الجمعة، 29 أكتوبر 2010

خنازير برية يهودية في أرض عزموط بفلسطين الأبية .. رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا

خنازير برية يهودية
في أرض عزموط بفلسطين الأبية ..
رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ جَلَالُهُ : { وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) }( القرآن المجيد – الأعراف ) .

استهلال

إقترب موسم قطف ثمار الزيتون بفلسطين في خريف 2010 وتحديدا في شهر تشرين الأول السنوي ، فاستعد الفلاحون اصحاب بساتين ومزارع الزيتون الفلسطيني لجني هذه الثمار السنوية ، التي تدر خيرا مباركا على أهل فلسطين الطيبين الميامين ، وإخراج نصيب الزكاة الإسلامية منه ، ليأتوا حقه يوم حصاده ، فاتجه أصحاب هذه الشجرة المباركة في الأرض المقدسة لجنى الحصيد الثمري الشجري من الزيتون المنتشر وسط الريف الفلسطيني ، ومحيط القرى الفلسطينية المرابطة كالأوتاد والأطواد الشامخة ، فوق ثرى التراب الوطني الفلسطيني الغالي في فلسطين الكبرى . وكالعادة اعترض سبيلهم قطعان المستوطنين اليهود البريين الآتين من كل فج عميق ليمارسوا ساديتهم وتلذذهم بعذاب الآخرين ، وليشهدوا عدوانهم وعدوان غيرهم من بني جلدتهم المغضوب عليهم بمعاونة الضالين على أهل فلسطين الأصليين .

قرية عزموط والخنازير اليهودية الناطقة وغير الناطقة

في قرية عزموط على بعد 5 كم ، شمالي شرقي نابلس عاصمة جبال النار بالضفة الغربية المحتلة بفلسطين الأبية ، توجه مئات المزارعين شيبا وشبابا ونساء وأطفالا ، في مطالع شهر تشرين الأول 2010 ، لجني الحصيد السنوي من الشجر الزيتوني المبارك ذو الأوراق دائمة الخضرة الطبيعية ، لتزهو بها الطبيعة والبيئة الفلسطينية ، ولكنهم فوجئوا بقطعان يهودية ذات نوعين :
النوع الأول : قطعان بشرية حيوانية ناطقة دينية أو علمانية ، لا فرق ، وكلهم مدججين بالسلاح الرشاش الصهيوني اللئيم .
والنوع الثاني : قطعان حيوانية برية غير ناطقة سوى من الصفير من فئة الخنازير السوداء ، التي تعيث في الأرض الفلسطينية فسادا وإفسادا كالنوع الأول من الحيوانات الناطقة ، وكلها حيوانات وحشية تحتل أرض فلسطين المقدسة .

تواريخ يهودية لجني ثمار أشجار الزيتون الفلسطينية ؟؟ !

لقد علم أهل قرية عزموط من ورقة بيضاء يتخللها بعض الكتابات المطبوعة علقت على مداخل بيت الله بالقرية ، وهو المسجد الكبير ( مسجد عمر بن الخطاب ) التي تحدد تواريخ مواعيد قطف ثمار الزيتون في محافظة نابلس ، ويمنع في غيرها فقط ثمار الشجر المثمر ، بتهديد يهودي ظاهري وباطني ، وكان نصيب قرية عزموط البالغ عدد سكانها حوالي أربعة آلاف نسمة ، وتشتهر بزراعة ورعاية شجرة الزيتون المباركة ، حيث تمتلئ البساتين بآلاف أشجار الزيتون الفلسطيني الصغير والكبير الحجم المعمر ، الذي يتراوح عمره ما بين مئات السنين وعشرات السنين ، بتواريخ زمنية غير مناسبة لجني الثمر ، ولا يعرف الأهالي من وضع وحدد هذه التواريخ المتأخرة الأولى ، ما بين 31 / 10 – 3 / 11 / 2010 ، فرفض أهل البلد الإنصياع لهذه التواريخ العسكرية الصهيونية المزيفة التي يسمح فيها بجمع ثمار الزيتون ، بدعوى الحراسة العسكرية اليهودية السافلة لهم من أذنابهم المستوطنين ، مثلهم مثل أهل القرى الفلسطينية المجاورة ، وأغلب الظن أن معظم إن لم يكن جميع قرى فلسطين لم تلتزم بهذه التواريخ المفروضة من أعلى ، بقرار عسكري أو بتنسيق مدني فلسطيني – صهيوني ، فاتجه أهل القرى من اصحاب الزيتون لقطف ثمار الزيتون داخل القرى وخارجها دون إكتراث لهذه المواعيد الجائرة المحددة التي تمكن المحتل الغريب الأجنبي من التحكم بأهل البلاد الأصليين .

ملاحقة المستوطنين اليهود للمزراعين الفلسطينيين

يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}( القرآن الحكيم – البقرة ) .
وفي قرية عزموط الصغيرة قرب نابلس ، التي اقيمت على جزء من أرضها الطيبة ، مستوطنة إيلون موريه اليهودية العدوانية الظالمة ، عام 1980 ، بقوة السلاح الجديد المصنوع من الحديد ، وعنجهية الأوغاد ، وبدعم أمريكي مديد ، وتتزايد فيها الأبنية الصهيونية السرطانية يوما بعد يوم ، تداعت و( خرطت وجدت ) أهالي القرية الوادعة ، أي قطفت ثمار الزيتون داخل مسطح القرية ، ثم اتجهت للبساتين المحاذية للقرية ، ولم تنصع لتعليمات علوية غير زراعية ، وبدت وكأنها فرمانات وأوامر قرارات عسكرية وسياسية صهيونية مجحفة بحق الأرض والأهالي ، فاعترض المستوطنون المجرمون المخربون على ذلك وأخذوا يلاحقون المزارعين صغارا وكبارا ، ويطلقون النار فوق رؤس الناس ، ويعتدون على المزارعين ، بالحجارة والركلات والقبضات اليدوية ، ومصادرة الانتاج الزيتوني ، والحيوانات التي تنقل الانتاج اليومي ، بالتهديد والوعيد القديم والجديد . وفي حادثة إجرامية صادر قطعان المستوطنين المدججين بالسلاح والحجارة بعض المزارعين في منطقة ( المرحان ) جنوبي جبل الشيخ بلال بن رباح ، البعيدة عن مستوطنة ألون مورية اليهودية حوالي 2 كم ، وصادروا كمية الزيتون المقطوفة والمعبأة بالأكياس تمهيدا لنقلها لمخزن الزيتون لدرسها لاحقا ، والقوا الحجارة باتجاه الفلاحين الذين يجمعون ثمار اراضيهم من حب الزيتون المقدس ، وكذلك صادروا حمار الحاج أبو فارس ، ويستخدم لحراثة الأرض وسقاية أشجارها وتسميدها ، ونقل بعض الحاجيات من المناطق الوعرة كأكياس الزيتون ، ولم يعد هذا الحمار للفلاح الفلسطيني ، منذ أكثر من اسبوعين ، فخرج ولم يعد ؟؟ بفعل إنحطاط و ( حمرنه ) قطعان المستوطنين اليهود من ساكني مستوطنة ألون موريه الدينية الصناعية اليهودية المتطرفة . فانضم هذا الحمار للحمير من قطعان المستوطنين اليهود البشريين بالاسم والمسمى فقط ، دون ذنب أو جريرة سوى أنه أحضر لنقل بعض أكياس الزيتون غير الممتلئة للبيت .
على أي حال ، تداعى أهل قرية عزموط لقطف ثمار أشجار الزيتون المثمرة ، مبكرا بمواعيد غير المواعيد المضروبة لهم سلفا ، التي علقت على مدخل بيت العبادة بالقرية ، مما أضطر الجهات المتابعة والواضعة لتلك المواعيد السابقة المسارعة لتقديمها ، بضعة أيام فقط ، فنودي عبر ميكرفون إذاعة المسجد الإسلامي ، وهي ثلاثة ايام : الأربعاء والخميس والجمعة 27 و28 و29 / 10 / 2010 ، وذلك بتقليل الأيام الأربعة السابقة لثلاثة أيام فقط . وهي سياسة صهيونية إجرامية ساهمت في نهب الأرض وتركها وإهمالها فبقي معظمها بورا ، منذ زمن بعيد ، منذ قيام هذه المستوطنة اليهودية التائهة في أرض فلسطين المباركة .

عشرات الخنازير البرية اليهودية .. لتخريب أشجار زيتون فلسطين المباركة

ليس ذلك فحسب ، بل إن المستوطنين اليهود ، بمستوطنة ألون موريه المتطرفة ، بتحريض من جهات حيوانية وزراعية يهودية أخرى ، قد أطلقت العنان لآلاف الخنازير البرية المحرمة بالإسلام العظيم ، لتتجول في المناطق الريفية الفلسطينية ، ومنها قرية عزموط المسلمة الوادعة المسالمة . في سياسة مفبركة لثني المزراعين عن الأكل من ثمار المزروعات المباركة من رب العالمين .

لماذا الخنازير البرية في بساتين قرية عزموط وغيرها من الأراضي الفلسطينية ؟

يقول الله الحنان المنان ذو الجلال والإكرام ، تبارك وتعالى : { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .

برأينا ، إن الغايات الرئيسية لإطلاق الخنازير البرية اليهودية بالأراضي الفلسطينية ، إجمالا ، هي :
أولا : الإرهاب النفسي اليهودي : بث الخوف والرعب بين المواطنين الفلسطينيين وذلك بترهيب المواطنين الفلسطينيين وتخويفهم من إرتياد اراضيهم ، للفلاحة وجمع ثمار الأشجار المثمرة ، لأن هذه الخنازير كبيرة الحجم وتهاجم الناس وتعتدي على صغار السن خاصة وتلحق الأذى الشديد بهم .
ثانيا : ضرب الاقتصاد الفلسطيني : عبر تخريب الأشجار المثمرة كالزيتون والتين واللوزيات التي تعود للفلسطينيين . وضرب الزراعة الفلسطينية والاقتصاد الوطني الفلسطيني بصورة إجمالية كون فلسطين تشتهر بالزيتون .
ثالثا : الإرهاب الديني اليهودي : وذلك من خلال الهجوم الخنزيري الديني اليهودي النجس على التعاليم الإسلامية التي تعتبر حيوان الخنزير محرما وهو نجس يجب قتله والابتعاد عنه . ومن المعلوم أن الإسلام يحارب الخنازير ولا يجيز للمسلمين أكله لحومها أو الانتفاع بها قطعيا .
وكلمة لا بد منها ، وهي أنه ألا يكفينا الخنازير البشرية من قطعان المستوطنين الأنجاس المخربين ، حتى يتم إطلاق أيدي وأرجل الخنازير الحيوانية لتعيث فسادا وإفساد بأرض فلسطين المقدسة ، فإلى متى سيستمر هذا الوضع البائس الذي لا يبشر بالخير بل يكشر عن أنياب الشر الحيوانية العدوانية من الخنازير البرية البشرية والحيوانية ؟؟؟

وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ .. جريمة الإعتداء على ( بئر النفاخة ) لآل شحادة بقرية عزموط ؟؟!

يقول الله الحي القيوم عز وجل : { فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}( القرآن المبين – الحج ) .
يضاف إلى هذا وذاك ، قيام مجهولين من حثالات البشر ، سواء أكانوا يهودا أو عربا ، أو كليهما ، من الشباب اللامبالي الطائش القذر ، البعيد عن تحمل المسؤولية الإسلامية والوطنية ، بارتكاب جريمة ضد الإنسانية والوطنية ، تمثلت بكسر حجارة بئر ماء كبيرة تتسع لأكثر من 200 م3 ماء ، يعود لعائلة آل شحادة ، على بعد 1 كم من وسط القرية ، وعلى بعد 500 م من بيوت شمالي القرية ، وتستفيد منها كافة عائلات وحمائل القرية ، بلا استثناء ، عند حاجتهم لها ، وهي أكبر من حاووز القرية الذي شيده المجلس القروي مشكورا بدعم خارجي ، قبل سنوات معدودة على الأصابع ، ولا يعمل حتى الآن لأسباب فنية أو مالية مجهولة غير معروفة . وكانت ( بئر النفاخة ) الكبيرة ، بمائها وبعطائها وحجمها ، حفرت منذ سنوات الخمسينات من القرن العشرين الماضي ، أي قبل ستين سنة ، ودعيت باسم ( بئر النفاخة ) لانتفاخ بطنها الواسع وتخزينها المياه العذبه الهاطلة بفصل الشتاء . وقد قام الجناة المجهولون ، هداهم الله رب العالمين فهو الهادي لسبيل الرشاد ، بنقب الحجارة التي تسد باب البئر ، حجرا حجرا ، وفتح فتحة جانبية كبيرة بالبئر ، وبذلك اصبحت ( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ) فتلاشت الاستفادة الصالحة من هذه البئر العتيقة ذات الماء الزلال الصالح للشرب الآدمي والأعمال المنزلية ، وأضحى اهل الزيتون يحملون الماء بأيديهم لمسافات طويلة ، بعد أن كانون يعتمدون على بئر النفاخة ، وبعد أن كانت المياه تستخدم لري الأشجار المثمرة والأشتال لاستصلاح الأراضي البور الجبلية القريبة والبعيدة وسقي المواشي من الأبقار والأغنام والدواجن ، واستعملها هؤلاء الأنذال للسباحة والتبول بها ، علما بأن هذه البئر لا تصلح للسباحة أصلا كونها تحت الأرض ، ولكن العقلية التخريبية الجبانة ، تأبى إلا أن تخرب بأيديها النتنة ، بسفاهة وتياسة نادرة ، بلا وازع أو رادع ، ديني إسلامي أو قومي أو وطني أو إنساني ، ونسي أو تناسى هؤلاء المأجورين ، أن هذه البئر استخدمت من قبل الأهالي ، مرارا وتكرارا عند قطع المياه عنهم من مستوطني الون موريه اليهود الحاقدين ، عن قرية عزموط ، فبذلك نفذوا سياسة إجرامية مضاعفة ، بهدم جزء من البئر ، الذي كان يسقي من مائها المئات من سكان قرية عزموط ومواشيهم طيلة فترة الصيف بفترة من الفترات الزمنية الغابرة ، فما بال هذه الزمرة الفاسدة هدمت وخربت هذه البئر الصالحة وعطلتها ، فيبدو أن عقلية التخريب طغت على عقلية التعمير والتشييد .
فتبا وسحقا ، للمجرمين الخنازير والمخربين ، من جميع الجهات كالخنازير البرية اليهودية الحيوانية والبشرية والبلدية ، الذين يخربون أملاك وممتلكات الشعب الفلسطيني والعائلات الفلسطينية بلا أدنى مبرر أو حجة أخلاقية واهنة .

كلمة طيبة أخيرة .. كشجرة الزيتون الخضراء المباركة

يقول الله الغني الحميد جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) } ( القرآن المجيد ، آل عمران ).

إن الشعب المسلم العربي في فلسطين الأرض المقدسة ، لن يقف مكتوب الأيدي أمام وحشية وسادية وعنجهية الخنازير البرية اليهودية ، بجناحيها الحيواني الناطق وغير الناطق ، مهما غلت التضحيات والخسائر الاقتصادية ، وسيبقى متحديا ومتصديا ومواجها بالصمود والمرابطة الشاملة ، للعتاة والبغاة والطغاة الظالمين في هذه الأرض رغم الجراح وسيل قطرات الدماء والدموع والعرق التي تنزف يوميا من الجسد الفلسطيني المثخن بالجراح ، فسياسة الرباط والمرابطة في أرض الرباط الفلسطيني هي سيدة الموقف دائما وأبدا . وسيزول الاحتلال وتزول تبعاته النتنة اللئيمة عاجلا أو آجلا . والله على كل شيء قدير . ولن يكون أهل فلسطين الأصليين ، كالهنود الحمر المواطنين الأصليين في أمريكا الشمالية ، الذين أنهكهم وقضى عليهم المستوطنون البيض من قارة أوروبا ، بل سيقف المواطن الفلسطيني الصالح رافعا لواء الحرية والتحرير ، بالدفاع الشرعي عن النفس والأهل والعرض والأرض والشعب والأمة بكل ما أوتي من قوة الإرادة والإيمان ، وفق جميع الشرائع السماوية والدساتير الأرضية الوضعية في العالم .
وفي هذا الصدد ، لا بد من الإكثار من ترديد دعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد ، نوح ) .
كما ندعو ونقول كما جاء بكتاب الله العزيز : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}( القرآن المجيد – البقرة ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: