عبر هذه الطريقة الإلكترونية العالمية . وغني عن القول ، إن الفيس بوك ساعد على تعارف الكثير من الشباب أو الكبار في السن ، من الجنسين ( الذكور والإناث ) في إنشاء اسر جديدة عبر التجاذب  الإلكتروني ( الفيس بوكي ) في أمور غير مسبوقة ، في التاريخ الإنساني التقليدي الغابر .
ففي مجال الحديث الكتابي المطبوع المباشر أو ما يطلق عليه مصطلح ( الدردشة ) ، يمكن للمشترك بصفحة الفيس بوك التواصل مع الأصدقاء المشتركين مع الشخص المعني ، من بين الاشخاص المشتركين الذين يظهرون بقائمة الدردشة بنقطة دائرية خضراء واضحة ، على يسار الشبكة ( باللغة العربية ) وعلى يمين الشبكة باللغة الانجليزية ، ثم البدء بالتعارف وسرد المعلومات الشخصية والعامة .
وكذلك يمكن للمشترك بصفحة الفيس بوك ، أن يدلي بدلوه بالكتابة أو إدراج صورة أو صور ، أو فيديو ( يوتيوب ) ، في صفحة الآخرين ، من الأصدقاء وغير الأصدقاء ، على السواء .
ثانيا : تقريب المسافات الجغرافية القارية البعيدة :
فقد ساهمت شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) أو تويتر في ربط الأفراد والجماعات إلكترونيا من الناحية الجغرافية ، فقربت المسافات الجغرافية ، وقللت من التكاليف المالية الباهظة للاتصالات الهاتفية الثابتة أو النقالة ، لما تتيحه هذه الشبكة الاجتماعية من الأحاديث الإلكترونية عن بعد ، ولما تبثه أولا بأولا بالثواني والدقائق والساعات الطويلة ، على مدار النهار والليلة .
ثالثا : الناحية الاقتصادية :
ساهمت شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) أو تويتر في تقليل التكاليف المادية على الأعضاء المشاركين ، كون هذه الشبكة مجانية الخدمة الإلكترونية ولا تكلف المشترك شيئا سوى من يريد إنشاء إعلان مدفوع الأجر على هامش المواضيع المنشورة على يسار الشبكة باللغة العربية . ولا يتطلب الاشتراك بموقع الفيس بوك سوى تعبئة الاستمارة الالكترونية وفتح حساب مجاني جديد ، أو فتح أكثر من حساب مجاني بأسماء متعددة ، بلغة واحدة أو بلغتين أو أكثر من لغتين وهكذا .
ويستخدم الكثير من التجار والاقتصاديين ورجال الأعمال صفحة أو صفحات خاصة بهم للترويج والدعاية لمنتجاتهم الخدمية والانتاجية والاستهلاكية على السواء . وبالتالي ساهم الفيس بوك في زيادة دوران العجلة الاقتصادية ، بصورة أو بأخرى .
رابعا : الشؤون الثقافية - التأثير الثقافي الإيجابي والسلبي :
مكنت شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) أو تويتر الأدباء والشعراء والصحافيين والباحثين والأكاديميين من نشر الإنتاج العلمي أو الثقافي أو التراثي او التقارير المتعددة الأهواء والأطياف ، عبر صفحاتهم الخاصة ، ووجهوا الدعوات لغيرهم للإطلاع عليها ومناقشتها أو الاستفادة منها بصورة مباشرة وسهلة وسريعة . فجاءت هذه العملية لتثري النقاشات والجلسات الثقافية المتعددة عن بعد .
من جهة أخرى ، فقد أدت شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) أو تويتر  إلى التأثير السلبي على الحركة الثقافية ، فقللت من عمل الطباعة والمطابع ، فتضررت المطابع التقليدية بصورة كبيرة جدا ، وتقلصت عملية طباعة النشرات والكتب الثقافية ، وتراجعت القهقرى إلى الخلف ، بصورة غير مسبوقة ، وخاصة في الدول النامية .
خامسا : الشؤون الأمنية والعسكرية :
أدى غياب الوعي الأمني لدى الكثير من الشباب ، وخاصة المراهقين ، إلى سقوطهم في أوحال ومستنقعات المؤسسات الأمنية التي ترصد وتترصد ، وتتجسس على كل ما يكتب عبر الصفحات الخاصة والعامة في الفيس بوك . فقد قبضت الأجهزة الأمنية الأمريكية والصهيونية والعربية والعالمية على مئات بل آلاف الشباب العربي والفلسطيني والإسلامي والأجنبي ، عبر تحليل أفكار وآراء رواد الفيس بوك ، فزجت بهم في غياهب الزنازين والسجون القذرة ، جراء نشرهم بعض الأفكار والدعوات التجميعية كتنظيم المسيرات والدعوة لمقاتلة الأعداء أو النفير العام للجهاد في سبيل الله ضد الأعداء والانخراط في خلايا عسكرية وأمنية ( سرية أو شبه سرية ) تم اكتشافهم عبر الفيس بوك ، لأن هذه الشبكة الإلكترونية تنشر وتحتفظ بكل ما ينشر ويمحى ( شكليا أو نظريا ) وتبقى آثار الكتابة لدى إدارة الموقع الرئيسية أو الفرعية في الولايات المتحدة الأمريكية أو لدى شركات الاتصال في مختلف دول العالم في جميع القارات الجغرافية بالكرة الأرضية . وفي أحيان كثيرة ينشئ ضباط مخابرات من مختلف دول العالم ، صفحات خاصة بهم ، ويشرعون في متابعة غيرهم عن قرب ، سواء من افراد الدولة ذاتها أو خارجها ، ويبنون علاقات طيبة مع زملائهم المفترضين في الفيس بوك ، علما بأنهم يقومون بعملية متابعة دائبة حثيثة ثقافية وأمنية لما يقوله غيرهم ، وبالتالي إنشاء ملفات أمنية ، خاصة بأشخاص محددين ، يكونون تحت عيون المراقبة الأمنية الدقيقة جهارا نهارا دون أن يعلم هذا المشترك بالفيس بوك هذا الأمر أو لا يلقي له بالا .
سادسا : التواصل الديني السريع :
إن عملية فتح صفحة أو صفحات دينية متخصصة على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي ( فيس بوك أو تويتر ) أدى لزيادة تماسك أتباع الأديان العالمية كالإسلام والنصرانية واليهودية والهندوسية والبوذية وغيرها . فنرى الكثير من أتباع الديانات يسارعون لإفتتاح صفحة أو صفحات مركزية أو فرعية أو ثانوية احتياطية ، على الفيس بوك ، لزيادة التماسك الديني ، ومضاعفة النشر الإلكتروني بالأفكار والآراء والمعتقدات والشعائر الدينية ، في ساعات طويلة من اليوم أو في ساعات محددة من اليوم والليلة . وقد ساعد الفيس بوك في نشر افكار غلاة دينيين متطرفين ، وبثها عبر الصفحة الرئيسية .
سابعا : متابعة الأوضاع المحلية والإقليمية والقارية والعالمية
يكون ذلك من خلال نشر الأخبار العاجلة التي تنشرها الشبكات والمواقع والوكالات الإلكترونية حول شؤون الساعة المختلفة في كافة المجالات والميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والفنية والصحية وسواها .
ثامنا : التسلية والترفيه :
تساهم صفحات الفيس بوك والتويتر في تقديم مواد مسلية ومرفهة عبر تقديم ما لذ وطاب من الصور وأشرطة ومقاطع الفيديو ، والمسابقات والجوائز ، وحل الكلمات المتقاطعة والإجابة على الأحاجي والألغاز ، والتعليقات على صفحات الآخرين . والاطلاع على ثقافات الآخرين من الأفراد والجماعات والأمم والشعوب .
أهم عيوب شبكات التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك وتويتر )
من المعلوم إن إشتراك المهتمين من الناس بشبكات التواصل الاجتماعي ، تتركز بدرجة كبيرة في الفيس بوك ، ثم تأتي بعدها شبكة ( تويتر ) ، ولهاتين الشبكتين من التواصل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والرياضي والفني والصحي الشامل ، عيوب أو مثالب كثيرة وكبيرة تلقي بظلالها الكئيبة اليائسة على نفسيات ومعنويات الأفراد والجماعات والتكتلات المصلحة العامة والحزبية . ومن أبرز هذه العيوب ما يلي :
أولا : إضعاف العلاقات الأسرية :
يتمثل ذلك في جلوس الكثير ، الكثرة الكاثرة ، من المشاركين بصفحات الفيس بوك وتويتر ساعات طويلة على الحواسيب مع ما يشكل ذلك من تجاهل وإهمال مباشر أو غير مباشر للشؤون الأسرية الداخلية والخارجية .
ثانيا : التقليد الأعمى للعادات والتقاليد السيئة المنشورة عبر الفيس بوك والتويتر .
ثالثا : التكلفة المادية الباهظة للعائلات الفقيرة ، وذلك كون التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحتاج للاشتراك بخدمات الانترنت العالية التكاليف خاصة في قارات آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها .
رابعا : تضرر ملايين الطلبة علميا وتعليميا :
فارتياد الطلاب لساعات طويلة للانترنت عامة والفيس بوك والتويتر يلحق أضرارا ظاهرة للعيان بالمستويات التعليمية سواء في المدارس الأساسية أو الثانوية أو الجامعات والمعاهد العليا .
خامسا : تفكك وإنحلال الكثير من الأسر :
كأثر سلبي ، نتج عن الاشتراك المتواصل الطويل بشبكات التواصل الاجتماعي ، إنحلال وتفكك اسر كثير عبر القارات ( الطلاق المتزايد ) ، بسبب الشك والتشكيك الاجتماعي بين الأزواج القدامى والجدد على حد سواء ، والغيرة والحسد والأنانية .
سادسا : إضاعة الوقت :
يلجأ الكثير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي إلى تضييع أوقاتهم الطويلة سدى خلف حواسيبهم ، لمتابعة ما ينشر على الصفحة الرئيسية للفيس بوك أو التويتر ، أو على الصفحات الخاصة للآخرين . أو البحث عن أصدقاء جدد ، قد يكونون من الأفراد السيئين غير الطيبين ، فيتأثروا بهم بدرجات متفاوتة .
سابعا : الإسقاط الأمني في مستقعات الجاسوسية :
تلجأ الكثير من الأجهزة الأمنية العسكرية في العالم ، لإسقاط الكثير من الشباب والفتيات في مستنقعات الجاسوسية والتجسس والرذائل ، فتكون صفحات فيس بوك أو توتير ملاذا ومرتعا خصبا ، لاستقطاب مجندين جدد لتسخيرهم بعمليات التجسس على زملائهم وأسرهم وأقرانهم وشعوبهم وأممهم وقياداتهم ، مقابل دولارات بخسة لا تسمن ولا تغني من جوع .
ثامنا : الحرب النفسية الإعلامية الإلكترونية على الآخرين :
تستخدم صفحات شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك اكثر من مثيلتها تويتر في شن الحرب النفسية المباشرة أو غير المباشرة على شعب من الشعوب أو أمة من الأمم ، بتوظيف دعاة عقائديين وخبراء في عالم النفس البشرية ، من شتى البلدان والأقطار والأمصار في قارات العالم .
تاسعا : العقوبات المباشرة على أصحاب صفحات الفيس بوك ، بدعاوى تجاوز صاحب صفحة الفيس بوك تعليمات وأوامر الشركة المستضيفة أو الموقع الإلكتروني من النواحي الإدارية أو المهنية ، ورفع بعض أصحاب صفحات الفيس بوك بصورة فردية أو جماعية شكاوى وتظلمات لإدارة الموقع الرئيسية في أمريكا . وتكون سياسة العقاب لمن يتجاوز ( حدوده ) في إرسال رسائل صداقة لمشتركين آخرين ، كأصدقاء غير مفترضين ، تعاقب إدارة الموقع الشخص المشترك بمنع بعث رسائل لأصدقاء جدد لمدة يوم أو يومين أو سبعة أيام أو أكثر أو اقل من ذلك حسب ما ترتأيه إدارة الموقع الإلكتروني العالمي ( الفيس بوك ) .
تاسعا : إغلاق إدارة الفيس بوك أو التويتر صحفات كثيرة لأشخاص أو منظمات أو مؤسسات أو جمعيات ، تحت ذرائع ومببرات مختلفة ، مع ما يسببه ذلك من ضياع للمادة الإعلامية الكثيفة التي أمضى فيها القائمة على إدارة هذه الصفحة الفيسبوكية أو التويترية من وقت .
عاشرا : الوهن الصحي والنفسي والعصبي للكثير من رواد صفحات التواصل الاجتماعي ، بسبب الإدمان المكهرب على الانترنت ، مع ما يسببه ذلك من ضعف جسدي وصحي للمشتركين المدمنين .
حادي عشر : التدمير والتخريب الفكري والايديولوجي والحضاري : يتمثل بإستغلال بعض ذوي النفوس المريضة لصفحات شبكات التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك والتويتر ، لنشر آراء وأفكار متطرفة ، والأمثلة كثيرة في هذا المجال . من ابرزها الهجوم العنصري وتشويه رسالة الإسلام العظيم الحنيفة .

كلمة إلكترونية أخيرة

كلمة أخيرة لا بد منها ، وهي إن شبكات التواصل الاجتماعي الرئيسية ( الفيس بوك ) والتويتر الثانوية ، أو غيرهما ، تتمتع بمزايا وامتيازات إيجابية وسلبية في الآن ذاته ، فهي نعمة في الأساس الرئيسي ، ونقمة في الفروع والتوابع الثانوية ، وقد تسبق التاثيرات السلبية والإنعكاسات القمعية عمليات التأثير والرضى الإلكتروني الإيجابي على الأفراد والجماعات والشعب والأمة . ويحدد الغث من السمين كيفية الاستفادة البشرية الحقيقية النفسية والعقلية والمادية من هذه الشبكات الاجتماعية المتواصلة عبر النهار والليلة .

ويمكننا القول ، إن من يرتاد شبكات التواصل الاجتماعي ( فيس بوك وتويتر ) للعلم والتعليم والاستفادة الايجابية ، يتمتع بنفسية عامة وخاصة مرتاحة ، تتحلى بالأمل والفرح والسعادة والسرور . ومن يسلك مسالك الشر والأشرار والفساد والمفسدين ، فإنه يعيش حياة ضنكى ، فيبقى متوتر نفسيا ، وعصبي المزاج ، ويقضى وقته متألما ، تغزو حياته حالات اليأس والقنوط والإحباط . وكل مرتاد للفيس بوك أو تويتر يستطيع تحديد مسار حياته الفضلى أو الضنكى ، والأمر له وحده .

والله نسأل التوفيق والسداد لخدمة الجميع ، جميع الأمم والشعوب وخاصة الإسلام العظيم ، وخدمة الأمة الإسلامية المجيدة ، وخدمة الوطن الإسلامي الأكبر والوطن العربي الكبير والوطن الفلسطيني الأصغر ، بكل ما تعنيه الكلمة ، بالكلمة الحرة المعبرة عن الرباط والمرابطة في سبيل الله العزيز الحكيم سبحانه وتعالى .
ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .

وختاما ، نقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

السبت، 9 يونيو 2012

السياسة الصهيونية تجاه المهاجرين الأفارقة ( المتسللين ) في فلسطين المحتلة / د. كمال إبراهيم علاونه


خريطة قارة افريقيا الطبيعية
السياسة الصهيونية تجاه المهاجرين الأفارقة ( المتسللين )
في فلسطين المحتلة
د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس – فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)}( القرآن المبين – المائدة ) .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 11 / ص 277) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " .
إستهلال
حسب الإحصائية الرسمية اليهودية ، الصادرة عن المكتب الاحصائي اليهودي ( الإسرائيلي ) الرسمي ، المنشورة في وسائل الإعلام فإن عدد اليهود نهاية نيسان 2012 ، على إختلاف مذاهبهم وطوائفهم الغربية والشرقية ، ( الاشكنازيم والسفارديم ) في الكيان الصهيوني بفلسطين الكبرى المحتلة بلغ حوالي 5.931 مليون نسمة ، أو ما يعادل 75.3 % من سكان الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني ( فلسطين المحتلة عام 1948 ) ، بينما بلغ عدد العرب من مسلمين ونصارى حوالي 1.623 مليون نسمة أو ما يعادل 20.6 % ، في حين بلغ عدد الأجانب 327 ألف شخص ، بنسبة 4.1 % من سكان فلسطين المحتلة عام 1948 . وقد بلغ عدد المهاجرين الأفارقة ( المتسللين غير الشرعيين حسب المصطلحات الإعلامية والسياسية العبرية ) نحو 60 ألف مهاجر ، أتوا من عدة دول إفريقية .
أعداد المهاجرين الأفارقة للكيان الصهيوني
دلت الإحصائيات العبرية أنه في عام 2011 ، أن عدد القادمين الجدد لفلسطين المحتلة من يهود العالم قرابة 19 الف قادم جديد ، منهم أكثر من 2000 مهاجر إفريقي يعيشون في المدن العربية الفلسطينية والمستوطنات اليهودية والتجمعات العربية الفلسطينية واليهودية المختلطة . وتقدر المصادر الرسمية الصهيونية عدد الأفارقة القادمين للكيان الصهيوني لأسباب شتى بحوالي 60 ألف متسلل إفريقي من عدة دول .
قانون المتسللين الصهيونيضد الأفارقة
يطفو على السطح الإعلامي والتشريعي والسياسي والعسكري والاقتصادي الصهيوني ، في هذه الأيام ، مسألة المتسللين الأجانب ، والمقصود بهم ( المهاجرين الأفارقة ) الآتين من قارة إفريقيا السمراء . وفي 3 حزيران 2012 ، بدأت حكومة الاحتلال الصهيوني في تل أبيب بتطبيق التعديل القانوني الصادر عن الكنيست العبري ، فيما يعرف ب ( قانون المتسللين ) الذي أقر في كانون الثاني 2012 ، يقضي بجواز وإمكانية سجن كل متسلل إلى الكيان الصهيوني لمدة 3 سنوات منذ دخوله البلاد ، وحسب صحيفة ( هآرتس ) العبرية الصهيونية ، فإن قانون المتسللين الجديد سيطبق على المتسللين ( الأفارقة ) الجدد ولا يسري بأثر رجعي ، مما يعني إعفاء المتسللين السابقين من نفاذ القانون ، نظريا ، ولكن على أرض الواقع فهناك خطة لترحيل 25 ألف مهاجر إفريقي على دفعات متتالية .
معتقل ( سهرونيم ) الصهيوني للمتسللين الأفارقة بصحراء النقب
حسب الإجراءات الأمنية ( والقانونية ) العبرية الصهيونية الجديدة ، فإنه سيتم نقل المتسللين إلى معتقل صحراوي يطلق عليه اسم ( سهرونيم ) في النقب جنوبي فلسطين المحتلة ، وأجريت ترميمات وأعمال صيانة للمعتقل الجديد حتي يستوعب 5.400 متسلل أجنبي ، بدلا من سعته الحالية البالغة 2000 معتقل ( متسلل ) حاليا .
وهناك خطة صهيونية لبناء سجن جديد يتسع ل 10 آلاف متسلل جديد ، خلال الشهور القادمة ، لكبح جماح الهجرة الإفريقية الأجنبية القادمة من القارة الذهبية السمراء عبر صحراء سيناء المصرية ، بلا تأشيرات دخول رسمية صهيونية ( فيزا ) من القنصليات الصهيونية في إفريقيا .
من أين يأتي المهاجرون الإفارقة ؟
أثارت وتثير السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية العبرية ، الصهيونية بفلسطين المحتلة ،قضية المهاجرين الأفارقة ، بشكل حاد ، بدعاوى أنهم يأتون بطرق غير شرعية ، عبر التهريب وليس عبر المعابر والموانئ والمطارات العبرية الصهيونية . وتشير الإحصاءات الرسمية الصهيونية الموثقة بتسجيلات وإحصائيات الأجهزة الأمنية الصهيونية ، إلى أن هؤلاء المتسللين الأفارقة يأتون من جنوب السودان بالدرجة الأولى ، ثم من السودان وخاصة دارفور ، ثم من إرتيريا وإثيوبيا وغيرها من الدول الإفريقية .
قدوم آلاف الأفارقة للكيان الصهيوني  .. وغزو قارة إفريقيا
يقول الله السميع العليم جل شأنه : { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}( القرآن المجيد – البقرة ) .
هناك عدة أسئلة تطرح ذاته بذاتها ، وهي :
من أتى بالمهاجرين الأفارقة للكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة ؟ ولماذا يأتي هؤلاء المهاجرين الإفارقة للكيان الصهيوني تحديدا ؟ ومن يقوم بتهريب هؤلاء القادمين الجدد ؟ ولماذا يأتون عبر صحراء سيناء المصرية مخترقين الحدود للعبور نحو النقب الفلسطيني المحتل ؟
برأينا ، وبالاستناد لما ورد ويرد بوسائل الإعلام العبرية الصهيونية بفلسطين المحتلة ، الإلكترونية والمطبوعة والمرئية والمسموعة ، فإن هناك عدة عوامل وأسباب ذاتية وموضوعية ، شخصية وداخلية وخارجية ، حدت بالجموع الإفريقية المهاجرة أو المهجرة ، للقدوم إلى الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) بفلسطين المحتلة ، من أهمها الآتي :
أولا : الإختراق الصهيوني لقارة إفريقيا : فهناك خطة استراتيجية صهيونية شاملة ، في كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية ، وذلك بتشجيع الموساد والشاباك الصهيوني ، لهجرة هؤلاء ، حيث يتم دفع 5 آلاف دولار لكل مهاجر مرسل من الأجهزة الأمنية أو المؤسسات الاقتصادية أو الدبلوماسية الصهيونية في قارة إفريقيا . لجعل هذه الفئة الجديدة بمثابة الطابور الخامس ( جيش إفريقي جديد ضارب ) للكيان الصهيوني بالقارة الإفريقية السوداء وفي مختلف قارات العالم ، وذلك لملاحقة الأنظمة الإفريقية او الأسيوية أو الأمريكية الجنوبية ، المعادية للكيان الصهيوني ( إسرائيل ) بإحداث فتن داخلية ، عبر عناصر مدربة ، أو لدعم الأنظمة الإفريقية المناصرة للكيان الصهيوني .
ثانيا : الأهداف الاقتصادية : تتمثل بالاستغناء عن الأيدي العاملة الفلسطينية ، التي تتمرس على الجغرافية الاستيطانية اليهودية ، ويمكن أن تشكل خطرا مستقبليا على الكيان الصهيونية ، واستقدام ايد عاملة جديدة افريقية بديلة عنها ، من قارة إفريقيا ، لسد الحاجة في الاقتصاد الصهيوني ، رخيصة الأجرة ، وتقبل بالعمل في الأعمال الدونية التي يرفض اليهود العمل بها .
ثالثا : الغايات الديموغرافية : تقوم الفكرة الصهيونية الأولى ، في فلسطين المحتلة على تجميع أكبر عدد ممكن من يهود العالم ومناصريهم للكيان الصهيوني ، وذلك لأن التكاثر الطبيعي ليهود فلسطين المحتلة قليل نسبيا يتراوح ما بين 1.7 – 1.9 % سنويا . وسلطة الهجرة اليهودية تهتم بتقديم الإغراءات لهؤلاء القادمين الجدد لإحداث التفوق السكاني اليهودي على أهل فلسطين الأصليين من المسلمين والنصارى .
رابعا : حماية ما يسمى ب ( الأمن القومي اليهودي ) ونقاء الدولة اليهودية ، ومنع فعاليات المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية المنطلقة من شبه جزيرة سيناء المصرية لصحراء النقب جنوبي فلسطين المحتلة ، وحماية السياح اليهود في طابا المصرية ، ومستوطنة إيلات قرب خليج البحر الأحمر ، لإسباب دينية توراتية وعسكرية صهيونية ، عبر إيجاد ممر دائم ( شريط حدودي ) بين جنوب الكيان الصهيوني وسيناء المصرية ، بعبور الأفارقة وتطعيمه بمئات العناصر الأمنية الموجهة من قبل الأجهزة الأمنية العبرية حتى يختلط الحابل بالنابل ، بدعاوى منع شن العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني من الجهة الجنوبية كما كان الشريط الصهيوني في جنوبي لبنان سابقا .
خامسا : محاولة تغيير الفكرة العالمية عن سياسة التفرقة والتمييز العنصري الصهيونية ضد الفلسطينيين في أرض آبائهم وأجدادهم ، والبروز إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا أمام العالم الغربي بالعدل والمساواة وعدم التمييز العنصري ، وشفقة الكيان الصهيوني على الأفارقة المظلومين المحرومين ويعانون من ويلات الحروب الداخلية المستعرة والجوع الاقتصادي .
سادسا : استغلال الأفارقة السود في ضرب الأهداف المعادية للكيان الصهيوني ، مدنيا وعسكريا ، في شتى قارات العالم ، ومن ضمنها الولايات المتحدة أو أوروبا أو أمريكا الجنوبية ، كون الأفارقة السود لا يثيرون الشبهات عند تنقلهم في السياحة والسفر في رحلات فردية أو جماعية عابرة للقارات .
ويبقى السؤال الذي يراود الكثير من المفكرين العرب والمسلمين والعالميين ، وهو : هل هناك خطة صهيونية لاستخدام هذه الهجرات الإفريقية السوداء للكيان الصهيوني ، طوعا وكرها ، لإعدادها نفسيا وأمنيا وعسكريا وسياسيا وإقتصاديا ، لتطبيق حلم ( إسرائيل الكبرى ) من الفرات إلى النيل ؟ والنيل يشمل الماء من المنبع حتى المصب ؟ حينما تسح الفرصة المؤاتية بذلك .
لماذا يزعم الكيان الصهيوني رفض المتسللين الأفارقة الجدد ؟
برأينا ، هناك العديد من الأسباب التي تجعل سلطات الكيان الصهيوني في تل أبيب ، في هذه الآونة ، تشن حملة مصطنعة شعواء لذر الرماد في العيون ، أو ربما حملة حقيقية في بعض أجزائها ومكوناتها ، بإتخاذ إجراءات قمعية كعلامة فارقة ، ضد المهاجرين الأفارقة الجدد الآتين من قارة إفريقيا السمراء ، من أهمها :
أولا : قيام دولة جنوب السودان ، بإنفصال الجنوب عن الشمال ، في 9 تموز 2011 ، بتشجيع ودعم صهيوني وأمريكي وأوروبي ، ولم تعد هناك حاجة كبيرة للمزيد من المتسللين الأفارقة ، فأصبحت دولة جنوب السودان قاعدة إرتكازية أمنية وعسكرية جديدة لإختراق قارة إفريقيا على جميع الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية ( والتجسس الكبير الضخم على الشعوب الإفريقية ) .
ثانيا : الصراع الديني اليهودي مع العلمانيين من اليمين الصهيوني حول حدوث مشكلات سكانية ( ديموغرافية ) متفاقمة ، في المجتمع اليهودي بفلسطين المحتلة ، فلم يعد يقبل المجتمع الديني اليهودي هؤلاء الأجانب الملونين ، بمبررات سرية عنصرية ، بدعاوى الحفاظ على يهودية الدولة ، خاصة وأن هؤلاء القادمين الأفارقة من النصارى والمسلمين فهو ليسوا من اليهود . فهناك رفض ديني يهودي لهذه الفئة من المتسللين . خاصة إذا علمنا أن سكان الكيان الصهيوني جاؤوا من 102 دولة فأرتفع عدد جنسيات الأشخاص الآتين لحوالي 120 جنسية تقريبا .
ثالثا : تحميل هذه الفئة الجديدة من المتسللين جرائم مفتعلة والعمل مع المافيا الصهيونية ، والعالم السفلي وبيوت الدعارة ( تجارة الرقيق الأسود أو الأبيض أو كليهما ) ، وتهريب المخدرات ، حيث ينسب لهذه الشريحة الجديدة زيادة الجرائم ، وبالتالي حدث ضجيج نفسي وعقلي صهيوني من هذه الفئة الاجتماعية السوداء . فتنظر الكثير من الطوائف اليهودية للمهاجرين الأفارقة وفقا للمنظور ( ضيف وحامل بيده سيف ) . فالأعداد الضخمة العابرة لسيناء والنقب ، أصبحت تقض المضاجع والمنتجعات اليهودية في البلاد .
رابعا :  التخوف الحزبي الصهيوني من الأفارقة الجدد ، فهناك معارضة حزبية من حزبي الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو و ( إسرائيل بيتنا ) بزعامة وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان ، لدواع انتخابية ودعائية ، والتخوف من التجنيس مستقبلا ( سياسة البدون ) مما يساهم في قلب المعركة الانتخابية لصالح الأحزاب اليهودية اليسارية والوسطية .
خامسا : الإختراق الأمني الخارجي من الدول الإفريقية ( السودان وإثيوبيا واريتريا وغيرها ) ، والتخوف من الإختراق الإسلامي من الحركات المقاتلة للكيان الصهيوني ، والتسبب بتدهور الأوضاع الاجتماعية بزيادة القتل والترويع تحت ستار إجتماعي .
سادسا : العبء الاقتصادي للأفارقة الجدد على الاقتصاد الصهيوني المتأرجح ، والخوف من اللاجئين الجدد على مسيرة الاقتصاد المتردي فصلا بعد آخر .
سابعا : التمييز العنصري الصهيوني المستشري ضد كل ما هو غير يهودي ، أو ضد المهاجرين الأفارقة السود . فالنظرة العنصرية الصهيونية ضد الأفارقة السود تتمثل في النفور وعدم القبول النفسي للأعداد الضخمة المتزايدة شهرا بعد شهر .
ثامنا :  التخلص من العمال الأجانب وخاصة الكوريين والصينيين والفلبينيين ، الذين يشكلون خطرا على الحيوانات الأليفة المحببة ليهود فلسطين المحتلة ، مثل القطط والكلاب . وتزايد الشكاوى ضد ممارسات الأفارقة السود الذين لا يعيرون أي إهتمام للحيوانات الأليفة لدى الطوائف اليهودية .
تاسعا : الصحة العامة : هناك فئات يهودية تتقزز من لون ، ورائحة الملونين الأفارقة ، في الشوارع والطرقات والمواصلات العامة .
عاشرا : دخول فئات إفريقية ، يتحدثون بلغات محكية يصعب على الطوائف اليهودية الوثوق بها ، وبالتالي يبقى الهاجس الأمني الصهيوني مشتعلا بصورة متوترة ، ومن المعروف أن هناك هوسا أمنيا شديدا .
طرق تل أبيب لإستقدام المهاجرين الأفارقة
هناك عدة طرق صهيونية ، سرية وعلنية ، لاستقدام المهاجرين الأفارقة للكيان الصهيوني بقارة آسيا ، من أهمها :
أولا : التهريب السري والعلني ما بين سيناء والنقب . وهذه الطريقة أكثر ضمانة من النواحي الأمنية ، بصورة فردية وجماعية ، وتعطي أكلها بشكل جيدا جدا . ويتم تخصيص ميزانية سنوية مغلقة أو مفتوحة أحيانا ، بعشرات ملايين الدولارات الأمريكية لدعم هذه الاستقدامات ، وتعيين فرق بدوية أمنية خاصة ، تابعة للجيش الصهيوني والأجهزة الأمنية والمستعربين ، لإرشاد هؤلاء القادمين الجدد ، برا للطرق الوعرة والصحراوية أو بحرا عبر البحر الأحمر لدخول حدود فلسطين المحتلة الجنوبية بإتجاه الشمال أو البقاء متنقلين بين حدود النقب وسيناء .
ثانيا : الجلب العلني عبر المطارات الإفريقية - الصهيونية ، وهذه الطريقة تثير الشكوك الأمنية في المهاجرين الأفارقة ، وتخضع لإعتبارات أمنية معقدة .
والسلطات العبرية في الكيان الصهيوني ، ومن خلفها المهاجرون الأفارقة ، يفضلون الطريقة الأولى ، وهي التهريب الصحراوي المستتر المزعوم ، وهو استقدام علني مكشوف لما تخطط له العقلية الصهيونية الجهنمية . وحسب التسريبات الإعلامية العبرية ذاتها ، فإن الأجهزة الأمنية الصهيونية وخاصة الموساد العبري ، هو من يخطط وينفذ عملية التهريب الجماعي لعدد ضخم من هؤلاء الأفارقة ( المتسللين ) شرعيا بتخطيط مسبق ، ويتم بين الحين والآخر ، الإعلان عن مقتل بعض المتسللين الأفارقة عبر الحدود الفلسطينية المصرية ، وهؤلاء القتلى ، في غالبيتهم هم من المغرر بهم أو من غير المرغوب بهم ، الذي عبروا الحدود الفلسطينية المصرية الممتدة على طول أكثر من 250 كم ، ويساور الأجهزة الأمنية والجيش الصهيوني ، المخاوف والشكوك حيالهم من إختراق المقاومة الفلسطينية والإسلامية للكيان الصهيوني بطرق أمنية جديدة تتمثل في بعض أعداد هؤلاء الأفارقة ، وهذا يعني صراع صهيوني – فلسطيني أو صهيوني – إسلامي ، ( من الحركات الإسلامية – حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله اللبناني ، وتنظيم القاعدة الإسلامي ) خفي مستتر ، حيال عملية التهريب والتسلل ، وكل له خططه وأساليبه في المناورة والهجوم على الأعداء .
التنقل بين قارتي إفريقيا وآسيا .. لماذا يفضل المهاجرين الأفارقة القدوم للكيان الصهيوني ؟
غني عن القول ، إن هناك بعض الأسباب والعوامل التي تحدو ببعض الجماعات أو القبائل الإفريقية ، لإرسال أبنائها من القارة السمراء الذهبية لفلسطين المحتلة بقارة آسيا نحو الكيان الصهيوني ، لعل من أبرزها الآتي :
أولا : الناحية الاقتصادية : فالأجور المادية المقدمة للعاملين في الكيان الصهيوني مرتفعة جدا بعشرات بل بمئات الأضعاف ، مقارنة بما يتقاضاه العاملين في دولة اففريقية الجوعى البائسة .
ثانيا : الهروب من جحيم المعارك والفتن الداخلية والنعرات الدينية والطائفية ، المستعرة في دول الإتحاد الإفريقي . وكذلك الخروج في رحلات برية سياحية غير مكلفة . والتخلص من القمع الإفريقي المتعدد الأشكال والألوان . وتأتي عملية التسرب السري أو الهروب الجماعي للتمتع بما يسمى الأمن والأمان بالكيان الصهيوني بعيدا عن أعين رقابة الأنظمة الاستبدادية الإفريقية .
ثالثا : الإنفتاح الاجتماعي ، ووجود التعددية الطائفية والمذهبية والعرقية في الكيان الصهيوني ، فيبقى هؤلاء الأفارقة بلا رقابة اجتماعية او اقتصادية .
رابعا : وجود المافيا القوية في الكيان الصهيوني وخاصة في تل أبيب ، ورغبة المافيا الإفريقية في الاستفادة من تجارب المافيا العبرية في ظل الفسيفساء الأجنبية من المهاجرين من مختلف قارات العالم للكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة .
خامسا : الدعاية الإعلامية الصهيونية المضللة ، عبر الثقة العمياء والاستجابة للطرق الملتوية والأساليب الصهيونية العبرية المضللة ، بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والجدوى الحياتية المرتفعة للأفراد . ومن أمثلة ذلك ، تسهيل عملية القدوم السري والعلني ، للمهاجرين الأفارقة ، عبر الطرق البرية والجوية الصهيونية ، لعبور الكيان الصهيوني . والرغبة العبرية بتطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع الكثير من الدول الإفريقية .
سادسا : تشجيع بعض الدول الإفريقية التي تقيم علاقات سياسية ودبلوماسية مع الكيان الصهيوني ، لقدوم المهاجرين المتسللين الأفارقة للكيان الصهيوني لجلب العملة الصعبة ( الدولار ) . والاستفادة من الخبرات العملية والعلمية الصهيونية في مختلف المجالات الحياتية . وكذلك استقدام استثمارات يهودية من الكيان الصهيوني والعالم للدول الإفريقية المعنية .
المواقف الرسمية والحزبية الصهيونية من المهاجرين الأفارقة
برز تخوف صهيوني جديد ، من الهجرة السوداء ، إلى الكيان العبري بعدما كانت لصالح يهود فلسطين المحتلة حتى فترة قريبة ، وتتباين المواقف الرسمية الحكومية والحزبية اليهودية حيال قضية المهاجرين ( المتسللين ) الأفارقة ، تتلخص في ثلاثة اربعة تيارات رئيسية هي :
أولا : القبول الجزئي للأفارقة الجدد ، للمصلحة الصهيونية العليا ، بصورة مؤقتة غير دائمة . وهذا تمثل بمواقف الحكومة الصهيونية ، وحزبي الليكود وكاديما ، وكذلك الشخصيات من ذوي المناصب العليا مثل رئاسة الكيان الصهيونية ورئاسة الكنيست العبري ، بصورة رئيسية .
ثانيا : القبول الكلي للمهاجرين الأفارقة ، خاصة بالنسبة لرجال الاعمال من الاقتصاديين ومافيا العالم السفلي في التجمعات الكسانية اليهودية ، الذين يهمهم الاستغلال الاقتصادي ، باي طريقة من الطرق بغض النظر على المكر والخدام والخبث والخبائث ، وتوفير الأجور للعاملين ، وتسخير الأفارقة كعبيد يقبلون بالفتات وشظف العيش ، ولا يمانعون بالإنخراط في أي مهنة دونية أو شاقة في ثنايا الاقتصاد العبري .
ثالثا : الرفض الكلي لوجود الأفارقة . تمثل بمواقف حزب اليهود الروس المتطرفين ( إسرائيل بيتنا ) الشريك الكبير في الحكومة العبرية وكذلك رفض الكثير أعضاء حزب الليكود الحاكم في تل أبيب . فمثلا ، يقول رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو بأن المهاجرين الأفارقة يشكلون خطرا ديموغرافيا على ( الدولة اليهودية ) كما وصفت عضو الكنيست ( ميري ريجب ) المهاجرين الأفارقة بالسرطان الذي ينبغي إجتثاثه من المجتمع اليهودي . ورفض وزير الداخلية الصهيوني ايلي يشاي السماح بعمل هذه الفئة الافريقية بالعمل في البلاد ، وطالب بسجن الأفارقة المتسللين بذرائع شتى .
رابعا : الموقف الحيادي اللامبالي حيال قدوم المهاجرين الأفارقة ( لا رأي ) . وهو الجمهور اليهودي العام ، الذي لا حول له ولا قوة حيال هذه المسألة .
إجراءات صهيونية لمقاومة التسلل الإفريقي .. إنقلب السحر على الساحر
هناك عدة إجراءات صهيونية لمقاومة التسلل الإفريقي إذ إتخذت الحكومة العبرية بأذرعها الأمنية والحزبية عدة إجراءات قمعية متباينة ، ترغيبية وترهيبية ، ضد المهاجرين الأفارقة ، التي عبروا صحراء سيناء بإتجاه النقب ، من ابرزها ما يلي :
أولا : سياسة الترغيب والترهيب : ما بين الاستقبال الجيد في بادئ الأمر ، ثم الملاحقة الأمنية ، المتمثل بالاعتقال والسجن لفترات مختلفة .
ثانيا : القتل المبرمج عبر الحدود للتخلص منهم  .
ثالثا : الإعتداء بالضرب والخطف والتعذيب البدني والنفسي .
رابعا : حرق المحالات التجارية والمصانع التي يعمل بها الأفارقة السود .
خامسا : إلقاء قنابل بإتجاه الأفارقة الجدد .
سادسا : منع العمل رسميا ، بملاحقة الأجهزة المدنية الحكومية الصهيونية .
سابعا : حرب إعلامية ونفسية ضد المهاجرين الأفارقة وعائلاتهم .
ثامنا : مصادرة الأموال التي بحوزتهم ، وطردهم وتشريدهم .
تاسعا : البدء ببناء سور كهربائي ، بطول 250 كم بين صحراء النقب الفلسطينية وصحراء سيناء المصرية .
عاشرا :  البدء بالترحيل الجماعي لهؤلاء الأفارية المتسللين ، بالتسيق مع حكوماتهم أو بدونها .
حادي عشر :  المطالبة بحرقهم وهم أحياء .
ثاني عشر :  سن قانون المتسللين من البرلمان العبري ( الكنيست ) لسجن المهاجرين الأفارقة لمدة 3 سنوات منذ لحظة إجتيازهم ودخولهم للبلاد دون محاكمة .
ثالث عشر :  طرق أخرى سرية غير معلنة .

ردود فعل المهاجرين الأفارقة ضد القمع الصهيوني
نظم المهاجرون الأفارقة ، القدامى والجدد ، على السواء ، عدة مسيرات ومظاهرات في تل أبيب والقدس المحتلة ، للإحتجاج على التصرفات العنصرية الصهيونية ، الحكومية والشعبية ، ففي 25 أيار 2012 ، مثلا ، وليس على سبيل الحصر ، نظمت مظاهرة أمام منزل رئيس الحكومة العبرية في القدس المحتلة ، تحت شعار " ( كفى عنصرية ) – لاجئون لا يطردون من يطالب باللجوء " ضد محاولات طرد الأفارقة من الكيان الصهيوني ، بلا فيزا أو تأشيرات دخول رسمية .
كلمة أخيرة  .. لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }( القرآن المجيد – المائدة ) .
تتصرف حكومة الاحتلال الصهيوني ، بفلسطين المحتلة ، وفقا لآرائها العنصرية ، ومعتقداتها الصهيونية ، القائمة على التفريغ والملء ، منذ إنطلاقة الاستيطان اليهودي في الأرض المقدسة ( فلسطين ) ، تفريغ الأرض الفلسطينية المقدسة واستقدام المهاجرين اليهود ، من شتى قارات العالم . ولما عجزت الصهيونية العالمية ، والحكومة العبرية في تل أبيب عن تحقيق الحلم الصهيوني باليهود الموجودين في فلسطين المحتلة ، فإنها عمدت لطرق أخرى لملء الأرض الفلسطينية بالمهاجرين الجدد من شتى الجنسيات لاستكمال تحقيق المشروع الصهيوني الكبير ، القديم المتجدد ، المتمثل بإقامة ( إسرائيل الكبرى التوراتية  المزعومة ) ما بين نهري الفرات بالعراق والنيل بمصر والسودان . ومن مضن هذه الخطة الاستراتيجية جلب المهاجرين الأفارقة الجدد من شتى دول الإتحاد الإفريقي وتفسيخ أواصر الاتحاد الإفريقي الذي يشكل خطرا داهما على المشروع الصهيوني العالمي الراهن والمستقبلي .
فيا أيها المهاجرون الأفارقة لا ترتدوا عن دينكم ، فالإسلام هو دين الله في الأرض ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا الزائلة ، ولا هرطقات الكيان الصهيوني المصطنع ، فالكيان الصهيوني ، دولة تيودور هيرتزل ( إسرائيل )  إلى زوال أكيد ، إن شاء الله تبارك وتعالى ، إن عاجلا أو آجلا ، وإنا لنراه قريبا بإذن الله العزيز الحكيم .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .
والله ولي التوفيق . نترككم في أمان الله ورعايته . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خريطة شبه جزيرة سيناء وفلسطين