الاثنين، 28 فبراير 2011

( العالمية الإعلامية ) .. 100 طريقة للإشهار والترويج والدعاية للإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد ..( الوكالات والشبكات والمنتديات والمواقع الإلكترونية )

( العالمية الإعلامية ) ..
100 طريقة للإشهار والترويج والدعاية ..
للإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد ..
( الوكالات والشبكات والمنتديات والمواقع الإلكترونية )

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84) مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85) وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)}( القرآن المجيد – النساء ) .

استهلال

بعد توفير البنية التحتية من متطلبات ومستلزمات إنشاء الوكالات والشبكات والمنتديات والمواقع الإلكترونية الجماهيرية من طاقم بشري إداري ومهني ، ومبنى يأوي العاملين بالشبكة والأجهزة الإلكترونية ، من أجهزة حواسيب ، وخطوط هاتفية ، وجوالات ، هناك مائة طريقة للإشهار والترويج والدعاية للمواقع والشبكات الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) في العالم ، تتوزع إلى جناحين هما : الجناح المجاني والجناح المادي الذي يظهر فيه البدل المالي بشكل مكلف بصورة زهيدة أو متوسطة أو باهظة الثمن أحيانا . وكذلك هناك متطلبات مهنية وفنية وتقنية وبشرية محددة .
وتمكن أهمية الإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد ، في آنيته ولحظيته وسرعه نقله للأنباء والمعلومات البعيدة والقريبة ، وتكاليفه الزهيدة ، وقلة التمويل المالي اللازم لتشغيله ، وعدد الطاقم المهني والفني اللازم لإدارته . هذا بالإضافة إلى اشتماله على الكلمة والصوت المسموع والصورة المرئية في الآن ذاته . فيمكن إدارة وسيلة الإعلام الإلكتروني من حاسوب متنقل ( لاب توب ) أو حاسوب بيتي أو مكتبي مع وجود خط هاتفي ثابت أو خلوي للتواصل مع شبكة الانترنت العالمية . وبالتالي فإن تاثير الإعلام الإلكتروني الرقمي هو تأثير مباشر وسريع على الأفراد والجماعات والأحزاب السياسية والتجمعات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية والشعب برمته والأمة بأكملها .

إنتشار الإعلام الإلكتروني الرقمي بالعالم ( العالمية الإعلامية )

تنتشر وسائل الإعلام الإلكتروني من الشبكات والوكالات والمواقع والمنتديات الإلكترونية بصورة واسعة في جميع أنحاء العالم ، وتصعب عملية مراقبتها أو الحد من نشاطاتها ، خاصة وأن وصول الإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد ، يمكن أن يكون سهلا لجميع الأفراد والمؤسسات المدنية والعسكرية على السواء .
وتبرز المنافسات الإلكترونية للناس ، لوسائل الإعلام الإلكترونية الرقمية ، الحكومية وشبه الحكومية والحزبية والأهلية والفردية الخاصة ، لكسب ود أكبر شريحة محلية ووطنية وإقليمية وقارية وعالمية ، باقل سرعة ممكنة وبتكاليف مالية زهيدة .
وتتصارع وسائل الإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، فيما بينها أو مع اصحاب النفوذ والمصالح ، فنرى بروز القرصنة الإلكترونية الخبيثة تراود الناشرين عبر الإعلام الإلكتروني عن آرائهم ومقالاتهم والأنباء التي يبثونها للناس للتأثير عليهم سلبا أو إيجابا . ويلاحظ في الإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد تركز إدارة معظم وسائله في الطواقم الفردية المهنية أو المبتدئة القائمة على التجربة والخطأ .
وتعج شبكة الانترنت بمليارات المواقع والشبكات والوكالات الإعلامية الإلكترونية ، الفردية والمؤسسية والرسمية والحزبية والأهلية ، والتعاونية ، بمختلف اللغات العالمية والمحلية وبلهجات متداولة . وكل وسيلة إعلام إلكتروني رقمي ، تحاول زيادة شعبيتها ، والظهور بمظاهر الانتشار الكبرى ، وتبوأ مراكز متقدمة بين زميلاتها ، وهي سياسة إعلامية تراود جميع أصحاب وسائل الإعلام الإلكتروني الجديد .
ونستطيع الجزم قائلين بأن الإعلام الإلكتروني الرقمي الخاص أو الأهلي على شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) هو الأكثر موضوعية وحيادية وديموقراطية والأكثر إنتاجا وتأثيرا على الآخرين مقارنة بالإعلام الإلكتروني الرسمي الحكومي ، لغياب التوجيه الفوقي ، والسعي الدائم الحثيث للوصل لأفراد وجماعات وشعوب متعددة الأجناس والأعراق بعكس الوكالات والشبكات والمواقع الحكومية الموجهة بطريقة بيروقراطية في غالب الأحيان .

إنتشار الإعلام الإلكتروني الرقمي والإعلانات

تلجأ الكثير من وسائل الإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد ، للإعلانات لتمويل نشاطاتها وفعاليات ومستلزمات طواقمها المهنية والفنية والتقنية وتوفير احتياجاتها المادية والمعنوية ، وكلما كانت وسيلة الإعلام الإلكتروني الرقمي من وكالة أنباء أو شبكة إلكترونية أو مواقع أو منتديات إلكترونية ، واسعة الانتشار ، فإنها ستحوز على كميات ونوعيات إعلانية محلية وإقليمية وعالمية ، متزايدة يوما بعد يوم ، بل إن بعض وسائل الإعلام الإلكتروني الرقمي تجعل من هذه الوسيلة الإعلامية مصدر رزق لها وللعاملين فيها وتحقيق الأرباح المالية الوفيرة كنوع من أنواع الاستثمار الاقتصادي العام أو التجاري الخاص .
وأصبح كل رئيس دولة أو رئيس حزب سياسي أو سياسي بارز أو برلماني أو جامعة أو مؤسسة أو جمعية أو هيئة أو وزارة أو ناد إجتماعي أو رياضي أو ثقافي أو صاحب مصالح اقتصادية ، أو محطة إذاعة أو محطة تلفزيونية أو فضائية أو صحيفة أو مجلة مطبوعة ، أو صحافي أو إعلامي ، ذكرا أو أنثى ، يسارع لإنشاء مدونته أو منتداه أو موقعه أو وكالته أو شبكته الإلكترونية الإعلامية الرقمية الجديدة أو تطوريها ، لينافس أصحاب رؤوس الأموال والمتنفذين ، والأحزاب السياسية والجمعيات والنوادي المتعددة الأغراض والأهداف لإثبات الوجود ونشر الأنباء والصور الخاصة به وأحيانا بغية تحقيق الأرباح والمكاسب المادية .

إزدهار صناعة الإعلام الإلكتروني الرقمي

أزدهرت صناعة الإعلام الإلكتروني الرقمي في العالم ، مهنيا وفنيا وتقنيا ، خلال السنوات العشر الأخيرة ، بصورة كبيرة ملفتة للنظر ، فنافست إن لم يكن طغت على وسائل الإعلام التقليدية من صحف ومجلات وكتب وغيرها ، ووسائل إعلام مرئية ومسموعة ، كونها تبقى موجودة للمتصفح على الانترنت لمدة طويلة بالكلمة والصوت والصورة المرئية أحيانا بلا تكاليف غالية أو عدم التقيد بفترة زمنية ماضية ، ولكن معظم هذه الوسائل الإلكترونية الرقمية تنقصها الخبرة المهنية والدعائية والترويجية ، فتبقى محلية تراوح مكانها بلا جدوى ( مكانك سر ) بل فقد تراجع الكثير منها للخلف وتم إغلاقه لاحقا بصورة مؤقتة أو نهائية ، فالأمر الضروري بحاجة للمتخصصين الإعلامي من أصحاب الباع الطويل ، من ذوي الخبرة والمراس المهني ، للانتقال بالوسيلة الإلكترونية من التقوقع المحلي لمصاف الانتشار الواسع محليا وإقليما وعالميا بطرق شتى .
وتلجأ الكثير من المواقع الإلكترونية الرقمية ، إلى الخيال والتمويه والخداع في تقدير عدد الزائرين لوسيلة الإعلام الرقمي ، فنلاحظ بعض الشبكات أو الوكالات الإعلامية تضع عدادا غير حقيقي لعد قراءات الموضوع أو النبأ ، فيقفز العداد 1 – 3 – 5 – 10 على التوالي في كل نقرة ، بينما يجب أن يكون العداد الطبيعي يعد بطريقة حسابية متوالية 1 – 2 – 3 – 4 – 5 في كل فتح للموضوع أو النبأ ، من الزائر الكريم ، وهكذا لمطابقة الواقع الحقيقي وليس النط والقفز الإعلامي في الهواء الطلق بلا رقيب أو حسيب فعلي . وكل وسيلة إلكترونية رقمية ، تمارس الخداع والتضليل العددي فهي تضلل ذاتها ولا تخدع إلا نفسها قبل غيرها .

أهم 100 طريقة في الترويج والدعاية للإعلام الإلكتروني الرقمي

وفي سبيل الدعاية المهنية الصادقة ، والإنتشار الواسع ، والترويج الإعلامي النابض والإشهار الحقيقي ، والتسهيل والتوجيه والإرشاد الإعلامي المهني والفني والتقني ، لجميع هذه الفئات الإعلامية القديمة والجديدة ، فإنني في هذه العجالة بصفتي متخصص في العلوم السياسية كأستاذ جامعي ، وخبير في الإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد ، حيث أعمل على إدارة شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) منذ سنتين ونصف منذ عام 2008 حتى الآن ، ولي مدونتين على الانترنت ، هما : ( فلسطين العربية المسلمة ) و ( الأرض المقدسة ) أتطرق للأسس والقواعد العلمية والمبادئ العامة الواجب إتباعها لزيادة إنتشار وسيلة الإعلام الإلكتروني الرقمي على جميع المستويات الحياتية ، وفي كافة الميادين الحياتية المتاحة محليا وإقليميا وقاريا وعالميا .
وفيما يلي أهم وأجدى وأمثل الطرق في الدعاية والترويج والإشهار والانتشار الكبير الواسع ، المجانية والمدفوعة الأجر على السواء ، للإرتقاء بالإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد ، من الشبكات والوكالات والمنتديات والمواقع الإلكترونية ، والوصول لشريحة بشرية متزايدة ، نفصلها تفصيلا علميا ، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، بثماني طرق رئيسية تتفرع لمائة طريقة عامة وخاصة ، بصورة موجزة على النحو الآتي :

أولا : الإعداد المهني الإعلامي الإستراتيجي والتكتيكي الملائم :

1. إستعمال الاسم المشهور ( اسم الوكالة أو الشبكة أو الموقع أو المنتدى الإلكتروني ) .
2. تسهيلات شركة الإستضافة . التي تستضيف الوكالة أو الشبكة أو الموقع الإلكتروني .
3. سرعة الوصول لمواضيع الشبكة دون عناء كبير في حالة الإزدحام والإكتظاظ .
4. وضع الخطط التطويرية للشبكة الإلكترونية .

ثانيا : الإدارة العامة : الشؤون الإدارية وأقسام التحرير والتصوير في الإعلام الرقمي :

5. وجود الإدارة المهنية المتخصصة . والتدريب المهني والفني المستمر على التقنيات الإلكترونية المتجددة . وتلقي الدورات التدريبية الفردية والجماعية المتخصصة .
6. وجود العنوان الدائم للموقع جغرافيا وهاتفيا وإلكترونيا في متناول الجميع .
7. تشغيل الكفاءات من الكتاب والصحافيين المشهورين .
8. توظيف خبراء متخصصين في الدعاية والإعلان .
9. توظيف الطاقم المهني الفني المتخصص : ( مهندسين شبكات إتصال ، تكنولوجيا المعلومات ، مبرمجين ، علوم الحاسوب وغيرهم ) .
10. نشر المراسلين لإجراء المراسلات وتزويد الموقع بآخر الأنباء .

ثالثا : التصميم والإخراج الممتاز بوسيلة الإعلام الإلكتروني الرقمي :

11. شكل الوكالة أو الشبكة الإلكترونية بالألوان الجذابة غير المنفرة .
12. وجود الفيديو واليوتيوب على الصفحة الأولى للشبكة الإلكترونية .
13. وجود التسجيل الإذاعي بالموقع الإلكتروني .
14. وجود الخرائط والأطالس بالشبكة الإلكترونية .
15. وجود تراتيل القرآن المجيد بمختلف القراءات بالكلمة والصوت والصورة ( والترجمة إن أمكن ) .
16. وجود الموسيقى .
17. وضع النشيد الوطني لدولة أو دول معينة بالموقع الإلكتروني .
18. وضع أعلام دول العالم وشعاراتها بزوايا ثابتة بالموقع .
19. سهولة الإتصال بالموقع الإلكتروني لعرض المشكلات والمناشدات الشخصية والإقتراحات .
20. وضع ألبوم الصور العامة والخاصة . ووضع شعار الشبكة أو الوكالة الإلكترونية بشكل صغير على زاوية الصورة المنشورة إلكترونيا .
21. وجود الألعاب والمسليات في الموقع .
22. وجود احتياجات الأطفال .
23. التطرق لأيام العطل الرسمية والوطنية والقومية والدينية .
24. تثبيت أرقام هواتف الوزارات والهيئات الرسمية والشعبية في الدولة التي تبث منها الوكالة أو الشبكة الإلكترونية .
25. وضع التقويم السنوي ( العربي الهجري والغربي الإفرنجي ) .
26. عرض آخر التقنية للحواسيب والمواقع والوكالات والشبكات الإلكترونية ( تصميم ، إضافة ، حلول لمشكلات إلكترونية ) .
27. وجود صور الحيوانات والطيور بالموقع الإلكتروني .
28. وجود صور النباتات والمزروعات المتعددة مع الأنباء والمواضيع .
29. تثبيت أسعار العملات والمعادن الثمينة وأسعار البورصة يوميا .
30. وجود عداد آني للزائرين يوميا وشهريا وسنويا ، وأعداد الزوار للموضوع أو النبأ المعين .
31. استمرارية التغيير والإخراج المتجدد المتعدد المناسب لكيفية عرض الموقع الإلكتروني .
32. وجود التوقيت الزمني على الموقع الإلكتروني وتحديد المدينة المعتمدة للتوقيت المعتمد .

رابعا : النشر الإلكتروني الإعلامي بالطرق المجانية ، للحصول على ترتيب عالمي ، وهي :

33. إستعمال محركات البحث العالمية مثل : غوغل ( Google ) ، ياهو ( Yahoo ) ، و msn و انكتومي ( Inktomi ) وسواها .
34. إستعمال المواقع الاجتماعية : مثل ، الفيس بوك ( Facebook ) ، وتويتر ( Twitter ) وإدراج الوكالة أو الشبكة في مئات وآلاف من ( دليل المواقع ) غيرها .
35. اللجوء للمواقع والشبكات والمنتديات والمدونات المتخصصة للإشهار المجاني ( أضف موقعك Add me ) ، وذلك لظهور الموقع أو الشبكة بالصفحة الأولى عند البحث عن الكلمة أو المصطلح المطبوع المتعلق بالموقع الإلكتروني .
36. اللجوء للمواقع الصديقة المشهورة .

خامسا : الدعاية الاجتماعية والسياسية والفنية عبر الأشخاص والمؤسسات والاتحادات والجمعيات ( مؤسسات المجتمع المدني ) وهي :

37. الاستعانة بالأحزاب والحركات والفصائل السياسية .
38. مصادقة الإتحادات والنقابات الرسمية والشعبية .
39. بث الأصدقاء والأصحاب .
40. التعاون مع الجامعات ( الإدارات ومجالس الطلبة والكتل الطلابية ) .
41. استخدام شركات الإتصالات .
42. النشر بالبريد الإلكتروني ( الفردي والمجموعات البريدية ) فالمجموعات البريدية تعد بعشرات أو مئات آلاف الأعضاء ، ولها سمة مميزة في الترويج للموقع الإلكتروني .
43. الدعاية بالمهرجانات .
44. الترويج عبر الندوات .
45. استخدام المؤتمرات .

سادسا : المهنية الإعلامية المتجددة ، وتتمثل في ما يلي :

46. التغطية الإخبارية المتخصصة والشاملة ( دينيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وصحيا وثقافيا وفنيا ورياضيا ) .
47. نشر المواضيع الجذابة والسبق الصحفي المتواصل .
48. استعمال اللغة أو اللغات السليمة المستخدمة في النشر الإلكتروني .
49. إستخدام الطرق الصحيحة لصياغة الإعلانات والدعاية .
50. التجديد الدائم لآخر المستجدات العامة والخاصة وتقديم خدمة الأنباء العاجلة عبر الجوالات .
51. نوعية الوكالة أو الشبكة أو الموقع الإلكتروني ( سياسي ، إجتماعي ، اقتصادي ، ديني ، رياضي ، تسالي ، منوع وغيرها ) .
52. شمولية الوكالة أو الشبكة أو الموقع الإلكتروني .
53. تنظيم حملات المسابقات والجوائز والمكافآت المالية ( أسئلة وأجوبة : يومية أو أسبوعية أو موسمية ) .
54. مشاركة إدارة الشبكة أو الوكالة في تنظيم المؤتمرات والندوات والمهرجانات وأخذ دور الناطق الإعلامي باسمها .
55. عرض آخر الموديلات والماركات العالمية ( سيارات ، ملابس ، أحذية وغيرها ) .
56. الفتاوى الدينية .
57. حل المشكلات الاجتماعية للناس عبر طرحها على المتخصصين .
58. التواصل الاجتماعي والتعارف .
59. إمكانية التعليق والتعبير عن الرأي في الشبكة أو الوكالة أو الموقع الإلكتروني .
60. الألوان المناسبة لمختلف الأذواق الإنسانية للشبكة الإلكترونية .
61. تنظيم حملات علاقات عامة ومشاركة الناس بالأفراح والأتراح .
62. تضمين الشبكة أو الوكالة أو الموقع الإلكتروني النشاطات والفعاليات الاجتماعية .
63. التعددية في طرح المواضيع العامة ، والابتعاد عن السباب والشتائم وتجنب المبالغة والتهويل في طرق المواضيع . ومشاركة الإعلاميين العاملين بالوكالة أو الشبكة الإلكترونية بالتعليقات المتبادلة في الوكالات والشبكات الأخرى .
64. المهنية الإعلامية والأرشفة الإلكترونية الدائمة المتواصلة .
65. انتظار مدى الوقت اللازم للإنتشار الطبيعي والطارئ .
66. ضخامة وكثافة المواضيع المنشورة .
67. الفضائح الرسمية المحلية والإقليمية والقارية والعالمية .
68. عالم المرأة – الشؤون النسوية .
69. كتابة وإعداد التقارير والتحقيقات والمقالات المثيرة وإرسالها لوكالات وشبكات ومنتديات إلكترونية أخرى .
70. الصدق في نقل المعلومة والنبأ .
71. الإستقلالية عن الآخرين .
72. الأمانة العلمية في نقل المواضيع والأنباء .
73. العمل على مدار الساعة ( 24 ساعة يوميا ) كلما اقتضت الحاجة عبر الموجة المفتوحة .
74. استخدام المواضيع المصورة الإلكترونية . وعدم اللجوء لنشر الصور الإباحية بالشبكة أو الوكالة لكسب إحترام الجميع .
75. استعمال العناوين البارزة المشهورة ( لتسهيل الوصول لها عبر محركات البحث ) .
76. وجود زاوية المقالات الحرة المعبرة عن افكار الآخرين ( أقلام وآراء ) .
77. نشر النتائج التعليمية والانتخابية الرئاسية والبرلمانية والمحلية ونتائج الثانوية العامة للجمهور

سابعا : وجود مصادر التمويل المالي ( الفردية والأهلية والحزبية والحكومية ) :

78. الإعتماد على عدة مصادر تمويلية للاستمرارية والبقاء .
79. الصبر والأناة وطول النفس في التعامل المالي مع المؤسسات والشركات .
80. المنافسة الإعلانية المستمرة مع المواقع المشابهة .
81. تنظيم زيارات الوفود الرسمية والشعبية للمواقع والوكالات والشبكات الإلكترونية والضيافة المناسبة لكسب المدد المالي بالإعلانات المباشرة وغير المباشرة والهبات والتبرعات المادية غير المشروطة .

ثامنا : العلاقات العامة ضمن وسيلة الإعلام الإلكتروني الرقمي :

82. نشر ( المفتاح المهني والفني ) أو دليل إستعمال الموقع أو الوكالة أو الشبكة الإلكترونية للزائرين الجدد والقدامى على السواء .
83. الدعم القبلي والعائلي والعشائري والمجتمعي والشعبي العام .
84. المشاركة في الحملات الدعائية والانتخابية .
85. الإحترام العام للديانات وخاصة الدين الإسلامي والعادات والتقاليد والقيم العليا في البلاد . وعدم التشهير أو القدح بالشخصيات العامة في البلاد .
86. تواصل البث الإلكتروني للموقع طيلة أل 24 ساعة ، وعدم إنقطاع البث الإلكتروني بحجة الصيانة والتصليح أو الاستضافة .
87. مراقبة تواصل صعود شعبية الوكالة أو الشبكة أو الموقع الإلكتروني باستمرار نحو الأعلى بالأرقام والمعطيات الإحصائية الموثقة وبثها للناس لزيادة ثقة الجمهور بالموقع المعني .
88. كتابة رئيس مجلس الإدارة أو رئيس التحرير مقالات معينة لمناسبات معينة لتمكين المشاهدين والقراء من معرفة آراء وتوجهات إدارة الشبكة الإلكترونية . ونشر هذه المقالات بمواقع أخرى بوضع منصب كاتب المقالة بالوكالة او الشبكة المعنية ، وذلك لإشهار الوكالة أو الشبكة الإلكترونية ( تبادلية موضوعية وإعلانية ) .
89. تقديم التهاني والتبريكات للشعب والأمة في المناسبات الرسمية والشعبية . وإعداد بطاقات تهنئة ومباركة إللكترونية مصورة ومبوبة على الانترنت لمناسبات دينية ورسمية وقومية معينة مع شعار الشبكة أو الوكالة الإلكترونية . مثل مناسبة رأس السنة الهجرية أو الميلادية أو عيد الفطر السعيد أو عيد الأضحى المبارك ، أو عيد المولد النبوي الشريف ، أو غيرها .

تاسعا : الترويج الإعلاني المدفوع الأجر لوسائل الإعلام الإلكتروني الرقمي :

90. نشر الإعلانات التجارية في الفضائيات والتلفزيونات المحلية لزيادة الترويج الإلكتروني .
91. نشر الإعلانات التجارية في الصحف والمجلات للترويج للموقع الإلكتروني .
92. نشر الإعلانات في اليافطات والآرمات في الميادين والشوارع العامة .
93. نشر الإعلانات التجارية المبوبة والشاملة بين الحين والآخر لتجديد النشر والانتشار الشعبي .
94. لجوء الموقع لنشر الإعلانات الرسمية والتجارية للقطاعين العام والخاص على السواء بأسعار زهيدة منافسة .
95. بعث رسائل قصيرة عبر الهواتف النقالة .
96. إرسال رسائل هاتفية مسجلة للمواطنين .
97. طباعة منشورات وتوزيعها أمام دور العبادة كالمساجد والكنائس والأماكن التعليمية كالمدارس الثانوية للذكور والإناث .
98. طباعة الشعارات على الملابس التجارية التي تحمل أسماء وشعارات الموقع الإلكتروني .

عاشرا : التغلب على المشكلات المهنية والفنية للإعلام الإلكتروني الرقمي :

99. تعرض الموقع للقرصنة الإلكترونية ( الهكرز ) بين الحين والآخر ، هو دليل العمل والنشاط والفعالية ووجود الحاسدين والغيورين من نجاح الموقع مما يتسبب في زيادة التحدي ضد المعتدين .
100. حل المشكلات الفنية والمهنية بروية وإقتدار بعيدا عن العصبية والغوغائية والعداء للآخرين .

كلمة طيبة خضراء أخيرة

يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108) }( القرآن المجيد – آل عمران ) .

يا أصحاب الوكالات الإلكترونية ، ويا أصحاب الشبكات الإلكترونية ، ويا أصحاب المواقع الإلكترونية ، ويا أصحاب المنتديات الإلكترونية ، ويا أصحاب المدونات الإلكترونية ، على الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) ليقوم كل واحد فيكم بتقييم موقعه على الانترنت وإعطائه النسبة المئوية اللائقة به ، من خلال تطبيق هذه الطرق المائة للوصول إلى الأهداف والغايات المرجوة في زيادة شعبية الموقع وانتشاره محليا وإقليما وقاريا وعالميا ، من صفر % - 100 % حسب البنود المائة السابقة . فالبعض سيأخذ نسبة 10 أو 50 % أو 60 % أو 70 % أو 90 % وهكذا . وثابروا على تطوير شعبية مواقعكم الإلكترونية بلا يأس أو ملل أو خجل وليكن الأمل هو مفتاح المستقبل الزاهر الواعد .
وكلمة لا بد منها ، فإن سرد وتوضيح وتعداد المائة طريقة السابقة لزيادة الدعاية والترويج والإشهار لوسائل الإعلام الإلكتروني الرقمي الجديد ، هو إجتهاد علمي ومهني مني كخبير إعلامي ، ولا تعني بأي حال من الأحوال أنها هي وحدها من يعمل على زيادة انتشار وسيلة الإعلام الرقمي المنتظرة بفارغ الصبر بل ربما يكون هناك طرق أخرى فرعية أو رئيسية ، ولكن هذا هو الإجتهاد الخاص بي ، ولكل مجتهد نصيب ، ويمكن أن يصيب أو يخطئ الإنسان ، ولكن التجربة والخطأ ربما تكون هي المفتاح للنجاح والتوفيق الحقيقي لإتساع دائرة تأثير وسيلة الإعلام الإلكتروني الجديدة . ورب سبق إعلامي يجعل الوكالة أو الشبكة الإعلامية في متناول يد الجميع ، بصورة سهلة ، ورب خطأ من إدارة الشبكة أو الوكالة الإلكترونية يجعل زوارها في الحضيض وكذلك فإن تعرضها للاقتحام الشعبي أو الأمني الرسمي الحكومي فتغيب عن الوجود من على الانترنت كليا لا سمح الله .
وعملا إلكترونيا موفقا وناجحا للجميع لخدمة جميع الأذواق الشعبية والرسمية والمجتمعية ، ونشر الفضيلة والأخلاق الحميدة والابتعاد عن الرذيلة وسوء الأخلاق والنفاق العام والخاصة .

ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وختامه مسك ، ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
__________________


الخميس، 24 فبراير 2011

الثورة الشعبية في ليبيا 2011 .. بين الكتاب الأخضر والنزيف الأحمر

الثورة الشعبية في ليبيا 2011 ..
بين الكتاب الأخضر والنزيف الأحمر


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) }( القرآن المجيد – البقرة ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .

استهلال

يطلق على ليبيا هذا الاسم نسبة إلى قبيلة ( الليبو ) التي حكمت البلاد منذ آلاف السنين . وتقع ليبيا شمالي قارة إفريقيا ، وهي أرض عربية إسلامية ، مترامية الأطراف ، إذ تبلغ مساحتها 1,759,540 كم مربع ( 679,182 ميل مربع ) ، وتتبوأ المرتبة السابعة عشرة على مستوى العالم مساحة . وتمتلك أطول ساحل بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط حيث طوله حوالي 1.955 كم . واستقلت ليبيا عن إيطاليا في 10 شباط 1947 ، وعن بريطانيا وفرنسا في 24 كانون الأول 1951 .
وتاريخياً تكونت ليبيا من ثلاثة أقاليم إقليم طرابلس وبرقة وفزان . والعلم الليبي باللون الأخضر هو العلم الوحيد في العالم الذي يكتفي بلون واحد ولا تتواجد به الرسوم والرموز مهما كان نوعها أو شكلها . وتم تقسيم ليبيا إلى ( 22 ) شعبية ( محافظة أو بلدية ) . وكل شعبية تنقسم إلى عدة مؤتمرات شعبية أساسية . وينقسم كل مؤتمر شعبي أساسي إلى عدد من الكمونات ( أصغر وحدة سياسية ) . ومنذ عام 2007 صارت ليبيا تتكون من 22 شعبية لتحل محل 32 شعبية سابقة ، وهي : شعبية طرابلس ، شعبية البطنان ، شعبية درنة ، شعبية الجبل الأخضر ، شعبية المرج ، شعبية بنغازي ، شعبية الواحات ، شعبية الكفرة ، شعبية سرت ، شعبية مرزق ، شعبية سبها ، شعبية وادي الحياة ، شعبية مصراتة ، شعبية المرقب ، شعبية الجفارة ، شعبية الزاوية ، شعبية النقاط الخمس ، شعبية الجبل الغربي ، شعبية نالوت ، شعبية غات ، شعبية الجفرة ، شعبية وادي الشاطئ .
ويبلغ عدد سكان ليبيا في مطلع عام 2011 أقل من 7 ملايين نسمة وتتركز الكثافة السكانية في الشمال بواقع 50 نسمة / كم2 ، بينما تقل الكثافة السكانية في جنوبي ليبيا بشكل ملفت للنظر ، بواقع 1 نسمة / كم2 .
ومن الناحية الدينية ، يدين السواد الأعظم من السكان بالدين الإسلامي فنسبة 97 % من السكان مسلمون ، بينما ينتمي 3 % إلى ديانات أخرى معظمهم من الأجانب غير المقيمين بشكل دائم . ولم يتبقى من الجالية اليهودية في ليبيا سوى 20 يهوديا من أصل 36 الف يهودي ليبي ، حيث غادر هؤلاء اليهود إلى إيطاليا والكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة ما بين الأعوام 1948 – 1967 . ووفقا لتقديرات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ، فإن خمس سكان ليبيا ( 20 % ) في عام 2010 م يحفظون القرآن المجيد ، كما أن حاملي شهادة حفظ القرآن يعاملون وظيفيًا على قدم المساواة مع حملة الشهادات الجامعية .
ومن الناحية الاقتصادية ، يعتبر النفط هو مصدر الدخل الأول في البلاد حيث تنتج ليبيا حوالي 2 مليون برميل نفط يوميا ، بواقع 2 % من الإنتاج النفطي العالمي ، ويوجد بها احتياطي نفطي يقدر ب 44 مليار برميل نفط . ومعدل إنتاج الغاز الطبيعي الليبي هو 399 بليون قدم 3 وذلك من احتياطي يبلغ نحو 52.7 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي .

سيرة حياة مختصرة للعقيد معمر القذافي

معمر محمد عبدالسلام أبو منيار القذافي ، وهو من قبيله القذاذفه. ولد في 7 حزيران – يونيو عام 1942م في قرية اسمها جهنم بالقرب من ( شعيب الكراعية ) في وادي جارف بمنطقة سرت . أرسله والده إلى مدينة سرت حيث أخذ الابتدائية عام 1956 م . ثم انتقل إلى مدينة سبها في الجنوب . وعاش في حضن امه . تزوج من السيدة فتحية خالد وله منها ابنه البكر محمد القذافي ، ثم طلقها في وقت مبكر وتزوج من السيدة صفية فركاش من مدينة البيضاء ، التي له منها سبعة أبناء . وأكبر أولاده محمد القذافي من زوجته الأولى ويليه سيف الإسلام القذافي من الثانية ويليه الساعدي والمعتصم بالله وسيف العرب و هانيببال والخميس . ابنته الوحيدة هي عائشة القذافي .

سيطرة العقيد معمر القذافي على ليبيا بإنقلاب أبيض
1 / 9 / 1969 – 2011

نفذ العقيد معمر القذافي إنقلابا عسكريا أسماه ثورة على الملك السنوسي ملك المملكة الليبية ( السنوسية ) في 1 / 9 / 1969 ، ولا زال يحكم البلاد منذ ذلك الحين . وعندما غادر الملك الليبي إدريس السنوسي لم يرق قطرة دم واحدة عند حدوث الثورة عليه ، ولم يكن يملك مالا بل ذهب للقاهرة بلا مال ، وأنفق عليه الرئيس المصري جمال عبد الناصر . ولا يعترف الزعيم الليبي معمر القذافي بأنه رئيسا للبلاد بل يسمى نفسه قائد الثورة ( ثورة الفاتح من سبتمبر ) أو الزعيم ويطلق على الحكومة في البلاد ( رئيس اللجنة الشعبية العامة – رئيس الوزراء ) وأمناء اللجان الشعبية كرديف معادل لتسمية وزراء .
وليبيا عضو فاعل وفعال في عدة منظمات وتجمعات إقليمية ودولية بينها منظمة الأمم المتحدة ، الاتحاد الأفريقي ، اتحاد المغرب العربي ، جامعة الدول العربية ، حركة عدم الإنحياز ، منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الدول المصدرة للنفط ( الأوبك ) . وقد تبوأ الزعيم الليبي معمر القذافي رئاسة الإتحاد الإفريقي لعام 2009 ، ويتزعم الآن مؤتمر القمة العربي الذي عقد في مدينة سرت الليبية أواخر آذار 2010 . ويطلق القذافي على نفسه بأنه زعيم عالمي أو أممي .
ويحكم ليبيا العقيد معمر القذافي الذي قام بإنقلاب عسكري ( ثورة بيضاء ) في 1 / 9 / 1969 ، ولا زال يحكم البلاد منذ ذلك التاريخ حتى كتابة هذه السطور ( 24 / 2 / 2011 م ) وبدأت الثورة الشعبية ضده في 17 شباط - فبراير 2011 . ولا يوجد تعددية حزبية في ليبيا إذ أن الحياة الحزبية محظورة وتمنع الحركات والأحزاب السرية من ممارسة نشاطاتها الاجتماعية والسياسية والاعلامية . ولا يسمح بممارسة الحياة السياسية للشعب الليبي إلا عبر ما يسمى ( مؤتمر الشعب الليبي العام ) كحزب سياسي وحيد أوحد علني غير معلن في البلاد .
ويطلق على دولة ليبيا رسميا بعد القضاء على الملكية ، من الثورة الليبية بزعامة القذافي ، وتحويلها من المملكة الليبية إلى جمهورية أو جماهيرية ، اسم ( الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ) ، وفق مراسيم أصدرها الرئيس الليبي معمر القذافي سابقا خلال فترات متباعدة . والسياسة الرسمية العامة الليبية متقلبة المزاج غير مستقرة سواء للأعداء أو الأصدقاء سواء بسواء . وقد دعا القذافي للوحدة القومية العربية وفق المشروع العربي ، حتى عام 1992 ، ثم تحول للمشروع الإفريقي حيث ساهم في إنشاء الإتحاد الإفريقي كوريث لمنظمة الوحدة الإفريقية .






أسباب وعوامل الثورة الشعبية في ليبيا

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)}( القرآن المجيد – الإسراء ) .

على أي حال ، هناك العديد من العوامل والأسباب التي جعلت الشعب العربي الليبي المسلم ، يثور في وجه النظام الليبي الحاكم بزعامة العقيد معمر القذافي ، في 17 شباط – فبراير 2011 ، ومن أهم مقدمات الثورة الشعبية في ليبيا ، ما يلي :
أولا : الإنغلاق الدكتاتوري ومنع الحرية السياسية : فالنظام الليبي الحاكم هو الآمر الناهي في كافة القضايا والميادين العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية وسواها ، منذ 1 أيلول – سبتمبر 1969 ( ثورة القذافي ) وتم منع الأحزاب السياسية وملاحقة الحركات الإسلامية كجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة وغيرها من التيارات الوطنية والقومية .
ثانيا : الاستبداد السياسي وإقتصار حرية التعبير للموالين للنظام الحاكم فجرى تكميم الأفواه وحظر حرية الرأي والتعبير الحر في عهد النظام الظالم الحالي . فالدكتاتورية الفردية والعائلية لقبيلة الزعيم الليبي معمر ، هي صفة متميزة ومميزة في إدارة شؤون البلاد والعباد .
ثالثا : التراجع الاقتصادي الجامع ، وتزايد الدين الخارجي ، وإنتشار البطالة بكثافة غير مسبوقة بين صفوف الشباب الليبي ، فأدى هذا الأمر الجلل إلى الفقر المدقع والحرمان الاجتماعي ، وتأخر سن الزواج سواء للذكور أو الإناث . وتركز الثروة في أيدي ثلة صغيرة من المتنفذين ، والنهب والثراء المالي المخيف حيث تمتلك عائلة القذافي حوالي 80 مليار دولار حسب بعض التقديرات الدولية ، في حين يعيش ملايين المواطنين الليبيين فقراء معذبين في بلادهم الغنية بالنفط .
رابعا : تبني النظام الليبي ( ما يسمى بالنظرية الثالثة ) التي طرحها الزعيم الليبي معمر القذافي في كتابه ( الكتاب الأخضر ) وتغريب المجتمع الليبي عن الإسلام الحقيقي وبث الدكتاتورية وقمع الشعب تحت مسميات غريبة عجيبة .
خامسا : هدر حقوق الإنسان الليبي ، والملاحقة العنيفة للحركات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين ، والجماعة الليبية المقاتلة فحظرت نشاطات الجماعات والأحزاب الدينية الإسلامية الوطنية والقومية على السواء ، وتم الزج بمئات المعارضين في غياهب السجون والمعتقلات الرسمية الظالمة وهرب البعض الآخر ليعش في قارة أوروبا أو أمريكا الشمالية .
سادسا : الحكم الدكتاتوري الليبي ، والتمهيد لتوريث الحكم ، وغياب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية والتركيز على القبائل لتسيير شؤون البلاد بصورة هامشية . وتركز الصلاحيات والسلطات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية ، في أيدي العائلة الحاكمة لآل القذافي وخاصة الزوجة صفية فركاش ( التي تمتلك حوالي 30 مليار دولار ) والأبناء الثمانية . وكذلك لقد ثار الشعب الليبي على التهميد لسياسة توريث الحكم من القذافي الأب لسيف الإسلام القذافي ورفض أسلوب إنتقال الحكم عبر هذه الطريقة الملتوية حسب ما يراه الشعب الليبي والمناداة بالتدوال الانتخابي للسلطة .
سابعا : الاحتقان والغليان الشعبي الاجتماعي والقبلي الليبي مما سبب انتشار اليأس والقنوط والملل من التغيير السياسي والاقتصادي والإعلامي والإلكتروني .
ثامنا : قلة الاهتمام بالتعليم العام ، فهناك نسبة مرتفعة من الأمية بين سكان ليبيا تصل إلى حوالي 20 % خاصة بالنسبة لقطاع المرأة الليبية بنسبة أعلى من ذلك بكثير .
تاسعا : نجاح الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر في تنحية رئيسي البلدين ، الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني – يناير 2011 ، والرئيس المصري حسني مبارك في 11 شباط – فبراير 2011 .
عاشرا : الظروف الدولية المواتية ، بصورة أفضل من الوضع السابق ، سياسيا وإعلاميا ، أكثر من أي وقت مضى ، في تأييد التغيير والإصلاح في الوطن العربي وغيره .

فكل هذه العوامل والأسباب مجتمعة جعلت ثلة من الشعب الليبي لتقدم الصفوف والإعلان يوم الغضب ، كمقدمة للانتفاضة الشعبية الشاملة لتشمل جميع المحافظات الليبية .

تفجير الثورة الشعبية 17 / 2 / 2011

يقول الله السميع العليم جل جلاله : { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .




لقد فجر الثورة الشعبية في ليبيا مجموعة من الشباب الليبي عبر وسائل إعلامية إلكترونية بالدعوة ليوم غضب ثم امتدت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية لتعم مختلف أنحاء البلاد ، وخاصة المناطق الشمالية الساحلية ، من بنغازي ودرنه والجبل الأخضر لتمتد إلى عاصمة البلاد طرابلس لتشمل مختلف ارجاء الجماهيرية الليبية .
فقد نزل وتجمع المتظاهرون في الساحات العامة والشوارع الرئيسية للمطالبة للتغيير والتبديل والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل ، والابتعاد عن النظام الدكتاتوري المستبد منذ أكثر من اربعة عقود زمنية متواصلة . ثم استولى المتظاهرون على العديد من المقرات للأجهزة الأمنية الليبية واللجان الثورية والوزارات ( اللجان الشعبية العليا ) ومزقوا صور الزعيم الليبي معمر القذافي ، ودمروا وأتلفوا النصب التذكارية للكتاب الأخضر في الميادين والشوارع العامة ، وتصدت بعض وحدات الجيش الليبي المنضمة للمحتجين للبلطجية من الكتائب الإفريقية المستجلبة من إفريقيا لضرب المتظاهرين وإطلاق النار عليهم .

أساليب النظام الليبي في التصدي للثورة الشعبية الجديدة

استخدم النظام الليبي ورموزه العديد من الطرق والأساليب الثنائية أو الأحادية ، الترغيبية والترهيبية ، للتصدي للثورة الليبية الجديدة منذ 17 شباط – فبراير 2011 ، ومن أبرز هذه الإجراءات :
أولا سياسية الترغيب :
عبر الوعد بتنفيذ سياسة التغيير والتجديد والإصلاح القانوني والسياسي والاقتصادي والعسكري الشامل . فقدمت هذه الوعود عبر الزعيم الليبي معمر القذافي نفسه ، وابنه سيف الإسلام القذافي عبر الخطابات المتلفزة للشعب الليبي . ولكن هذه السياسة الترغيبية جاءت متأخرة كثيرا بعد حكم استبدادي دام قرابة 42 عاما منذ استيلاء العقيد معمر القذافي على زمام الحكم في البلاد منذ 1 أيلول – سبتمبر 1969 بعد القضاء على مملكة إدريس السنوسي .
ثانيا : سياسة الترهيب :
وهي سياسة وحشية قمعية لجأ لها النظام الليبي ، عبر قمع المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي عليهم برا وبحرا وجوا . فقتل مئات الليبيين ، وجرح آلاف آخرين ، عبر إطلاق النار عليهم ، وقصفهم بقذائف المدفعية ، والبوارج الحربية والطائرات الحربية . فامتلأت شوارع وقرى المدن الليبية الشمالية خاصة بأعداد القتلى والجرحى ، وغصت المشافي بالجرحى ، مما أدى إلى نقص شديد في أسرة المرضى .

نتائج مفصلة في الثورة الليبية الجديدة

هناك العديد من النتائج العادية والطارئة في مجمل مسيرة الانتفاضة أو الثورة الشعبية الليبية المعاصرة ، من أبرزها :
أولا : الإدانه الدولية الكبيرة . حيث عمت حملة واسعة من الإدانة والاستنكار الدولي للسياسة القمعية الرسمية الليبية ضد المواطنين العزل الذين يطالبون بالتغيير والإصلاح الشامل وعدم الإبقاء على الحكم المستبد المتمثل بنظام العقيد معمر القذافي .
ثانيا : إستيلاء المتظاهرين على الكثير من المعسكرات وحمل بعض المجموعات المدربة من المحتجين للسلاح لمواجهة ( الكتائب الإفريقية ) المجلوبة من المرتزقة من خارج ليبيا لقمع المتظاهرين .
ثالثا : الاستقالات الجماعية من الجيش والحكومة الليبية بعد إندلاع الانتفاضة الشعبية . فقد استقال وزير الداخلية عبد الفتاح يونس العبيدي ، من الحرس القديم ، اقرب المقربين للرئيس الليبي معمر القذافي ، خلال الأسبوع الأول من الانتفاضة الشعبية في ليبيا . وكذلك استقال وزير العدل بسبب رفض القذافي الإفراج عن المعتقلين والسجناء السياسيين في السجون ، وانضمت بعض كتائب الجيش للثوار المدنيين ، حيث رفضت الكثير من وحدات الجيش الليبي البرية والجوية والبحرية الإنصياع لأوامر العقيد معمر القذافي وقذف المواطنين المحتجين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة لدك البيوت والأحياء .
رابعا : فرار بعض الطيارين من رتب عسكرية رفيعة ، إلى مالطا بعدما رفضوا تنفيذ أوامر القذافي بقصف المتظاهرين عبر الجو بالطائرات الحربية الليبية .
على العموم ، لقد أدت سياسة الترهيب القاتلة التي استخدمها النظام الدكتاتوري الليبي ، ضد المحتجين والمتظاهرين المدنيين سلميا ، إلى إدانه واستنكار دولي شديدتين ، عكس نفسه على استقالة العديد من الرسميين الليبيين في الجيش والحكومة والسفارات والقنصليات الليبية في مختلف العواصم الأجنبية في الهند والصين وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها ، مما ساهم في تأجيج نيران الثورة الشعبية والتسريع في إنهاء الحكم الدكتاتوري في ليبيا .






كُتب القذافي .. الأخضر والأبيض والأحمر .. وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ

يقول الله ذو الجلال والإكرام جل شأنه : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) }( القرآن المجيد – الإسراء ) .

المعروف عن الزعيم الليبي معمر القذافي إعداده وتأليفه ثلاثة كتب : الأخضر والأبيض بالإضافة للكتاب الفعلي الأحمر الثالث ، وذلك كما يلي :
الأول : الكتاب الأخضر : لونه أخضر ، بلون العلم الليبي ، ألفه معمر القذافي عام 1975 ، وجعله كتابا مقدسا للشعب الليبي ، وفرض تداوله في المدارس والجامعات والبيوت والشعبيات . ويتألف الكتاب الأخضر من ثلاثة فصول هي : الفصل الاول : المجال السياسي ويتناول فيه مشاكل السياسة والسلطة في المجتمع ( أداة الحكم ، المجالس النيابية ، الحزب ، الطبقة ، الاستفتاء ، المؤتمرات واللجان الشعبية ، شريعة الشعب ، الصحافة ) . والفصل الثاني : المجال الاقتصادي ( النظرية العالمية الثالثة ) لتمييزها عن الأنظمة الراسمالية والإشتراكية في العالم ، فيه حلول المشاكل الاقتصادية التاريخية بين العامل ورب العمل . والفصل الثالث : المجال الاجتماعي وفيه طروحات عن الأسرة ، القبيلة ، الأمة ، والمراة والثقافة والأقليات ومنهم السود الذين سيسودون العالم ، والتعليم والألحان والفنون والرياضة والفروسية والعروض .
الثاني : الكتاب الأبيض : تم تنظيم ورشة عمل لتدارس الكتاب الأبيض في جنيف في أواخر حزيران 2004 ، لحل قضية فلسطين ( قضية الشرق الأوسط المزمنة ) لإنشاء الدولة الديموقراطية الواحدة في فلسطين ( إسرائيل ) ، وتجنب العنف والخراب والدمار ، وإيجاد ما أطلق عليه ( حل عادل ونهائي للعرب واليهود ) عبر ما أطلق عليه ( دولة إسراطين ) بإنخراط الفلسطينيين واليهود في دولة موحدة ، بنظام حكم واحد ، وعودة اللاجئين الفلسطينيين لمواطنهم الأصلية ، ثم دخول ( دولة إسراطين ) كعضو في جامعة الدول العربية . ولون غلاف هذا الكتاب هو باللون الأبيض في وسطة خريطة فلسطين وضع عليها مصطلح ( إسراطين ) . والكتاب الأبيض هو لتحقيق السلام في ربوع الدولة الشرق الأوسطية الجديدة ( إسراطين ) الغريبة الأطوار والمنطلقات الفكرية والسياسية والتاريخية . ويبدو أن القذافي تأثر من الإنقلاب الأبيض عام 1969 عند استيلائه على السلطة في ليبيا . وهذا الكتاب رفضه العرب والمسلمون جملة وتفصيلا ولم يعره شعب فلسطين أي أهمية تذكر وهاجمه قادة الكيان الصهيوني كذلك ، وكل له منطلقاته وأسبابه .
الثالث : الكتاب الأحمر : وهو كتاب بلا غلاف حقيقي ، ولكن غلافه الفعلي هو لون الدم الأحمر القاني ، وهو الكتاب المخفي الذي نفذه فعليا بسفك دماء آلاف الليبيين بين قتيل وجريح ، بالانتفاضة الشعبية الجديدة المعاصرة منذ 17 شباط – فبراير 2011 . فالكتاب الأحمر إنعكاسا للقمع والإعدام الميداني العسكري الرسمي ، الذي جعل الدماء الليبية الزكية تسيل بغزارة في البيوت والشوارع والطرقات بالقصف البري والجوي والبحري بالأسلحة الثقيلة والخفيفة على السواء . فقد عاثت ( كتائب القذافي ) البلطجية الدموية ترويعا وفسادا وإفسادا في البلاد وأرهبت العباد . وبهذا فإن الكتاب الأحمر للزعيم الديكتاتوري الليبي معمر القذافي ، بصفحاته وكلماته وعباراته وفقراته الدموية الحمراء ، غير مرغوب فيه وفي صاحبه . فهو كتاب دموي أدان فصوله الحمراء ابناء الشعب الليبي العظيم ، الثائر على الظلم والطغيان والدكتاتورية والعنجهية الملتوية البعيدة عن الحق والعدل والعدالة والحرية وتضامن معهم أصحاب الحرية والاستقلال والتخلص من التسلط والهيمنة غير القانونية البعيدة عن الرسالة الإسلامية العظمى .
فقد صدرت بعض الفتاوى الدينية الإسلامية ، التي تهدر دم العقيد معمر القذافي ( البالغ من العمر 68 عاما ) ، كما فعل الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين وطلب من الجيش الليبي إنهاء شر القذافي وإراحة الشعب الليبي منه . وطالب عشرات العلماء المسلمين في ليبيا بإنهاء حكم العقيد معمر القذافي ومواصلة الانتفاضة الشعبية للتخلص من الديكتاتور المتعجرف .

هيمنة عائلة القذافي على ليبيا .. وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى

يقول الله الغني الحميد تبارك وتعالى : { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) }( القرآن المجيد – سبأ ) .

سيطر الزعيم الليبي معمر القذافي على زمام الأمور كافة في ليبيا باستخدام الجيش الليبي وزعماء القبائل الليبية المتنفذة ، والمرتزقة الأجانب الإفارقة لتمكينه من تشديد القضبة الحديدية على خيرات ومقدرات الشعب ، منذ 1 ايلول 1969 حتى كتابة هذه السطور ( 24 / 2 / 2011 ) ، وبذلك فإنه يعتبر أقدم رئيس عربي وعالمي قاطبة بالوقت الحالي . ومن أطواره الغريبة العجيبة أنه يتخذ من الفتيات الليبيات حارسات له .
وفيما يلي أهم المناصب التي تقلدتها عائلة معمر القذافي التي تمتلك حوالي 80 مليار دولار ، منها 30 مليار دولار لزوجته صفية ، و5 مليارات دولارات لكل ابن من ابنائه ، وفقا لبعض التقديرات والإحصاءات العالمية ، خلال الفترة السابقة :
أولا : زوجة معمر القذافي ( صفية فركاش – القذافي ) تمتلك حوالي 30 مليار دولار . بالإضافة ل 20 طن من سبائك الذهب كما أشارت بعض التقارير الإعلامية على الانترنت .
ثانيا : محمد معمر القذافي : الابن البكر ، وهو من زوجة القذافي الأولى ( فتحية نوري خالد – التي طلقها القذافي ) . يسيطر على شركة المشروبات الغزية الليبية بنسبة 40 % . ويدير شؤون الاتصالات السلكية واللاسلكية .
ثالثا : سيف الإسلام معمر القذافي : النائب الفعلي لأبيه في إدارة شؤون ليبيا . وهو مهندس من حملة درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من لندن ، وذو أملاك وأطيان عالمية ، ويدير قناة تلفزيونية فضائية مركزها لندن .
رابعا : الساعدي معمر القذافي ، ترأس الاتحاد الليبي لكرة القدم . يمتلك امتيازات تجارية خاصة ، وله وحدة عسكرية خاصة ، ويمتلك شركة إنتاج تلفزيوني .
خامسا : معتصم معمر القذافي ، مستشار أبيه للأمن القومي الليبي ، طلب مبلغ 1.2 مليار دولار لإنشاء فرقة أمنية خاصة أسوة بأخيه خميس .
سادسا : هنيبعل معمر القذافي : تسبب بأزمة دبلوماسية وسياسية عام 2009 بين ليبيا وسويسرا لضربه خادمه في أحد الفنادق .
سابعا : خميس معمر القذافي ، قائد لواء خميس ( المسمى باسمه ) ، وهو وحدة عسكرية خاصة ، فهو قائد الوحدات الخاصة ( الكتيبة 32 ) .
ثامنا : سيف العرب – يعيش في ميونخ بألمانيا ، ويقضي وقته في الحفلات والسهرات .
تاسعا : عائشة معمر القذافي : تترأس جمعية القذافي للأعمال الخيرية ، استدعي المغني العالمي( ليونيل ريتشي ) ، لإحياء حفلة زواجها من الضابط الليبي ( أحمد القذافي القحصي ) .
هذا عدا عن أبناء قبيلة القذافي التي ساعدت في نهب البلاد الليبية ، وأغرقتها في الفساد المالي والأمني والاقتصادي .
وبناء عليه ، فقد عَمرَ الزعيم الليبي معمر القذافي 42 عاما في زعامة ليبيا ، بلا انتخابات أو تغيير أو إصلاح سياسي عصري ، وحانت ساعة الأفول والرحيل والمغادرة بعد أن أمهله الله سبحانه وتعالى ، أربعة عقود زمنية ليلتحق بزميليه الطاغيتين زين العابدين بن علي وحسني مبارك ، فأزفت ساعة الرحيل للخروج مذموما مدحورا مخذولا ، لظلمه وتجبره في أبناء الشعب الليبي ، بالقمع وسد الأفق السياسي ، والاقتصادي والاجتماعي ، والتعدي على الحرية الدينية الإسلامية ، وحظر الحرية والمشاركة السياسية الحقيقية الفعالة ، فغضبت القبائل ، وتصدى له الشباب الليبي فتفجرت الانتفاضة الشعبية الليبية لتثور على نظام الشعبيات الليبية غير السوية ، فكانت ثورة شباطية ، ألقت بثقلها الجماهيري لإزالة الظلم والطغيان الرسمي الحكومين ، فاتحدت القبائل مع بعضها لإزالة كابوس الحكم الماثل للعيان .


الزعيم الليبي معمر القذافي


هل سيذهب الزعيم الليبي معمر القذافي من جهنم إلى جهنم ؟

ولد معمر القذافي في بلدة جهنم ، عام 1942 ، وبهذا يبلغ عمره 68 عاما ، قضى معظمها في تسلم زمام الحكم الدائم بلا انتخابات رئاسية أو حزبية أو قبلية او برلمانية أو محلية . وثار الشعب الليبي على نظام حكم القذافي ، بعد أن تفجرت الثورتين التونسية والمصرية وخلعت زين العابدين بن علي عن سدة الرئاسة التونسية وحكم حسني مبارك عن الرئاسة المصرية ، فاستلهم الشباب الليبي فكرة الثورة من الشباب التونسي والمصري لتنحية الطاغية الكبير في وطنهم . وقد استخدمت عائلة معمر القذافي كافة الأساليب الشيطانية للإمساك بزمام الحكم في البلاد الليبية ، كان آخرها استعمال الأسلحة الثقيلة لقمع المحتجين الليبيين المطالبين بإسقاط النظام التعسفي الظالم .
ونهاية الزعيم الليبي معمر القذافي ستكون ضمن عدة خيارات أو سيناريوهات من أهمها :
أولا : التنحي السلمي والاستقالة من رئاسة ليبيا ( من منصب قائد الثورة ) وتولي شخصية أخرى زمام الحكم . وهو إحتمال لا يتمتع بنسبة عالية من بين الخيارات المطروحة ولكنه وارد بشكل بسيط جدا .
ثانيا : الموت أو القتل من جمع المتظاهرين بإلقاء القبض على معمر القذافي وسحله في الشوارع العامة خلف دبابة أو سيارة مدنية أو عسكرية . أو بالوفاة الطبيعية الطارئة .
ثالثا : الأسر والمحاكمة العسكرية الميدانية أو القانونية كمجرم حرب قتل آلاف الليبيين ، وجرح عشرات الآلاف منهم ، وأسر وعذب عشرات الالاف خلال سني حكمه الطاغي .
رابعا : الخروج والهروب القسري لخارج البلاد إلى إحدى الدول الإفريقية أو فنزويلا أو البرازيل كما تردد مؤخرا .
ترى ، ما جزاء الزعيم الليبي معمر القذافي ، في أي صورة من الصور ، في حياته الدنيوية والأخروية ، فهل سيذهب من جهنم الدنيا لجهنم الآخرة ؟ الله العلي العظيم تبارك وتعالى أعلى وأعلم فهو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، وهو شديد العقاب ذو انتقام وهو الرحمن الرحيم في الآن ذاته .


الثورة الشعبية الخضراء ضد الكتاب العسكري الأحمر

يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) }( القرآن المجيد – النساء ) .

الشعب العربي المسلم في ليبيا ، صاحب النخوة والشجاعة والعزة والإقدام ، والإرادة والعزيمة القوية ، يصنع الثورة الجديدة ، ثورة يلمية مدنية خضراء يانعة ، ضد الكتاب الأحمر للدكتاتور معمر القذافي وأعوانه الظلاميين ، الذي جعل من الدماء الحمراء للقتلى البرياء ، في أرض ليبيا العزيزة بساطا أحمر يمر عليه بدباباته القذرة ، للبقاء طيلة حياته الجهنمية الدنيوية ، جاثما فوق صدر الشعب خانقا أنفاسه الطبيعية ، ولكن مهلا فسوف تتحول هذه الطائرات الحربية والبوارج العسكرية والدبابات القاتلة التي تمر على أجساد المؤمنين وتقصفهم بالقذائف المدفعية والصواريخ ، للصالح الليبي العام ، للدفاع عن الأمتين العربية والإسلامية غدا ، فالغد والمستقبل المشرق للعرب والمسلمين في جميع أنحاء الكرة الأرضية ، فالقرن الحالي ، الحادي والعشرين هو القرن الإسلامي بامتياز .
فالشعب المسلم العربي الليبي المجاهد بثورته الشعبية العملاقة ، يجاهد ضد الظلم والظلام ، فهذه سنة الله في خلقه ، وفق مبادئ الإمهال الإلهي وعدم الاستعجال ، فدوام الحال من المحال ، فهذا مصير الدكتاتورية والقهر السياسي والاجتماعي والاستغلال الاقتصادي ، إلى زوال .. ورياح التغيير والمد الشعبي الثوري هبت بدرجة عالية من السرعة في تونس ومصر ثم ليبيا من بلدان الوطن العربي الكبير عامة ، وربما ستلحقها سياسة التغيير والتبديل والإصلاح في الوطن الإسلامي الأكبر ، والكرة الأرضية برمتها من أقصاها إلى أقصاها وكل الحكام أو الأنظمة السياسية المستبدة تسعى لإطالة عمرها السياسي الزمني الافتراضي لفترات طويلة ، للحفاظ على الامتيازات والمكتسبات الذاتية والعامة ومنع حصول التغييرات الجذرية ، والإدعاء بأنها الصواب بل الأصوب والأجدى لشعوبها ، متنكرة لإرداة الشعب . وتأتي عملية الترميم والإصلاح والتغيير في مقاليد الحكم بعدما بلغ السيل الزبى ، وامتدت الثورة أو الانتفاضة الشعبية لحالة متقدمة عند نقطة اللاعودة إلا بتحقيق المطالب العامة والوطنية على المستوى العام المتأخرة ، وهذه الصحوة غير الصحية ، للنظام الحاكم عندما تأتي متأخرة فلن تكون مفيدة ، على الإطلاق ، ولن يجني منها أصحابها اي ثمار عاجلة أو آجلة ، بل ستكون نهاية النظام الحاكم والفرد المستبد مخزية ومدوية في مختلف أنحاء العالم ، وسرعان ما يقفز الأتباع والأصدقاء والحلفاء من السفينة الغارقة في أتون الثورة الشعبية في اللحظات الأخيرة لإنقاذ أنفسهم من الملاحقات الثورية الآتية لا ريب فيها .
ولا بد من التأكيد المرة تلو المرة حتى المرة الألف ، أن كافة الأنظمة الشمولية القائمة على الظلم والدكتاتورية ستكون ساعة زوالها قريبة بصورة حتمية لا ريب فيها ، مهما امتدت خطوطها وتشعباتها غير السوية ، فالنظام القائم على العدل الدائم ديمومته أطول ، وأما النظام والحكم الظالم فإلى زوال حتمي وإن طالت به الأيام والعقود الزمنية .
لقد ثار الشعب الليبي ، ثورته الخلاقة الجديدة ، بوسائل تقليدية وعصرية متقدمة ، للتخلص من الهيمنة العائلية المستندة إلى الدكتاتورية العوجاء العرجاء والقمع والاستحواذ الاقتصادي والسياسي والعسكري . فساعة زوال النظام الليبي أصبحت أن لم تكن أضحت أو أظهرت أو أعصرت ثم أمست قريبة قاب قوسين او أدنى ، بعد المجازر الرهيبة بحق الشعب الليبي الذي استولى على عشرات آلاف قطع السلاح وحرق العديد من الدبابات التي هاجمته بوحشية مفرطة ، التي حاولت قمعه وثنيه عن مطالبة وحقوقه الشرعية المقرة في كافة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية الأرضية .

كلمة طيبة خضراء أخيرة

يقول الله العلي العظيم عز وجل : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94) وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) }( القرآن المجيد – الأنبياء ) .

وأخيرا ، لقد ضاق الشعب المسلم العربي الليبي ذرعا بالكتاب الأخضر ، طيلة 36 عاما ( 1975 – 2011 ) ، الذي جفت تعاليمه بجفاف حبره ، فلتوزع ثروات النفط الليبي وفق أسس وقواعد العدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية ، على جميع أفراد الشعب الليبي ، وليأخذ كل مواطن صغيرا أو كبيرا ، ذكرا أو أنثى ، حقه الحقيق ونصيبة المعنوي والمادي العادل الدقيق ، دونما لف أو دوران أو مواربة تلفيق . ولتنزع سياسة الاستغوال الاقتصادي والسياسي والعسكري عن كاهل الشعب الليبي العظيم الذي انتفض وثار في وجه الكتب القذافية كلها : الكتاب الأخضر فالكتاب الأبيض ثم الكتاب الأحمر ، ليعيد تأكيد وتجديد إلتزامه بالإسلام العظيم ، وبالقرآن المجيد ( الدستور الرباني القويم ) وليذهب الاقطاع الاقتصادي الجديد إلى جهنم وبئس المأوى . وليزول الإرهاب والقمع والاستهتار والاستهزاء ضد الشعب الليبي إلى غير رجعة ، وليعم السلام والوئام والاستقرار والطمأنينة والأمن والأمان الشامل ربوع البلاد الليبية بجهاتها الأربع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، لينعم الجميع بخيرات وطنه دونما إبطاء . وليفرح النهر الصناعي العظيم في ليبيا الجديدة القائمة على العدل والعدالة الشاملة ، بعيدا عن الجدب والقحط البشري وتجنب الجذب الاقتصادي الغربي .
فاصبروا وصابروا ورابطو ، يا أهل ليبيا المجد والعزة والكرامة ، يا حملة وحفظة القرآن المجيد ، من المخلصين الأوفياء الأتقياء ، ولتحافظوا على أرضكم الطيبة المباركة بالوحدة البعيدة عن الطائفية والعصبيات القبلية المهلكة للبلاد والعباد على السواء . وملامح النصر تبدو في الأفق قريبة التحقيق والتطبيق إن شاء الله العزيز الحكيم الذي سيعز ويكرم الشعب الليبي ويدمر الظالمين وأعوانهم . ولتبدأ عملية التعمير والتغيير والإصلاح الإسلامية ، ولتتجهوا نحو الحياة الإسلامية المباركة الطيبة ، بعيدا عن الإتكالية والتعبية الأجنبية ، ولتأخذ ليبيا العربية المسلمة ، دورها الطليعي في التطوير والإزدهار ضمن لواء الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين في مقدمة الأمتين العربية والإسلامية . وإلى الأمام نحو الحرية والكرامة الشخصية والقومية والإسلامية والإنسانية في ليبيا العزيزة لجميع أفراد الشعب الليبي الشقيق . ولتدعم الثورة الجذرية في جميع أنحاء قارات العالم ما بين المشرق والمغرب ليعيش العالم كله بسلام ووئام ورخاء .

ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وختامه مسك ، ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .





__________________


السبت، 12 فبراير 2011

إسقاط الفرعون المصري الجديد حسني مبارك .. فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى

إسقاط الفرعون المصري الجديد حسني مبارك ..
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) }( القرآن المجيد – الفجر ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .





استهلال

اليوم السبت ، 12 شباط – فبراير 2011 م ، الموافق لليوم التاسع عشر لإندلاع الثورة الشعبية المصرية في بلاد النيل الكريمة ، ( مصر المباركة بلا مبارك ) .. الاحتفال بالعرس الوطني الكبير في أرض الكنانة العزيزة .. وهو اليوم الأول بعد استقالة وتنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن منصب الرائاسة في جمهورية مصر العربية ، الذي توج نفسه فرعونا طيلة فترة حكمه الممتد ما بين 6 / 10 / 1981 – 11 / 2 / 2011 م ، بعد إغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات أثناء الاحتفال بذكرى السادس من تشرين الأول - اكتوبر 1973 – 1981 ، بمعنى تواصل الحكم 29 عاما وأربعة شهور ، أو كما أطلق على فترة عمله بالقطاع الحكومي المصري ، وخاصة القطاع العسكري ، بعمله وحكمه الممتد 62 عاما .
نعم لقد سقط حكم الفرعون المصري الجديد حسني مبارك ، سقوطا مروعا مدهشا في أيام معدودات ، عبر إسقاطه قسريا من جموع الثورة الشعبية المصرية التي نادت بخلعه فعليا ما بين 25 كانون الثاني – يناير 2011 حتى 11 شباط – فبراير 2011 ، عبر تنظيم فعاليات المظاهرات والمسيرات المليونية الهائلة في شتى أنحاء مصر ، أرض الكنانة ، مصر العربية الإسلامية المجيدة ، بمسلميها ومسيحيها ، بشعبها الأبي البالغ عدده 84 مليون إنسان ، الذي ثار وانتفض على الظلم والظلام لينير دربه بالنور المتوهج القادم من أعماق الشعب .
وفي هذه المناسبة العزيزة على كل مصري ، ( مصر بلا الفرعون حسني مبارك ) قدم فيها الشعب المصري الأبي ، طيلة 18 يوما متواصلة ، تضحيات جسام من أبنائه البررة ووقته وماله وعذاباته ، في سبيل الخلاص الوطني والحرية الخضراء اليانعة ، والخروج من عنق الزجاجة الفرعونية التي ضغطه بها فرعون مصر الجديد حسسني مبارك ، الذي ولى وإندحر إلى غير رجعة بفعل قوى الشعب الثائرة وتحدي الشباب الثائر المصمم على إزالة الغمة وهزيمة الفرعونية الجديدة ، فثارت جموع الشباب والأطفال وكبار السن ، من الذكور والأناث ، بالأجيال الثلاثة الجد والابن والحفيد ، على الفرعونية الجديدة التي عاثت في أرض مصر فسادا وإفسادا بالاستهتار والاستهزاء بأبناء الشعب المصري الكريم ، فجاء الرد الشافي والكافي بانتصار الثورة وهزيمة الاستكبار الفرعوني المدعوم من الإمبراطورية الأمريكية الشريرة والكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة .
لقد هبت رياح التغيير على الواقع الفاسد في مصر ، وقبلها في تونس ، وبعدها إلى مناطق جديدة ، في قلب الوطن العربي ، تبقى في علم الغيب لدى الله عالم الغيب والشهادة ، ناصر المستضعفين في الأرض ، ومهلك الظالمين إلى الأبد . فالشعب العربي بأمته المجيدة سيأخذ زمام المبادرة لإنهاء حقبة من الترنح والتقهقر والتراجع والاستعمار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإعلامي ، توطئة للدخول بمرحلة وعهد ثوري جديد ، ينهي الاستغلال الاجتماعي والقهر الاقتصادي والتلون السياسي والقمع العسكري ، للدخول في مدخل صدق جديد والخروج الشريف المشرف إلى مخرج صدق كبير .
لقد باد وإنتهى عهد النظام المصري الحاكم ، وانتهى عهد الحزب الوطني الديموقراطي الظالم ، الذي نشر الإنحلال الاجتماعي والاحتكار الاقتصادي والذل العسكري للشعب والأمة العربية المجيدة ، كون مصر هي قائدة هذه الأمة من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي ، لتستعيد المبادرة العربية المجيدة ، لعل وعسى أن يصلح الله ذو الجلال والإكرام جل جلاله ، حال هذه الأمة ، خير أمة أخرجت للناس لنشر العدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية بين جميع أبناء مصر خاصة وبين جميع أبناء الأمة العربية عامة في الوطن العربي الكبير تمهيدا للارتقاء بالعدل الشامل في الوطن الإسلامي الأكبر والعالم الأوسع أجمع .
ولا بد من القول ، إن إنتصار الثورة الشعبية المصرية ، برحيل الطاغية حسني مبارك ، وزمرته الفاسدة ، والتمهيد لعهد عربي جديد ، هو بداية التغيير الإيجابي في الحياة المصرية والعربية في شتى المجالات والميادين الحياتية العامة والخاصة . فبعد انتصار الثورة الشعبية المصرية لا بد من إعادة تنظيم الأوضاع الداخلية بالجهادين الأصغر والأكبر ، وإتاحة الحرية والتعبير عن الرأي ، بعيدا عن القمع العسكري والأمني ، والتبجح الشخصي والدكتاتورية الفردية لتحل محلها مبادئ الشورى الإسلامية ، والتكافل الاجتماعي والتكامل الاقتصادي ، القائمة على الكرامة والحرية والعدل والابتعاد عن الفظاظة ثم التوكل على الله العزيز الحكيم ، والمسارعة لتحكيم القرآن المجيد والشريعة الإسلامية الغراء بين الناس .
يقول الله السميع العليم عز وجل : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}( القرآن المجيد – الأنعام ) .





الفرعون المصري حسني مبارك .. ( مصر حرة .. وحسني مبارك بره )

يقول الله الواحد القهار عز وجل : { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) }( القرآن المجيد الحشر ) .
لقد عاش الشعب العربي المصري المجيد ، تحت حالة الطوارئ بشكل غير رشيد ، بحكم دكتاتوري شديد ودعم أمريكي وأوروبي صليبي - صهيوني أكيد ، حالة بائسة بعيدا عن الحرية الشخصية والعامة ، فكل من كان يعارض النظام الفرعوني من أحرار مصر ، من الإسلاميين والقوميين والوطنيين ، يعتقل ويعذب ويسجن ، ويلقى به نسيا منسيا ، في غياهب السجون اللئيمة الظالمة ، لقتل الروح والجسد معا ، ولما بلغ السيل الزبى ، ثار الشعب وانتهر الطاغية ، فدارات عجلات التاريخ المصري والعالمي بسرعة باتجاه الأمام لتنهي مسيرة ظالمة امتدت حوالي ثلاثة عقود من الزمن تولى خلالها الفرعون حسني مبارك سدة الحكم ، آمرا ناهيا ، وفق مشيئته البعيدة عن الرسالة الإسلامية العظمى الداعية للعدل والعدالة بين جميع الناس وعدم الاستخفاف بعقولهم .
وها هي نهاية الفرعون الظالم حسني مبارك ، جاءت كلمح البصر ، فتهاوى شخصه ونظامه كبيت العنكبوت الهش ، أمام جموع الشعب الثائرة ، وكأن شيئا لم يكن ، فالفعل الثوري أنهى سنوات الظلام الفرعونية بثورة سلمية مدنية بعيدة عن سفك الدماء والتفجير والتفجيرات ، فما كان من الطاغية إلا أن توسل للشعب للبقاء في سدة الرئاسة لإشباع غروره وعنجيته ، فرفض الشعب رفضا قطعيا منادين ومرددين ( باطل .. باطل .. حكم مبارك باطل ) .. فاصبح حكمه زائل ، فهرب بجلده مذموما مخذولا ، وهذا هو آخر استفتاء شعبي عفوي صادق بنسبة عالية جدا غير الاستفتاءات الصورية المزيفة المزورة التي أجرها النظام الدكتاتوري في الفترة الأخيرة لمجلسي الشعب والشورى كل على حدة ، فجاءت نتيجة الاستفتاء الشعبي الميداني أمام وسائل الإعلام المختلفة ، بلا لجنة إشراف انتخابية عليا لتدير الحلة الانتخابية والترشح والفرز ، فنعم هذا الاستفتاء ونعمت النتيجة الحتمية المدوية في الآفاق الإعلامية والسياسية والدبلوماسية مصريا وعربيا وإسلاميا وإقليميا وقاريا وعالميا فزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وأحق الله الحق العدل العادل بكلماته الطبيبة الجليلة ليرحل الفرعون المستبد وزلمه وأعوانه وبطانته غير الطيبة . وليرحل أعوان الإمبراطورية الأمريكية الصليبية الظالمة ، وليخسأ دعاة الباطل أينما كانوا وحيثا حلوا وليتبوأ أهل الاختصاص والإخلاص زمام الأمور في مصر الأبية المنتصرة على البغي والظلم والظلام بنور الثورة الشعبية المنتصرة بقدرة إلهية .

الفرعون الجديد .. استخف حزبه فأطاعوه

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ جل جلاله : { وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}( القرآن المجيد – الزخرف ) .




لقد إنتهت حقبة من الحقب التاريخية في مصر والوطن العربي ، برحيل النظام المصري غير المبارك بزعامة حسني مبارك ، بانتظار الفجر الجديد المستند للعدل والقوة الشعبية لا العسكرية المرعبة ، وهذه الهزيمة الحتمية للنظام الفرعوني الجديد في مصر الأبية ، سيكون لها صداها الداخلي والعالمي ، وستؤتي أكلها في كل حين قادم ، نحو الحياة الفضلى المثلى ، ليقول كل شخص رأيه بصراحة ، والتخلص من نير الاستعمار السياسي والاقتصادي الجديد ، بعيدا عن الأوامر العسكرية الاستبدادية الدكتاتورية ، والانطلاق الرحب نحو الحرية بعد أن ضاقت الأرض بما رحبت بشعب مصر العربي الأصيل .
لقد استخف الفرعون المصري الجديد حزبه فأطاعوه ، فلجأ إلى التمديد لولايته عدة مرات ، وكان يستعد لولاية جديدة أو لتوريث الحكم لابنه ، وأصدر أوامره بالتزييف والتزوير في الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى ، وزج بعشرات آلاف المواطنين بالسجون النتنة ، وجعل حياة المصريين متعبة ، مقهورة ، نحيلة تعاني الأمرين من الدكتاتورية والاستبداد الظالم والإنسداد السياسي ، فهوى في الهاوية الأولى ، والمعركة الشعبية الحقيقية ، ولات حين مناص ..





الفرعون المصري حسني مبارك .. وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ .. والشعب يريد تغيير النظام

لقد نهب النظام الفرعوني كشخص وعائلة وزمره وحزب ، خيرات ومقدرات مصر والشعب المصري البسيط ، طيلة حوالي ثلاثة عقود عجاف ، فبلغت ممتلكات أسرة الفرعون حسني مبارك حوالي 70 مليار دولار ، وكدس أعوانه المليارات المسروقه من قوت الشعب المصري الفطن ، ذاق فيها أبناء الشعب المصري شظف العيش ، والملاحقة الأمنية ، والعذاب والتعذيب المباشر وغير المباشر ، واكتوى بظل البطالة البائسة ، والأزمة الاقتصادية المتردية ، بينما عاشت زمرة فاسدة بخيرات البلد ، وأغضمت عيونها عن حالة البؤس والفقر والتلوي بين صفوف الشعب المصري العظيم الذي قلب مكتب الرئاسة الفرعونية على رأس الفرعون المستبد الذي حكم البلاد بالحديد والنار ، فهرب رأس النظام مجبرا مقهرا مذموما مدحورا ، فلم تنفعه سطوته ولم ينفعه ماله ، فخرج بالتوبيخ ورفع الأحذية في وجهه ، من لملايين المصريين في ميدان التحرير وغيره من الشوارع في القاهرة وفي شتى المدن والقرى المصرية أثناء خطابه الأخير مساء الخميس 10 شباط – فبراير 2011 ، فالحذاء كان شعرا للمرحلة الأخيرة من ساعات النظام الفرعوني البائد .



لقد ردد الفرعون المصري حسني مبارك وأعوانه ، الأقاويل الإعلامية وبث الشائعات الاجتماعية عن التغيير والإصلاح في أواخر ايام حياته ، بتغيير الحكومة المصرية ، وتبديل وجوه مكتب أمانة الحزب الوطني الديموقراطي ، والإدعاء برفع رواتب العاملين بالقطاعين المدني والعسكري الحكوميين بنسبة 15 % ، والدعوة لتغيير وتعديل 6 مواد من الدستور المجحف الذي فصله الفرعون المصري سابقا على مقاسه بالتمام والكمال ، وغيرها من الهرطقات الأخيرة لإنقاذ النظام المتهاوي ، ولكن ذلك جاء في ساعة متأخرة لعقارب التغيير الشامل باتجاه الحرية الحلوه والطيبة المذاق والطعم والرائحة الزكية . وحاول الفرعون الأول والأخير من آل مبارك ، التمسك بكرسي الرئاسة حتى آخر رمق من حياته السياسية ، ولكن هيهات .. هيهات ، فلم يصدقه الشعب المصري ، ولم يقبل التلون والتلوين الأخير بلون الحرباء الزاحفة ، الذي تغير لون جلدها في كل بيئة جديدة لتعيش في كنفها ، فحاول النظام الفرعوني لبس ثياب الديوقراطية والحرية والتغيير والإصلاح والتجديد ، ولكن سياسة الزحف الجديد للفراعنة الجدد لم تجد نفعا فسقط بل أسقط الفرعون المصري وأسقط نظامه ، وإنكشفت عورته المخزية ، ونال نصيبه من الفضائح على مستوى العالم ، عبر ترديد النشيد الوطني المصري ( بلادي بلادي بلادي .. موطني ) .. وعبارات خالدة ( الشعب يريد تغيير النظام ) لهجت بها حناجر وألسنة ملايين الأشخاص الشرفاء الأحرار من أبناء الثورة الشعبية من شتى الأطياف المصرية القومية والوطنية والإسلامية .
راجين المزيد من التقدم والرقي والازدهار للشعب المصري الشقيق كشعب حر من الأحرار ، بحكومة توافق وطني شاملة ، ورئاسة منتخبة واعية ، بعيدا عن الفتن والتشنجات الحزبية والقبلية .
يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210) }( القرآن المجيد – البقرة ) .



التنبؤ بسقوط النظام الفرعوني في مصر بعد الانتخابات البرلمانية المزيفة

بالاستناد للمعطيات والمقدمات والأرقام ، لقد تنبأت أنا شخصيا بالثورة الشعبية المصرية ورحيل النظام الفرعوني الهالك ، قبل حلول الثورة الشعبية المصرية بأسابيع طويلة ، حيث كتبت دراسة تحليلية ، مطولة بعنوان " إنتخابات مجلس الشعب المصري 2010 .. بيانات وأرقام .. معطيات ونتائج " د. كمال إبراهيم علاونه . ونشر في العديد من المواقع والشبكات الإلكترونية على الانترنت ، في 10 / 12 / 2010 ، اي قبل إندلاع شرارة الثورة الشعبية المصرية ب 46 يوما وانتصارها في 11 شباط 2011 بشهرين وهذا من فضل ربي : { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}( القرآن المجيد – يوسف ) .
وهذا خلاصة ما قلته وكتبته حرفيا قبل إندحار الظلم وانتظار المظلومين بأرض الكنانة : " فإن مرحلة ما بعد انتخابات مجلس الشعب المصري لعام 2010 لدورة انتخابية مدتها خمس سنوات ، ستكون مرحلة سوداء قاتمة ، على الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم ، الظالم لشعبه وأمته ، بإنهماكه وتسلطه بالتزييف والتزوير ولجوئه إلى حرمان الآخرين من تمثيل آمال وأماني وطموحات الشعب المصري العربي المسلم الأبي .
وعلى الجانب الآخر ، ستكون المرحلة الآتية لا ريب فيها مرحلة التخلص من الأنانية الفردية والحزبية الضيقة الماحقة ، والتحرر من ربقة الفرعونية الجديدة ، المتغلغلة في صفوف حكام الشعب ، التي تنشر الأساطير الانتخابية القمعية ، وتنثر التزييف والتزوير يمينا وشمالا بلا رقيب أو حسيب ، لتنحية الآخرين عن درب النهضة والتقدم والإزدهار ، والمشاركة الجماعية ، والتنكر للإسلام والمسلمين ، في كل مكان ، وموالاة الغرب الكافر الفاجر ، وتقوية التيار المصري المتخاذل عن نصرة فلسطين وأهلها ، ونصرة الشعب العراقي المسلم أمام الهجمة العدوانية الاستعمارية الصليبية – الصهيونية المتغطرسة في الوطن العربي الكبير والوطن الإسلامي الأكبر .
فالشعب المصري ، شعب البطولات ، ولن يستسلم للأبد للمزيفين ، من مفبركي الانتخابات ، وسينهض ثائرا على الفراعنة الجدد الماسكين بزمام مقاليد الحكم بالاغتصاب لا بالشرعية الانتخابية ، إن عاجلا أو آجلا ، فهذه هي سنة الحياة في مسيرات الثورات العظمى التي تتخلص من العبودية والطغيان والاستبداد السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
وإن إجتاز فراعنة مصر الجدد هذه المرحلة ، فليس بمقدورهم أن يجتازوا أو يتجاوزوا مرحلة الانتخابات الرئاسية 2011 التي تعودنا عليها سابقا ، بثلاث تسعات أو اقل قليلا من النسبة المئوية .



وستكون المرحلة الراهنة في مصر ، مرحلة عاصفة بكل ما في الكلمة من معنى ، ستندلع فيها الثورة الشعبية المدنية الشاملة بصور شتى ، بمشاركة شعبية كبرى ، من العصيان المدني ومقاطعة الحكام الظالمين في مصر بطرق شعبية واقتصادية وسياسية وربما عسكرية وعدم التوجه للانتخابات الرئاسية . فمن يزيف نتائج الانتخابات ليس بمؤتمن على مصير الشعب ومستقبله ، ومن رشى أو ارتشى فلن يكون مصيره وراثة الأرض مهما كلف الأمر .
لقد دلت هذه الانتخابات البرلمانية المزيفة لمجلس الشعب المصري ، عن الصراع المستفحل بين الحق العربي الإسلامي ، المتمسك بالثوابت والعدالة الحقيقية ، من جهة وبين الباطل الدكتاتوري الزائل قريبا من جهة ثانية . وستغلب كفة الحق على كفة الباطل ولو كره الكافرون والمنافقون والفاسقون والظالمون والمشركون وأمثالهم ومن لف لفهم .
ونرى أن مصر المستقبلية ، يمكن أن تتمحور حول أو بين ثلاث سياسات متضاربة ومتصارعة بين بعضها البعض ، هي : الأحادية الفرعونية بالتجيير أو التعددية الحزبية الشاملة بالتخيير أو الثورة العارمة بالتغيير . وجميعها خيارات أو سيناريوهات مقبلة وثابتة ، قابلة للتطبيق والتنفيذ في أي لحظة من اللحظات . والله نسأل للشعب العربي المصري المقدام كل التوفيق والنجاح في مسيرته العامة نحو العلى والأعالى كجزء من الأمتين العربية والإسلامية في العالم " . انتهى التنبؤ بالثورة الشعبية ورحيل النظام الفرعوني المصري العاجل .


كلمة طيبة خضراء أخيرة .. فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى

يقول الله الحميد المجيد تبارك وتعالى : { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) }( القرآن المجيد – النازعات ) .

دوام الحال من المحال ، فهذا مصير الانحلال والاحتلال والاستغلال .. ورياح التغيير الثوري هبت بسرعة متناهية غير مسبوقة في مصر خاصة والوطن العربي الكبير عامة ، وسيتبعها التغيير والإصلاح في الوطن الإسلامي الأكبر ، والعالم الأوسع ، وكل حاكم أو نظام سياسي يريد إطالة عمره السياسي الزمني الافتراضي طيلة الحياة ، عليه إجراء التغييرات الجذرية ، وإتباع دين الله في الأرض ( الإسلام العظيم ) ، وفتح الحرية على مصاريع أبوابها ، أمام أبناء الشعب ، قبل أن يحل بهم دار البوار . وعملية الترميم والإصلاح والتغيير المتأخرة ، لن تكون مفيدة ، ولن يجني منها أصحابها الثمار اليانعة بل ستكون نهايتهم مخزية ومدوية في مختلف أصقاع الكرة الأرضية ، وسيتخلى عنهم الحلفاء والأتباع في اللحظات الأخيرة قبل أفول نجمهم غير المضيء .
ولتعلم جميع الأنظمة السياسية الظالمة غير الغانمة ، أن أزوف ساعة الرحيل قريبة وليست بعيدة ، مهما اتخذوا من احتياطات وحراسات ، فسنة الله في خلقه إزالة الظلم عن الناس بعد انتشارها لتوبق أصحابها وزمرهم الفاسدة . ولتوزع ثروات الإقطاعيين الديكتاتوريين في مصر وغيرها على الشعب العظيم ليعيش حياة كريمة بعيدة عن القمع والإرهاب والاستغلال والاستهتار الرسمي الظالم . مباركة أنت يا مصر بلا مبارك .. فلتغمر الأفراح والليالي الملاح أرض النيل العظيم .. وسيزهو بثورتكم يا أبناء الحرية والتحرير ، نهر النيل المبارك ، وسيهلك كل من يريد بكم العثرات ويمكر لكم المكر الهالك .
فلتحافظوا يا أبناء مصر الطيبة المباركة السوية ، على حيثيات النصر الإيجابية ، ولتبدأ عملية التعمير والتغيير والإصلاح النورانية ، ولتتجهوا نحو الحياة الإسلامية ، بعيدا عن الإتكالية والتعبية الأجنبية ، ولتأخذ مصر العربية ، دورها الطليعي في مقدمة الأمتين العربية والإسلامية .
ولا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وختامه مسك ، ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي السديد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة بذلك : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)}( القرآن المجيد – الصافات ) .

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .





__________________