الخميس، 4 نوفمبر 2010

الفضائيات الفلسطينية .. بين الجذب والحب والسب والندب .. وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ

الفضائيات الفلسطينية ..
بين الجذب والحب والسب والندب ..
وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ




د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية والإعلام
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) }( القرآن المجيد - الشعراء ) .

استهلال

تتمتع الفضائيات التلفزيونية في العالم ، بأهمية كبرى كونها تنطلق في عنان السماء لتصل إلى العديد من قارات العالم ، عبر الشاشات الصغيرة المنتشرة في البيوت والجامعات والمؤسسات الحكومية والشعبية ، والمقاهي وغيرها ، حيث تجتاز الحواجز الطبيعية والصناعية ، وتوفر مادية إعلامية متنوعة عن مسيرة شعب أو أمة معينة ، لتصل إلى عيون المشاهدين وأذان السامعين ، وتؤدي خدمات إعلامية وإعلانية جليلة متعددة . وتنتشر في العالم عشرات آلاف الفضائيات التي تسبح في عالم الفضاء الخارجي القريب والبعيد ، لتقوم برسائل سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية وفنية وثقافية وعسكرية ورياضية متنوعة المنطلقات والأهداف والتأثير الفردي والجماعي ، وتزود المتلقين بما تتوق له أذواقهم وتحب أن تراه أبصارهم وتستمتع بها أسماعهم طيلة اليوم والليلة بشتى اللغات المحلية والإقليمية والعالمية .
ويمكننا القول ، إن الفضائيات التلفزيونية هي جامعات إلكترونية مفتوحة على الجميع للجميع ومن أجل الجميع ، فيجب أن تحافظ على مكانتها المهنية والعلمية والسياسية . ولا بد من العمل على إنجاح الواجبات والأدوار الرئيسية التي تقوم بها هذه الفضائيات من وسائل الإعلام الإلكترونية التي تسبر أغوار الفضاء العالمي بلا خوف أو وجل .

أسماء الفضائيات الفلسطينية .. وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

يقول الله الحي القيوم عز وجل : { وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63) حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)}( القرآن المجيد – المؤمنون ) .

مما لا شك فيه ، تنتشر في فلسطين ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) عشرات المحطات التلفزيونية في العديد من المدن الفلسطينية ، ولكنها محطات محلية أو تمتد لعدة مدن فلسطينية ، بثها محدود وشبه متقطع بين الفينة والأخرى بينما لا يسمح الاحتلال الصهيوني للفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 بإنشاء محطة تلفزيونية أو إذاعة محلية أو إقليمية أو فضائية فلسطينية تنطق بالعربية أو بالعبرية أو كليهما . وبرز في موازاة هذه المحطات التلفزيونية الفلسطينية المحلية الفضائيات الفلسطينية الرسمية والحزبية والخاصة ، للوصول إلى مساحات واسعة من بلدان الكرة الأرضية .
ورغم تكلفتها المادية الباهظة ، فقد جاءت الفضائيات الفلسطينية بالتكاثر الطبيعي والصناعي نظرا للتفريخ السياسي المتكاثر من حين لآخر ، في الساحة الفلسطينية تبعا للتيارات السياسية الوطنية والإسلامية وكل تيار فرح بفضائيته الجديدة لأتباعه ومريديه كما هو فرح بموقعه أو شبكته الإلكترونية على الانترنت .
على أي حال ، بدأت الفضائيات الفلسطينية تتكاثر رويدا رويدا ، في فلسطين وخارجها ، بوتيرة بطيئة ولكنها متصاعدة ، ليصل عددها 9 فضائيات ، معظمها فضائيات فصائلية ، يتبع كل منها لفصيل وطني أو ديني معين ، وتقول جميعا ، إنها لجميع الفلسطينيين زهوا وفخرا ولكنها على أرض الواقع لا تسمح لمعارضيها بالكلام عبر أثيرها الفضائي البصري أو المسموع عبر الهاتف ، ويحدوها الأمل في تلبية آمال وتطلعات أبناء الشعب العربي الفلسطيني المسلم ، في العالم ، وتتخذ هذه الفضائيات الفلسطينية الأسماء السياسية أو الدينية التي تعبر عن سياستها وروحها المهنية المتوثبة نحو التغيير والإصلاح العام وكسب ود قطاعات واسعة من الشعب الفلسطينية والأمة العربية .
وفيما يلي أهم الفضائيات الفلسطينية المتواجدة حاليا في سماء فلسطين والوطن العربي والعالم :
1. قناة فلسطين الفضائية . وهي فضائية فلسطينية رسمية للسلطة الفلسطينية ، أنشأت بعد إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية ، ففي البداية إنطلقت إذاعة صوت فلسطين فتلفزيون فلسطين ثم فضائية فلسطين . وبثت من مقرها الرئيسي في غزة ثم انتقلت إدارتها لمدينة رام الله ، العاصمة الإدارية المؤقتة لفلسطين ، بعد عام 2007 . ويمكن أن يقال أن حركة فتح هي التي أنشاتها ، ولكنها تستوعب عشرات الكوادر المهنية من الفصائل والحركات الفسطينية الوطنية . وهي أكبر الفضائيات الفلسطينية قاطبة .













2. قناة الأقصى الفضائية . وهي فضائية أنشاتها الحكومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس ، وتتبع كليا لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) . بدأت بالبث عام 2006 ، وهي ثاني أكبر الفضائيات الفلسطينية عددا وعدة بعد فضائية فلسطين . وتنطلق إدارتها من مدينة غزة .



3. قناة القدس الفضائية . وهي فضائية فلسطينية ، وتتردد الأنباء غير المؤكدة ، أنها تتبع د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس . وتنطلق هذه الفضائية من خارج فلسطين ، وخاصة من العاصمة اللبنانية بيروت .




4. قناة ( فلسطين اليوم ) الفضائية . وهي فضائية كانت تود البث من لندن فلم تستطيع نيل الترخيص اللازم فانتقلت إدارتها ومقرها الرئيسي إلى بيروت وبدأت تبث جزئيا في 2 / 11 / 2010 . وسربت أنباء خفية بأنها فضائية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي .












5. قناة ( فلسطين الغد ) الفضائية : وهي فضائية خاصة ، يتردد أنها تتبع لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان وبعض الشركاء الآخرين . وهي فضائية لا زالت في طور التكوين ونشرت إعلانات لاستيعاب كوادر مهنية في تشرين الأول 2010 . ويمكن أن تنطلق من مدينة رام الله بالضفة الغربية .

6. قناة ( فلسطين المستقبل ) الفضائية . أعلنت أنها ستبث من عمان أو رام الله ، ولكنها بثت قليلا من البحرين ، ثم توقفت بعد إنطلاق بثها بقليل عام 2010 . وهي فضائية تلفزيونية فلسطينية خاصة ، لم تستطع مواصلة مسيرتها المهنية الإعلامية لأسباب مجهولة .













7. قناة ( الفلسطينية ) الفضائية . تم شراء امتيازات هذه الفضائية الخاصة من الشركة الأهلية المالكة برام الله ، وكانت حركة فتح تخطط لإنشاء فضائية باسم الجناح العسكري السابق لها ( العاصفة ) ، ثم جرى تغيير اسمها . وبعد فشل الفضائية ( الفلسطينية ) الخاصة في الحصول على التمويل المناسب ، والاستمرارية في العمل التلفزيوني الفضائي ، فجرى بيعها وتحويل الملكية لحركة فتح ، في أيار 2009 ، وبدورها فشلت في الصمود وإتمام المسيرة الفضائية لأسباب سياسية ومالية وفنية وسواها فتوقفت نهائيا حتى الآن .




















8. قناة العودة الفضائية . وهي فضائية فلسطينية أعلن عنها في الملتقى العربي والدولي لدعم حق العودة الفلسطيني بدمشق في تشرين الثاني ، عام 2008 ، ستبث عن بعد يمكن أن يكون مقرها الرئيسي في دمشق ، فهي تتبع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل .
















9. قناة الكتاب الفضائية . وهي أول فضائية جامعية أكاديمية حديثة ، تشرف عليها وتديرها الجامعة الإسلامية بغزة . ولا زالت هذه الفضائية في بدايات بثها وتخصصها العلمي والمهني .













10. قناة المنتدى الفضائية . وهي غير معروفة الممول والمؤسس بصورة واضحة . وقد أعلنت عدة مرات بمواقع إلكترونية فلسطينية .
















11. هناك فضائيات فلسطينية جديدة بانتظار الترخيص أو التجهيز الإداري أو الإعداد المالي والمهني لتنطلق في عنان السماء ، لتنضم إلى زميلاتها وأخواتها الفضائيات الفلسطينية ، في فترة لاحقة إن استطاعت إلى ذلك سبيلا .

سياسات الفضائيات الفلسطينية

يقول الله الحميد المجيد عز وجل : { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) }( القرآن المجيد - الإنسان ) .
تتعدد مشارب وسياسات وأهواء الفضائيات الفلسطينية ، حسب الجهة المالكة أو المنشأة أو الإدارة التي تشرف على شؤون هذه الفضائية أو تلك ، وقد أسست هذه الفضائيات لتحقيق أهداف فلسطينية عامة وحزبية خاصة بهذا الحركة أو الفصيل الفلسطيني الوطني أو الديني أو ذاك . ويغلب على هذه الفضائيات التلفزيونية الفلسطينية التنظير السياسي المعلن للجهة الممولة والمالكة ، دون لف أو دوران أو مراوغة . وغني عن القول ، إنه كلما تعددت المواضيع المطروقة في الفضائية الفلسطينية ، كلما زادت مشاهدتها بين جموع الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة العربية ، وكلما تخصصت في تناول حيثيات حركية أو حزبية محددة كلما هرب المشاهدون العاديون من متابعة بثها ، وبقي أتباع الحركة فقط ، وبذلك فقد ساهمت هذه الفضائية الفلسطينية أو تلك في تحجيم عدد مشاهديها ذاتيا ، بتحديد هويتها السياسية أو الدينية أو الفنية أو الثقافية ، وتقوقعت تقوقعا كبيرا أو متوسطا أو محدودا . وتزداد شعبية هذه القناة التلفزيونية الفلسطينية أو تلك حسب موضوعيتها وشفافيتها ونزاهتها ، وحياديتها وابتعادها على التشويه والردح الإعلاميين للغرماء السياسيين الخارجيين أو الداخليين .
ومهما يكن من أمر ، فإن كان الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لهجمة عدوانية صهيونية – يهودية – عالمية ، منذ أكثر من ستة عقود زمنية متتالية ، عجز عن تحرير الوطن الفلسطيني المحتل ، فإن الفضائيات استطاعت أن تخترق جدران الاحتلال الصهيوني الوهمية بتقسيم فلسطين إلى مناطق جغرافية متباعدة عن بعضها البعض على الأرض ، فكانت هذه الفضائيات رغم ضعفها وهشاشهتا البنيوية والإعلامية ، رمزا للتحرير الجوي في الفضاء الفلسطيني بل اخترقت الفضاء العالمي عبر الأقمار الصناعية العربية والأجنبية وصفعت الاحتلال الصهيوني صفعات إعلامية متواترة وموجعة عبر بثها صور المجازر الصهيونية ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء من الأطفال والنساء والكبار في السن وعذابات الأسرى المحتجزين بزنازين وسجون الاحتلال الصهيوني .
وبذلك ، فقد اتجهت بعض الفضائيات الفلسطينية سبل الهداية الإسلامية والقومية والوطنية من جهة ، والتحقت بعض الفضائيات الفلسطينية بالغواية والضلال الشيطاني المريد عبر بثها الأفلام والمسلسلات الفاضحة ، والأغاني الهابطة بلا بسترة أو تنقيح أو رقابة اجتماعية فعلية من جهة أخرى .

أهداف وغايات القنوات الفضائية الفلسطينية .. وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ

يقول الله الحسيب الرقيب جل شأنه : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) }( القرآن المجيد – ق ) .

جميع الفضائيات الفلسطينية ، تبث باللغة العربية ، اللهم باستثناء بعض الفضائيات التي تبث لدقائق يومية أو اسبوعية محدودة ، باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو العبرية ، مثل فضائية فلسطين الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية .
على العموم ، تهدف القنوات الفضائية الفلسطينية لتحقيق العديد من المآرب والغايات العامة والحزبية والخاصة ، من أبرزها الآتي :
أولا : تغطية الفعاليات الفلسطينية العامة والحزبية حسب الوجهة التي ترتأيها الفضائية . وتعريف المشاهدين والمتابعين للفعاليات والنشاطات والمهرجانات والمعارض المتنوعة . وبذلك تسهم الفضائيات في إعادة التأريخ والتوثيق المسجل بالصوت والصورة والكلمة ، للتاريخ الفلسطيني المعاصر في ظل الاحتلال الصهيوني البغيض .
ثانيا : فضح الإجراءات والممارسات الصهيونية اليهودية على أرض الواقع ، في فلسطين المحتلة ونشرها على الملأ ، من سياسة التهويد والتعذيب الفردي والجماعي ومصادرة الأراضي والاستيطان اليهودي السرطاني في فلسطين ، وإطلاق الصواريخ وقذائف الدبابات والبوارج الحربية وغيرها بإتجاه أهل فلسطين الآمنين .
ثالثا : تعزيز تأطير الشعب الفلسطيني ، وإحياء التراث العربي الإسلامي والفلكلور الفلسطيني . وربط الماضي بالحاضر حضاريا وثقافيا وفكريا واقتصاديا واجتماعيا .
رابعا : تغذية روح الثورة واستنهاض روح المقاومة والجهاد ضد الأعداء في نفوس الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية ، وتعزيز الصمود والمرابطة الفلسطينية في أرض الوطن الفلسطيني .
خامسا : التقديم والترويج لشخصيات فلسطينية رسمية أو حزبية لتبوأ مناصب قيادية ، في الحياة الفلسطينية المتعددة الأشكال والألوان .
سادسا : توصيل المعلومات والأنباء المتعددة لأبناء الأمتين العربية والإسلامية . والمساهمة في التنشئة الاجتماعية والسياسية المبتغاة .
سابعا : تعزيز الثقافة الفلسطينية أو العربية الأصيلة أو الإسلامية الجذرية وتبني المبدعين في جميع المجالات والميادين الحياتية وبث البرامج الدعوية الإسلامية .
ثامنا : رصد أخبار الأعداء وكيفية مواجهة الحرب النفسية والأبواق الإعلامية الصهيونية والغربية النشاز التي تشن الحرب الدعائية ضد الفلسطينيين لبث الرعب والخوف والإرهاب في نفوسهم والرد عليها عبر الخبراء والمختصين .
تاسعا : العمل على إيجاد الحلول الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية للفئات المنكوبة أيام الحروب والنوازل والكوارث الطبيعية .
عاشرا : جمع التبرعات المالية والهبات والإعانات العينية والنقدية للمكلومين من عائلات الشهداء والجرحى والأسرى والفقراء والمحتاجين .
ثاني عشر : توفير فرص إعلامية وسياسية للمئات الجامعيين من خريجي الجامعات من أبناء الشعب الفلسطيني في شتى التخصصات خاصة الصحافة والإعلام واللغات العربية والأجنبية والإدارة والمحاسبة وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها .
وينبغي أن يعلم كل إعلامي بالفضائية الفلسطينية أن عمله محسوب عليه ، وأنه سيحاسب عليه يوم القيامة ويوم البعث العظيم ، من الله الواحد القهار ، يوم يقوم الناس لرب العالمين وقد خاب من حمل ظلما ، فكونوا يا أيها الإعلاميون في الفضائيات الفلسطينية من ذوي الكلمة الطيبة الحرة الشجاعة ، وقاوموا الباطل اللعين بالحق المبين ، و لا تخافوا في الله لومة لائم ، لتكونوا من أصحاب الميمنة ولا تكونوا من أصحاب المشأمة ، لتنالوا العزة والكرامة في الدنيا والآخرة وتكونوا من الخالدين . فالشهرة الإعلامية الدنيوية عبر الفضائيات لا تغني عن الحق شيئا . فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا بالقسطاس المستقيم ، واسعوا إلى ذكر الله . ولا تلهوا أنفسكم ولا تغرقوا الناس بالفتن والمحن فيما يسمى بالفنون الجميلة والقبيحة ، فالمعركة المصيرية الحاسمة آتية لا ريب فيها .

الدورات البرامجية في الفضائيات الفلسطينية .. وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ

يقول الله السميع البصير جل جلاله : { لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) }( القرآن المجيد ، البلد ) .

تتعدد الدورات البرامجية في القنوات الفضائية الفلسطينية ، الشهرية أو الفصلية التي تمتد لثلاثة أو أربعة شهور ، والدورات الشتوية والربيعية والصيفية والخريفية مشهورة في العمل التلفزيوني والإذاعي والإلكتروني العام ، بالإضافة للدورات البرامجية الموسمية ، كإحياء ذكريات أيام فلسطينية أو عربية أو إسلامية أو عالمية ، سواء أكانت سياسية أو تاريخية أو اقتصادية أو ثقافية أو إعلامية أو إنسانية أو اجتماعية أو فنية وسواها . وهذه الفضائيات تحاول تقديم ما يمكن تقديمه لجذب المشاهدين الناطقين بلغة الضاد ، وهي اللغة العربية المقدسة ، لغة القرآن المجيد ، الدستور الإلهي للبشرية جمعاء . فطرقت هذه الفضائيات الفلسطينية الفتية ، العديد من المواضيع الساخنة أو الباردة على السواء ، فنجحت في بعضها فكانت خيرا عميما ، وفشلت في بعضها فكانت شرا مستطيرا . فبعضها اتبع مسار الخير والبعض الآخر إلتوى وتلوى وتبع مسار الشر والهبوط الإعلامي بالتركيز على برامج سطحية تافهة ليست ذات قيمة ، فأضاعت وقتها ووقت المشاهدين لها دون فائدة ترتجى . كما أن بعض هذه الفضائيات طار في سماء الفضاء بجناحين خيرين أحيانا ، وطار بجناح الخير وجناح الشر تارة أخرى . ولم يطر فضائيا أي من هذه الفضائيات بجناحي الشر مع بعضهما البعض ، بأي حال من الأحوال لئلا يرتد عنها الناس . والفضائية الخيرة هي الفضائية الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر التي تبتعد عن التهويل والتبجيل والتهريج والتمجيد الزائف ، لسياسة معينة .

مآخذ على الفضائيات الفلسطينية .. وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ

يقول الله الواحد القهار جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)}( القرآن المجيد - الأنعام ) .

لكل فضائية فلسطينية ، مثلها مثل أي فضائية عربية أو عالمية ، إيجابيات كثيرة ، وسلبيات كثيرة أيضا ، فبثت الفضائل والرذائل ، والقيم العليا والأخلاق الحميدة والمساوئ القبلية الضيقة ، في الوقت ذاته ، والكمال لله وحده ذو الجلال والإكرام سبحانه وتعالى ، ولكن هناك بعض السيئات والسلبيات والمثالث لجميع أو لبعض هذه الفضائيات مجتمعة أو متفرقة ، التي بدأت بالبث حديثا أو قبل بضع سنين ، وأهم هذه المثالب والسيئات ما يلي :
أولا : اللغة العربية : فهناك ركاكة لغوية لدى الكثير من المذيعين ومقدمي البرامج على إختلاف أشكال وأنواع المواضيع المبثوثة . لا بل إن الكثير من الفضائيات تركز على اللغة العربية العامية المحكية لمخاطبة المشاهدين في البرامج التلفزيونية سواء على الهواء مباشرة أو المسجلة في الاستويوهات .
ثانيا : إتباع مزامير الشياطين ، وطغيان برامج معينة تتمثل بالهوى والغوى على برامج أخرى ، وتركيز الكثير من هذه الفضائيات على الأمور الترفيهية والفنية الهابطة من الأغاني والموشحات والزج بأفلام خارجة عن الذوق الوطني والعربي والإسلامي العام . وقد نسيت أو تناست بعض هذه الفضائيات أن الاستقلال والتحرير الوطني لم يتم بعد ويجب العمل الحثيث على استنهاض وتحريض الشباب على المقاومة والجهاد والابتعاد عن تمييع أخلاق الشباب ليقلدوا المجتمعات الغربية المنحطة أخلاقيا فكان البعض منهم فريسة سهلة للأعداء الطامعين في الأرض والبحر والسماء .
ثالثا : تبرج المذيعات ، في الكثير من الفضائيات الفلسطينية ، بألوان العلم الفلسطيني ، عبر الاستعراضات البدنية للنساء الكاسيات العاريات ، فتظهر الفضائية الفلسطينية والحالة وكأنها فضائية عرائسية ، ولا تمت لفلسطين بصلة ، فالناظر لبعض الفضائيات الفلسطينية ، عبر صور مذيعاتها المتبرجات وأفلامها الفاضحة الكاشفة شبه العارية ، يتخيل نفسه وكأنه في فضائية البرازيل أو الصين أو الفلبين أو غيرها ، لما يظهر من العهر الأخلاقي والعري الجسدي للفتيات أو النساء .
رابعا : الردح الإعلامي للغير ( التشهير والسباب والشتائم ). وتكثر عمليات التشويه والبهرجة والسفسطة والمبالغة في القدح والذم للمناوئين لهذه الحركة أو تلك ، وهذا يجعل الكثرة الكاثرة من المشاهدين يسارعون لتغيير قرص مفتاح التلفاز بالإغلاق أو الانتقال لفضائية تلفزيونية أخرى تحترم نفسها في جميع الأشكال والألوان .
خامسا : نقص الكوادر والطواقم المهنية ، وتغليب ظاهرة الاستلازم والشللية والحزبية للعاملين بالفضائية فالولاء الشخصي أو الحزبي هو الأساس ولا يهم هذه الفضائيات استجلاب الكفاءات المهنية والعلمية ذات الباع الطويل ، وتسير على سياسة ( التجربة والخطأ ) وهي سياسة فاشلة في كسب ود المخاطبين عبر الشاشة الصغيرة عن بعد بالكلمة والصوت والصورة المتلازمة كمثلت إعلامي تلفزيوني .
سادسا : قلة التمويل المالي . وبهذا نلاحظ أن بعض هذه الفضائيات التي ملأت الدنيا بريقا وزعيقا ، تنادينا بالانتظار للظهور البهي القريب ، سرعان ما إندثرت وخرجت عن السلك الفضائي أو الأرضي وأرتمت ميتة تتخبط بدمائها الحمراء في قلب وثنايا الصحون اللاقطة من الهواء ، خلال وقت قصير لا يتجاوز الشهور المعدودة على أصابع اليد الواحدة أو أصابع اليدين .
سابعا : عدم وجود الأرشيف التلفزيوني : فالكثير من الفضائيات الفلسطينية لا تعير عملية الأرشفة أي اعتبار ، وتبث لساعتها الآنية المستعجلة ، وليس لديها خطة استراتيجية ، للاحتفاظ بأرشيف تلفزيوني بما أن ينفعها أو ينفع غيرها مستقبلا .
ثامنا : سياسة الاستهبال البعيدة عن الاستبسال الإعلامي المهني الحقيقي . فلا تحترم الكثير من الفضائيات الفلسطينية عقول وعواطف الشعب ، وتبث ما هدب ودب على غير هدى أو كتاب منير .
تاسعا : العفوية في إدارة القناة الفضائية الفلسطينية ، حيث تسير الكثير من البرامج التلفزيونية بشكل عفوي بعيد عن التخطيط السليم المدروس لدورات برامجية أو دورات تلفزيونية مهنية مستقبلية تناسب قطاعات واسعة من المشاهدين .
عاشرا : البيروقراطية الإدارية في القنوات الفضائية الفلسطينية ، والارتباط بشخصية القيادي الواحد الآمر النهائي في المؤسسة ، وعدم توزيع الأدوار حسب الاختصاص والمهنية .
حادي عشر : تهجير الكثير من الكفاءات الإعلامية من الفضائيات الفلسطينية والإلتحاق بفضائيات عربية أو أجنبية ، لعدة اسباب شخصية أو مالية أو مهنية ، فالرواتب شحيحة ، لا تكاد تكفي أسرة الموظف بالقناة الفضائية والصراعات الحزبية والفتن الداخلية والحرب العلنية والخفية ، تبعثر الجهود الجماعية الإعلامية .
ثاني عشر : عدم كفاية البرامج الدينية الإسلامية ، في الفضائيات الفلسطينية إذ أن معظمها علماني أو لا يعير الدين الإسلامي العظيم الاهتمام اللائق به أو يضع برنامجا أو برنامجين أسبوعيا ، بأوقات قصيرة ، كتنويع برامجي فقط لا أكثر ولا أقل . وهو ظلم وغبن للمشاهدين المسلمين الفلسطينيين في فلسطين الأرض المقدسة وخارجها .
ثالث عشر : غياب الفضائية الإسلامية الفلسطينية . فكل الفضائيات الفلسطينية الحالية هي فضائيات سياسية ، تسبح في الحزبية والقبائل السياسية . ووجود الفضائية الإسلامية الفلسطينية المتخصصة ، يعمق من الترابط النفسي والوجداني الديني بين المواطن الفلسطيني والمواطنين العرب والمسلمين .
رابع عشر : عدم وجود علاقات مهنية طيبة بين الفضائيات الفلسطينية وكليات الإعلام وأقسام الصحافة في الجامعات الفلسطينية ، مما يقلل من تبادل وتكامل الدراسات النظرية والخبرات المهنية العملية .
خامس عشر : توظيف غير المؤهلين مهنيا وأكاديميا في الفضائيات الفلسطينية ، وخاصة في إعداد وتقديم البرامج وإذاعة النشرات الإخبارية ، فتظهر المحسوبية والمعرفية والتزكية الحزبية والشللية والوجوهية الأمامية وغيرها في هذا المجال ولا ينال الشخصيات المتخرجة من كليات الإعلام بالجامعات إلا فتات الفتات من الوظائف الإعلامية في هذه الفضائيات الحزبية .
وكثيرا ما تجد الراسبين في الثانوية العامة ممن يتبوأون مناصب إدارية ومهنية قيادية بالفضائيات الفلسطينية ؟؟ والأمثلة الحية كثيرة في هذا المجال لا مجال لذكرها . وكذلك تجد الكثير من السفهاء والفاسدين والمفسدين ، يتصدرون إدارة بعض الفضائيات الفلسطينية التي تحمل اسم فلسطين أو ترمز للشعب الفلسطيني ، باسم صريح أو مبطن أو ظاهري أو باطني ، زورا وبهتانا في روايات يندى لها الجبين الإنساني وهي بعيدة فعليا عن فلسطين الطبيعية أو التاريخية أو السياسية أو الجهادية قلبا وقالبا . فأنى لهذه الفضائيات أن تنجح في رسالتها الحضارية الإعلامية ، فليس بالمال وحده تمتلك وتدار الفضائيات . وإن ظهرت هذه الفضائيات الفلسطينية ، وكأنها ظاهرة صحية تبين التعددية الديموقراطية للوهلة الأولى ، إلا أن صراعات خفية طفت وتطفو على السطح الإعلامي قبل وأثناء وبعد ترخيص هذه الفضائيات الجديدة .
وفي الكثير من الأحيان ، فإن الوسط الفضائي الإعلامي الفلسطيني بحاجة إلى تطهير ديني وقومي ووطني جديد . وبالتالي فإن الرويبضة هو الذي يحكم غالبا سير بعض هذه الفضائيات الخالية من الأخلاق الحميدة والأمجاد التليدة ويسودها الإنحلال الاجتماعي والأخلاقي ، ولا يتقن الرويبضة سوى الانصياع لأوامر وفرمانات أساتذته أو أسياده من جهابذة السياسة والفن والأدب الغزلي والشعراء الغاوين الذين هم في كل واد يهيمون .

ما هي أسباب ولادة وتعددية الفضائيات الفلسطينية ؟

تتعدد الفضائيات الفلسطينية لأسباب وعوامل شتى ، من أبرزها :
أولا : الاختلاف الأيديولوجي والمنافسة وتناحر التيارات السياسية الفلسطينية .
ثانيا : الشهرة الإعلامية لذوي الثقل الاقتصادي عبر التجمع في وسيلة إعلامية للدفاع عن المصالح والمنافع الاقتصادية ( الترقيع والتلميع ) .
ثالثا : الاستثمار بالمجال الإعلامي وتحقيق الأرباح علما بأن جميع الفضائيات الفلسطينية غير مربحة حتى الآن .
رابعا : الوجاهة الاجتماعية الإعلامية ومحاكاة الآخرين والترويج الإعلامي .
خامسا : الدفاع الإعلامي عن فلسطين الأرض المقدسة : الوطن والشعب .
سادسا : الهيمنة المفتعلة على الجماهير الغفيرة وتسويق برامج وسياسات معينة .
سابعا : التقليد والمحاكاة المهنية والسياسية للفضائيات العربية والأجنبية .
ثامنا : الترويح والترفيه والترويج العلمي .

وصايا وتوصيات عامة وشاملة للفضائيات الفلسطينية

يقول الله الحنان المنان الكريم ذو الجلال والإكرام جل جلاله : { وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24) }( القرآن المجيد – لقمان ) .

وبرأينا ، هناك العديد من الوصايا والتوصيات المهنية الإعلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية التي يفترض في إدارة القناة الفضائية التنبه لها ، والتي تسير جنبا إلى جنب في الأولويات والتطبيقات على أرض الواقع ، لجعل القناة الفضائية نعمة ورحمة لا نقمة على العباد ، ومن أهم هذه الأمور ما يلي :
أولا : إحترم الإسلام العظيم ، في جميع البرامج المبثوثة في القناة الفضائية ، وعدم الاستهزاء بدين الله في الأرض . سواء بالمواد التلفزيونية المعدة والمقدمة أو النشرات الإخبارية أو البرامج الغنائية ، أو الأفلام غير الفالحة أو الناجحة ، وعدم استخدام المصطلحات البذيئة لوصف المسلمين أو الجماعات الإسلامية ووصفها بالإرهاب أو التخريب أو غيرها . ولا بد من تخصيص برامج دينية إسلامية يومية وأسبوعية وموسمية بشكل يليق بالشعب الفلسطيني العربي المسلم . ولا مانع من تخصيص برامج دينية للنصارى . ولا بد من نقل شعائر صلاة الجمعة أسبوعيا ، وصلاة العيدين ( الفطر والأضحى ) وصلاة التراويح في شهر رمضان المبارك وتأدية مناسك الحج في شهر ذي الحجة سنويا وغيرها من البرامج الإسلامية الحية . ولا بد من التنظير لجعل فلسطين الأرض المقدسة ، للأمتين العربية والإسلامية والابتعاد عن القطرية الفسطينية التي تقزم القضية الفلسطينية لقضية شعب فلسطيني فقط فالقضية أكبر من ذلك لأن الشعب الفلسطيني يواجه هجمة يهودية – صهيونية – عالمية إمبريالية لا قبل له وحده بصدها .
ثانيا : الفضائية التلفزيونية هي مرآة فلسطين الطبيعية العاكسة ، فيجب أن تكون معبرة بكل ما في الكلمة من معنى عن هموم وغموم الشعب الفلسطيني المسلم المرابط في أرض الرباط المقدسة . ولا بد من التعبئة الإسلامية الصحيحة والإعداد القومي الرصين لمواجهة الحرب النفسية التي تشن من الأعداء بانتظام .
ثالثا : توظيف الكفاءات العلمية المدربة ، كنواة صلبة أساسية في القناة التلفزيونية ، ومتابعة العمل التدريبي للعاملين وتنظيم زيارات لقنوات فضائية عصرية متطورة .
رابعا : الاحتفاظ بأرشيف تلفزيوني ثابت وموثق لتسهيل عملية الرجوع إليه ، في أكثر من مكان لتجنب الإعتداء الصهيوني الهمجي الوحشي عليه وتدميره بالصواريخ .
خامسا : إنشاء موقع إلكتروني متلفز على الشبكة العنكبوتية العالمية ( الانترنت ) . يسارع لنقل الأحداث أولا بأول وعدم التخلف عن الركب الإعلامي المتطور .
سادسا : التخصص والمداورة جنبا إلى جنب ، بمعنى أن يقوم الموظف بممارسة وإتقان جميع الفنون الإعلامية المهنية ، المسجلة والمباشرة ، مع العمل الثابت بتخصصه ، وذلك لتلافي الحالات الطارئة ، فكل مذيع يجب أن يتقن فن إعداد وتقديم البرامج المتنوعة ، والنشرات الإخبارية وغيرها . وكل مهندس ينبغي أن يكون ملما بكافة شؤون الهندسة التلفزيونية الفضائية ، وعدم التقاعس حيال هذا الأمر .
سابعا : دفع رواتب شهرية مجزية ومكافآت مالية للمبدعين والمتفوقين ، لتجنيب هجرتهم من القناة الفضائية ، والإلتحاق بقنوات فضائية منافسة عربية أو أجنبية . فالإعلامي إذا لم يتمتع باستقرار وأمن وظيفي ونفسي فلن يكون عطاءه مثمرا بل سيكون لتأدية واجب معين للحصول على راتب مالي في نهاية الشهر .
ثامنا : إتباع مبادئ الآنية والدقة والأمانة العلمية والموضوعية والشفافية والتعددية السياسية والحيادية ونقل الرأي والرأي الآخر ، وعدم التقوقع في بوتقة حزبية قبلية وعشائرية ضيقة ، لتمكين القناة الفضائية من الانتشار فلسطينيا وعربيا وإقليميا وعالميا . وتكون في صدارة القنوات الفضائية العالمية .
تاسعا : البث التلفزيوني باللغة العربية الفصحى ، واللغات الأجنبية يوميا وحسب الحاجة والمعطيات والظروف وعدم التقوقع خلف اللغة العامية المحكية المحلية ، لأن الفضائية تبث لملايين البشر من فلسطين وخارجها ، ولا يجوز اللجوء للغة المحلية في هذا الشأن .
عاشرا : التنويع المهني : بتخصيص برامج للأطفال والشباب والكبار في السن والنساء ، والفئات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في أوقات مناسبة . فيكون تخصيص برامج للطلبة في المدارس والجامعات ، والعمال ، وبرامج الصحة ، وبرامج الاقتصاد ، والبرامج الدينية ، وشؤون المرأة والأسرة ، والأسرى ، والشهداء ، والبرامج السياسية ، والبرامج الترفيهية الهادفة والأناشيد الدينية والقومية وسواها .
حادي عشر : البرامج الحية المباشرة والمسجلة . لا بد من اللجوء للثنائي التلفزيوني بإعداد وتقديم البرامج الحية المباشرة ( على الهواء مباشرة ) وتسجيل البرامج واللقاءات الميدانية لإحداث تفاعل كبير بين القناة التلفزيونية والمشاهدين ، ويكون ذلك بتركيز الاهتمام بقضايا الفلسطينيين في داخل فلسطين الكبرى وخارجها .
ثاني عشر : تنظيم حملات الترويج الاقتصادي للبضائع الفلسطينية والعربية والأجنبية ، والاستغناء عن البضائع الصهيونية والأمريكية ومن يلف لفهما .
ثالث عشر : تنظيم استطلاعات للرأي العام الفلسطيني بصورة منتظمة لمعرفة الاهتمامات الفلسطينية وإدراج البرامج تبعا لهذه الاستفتاءات والاستطلاعات الشعبية .
رابعا عشر : مواكبة التطورات الفنية والتقنية الإلكترونية في العالم لتطوير الفضائية بصورة متواصلة . وتجديد الآلات والأجهزة الإلكترونية بانتظام ، مع ضرورة أن توفر أجهزة بديلة أو مقرات ثانية مؤقتة بديلة في حال التعرض لها والعدوان الصهيوني الجوي أو البري عليها .
خامس عشر : الدوام المقنن المضبوط لطاقم العاملين : عدم التقيد بمواعيد دوام محددة بالقناة الفضائية ، وتسهيل عملية الدخول والخروج ضمن ضوابط زمنية معينة ، فلا داعي للجلوس بالفضائية لمن ليس له عمل في ذلك اليوم أو النوبة ، ويجب أن يكون هم الجميع تطوير وتفعيل الفضائية ، وليس انتظار الراتب في آخر الشهر .
سادس عشر : تبني وإستيعاب الخريجين الأوائل في كليات الإعلام وأقسام الصحافة في الجامعات المحلية الفلسطينية سنويا ، وذلك لرفد وتطوير القنوات الفضائية بكادر جديد وتغذية عروق وشرايين القناة الفضائية بدماء حيوية جديدة . ويجب أن يكون هناك تعاون وتكامل نظري وعملي بين الفضائيات الفلسطينية والجامعات الفلسطينية لخدمة الأهداف النبيلة لأهل الأرض المقدسة .
سابع عشر : ربط القناة الفضائية الفلسطينية بالانترنت ، كشبكة عالمية يتمكن الجميع من الوصول لها بسهولة .
ثامن عشر : تلبية جميع الأذواق الفلسطينية بالخير وللخير ومن أجل الخير ، للتعبئة الشاملة ، وعدم جعل الفضائية الفلسطينية كملهى ليلي في ساعات الليل ، أو كازينو ببث الأفلام الهابطة السافلة ، أو المسلسلات المائعة الرذيلة ، التي تشوه صورة فلسطين المجاهدة أمام الآخرين ، فيجب أن تكون الفضائية الفلسطينية فضائية جهادية فلسطينية عربية إسلامية ، بكل ما في الكلمة من معنى ، لا أن تكون كباريه على الهواء .
تاسع عشر : تجنب المهاترات والهرطقات والتهويل والمبالغة والتهريج الإعلامي تجنبا تاما . فينبغي على الفضائية الفلسطينية الحقيقية ، أن تكون صادقة ولا تمارس الضلال والتضليل والتطبيل والتزمير والتنابز بالألقاب مع الآخرين .
عشرون : إنشاء إتحاد مهني لا سياسي للفضائيات الفلسطينية ، وفق ضوابط ومعايير إعلامية صحيحة ، لتبادل الخبرات والمعلومات ، وتلقي الدورات الخارجية ، والمنافسة الشريفة ، وتنظيم الإعلاميين في القنوات الفضائية الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية .
واحد وعشرون : منافسة الفضائيات الفلسطينية للفضائيات الأجنبية الاستعمارية والتصدي لها بكل ما أوتيت من قوة العزيمة والإرادة ، لا أن تكون تابعة لها وتقلدها برامجيا ومهنيا وإداريا .
ثاني وعشرون : يجب العمل الحثيث على الإنتاج التلفزيوني الفلسطيني الذاتي ، من خلال إعداد وإنتاج المسلسلات والدراما والأفلام والمسرحيات الفلسطينية والقومية والإسلامية الهادفة ، وتجنب الإعتماد على الاستيراد الخارجي لملء ساعات البث اليومية الطويلة عبر الفضائيات .
ثالث وعشرون : تشجيع الشركات الفلسطينية المتخصصة في الإنتاج التلفزيوني الفضائي ( فيديو الأفلام والقصص التلفزيونية الصغيرة ) ، على أساس القطعة وكمية الإنتاج لا مقدار العمل ، لتنمية القطاع الخاص في هذا المجال .

كلمة طيبة خضراء أخيرة .. وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

الفضائيات الفلسطينية التي تسبح في الفلك السماوي وتعيد بثها للشاشات الصغيرة في الأرض ، ولا ينبغي الاستهزاء بدور أي فضائية ، أو التقليل من شأنها ، فهي قادرة على تغيير السلوك الاجتماعي ومناهج الحياة البشرية ، بالتكرار والترديد ، عبر الخدمات الإعلامية المجانية التي تقدمها وتبثها نهارا وليلا ، إذا كانت رزينة ورصينة وأمينة ، في نقل آمال وتطلعات وغايات الإنسان الفلسطيني الذي يعيش في أرض الآباء والأجداد . فالإعلامي الفلسطيني هو كالقابض على الجمر المعلوماتي لتوصيل وتوجيه المقاصد الشعبية الفلسطينية الساعية للحرية والاستقلال والتحرير الوطني من براثن الاحتلال الأجنبي الكريه . ولن تجدي العفوية المهنية والفوضى الطارئة في الفضائية الفلسطينية بل يجب وضع الخطط الإعلامية الاستراتيجية متوسطة وقصيرة الأجل للنهوض الإعلامي لتطبيقها بصورة تدريجية للوصول والارتقاء بالفضائية للمقامات الرفيعة والمثل العليا فنيا ومهنيا وأخلاقيا وإداريا .
والله نسأل التوفيق والسداد للقنوات الفضائية الفلسطينية الوطنية والإسلامية ، فهي رمز من رموز السيادة الوطنية الجوية على الفضاء الفلسطيني والعالمي . ولا بد من الاستفادة من تجارب القنوات الفضائية العالمية ، لإحداث التغيير والإصلاح والبناء المتصاعد في عنان السماء . وينبغي الابتعاد عن الغوغائية والحملات التشهيرية الحزبية والقبلية السياسية المقيتة .
وختامه مسك ، فندعو بهذا الدعاء الخالد الذي ورد بكتاب الله العزيز : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) }( القرآن المجيد - البقرة ) .
كما ندعو ونقول والله المستعان ، بالقول النبوي الخالد الوارد على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: