الأحد، 2 أكتوبر 2011

إمبراطوريات البريد الإلكتروني - طوفان وفيضانات الرسائل الإلكترونية


الانترنت
إمبراطوريات البريد الإلكتروني
طوفان وفيضانات الرسائل عبر العناوين البريدية الإلكترونية

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
رئيس مجلس إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) }( القرآن المجيد – ق ) .
وجاء في سنن الترمذي - (ج 8 / ص 442) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ " .
الكثير من الناس ، من أصحاب مواقع أو مدونات أو منتديات أو شبكات الانترنت ، ورواد الشبكة العنكبوتية الميامين أو غير الميامين ، من ذوي الطبائع الحسنة والسيئة على السواء ، يحاولون الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من عناوين البريد الإلكتروني ، الخاص أو العام ، في حوزته ، لإستخدامها وفق رؤيته السليمة في الدعوة والتنبيه والتحذير الحسن ، أو لإستخدامها في المسائل الجهنمية ، وزرع الفيروسات والحشرات الإلكترونية ، وإزعاج الآخرين ، والترويج لبضاعة فاسدة ، بغض النظر عن طبيعة هذه البضاعة ، فكرية أو إنتاجية أو إستهلاكية ، أو غير ذلك .
فنرى البعض يجاهر بأن لديه مجموعة بريدية عظمى أو وسطى أو متواضعة ، ويستغلها لترويج مواضيع أو افكار سوية أو خاطئة ، وكل إناء بما فيه ينضح خيرا أو شرا . فهذا يقول أنه يمتلك مجموعة بريدية ، مؤلفة من 50 ألف بريد إلكتروني وذاك يدعي أنه يدير 100 الف بريد إلكتروني ، وثالث يزعم أن لديه 250 ألف بريدي إلكترونية ، ورابع يضيف أرقام بريد إلكترونية خيالية لا تصدق ، لأنها أرقاما فلكية ، من كثرة عددها وتعدادها غير المعدود أصلا وفصلا .
وزائر بريده في ساعات الفراغ ، في ساعات الصباح أو القيلولة أو المساء ، يفاجأ برسائل شتى تأتيه من كل حدب وصوب ، ولا يدري من اين تأتيه ، وكلها تدعي مصلحته ، وإرشاده وتنبيهه لأمور غريبة عجيبة ؟؟! فهل يا ترى هذا الكم الهائل سيكون مقروءا أو سيحذف ويلقى في سلة المهملات ؟ وإياكم بالترويج لمفاسد دنيوية ليس لها من قرار ، وإياكم من اللجوء للتشهير بالآخرين بلا وجه حق ، وإياكم من الانتقاص من حقوق الآخرين ، فلا تدعوا للمنكر جهارا نهارا ، بل فادعو ا وأمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر ، فالجميع سيحاسبه الله الحسيب الرقيب ، على أقواله وأفعاله يوم القيامة ، وكل عليه رقيب عتيد .
أغلب الرسائل المزعجة والوقحة أحيانا ، المرسلة لبريد إلكتروني معين ، يتم حذفها ، ويتكبد المستقبل عناء إزالتها وإلقاءها باتجاه حاوية قمامة الرسائل ، ورغم هذا وذاك يصر الكثير من مرسلي الرسائل الإلكترونية ، من أصحاب ( إمبراطوريات البريد الإلكتروني ) على مواصلة النهج المقيت ، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، ويمارس هوايته الضالة والمضللة للترويج لمواضيع أو مقالات ممجوجة أو أكل الدهر عليها وشرب ، ولا يلقي بالا لوقت الآخرين ، ليكون لصا من اللصوص المحترفين في عالم الانترنت الذي يمارس من وراء حجاب ؟؟؟ فيقتل وقته ويسرق وقت الآخرين بلا حساب أو عقاب ؟!!
لقد عانيت كالملايين من مستخدمي عالم الانترنت ، في جميع صناديقي البريدية الإلكترونية ، المتعددة عبر الانترنت ، في الياهو والجيميل والهوتميل ، من الغزو الإلكتروني غير المحمود ، في جميع ساعات اليوم والليلة ، حيث اقوم بحذف مئات الرسائل المبعوثة المبثوثة المتراكمة يوميا ، صباحا ومساء ، ويبدو أن معظم هؤلاء المتطفلين الإلكترونيين ، هم من نقلوا عناويني البريدية الإلكترونية عبر شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) أو المنتديات أو المدونات الخاصة أو العامة ، وأخذوا يستخدمونها ، للتجسس الفردي أو الجماعي ، علي أو على غيري تارة ، ، عبر محاولة إختراق الكمبيوتر أو من خلال سرقة البريد الإلكتروني أو التلصص على المواضيع المرسلة ، من قبلي أو من غير ، ممن أعرفهم ولا أعرفهم ، وليس لدي اسرار إلكترونية ، على الحاسوب أو الانترنت أو غيرها ، أو للترويج لبضائع كاسدة وربما فاسدة تارة ، أو للدعوة لعقد دورات مهنية أو مؤتمرات أو محاضرات أو أخبار أو مقالات أو صور أو غيرها . وبالرغم من طلبي الحثيث مرارا وتكرارا بعدم إرسال رسائل سخيفة وتافهة على عناويني البريدية الإلكترونية ، إلا أن طوفان وفيضانات الرسائل الإلكترونية تتصاعد يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة ، فلا زالت تغزو خاصتي الإلكترونية ، بلا جدوى لعل وعسى أن تجد ضالتها ، في هذا الهدف أو ذاك .
يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) }( القرآن المجيد – آل عمران ) .
يا أيها القراصنة الإلكترونيون المتعجرفون ، لا تقتلوا وقتكم ووقت غيركم بالهذيان والسفالات والوقاحات والنذالة ، تحت أغطية علنية أو مبطنة ، تحت أسماء ومسميات وهمية ما أنزل الله بها من سلطان ، أفيقوا من غفلتكم ، وأصحوا من سباتكم الضار ، وعودوا إلى رشدكم لتجدوا لذة ونعيم الحياة الدنيا بعيدا عن الغيرة والحسد والحصار ، وتذكروا ساعة الموت وقبلها الاحتضار ، فالدنيا زائلة لا محالة ، وكونوا من الطيبين الأخيار ، ولا تلجأوا لطريق المنافقين ، والفاسقين والكفار .
من ناحية أخرى ، نرحب كل الترحيب ، بالمقالات الهادفة والأنباء الوافية ، التي نقوم بنشرها لأصحابها عبر شبكتنا الإلكترونية العالمية ، ونطلب المزيد منها من ذوي العلاقة ، إلا أن ما نقصده في هذا المضمار ، هو تضييع الوقت ، وقت المرسل والمستقبل في الآن ذاته على السواء ، سواء بسواء ، فلماذا مضيعة الوقت ؟ ولماذا هذا الكم الهائل من الرسائل الإلكترونية التي سرعان ما تجد طريقها صوب الإهمال والتجاهل ، ولعل من الغباء أن يقوم البعض ذكورا وإناثا ، ببعث رسالة واحدة أو مجموعة من الرسائل الإلكترونية ، عدة مرات ، فيبدو أنه مصاب بداء النسيان أو عدم المبالاة ، أو شن حرب إلكترونية غازية باتجاه بريدي ، أو ربما وجود تعددية في مرسلي هذا البيانات التافهة التي لا تستحق القراءة أو الإطلاع .
وفي السياق ذاته ، نقدر ونحترم ، من يرسل لنا ، مواضيع أو مقالات أو أنباء متعددة تستحق القراءة والمتابعة والتطوير ، من الأفراد والمؤسسات والوزارات والشركات وغيرها .
يا أيها الناس ، لا تزعجوا غيركم ، ولا ترسلوا برسائل لعناوين بريدية لا تربطكم بها علاقات إخوة أو صداقة أو عمل ، فالوقت من ذهب ، ولا داعي لأصحاب المنتديات والمواقع الإلكترونية والمدونات والشبكات الإلكترونية ، إستخدام الدعاية والإعلان المجاني عبر فئة تتخذ من العناوين البريدية تجارة رائجة لترويج منتجات معينة لها أو لغيرها ، لزيادة المبيعات أو زيادة عدد الزوار والضيوف والقراء .
يقول الله العزيز الحميد جل جلاله : { أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) }( القرآن المجيد - الكهف ) .
وأخيرا ، نقول ، ولسان حالي يعبر عن الكثير الكثير من أصحاب العناوين البريدية ، أن يا معشر الشباب ، ويا معشر القراصنة ، ويا معشر التائهين واللاهثين خلف شبكة الانترنت ، لا تزعجونا ، ولا تجعلونا نضيع الوقت في الحذف والإرسال لسلة المهملات ، فقيموا وقوموا أنفسكم قبل أن تقوموا ، ولا تزودونا بعناوينكم ومواضيعكم الإلكترونية البائسة ، فلا حاجة لنا بها .. لا حاجة لنا بها .. لا حاجة لنا بها . ولا تججسوا على غيركم ، ولا تخربوا ما ينتجه الآخرون من إنتاج إنساني وعالمي وعصري مرموق ، فكونوا من البنائين لا من الهدامين ، كفوا عن ملاحقة غيركم ، زورا وبهتانا ، هداكم الله لجادة الخير والصواب ، إرحموا غيركم من اباطيلكم وهذيانكم ، واتقوا الله في أنفسكم وفي غيركم ، وإتجهوا بإتجاه بوصلة ، الصواب والحق والحقيقة وابتعدوا عن الضلال والتضليل وسوء الأقاويل .
ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وختامه مسك ، ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: