الجمعة، 9 يوليو 2010

الإسراء والمعراج .. رحلة الخمسين ألف سنة .. بين المسجدين الحرام والأقصى والسماوات السبع

الإسراء والمعراج ..

رحلة الخمسين ألف سنة ..
بين المسجدين الحرام والأقصى والسماوات السبع

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)}( القرآن المجيد – الإسراء ) .

استهلال

رحلة الإسراء والمعراج عبارة عن رحلة إسلامية إيمانية دينية مقدسة ، إنطلقت ما بين الأرض والسماء ، في سنة خلت قبل الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة للمدينة المنورة ، وافقت 621 ميلادية ، في ليلة واحدة ، وعاد المرتحل لمكان إقامته بمكة المكرمة بعد أن قطع بلايين بلايين الأميال ( رحلة المعراج - الخمسين الف سنة ) مخترقا ما بين الإرض والفضاء الخارجي . وقد فرض الله الحميد المجيد عز وجل بهذه الرحلة المقدسة الصلاة على بني الإنسان ، خمس مرات بالنهار والليلة .
وتتمثل أطراف هذه الزيارة الإيمانية المقدسة الخاطفة ، بخالق الخلق أجمعين ، الله الواحد الأحد رب العالمين ، في السماوات العلى وصولا للسماء السابعة ، وهو الذي استدعى رسوله الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، جسدا وروحا ، مبتدئا من المسجد الحرام بمكة المكرمة من الديار الحجازية إلى المسجد الأقصى المبارك ببيت المقدس بالأرض المقدسة ، عبر الوحي الكريم جبريل عليه السلام ، وكانت وسيلة النقل تدعى ( البراق ) بلونه الأبيض الناصع ، وهي وسيلة سريعة لقطع المسافات والسفر المبارك ، خارقة للعقل البشري ، سريعة جدا ، وهذه الرحلة المقدسة تدلل على عظيم جبروت وملكوت الله بديع السماوات والأرض ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم .
وقبل الرحيل المقدس بين الأرض والسماوات ، أجرى بعض الملائكة عملية جراحية فورية ناجحة لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقضية شق بطن رسول الله وغمسه بطست الذهب المملوء حكمة وإيمانا ، قضية مشهورة وردت بالأحاديث الصحيحة بالصحيحين البخاري ومسلم ، ثم الإنطلاق المبارك على البراق من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك بالأرض المباركة ، ثم الصعود بالمعراج إلى السماء الدنيا متنقلا للسماء السابعة والإلتقاء النبوي الشريف ببعض الأنبياء والرسل إبتداء بأبي البشر آدم عليه السلام بالسماء الأولى ثم يحيى وعيسى عليهما السلام بالسماء الثانية ويوسف عليه السلام بالسماء الثالثة وإدريس عليه السلام بالسماء الرابعة وهارون عليه السلام بالسماء الخامسة وموسى عليه السلام بالسماء السادسة وإبراهيم عليه السلام بالسماء السابعة وغيرهم والوصول لسدرة المنتهى بالسماء السابعة .
وعلى اليقين التام ، فإن الرحلة العظمى بالمرحلة الأولى ( الإسراء ) إنطلقت ليلا وإنتهت ليلا أيضا بالجسد النبوي وروحه معا ، ويبدو أن استغرقت عدة ساعات فقط ، عبر تحليل الآية القرآنية المجيدة وهيو الآية الأولى من سورة الإسراء رقم ( 17 ) بالقرآن العظيم ، والآيات الثماني عشرة من سورة النجم رقم ( 53 ) بالقرآن المبين ، التي تحدثت عن الرحلة العظمى بالمرحلة الثانية ( المعراج ) ، ويبين ذلك الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بهذه الرحلة الإيمانية الفريدية من نوعها الواردة في صحيحي الشيخان البخاري ومسلم ورحلة المعارج التي تستغرف خمسين ألف سنة مما نعد الواردة بسورة المعارج بالقرآن العظيم .
ومن المؤكد أن هذه الرحلة الإعجازية لرسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، تمت بالبدن والروح معا ، حيث أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بركوبه لدابة البراق ، السريعة السفر ذهابا وإيابا ، بشيء يخرج عن مألوف البشر ، وإمامته لجميع الأنبياء والمرسلين ركعتين بالمسجد الأقصى المبارك ، وصحبته للملك جبريل عليه السلام أمين وحي السماء الذي كان يزوده بالآيات القرآنية المجيدة تبليغا عن رب العزة الله ذو الجلال والإكرام .
وقد أعطت هذه الرحلة المقدسة بين السماء والأرض ، دفعة قوية جديدة للإسلام المستضعف في مكة المكرمة في بداية ظهوره ، إقترنت بالدلائل اليقينية الحجرية ( مشاهدة ووصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لأبنية بيت المقدس ، بالتمام والكمال ، والمشاهدة النبوية البشرية لبني فلان مبينا مكان وجودهم في الصحراء والمشاهد الحيوانية للعير أو الإبل التي كانت بصحبتهم ، وذلك لإقناع الناس بصدق الرسالة الإسلامية العظمى ، وكان الوصف النبوي لبعض مشاهد الرحلة الإيمانية خير دليل على صدق نبوته وتكليفه من ربه لتبليغ الناس أجمعين لطرق الهداية ، فأمره الله تبارك وتعالى ، بالصلاة اليومية بخمس مرات متباعدة ، بعد أن كانت خمسين صلاة ، ولكن أجرها يضاعف لخمسين صلاة بالنهار والليل لعباد الله المتقين .


وبهذا يمكننا التأكيد على أن الأمور التالية :
الداعي هو الله العظيم الحليم بديع السماوات والأرض القادر على كل شيء جل جلاله .
المستدعى : المصطفى محمد رسول الله .
مبلغ الدعوة : الملك جبريل عليه السلام .
وسيلة النقل : البراق الأبيض اللون .
مكان الرحلة : المسجدين الحرام والأقصى والمعراج من السماء الأولى للسماء السابعة .
المشاهدون : شاهد رسول الله عددا من الأنبياء والمرسلين في جميع طبقات السماء من الأولى حتى السابعة . ومشاهد حية عن عذاب بعض الفئات الكافرة .
الأوامر الإلهية : الصلاة بالأوقات الخمس : الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء .

العبر والعظات من الرحلة الإيمانية المقدسة .. المعراج ورحلة الخمسين ألف سنة

يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) }( القرآن الكريم – المعارج ) .



سبحان الله .. سبحان الله .. سبحان الله .. فالله هو صاحب الدعوة للصلاة ، جل جلاله في علاه .. يريد تبليغ الرسالة الإسلامية للبشرية جمعاء ، وتمكين رسوله بين البغاة والطغاة وجعله إمام الأولين والآخرين التقاة .. فاستدعى نبيه وحبيبه لسماه .. فوصل السماء السابعة ، لسدرة المنتهى كان منتهاه .. ففرضت الصلوات الخمس : الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ، على بني آدم من بلوغه الفهم والاستيعاب لمنتهاه .. فالواجب والمفروض عبادة الله خالق الخلق أجمعين في البحر والبحر والسماء والفلاه .. فطب يا أيها الإنسان قلبا وروحا وعقلا وابتعد عن الغلظة ولا تكن من أصحاب الأذاة ..

معجزات ربانية برحلة الإسراء والمعراج


يقول الله الحنان المنان ذو الجلال والإكرام جل جلاله : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)}( القرآن الحكيم – الإسراء ) .

كانت رحلة مقدسة دعيت باسم رحلة الإسراء والمعراج .. فوجهت الدعوة الإلهية لخاتم المرسلين والأنبياء لتخترق جميع الجبال والسهول والصحاري والأبراج .. فمر الحبيب المصطفى متنقلا بين الأرض والسماوات السبع بلا حرج أو إحراج .. فطوبى للمبلغ الملك جبريل الكريم ، ولوسيلة النقل التي أحتاج لها رسول الله الحبيب محمد وفق مبدأ الأخذ بالأسباب ، كل الإحتياج .. وكانت هذه الرحلة العظمى في العالمين ، لتدلل على صدق الرسالة الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان وإقناع الكافرين دون غنج منهم وإغناج .. عبر الاستفادة وأخذ العبر والعظات في التنقل بين الأرض والسماء برا وجوا قبل دخول الناس بالإسلام عن طريق الأفواج .. فرحلة نبوية مقدسة واحدة يتيمة بين الأرض والسماوات السبع لتنير الدرب وتكون إسراجا في الإسراج .. فلم تكن رحلة الإسراء والمعراج كرحلة الشتاء والصيف بلا تتويج وتاج .. فتوجت رحلة الإسلام العظمى بين الأرض والسماء بعودة ميمونة مظفرة ، وفرض صلاة كغذاء روحي ورياضة عقلية وبدنية ، على المتقين بعيدا عن توقعات الأبراج .. فهذه معجزة ربانية مضاعفة من معجزات الأنبياء والمرسلين يا أيها الكبار في قارات العالم من الرؤساء وأصحاب التاج .. فبادورا إلى الإلتزام بها وتوابعها ولا تغفلوها أو تنسوها أو تهملوها هداكم الله القادر على المعراج .. فقد جاء الإسلام ليعلمكم أسرار الحياة البشرية قبل الاكتشافات العلمية ، حيث خلق الله الإنسان ليبتليه من نطفة أمشاج .. فأدخلوا وأولجوا بتعاليم الإسلام العظيم تمام الإيلاج .. لكي لا تقعوا في سعير جهنم وتدخلوا بها بالزمر والأفواج .. فيوم الإسراء والمعراج إرتجت الأرض والسماء برحلة الإرتجاج .. وأعلن عن مولود الإسلام الحي الجديد وإنبلج الدين كل الإنبلاج .. فإياكم ومعاداة الإسلام العظيم فابتعدوا عن السياج .. فالجميع منا بحاجة لجنات عدن والنعيم المقيم والمأوى والفردوس الأعلى كل الإحتياج ..
ولا تنسوا أن تطالعوا في هذا المضمار بإنتظام وتواصل دائم شبكة الإسراء والمعراج .. الشبكة الإلكترونية العربية الإسلامية العالمية الشاملة المستقلة ، لتنير درب جميع الأمم في العالمين وخاصة المسلمين ومن بينهم الحجاج .. فاستلهمنا الاسم العظيم من المعجزات الإلهية العظمى - شبكة الإسراء والمعراج ( إسراج ) .. لتمخر عباب الأرض والسماء والفضاء الإلكتروني بلا رج أو إرتجاج .. فتدعو بالحكمة والموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بعيدا عن العنف والكرباج .. فهي تدعو لتمجيد معجزات الإسراء والمعراج .. فطوبى للمصطفى صاحب الرحلة العالمية المقدسة ، رحلة الإسراء والمعراج .. وإننا على أثره العظيم الكريم نقتفى الأثر الإسلامي الإيماني الطيب بحسن النية ونعدها ونقدمها ونخرجها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، أحسن الإخراج .. لتعم الكرة الأرضية من مشارق الأرض إلى مغاربها من : مكة المكرمة والمدينة المنورة وبيت المقدس وجاكرتا وسيدني وواشطن وموسكو وبكين وجوهانسبرغ وطوكيوا وبرلين ولندن وباريس والقاهرة والخرطوم والرباط وأبو ظبي وبغداد ومقديشو وصنعاء وكابول وإسلام أباد ونيودلهي وغيرها ولا ننسى سوهاج .. راجين القبول والتوفيق من الله السميع العليم مدبر معجزات الإسراء والمعراج .. فلن نبخل عليكم بالملفات الإسلامية والإنتاج .. فلنمجد معا رحلة معجزات الإسراء والمعراج ..






رحلة الإسراء والمعراج .. بالمصطفى رسول الله محمد بن عبد الله


يقول الله السميع البصير عز وجل : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}( القرآن المجيد – النجم ) .


أستدعي طه المصطفى حبيب الله .. لتلقي البلاغ الرباني المجيد عن قرب ومشاهده النور في بهاه .. لقد كانت هذه الرحلة الإيمانية المباركة تأكيدية وتكريمية لخير البرية من عباد الله .. فلبى الحبيب المصطفى دعوة ربه ليتقي الله حق تقاه .. وينقل ما شاهده من نعيم وعذاب لجميع البشرية حتى يوم القيامة من الرب في سماه .. فيا صاحب الأسماء الخمسة : محمد وأحمد والماحي الذي يمحو بك الله الكفر ، والحاشر الذي يحشر على قدميه ، والعاقب الذي ليس بعده نبي ، طبت بأسماك الكريمة بأبهى بهاه .. فأنت الذي إصطفاك وإختارك ربك العظيم الذي لا إله سواه .. فدعوت لربك وبلغت الرسالة والأمانة وإنا على ذلك من الشاهدين عبر التاريخ الإنساني البهي بعيدا عن الكفر ولسان حالك ينطق بكلمة مركبة : واإسلاماه .. واإسلاماه .. واإسلاماه .. .. فيا رب أجعلنا نشرب من نهر الكوثر بالجنة ولا نظمأ بعدها يا رباه .. فيا حبيبنا المصطفى المفدى رسول الله .. ليس لنا ربا غير الله .. ولم ولا ولن نعبد سواه ..

رحلة الإسراء والمعراج .. والملك جبريل عليه السلام

يقول الله الواسع الحكيم جل ثناؤه : { قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)}( القرآن المجيد – البقرة ) .
والمبلغ الكريم الملك جبريل الأمين لتبليغ الدعوة والاستضافة الطارئة الاستثنائية ، بين الرب الكبير وعبده المصطفى من خلقه حتى وقت التنزيل .. فجاء أمين وحي السماء يقود الحبيب محمد فهو بمثابة الدليل .. وامتدت رحلة القداسة بين الأرض والسماء بليل ليس بالطويل .. فهذه معجزة مضاعفة يا أهل الأبصار والألباب وأولي النهى وأصحاب التحليل .. فهي رحلة فريدة من نوعها ليس لها في التاريخ مثيل .. ففتحت أبواب السماء أمام المبعوث رحمة للعالمين بصحبة الملك جبريل .. فيا لها من معجرة في معجزات ربانية متعددة بالحياة الدنيا لتكون على الحياة الآخرة هي السبيل .. فهيا يا بني آدم بادر وأدى الصلاة المفروضة عليك لرب العالمين الجليل .. فصلى قبل أن يصلى عليك أو لا يصلى عليك فتنال العقاب الوبيل .. فالله لا يسأل الناس عن رزقهم بل هو رازقهم فالله هو الرزاق ذو القوة المتين يا أهل الحل والعقد وأصحاب الطير الأبابيل .. فآمنوا بالله الواحد القهار قبل أن يحين موعد الرحيل .. رحيل جميع البشر عن الحياة الدنيا والإسراء والمعراج قدم الدليل تلو الدليل .. فطوبى للمبلغ المطيع لربه الملك العظيم جبريل .. فيا جبريل جزاك الله خيرا عن الجميع من بداية التبليغ والرحلة المقدسة ذهابا وإيابا بين المسجدين المباركين والسماء السابعة حتى يوم الجمع الجميل .. فسلامنا لك وعليك يا أمين وحي السماء يا أخينا يا جبريل .. فكن شاهدا على إيماننا يوم القيامة لنشرب من ماء عين السلسبيل .. ونتكئ على الأرائك ودانية علينا قطوفها بظل الجنة كل التظليل .. ونشرب من كأس مزاجها الزنجبيل .. فإنا نؤمن بربنا الذي نزل القرآن المجيد على محمد منجما تمام التنزيل .. وسنبقى نذكر الله ربنا بكرة وعند الأصيل .. فلقد كان محمد رسولا من الله للبشرية كلها ، وأنت يا جبريل كنت بين الله العظيم الحليم ونبيه محمد المبلغ الرسول .. والله نسأل لنا ولجميع البشر الهداية والهدى والتقى والعفاف والغنى والعفو والعافية في الدنيا والآخرة والقبول ..

رحلة الإسراء والمعراج .. والمسجد الحرام

يقول الله مالك الملك ذو الجلال والإكرام جل جلاله : { سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) }( القرآن العظيم – البقرة ) .

بدأت الرحلة الربانية للضيف المصطفى محمد بن عبد الله وإنتهت بالمسجد الحرام .. فكانت رحلة دينية إسلامية شيقة بين رحلات الأنام .. وصادفت عاما قبل الهجرة الشريفة ومغادرة المسجد الحرام .. فلا زحمة بشرية ولا سيارات ولا طائرات ولا سفن فيها ولا أقمار صناعية ومركبات فضائية متدحرجة في الفضاء ، بل رحلة ميمونة كلها نظام وإنتظام .. وليست كالرحلات المكوكية بين العواصم الدنيوية والقصور الملكية والرئاسية بالحراسة والإستعداد وقت الزحام .. بل هي رحلة العمر مرة واحدة لإستقاء رسالة السلام .. فالصلاة الإسلامية النبيلة تنتهي بسلامين اثنين لا سلام .. وتهدف للخشوع ورقة القلوب والذكر لله المؤمن المهيمن السلام .. فله المنشآت في البحار كالأعلام .. فالتحيات المباركات والصلوات الطيبات لله السلام .. والسلام من بعد ذلك على الرسول الأمين ورحمة الله وبركاته ، والسلام لعباد الله الصالحين بالطيب المبارك على أهل الإسلام .. فرحلة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الأرض والسماء توضيح وتلميح بالفناء الدنيوي وبوجود البقاء الخالد الأبدي بالجنة وحياة الأنبياء والرسل دعاة السلم التام .. وهي نقلة نوعية تبين الحياة الطيبة المباركة بعد البرزخ والموت وانتقال المؤمنين للجنة دار السلام .. وتحذير للكافرين والمنافقين والبغاة والطغاة من الحميم الحام .. فيا أيها النبي المصطفى من ربك ، المفدى والمبجل لدى الأمة الإسلامية ، لقد دعوت للحق وقارعت الظلم والضلال والإضطهاد في بني قومك وعشيرتك الأقربين فجاء نصرك بالتمكين بتمام التمام .. لقد جئت لتبين بإذن ربك وأمره الحلال من الحرام .. فطب حياة في الدارين يا أيها النبي الكريم الهمام .. فسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا قبل الأنام .. فعليك السلام ثم السلام ثم السلام .. من ربنا الكبير المتعال الداعي للوئام .. والحاض على نبذ الخصام .. فهذا هو الطيب والمبارك من الكلام .. وفي معجزات الإسراء والمعراج ، لتكتب وتتنافس جميع الأقلام ..

رحلة الإسراء والمعراج .. والمسجد الأقصى

يقول الله العلي العظيم عز وجل : { قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)}( القرآن المبين – طه ) .
المسجد الأقصى المبارك هي محطة الهبوط الأولى للحبيب المصطفى لإمامة الأنبياء والمرسلين ليكون القدوة المقتدى .. فالله الخالق عالم الغيب والشهادة قد استضاف عبده بضيافته وبه أسرى .. فبيت المقدس هو مهبط الديانات السماوية ، وكانت قبلة الصلاة والإسلام الأولى .. وجاءت رحلة الإسراء والمعراج كرحلة ربانية عظمى .. وفق برنامج إلهي للدعوة لشد الرحال للمسجد الأقصى .. والدفاع عن حمى الإسلام في رمز القداسة الأولى .. فالإسراء والمعراج له ثلاث محطات هي المسجد الحرام والسماوات العلى وما بينهما المسجد الأقصى .. فالبعثة النبوية الكريمة لإمام الأنبياء والمرسلين ، وهو لا ينطق عن الهوى .. إن هو إلا وحي يوحى .. ورحلة الرباط المقدس بين المسجدين : الحرام والأقصى .. هي بشير ونذير لأهل الفجور والتقى .. وتبليغ بأن هناك يوم للحساب والمحاسبة الإلهية يوم يجمع الناس سوى .. ومناداة على البلاغ العظيم بمكة المكرمة لأهل الجاهلية في ساعات اليوم الثاني للرحلة ضحى .. فرحلة إسلامية إيمانية لخاتم الأنبياء والمرسلين تؤكد على الترابط الإسلامي بين المسجد الحرام بمكة المكرمة العاصمة المقدسة للمسلمين ، والمسجد الأقصى المبارك ، بالأرض المقدسة مهد الرسالات السماوية لأولي النهى .. فكانت رحلة الصلاة وعبادة الله ذو الأسماء الحسنى .. فدعوت الناس جميعا من المؤمنين والمجاهدين والأخيار ولم تنس أهل الهوى .. فلتعلموا يا أيها الناس أن الله عنده علم الساعة فلا يضل ربنا ولا ينسى .. فقد خلقنا الله من الأرض ثم يعيدنا فيها ومنها يخرجنا تارة أخرى .. فهذه الرحلة الربانية كانت مخصصة لضيف كريم هو النبي المصطفى .. لتبيلغ الناس بالصلاة حتى يأتيهم اليقين وقت الأجل غير المسمى .. وإرشاد رسوله وجميع خلقه بأن الدنيا فانية والآخرة خير وأبقى .. فهذه الرحلة لتعزيز القرآن المجيد ، ونسخ وإلغاء جميع الكتب السماوية من التوراة والزبور والإنجيل ومن قبلها صحف إبراهيم وموسى .. وإعلان البيان للناس كافة أن الله هو الرزاق المتين والعاقبة للتقوى .. وليعلم الله أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى .. فرتضى وتقر عينيك يا رسول الله المفدى .. فقد أكرمك وباركك الله العزيز الوهاب رب العالمين ، وأعطاك الهدى .. وهذه الرحلة تذكرة وبشرى لأولى النهى .. بشرت بالنصر المبين لرسل وأنبياء الله وجنده ، وإنشاء الخلافة الإسلامية بالديار الحجازية المقدسة بشبة الجزيرة العربية وانتهاءها بنواة المسجد الأقصى .. حيث تنتصر الدعوة الإسلامية على غيرها من الأيديولوجيات الرأسمالية والإلحادية والوثنية فينتصر الإسلام على من ظلم وتجبر وطغى .. ولم ينهى النفس عن الغواية والهوى .. فهذه تذكرة وبيان وموعظة للجنسين : الذكر والأنثى .. فكونوا من دعاة التزود بالتقوى .. فلن تُخلقوا سدى .. ولن تعيشوا سدى .. ولن تتركوا سدى .. فاختاروا ما بين الجنة أو الجحيم ففيهما الخلود والمأوى .. فكونوا من أصحاب الهدى .. ولا تكونوا من أصحاب الغوى .. واجتنبوا الربا والخمر والزنا والسرقة وقول الزور وحاربوا أصحاب البغى .. فلتكونوا من أصحاب البر والتقى والعفاف والغنى .. فهذه تذكرة وذكرى .. لأولى الألباب والنهى ..

رحلة الإسراء والمعراج .. والبراق

يقول الله الملك الحق جل جلاله : { كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) }( القرآن المجيد – القيامة ) .

الرحلة المقدسة تحتاج لوسيلة سفر بعيدة تتحمل التعب والمشاق .. فاستدعيت لهذا الحدث الجلل دابة البراق .. الدابة التي قطعت برسول الله المصطفى الحبيب للقاء ربه بإشتياق .. فلا ضوء أمامها أو كهرباء تضيء في الآفاق .. فهذه رحلة نور خالدة فوق جميع الرحلات تم الإعداد لها بدقة ونور رباني دون نفط أو وقود قابل للإحتراق .. فلم تكن نزهة ترفيهية بل رحلة مقدسة إيمانية فوق ظهر البراق .. الذي إخترق الفضاء والسماوات العلى بمشيئة الله القادر على كل شيء كل الإختراق .. مسيرة خمسين ألف سنة بليلة واحدة ، يا لها من معجزات تتدفق كل التدفق والإندفاق .. ويسيل لها الدمع متواصلا رقراق في رقراق .. والأهداف منها متعددة في مقدمتها الإطلاع على جنات النعيم أولا ثم تلقي الأوامر الإلهية قبل النزول والإفتراق .. وتبليغ الورى من أهل الدنيا من نبي الله العاقب الذي لا نبي بعده ، لتبليغ الدعوة لتصل جميع الآفاق .. وتقدم الحلول الجذرية الإسلامية للبشرية ، وتمحو الخطايا والسيئات بالحسنات الطيبات ، وتزيل السموم بالترياق .. فحرمت الظلم والبغي والقتل بدون وجه حق ، كما حظرت السرقة والرقيق والخمر والربا والزنا وشهادة الزور والنفاق وسوء الأخلاق والسحر والانتحار والفتن والفساد ، بإذن المولى ، وطلقت كل الخطايا والمنكرات تمام الطلاق ، وفارقها المسلمون وتحلوا بافضل القيم والمثل العليا والأخلاق .. فيا أيها البراق ، لقد برقت وبركت في ساحة الأقصى المبارك بإذن الله الحي القيوم العزيز الحكيم ، لتؤكد ملكية الحائط الذي تسمى باسمك ( حائط البراق ) ليوم التلاق .. فيا أيها البراق يا صاحب البياض الناصع ، حفظك الله الحافظ لتمر برا وجوا في رحلة ميمونة بين جناحي الأرض المقدسة الجنوبية والشمالية ، وتزهو بالطيران وتزهق الباطل كل الإزهاق .. فسلام ربي وسلامه عليك من يوم خلقك ليوم القيامة يا راكب البراق .. يوم تلتف الساق بالساق .. فيومئذ يحق الحق بالإحقاق .. فابتعدوا يا أيها الناس عن نار جهنم وعن عذاب الحرق والإحتراق .. فلنتفق يا بني قومي ويا أيها المؤمنون على تطبيق الرسالة الإسلامية بحذافيرها بتمام الوفاق والإتفاق .. بعيدا عن السفهاء والكافرين والفاسقين وأهل النفاق .. فأنشروا الإسلام وجاهدوا في سبيل الله ، بالخنادق والفنادق والبنادق يا أهل الحرية والإنعتاق .. فهذا هو براقنا البراق .. براقنا البراق .. براقنا البراق ..

نترككم في أمان الله ورعايته ، والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: