الثلاثاء، 1 مارس 2011

يوم اللغة العربية العالمي .. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ .. لغة القرآن المجيد

يوم اللغة العربية العالمي ..
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ .. لغة القرآن المجيد



د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام

الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}( القرآن المجيد – يوسف ) . ويقول الله العلي العظيم عز وجل : { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)}( القرآن المجيد – الشعراء ) .
وجاء في المعجم الكبير للطبراني - (ج 9 / ص 387) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أُحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ : لأَنِّي عَرَبِيٌّ ، وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ ، وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ " .

إستهلال

تعتبر اللغة وسيلة الكلام والصلاة والعبادة من المخلوقات البشرية لله الحميد المجيد ، بديع السماوات والأرض ، سبحانه وتعالى ، وهي طريقة التخاطب والتحادث بين جميع أفراد الشعب من جهة ، والأمم والشعوب الأخرى في العالم من جهة ثانية . وبالتالي فإن اللغة أي لغة محلية أو عالمية ، ضرورية للتمييز بين الحيوانات العجماء والحيوانات الناطقة بالحروف والكلمات والعبارات والمصطلحات المكتوبة والمنطوقة والمسموعة على حد سواء .
فاللغة هي وسيلة إجتماعية وفكرية عقلية ولسانية ، تنتشر بين الأمم على إختلاف ألسنتها وأعراقها وألوانها ودياناتها . ويمكن أن تكون اللغة لغة السلام كما أنها لغة الحرب في العلاقات الإنسانية المحلية والإقليمية والقارية والعالمية على مستوى 7 مليارات نسمة يمارسون حياتنهم في سائر أنحاء العالم في هذا العام 1432 هـ / 2011 م .
وتتطور مفردات وكلمات وعبارات اللغة أو اللغات حسب الإهتمام الرسمي والشعبي ، وتأخذ عن بعضها البعض في مسيرة الحياة الطبيعية لأن الإنسان يؤثر ويتأثر في الآن ذاته من الأخرين وبالآخرين .

اللغة العربية بين اللغات العالمية .. وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ

يقول الله السميع العليم عز وجل : { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) }( القرآن المجيد – الروم ) .

تتبوأ اللغة العربية ، مكانة عالمية مرموقة بين الأمم والشعوب في شتى أصقاع الكرة الأرضية ، كونها لغة الأمة الإسلامية الكبرى البالغ عددها حوالي 1.6 مليار نسمة ، والأمة العربية الأصغر حجما ، البالغ عدد أفرادها حوالي 400 مليون نسمة ، من أصل نحو 7 مليارات نسمة في جميع قارات الكرة الأرضية . فاللغة العربية لغة حية تنطق بها ثلة مؤمنة من شعوب الأرض وأممها العربية والإسلامية والعجمية وغيرها للتعرف على تعاليم الإسلام العظيم ، دين الله الواحد في الأرض .
ويمكننا القول ، إن اللغة العربية هي لغة العلم والإيمان ، والرفعة والسمو والقيم والأخلاق الفاضلة على مر التاريخ الإنساني ، وبالتالي فاصحاب اللغة العربية هم أصحاب اليُمن واليمين والإيمان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .

واللغة العربية هي لغة القداسة الإلهية ، إختارها الله رب العالمين ، لتكون وسيلة التخاطب بينه وبين عباده المؤمنين ، حتى قيام الساعة ، بالرسالة الإسلامية السمحة ، خاتمة الرسالات الربانية قاطبة . وخصصها الله العزيز العليم جل جلاله ، دون غيرها لتكون لغة الجميع في الدار الآخرة .
وبنزول الكتب السماوية من رب العالمين ، من صحف إبراهيم وموسى ، والزبور والتوراة والإنجيل والقرآن المجيد ، قدست اللغات عبر التاريخ الإنساني ، وتدرجت قداسة هذه اللغات من السريانية زمن نبي الله إبراهيم إلى العبرية في بني إسرائيل القدماء ، زمن أنبياء الله موسى وهارون ، والآرامية زمن رسول الله عيسى بن مريم عليهما السلام ، وإنتهاء بعهد رسول الله المصطفى محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

اللغة العربية أم اللغات الإسلامية والعالمية .. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا

يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) }( القرآن المجيد – البقرة ) .

يتحادث الناس بشتى الأمم والشعوب في قارات العالم بآلاف اللغات المحلية والإقليمية والقارية والعالمية . فهناك اللهجات واللغات المحكية غير المكتوبة في قارات آسيا وإفريقيا التي تعد بآلاف اللغات ، ففي إفريقيا وحدها تنتشر حوالي 1000 لغة بين شعوب هذه القارة الذهبية السمراء التي تلفحها الشمس على مدار السنة . وفي آسيا مئات اللغات المنتشرة بين شعوب القارة المتناثرة هنا وهناك ، وكذلك الحال في القارة الأوروبية العجوز التي تعد بأكثر من 30 لغة متفرعة عن اللغة اللاتينية الأم . وتعتبر قارة أمريكا الشمالية والجنوبية من القارات المتقاربة لغويا ، حيث تسود في معظمها اللغات اللاتينية خاصة اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية .
ومهما يكن من أمر ، فإن اللغة العربية تتوسط بين الأمم العالمية ، حيث تتوسط هذه اللغة إستراتيجيا وجغرافيا وتاريخيا ، مختلف أمم وشعوب العالم ، كوسطية الوطن العربي بين قارات العالم .
على أي حال ، تعتبر اللغة العربية ، أم اللغات العالمية لعدة عوامل وأسباب من أبرزها :
أولا : الأسباب الدينية : تتمثل في أن اللغة العربية المجيدة لغة الإسلام العظيم منذ نشوء الخلق حتى نهايته ، فهي لغة الصلاة والعبادة والدعاء والحديث الإسلامي .
ثانيا : الأسباب اللغوية : تتمثل في سهولة تعلم اللغة العربية مقارنة باللغات الأممية الأخرى كاللغة الصينية أو الهندوسية أو اللاتينية واليابانية وسواها . فهي تتألف من 28 أو 29 حرفا على رأي بعض فقهاء اللغة العربية ، وهي لغة العلم ونقل الحضارات السابقة للحضارات الراهنة في شتى العلوم والمعارف الدينية والدنيوية والأخروية .
ثالثا : الأسباب التاريخية : اللغة العربية لغة إنسانية تاريخية ، فهي لغة آدم عليه السلام منذ بدء الخليقة ، وبها كانت مخاطبة الرب لأدم وحواء والملائكة والجن وإبليس في الجنة وبعد نزول وخروج آدم وحواء والشيطان الرجيم إبليس من جنات النعيم للأرض .
رابعا : الأسباب العلمية البيانية والرقمية : وهذا يظهر من الإختراعات والاكتشافات العلمية السابقة والحالية القائمة والمبنية على قواعد الإعجاز البياني والرقمي ، بمعاني الحروف والكلمات العربية الواردة بالقرآن المجيد ( الكتاب الإسلامي المقدس ) على مدى الدهر ، وهو كلام الله الأزلي .
خامسا : الأسباب الاجتماعية : وهي التواصل الاجتماعي بين البشر ، بنقل ثوابت الحضارات الأممية السابقة للعصور الحاضرة . ومن الدلائل الأولية لأهمية اللغة العربية الكريمة ، ولادة بعض الأشخاص من جنسيات وأعراق شتى ، وكذلك ولادة بعض الحيوانات ونمو بعض النباتات مكتوب عليهم اسم الله عز وجل ، واسم رسول الله المصطفى ، على المواليد الجدد من الأطفال وبيض الدجاج ، وثمار الحمضيات كالبرتقال والموز والتفاح وغيرها .
سادسا : الأسباب الاقتصادية : المتمثلة بإحلال الحلال وتحريم الحرام في المعاملات المالية في العالم . فالأمة الإسلامية هي أمة وسطى بين سائر الأمم من النواحي الاقتصادية ، والنظام الاقتصادي الإسلامي بلغته العربية المميزة والمتميزة ، هو أفضل الأنظمة الاقتصادية في جميع أصقاع الكرة الأرضية .

محاربة اللغة العربية كرمز للهوية العربية والإسلامية

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) }( القرآن المجيد – البقرة ) .

تعرضت اللغة العربية ، خلال الحقبة الاستعمارية العالمية التي إحتل فيها الوطن العربي الكبير أو الوطن الإسلامي الأكبر ، زمن إمبراطوريات الشر الأوروبية الغربية ( البريطانية والفرنسية والألمانية والبرتغالية والإسبانية والإيطالية والأمريكية وغيرها ، وإمبراطوريات الشر الشرقية ( المغولية والتترية ) وغيرها لمحاولات التغريب والتهميش والطمس ، عبر فرض اللغات الدخيلة على الأمتين العربية والإسلامية ، فتراجعت مكانة اللغة العربية للمرتبة الثانية بعد أن كانت بالدرجة الأولى والمقام السامي .
وكانت الهجمة اللغوية الاستعمارية المتغولة في مناطق الوطن الإسلامي العظيم ، تستهدف نزع القرآن المجيد من نفوس وعقليات المسلمين ، وفرض لغات أجنبية أو محلية عليهم لثنيهم عن لغتهم ودينهم الإسلامي القويم .
فعانت الأمة العربية الأمرين من الفرنسة والأنجلزة والأسبنة والألمنة وغيرها في قارتي آسيا وإفريقيا على السواء طيلة الاحتلال العسكري والهيمنة السياسية والاقتصادية على خيرات ومقدرات العرب والمسلمين .

يوم اللغة العربية العالمي 1 آذار – مارس السنوي

تتكون اللغة العربية من الحروف الثمانية والعشرين ، التي تضم مجموعة المصطلحات والعبارات التالية :
( أبتث جحخ دذرز سش صض طظع غفق كلمن هوي )

على العموم ، أقرت القيادات العربية في العاصمة السورية دمشق ، يوم 1 آذار - مارس السنوي ( 1 / 3 ) كيوم عالمي للغة العربية ، منذ عام 2008 حيث اتفقوا على جعل يوم مخصص معين ، للرمز إلى إحياء اللغة العربية ورعايتها وزيادة الاهتمام بها للتوجه إلى " مشروع تطوير اللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة " للحفاظ على الهوية العربية . واهتمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ألكسو ) باللغة العربية وركزت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( إيسيسكو ) بعض نشاطاتها وفعالياتها لزيادة الاهتمام على اللغة العربية .
ويتم الاحتفال سنويا باللغات العالمية الست في الأمم المتحدة في نيويورك بالولايات المتحدة بقارة أمريكا الشمالية ، كالتالي :
- يوم اللغة العربية في 8 كانون الأول - ديسمبر .
- يوم اللغة الصينية 20 نيسان - ابريل .
- يوم اللغة الانجليزية في 23 نيسان - ابريل .
- يوم اللغة الفرنسية في 20 آذار - مارس .
- يوم اللغة الروسية في 6 حزيران - يونيو .
- يوم اللغة الاسبانية في 12 تشرين الأول - اكتوبر.
وبالتالي فإن اللغة العربية أصبحت اللغة العالمية السادسة المعتمدة في هيئة الأمم المتحدة التي تضم 192 دولة من شتى دول العالم . وأصبحت اللغة العربية لغة حية متداولة ومطروحة على خريطة الإنسانية ، ويفترض العمل العربي والإسلامي الحثيث لتتبوأ اللغة العربية مكان رفيعة ومرموقة في العالم لتكون اللغة العالمية الأولى وليس اللغة العالمية السادسة كما هو حالها الآن في الأمم المتحدة .
وتخصيص يوم واحد لتبجيل وتمجيد ورعاية اللغة العربية من أصل 365 يوما شمسيا أو يوما واحدا من أصل 254 يوما قمريا لا يكفي بتاتا ، بل يجب العمل الدائم على رعاية اللغة العربية طيلة أيام الأسبوع والشهر والفصل والسنة .


اللغة العربية بين الواقع والمأمول

جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 16 / ص 320) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أحبوا العرب لثلاث : لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي » .
وفي رواية أخرى ، وردت بالمستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 16 / ص 321) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « احفظوني في العرب لثلاث خصال : لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي » . وفي رواية ثالثة ، جاءت بالمعجم الأوسط للطبراني - (ج 19 / ص 480) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنا عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي » .

وعلى جميع الأحوال ، تعاني اللغة العربية ، من مشكلات استعمارية عالمية ، عبر الملاحقة الإمبريالية العالمية المضادة للغة العربية ( لغة الضاد المقدسة ) . وقد تغلبت بعض قوى الشر من الأشرار الطغاة البغاة الطامعين في الثروات الطبيعية العربية من المائية والاقتصادية النفطية والغازية والمعدنية والزراعية والصناعية والسوق الاستهلاكية ، على بعض مسارات العرب والمسلمين فأخذوا يتداولون لغة أجنبية في معاملاتهم اليومية ، كبعض بلدان العرب والمسلمين في آسيا وإفريقيا وغيرها من القارات .
والمنتظر من اللغة العربية أن تبقى لغة الوحدة الثقافية والتوحد المجتمعي والتكامل الاقتصادي والتكافل الاجتماعي بين مختلف الشعوب الإسلامية المكونة للأمة الإسلامية العظمى بين أمم العالم .
ويفترض في مجامع اللغة العربية الرسمية والشعبية والإعلامية تبجيل اللغة العربية ، والعمل الحثيث على ترسيخها في نفوس وعقول أبناء العرب والمسلمين البررة لإسلامهم وتاريخهم وجغرافيتهم وثرواتهم الطبيعية . ووزارات الثقافة والإعلام ووسائل الإعلام العربية والإسلامية مدعوة لتعزيز الوجود اللغوي العربي في شتى أنحاء المعمورة ، وعدم الانتقال للغات الأجنبية ، وهذا يفرض على أمم العالم تعلم اللغة العربية وليس العكس بالهروب اللغوي العربي والإسلامي تجاه الإنصياع لسياستي الترغيب والترهيب اللغوي العالمي لنشر اللغات الأجنبية في الوطن العربي الكبير والوطن الإسلامي الأكبر .
ولتعزيز مكانة اللغة العربية في الوطن العربي الكبير والوطن الإسلامي الأكبر ، والعالم الأوسع ، يفترض إتباع الطرق والسبل المتعددة الآتية على سبيل المثال لا الحصر :
أولا : تقوية اللغة العربية بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية بصورة متصاعدة . وتطبيق سياسة التعريب والحليولة دون التغريب اللغوي بين أوصال المجتمع الإسلامي الواحد .
ثانيا : فرض اللغة العربية المجيدة كلغة ثانية في دول الوطن الإسلامي في المدارس والجامعات ومراكز الأبحاث ، والجمعيات الخيرية والتراثية والثقافية والشبابية والنسائية وسواها ، تمهيدا لتكون بعد فترة زمنية قصيرة خلال عقد من الزمن اللغة الأولى في هذه الدول الإسلامية . فمثلا في تركيا وإندونيسيا وإيران وماليزيا والنيجر ومالي وتشاد وغيرها يجب وضع خطط شاملة وجامعة لنشر اللغة العربية بين أبناء هذه المجتمعات الإسلامية .
ثالثا : التصدي للغزوات والهجمات اللغوية الأجنبية الواردة من مختلف أنحاء الدول الاستعمارية .
رابعا : ترسيخ وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية والانترنت ، لاستخدام اللغة العربية الكريمة المجيدة .
خامسا : الاستفادة من التحولات العالمية الهادفة لإنشاء وتعزيز وسائل الإعلام العالمية للتحدث لأبناء الأمة العربية المجيدة . من محطات إذاعة وتلفزة وانترنت كما هو حال الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وخلافها لزيادة الملتحقين بركب اللغة العربية المتزايد يوما بعد يوم .
سادسا : تنظيم الدورات اللغوية المجانية في السفارات العربية والإسلامية ، لمد نفوذ اللغة العربية .
سابعا : التعريب الجامعي في مؤسسات التعليم العالي العربية والإسلامية وإنشاء كراسي اللغة العربية في عشرات الجامعات الأجنبية .
ثامنا : إنشاء الملتقيات والجمعيات والمؤسسات المختصة باللغة العربية المجيدة في شتى قارات العالم ، وإحتضان الناطقين الجدد باللغة العربية معنويا وماليا . ويفترض في الجامعات العربية والإسلامية أن يكون لها الدور المركزي المفصيلي في رعاية اللغة العربية وزيادة انتشارها بين الأمم والشعوب الأخرى عبر توفير البعثات والمنح الجامعية للطلبة الأجانب .
تاسعا : تشجيع نشر اللغة العربية بين الجاليات الإسلامية في مختلف دول قارات العالم . مثل نشر اللغة العربية بين الجاليات الإسلامية في الهند والصين ودول الاتحاد الروسي الإسلامية ودول آسيا الأخرى . ولا ننسى دول القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية ، حيث تتواجد الجاليات الإسلامية الكبيرة ، التي لا بد من تمكين أبنائها من من تكلم اللغة العربية المجيدة .
عاشرا : تنظيم الحملات الكبيرة لإحياء اللغة العربية في العالم . عبر الانترنت بإشراف لغوي متخصص من ذوي المهارة والدراية والخبرة في هذا المجال ، والتركيز على الفئات الشبابية .
حادي عشر : دعم وتشجيع الكتاب والمؤلفين وإتحادات دور النشر لطباعة الكتب المعدة باللغة العربية وترويجها ونشرها بكميات كبيرة بين الناس بالمجان وبأسعار رخيصة .
ثاني عشر : تشجيع التعاون والتبادل التعليمي والثقافي العربي الإسلامي مع الدول الأجنبية لجعل اللغة العربية لغير الناطقين بها ، لغة ثانية في وسائل الإعلام والمدارس والجامعات بدعم طباعة الكتب المدرسية والجامعية في هذه الدول .
ثالث عشر : تخصيص ميزانية مالية سنوية لا تقل عن مليار دولار لنشر اللغة العربية في الوطن الإسلامي والجاليات الإسلامية في العالم ، في خطة استراتيجية طويلة الأمد تتفرع لخطط متوسطة وقصيرة الأجل في هذا المضمار اللغوي الهام .

كلمة خضراء طيبة أخيرة

جاء في مسند أحمد - (ج 47 / ص 478) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ قَالُوا بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا يَوْمٌ حَرَامٌ ثُمَّ قَالَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا قَالُوا شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ قَالَ وَلَا أَدْرِي قَالَ أَوْ أَعْرَاضَكُمْ أَمْ لَا كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَلَّغْتُ قَالُوا بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ " .

فإن اللغة العربية ، هي الملاذ العربي والإسلامي العظيم الأمين والآمن ، للتصدي للهجمات والغزوات والاحتلالات الأجنبية للوطنين العربي الكبير والإسلامي الأكبر ، فاللغة العربية هي حاملة وحامية المشروع الإسلامي المتعاظم ، ومبشرة وداعية للحضارة العربية الإسلامية عبر التاريخ البشري ، وهي اللغة المقدسة الأولى في العالم لأتباعها البالغ عددهم نحو 1.6 مليار نسمة من أصل 7 مليارات نسمة في العالم بالعام الحالي .
واللغة العربية هي رمز عربي وإسلامي سيادي من الدرجة الأولى ، فهي الوعاء الثقافي الحضاري العام ، الذي جعل الأمتين العربية والإسلامية ، أمتين تتمسكان بتعاليم الرسالة الإسلامية الغراء عبر التاريخ البشري .
فيا أيها العرب والمسلمون شدوا على لغتكم بأسنانكم وألسنتكم ولا تجعلوها تفلت منكم أو من الأجيال العربية والإسلامية والعالمية الصاعدة ، فناشر اللغة العربية بعمقها الديني واللغوي والاجتماعي يثاب عند رب العالمين ، لأنها لغة القدس والقداسة والخير والجنة الإلهية بين الناس أجمعين ، كونها لغة الكتاب الإسلام المقدس ( القرآن المجيد ) . فلتعملوا على صد الهجمات الوحشية الاستعمارية التي تستهدف قلع اللغة العربية من وطنها الأم ، في قارتي آسيا وإفريقيا .

ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وختامه مسك ، ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .










ليست هناك تعليقات: