السبت، 15 يناير 2011

الإنتفاضة الشعبية في تونس .. وتحقيق النصر المبين

الإنتفاضة الشعبية في تونس ..

وتحقيق النصر المبين




د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 8 / ص 489) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " .

استهلال

تونس ( الخضراء ) بلد عربي إسلامي ، يقع في شمالي قارة إفريقيا ، على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، ويبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة ، ومساحتها تبلغ 162.155 كم2 . ويمتاز شعبها بحسن الضيافة والمعاشرة الاجتماعية والكرم . والشعب التونسي في غالبيته من المسلمين مع وجود بعض الأقليات الدينية أو الطائفية أو اللغوية . ويشكل المسلمون 99 % من مجمل عدد السكان ، ويوجد حوالي 50 ألف نصراني من أصل فرنسي أو إيطالي ، وهناك أقلية عبادية ( الصفريون ) ، بالإضافة إلى أقلية دينية يهودية في جزيرة جربة يقدر عدد أفرادها بحوالي 2000 يهودي . وتعتبر اللغة العربية هي اللغة الرسمية في البلاد ، في حين تعتبر اللغة الفرنسية لغة المال والأعمال ، منذ أيام الاحتلال الفرنسي لتونس . وتنتشر اللغة الأمازيغية في بعض المناطق التونسية .
وقد نالت تونس استقلاها عن الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية في 20 آذار – مارس 1956 ، بينما أعلنت الجمهورية في 25 تموز – يوليو 1957 م . وتوالى على رئاسة الجمهورية حتى الآن الحبيب بورقيبة ، ثم زين العابدين بن علي في 7 تشرين الثاني – نوفمبر 1987 حتى أواسط 2011 م .
وفي 15 كانون الثاني 2011 اقر المجلس الدستوري تسلم محمد فؤاد المبزع رئاسة الجمهورية مؤقتا لفترة تتراوح ما بين 45 يوما ولا تزيد عن 60 يوما حسب الدستور التونسي .
ويسيطر الحزب الدستوري الديموقراطي الحاكم في البلاد ، على مجريات الحياة العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية العامة ، ويتفرد النظام الحاكم في تونس بالدكتاتورية الحزبية ، فالتقييد للحريات واسع جدا ، وعالم الانترنت محظور بصورة رسمية ، ويعاني الشعب التونسي من الذل والهوان النابع من القمع الرسمي وسوء الأوضاع الاقتصادية رغم الهدوء الذي سبق العاصفة الثورية التي إقتلعت بعض رموز الفساد والإفساد في الأرض ، وهو نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي ، الذي إنقلب عندما كان رئيسا للحكومة التونسية ، على رئيسه الحبيب بورقيبة ( المجاهد الأكبر ) الذي ألحق تونس بالنظام الغربي الفرانكوفوني .

الأحزاب السياسية في تونس

تنقسم الحياة الحزبية في تونس إلى عدة أشكال وأنواع سياسية حاكمة ومعارضة برلمانية ومعارضة غير ممثلة بالبرلمان وحركات وأحزاب محظورة ، وذلك على النحو الآتي :
أولا : الحزب الدستوري الديموقراطي ( الحاكم ) .
ثانيا : المعارضة البرلمانية : وتضم الأحزاب التالية : الاتحاد الديمقراطي الوحدوي - حركة التجديد - حركة الديمقراطيين الاشتراكيين - الحزب الاجتماعي التحرري - حزب الخضر للتقدم -حزب الوحدة الشعبية .
ثالثا : المعارضة غير البرلمانية : وتضم كلا من الآتي : الحزب الديمقراطي التقدمي - التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات .
رابعا : الحركات والأحزاب والمحظورة : وتشتمل على ما يلي : حزب التحرير - حركة النهضة - حزب تونس الخضراء - حزب العمال الشيوعي التونسي - المؤتمر من أجل الجمهورية - حزب العمل الوطني الديمقراطي - الحزب الاشتراكي اليساري .

وأما الأحزاب السابقة فهي :
حركة الوحدة الشعبية - الحزب الاشتراكي الدستوري - الحزب الإصلاحي - الحزب الحر الدستوري - الحزب الحر الدستوري الجديد - الحزب الحر الدستوري المستقل - الحزب الشيوعي التونسي .

على أي حال ، إن الحياة السياسية متركزة في الحزب الدستوري ( الديموقراطي ) الحاكم بزعامة زين العابدين بن علي ، وهو الحزب والتيار المهيمن على الأحزاب والحركات السياسية في البلاد ، والجميع يخضع لسيطرته وسطوته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والقانونية وغيرها . فهو الذي يشكل النظام الدكتاتوري الحاكم ، وأما حوله من أحزاب فهي هامشية أو مهمشة بفعل الإجراءات العسكرية والسياسية الصارمة التي يطبقها النظام السياسي الحاكم في تونس . وهذا الحزب يعيث فسادا وإفسادا في البلاد من النواحي الدينية الإسلامية والأخلاقية ، ويقر الزنا والدعارة والقمع الاجتماعي والسفور ويحارب الحجاب وهو الزي الإسلامي للمرأة ، ويحدد التدين وفق ما يراه ملائما وموافقا لأفكاره المنحلة وفقا للأهواء الغربية الأوروبية والأمريكية الفاجرة .
فمثلا ، يتطلب مشاركة الإنسان المسلم في صلاة الجمعة أن يقوم التونسي بتسجيل نفسه في اقرب مخفر شرطة أو مقر أمني ، لتعرف الجهات الحاكمة أين يصلي ؟ وفي أي مسجد ؟ ووراء أي إمام يهتدي ؟ في تعد سافر إجرامي على حقوق العبادة والعقيدة الدينية للمؤمنين . وفي سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها منع النظام التونسي توجه أي فرد قافلة الحجاج التونسيين للديار الحجازية المقدسة لأداء فريضة وركن الحج الإسلامي عام 1430 هـ / 2009 م بحجة انتشار وباء الخنازير .
يقول الله الحي القيوم عز وجل : { الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) }( القرآن المجيد – الكهف ) .
وجاء في سنن الترمذي - (ج 8 / ص 442) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ " .

حركات وأحزاب متعددة .. ورياح التغيير والإصلاح

يقول الله السميع العليم تبارك وتعالى : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 1 / ص 15) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ " .

للتغيير الجذري لا السطحي في البلاد التونسية الخضراء ، عمدت بعض الحركات والأحزاب الإسلامية ، مثل حزب التحرير ( الإسلامي ) وحركة النهضة الإسلامية ، وغيرها من الأحزاب القومية والوطنية ، إلى محاولات تغيير وإصلاح الأنظمة السائدة في تونس ففشلت فشلا ذريعا والقي بعناصرها وأتباعها في غياهب السجون التونسية القذرة المظلمة .
ومن جهتها ، عملت حركة النهضة الإسلامية على الدعوة للتغيير والإصلاح الإسلامي في تونس ، فذاقت العذاب تلو العذاب وشرد رئيسها الشيخ راشد الغنوشي ، حيث يعيش في المنفى منذ سنوات طويلة .
ونادت معظم الأحزاب والحركات السياسية الإسلامية والقومية والوطنية بضرورة الإصلاح الاقتصادي وتوفير مستلزمات الحياة الاجتماعية الآمنة في البلاد إلا أن المتنفذين استولوا على مقدرات الاقتصاد في تونس ، وحرموا الفئات الضعيفة المستضعفة في تونس من سبل ولقمة العيش الكريم ، فأطلق التونسيون على هذه الفئة ( السراقون ) أي لصوص وحرامية تونس .
فلم يطعموا الطعام ولم يفشو السلام ولم يتركوا الناس بحالهم .
كما جاء في سنن الترمذي - (ج 9 / ص 25) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ " .

حتمية الثورة والتغيير

بعد أن عصفت في تونس ، سياسة القهر السياسي والاستغلال الاقتصادي والتجبر والإذلال والأغلال العسكري ، ضد المواطنين ، بتكميم الأفواه ، والزلزلة الاقتصادية المدمرة ، أضطرت الفئات الضعيفة التي تعاني من البطالة ، الاسترزاق بفتات الطعام والأكل باللجوء إلى العمل اليدوي حتى لذوي الشهادات الجامعية . وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تونس ، انتحر أربعة شباب تونسيين لقلة ما في اليد ، وإنتشار آفة البطالة ، في صفوف المواطنين ، بعضهم أشعل النار في جسده إحتجاجا على الذل والإهانة ، وقطع رزقه كما حدث مع محمد البوعزيزي ( مفجر ثورة البطالة في تونس ) ، ومنهم من صعد لعامود كهرباء وانتحر وغيرهم .
وبهذا فقد حارب النظام التونسي البلاد والعباد بحرب الأرزاق الاقتصادية ، وسياسة التجويع فانتشر الجوع بصورة فظيعة ، ولوحظت الحياة المتعبة لعائلات تونسية تعيش في كهوف حجرية لا تتناسب مع القرن الحادي والعشرين ، عصر الحضارة والتقدم والإزدهار .
فكان عقاب الله العزيز الحكيم لنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ، وحزبه الدكتاتوري الحاكم الظالم ، أن نفاه الشعب التونسي من أرضه ، وخرج مذموما مدحورا مخذولا ، جزاء على ظلم نظامه القهري الاستغلالي .
يقول الله الواحد القهار جل جلاله : { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) }( القرآن المجيد – المائدة ) .

النصر حليف المستضعفين في الأرض

يقول الله الحسيب الرقيب جل شأنه : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) }( القرآن المجيد – الصافات ) .
رغم القمع العسكري ، والحصار التعليمي العام والعالي بإغلاق المدارس والجامعات ، وإعلان حالة الطوارئ ومنع التجوال في العاصمة تونس وسائر المحافظات التونسية ، وتحليق الطيران في سماء البلاد لقمع الانتفاضة ، فقد استمرت الثورة الشعبية ، لمدة شهر أعطت بعض أكلها شبه الناضجة ، وبحاجة لمتابعة الثورة الشعبية لإتمام رحيل بقايا النظام الحاكم من عصابة الحزب الدستوري الظالم الذي أشبع الناس قمعا وظلما وعبودية ووعودا عسلية بلا مضمون حقيقي على أرض الواقع .
نعم ، لقد تهاوى النظام السياسي التونسي ، بثورة شعبية جماهيرية عمت وطمت في البلاد ، من شرقها لغربها ، ومن شمالها لجنوبها ، فكانت انتفاضة عصرية سلمية مدنية ، أضطر فيها الرئيس التونسي وعائلته المتنفذة إلى الهرب والرحيل خارج تونس في 14 كانون الثاني – ديسمبر 2011 م . فرفضت فرنسا استقباله أو إيطاليا أو مالطا ووافقت السعودية على استقباله شفقة على حاله وحالته الإنسانية المتعثرة .
فلم ينفع الندم ، ولم تنفع التهديدات بالضرب بيد من حديد ، ولم تفلح الوعودات المعسولة عبر الخطابات المتتالية ، التي قدمها رموز النظام التونسي الحاكم ، من عائلات الطرابلسي وبن علي وشيبوب وغيرها . فلم يستمع أبناء الشعب التونسي الثائر الهائج على الظلم والطغيان ، لفتح أبواب الحرية وحرية التعبير وإفتتاح الانترنت وتوفير بعض فرص العمل لمئات آلاف التونسيين الباحثين عن العمل والرزق الحلال وعدم ترشيح الرئيس التونسي لولاية جديدة .
وجاءت ساعة الحساب المرعبة حيث نزلت الحشود المعبئة ، بمئات آلاف المتظاهرين التونسيين ، إلى الشوارع متحدية الأجهزة القمعية ، طالبة الموت لتنال إحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة . فانتصرت الإرادة الشعبية على قوة وجبروت النظام الحكام فولى إلى حيث رجعة .





أسباب وعوامل تحقيق الفوز والنصر المبين .. شهر الانتفاضة المجيدة

بدأت الانتفاضة الشعبية كثورة عارمة في البلاد بشكل عفوي ، من بدايات تمرد شخصية بسيطة ومعدودة ، ثم ما لبثت أن تبنتها الحركات والأحزاب الإسلامية والقومية والوطنية في تونس . وقد لعبت عدة أسباب وعوامل اجتماعية واقتصادية وإعلامية ، عامة وحزبية ، في تقصير عمر النظام السياسي القائم في تونس بزعامة الحزب الدستوري الديموقراطي ، بانتفاضة شعبية متواصلة ، استمرت حوالي الشهر تقريبا ، منذ أواسط كانون الأول – ديسمبر 2010 حتى أواسط كانون الثاني – يناير 2011 م ، من أهمها الآتي :
أولا : إنتشار الفساد السياسي والأمني في البلاد . وتحكم قلة قليلة بمصير ومقدرات الشعب التونسي .
ثانيا : استفحال القمع العسكري والمجازر البشعة ضد أبناء الشعب التونسي . سواء في الأوضاع العادية أو في تصاعد حدة الانتفاضة الشعبية ، وقتل حوالي 100 تونسي ، وجرح المئات من مختلف المدن والمحافظات .
ثالثا : زيادة الإنهيار والإفلاس الاقتصادي ، وإستفحال البطالة بقلة وجود فرص العمل . وإرتفاع أسعار الخبز والحليب والسكر وغيرها من الاحتياجات الأساسية للأسرة التونسية .
رابعا : تجبر الإجراءات الإعلامية والفكرية الصارمة : التي جعلت الناس ينفلتون في الشوارع ضد الطغاة البغاة الذين حرموهم من حرية التعبير عن الآراء ومنعوهم من استخدام الانترنت .
خامسا : الإستثار العائلي لعائلات ( مافيا العائلات المتحكمة ) : مثل عائلات بن علي والطرابلسي والماطري وشبيبوب وغيرها التي برزت أيام عهد بن علي الثلاثة والعشرون عاما ما بين 1987 – 2011 ) . والنهب والسلب الخفي والعلني وتكوين ثروات طائلة ، من أموال الشعب التونسي المغلوب على أمره .





سادسا : الإعلام الخارجي الذي يشجع على الثورة والانتفاضة على الظلم والظالمين وفضح المسلكيات الخاطئة . فكانت الفضائيات والانترنت تبث على الهواء مباشرة ما يجري في مختلف المدن والقرى والمحافظات التونسية .
سابعا : التنظيم والتأطير الحزبي والتماسك القوي للمعارضة التونسية من الأحزاب والحركات السياسية والدينية . ومشاركة جميع المتضررين بشتى المجالات والميادين ، السابقين والحاليين من النظام الحاكم .
ثامنا : إعلان الحرب المقدسة على النظام التونسي الحاكم . كالدعوات التي نادت بها حركة النهضة الإسلامية لمقاومة الملاحقات الدينية والظلم الرسمي ضد المتدينين المسلمين .
تاسعا : إنضمام النخب الحقوقية والإعلامية والجامعية والأمنية لجمع المتظاهرين في مسيرات جماهيرية صاخبة سرعت في سقوط النظام الحاكم والاعتراف بالذنب والضلال والتضليل على لسان الرئيس التونسي زين بن علي نفسه .
عاشرا : التخلي الخارجي الأوروبي والأمريكي عن النظام التونسي الاستبدادي ، الذين يخططان لقلب الأمور وخلط الأوراق السياسية في الوطن العربي فجاءت هذه الأحداث العنيفة وفقا لما يشتهونه من حيث لم يحتسبوا .
حادي عشر : كبت الحريات العامة وتكميم الأفواه في تونس . وفرض تعتيم إعلامي بائس على وسائل الإعلام المحلية . وتقييد وسائل الإعلام الخارجية بشكل كبير جدا .







فعاليات وشعارات إنتفاضة تونس المنتصرة

رفع أبناء الشعب التونسي المنتفض مدنيا ، العديد من الشعارات المرسومة والمكتوبة والمطبوعة بكل السبل المتاحة ، في الاحتجاجات والتظاهرات والمسيرات الجماهيرية ، السياسية والاقتصادية المدنية السلمية ، بإغلاق الشوارع بالمتاريس والحجارة ، وحرق إطارات السيارات القديمة ، وقذف قوات الأمن بالحجارة ، وإعتلاء أسطح المنازل والمؤسسات العامة وبعض القصور الرئاسية ، واقتحام مقرات الوزارات أو الاقتراب منها بكثافة جماهيرية غاضبة ، كما حدث لوزارة الداخلية التي تصدر الأوامر العسكرية بإطلاق النيران بالرصاص الحي على المحتشدين ، وذلك لشحذ الهمم ، وتحريض الجميع على الثورة ضد النظام التعسفي الحاكم في البلاد . ومن أهم هذه الشعارات : لا للقتل ، عاشت تونس حرة وديموقراطية .. إرحلوا ، الحرية لتونس .. الموت لبن علي .. ويا بن علي بره بره .. إلخ . فكان يوم الخروج والخلع والتنحي والمغادرة للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي يوم الجمعة 14 كانون الثاني 2011 م ، وسبقته زوجته وعائلته التي استعبدت البلاد والعباد ظلما وجورا .





ويطالب قادة الانتفاضة التونسية بتغيير جذري للنظام الحاكم والتعددية السياسية وتشكيل حكومة رشيدة وانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة حرة وشفافة ونزيهة ، والحرية العامة لتونس وشعبها والحرية الدينية والابتعاد عن الفرانكوفونية الاستعمارية وتغريب المجتمع التونسي المسلم ووقف إطلاق الرصاص على المتظاهرين المدنيين ، ووضع حد للفلتان الأمني وعمليات السطو والسلب والنهب الجماعية للممتلكات العامة وممتلكات المواطنين .

كلمة طيبة خضراء أخيرة .. فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا

يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)}( القرآن المجيد – الإسراء ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 167) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " .

في تونس الخضراء ، انتفض وثار الشعب الشجاع الكريم العملاق بجموعه وكبريائه وكرامته ، ورغبته في التحرر والحرية ، كبارا وصغارا ، شيبا وشبابا ، ذكورا ونساء ، ضد الفجور والفسوق والعصيان لرب العالمين ، وقاوم القمع العسكري والأمني ، والإنغلاق الفكري للنظام الديكتاتوري الحاكم ، والقهر الاقتصادي والاستغلال والانحلال الاجتماعي ، فقام ليسدد طعنات مجلجلة مزلزلة للنظام والحزب الدكتاتوري الحاكم منطلقا من مدينة سيدي بوزيد . فقد الشعب بهذه الانتفاضة المنتصرة ، مئات الضحايا ، من القتلى والجرحى والأسرى ، على مذبح الحرية والجولة الجديدة من الاستقلال الوطني للتخلص من الإنحراف السياسي والاقتصادي والعسكري والفكري والاجتماعي للزمرة الحاكمة ، فحقق النصر الأولي ، فتنحي رئيس الجمهورية التونسية مكرها لحقن الدماء في تونس فخلع نفسه بنفسه هربا من الجموع الهادرة الثائرة مطالبة بالعدل والعدالة بين الجميع ، بانتظار التغيير الشامل والكامل في تونس ، ليعيش حياة عامة فضلى أفضل من الأوضاع السابقة المزرية والخنق الاقتصادي المتواصل .
وهذه الثورة التونسية الجديدة المعاصرة ، التي كان لا بد منها ، كخيار حتمي للشعب المعذب والمضطهد من قلة قليلة ظالمة ، تنذر بثورات جوع جديدة وزلازل سياسية ، عسكرية ومدنية ، في الوطن العربي ، وخاصة في الدول العربية التي تعاني من الإفلاس السياسي والاقتصادي والعسكري ، فسوف تهب رياح التغيير والإصلاح السياسي والإداري للاقتراب من أسس ومبادئ وقواعد العدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الشاملة .

وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد - نوح ) .
وندعو ونقول كما جاء بكتاب الله العزيز : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}( القرآن المجيد – البقرة ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



__________________


ليست هناك تعليقات: