السبت، 28 أغسطس 2010

رمضان .. وما أدراك ما رمضان ؟؟! فطوبى لداخلي باب الريان

رمضان .. وما أدراك ما رمضان ؟؟!
فطوبى لداخلي باب الريان

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) }( القرآن المجيد – البقرة ) . وجاء في صحيح البخاري - (ج 6 / ص 461) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ " .

استهلال

رمضان وما أدراك ما رمضان ؟ إنه شهر الله العظيم ، شهر الصيام والإحسان .. شهر يجدد فيه المسلمون رسالة الإيمان .. فعندما يهل هلالك يا أيها الشهر المبارك ، يستبشر المسلمون بالإسلام العظيم ، كركن هام من الأركان .. وتشد فيك الرحال بانتظام ، للمساجد الإسلامية الثلاثة : المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والمسجد الأقصى المبارك ، وتتعزز الكرامة والعزة والنخوة والشجاعة والعنفوان ..
فطوبى لك من شهر مبارك باركه الله الرحمن .. ولو سألت عن فضائل شهر رمضان .. فإنك ستجدها بالصحة وصيانة الأبدان .. رمضان إننا نحبك ونشتاق إليك ، يا شهر الرحمة والمغفرة الربانية والغفران .. يا شهر الهدى والمودة والإتقان .. يا شهر العفو والعافية وصحة الأبدان .. فهذا هو البيان . هذا هو البيان .. هذا هو البيان ..

الصيام والخيطان

يا رمضان الخير والبركات ، فيك الامتناع عن تناول الطعام والشراب والجماع والدواء ما بين ساعات الفجر والمغرب عند رفع الأذان .. حيث يأكل الصائمون ما بين الخيطان : الأبيض والأسود من الفجر البائن تمام البيان .. يا شهر العتق من النار بقدرة الحنان المنان .. فيك أنزل الله العزيز الحكيم الكتاب المقدس الأخير المعروف بالقرآن .. فيا أيها القرآن ، يا دستور الحياة الإنسانية لجميع الأمم تشرفت بنزولك في شهر رمضان .. فأنت كتاب الله العزيز الصالح لكل زمان ومكان ..
فشهر رمضان كريم من بين بقية الشهور العربية الإسلامية القمرية ، فهو ينقي الإنسان من الذنوب والسيئات والأدران .. طبت شهرا من بين الشهور المقدسة يا شهر التوبة والإحسان .. ففيك تتضاعف الحسنات وتكثر موائد الإفطار الخيرية بإعتبارها موائد الرحمن .. فرغم التعب والمشقة لبعض الناس ، ممن يبقى منهم يمارس السهر فهو سهران .. فرمضان الخير يهدف لبناء أفضل الغايات السامية والقيم والمثل العليا الإنسان .. ليكون المجتمع المسلم صلب البنية والبنيان .. تتكافل وتتكاتف فيه جهود كل المسلمين من الفقراء والأغنياء بجميع الأحيان ..
يا أيها الشهر الفضيل لك ذكريات طيبة لدى الفقراء والمحتاجين والمستضعفين في الأرض حيث توليهم المحبة وتبعد عنهم الحسد والحقد والاحتقان .. فلله الفضل والمنة والامتنان .. ولا تكن يا أيها الصائم من فئة أصحاب النسيان .. فالحمد لله رب العالمين فهو المنعم ذو الفضل المنان .. فالصوم راحة بك من كل شر يا شهر رمضان ..

شهر رمضان .. وتصفيد جند الشيطان

فبارك الله فيك يا شهر رمضان .. من قلب الشهور فأنت الشهر المعروف بالبركة وتصفيد جند الشيطان .. وفيك يحس المسلم بأخيه كفرد وجماعة وأمة وتخشى من هولك الإفتتان .. وفيك تكثر الصدقات والزكوات لتطهير الإنسان .. فطوبى للصائمين والصائمات ، ببركة السحور والإفطار الإسلامي كما وصفها رسول الله المصطفى محمد بن عبد الله رسول الرحمن .. فيا شهر الرحمة يا من يشار لك بين الشهور بالبنان .. لمنع المعاصي والكبائر والموبقات والآثام والهذيان ..

رمضان وتسالي الإنسان

عبأ وقتك يا أيها الصائم بعباده الرحمن .. ولا تنس الأذكار الجامعة وتلاوة القرآن .. واصنع الحسنات الطيبات ، وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، لتكون من جند الرحمن .. وحارب جميع الشياطين من الإنس والجان .. ولا تلتفت لهرطقات وسفاهات وسخافات بني الإنسان .. وكن عاقد العزم على ترك المعاصي كليا وأهجرها تمام الهجران ..

رمضان .. شقيق رجب وشعبان

رمضان فيك يجيب الله الدعوات من فوق سبع سماوات طباقا ويسهل أمور العباد ، وتتعزز رسالة الإيمان .. ويدخل الناس بدين الله أفواجا بشهر الفرقان .. وتكثر البركات والخيرات والطيبات من بديع السماوات والأرض ، الذي هو كل يوم في شأن .. فطبت قدوما يا شهر العرفان .. يا شقيق الصوم لشهري رجب وشعبان .. ففيهما الصوم الطوعي الجزئي بتوصية نبوية ، وأما أنت فصيامك فرض إلهي بالشهر كاملا ، بأمر من رب الجنان .. ويا شقيق جميع الشهور العربية الإسلامية ، بالصوم ثلاثة أيام بالأيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والدليل والمرشد غرة الشهر يا أيها الإنسان .. فصوموا وشجعوا على ذلك الغلمان .. ولا تنسوا أن الصيام له وجبتان رئيسيتان .. السحور وقت السحر والإفطار بعد المغرب ورفع الأذان .. فتسحروا كما وصاكم نبيكم المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فإن في السحور بركة وعجلوا الفطران .. وتسحروا وكلوا من طيبات ما رزقكم ربكم من الخضار واللحوم والطيور والأسماك والفواكه والألبان .. واطعموا الفقراء والمحتاجين ، فلا تبقوهم في حالة الحرمان .. ومن لم يفعل ذلك فإنه يبقى يراوح ما بين حالتي النذالة والجبان ..

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

يقول الله الحي القيوم تبارك وتعالى : { فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) }( القرآن المجيد – الرحمن ) .

رمضان حليف القرآن

يا أيها الشهر الرمضاني العبادي المشع بنوره ، بين الأنام ، بوركت أيامك كلها بتلاوة القرآن .. فرمضان الحليف الاستراتيجي للقرآن .. وهما كل واحد متلازمان لا يفترقان .. فتقل السيئات وتكثر الحسنات للناس الصائمين ، بعيدا عن الهذيان والغثيان .. فبعد الصوم يأتي عيد الفطر السعيد ، ويفرح المسلمون من بني الإنسان .. ويصلي المسلمون صلاة العيد ويتفرقون لزيارة الأهل والأصحاب والخلان .. ويزورون قبور الموتى لتذكرهم بالحياة الآخرة قبل فوات الأوان .. فطبت شهرا من الشهور المباركة يا شهر القرآن .. فاعملوا على نشر الرسالة الإسلامية بجميع وسائل الإعلام والإعلان ..

رمضان وباب الريان

جاء في صحيح البخاري - (ج 6 / ص 462) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا قَالَ نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ " .
يا شهر رمضان .. أنت الشهر العربي التاسع المبجل بكلام الله المقدس الموزون بأحسن الأوزان .. ومجيئك السنوي بالبر والكرم والجود لا يخفى على الأمة المسلمة ويجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى من أهل التعب التعبان .. يا أيها الشهر الفضيل ويسبب صومك وقيامك دخول الجنان .. فطوبى لبابك الواسع بالجنة المعروف بالريان .. أحد الأبواب الثمانية لجنة الجنان .. فالصبر والجلد من صفاتك والجهاد والإحسان .. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..

يا أيها الشهر الآتي والراحل مرة كل اثني عشر شهرا من الزمان .. يستقبلك المسلمون ويودعوك بالترحاب والحفاوة ويطلقوا لإستغفارهم وأذكارهم المتعددة وتوبتهم العنان .. فأنت رمز البذل والعطاء والصبر لطاعة الله الديان .. ويتذكروا أن كل من على الأرض فان عندما تحين الأحيان .. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام عالم الغيب والشهادة المؤمن المهيمن المتين المنان ..
فبوركت يا شهر رمضان .. بوركت يا شهر رمضان .. بوركت يا شهر رمضان .. وطوبى لأهل باب الريان .. من المؤمنين الصادقين المحسنين المتقين الذين ينفقون أموالهم بالسراء والضراء وخاصة في ظلال شهر رمضان .. فأهلا وسهلا بك يا رمضان .. ورافقتك السلامة عند نهاية أيامك المعدودة ، والمسلمون بانتظارك سنويا يا صاحب الريان ..

شهر رمضان والمجدان

ولك يا أيها الصائم برمضان ، مجد بل مجدان : مجد الدنيا والآخرة من الله الرحمن .. فهذا هو جزيل العفو والرحمة والغفران .. فابتعد يا أيها الصائم عن اللغو والسباب والشتائم والغضب وأكظم غيظك ، لتنال من الله العفو والعافية والإحسان .. وابتعد عن النميمة والغيبة والكلام البذئ لتدخل الجنان .. جنان الله الغني الحميد خالق الجنان ..

حرروا المسلمين من الطغيان

أيها المسلمون الصائمون في جميع الأمصار والبلدان .. لا تنسوا البلاد الإسلامية المحتلة : من العراق وقبلها أفغانستان .. ومن بلاد الشام فلسطين الأرض المقدسة ومنها أرض بيسان .. فوحدوا الصفوف من العواصم والمدن الإسلامية من نجران وتطوان .. فالجهاد في سبيل الله واجب وفرض عين عليكم أيها المسلمون في هذا الأوان .. فالجهاد في سبيل الله يرفع الأمة الإسلامية ويجعلها صاحبة الكلمة الأولى في هذا الزمان .. فلتتوحد الجهود المباركة الساعية نحو الحرية والتوحيد ليكون للأمة الإسلامية الدولة العظمى أو الكيان .. فبادروا لتجديد إيمانكم وجهادكم لتنالوا العفو والغفران .. وابتعدوا عن التبعية والاتكالية والهيمنة الأجنبية ، وهوى الزعران .. فاتركوا الثرثرة والكلام الفارغ وعبئوا أنفسكم بالإسلام خاصة القرآن .. وأعدوا العدة المناسبة في النفس والعقل والوجدان .. فشهر رمضان هو شهر النصر والتحرر من أئمة الكفار والفجار والجبروت والطغيان .. ولا توالوا أو تبايعوا أهل الكتاب من أهل السفاهة والخذلان .. بل فأسعوا إلى ذكر الله الواحد القهار والرباط والمرابطة في الثغور الإسلامية ، ولا تخافوا الزي الأبيض والأكفان .. فالشهادة في سبيل الله أحلى وأسمى الأماني ، فهي أفضل ما يتمنى المسلم الصائم ، لا الموت العادي لينام في الحفر والأجران .. فللصائم المجاهد أجر وثواب من الله الغفور الرحيم لا بل أجران .. فلا تكونوا من أهل الخسارة أو الخسران .. بل فاسعوا إلى العزة والكرامة وترك الذلة والهوان ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا قبل فوات الأوان .. فثبتوا الصيام والصبر والإسلام في نفوس الناس وركزوا على الصبيان .. فالتنشئة الإسلامية الأساسية الحقة تبدأ من الصغار قبل الكبار يا أهل الحل والعقد ويا أولي النهي والأبصار والسيوف والمرجان ..

كلمة أخيرة لجميع الإخوان

فلتصوموا رمضان .. فلتصوموا رمضان .. فلتصوموا رمضان .. يا أهل الرسالة الإسلامية والإيمان .. لتصح وتصان جميع الأبدان .. ولترضوا الله الخالق سبحانه وتعالى مدبر ومسير الأكوان .. وتنالوا العفو والمغفرة والغفران .. فالصوم جنة لك يا بني آدم الإنسان .. فالصوم رمز الجهاد الأكبر والأصغر في حياة الإنسان .. لمقاومة البغاة والطغاة وأهل البغي والطغيان .. فكونوا الحماة لدين الله الإسلام من النقصان .. فأوفوا العهود وأقيموا الموازين بالقسط ولا تنقصوا الميزان .. وتذكروا يوم القيامة الذي تشيب منه جميع الخلائق والولدان .. فالكثير من علامات الساعة الصغرى والكبرى قد بانت للعيان .. ومنها تطاول الحفاة الرعاة في البنيان .. وأن تعصي الْأَمَةُ ربتها تمام العصيان .. وإتجاه السواد الأعظم من الناس نحو عقوق الوالدين وعدم برهما أو الإحسان .. وتسارع الهزات الأرضية والزلازل في الأمم وإلتهاب حمم البركان .. فأحبوا الحبيب المصطفى رسول الله محمد بن عبد الله الداعي للحكمة والزهد والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان .. فسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين بعيدا عن أهل النار بجهنم والنيران .. وكونوا واثقين من التكريم الإلهي ، من الله الحنان المنان .. وتذكروا أن الدهر كله ليس بيوم واحد بل يومان : يوم لك ويوم عليك يا أيها الإنسان .. فاصبروا ، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ..

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
__________________

ليست هناك تعليقات: