الاثنين، 27 سبتمبر 2010

رسالة مفتوحة إلى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.. وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا

رسالة مفتوحة
إلى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف..
وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

السلام على من إتبع الهدى في العالمين ،،،

الموضوع : إعلان الإسلام وفلسطين وروسيا


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) }( القرآن المجيد – آل عمران ) . وورد بصحيح مسلم - (ج 10 / ص 36) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ " .

د. ديمتري ميدفيديف عظيم الروس منذ 2 آذار 2008

يتذكر العالم ، أنك أستاذا مساعدا للقانون المدني بجامعة لينينغراد ومرشحا للرئاسة الروسية في 10 كانون الأول 2007 كابن لمدينة ليننغراد المولد فيها ب 14 ايلول 1965 ، أي زمن الحقبة الشيوعية البائدة ، دعمتك أربعة أحزاب سياسية هي حزب روسيا الموحدة ، وحزب روسيا العادلة ، وحزب المزارعين ، وحزب القوة المدنية . وانتخبت في الجولة الانتخابية الأولى والتي أجريت في 2 آذار - مارس 2008 بنسبة 69.6% من أصوات الناخبين ، ففزت على ثلاثة مرشحين وهم : زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف ، ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير جيرينوفسكي ، ورئيس الحزب الديمقراطي الروسي أندري بوغدانوف . وتذكر يا ديميتري ميدفيديف أنك منذ 7 أيار - مايو 2008 تشغل منصب رئيس الدولة والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الامن الروسي ، كرئيس ثالث لروسيا الإتحادية بعد إنهيار الإمبراطورية السوفياتية الشيوعية الشريرة ، وهذه المناصب هي من الإغراءات الدنيوية الفانية غير الباقية لأنها مناصب سياسية وعسكرية وإدارية مؤقتة بالحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى لمن إتقى .

وتذكر أن زوجتك ( سفيتلانا ليننيك ) إحدى ملكات الجمال ( المزيفة ) بالمدرسة المتوسطة في ليننغراد ، أو ابنك الوحيد ( إيليا ) المولود عام 1996 لن يغنيا عنك من الله شيئا . وأن إلتحاقك وزوجتك صاحبة الفضل عليك ، بالكنسية الارثوذوكسية ، ورياضتك باليوجا وتدريسك وتأليفك الجامعي وسباحتك لن تفيدك من الله شيئا .

رئيس الإتحاد الروسي الثالث ديمتري ميدفيديف

يقول الله اللطيف الخبير العظيم الحليم عز وجل : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}( القرآن العظيم – النحل ) .

وبناء عليه ، فإنني كمواطن مسلم عربي فلسطيني يقيم في نابلس بالأرض المقدسة ، أبعث لك بهذه الرسالة المفتوحة عبر الشبكة العنكبوتية الدولية ، مع خالص تحياتي الطيبة عبر أثير الانتر نت ، لتصلك وأنت في مقر الرئاسة الروسية في موسكو ، راجيا من الله العلي القدير أن تكون بأحسن حال وأهدأ بال ، وفي تمام الصحة والعافية ، وأطلعك على ما ينبغي فعله تجاه الأمة الإسلامية عامة وفلسطين الأرض المقدسة خاصة ، من الإعتذار الرسمي وتقديم التعويضات المعنوية والمادية جراء تهجير أكثر من مليون روسي من يهود روسيا والاتحاد السوفياتي سابقا ، لفلسطين ( الأرض المقدسة ) خلال ما يربو على ستة عقود زمنية متتالية ، والدعم الروسي الرسمي والشعبي المتواصل للكيان الصهيوني المحتل لأرضنا المقدسة فلسطين ، وحرمان أصحابها الشرعيين من ثرواتها وخيراتها الطبيعية المتنوعة ومنعهم من إقامة شعائرهم بالأماكن المقدسة وخاصة حصارهم ومنعهم من الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك بالمدينة المقدسة .

على العموم ، لقد تم تهجير مئات آلاف اليهود من الإتحاد السوفياتي ( سابقا ) وروسيا حاليا على وجه الخصوص ، إلى فلسطين ( الأرض المقدسة ) ليحلوا محل شعب آخر في أرض آبائه وأجداده ، فجأؤوا إلى فلسطين وشردوا أهلها ، وصادروا معظم أرض فلسطين وأعلنوا قيام كيانهم المصطنع عليها فيما يعرف بالكيان الصهيوني ( إسرائيل ) في 14 أيار 1948 وكان الأجدى بالإتحاد السوفياتي منحهم قطعة أرض في الاتحاد السوفياتي أو أرض روسيا أو سيبيريا أو المانيا الشرقية التي كانت تحت هيمنته أو اي مكان آخر بقارة أوروبا .

عظيم الشعب الروسي .. الأرثوذوكسي ديميتري ميدفيديف .. إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ

يقول الله العلي العظيم تبارك وتعالى : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}( القرآن العظيم ، آل عمران ) .
لقد وقعت بين روسيا والدولة العثمانية التي كانت تمثل المسلمين الاتفاقيات والهدن المدنية والعسكرية ، وحدثت المعارك بين الجانبين في القرون الخالية ، ثم تبنى الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية ، الشيوعية والإلحاد العالمي ، وسفك دماء المسلمين أيام الإمبراطورية الشيوعية ، بالتناوب مع إمبراطورية الشر الأمريكية ، ومنع تداول القرآن المجيد بالإمبراطورية السوفياتية بين أيدي المواطنين المسلمين وحظر بناء المساجد الإسلامية في الإتحاد ثم تمزق الإتحاد السوفياتي عام 1991 شر ممزق بعد أكثر من عشر سنوات من العدوان على أفغانستان المسلمة ، فخرج الجيش السوفياتي مذموما مدحورا يجر أذيال الخيبة والمرارة .



ومهما يكن من أمر ، فإعلم أن الدين الإسلامي هو خاتم الرسالات السماوية ، وأن المصطفى الحبيب رسول الله محمد بن عبد الله من مكة المكرمة بشبة الجزيرة العربية ، هو سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين بمعجزتي الإسراء والمعراج ، أرسله الله رحمة للعالمين كافة ، فإذا أردت دخول الإسلام فلك ذلك ، وهو منهاج الهداة المهديين ، عند رب العالمين ، وستدخل جنة الخلود مع المسلمين الأبرار في الفردوس الأعلى ، وإن أردت البقاء على ما أنت عليه ، من صليبية أو اشتراكية أو شيوعية أو غيرها فأحذر عذاب الله الشديد يوم القيامة ، فلا تخسر نفسك وأهلك وشعبك ، وهو الخسران المبين ، فاليوم تتبوأ منصب الرئاسة الروسية ، وغدا ستموت ، كغيرك من الناس ، لأن كل نفس ذائقة الموت ، كما تعلم جيدا وستحاسب يوم البعث ( يوم الحساب العظيم ) ، عن كل شيء في حياتك من حسنات وسيئات فكن من المحسنين المتقين الأبرار ولا تلحق بالكفرة الفجرة .
ندعوك بدعاية الإسلام ، يؤتك الله أجرك مرتين ، فأعلن إسلامك ، تنل آمالك بالحياتين الدنيا والاخرة ، وابتعد عن شياطين روسيا السابقين والحاليين ، واتعظ من ما حصل مع لينين وستالين ، وأين ذهبت سلطاتهم وإرهابهم وحياتهم وتماثيلهم . فالإسلام هو دين الله في الأرض ، ولن يقبل الله بغير الإسلام دينا للبشرية حتى يوم القيامة .
وكما تعرف أكثر من غيرك ، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية ، فإن الاقتصادين الاشتراكي والرأسمالي قد فشلا ، وإن الاقتصاد الإسلامي ، والمصارف الإسلامية هي الحل الأمثل والأجدى والأصوب للبشرية جمعاء بشهادة أهل الربا من قادة دول الإتحاد الأوروبي .
ولا يغيب عن بالك ، إن هناك مساواة وعدالة اجتماعية كاملة في الرسالة الإسلامية الغراء ، بين الذكور والإناث ، وليس كما يتصور السفهاء الذين يشوهون التعاليم الإسلامية من وسائل الإعلام الهابطة الأجنبية والغربية الإباحية وخبثاء السياسة الدولية ، فانظر إن شئت ، إلى قول الله خالق الخلق أجمعين : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) }( القرآن المجيد ، الأحزاب ) . فهل بعد هذه المساواة الإلهية مساواة حقيقية فعلية لا نظرية ، بين الرجال والنساء ؟؟ لا أظن ذلك فالله هو أعدل العادلين ، وهو أحكم الحاكمين .
وبصفتك رئيسا للإتحاد الروسي ، وتهتم بالفضاء الخارجي ، فمن المفترض أن تكون الأقرب للإيمان بعظيم قدرة الله ، بديع السماوات والأرض ، الواحد الأحد الذي لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، وأن تبعد عنك شبح الإلحاد والشيوعية وألوهية وتقديس الأفراد والطوائف والأعراق والأجناس ، وأن تفضيل الناس على بعضهم يكون بتقوى الله الحميد المجيد . وكذلك ينبغي أن تكون الأقرب للإيمان بمعجزتي الإسراء والمعراج ، التي أسري الله بها برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك ببيت المقدس بفلسطين على أجنحة دابة سريعة تدعى ( البراق ) قبل أكثر من اربعة عشر قرنا ونيف من الزمان ، في القرون الخالية ، وهي أسرع من طائرات ميغ وسوخوي التي تصنعونها في بلادكم في هذه الأيام . والله نسأل لك الهداية والرشاد وإتباع الطريق القويم واجتناب خطوات الشيطان الرجيم ، إبليس اللعين . وإعلم أنه إذا لم تؤمن وتعلن إسلامك فإن عليك إثم الروسيين جميعا ، كونك قائدهم وعظيمهم إلى حين الانتخابات الرئاسية الروسية القادمة .

الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف .. كبير الروسيين .. فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ

يقول الله الكبير المتعال ذو الجلال والإكرام جل جلاله : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) }( القرآن الحكيم – هود ) .

على أي حال ، هناك العديد من المطالب الأساسية الإسلامية التي ينبغي مناقشتها وأخذها بعين الاعتبار ، معكم كمسؤولين في الإتحاد الروسي ، من أهمها :
أولا : إتاحة الحرية الدينية للمسلمين في الاتحاد الروسي في ممارسة شعائرهم الدينية والاحتفال بأعيادهم بعيدا عن التدخلات الرسمية الروسية ، وعدم قمع أبناء المسلمين بالأجهزة الأمنية .
ثانيا : منح المسلمين حقوقهم الطبيعية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإعلامية وعدم الاعتداء عليها باي حال من الأحوال ، لأن للمواطنين المسلمين الروس الحق في الحياة والعمل والتعليم والزواج والميراث وغيرها .
ثالثا : منح المسلمين حق تقرير المصير في الولايات ذات الأغلبية المسلمة مثل الشيشان والقوقاز وتتارستان وغيرها . وعدم الإبقاء على الهيمنة العسكرية الروسية على أبناء الأمة الإسلامية وإجبارهم على الخضوع للسيطرة والنفوذ الاستعماري الروسي بالحديد والنار .
ولتعلم جميع القيادة الروسية ، من السياسيين والعسكريين والاقتصاديين ، إن الدفاع الإسلامي عن الحقوق الشرعية لأبنائها في روسيا وخارجها ، ستتواصل بالكلمة الطيبة والإعلام الملتزم ، والجهاد بشتى أشكاله وصوره ، مهما غلت التضحيات وتضاعفت أعداد الشهداء والجرحى والأسرى ، فالبشرى الإسلامية بحتمية إنتصار المسلمين واقعة لا ريب فيها . كما جاء بسنن أبي داود - (ج 6 / ص 487) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ " .

الإتحاد الروسي وفلسطين المحتلة .. وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى

يقول الله الحي القيوم عز وجل : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) }( القرآن الحكيم ، المائدة ) .
بصفتك أحد أتباع الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية ، والموظف ب شركة ( يليم بالب ) للاخشاب سابقا ، ولتعويض الشعب المسلم العربي في فلسطين ، جراء السياسة السوفياتية السابقة ، من الإعتراف بالكيان الصهيوني الدخيل على الوطن العربي عام 1948 ، خلال 24 ساعة من الإعلان عن الكيان المصطنع ، ومساعدته وتمكينه لإحتساب السوفيات الباطل والفاشل بأن الإشتراكية ستعم فلسطين عبر منظمة الهستدروت الصهيونية الإشتراكية ، وهجرة وتهجير أكثر من مليون يهودي وملحد روسي للديار الفلسطينية ، يجب على الحكومة الروسية المسارعة لما يلي :
أولا : الإعتذار الرسمي الروسي السياسي والإعلامي والأخلاقي من الرئاسة الروسية ووزارة الخارجية الروسية والبرلمان الروسي ، وتقديم الأسف الشعبي ، لأهل فلسطين الأصليين عن الاعتراف السوفياتي السريع بقيام الكيان الصهيوني ( دولة إسرائيل ) على أرض فلسطين العربية المسلمة عام 1948 .
ثانيا : التعويض السياسي والدبلوماسي : مساعدة الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ( دولة فلسطين ) ، والعمل على تفكيك الكيان الصهيوني المصطنع في الأرض المقدسة . فسياسة المساهمة في قيام دولة فلسطين العتيدة فوق التراب الوطني الفلسطيني ودعم الثورة الفلسطينية بجناحيها الإسلامي الوطني حتى قيام الدولة المنتظرة واجب قومي وحتمية تاريخية ودينية على الشعب الروسي للتكفير عن خطاياه . وضرورة العمل على بناء سفارة بموسكو وبقية عواصم دول رابطة الشعوب المستقلة ( الإتحاد الروسي ) وإنشاء قنصليات لفلسطين في مختلف المدن الروسية على حساب دول الاتحاد الروسي كجزء من التعويض المادي والسياسي .
ثالثا : ضرورة التعويض الاقتصادي للشعب الفلسطيني عن الفترة التي استغل واستعمر واحتل فيها مئات آلاف المواطنين اليهود الروس والسوفيات . وتدفع هذه التعويضات المالية خلال فترة خمس سنوات لبناء دولة فلسطين العتيدة . وتأتي سياسة التعويض الاقتصادي من الاتحاد الروسي المناسب عن الأضرار التي تسبب بها المواطنون اليهود السوفيات والروس لأصحاب فلسطين الشرعيين منذ قيام الكيان الصهيوني حتى الآن بواقع نصف مليار دولار سنويا ، وبهذا فإن قيمة التعويض المالي المستحقة المطلوبة تساوي 31 مليار دولار أمريكي ، للتعويض عن سنوات الاستعمار والاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ عام 1948 حتى عام 2010 . وتكون قيمة التعويضات المالية للشعب الفلسطيني على شكل مساعدات عينية اقتصادية أو أجهزة ومعدات طبية وسيارات روسية وأجهزة ومعدات وأسلحة ودبابات وطائرات وبوارج حربية ، وكذلك تعويضات ثقافية وعلمية وأكاديمية عبر فتح أبواب الجامعات الروسية مجانا أمام طلبة فلسطين ، وخلافها .
رابعا : إرجاع اليهود السوفيات والروس القاطنين في فلسطين إلى مواطنهم الأصلية في دول رابطة الاتحاد الروسي ، ( الهجرة المعاكسة ) فلماذا تتخلصون من الأقليات وخاصة الأقلية اليهودية وتصدرونها إلى فلسطين ، للإعتداء على أملاك غيرهم العرب من المسلمين والنصارى ؟ فيجب القيام بحملة روسية وعالمية واسعة ، لسحب الجنسية الصهيونية ( الإسرائيلية ) منهم ، مثل حزب وزير الخارجية الصهيوني الروسي صاحب الملاهي الليلية والكباريهات الروسية في روسيا وفلسطين المحتلة ( أفيغدور ليبرمان وحزبه المزيف المزعوم إسرائيل بيتنا ) وتعويضهم عن الطرد من ديارهم السوفياتية والروسية خاصة وتمكينهم من بناء منازل لهم في روسيا عوضا عن بيوتهم السابقة في المستعمرات اليهودية بفلسطين في الوطن العربي وتقديم التسهيلات الاقتصادية لهم ليعودوا من منافيهم . وكذلك سحب الإعتراف الروسي بالكيان العبري المصطنع في الأرض المقدسة ( فلسطين ) ووقف التعاون الاقتصادي والعسكري بين الجانبين الروسي والصهيوني .
وهؤلاء الصهاينة ، الذين تستقبلونهم بالترحاب في موسكو ، ويساعدون أعداءكم في جورجيا عسكريا واقتصاديا وإعلاميا ، لا زالوا سادرين في غيهم ، في حصار فلسطين العسكري والسياسي والاقتصادي ، فقتلوا وجرحوا وأسروا مئات آلاف الأبرياء الفلسطينيين ، ولا زالوا يقومون ببناء جدار الفصل العنصري بين أرض فلسطين زورا وعدوانا ، وصادروا الأراضي وجرفوا الأشجار المثمرة ، واستولوا على الثروات الطبيعية وفي مقدمتها الأراضي الزراعية والمياه والمواد الخام ، وحولوا حوالي 1200 مسجد من المساجد الإسلامية في الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني ، ونابلس وبيت لحم وغيرها ، كبيوت عبادة لله عز وجل لكنس يهودية ، وحظائر أبقار ، ومزارع ، ومتاحف ، وملاه ليلية للفجور والدعارة ، دون وجه حق قانوني أو ديني أو تاريخي ، واجتماعكم بهم يعطيهم السند الدبلوماسي والسياسي والعسكري والاقتصادي والديني ، ويجعلهم يعيثون في الأرض فسادا وإفسادا ، فوق فسادهم الداخلي ، ضد أهل الأرض المقدسة ، فأنظروا ماذا تفعلون ضد هذا العدوان الصهيوني المتعدد الأشكال والوجوه ضد المصالح الاستراتيجية الروسية والفلسطينية ؟؟!
فمن الضرورة التسريع بسحب الجاليات الروسية من فلسطين المحتلة ، على مراحل وبالتدريج
خلال فترة قصيرة ، كما قدموا ( القادمين الجدد ) عبر جسور جوية وبحرية ، من أولئك المواطنين اليهود الروس الذين غادروا روسيا أو الاتحاد السوفياتي سابقا ، وقدموا إلى فلسطين لمواصلة استعمارها واحتلالها وحرمان أهلها من خيراتها وثرواتها الطبيعية وطردهم خارج وطنهم . وكذلك وقف الهجرة الروسية لفلسطين المحتلة المستندة لحجج استعمارية متعددة الأهداف والأغراض بغلاف ديني يهودي ، ومن المعروف ان الروس هم ملحدون لا دين لهم ، والتي تصب في نهاية المطاف في تهجير الفلسطينينيين لخارج ديارهم . فهناك أكثر من مليون يهودي روسي يعيثون في الأرض المقدسة فسادا ، وهيمنوا على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية ، وينشرون الفتن والفساد ويهلكون الحرث والنسل الإسلامي العربي الفلسطيني في أرض غير أرضهم . وبهذا فإن روسيا تساهم بشكل مباشر في الاحتلال العالمي للأرض الفلسطينية المقدسة .
خامسا : بناء مفاعل نووي فلسطيني قرب أريحا بالأغوار الفلسطينية ، بمساعدة روسية علمية وتقنية ومادية ، لتوليد التيار الكهرباء واستخدامه مدنيا والاستغناء عن شركة الكهرباء القطرية الصهيونية التي تحتكر الكهرباء بفلسطين المحتلة .
سادسا : التعويض الإعلامي الروسي في شتى وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري ومناصرة قضايا الشعب الفلسطيني على الصعد الإعلامية والدبلوماسية والسياسية .
سابعا : وقف الدعاية السافلة والحملات الإعلامية المغرضة في وسائل الإعلام الروسية ، المطبوعة والمسموعة والمرئية والعنكبوتية ، التي تشوه وتشهر بالإسلام العظيم ، فالإسلام دين الله في الأرض شاء من شاء وأبى من أبى .
ثامنا : تمكين ثلاثة آلاف من الطلبة الفلسطينيين كحد أدنى من إكمال تعليمهم الجامعي المجاني في الجامعات الروسية لدرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه للتعويض الأكاديمي عن الخسائر الأكاديمية التي تسببت بها مجموعة الدول المستقلة والإتحاد السوفياتي المنهار ، في دعم الكيان الصهيوني وإغلاق الكيان الصهيوني ومن ضمنه يهود فلسطين المحتلة من الروس ، للمدارس والجامعات الفلسطينية طيلة فترة الاحتلال الصهيوني لفلسطين .

الثورة الإسلامية قادمة في روسيا
أيها الرئيس الروسي الأرثوذوكسي .. فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى

كن من المتقين والمحسنين الأبرار الأخيار ، ولا تكن من الكفار الفجار ، فلا تكن طاغيا أو باغيا أو فاسدا في الأرض ، ولا تكن شريرا أفاكا أثيما ، وإعلم أن القرن الحالي ، القرن الحادي والعشرين بالتقويم النصراني والقرن الخامس عشر الهجري الإسلامي ، هو القرن الإسلامي بحق وحقيق ، وأن عدد أبناء الأمة الإسلامية يبلغ أكثر من 1.6 مليار نسمة ، مقابل 140 مليون نسمة بالإتحاد الروسي ، وأن الأمة المسلمة تمتد على مختلف بقاع الكرة الأرضية ، ولتدرك الحقيقة الإسلامية الخالدة أنه لا إكراه في الدين ، حسب ما ورد بالكتاب الإسلامي المقدس ، وهو قول الله العزيز الحكيم من فوق سبع سماوات طباقا : { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) }( القرآن المجيد ، البقرة ) .

حسب السجلات الرسمية والإحصاءات المعتمدة في الإتحاد الروسي ، بالنظر لخريطة الأديان الأساسية في الإتحاد الروسي يتبين لنا أن هناك فسيفساء دينية في روسيا الاتحادية ، فإن توزيع الأديان عام 2010 ، يأتي كما يلي :
أولا : النصارى : نسبة المسيحيين الأرثوذكس حوالي 63% من سكان روسيا أي حوالي 105.861 مليون نسمة ، وكانت بداية انتشارها منذ عام 988 م. كما توجد فئات قليلة من الطوائف النصرانية ( المسيحية ) من البروتستانت والكاثوليك .
ثانيا : الإسلام : نسبة المسلمين في روسيا 11.7% أي حوالي 15-20 مليون نسمة والثاني بموسكو بعد المسيحية دخل الإسلام سيبريا عام822م حيث أمتد الحكم الإسلامي المغولي والعباسي هناك. ويتركز المسلمون في مناطق : القوقاز الروسي كله وسيبريا وموسكو، وأقلية في ساخا وغرب روسيا .
ثالثا : اليهودية : اليهود هناك0.281% أي حوالي 400 ألف يهودي ويتكلمون اللغة اليديشية . ويتركز اليهود في مناطق موسكو والأوبلاست اليهودية الذاتية . وبهذا نرى أن المزاعم الصهيونية بهجرة اليهود الروس إلى فلسطين المحتلة العربية المسلمة ، هي مزاعم لا تمت لليهودية بصلة بل هي هجمة عدوانية إمبريالية عالمية تشارك بها روسيا عن طيب خاطر بتسهيل الهجرة الروسية للأرض المقدسة .
رابعا : البوذية : هناك حوالي 0.14% بوذي أي حوالي 300 ألف نسمة. يتركزون في منطقة جنوب شرق روسيا كما يوجد جمهورية في الجزء الأوربي وهي المنطقة الأوروبية الوحيدة التي يقطن أغلبها بوذيين وهي كالميكيا .
خامسا : الإلحاد : هناك 0.4%من سكان روسيا أي حوالي 0.86 مليون نسمة من اللادينيين .



وبالعودة للتاريخ الروسي إبان الحقبة الشيوعية السوفياتية نجد أن الإمبراطورية السوفياتية قد إنهارت بعد عدوانها المتكرر ضد الإسلام والمسلمين في سيبيريا وروسيا بجناحيها الأوروبي والآسيوي ، ولا تنس المستنقع الإسلامي الأفغاني التي غرقت فيه جيوش الإمبراطورية السوفياتية المنحلة ، رغم أنها كانت أوسع وأعظم الإمبراطوريات الشريرة قوة ومساحة إلا أنها تهاوت وإنهارت بقدرة الله القوي العزيز ، أمام جهاد المجاهدين المسلمين في افغانستان وسوف تتهاوى أمام الدعوات الجهادية المخلصة في قلب روسيا نفسها إن عاجلا أو آجلا . ونعلمكم أن الاتحاد الروسي سيتفتت أيضا لاحقا ، كونه يظلم أبناء المسلمين ويحد من تحركاتهم الإسلامية ، ويقمعهم قمعا بشتى الطرق السرية والعلنية .



وها هي بوادر التفتت الروسي إداريا وسياسيا واقتصاديا وجغرافيا كما هو موثق أمامك وأمامنا بالسجلات الرسمية ، فأضحى الإتحاد الروسي الذي يمتد على مساحة شاسعة تبلغ 17,075,400 كم2 ، ويتكون من 83 كيانا فدراليا يتالف من : 21 جمهورية معظمهن يتمتعن باستقلال ذاتي في شئونهم الداخلية . وغالباً ما تمثل كل جمهورية مجموعة عرقية واحدة أو أكثر . و 46 اوبلاست ( أقاليم ) و 9 كراي (مقاطعات) و4 اوكروج ( منطقة ذات استقلال ذاتي ) ، ومدينتان فدراليتان ، والإعلان عن المناطق الفدرالية الروسية السبع مناطق فدرالية شاسعة ( 4 في أوروبا و3 في آسيا ) كطبقة إدارية عليا فوق الكيانات ال83 تحت المستوى الوطني ، ووجود 27 لغة محلية في الإتحاد الروسي ، وتوزع الشعب الروسي على أعراق وأجناس متعددة ، بأغلبية 79.8 % من الروس وأقليات إثنية من التتر 3.8 % % ، والأكران 2 % ، والباشكيرون 1.2 % ، وتشفاشيون 1.1 % ، و12 % من المسلمين ، فهي لن تفيدك في الوصول للإمبراطورية الروسية الجديدة ، فالعدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية هي الأدوم والأفضل لجميع الروس . وبالتالي فإن بوادر الثورة الإسلامية قادمة لا محالة في الإتحاد الروسي فنسبة ال 12 % من المسلمين ، من سكان الاتحاد الروسي الإجمالي ، تستحق التفكير مليا وتفحص الاستحقاقات الدينية والجغرافية والتاريخية لإنصاف ابناء الأمة المسلمة في البلاد الروسية حسبا تقرره هي لا حسبا تقررونه أنتم بقواتكم المسلحة وإرهابكم المتصاعد ضدهم .

ديمتري ميدفيديف .. يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

جاء في صحيح البخاري - (ج 22 / ص 286) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ " . وفي رواية أخرى ، صحيح مسلم - (ج 1 / ص 373) عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ " .
إسمح لي بأن أخاطبك باسمك مع حفظ الألقاب ديميتري ميدفيديف ، إن المصطفى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، هو خاتم الأنبياء والمرسلين ولا نبي بعدة بتاتا ، وهو يدعو للحق وينبذ الباطل ، لأن الحق أحق أن يتبع ، ويجب أن يزهق الباطل ولو بعد حين . وإعلم أن الإسلام يدعو للجهادين الأكبر والأصغر لنشر الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ثم الجهاد في سبيل الله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، نور الله في السماوات والأرض ، وينبذ الإرهاب الذي تتحدث عنه دائما عبر وسائل الإعلام ، فالإسلام هو دين الود والمحبة والمودة والتعاون والاعتصام بحبل الله المتين والتسامح والصفح الجميل ، ولكنه لا يتورع في الدفاع عن حقوق أي مسلم اينما كان وحيثما حل بأمر إلهي عظيم ولا يدعى هذا إربها بل جهاد مقدسا في سبيل الله لنصرة المستضعفين في الأرض . فلتقرأ إن شئت ، ما جاء بكتاب الله العزيز الذي تكفل الله الحفيظ القادر على كل شيء بحفظه ما دامت السماوات والأرض قائمة . يقول الله الواحد القهار جل في علاه : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)}( القرآن المبين – الصف ) .

وبهذا ، فإن روسيا مطالبة بالإعتذار للأمتين العربية والإسلامية أولا ، خير أمة أخرجت للناس ، لاستباحتها وسفكها دماء المسلمين بالعقوبات الجماعية وقتلهم في الإتحاد الروسي ووصفهم بالإرهابيين ، وكذلك مطالبة بالإعتذار للشعب المسلم العربي الفلسطيني في أرض آبائه وأجداده ثانيا لسماحها بهجرة مواطنيها للأرض المقدسة ، واعترافها بالكيان الصهيوني مباشرة أواسط ايار 1948 ، وتعويضه التعويض المعنوي والاقتصادي العيني والنقدي الملائم ، وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري والأكاديمي المناسب لتمكين شعب فلسطين من إقامة دولته المستقلة في وطنه ، بلا تأخير .
وأخيرا ، نأمل لشعوب الإتحاد الروسي ، المسلمين وغير المسلمين ، كل الإزدهار والتقدم ونرجو لهم الحياة الكريمة الآمنة المستقرة ، والعيش الحر المشترك ، بعيدا عن عصابات المافيا والعنصرية والاستعلاء الأرعن ، في ظل حكومة رشيدة لا تكيل بمكيالين ، وتعامل المسلمين بالتي هي أحسن ، وعدم البطش بهم تحت أي ظرف من الظروف أو أي حال من الأحوال . ومحاكمة ومعاقبة كل عنصري شوفيني يعتدي على أبناء المسلمين لينال جزاءه الأوفى بما فعلت يداه . ونهديك هدية ذهبية متلئلئة قيمة وهي خريطة فلسطين الكبرى ( الأرض المقدسة ) الخالية من الاستيطان اليهودي تتوسطها القدس العاصمة الأبدية للأرض المباركة من رب العالمين إلى يوم الدين .
وختامه مسك ، لا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد ، نوح ) .
والسلام على من إتبع الهدى في العالمين .
تحريرا في يوم الاثنين 18 شوال 1431 هـ / 27 أيلول 2010 .
التوقيع
د. كمال إبراهيم علاونه
نابلس - الأرض المقدسة
- نسخة الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف .
- نسخة وكالة الأنباء الروسية ( نوفوستي ) .
- نسخة روسيا اليوم .
- نسخة ايتار تاس .





















الجمعة، 24 سبتمبر 2010

رسالة مفتوحة إلى الأفاك الأثيم ياسر يحيى عبد الله الحبيب وأمثاله الأشرار الفاسقين

رسالة مفتوحة
إلى الأفاك الأثيم ياسر يحيى عبد الله الحبيب
وأمثاله الأشرار الفاسقين


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

الموضوع : إعلان التوبة النصوح والعودة للإسلام القويم

ياسر الحبيب .. أيها الضال الأفاك الأثيم القابع في أحضان لندن ،
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)}( القرآن المجيد – النور ) .
وورد بصحيح البخاري - (ج 12 / ص 5) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ " . وجاء بصحيح البخاري - (ج 14 / ص 418) عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : " أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ قَتَادَةُ بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا " .

أيها المغضوب عليه ياسر يحيى عبد الله الحبيب .. والإِفْلاسُ ..

لقد امتهنت مهنة السباب والشتائم منذ فترة طويلة ، رغم ميلادك الحديث عام 1979 ، ولم تعد لصوابك ، رغم إرشادات العلامة المسلم الفاضل محمد حسين فضل الله لك منذ أمد بعيد ، ونحذرك بأن ما تقوم به هو الإفلاس الديني الإسلامي بعينه ، وظاهرة الإفلاس ظاهرة غير حميدة وستقودك إلى نار جهنم إن دوامت عليها طيلة حياتك ، فتمحص الآيات القرآنية المجيدة والحديث النبوي الشريف التالية .
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)} ( القرآن المجيد – القارعة ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 12 / ص 459) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " .
فلقد شتمت وتعديت على صحابة وأعراض أمهات المؤمنين ، بعض زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنضممت لقافلة المنافق عبد الله بن أبي سلول ، فكنت من زمرته الفاسدة الحاقدة المتجددة ، فسببت بأكثر من مناسبة الخلفاء الراشدين وخاصة ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، وهما من أوائل المسلمين ، ومن بناة الدولة الإسلامية وهاجمت عائشة وحفصة زوجتي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وحاولت الإدعاء بأن هناك قتلة للفاضلة فاطمة الزهراء ، ابنة المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، زوجة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، لخلق البلبلة في صفوف المسلمين ، مرارا وتكرارا من الكويت وإيران والعراق وبريطانيا ، بلا مبرر أو ذنب مسبق لهم ، سواء بسواء لنشر هرطقاتك وخرافاتك الجوفاء وبذلك تكون قد إلتحقت بأئمة الكفر الذين لا إيمان لهم منطلقا من لندن التي تؤمن بسياسة فرق تسد بين أبناء الأمة الإسلامية ، خير أمة أخرجت للناس بجميع طوائفها ونحلها الصائبة . فسوف يأخذ جميع الذين شتمتهم وسببتهم من حسناتك ، فإذا لم توف حسناتك لهم ، فسوف تكب في النار .

السفيه ياسر الحبيب غير الحبيب .. الصديقة عائشة حبيبة رسول الله





يقول الله الودود ذو العرش المجيد الفعال لما يريد جل جلاله : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) }( القرآن الحكيم - الفتح ) .




لا زلت تدعي وتزعم زورا وبهتانا ، أنك تحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتوقف عن مزاعمك وإدعاءاتك المزيفة لأنك تطعن ببعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والإسلام كل لا يتجزأ مهما حاولت التجزئة النتنة والتقسيم الديني والقبلي واستخدام الطائفية المقيتة .
إعلم جيدا ، وأظنك تعلم ذلك ، ولكنك تحيد عن جادة الحق وتلتحق بخطوات الشيطان إبليس الرجيم ، منذ أمد بعيد ، فأصبحت جنديا من جنده بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وما فتئت تدعي الإسلام ، وتتستر ببعض مظاهره ، والإسلام منك برئ براءة الذئب من دم نبي الله يوسف بن يعقوب عليه السلام .
نذكرك بمكانة الصديقة عائشة رضي الله عنه ، وفضائل أم المؤمنين ، وغضب الله عليك إلى يوم الدين ما لم تتب وتعد لجادة الحق والصواب ، حيث جاء في :
- صحيح البخاري - (ج 11 / ص 216) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " .
- صحيح البخاري - (ج 12 / ص 117) قَالَ أَبُو سَلَمَةَ إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا : " يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْتُ وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ تَرَى مَا لَا أَرَى تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
- سنن الترمذي - (ج 12 / ص 389) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ قَالَ : " عَائِشَةُ قَالَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا " .
- المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 15 / ص 467) عن أنس ، رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل من أحب الناس إليك ؟ قال : « عائشة » ، فقيل : لا نعني أهلك ، قال : « فأبو بكر » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله إسناد صحيح على شرطهما وبه يعرف » .
- المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 15 / ص 469) أن عمرو بن العاص ، رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من غزوة ذات السلاسل : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال : « عائشة » قال : إنما أقول من الرجال ؟ قال : « أبوها ».
فهلا علمت أنك يا حبيب لندن ، وزمرتك الفاسدة الفاسقة ، فضائل الصديقة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو قول تتوارثه الأجيال المسلمة عبر التاريخ والقرون الخالية والقرن الخامس عشر الهجري الموافق للقرن الحادي والعشرين الميلادي الحالي .

ياسر الحبيب غير الحبيب .. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ..
إياك وترديد البهتان والإفك العظيم

لقد ركبت هواك وأضلك الشيطان إبليس الرجيم ، واستكبرت في الأرض ، وأغرتك المظاهر الأجنبية الغربية ، والشهرة الدينية والسياسية والإعلامية المزيفة ، فها أنت تؤمن ببعض الكتاب العزيز ولا تؤمن بالبعض الآخر ، فقد نزلت تبرئة أم المؤمنين بحادثة الإفك بالقرآن الحكيم من رب العالمين من فوق سبع سماوات طباقا ، فلماذا تصر على الإفك ، وهذا أمر منكر وبهتان عظيم من المنكرات والجرائم الكبرى . يقول الله السميع العليم تبارك وتعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)}( القرآن العظيم – البقرة ) .

ياسر الحبيب الخريب .. هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ .. إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

لقد ساهمت بلسانك البذيء وإعلامك الدخيل السحيل ، وزمرتك المتعصبة الضالة المضللة التي قولبته على مقاسك الصغير ، بنشر الفاحشة بين الناس ، وإتهام من لا تعرفه من المؤمنين ، بالبهتان العظيم والسفاهات المغرضة ، وتخطيت جميع الخطوط الحمراء ، فالحرية ليست بأن تعتدي على حرمات وحقوق الآخرين بالعنجهية والاستكبار اللعين .
يقول الله تبارك وتعالى : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)}( القرآن العظيم – النور ) .

شاهد الزور والدجال في لندن ياسر البغيض .. لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي .. مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ


يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}( القرآن المجيد – الكهف ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 18 / ص 367) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ " . وفي رواية أخرى ، بصحيح مسلم - (ج 1 / ص 245)أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِنْ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ " .
وورد بصحيح البخاري - (ج 18 / ص 373) ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَبَائِرَ أَوْ سُئِلَ عَنْ الْكَبَائِرِ فَقَالَ : " الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ فَقَالَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ قَالَ قَوْلُ الزُّورِ أَوْ قَالَ شَهَادَةُ الزُّورِ قَالَ شُعْبَةُ وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ شَهَادَةُ الزُّورِ " .
لقد أمرنا الله الحميد المجيد بالإبتعاد عن سب الآخرين ، وحرم الإسلام النميمة والغيبة ، واعتبر المساببة ( السباب والشتائم ) بين الناس سببا في إرتكاب كبيرة من أكبر الكبائر ، ولكنك تماديت بالسباب واللعان وتشويه صفحات بعض الصحابة الكرام وهم من الآباء المسلمين ، بسخافاتك وهرطقاتك السفيهة ، فنلت من بعض أهل بيت رسول الله وصحابته الكرام الأخيار كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة ، وغيرهم ، فصار حتما علينا أن نرد عليك بالحكمة والموعظة الحسنة . يقول الله الواحد القهار عز وجل : { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)}( القرآن المبين – الأنعام ) .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 12 / ص 5) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ " . وجاء برواية أخرى ، في صحيح مسلم - (ج 12 / ص 369) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ " . والمد : كيل يُساوي ربع صاع وهو ما يملأ الكفين ، والمراد القَدْرُ والقِيمَة والمكانةُ . ويبلغ طول جبل أحد 7 كم وعرضه 3 كم ، وجاء بالمعجم الأوسط للطبراني - (ج 10 / ص 484) عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تسبوا أصحابي ، لعن الله من سب أصحابي » .

ياسر الحبيب .. حبيب من أنت ؟ .. حبيب لندن أم واشنطن ؟؟!

يقول الله الحليم العظيم جل جلاله : { الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) }( القرآن المجيد – التوبة ) .
أيها اللاجئ السياسي في لندن بحماية بريطانية وأمريكية .. لن تنفعك كلمات وعبارات ومؤسسات أنشأتها ولن تغني عنك شيئا مثل ( هيئة خدام المهدي ) المنحلة والمهدي منك بريء ، ولن تغني عنك مجلة ( المنبر ) المتوقفة عن النشر من الله شيئا ، ولن ينفعك تقويم ( الكساء ) ولن يغني عنك مكتبك في العاصمة البريطانية لندن من الله شيئا ، بعد تمتعك باللجوء السياسي بإمبراطورية الشر الاستعمارية ( المملكة المتحدة ) التي غابت وأفلت عنها الشمس منذ أمد بعيد . ولن تنفعك أو تغني عنك الحوزة العسكرية ( حوزة العسكريين ) أو جريدتك باللغة الإنجليزية ( جريدة الشيعة ) ، شيئا مهما حاولت وتطاولت على أسيادك من خلفاء المسلمين وأمهات المؤمنين لأنك ضال من الضالين .
لقد تركت ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله ، لنشر الدعوة الإسلامية ، وقبلت على نفسك الإنهزامية واحتضان الغربيين لك ، ونظرت لما يسمى ( التقية ) بدلا من إعلان الإيمان الحقيقي ، وحاربت الوسطية الإسلامية ، والوحدة الإسلامية والاعتصام بحبل الله المتين ، تاركا الحبل على غاربك للدعوة الطائفية المقيتة التي لفظتك بها طائفتك لفظا أبديا ورضيت بحماية بريطانية ووزارة الخارجية الأمريكية فيا ترى يا حبيب ؟؟ حبيب من أنت ؟؟ ولمن تعمل ؟؟ وما هو ثمنك المادي بالجنيهات الاسترلينية أو الدولارات الأمريكية ؟ كفاك سخافة وتسخيفا لنفسك وعد إلى صوابك وكن مسلما مؤمنا تقيا مجاهدا لا مرائيا للأمريكان وأذنابهم البريطانيين والغربيين بدعاوى حماية ( خصوصياتك الدينية والثقافية ) فأي خصوصية ثقافية تزعمها أيها الزندق المارق عن الإسلام وأنت تدعو لهدم مساجد إسلامية بأرض الرافدين لإثارة الدعوات والنعرات الطائفية بالعراق بين الطائفتين المسلمتين : السنة والشيعة خدمة لأسيادك الأمريكيين والبريطانيين . وتركت العراق وإيران الإسلامية ورضيت بأن تكون بوقا بريطانيا في لندن فخاب ظنك وظن لندن وواشنطن معا ن فالإسلام العظيم سيزدهر وينتصر في كل مكان إن شاء الله رب العالمين بعيدا عن العصبية والطائفية والقبلية الدينية والسياسية والاجتماعية والإعلامية .

لقد استبدلت يا أيها السادر في غيه ، الدعوة إلى الإسلام العظيم وتكريم الداعين لنشر دين الله في الأرض ، بالدعوة للبهتان العظيم ومهاجمة الإسلام وسبه بأكثر من مناسبة وواقعة ، في بعض رموزه ، وبذلك فقد ركبت بمراكب الطغاة البغاة أصحاب الجحيم طوعا وبإرادتك أو غصبا عنك فأنت أعلم بذلك منا ، ونؤكد لك أنه لا داعي لمصانعة الغرب الكافر الملحد الذي يشن الهجوم تلو الهجوم على الإسلام العظيم للنيل منه ، ويستخدمك رأس حربة سامة لذلك ، ولكن خاب ظنك وظنهم ، فالإسلام أقوى منك ومنهم لأنه دين الله خالق الخلق أجمعين ، في أرض الله الواسعة .

ياسر الحبيب والسفهاء .. وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ

يقول الله العلي العظيم سبحانه وتعالى : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) }( القرآن المجيد – البقرة ) .
يلجأ الكثير من الكفرة الفجرة ومن ماثلهم من كثير الضالين ( الصليبيين ) والكثير من المغضوب عليهم ( اليهود ) ، من أهل الكتاب وأشياعهم ، ومن أتباع الديانات الأرضية وغيرهم ، وأنت منهم وزمرتك الفاجرة ، للتشكيك بالرموز الإسلامية ، الملموسة كالقرآن المجيد ، والقيادات الإسلامية من الخلفاء والقادة وأمهات المؤمنين باعتبارهم من الفضلاء الذين حملوا الدعوة الإسلامية في حياتهم ونشروها بين الناس من مختلف الأجناس ، لعدة دوافع وأسباب من أبرزها : الحقد على الإسلام والحسد من عند أنفسهم ، وإبعاد الناس عن الرسالة الإسلامية الغراء ، الصالحة لكل زمان ومكان ، فيتبارى بعض الكفرة الفجرة الأدوار القميئة النتنة ، ويوزعونها بينهم للهجوم الوحشي كالكلاب المسعورة الضالة على غير هدى ، على الإسلام للحفاظ على مصالحهم ومنافعهم الدنيئة السخيفة ، ونيل الشهرة العالمية بتطاول الإقزام على الإسلام . والمؤامرة مكشوفة ومفضوحة ، وعلى النقيض من ذلك فكلما تعرض الإسلام لمحاولات التشويه فإنه يدخل به الناس أفواجا أفواجا في كل مكان وزمان ، وهذا ما تشهده الوقائع الفعلية على الأرض في جميع قارات العالم عبر القرن الحالي والقرون الخالية وفق ما تناقلته لنا كتب التاريخ الإنساني الصحيحة .

ياسر الحبيب غير الحبيب .. وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ


يا حبيب البريطانيين والأمريكان .. لن تنالوا الشهرة الإعلامية والدينية والسياسية الإقليمية والعالمية بين الناس ، لن تنتصروا على الرسالة الإسلامية العظمى ، مهما حاولتم التزويق والتبريق والتنميق والتصفيق ومواصلة التحديق فمصيركم عدم التصديق ، بل ستلفظكم وتلعنكم ألسنة اللاعنين المؤمنين عندما تحاولون تشويه الإسلام العظيم ورموزه ، فلن تنفعكم سياسة التشكيك والتبعيد والإبعاد عن التعاليم الإسلامية العظيمة ، ولن تنالوا من المؤمنين العظماء المحسنين الأخيار الأبرار ، ذكورا وإناثا ، مهما حاولتهم ، وأتبعتم المحاولة تلو الأخرى ، وستبقون أقزاما كما أنتم وكما كنتم دائما وأبدا ، وستموتون كذلك ، ولن تغني عنكم أولادكم وأموالكم وضلالاتكم وكفركم وسفاهاتكم الخبيثة الفاجرة الماكرة ، من الله شيئا عليكم دائرة السوء . ولن تنطلي خزعبلاتكم وأساطيركم المقيتة الممجوجة وإسطواناتكم المشروخة لا على أولي الألباب والأبصار والعقول النيرة ولا على الناس البسطاء في بقاع الكرة الأرضية ، لأن الإسلام القويم بوحدة أتباعه المخلصين ، هو ناصر المستضعفين في الأرض وثورة عالمية على الفساد والمفسدين والأشرار أمثالكم .
يقول الله الحي القيوم جل شأنه : { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84) }( القرآن المجيد – القصص ) .

الأفاك الأثيم ياسر الحبيب .. والصديقتان مريم وعائشة رضي الله عنهما

أيها الأفاك الأثيم ، أنت وأمثالك الأشرار غير الميامين ، إلزم حدودك ، ولا تطغى في البلاد وتنشر الفساد بين العباد في الأرض ، عبر تفاهاتك الكالحة العنصرية السفيهة ، فلتعلم أن هناك تشابها في الإتهامات الباطلة الموجهة للطاهرتين الشريفتين مريم بنت عمران ، وعائشة بنت ابي بكر الصديق ، رضي الله عنهما وأرضاهما ، فلكل منهن قصة متشابة مع الآخرى .
فتمعن بقول الله بمحكم التنزيل : { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .
ويقول الله الواسع الحكيم عز وجل : { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)}( القرآن العظيم – مريم ) .
وفيما يتعلق بأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق ، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم واقربهم إليه حبا ومودة رضي الله عنها . يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)}( القرآن المبين – النور ) .

لقد تشابهت إتهامات الضالين والمضلين والمضللين للصديقة الطاهرة مريم ابنة عمران ومثلها الصديقة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، فجاء ذكرهما بالقرآن الكريم : مريم بصورة مباشرة في سورة آل عمران ، وعائشة بصورة غير مباشرة ، في سورة النور ، مع إختلاف في الزمان والمكان والأشخاص ، ولكنها نفس السياسة ، والإفك العظيم هو تهمة إرتكاب فاحشة الزنا ، لاثنتين من الطاهرات العفيفات المعصومات عن إرتكاب هذه الفاحشة الكبرى . فكان ما كان من الاتهامات ، فضل من ضل ، وارتكب من الإثم من إرتكب ، وللأسف الشديد كنت أنت وزمرتك الشريرة ، من بين هؤلاء القوم السفهاء الذين إتهموا باطلا الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، دون أن تراها ، أو تكون في زمانها ، فعقابك عسير وما ينتظرك عذاب أليم من الله الشديد ذو انتقام .

أفعال شيطانية .. وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ

لقد إرتضى بعض السفهاء من الناس ، أن يقولوا وأن يفعلوا أفعال الشياطين ، بلا رادع نفسي أو اخلاقي أو ديني ، فنالوا مرتبة الأفاك الأثيم الذي يكذب على الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلا عن جدارة ، في جميع ما يتاح له من مناسبة أو محاضرة أو ندوة أو خطبة أو حديث إعلامي أو غيره . فلعل سحب الجنسية الكويتية منك بقرار من الحكومة الكويتية في أيلول 2010 ، لن تضرك ولن تثنيك كثيرا عن ضلالك وموالاتك للأجانب المعادين للإسلام العظيم ، كونك تتمتع بجنسية أجنبية أخرى تتحرك بها لبث سمومك القاتلة في وسائل الإعلام الغربية الغريبة الأطوار .
يقول الله المحيي المميت جل شأنه : { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) }( القرآن المجيد – الشعراء ) .
ويقول الله الأحد الصمد عز وجل : { وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)}( القرآن المجيد – الجاثية ) .
وبناء عليه ، فقد توعد الله شديد العقاب ، الأفاكين الذين لا يؤمنون بآيات الله الكريمة ، ويستكبرون في الأرض بغير الحق ، ويتبعون الباطل ويتخذوه سبيلا ويحيدون عن طرق الحق المستقيم ، فهم في كل واد يهيمون كالشعراء الغاوين الذين يغوون الناس بلا حق .

ياسر الحبيب – زنديق لندن وأمثاله السفهاء التافهين ..
إنتظر الجلد وعدم قبول الشهادة .. ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين عليك
لماذا تفتش في الدفاتر السيئة السابقة ، وتلوكها بلسانك السافل ؟ ولماذا تتبنى روايات المنافقين والفاسقين والسفهاء القدامى ؟؟؟ هل أنت تلميذ نجيب عنهم ، لا نخالك إلا كذلك ، قف عن غيك وعد عن ضلالك القديم ، وارجع إلى تعاليم الرسالة الإسلامية الصحيحة ولا تبغ الفساد في الأرض ولا توالي الكافرين .
يقول الله الغني الحميد جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }( القرآن المجيد – المائدة ) .
ويقول الله السميع العليم جل شأنه : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) }( القرآن الحكيم – التوبة ) .

ياسر الحبيب غير الحبيب ..
إجلد نفسك إن كنت مؤمنا أو إنتظر الجلد من المؤمنين والعذاب الأليم من رب العالمين

أظنك تعلم أن تعاليم الإسلام العظيم ، فيما يتعلق برمي المؤمنات المحصنات الغافلات لشيء عظيم ، كما فعلت في مدينتك المفضلة لندن ، إن رمي للمحصنات الغافلات المؤمنات الأحياء منهن والأموات ، وخاصة الصديقة عائشة رضي الله عنها زوجة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين والأنبياء والمرسلين الأخيار ، في الإسلام ، يعاقب ناشره ومشيعه بين الناس ، بالعقاب العاجل والآجل التالي :
أولا : الجلد 80 جلدة . فيجب جلدك 80 جلدة لكذبك وإفتراءك المستمر على أم المؤمنين الصديقة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها ، زورا وبهتانا . فإن كنت مؤمنا حقا فأخرج من وكرك الذي تحتمي به ، وبادر إلى جلد نفسك بنفسك أمام أحد المساجد الإسلامية ، وليشهد عذابك طائفة من المؤمنين في لندن .
ثانيا : عدم قبول شهادة أصحاب الإفك وأنت منهم ، إلا بعد توبتك توبة نصوحا لا تعود لمثلها أبدا طيلة حياتك والتعهد بعدم الرجوع لمثل هذا الإفك المبين . فقد رميت محصنة عفيفة من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا ، زوجات رسول الله في الدنيا والآخرة ، ولم تأت بأربعة شهداء ، كونك تبعد عنهن أكثر من اربعمائة سنة زمنية ، ولن تقبل لك شهادة أبدا ، لأنك ارتكبت كبيرة من الكبائر وهي شهادة الزور فأنت فاسق من زمرة الفاسقين . يقول الله الغني الحميد عز وجل : { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) }( القرآن المجيد – النور ) .
ثالثا : اللعنة الربانية في الدنيا والآخرة .
رابعا : العذاب العظيم . وهو عذاب دنيوي وأخروي أيضا ، فالجزاء من جنس العمل فقد فتحت على نفسك أبواب جهنم السبعة الواسعة ، وأنخرطت في زمرة شياطين الإنس . فستشهد عليك جوارحك : لسانك ويداك ورجلاك عما كنت تعمل ، وستنال الحساب العادل من الله العزيز الحكيم أعدل العادلين وأحكم الحاكمين وستعلم الحق من الباطل ولو بعد حين .
يقول الله الحميد المجيد سبحانه وتعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)}( القرآن المجيد – النور ) .
خامسا : إن هجومك الإعلامي السفيه غير المبرر على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى زوجتيه أمهات المؤمنين الصديقتين عائشة وحفصة ، ساهم ويساهم في إلتحاق الكثير من الضالين بالإسلام العظيم افواجا أفواجا ، جراء إجترارك الكلام القبيح على أوائل المسلمين في صدر الإسلام العظيم .

الكذاب الأشر ياسر الحبيب العجيب .. ولعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

ليست الصديقة أم المؤمنين الطاهرة عائشة بنت أبي بكر الصديق ، هي من يتعرض للسب والشتم والقذف بل هناك العديد من الصحابة الذين يتم لعنهم من بعض الجهلاء السفهاء الجهلة ، عبر بعض وسائل الإعلام المتعددة المرئية والمسموعة والمرئية والانترنت وبعض المهرجانات والمؤتمرات وغيرها من التجمعات الجماهيرية ، ومن بين هؤلاء الذين يسبون هم من خيرة المؤمنين ، مثل خليفة رسول الله أبي بكر الصديق الخليفة الراشدي الأول رضي الله عنه ، والخليفة الراشدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وغيره . وكل من يلعن أو يسب هؤلاء الصحابة هو ملعون ، سواء أكان ملحدا أو مؤمنا ، مهما كان دينه أو مذهبه أو طائفته ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إلى يوم القيامة ، فليس من سمات المسلم أن يعلن من هو خير منه ، بأي حال من الأحوال .

الدجالون ياسر الحبيب ذو العقل السليب وأمثاله .. وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ

يقول الله ذو الجلال والإكرام جل جلاله : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55) إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) }( القرآن المبين - الأحزاب ) .
أيها المريض بنفسه وجسده .. لقد أحل الله الغفور الرحيم لرسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج من 12 إمرأة ، في جميع سني حياته ، ( من سن 25 – 63 سنة ) ابتداء من خديجة بنت خويلد وانتهاء بالصديقة عائشة بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهن جميعا ، والآيات القرآنية المجيدة واضحة وضوح الشمس . وقد حرم الله تبارك وتعالى على المؤمنين الزواج من زوجات رسوله الكريم بعد وفاته ، لأنهن أمهات المؤمنين ، ولا يجوز للمسلم أن ينكح أمه أو يتزوجها ، بتحريم قطعي بتاتا ، وكذلك لأن زوجات المصطفى الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدنيا والآخرة . وسمح الإسلام بزواج المسلم من أربع زوجات بشرط العدل والإنفاق السوي والمعاشرة الطيبة . وبعض السفهاء والجهلاء والكفرة الفجرة يؤذون رسول الله بالتعرض لعرضه ونسائه ، سواء بالنسبة لعددهن أو طرق الزواج منهن أو رمي بعضهن بالفاحشة أو الإدعاء بأنهن كن يخالفن تعاليم رسول الله . وكل هذه الإدعاءات هي إدعاءات باطلة بطلانا مطلقا ولا يجوز لأي كان أن يتحامل على الإسلام أو رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الناحية أو غيرها . وقد توعد الله رب العالمين كل من يؤذي رسول الكريم بالعذاب العظيم ، وكفل لرسوله العصمة من الناس حيا وميتا .
يقول الله السميع البصير جل ثناؤه : { وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}( القرآن الحكيم – الحجر ) .

تهنئة ومباركة وبشرى لياسر الحبيب بأصدقائه الأشرار الملعونين ..
عبد الله بن أبي سلول .. وسلمان رشدي وكورت فستر غورد وتيري جونز وفريد فيلبس

لا نعرف أهي الصدفة ، أم أنكم تصبون في مصب واحد من نبع ملوث واحد ، من الكفرة الفجرة مع الامتداد التاريخي والجغرافي . ومهما يكن من أمر ، فإننا نبارك لك يا ياسر الحبيب .. يا حبيب بريطانيا وأمريكا ، ( المملكة والجمهورية ) .. ونقدم لك التهاني القلبية ، لإنضمامك طوعا لقافلة الأقزام المهووسين الذين يتهجمون على الإسلام العظيم ، بين الحين والآخر ، من سفهاء الأقوام والشعوب والأمم الحاسدين والحاقدين ، إبتداء من الرسومات المسيئة للإسلام من أصحابك في الدانمارك أو السويد أو الكاتب الروائي الهندي اللعين سلمان رشدي والأفاك الأثيم الشيطان الدانماركي الكاريكاتيري كورت فستر غورد ، البادئ برسم رسوم مسيئة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أو تهديدات القس الشرير تيري جونز راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في " غاينسفيل " بولاية فلوريدا أو القس الأمريكي ومرورا ممن ينادي بحرق القرآن المجيد بولاية فلوريدا الأمريكية ، وإنتهاء بتمزيق بعض المستوطين اليهود بفلسطين المحتلة للقرآن المجيد وإلقاءه بالمراحيض أو بالشوارع ومثلائهم الصليبيين من أتباع الكاهن المتعجرف كاهن كنيسة ويستبورو بابتيست تشيرش في الولايات المتحدة الأمريكية الشرير السفيه ( فريد فيلبس ) في خطوة تتسم بالعنصرية ، وأولئك الأشرار الذين مزقوا القرآن المجيد أمام البيت الأبيض الأمريكي .
ونعلمك أن سياسة إتهام الشرفاء الفاضل والشريفات العفيفات الطاهرات المؤمنات هي من سياسة المكر والخبث والخبائث والخداع اليهودية ضد المؤمنات في الأرض المقدسة للنيل من سمعتهن وسمعة اقرابهن المجاهدين ضد الاحتلال الأجنبي . وبما أنك ماثلت وشابهت هؤلاء فأنت منهم وهم منك ، ومثواك ومثواهم جهنم وبئس المهاد . فلتتب وتترك سياسة أو مبدأ المخالفة ( خالف تعرف ) ، فإذا أصررت أنت وزمرتك الضالة ، وبقيتم على غيكم وضلالكم القديم المتجدد ، فسوف تلقون غيها ، وستعرفون من أئمة الكفر الذين لا إيمان لهم بسعير جهنم خالدين فيها أبدا .
وتذكر أنك ستحشر مع هذه الزمرة الفاسدة يوم القيامة ، زمرة المنافقين والفاسقين والموالين للمستعمرين الأجانب إن بقيت في صف هؤلاء وتركت الصف الإسلامي الوحدوي الداعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الظلم والقهر والاضطهاد والاستغلال الاجتماعي والاقتصادي والاحتلال العسكري .


الأفاك الأثيم الشيطان الدانماركي الكاريكاتيري كورت فستر غورد




كاهن كنيسة ويستبورو بابتيست تشيرش في الولايات المتحدة الأمريكية الشرير السفيه فريد فيلبس


القس الشرير تيري جونز - راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في "غاينسفيل" بولاية فلوريدا





مستوطنون يهود مزقوا القرآن المجيد بالقدس المحتلة بفلسطين


مجموعة صليبية متطرقة تمزق القرآن المجيد أمام البيت الأبيض الأمريكي بواشنطن

ياسر الحبيب غير النجيب .. إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

سواء أمنت بجميع سور القرآن العظيم المائة والأربع عشرة سورة ومن بينها سورة النور ، التي ورد بها تبرئة أم المؤمنين الصديقة عائشة ، أم لم تؤمن فأنت حر في ذلك ، وسيحاسبك الله حسابا عسيرا على جميع أفعالك وأقوالك سواء أكانت طيبة أو سفيهة ، وإن ربك بالمرصاد . ولكن اقدم لك نصيحة مثلى شفقة عليك ، لا تتحدث باسم الإسلام بأي حال من الأحوال أو صورة من الصور لأنك تدس السم بالدسم ، هداك الله ، وأظهر دينك الحقيقي على الملأ ولا تتستر بالإسلام العظيم ، لأن الإسلام منك بريء بريء بريء ..
يقول الله الغني الحميد جل جلاله : { الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) }( القرآن المجيد - الحجر ) .

كلمة أخيرة
ياسر الحبيب حبيب الأجانب الاستعماريين ..
يقول الله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال عزوجل : { وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) }( القرآن المجيد – المؤمنون ) .
إنتبه لنفسك ، وتب قبل فوات الأوان ، فالموت سيأتي فجأة للإنسان ، فأعمل صالحا في حياتك قبل مماتك ، فلا عودة للحياة بعد الموت ، لتكفير السيئات ، لعمل الصالحات ومحو السيئات ، من سجل الحياة اليومية للإنسان ، فالفرصة المتاحة للإنسان مرة واحدة ، لئلا تقعد مذموما مدحورا ، وتخسر نفسك وذلك هو الخسران المبين . والله نسال لك الهداية والرشاد والإبتعاد عن الأئمة الكفرة الفجرة . وقد تفرغت وخصصت وقتا زمنيا من حياتي ، لكتابة هذه المقال سويعات لعلها تفيدك وتثنيك عن غيك أنت وزمرتك الطائفية الضيقة وأمثالك عبر التاريخ البشري المتجدد .
وختامه مسك ، لا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد ، نوح ) .
والسلام على من إتبع الهدى في العالمين .
تحريرا في يوم الجمعة 15 شوال 1431 هـ / 24 أيلول 2010 .



التوقيع

د. كمال إبراهيم علاونه

نابلس - الأرض المقدسة








السبت، 18 سبتمبر 2010

أم المؤمنين .. الصديقة عائشة بنت أبي بكر الصديق

أم المؤمنين ..
الصديقة عائشة بنت أبي بكر الصديق


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)}( القرآن المجيد – النور ) .

استهلال

تزوج رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم 12 إمراة على فترات متلاحقة ، لأسباب إنسانية وإجتماعية واقتصادية ودينية ، لنشر الإسلام العظيم بين الجماعات والقبائل ، في ربوع شبه الجزيرة العربية . وكان من أعدل العادلين بين زوجاته جميعهن في الحياة الزوجية الأسرية والمادية والمعنوية . وكانت الزوجة ورفيقة الدرب وشريكة الحياة الأولى للمصطفى خديجة بنت خويلد التي تزوجها وهي أكبر منه ب 15 سنة حيث كان عمره 25 عاما وعمرها 40 عاما ، وقد شهدت معه بداية البعثة النبوية الشريفة بغار حراء بمكة المكرمة . وآخرهن عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما تزوجها وهي الفتاة البكر الوحيدة من زوجاته ، وكانت في سن الزواج الصغير ، بدليل أنها خطبت قبل ذلك ورفض والدها تزويجها ، وجاء زواج رسول الله من عائشة إكراما لأبيها عبد الله بن أبي قحافة ( أبو بكر الصديق ) بالمدينة المنورة وليس للمتعة الجنسية كما يزعم الكفار والمنافقين والفاسقين والمستشرقين .

الولادة والنسب

الصديقة أم المؤمنين السيدة عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي . فهي عائشة الصديقة الطاهرة المطهرة بنت أبي بكر الصديق ، رضي الله عنهما ، واباها هو الخليفة الراشدي الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( خليفة رسول الله ) . وهي أشهر نساء الحبيب المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وأحب نسائه إليه . ووالدتها تدعى أم رمان أبنة عامر بن عمير بن عبد شمس الكنانية . وقد ولدت عائشة بمكة المكرمة قبل الهجرة بأربع أو خمس سنين وأسلمت وهي صغيرة السن مع أبيها . حسب بعض الروايات التاريخية ، فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عاشت بين الأعوام الهجرية (( 8 ق هـ ـ 56 هـ )) ، والله أعلم .
وقد خطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم خولة بنت حكيم وعمرها سبع سنين بمكة وبنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين في سنة 2 هـ بعد معركة بدر الكبرى . وعائشة هي الزوجة البكر الوحيدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكانت عائشة رضي الله عنها ، تكنى بأم عبد الله وهو عبدالله بن الزبير أبن أختها السيدة أسماء ذات النطاقين .
وقد توفى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرها 18 سنة فعاشت معه ثمانية أعوام وخمسة أشهر . وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اقل من 50 عاما . وعرف عن عائشة رضي الله عنها التقوى والورع والكرم وسعة العلم والفقه والذكاء والفطنة والأستنباط . فكانت من أفقه نساء ورجال عصرها . فقال عنها أبن أختها عروة بن الزبير : ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا طلب ولا بشعر من عائشة. وكان مسروق إذا روى عن عائشة قال : حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة في السماء رضى الله عنها . وهى فتاة وإمرأة مسلمة ذكية وطيبة ، من أكثر رواة الحديث النبوي من النساء والرجال على السواء .

زواج الصديقة عائشة برسول الله صلى الله عليه وسلم

كان الكثير من العرب في شبه الجزيرة العربية يزوجون بناتهم وهن صغيران السن ، فهي عادة متأصلة في نفوس الناس ، أولا ، وثانيا كانت الفتاة في سن السابعة أو التاسعة يظهر عليها علامات البلوغ بسن أبكر من غيرهن في مناطق أخرى . وليس لنا أن نحاسب أو نجادل زمنا مقداره أربعة عشر قرنا من الزمان ، فكل قرن أو جيل بشري ، يختلف عن الآخر . وهناك العديد من الأحاديث التي رواها الصحابة الثقات عن زواج رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، بالصديقة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، وهي صغيرة السن ، وهي معجزة أخرى من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومزية أخرى تضاف لمعجزاته ومزاياه النبوية الأخرى عن غيره من سائر البشر ، نذكر منها ما يلي :
- صحيح البخاري - (ج 16 / ص 137) عَنْ عُرْوَةَ : " تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا " .
- صحيح مسلم - (ج 7 / ص 244) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسِتِّ سِنِينَ وَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ قَالَتْ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَوُعِكْتُ شَهْرًا فَوَفَى شَعْرِي جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمُّ رُومَانَ وَأَنَا عَلَى أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبِي فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا وَمَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي فَأَوْقَفَتْنِي عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ هَهْ هَهْ حَتَّى ذَهَبَ نَفَسِي فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَغَسَلْنَ رَأْسِي وَأَصْلَحْنَنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى فَأَسْلَمْنَنِي إِلَيْهِ " .
- مسند أحمد - (ج 53 / ص 351) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : " تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ قَبْلَ مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ جَاءَتْنِي نِسْوَةٌ وَأَنَا أَلْعَبُ فِي أُرْجُوحَةٍ وَأَنَا مُجَمَّمَةٌ فَذَهَبْنَ بِي فَهَيَّأْنَنِي وَصَنَعْنَنِي ثُمَّ أَتَيْنَ بِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ " .

قول الصديقة عائشة " إِذَا بَلَغَتْ الْجَارِيَةُ تِسْعَ سِنِينَ فَهِيَ امْرَأَة "

جاء في سنن الترمذي - (ج 4 / ص 298) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا فَإِنْ صَمَتَتْ فَهُوَ إِذْنُهَا وَإِنْ أَبَتْ فَلَا جَوَازَ عَلَيْهَا يَعْنِي إِذَا أَدْرَكَتْ فَرَدَّتْ . قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي مُوسَى وَابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي تَزْوِيجِ الْيَتِيمَةِ فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الْيَتِيمَةَ إِذَا زُوِّجَتْ فَالنِّكَاحُ مَوْقُوفٌ حَتَّى تَبْلُغَ فَإِذَا بَلَغَتْ فَلَهَا الْخِيَارُ فِي إِجَازَةِ النِّكَاحِ أَوْ فَسْخِهِ وَهُوَ قَوْلُ بَعْضِ التَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ و قَالَ بَعْضُهُمْ لَا يَجُوزُ نِكَاحُ الْيَتِيمَةِ حَتَّى تَبْلُغَ وَلَا يَجُوزُ الْخِيَارُ فِي النِّكَاحِ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ و قَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَقُ إِذَا بَلَغَتْ الْيَتِيمَةُ تِسْعَ سَنِينَ فَزُوِّجَتْ فَرَضِيَتْ فَالنِّكَاحُ جَائِزٌ وَلَا خِيَارَ لَهَا إِذَا أَدْرَكَتْ وَاحْتَجَّا بِحَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ وَقَدْ قَالَتْ عَائِشَةُ : " إِذَا بَلَغَتْ الْجَارِيَةُ تِسْعَ سِنِينَ فَهِيَ امْرَأَة " . ٌ
وقول الصديقة عائشة إذا بلغت الفتاة ( الجارية ) تسع سنين فهي إمراة ، هو كلام صائب حتما لا شك لفيه ، وذلك في شبة الجزيرة العربية ذات الحرارة المرتفعة التي تزيد عن 40 درجة مئوية لتصل أحيانا 50 درجة مئوية ، معظم أيام وفصول السنة . وبهذا فإن سن البلوغ ، في المناطق الجغرافية الحارة كمكة المكرمة أو المدينة المنورة ، أسرع منه في المناطق الباردة ، فكلما زادات الحرارة نقص سن البلوغ لدى الفتاة ، وكلما كانت الحرارة منخفضة زادت سن البلوغ لدى الفتاة ، وهذه حقيقة علمية ثابتة الآن بالعلم الحديث .

المجاهدة الصديقة عائشة رضي الله عنها

الصديقة بين الصديق ، حبيبة المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خرجت مع المصطفى مرات عديدة للجهاد في سبيل الله ونشر الدعوة الإسلامية القويمة ، فأصطحبته في العديد من الغزوات والأسفار .
جاء في صحيح البخاري - (ج 12 / ص 178) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَوِّبٌ بِهِ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنْ النَّبْلِ فَيَقُولُ انْشُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تُنْقِزَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا " .

غضب رسول الله المؤقت من أزواجه

جاء بصحيح البخاري - (ج 15 / ص 207)
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ أَنَّهُ قَالَ
مَكَثْتُ سَنَةً أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ آيَةٍ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَهُ هَيْبَةً لَهُ حَتَّى خَرَجَ حَاجًّا فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَلَمَّا رَجَعْنَا وَكُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَدَلَ إِلَى الْأَرَاكِ لِحَاجَةٍ لَهُ قَالَ فَوَقَفْتُ لَهُ حَتَّى فَرَغَ ثُمَّ سِرْتُ مَعَهُ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَزْوَاجِهِ فَقَالَ تِلْكَ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ قَالَ فَقُلْتُ وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا مُنْذُ سَنَةٍ فَمَا أَسْتَطِيعُ هَيْبَةً لَكَ قَالَ فَلَا تَفْعَلْ مَا ظَنَنْتَ أَنَّ عِنْدِي مِنْ عِلْمٍ فَاسْأَلْنِي فَإِنْ كَانَ لِي عِلْمٌ خَبَّرْتُكَ بِهِ قَالَ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ مَا أَنْزَلَ وَقَسَمَ لَهُنَّ مَا قَسَمَ قَالَ فَبَيْنَا أَنَا فِي أَمْرٍ أَتَأَمَّرُهُ إِذْ قَالَتْ امْرَأَتِي لَوْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَقُلْتُ لَهَا مَا لَكَ وَلِمَا هَا هُنَا وَفِيمَ تَكَلُّفُكِ فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ فَقَالَتْ لِي عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا تُرِيدُ أَنْ تُرَاجَعَ أَنْتَ وَإِنَّ ابْنَتَكَ لَتُرَاجِعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ فَقَالَتْ حَفْصَةُ وَاللَّهِ إِنَّا لَنُرَاجِعُهُ فَقُلْتُ تَعْلَمِينَ أَنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ اللَّهِ وَغَضَبَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بُنَيَّةُ لَا يَغُرَّنَّكِ هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا يُرِيدُ عَائِشَةَ قَالَ ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتِي مِنْهَا فَكَلَّمْتُهَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ دَخَلْتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَبْتَغِيَ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ فَأَخَذَتْنِي وَاللَّهِ أَخْذًا كَسَرَتْنِي عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُ أَجِدُ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا وَكَانَ لِي صَاحِبٌ مِنْ الْأَنْصَارِ إِذَا غِبْتُ أَتَانِي بِالْخَبَرِ وَإِذَا غَابَ كُنْتُ أَنَا آتِيهِ بِالْخَبَرِ وَنَحْنُ نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ غَسَّانَ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسِيرَ إِلَيْنَا فَقَدْ امْتَلَأَتْ صُدُورُنَا مِنْهُ فَإِذَا صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَدُقُّ الْبَابَ فَقَالَ افْتَحْ افْتَحْ فَقُلْتُ جَاءَ الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ بَلْ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْوَاجَهُ فَقُلْتُ رَغَمَ أَنْفُ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ فَأَخَذْتُ ثَوْبِي فَأَخْرُجُ حَتَّى جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ يَرْقَى عَلَيْهَا بِعَجَلَةٍ وَغُلَامٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْوَدُ عَلَى رَأْسِ الدَّرَجَةِ فَقُلْتُ لَهُ قُلْ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَذِنَ لِي قَالَ عُمَرُ فَقَصَصْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا وَعِنْدَ رَأْسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقَةٌ فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمْ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ " .
كما ورد بصحيح مسلم - (ج 7 / ص 441) حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : لَمَّا اعْتَزَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى وَيَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بِالْحِجَابِ فَقَالَ عُمَرُ فَقُلْتُ لَأَعْلَمَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ مَا لِي وَمَا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ عَلَيْكَ بِعَيْبَتِكَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ فَقُلْتُ لَهَا يَا حَفْصَةُ أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُحِبُّكِ وَلَوْلَا أَنَا لَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَتْ أَشَدَّ الْبُكَاءِ فَقُلْتُ لَهَا أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ هُوَ فِي خِزَانَتِهِ فِي الْمَشْرُبَةِ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا عَلَى أُسْكُفَّةِ الْمَشْرُبَةِ مُدَلٍّ رِجْلَيْهِ عَلَى نَقِيرٍ مِنْ خَشَبٍ وَهُوَ جِذْعٌ يَرْقَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَنْحَدِرُ فَنَادَيْتُ يَا رَبَاحُ اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلَى الْغُرْفَةِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ثُمَّ قُلْتُ يَا رَبَاحُ اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلَى الْغُرْفَةِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ثُمَّ رَفَعْتُ صَوْتِي فَقُلْتُ يَا رَبَاحُ اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَنَّ أَنِّي جِئْتُ مِنْ أَجْلِ حَفْصَةَ وَاللَّهِ لَئِنْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَرْبِ عُنُقِهَا لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهَا وَرَفَعْتُ صَوْتِي فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنْ ارْقَهْ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى حَصِيرٍ فَجَلَسْتُ فَأَدْنَى عَلَيْهِ إِزَارَهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَنَظَرْتُ بِبَصَرِي فِي خِزَانَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ وَمِثْلِهَا قَرَظًا فِي نَاحِيَةِ الْغُرْفَةِ وَإِذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ قَالَ فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ قَالَ مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا لِي لَا أَبْكِي وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا قُلْتُ بَلَى قَالَ وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ حِينَ دَخَلْتُ وَأَنَا أَرَى فِي وَجْهِهِ الْغَضَبَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَشُقُّ عَلَيْكَ مِنْ شَأْنِ النِّسَاءِ فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلَائِكَتَهُ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَأَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَالْمُؤْمِنُونَ مَعَكَ وَقَلَّمَا تَكَلَّمْتُ وَأَحْمَدُ اللَّهَ بِكَلَامٍ إِلَّا رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ يُصَدِّقُ قَوْلِي الَّذِي أَقُولُ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ آيَةُ التَّخْيِيرِ { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ } { وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } .
وَكَانَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ وَحَفْصَةُ تَظَاهَرَانِ عَلَى سَائِرِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَهُنَّ قَالَ لَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُسْلِمُونَ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى يَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ أَفَأَنْزِلُ فَأُخْبِرَهُمْ أَنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ قَالَ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ فَلَمْ أَزَلْ أُحَدِّثُهُ حَتَّى تَحَسَّرَ الْغَضَبُ عَنْ وَجْهِهِ وَحَتَّى كَشَرَ فَضَحِكَ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا ثُمَّ نَزَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَزَلْتُ فَنَزَلْتُ أَتَشَبَّثُ بِالْجِذْعِ وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا يَمَسُّهُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كُنْتَ فِي الْغُرْفَةِ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ قَالَ إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ فَقُمْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي لَمْ يُطَلِّقْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنْ الْأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } فَكُنْتُ أَنَا اسْتَنْبَطْتُ ذَلِكَ الْأَمْرَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ التَّخْيِيرِ .

حديث الإفك والبهتان العظيم ضد أم المؤمنين عائشة

وفي غزوة بني المصطلق رمى الصديقة عائشة بعض المنافقين وضعاف النفوس زورا وبهتانا ، بإرتكاب الفاحشة والعياذ بالله من قولهم المأجور . وقد اشتهرت كثيرا بحياة زوجها رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، بورود ذكر قصتها بعدة آيات قرآنية مجيدة ، حيث شرفها وطهرها الله بإنزال براءتها من الإفك والبهتان العظيم من السفهاء والمنافقين ، الذي رميت به بقرآن ، بسورة النور الجليلة التي تتلى ضمن القرآن المجيد إلى يوم القيامة على ألسنة المؤمنين .



حول ظاهرة الإفك المبين ، والإبتلاء العظيم ، تروي الصديقة عائشة رضي الله عنها ، ما جرى معها ، كما جاء في المعجم الكبير للطبراني - (ج 16 / ص 372 – 378 )
أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، قَالَتْ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَالْتَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ بِي، فَحَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُهُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ، وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَاحْتَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي، فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ، فَكَانَ صَفْوَانُ بن الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ يَدَهَا، فَرَكِبْتُهَا فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الإِفْكِ عَبْدُ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ لا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَاهُ مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ : كَيْفَ تِيكُمْ؟، فَذَلِكَ يَرِيبُنِي فَلا أَشْعُرُ حَتَّى نَقَهْتُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ إِلَى قِبَلِ الْمَنَاصِعِ مُتَبَرَّزِنَا لا نَخْرُجُ إِلا مِنْ لَيْلٍ إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي الْبَرِيَّةِ أَوْ فِي التَّبَرُّزِ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بنتِ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي، فَعَثَرَتْ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ أَتَسُبِّينَ رَجُلا شَهِدَ بَدْرًا؟، فَقَالَتْ: يَا هَنْتَاهُ أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُوا؟، قُلْتُ: وَمَا قَالُوا؟، فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:كَيْفَ تِيكُمْ؟، فَقُلْتُ: ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ، قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، قَالَتْ: فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ، فَقُلْتُ لأُمِّي: مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ؟، قَالَتْ: يَا بنيَّةُ هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟، قَالَتْ: فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ، فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِيِ يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِيِ يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ لَهُمْ، فَقَالَ أُسَامَةُ: أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ، فَقَالَ لَهَا:هَلْ رَأَيْتِ مِنْهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ؟، فَقَالَتْ بَرِيرَةُ: لا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنِ الْعَجِينِ حَتَّى تَأْتِيَ الدَّاجِنُ فَتَأْكُلَهُ، قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي فَوَاللَّهِ، قَالَهَا ثَلاثًا مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلا خَيْرًا، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلا مَعِي، قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بن مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْذُرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ، وَكَانَ سَيِّدَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلا صَالِحًا، وَلَكِنَّهُ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْروُ اللَّهِ لا تَقْتُلُهُ وَلا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَيَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَنَزَلَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ، وَبَكَيْتُ يَوْمِي لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ، وَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ وَقَدْ بَكَيْتُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ عَيْنِي، قَالَتْ: فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، إِذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ، وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ مَا قِيلَ قَبْلَهَا، وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ:أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا قَالَ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لأُمِّي: فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ مَا تُحُدِّثَ بِهِ وَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ فَصَدَّقْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ قُلْتُ إِنِّي بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لا تُصَدِّقُونَنِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنَّنِي، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلا إِلا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ: "صَبْرٌ جَمِيلٌ"[يوسف آية 18] ، قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِيَ اللَّهُ بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنَزَّلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤْيَا تُبَرِّئُنِي، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا رَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَلا خَرَجَ أَحَدٌ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنَ الْعَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، قَالَتْ: فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا، أَنْ قَالَ:يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلا أَحْمَدُ إِلا اللَّهَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ"[النور آية 11] ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بن أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ: وَاللَّهِ لا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ "وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ"[النور آية 22] ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ الَّذِي كَانَ يَجْرِي عَلَيْهِ، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ زَيْنَبَ بنتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ:يَا زَيْنَبُ مَا عَلِمْتِ وَمَا رَأَيْتِ؟، فَقَالَتْ: أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلا خَيْرًا، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ " .
وفي رواية أخرى ، كما ورد بالمعجم الكبير للطبراني - (ج 16 / ص 459 - 465)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ أَثْلاثًا، فَمَنْ أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَخْرَجَ بِهِنَّ مَعَهُ، فَكُنَّ يَخْرُجْنَ يَسْقِينَ الْمَاءَ وَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى، فَلَمَّا غَزَا بني الْمُصْطَلِقِ أَقْرَعَ بَيْنَهُنَّ، فَأَصَابَتِ الْقُرْعَةُ عَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ، فَأَخْرَجَ بِهِمَا مَعَهُ، فَلَمَّا كَانُوا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ مَالَ رَحْلُ أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَنَاخُوا بَعِيرَهَا لِيُصْلِحُوا رَحْلَهَا، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُرِيدُ قَضَاءَ حَاجَةٍ، فَلَمَّا أَنْزَلُوا إِبِلَهُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِلَى مَا يُصْلِحُوا رَحْلَ أُمِّ سَلَمَةَ أَقْضِي حَاجَتِي، قَالَتْ: فَنَزَلْتُ مِنَ الْهَوْدَجِ، فَأَخَذْتُ مَاءً فِي السَّطْلِ وَلَمْ يَعْلَمُوا بنزُولِي فَأَتَيْتُ خَرِبَةً وَانْقَطَعَتْ قِلادَتِي، فَاحْتَبَسْتُ فِي رَجْعِهَا وَنِظَامِهَا، وَبَعَثَ الْقَوْمُ إِبِلَهُمْ وَمَضَوْا، وَظَنُّوا أَنِّي فِي الْهَوْدَجِ لَمْ أَنْزَلْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَرَجَعْتُ، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا، قَالَتْ: فَاتَّبَعْتُهُمْ حَتَّى أُعْيِيتُ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِي وَيَرْجِعُونَ فِي طَلَبِي، قَالَتْ: فَقُمْتُ عَلَى بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَمَرَّ بِي صَفْوَانُ بن الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ رَفِيقَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَهُ عَلَى السَّاقَةِ فَجَعَلَهُ، فَكَانَ إِذَا رَحَلَ النَّاسُ أَقَامَ يُصَلِّي، ثُمَّ اتَّبَعَهُمْ، فَمَا سَقَطَ مِنْهُمْ مِنْ شَيْءٍ حَمَلَهُ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِ أَصْحَابَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا مَرَّ بِي ظَنَّ أَنِّي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا نَوْمَانُ قُمْ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ مَضَوْا، قَالَتْ: فَقُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ رَجُلا أَنَا عَائِشَةُ، فَقَالَ: إِنَّ لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ثُمَّ أَنَاخَ بَعِيرَهُ، فَعَقَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ وَلَّى عَنِّي، فَقَالَ: يَا أُمَّةَ قَوْمِي، فَارْكَبِي، فَإِذَا رَكِبْتِ فَآذِنِينِي، قَالَتْ: فَرَكِبْتُ فَجَاءَ حَتَّى حَلَّ الْعِقَالَ، ثُمَّ بَعَثَ حِمْلَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا كَلَّمَهَا كَلامًا حَتَّى أَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ الْمُنَافِقُ فَجَرَ بِهَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَأَعَانَهُ عَلَى ذَلِكَ حَسَّانُ بن ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ وَمِسْطَحُ بن أُثَاثَةَ، وَحَمْنَةُ، وَشاعَ ذَلِكَ فِي الْعَسْكَرِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي قَلْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَا قَالُوا، حَتَّى رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَشَاعَ عَبْدُ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمَدِينَةِ، وَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَدَخَلَتْ ذَاتَ يَوْمٍ أُمُّ مِسْطَحٍ فَرَأَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْمَذْهَبَ، فَحَمَلَتْ مَعِي السَّطْلَ وَفِيهِ مَاءٌ، فَوَقَعَ السَّطْلُ مِنْهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، تُتْعِسِينَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَهُوَ ابْنُكِ؟، قَالَتْ لَهَا أُمُّ مِسْطَحٍ: إِنَّهُ سَالَ بِكِ السَّيْلُ وَأَنْتِ لا تَدْرِينَ، وَأَخْبَرَتْهَا الْخَبَرَ، قَالَتْ: فَلَمَّا أَخْبَرَتْنِي أَخَذَتْنِي الْحُمَّى وَتَقَلَّصَ مَا كَانَ بِي وَلَمْ أَبْعُدِ الْمَذْهَبَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَقَدْ كُنْتُ أَرَى مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ جَفْوَةً، وَلَمْ أَدْرِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هِيَ؟ فَلَمَّا حَدَّثَتْنِي أُمُّ مِسْطَحٍ فَعَلِمْتُ أَنَّ جَفْوَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لِمَا أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مِسْطَحٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَى أَهْلِي؟ قَالَ:اذْهَبِي، فَخَرَجَتْ عَائِشَةُ حَتَّى أَتَتْ أَبَاهَا أَبَا بَكْرٍ، قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: مَالَكِ؟ قَالَتْ: أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِهِ، قَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: فَأَخْرَجَكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآوُيكُ، أَنَا وَاللَّهِ لا آوِيكِ حَتَّى يَأْمُرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُؤْوِيَهَا، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ مَا قِيلَ لَنَا هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَطُّ، فَكَيْفَ وَقَدْ أَعَزَّنَا اللَّهُ بِالإِسْلامِ؟، فَبَكَتْ عَائِشَةُ وأُمُّ رُومَانَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَكَى مَعَهُمْ أَهْلُ الدَّارِ، وَبَلَغَ ذَاكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ:أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يَعْذُرُنِي مِمَّنْ يُؤْذِينِي؟فَقَامَ إِلَيْهِ سَعْدُ بن مُعَاذٍ، فَسَلَّ سَيْفَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْذُرُكَ مِنْهُ، إِنْ يَكَ مِنَ الأَوْسِ أَتَيْتُكَ بِرَأْسِهِ، وَإِنْ يَكُ مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا بِأَمْرِكَ فِيهِ، فَقَامَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، وَاللَّهِ مَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ إِنَّمَا طَلَبْتَنَا بِدُخُولٍ كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ هَذَا: يَا لَلأَوْسِ، وَقَالَ هَذَا: يَا لَلْخَزْرَجِ، فَاضْطَرَبُوا بِالنِّعَالِ وَالْحِجَارَةِ وَتَلاطَمُوا، فَقَامَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ، فَقَالَ: فِيمَ الْكَلامُ؟ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ، يَأْمُرُنَا بِأَمْرِهِ فَسَفَدَ عَنْ رَغْمِ أَنْفِ مَنْ رَغِمَ، وَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ، فَاحْتَضَنَهُ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ أَوْمَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ جَمِيعًا، ثُمَّ تَلا عَلَيْهِمْ مَا نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَنَزَلَ "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي بِالسَّيْفِ"[الحجرات آية 9] ، فَصَاحَ النَّاسُ: رَضِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَامَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَتَلازَمُوا وَتَصَالَحُوا، وَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِنْبَرِ، وَانْتَظَرَ الْوَحْيَ فِي عَائِشَةَ، وَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ وَأُسَامَةَ وَبَرِيرَةَ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَشِيرَ امْرَأً لَمْ يَعْدُ عَلِيًّا وَأُسَامَةَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ زَيْدٍ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ:مَا تَقُولُ فِي عَائِشَةَ؟ فَقَدْ أَهَمَّنِي مَا قَالَ النَّاسُ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ قَالَ النَّاسُ وَقَدْ حَلَّ لَكَ طَلاقُهَا، وَقَالَ لأُسَامَةَ:مَا تَقُولُ أَنْتَ؟، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا، سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ لِبَرِيرَةَ:مَا تَقُولِينَ يَا بَرِيرَةُ؟، قَالَتْ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِكَ إِلا خَيْرًا، إِلا أَنَّهَا امْرَأَةٌ نَؤُومٌ، تَنَامُ حَتَّى تَجِيءَ الدَّاجِنُ فَتَأْكُلَ عَجِينَهَا، وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا لَيُخْبِرَنَّكَ اللَّهُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا:يَا عَائِشَةُ، إِنْ كُنْتِ فَعَلْتِ هَذَا الأَمْرَ فَقُولِي حَتَّى اسْتَغْفِرَ اللَّهَ لَكِ، قَالَتْ: وَاللَّهِ لا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ أَبَدًا، إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُهُ فَلا غَفَرَ اللَّهُ لِي، وَمَا أَجِدُ مَثَلِي وَمَثَلَكُمْ إِلا مَثَلُ أَبِي يُوسُفَ وَذَهَبَ اسْمُ يَعْقُوبَ مِنَ الأَسَفِ، "إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ"[يوسف آية 18] ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَلِّمُهَا إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْوَحْيِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْسَةٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَائِشَةَ: قَوْمِي فَاحْتَضِنِي رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَتْ: لا وَاللَّهِ لا أَدْنُو مِنْهُ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَاحْتَضَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَبْتَسِمُ، فَقَالَ:عَائِشَةُ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَكِ، قَالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ لا بِحَمْدِكَ، فَتَلا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ النُّورِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي انْتَهَى خَبَرُهَا وَعُذْرُهَا وَبَرَاءَتُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:قُومِي إِلَى الْبَيْتِ، فَقَامَتْ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَدَعَا أَبَا عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ، فَجَمَعَ النَّاسَ، ثُمَّ تَلا عَلَيْهِمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْبَرَاءَةِ لِعَائِشَةَ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيٍّ الْمُنَافِقِ، فَجِيءَ بِهِ، فَضَرَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّيْنِ، وَبَعَثَ إِلَى حَسَّانَ بن ثَابِتٍ وَمِسْطَحِ بن أُثَاثَةَ، وَحَمْنَةَ بنتِ جَحْش، فَضُرِبُوا ضَرْبًا وَجِيعًا وَوُجِئَ فِي رِقَابِهِمْ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّمَا ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بن أُبَيٍّ حَدَّيْنِ، لأَنَّهُ مَنْ قَذَفَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَيْهِ حَدَّانِ، فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى مِسْطَحِ بن أُثَاثَةَ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْكَ وَأَنْتَ ابْنُ خَالَتِي مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا قُلْتَ فِي عَائِشَةَ؟ أَمَّا حَسَّانُ، فَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ لَيْسَ مِنْ قَوْمِي، وَأَمَّا حَمْنَةُ، فَامْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ لا عَقْلَ لَهَا، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بن أُبَيٍّ، فَمُنَافِقٌ، وَأَنْتَ فِي عِيَالِي مُنْذُ مَاتَ أَبُوكَ وَأَنْتَ ابْنُ أَرْبَعِ حِجَجٍ، أُنْفِقُ عَلَيْكَ وَأَكْسُوكَ حَتَّى بَلَغْتَ، مَا قَطَعْتُ عَنْكَ نَفَقَةً إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَاللَّهِ إِنَّكَ لِرَجُلٌ لا وَصَلْتُكَ بِدِرْهَمٍ أَبَدًا وَلا عَطَفْتُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ أَبَدًا، ثُمَّ طَرَدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَأَخْرَجَهُ مِنْ مَنْزِلِهِ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ "وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ"[النور آية 22] ، فَلَمَّا قَالَ: "أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ"[النور آية 22] بَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: أَمَّا إِذْ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِأَمْرِي فِيكَ لأُضَاعِفَنَّ لَكَ النَّفَقَةَ وَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَغْفِرَ لَكَ، وَكَانَتِ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيٍّ مُنَافِقَةً مَعَهُ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ "الْخَبِيثَاتُ"[النور آية 26] ، يَعْنِي: امْرَأَةَ عَبْدِ اللَّهِ "لِلْخَبِيثِينَ"، يَعْنِي: عَبْدَ اللَّهِ "وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ"، يَعْنِي: عَبْدَ اللَّهِ لامْرَأَتِهِ، و "الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ"، يَعْنِي: عَائِشَةَ، وَأَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، و "الطَّيِّبُونَ"، يَعْنِي: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، "لِلطَّيِّبَاتِ"، يَعْنِي: لِعَائِشَةَ، وَأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، "أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ"[النور آية 26] .

عقوبة الذين يرمون المحصنات ..
الجلد 80 جلدة وعدم قبول شهادتهم أبدا .. واللعن بالدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم


وبهذا نقول وعلى الله الإتكال ، إن رمي المؤمنات المحصنات الغافلات لشيء عظيم ، في الإسلام يعاقب ناشره ومشيعه بين الناس ، فيجلد 80 جلدة ، ولا تقبل شهادة هؤلاء الأفاكين الكذابين الفاسقين أبدا إلا بعد توبتهم والتعهد بعدم الرجوع لمثل هذا الإفك المبين الذي يحاول إشاعة الفاحشة بين المسلمين . يقول الله الغني الحميد عز وجل : { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10) }( القرآن المجيد – النور ) .
وكذلك ، فإن من يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ، سواء أكانون من الأولين أو الآخرين ، لهم وعليهم لعنتين : الأولى بالدنيا ، والثانية بالآخرة ، ولهم عذاب عظيم . فعلى الناس إجتناب قذف المحصنات بالفواحش إجتنابا تاما بجميع صوره وأشكاله وألوانه لتحاشي لعنة الله وغضب الله وعذابه العظيم .
يقول الله الحميد المجيد جل سبحانه وتعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)}( القرآن المجيد – النور ) .




أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عائشة وأبوها

لكل إنسان أصفياء وأنقياء واصدقاء ، مفضلين على غيرهم من البشر ، ورسول الله المصطفى ، له الأحباء القريبين من قلبه ، كما ورد بصحيح البخاري - (ج 11 / ص 216) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " .
وجاء بسنن الترمذي - (ج 12 / ص 389) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ قَالَ : " عَائِشَةُ قَالَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا " . وورد في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 15 / ص 467) عن أنس ، رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل من أحب الناس إليك ؟ قال : « عائشة » ، فقيل : لا نعني أهلك ، قال : « فأبو بكر » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله إسناد صحيح على شرطهما وبه يعرف » .
كما ورد في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 15 / ص 469) أن عمرو بن العاص ، رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من غزوة ذات السلاسل : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال : « عائشة » قال : إنما أقول من الرجال ؟ قال : « أبوها ».

فضائل الصديقة عائشة رضي الله عنها

جاء بصحيح البخاري - (ج 11 / ص 216) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " . وفي رواية أخرى ، بصحيح البخاري - (ج 17 / ص 35) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " .

هدايا الناس لرسول الله ببيت عائشة .. ونزول الوحي في بيتها

لقد كانت الصديقة عائشة بنت أبي بكر ، زوجة المصطفى رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم ، رضي الله عنها ، لها ود ومحبة خاصة من زوجها المصطفى الحبيب وعائلتها وجيرانها ، ولها شعبية كبيرة بين أهل المدينة المنورة ، رغم أنها وعائلتها من المهاجرين من مكة المكرمة . فكانت معظم الهدايا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، تأتي عندما يبيت عندها اليوم المخصص لها في أجندته الزمنية ، حسب توزيع الأيام بين جميع نسائه .
جاء في صحيح البخاري - (ج 12 / ص 124) حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ قَالَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ : " يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا " .

خصال الصديقة عائشة كما ترويها بنفسها

جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 15 / ص 458) أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة وآخر معه ، فقالت عائشة ، لأحدهما : أسمعت حديث حفصة يا فلان ؟ قال : نعم يا أم المؤمنين ، فقال لها عبد الله بن صفوان : وما ذاك يا أم المؤمنين ؟ قالت : « خلال لي تسع ، لم تكن لأحد من النساء قبلي ، إلا ما آتى الله عز وجل مريم بنت عمران ، والله ما أقول هذا إني أفخر على أحد من صواحباتي » ، فقال لها عبد الله بن صفوان : وما هن يا أم المؤمنين ؟ قالت : « جاء الملك بصورتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة سبع سنين ، وأهديت إليه وأنا ابنة تسع سنين ، وتزوجني بكرا لم يكن في أحد من الناس ، وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد ، وكنت من أحب الناس إليه ، ونزل في آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيه ، ورأيت جبريل عليه الصلاة والسلام ولم يره أحد من نسائه غيري ، وقبض في بيتي لم يله أحد غير الملك إلا أنا » « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه » .
وورد في المعجم الكبير للطبراني - (ج 16 / ص 336 و 337 ) عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ : " أُعْطِيتُ سَبْعًا لَمْ يُعْطَهَا نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ نَفْسًا وَأَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ أَبًا، وَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْرًا، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرِي، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ، وَأَنَا مَعَهُ فِي لِحَافٍ وَلَمْ يُفْعَلْ ذَلِكَ لِغَيْرِي، وَكَانَ لِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، وَكَانَ لِنِسَائِهِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَأَنْزَلَ فِي عُذْرٍ مِنَ السَّمَاءِ كَادَ أَنْ يَهْلِكَ بِي فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي " .
وفي رواية أخرى ، وردت في المعجم الكبير للطبراني - (ج 16 / ص 337 و 338 ) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:خِلالٌ فِيَّ سَبْعٌ لَمْ يَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا أَتَى اللَّهُ مَرْيَمَ بنتَ عِمْرَانَ، وَاللَّهِ مَا أَقُولُ هَذَا فَخْرًا عَلَى أَحَدٍ مِنْ صَوَاحِبِي، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بن صَفْوَانَ: وَمَا هُنَّ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ:نَزَلَ الْمَلَكُ بِصُورَتِي، وَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَأُهْدِيتُ إِلَيْهِ لِتِسْعِ سِنِينَ، وَتَزَوَّجَنِي بِكْرًا لَمْ يَشْرُكْهُ فِيَّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ الْوَحْيُ يَأْتِيهِ وَأَنَا وَهُوَ فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْهِ، وَبِنْتَ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ ، وَقَدْ نَزَلَ فِيَّ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَقَدْ كَادَتِ الأُمَّةُ تَهْلِكُ فِيَّ وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِهِ غَيْرِي، وَقُبِضَ فِي بَيْتِي لَمْ يَلِهِ أَحَدٌ غَيْرِي وَالْمَلَكُ " .

أم المؤمنين عائشة وتمريض رسول الله صلى الله عليه وسلم

وعندما حانت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومرضه الأخير قبل الوفاة ، استأذن جميع زوجاته أمهات المؤمنين ، أن تمرضه الصديقة عائشة رضي الله عنها في بيتها فأذن جميعن له بذلك ، وبقي عندها حتى توفاه الله الحي القيوم ، ودفن في حجرتها ، كما دفن من بعده بجانبه صاحبه ورفيق دربه في يوم الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى يثرب ( المدينة المنورة ) والدها أول خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق ، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم .
جاء بصحيح مسلم - (ج 2 / ص 395) أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بِالَّذِي قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ هَلْ تَدْرِي مَنْ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ عَلِيٌّ . وفي صحيح مسلم - (ج 12 / ص 190) أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِي فِي مِرْطِي فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ وَأَنَا سَاكِتَةٌ قَالَتْ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ فَقَالَتْ بَلَى قَالَ فَأَحِبِّي هَذِهِ قَالَتْ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَجَعَتْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِالَّذِي قَالَتْ وَبِالَّذِي قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَ لَهَا مَا نُرَاكِ أَغْنَيْتِ عَنَّا مِنْ شَيْءٍ فَارْجِعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُولِي لَهُ إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا قَالَتْ عَائِشَةُ فَأَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْهُنَّ فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ وَأَتْقَى لِلَّهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ وَأَعْظَمَ صَدَقَةً وَأَشَدَّ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهَا فِي الْعَمَلِ الَّذِي تَصَدَّقُ بِهِ وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حِدَّةٍ كَانَتْ فِيهَا تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَةَ قَالَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا وَهُوَ بِهَا فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ قَالَتْ ثُمَّ وَقَعَتْ بِي فَاسْتَطَالَتْ عَلَيَّ وَأَنَا أَرْقُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْقُبُ طَرْفَهُ هَلْ يَأْذَنُ لِي فِيهَا قَالَتْ فَلَمْ تَبْرَحْ زَيْنَبُ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ قَالَتْ فَلَمَّا وَقَعْتُ بِهَا لَمْ أَنْشَبْهَا حَتَّى أَنْحَيْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَبَسَّمَ إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ .
وفي صحيح مسلم - (ج 12 / ص 194) أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يُرَى مَقْعَدُهُ فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ قَالَتْ عَائِشَةُ فَلَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى قَالَتْ عَائِشَةُ قُلْتُ إِذًا لَا يَخْتَارُنَا قَالَتْ عَائِشَةُ وَعَرَفْتُ الْحَدِيثَ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ وَهُوَ صَحِيحٌ فِي قَوْلِهِ إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ قَالَتْ عَائِشَةُ فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى .

يَا عَائِشُ هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ

جاء بصحيح البخاري - (ج 12 / ص 117) قَالَ أَبُو سَلَمَةَ إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا : " يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْتُ وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ تَرَى مَا لَا أَرَى تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
وجاء بصحيح مسلم - (ج 5 / ص 102) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ أُمِّي قَالَ فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا بَلَى قَالَ قَالَتْ لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً قَالَتْ قُلْتُ لَا شَيْءَ قَالَ لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي قُلْتُ نَعَمْ فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ثُمَّ قَالَ أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ قَالَتْ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِي السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ " .

وورد في صحيح مسلم - (ج 12 / ص 198) حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَائِشُ هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ " ، قَالَتْ فَقُلْتُ وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ قَالَتْ وَهُوَ يَرَى مَا لَا أَرَى .

عائشة واستشهاد عثمان بن عفان

عندما وقعت الفتنة بالمدينة المنورة واستشهد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان ، ذو النورين ، رضي الله عنه كانت الصديقة عائشة في مكة المكرمة تؤدي مناسك الحج ، فلما بلغها الخبر غضبت وطالبت بالقصاص من القتلة ، وخرجت مع جمع من الصحابة إلى العراق فتبعها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجمع من أهل المدينة المنورة ، ووقعت فتنة بين رجال علي ورجال عائشة ، ونشبت معركة قصيرة ، وكانت عائشة تركب جملاً فسميت الوقعة بوقعة الجمل . عادت بعدها أم المؤمنين الصديقة عائشة معززة مكرمة إلى المدينة ، وعاشت فيها بقية عمرها ودفنت بالبقيع قرب المسجد النبوي الشريف .

أم المؤمنين عائشة والاستنباط والاجتهاد والإفتاء

تعتبر أم المؤمنين الصديقة عائشة رضي الله عنها ، داعية إسلامية إلى الله الواحد القهار متميزة ، كل التميز عن اقرانها ، ونجمة إسلامية من الطراز الأول ، ومصباحا مضيئا للهداية الربانية وداعية إسلامية مرموقة ، طيلة فترة صباها وكهولتها حتى وفاتها رحمها الله رحمة واسعة ، وكانت نشيطة نسوية فاعلة تذود عن الإسلام العظيم ، خلال فترة الوحي وخلال جميع سني حياتها المليئة بالتقوى والورع وحب زوجها رسول الله المصطفى صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم ، ففي تاريخ حياتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد مماته ، روى عن أم المؤمنين الصديقة عائشة الأحاديث النبوية الشريفة ، في العلم والتفسير عدد كبير من الصحابة والتابعين منهم أبوهريرة ، وأبو موسى الأشعري ، وزيد بن خالد الجهني ، من التابعين سعيد بن المسيب ، وعلقمة بن قيس ، وعائشة بنت طلحة ، وحفصة بنت سيرين . ويروى عن أبي بردة أبي موسى عن أبيه أنه قال : ما أشكل علينا أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً .
وقيل أن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق ، روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وفاطمة الزهراء وسعد ابن ابي وقاص , وحمزه بن عمره الاسلمي وجذامة بنت أبي وهب ( 2210 ) حديثا ذكر لها في الصحيحين منها 297 حديثا والمتفق عليه من الشيخان ( البخاري ومسلم ) ، منها 174 حديثا .
وكان الكثير من المسلمين من الصحابة والجدد يرجعون إليها ويسألونها في الشؤون الدينية الإسلامية وحياة المصطفى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، فكانت تخبرهم بما شاهدته ولاحظته وسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت أفقه نسائه وأكثرهن علماً وكانت تحفظ من أشعار العرب وأخبارهم الكثير ، إذ اشتهرت بالفصاحة والبلاغة ، وكثرة العبادة والصوم والتهجد والصدقات .
وكانت الصديقة عائشة رضي الله عنها ، من المستنبطين والمجتهدين بالأحكام الشرعية الإسلامية فقد روى عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال : كانت عائشة قد أستقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وهلم جرا إلى أن ماتت يرحمها الله .
وفي رواية أخرى عن محمود بن لبيد قال : وكان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر وعثمان بعده يرسلان إليها فيسالأنها عن السنن . وأصح أسانيدها ما رواه يحيى بن سعيد عن عبيدالله بن عمر بن حفص عن القاسم بن محمد عنها ، وما رواه الزهري أو هشام بن عروة عن عروة بن الزبير عنها ، وأضعف أسانيدها ما يرويه الحارث بن شبل عن أم النعمان عنها .

الإيذاء الكلامي لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .. اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا

جاء في المعجم الكبير للطبراني - (ج 16 / ص 347) عَنْ عَمْرِو بن غَالِبٍ ، أَنَّ رَجُلا نَالَ مِنْ عَائِشَةَ عِنْدَ عَلِيّ ٍ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ : " اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا ، أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
هناك الكثير الكثير من الجهلاء من الكفار والسفهاء والمنافقين والدجالين والأفاكين سواء من العرب أو العجم أو الهندوس أو الأوروبيين ، وأذيالهم المستشرقين الأجانب ، الذين يطعنون بالإسلام وبرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، من ناحية الصديقة عائشة رضي الله عنها ، كأم للمؤمنين ، وهي لم تنجب بتاتا ، طعنا بالسن الصغيرة وطعنا بحادثة الإفك ذات البهتان العظيم ، في محاولة يائسة لتشويه صورة الإسلام العظيم أمام المسلمين ، ويدعونهم للتنصير أو التهويد أو الإلحاد والكفر والعياذ بالله السميع العليم من كل هذه الهرطقات والدعوات اليائسة الفاشلة . فلا تكون أخي المسلم / أختي المسلمة ممن يستمع لهؤلاء الأنجاس ، وردوا عليهم قولهم ، ولا تهادنوهم ولا تناقشوهم بهذه الأمور لأن لديهم تصورات وتخيلات مسبقة لا يمكن مجادلتها ، وهم يوهمون الناس بأنهم على حق وهم على باطل أكيد . وقد جاء وصف مثل هؤلاء الشياطين من الإنس ، بقول الله شديد العقاب ذو انتقام جل شأنه : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}( القرآن المجيد – الكهف ) .

وفاة الصديقة عائشة رضي الله عنها

ورد بسنن ابن ماجه - (ج 5 / ص 482) تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً .
على أي حال ، توفيت أم المؤمنين الصديقة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما في 17 رمضان سنة 57 هـ عن عمر ما بين 67 - 68 عاما قضتها داعية نسوية إسلامية من الفئة أو الطراز الأول . وصلى عليها أبوهريرة بعد صلاة الوتر ، صلاة الجنازة بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ودفنت بالبقيع ليلاً بالقرب من المسجد النبوي الشريف . وقيل ولدت عائشة عام 610 م ، وتوفيت في شهر حزيران أو تموز سنة 678 ميلادية ( 58 هجرية ) عن عمر 66 سنة .
وقيل إن الصديقة عائشة رضي الله عنها وأرضاها ، توفيت ليلة الثلاثاء 17 رمضان من السنة السابعة أو الثامنة أو التاسعة والخمسين للهجرة ، وأوصت قبل وفاتها وانتقالها للرفيق الأعلى ، أن تدفن بالبقيع ليلا . ونزل في قبرها خمسة : عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر .
رحم الله الصديقة عائشة ، أم المؤمنين ، أمنا جميعا ، رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته .

كلمة أخيرة

هناك بعض الكفار والفاسقين من العرب والعجم والهنود والأوروبيين والمستشرقين الأجانب وغيرهم الذين يحاولون تشويه تاريخ صورة الصديقة أم المؤمنين عائشة بين أبي بكر الصديق ، زوجة المصطفى الحبيب رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، ويمضغون كلاما تافها لا قيمة له بوسائل الإعلام والخطابات الطائفية والمزايدات الكلامية الجاهلية بعد وفاة هذه المرأة المؤمنة ، ولكنهم لن يغيروا من الحقيقة شيئا واحدا . وكل الهجوم الكلامي والخطابي والإعلامي لشياطين الإنس لا يغير ما ورد بالقرآن المجيد من كلام الله الأزلي المقدس الذي نزل من فوق سبع سماوات طباقا ، عن طهارة ونقاء أم المؤمنين ، وكل من يسيء لهذه المرأة المسلمة الفاضلة فإنما يسيء للإسلام أولا وآخرا ، ويكذب ما جاء بالقرآن العظيم ، فينطبق عليه ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ، فهو في ضلال مبين ، فقد ضل سواء السبيل ، والله نسأل له الهداية وأن يثوب إلى عقله ورشده ويتوب إلى الله توبة نصوحا .

وختامه مسك ، لا بد من الاستعانة بدعاء نبي الله نوح عليه السلام : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) } ( القرآن المجيد ، نوح ) .
وندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

نترككم في أمان الله ورعايته . والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .