الأربعاء، 16 يونيو 2010

المملكة اليهودية بقارة أمريكا الشمالية .. وعاصمتها نيويورك

المملكة اليهودية
بقارة أمريكا الشمالية ..
وعاصمتها نيويورك

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) }( القرآن المجيد – البقرة ) .

استهلال

اليهود في الولايات المتحدة وفلسطين

الدين اليهودي ، هو دين سماوي لا خلاف على ذلك بين جميع المؤمنين في الكرة الأرضية ، وله الأتباع المتدينين والعلمانيين في شتى قارات العالم ، كغيره من أتباع الديانات السماوية الأخرى ، إذ يبلع عدد أبناء الديانة اليهودية حوالي 15.5 مليون نسمة في الكرة الأرضية ، وهي نسبة بسيطة من تعداد سكان العالم البالغ حوالي 7 مليارات نسمة في العام الحالي 2010 . ويتركز السكان اليهود الآن في شهر حزيران – يونيو 2010 في مناطق جغرافية متعددة ، ومنطقتين جغرافيتين رئيسيتين هما :
الأولى : الولايات المتحدة حيث يبلغ عدد المواطنين اليهود الأمريكان 6 ملايين نسمة . وهم من أمة متشعبة واحدة وثقافة وحضارة غربية واحدة ولغة واحدة وجغرافية واحدة وجنسية واحدة موحدة هي الجنسية الأمريكية الصرفة ، ويتحدثون اللغة الإنجليزية ولا يعرفون اللغة العبرية إلا لماما . ويسيطر هؤلاء اليهود على الكثير من المؤسسات الاقتصادية ويحتلون العديد من المراكز الإدارية والسياسية الحساسة في الولايات المتحدة . وهم يعيشون في حياة آمنة مستقرة ، بعيدة عن الحروب الاثنية والقومية ، وبعيدا عن الصراع العقائدي والعسكري والسياسي والجغرافي باستثناء مشاركتهم في الحروب الشيطانية الأمريكية على العالم كالوجود الأمريكي في الكثير من البلدان والأمصار الإسلامية وخاصة في أفغانستان والعراق وباكستان وغيرها . وهذا التواجد اليهودي في الولايات المتحدة هو سابق للتواجد اليهودي بفلسطين العربية المسلمة المحتلة منذ عام 1917 على يد الاحتلال البريطاني وانتزاعها عنوة من الدولة العثمانية . ولليهود بالولايات المتحدة الوجود الاقتصادي والسياسي الكبير ، ولهم بعض الجامعات اليهودية الخاصة التي يحظر على الآخرين دخولها ؟؟؟
والثانية : فلسطين المحتلة حيث يبلغ عدد سكان المستوطنات اليهودية في فلسطين الكبرى في عام 2010 ، حوالي 5.6 مليون نسمة جاؤوا من أشتات العالم القديم والجديد في هجرات جماعية وجسور برية وبحرية وجوية هائلة عبر السنوات الاستعمارية الممتدة منذ عام ( 1868 – 2010 ) منذ إنشاء أول مستعمرة يهودية في منطقة ملبس أو عيون قارة بفلسطين المحتلة عام 1868 م . ويتوزع هؤلاء اليهود من الشكنازيم والسفارديم ، الغربيين والشرقيين وغيرهم ، على 102 جنسية ويتحدثون 82 لغة أجنبية بالإضافة إلى اللغة العبرية المجددة التي معظم مفراداتها من اللغة العربية وخليط هائل من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها . وبهذا فإن اليهود بفلسطين المحتلة لا يملكون مقومات الأمة اليهودية أو الشعب اليهودي وفقا للقانون الدولي أو العلوم السياسية أو التاريخ المعاصر بل يملكون الحالة الاستعمارية المتغطرسة المستندة لقوة العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني بالمشرق العربي .

مملكة اليهود في أمريكا الشمالية

على أي حال ، بحساب زمني وجغرافي وسكاني واقتصادي بسيط ، بصورة موضوعية حيادية مستقلة ، لا غبن عليها ولها وبها ، فإن تعداد السكان في الولايات المتحدة يبلغ حوالي 300 مليون نسمة ، بينما يبلغ عدد اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية 6 ملايين نسمة معظمهم في ولاية نيويورك الأمريكية ، أي أكثر من ثلث اليهود في العالم ، يشكلون ما نسبة حوالي 2 % من المواطنين في الولايات المتحدة ، ويحق لهم قانونيا وشرعيا ودينيا الإرث الديني والسياسي حسب عدد الأفراد والجاليات . وبهذا فإن الطائفة اليهودية الأكبر عددا وعدة في العالم هي في الولايات المتحدة بتركيزها في ولاية نيويورك وليس في فلسطين المحتلة كما يزعم البعض . ووفقا لتوزيع التركة الغربية في توزيع المواريث الأسرية والفردية ، للرجل مثل حظ الأنثى ( وليس وفق الإسلام الذي تختلف نسبة توزيع التركية بين الذكور والإناث حسب التكوين العائلي ) ، الحق بنسبة 2 % من المساحة الاجمالية للولايات المتحدة الأمريكية البالغة 9.629.091 كم2 ، وبهذا فيحصل بني اليهود على ما مساحته 192.580 كم2 حسب عدد السكان اليهود مقارنة بعدد السكان الاجمالي في الولايات المتحدة ، وذلك من أصل تبلغ مساحة العالم 510,072,000 كم²، منها 148,939,063 كم² يابسة بما يعادل 29.2 % ، والباقي البالغ نسبته 70.8 % ماء من المحيطات والبحار من الكرة الأرضية .

مساحة مملكة اليهود بأمريكا الشمالية ( جزء من الولايات المتحدة )

نستطيع توضيح مساحة ( مملكة اليهود ) الحقيقية الفعلية على أرض الواقع ، بحساب هذا الأمر وفق المعادلة الرياضية التالية :
مساحة الولايات المتحدة الإجمالية 9.629.091 كم2 .
وعدد السكان الإجمالي 300 مليون نسمة تقريبا بما فيهم الجالية اليهودية .
وعدد اليهود بالولايات المتحدة 6 ملايين نسمة .
ونسبة اليهود لعدد السكان الإجمالي هو 2 % ( 6 ملايين يهودي من 300 مليون نسمة ) . وبهذا تكون الأملاك الفعلية القانونية لليهود نسبة 2 % + الممتلكات الحالية ( العقارات من الأراضي والأبنية – التي تقدر ب 2 % أيضا بحساب افتراضي )
فيكون مجموع ما يحق لليهود امتلاكه بالولايات المتحدة هو 4 % من المساحة الاجمالية للأراضي عدا عن المياه الإقليمية بالمحيط الأطلسي .
وينتح لدينا من نتائح العمليات الحسابية في حق الإرث اليهود من مساحة الولايات المتحدة الحالية الآتي :
المساحة الاجمالية للولايات المتحدة ( 9.629.091كم2 ) / عدد السكان الاجمالي ( 300 مليون نسمة ) = 32096.667 كم2 لكل مليون نسمة
الحق اليهودي في أراضي الولايات المتحدة الأمريكية = عدد اليهود بالمليون بالولايات المتحدة ( 6 ملايين ) حسب الميراث اليهودي والغربي ( للذكر مثل حظ الأنثى ) × 32096.667 كم2 = 192.580 كم2 .
وبناء على المعطيات والبيانات الرقمية السابقة ، نستطيع القول إن مساحة ( مملكة اليهود ) الدينية الجديدة من مساحة الولايات المتحدة الأمريكية البالغة 192.580 كم2 تعادل أكثر من 713 مرة من مساحة فلسطين المحتلة الكبرى ، على اعتبار أن مساحة فلسطين الكبرى التي تضم الجليل والمثلث والنقب والساحل والضفة الغربية وقطاع غزة بما يساوي ( 27 ألف كم2 ) . وعدد السكان اليهود المتجمعين طواعية بالوراثة في بقعة جغرافية واحدة أكثر من عدد اليهود المجمعين طوعا وطمعا وإغراء وكرها بفلسطين المحتلة ، وبذلك تكون ( مملكة اليهود ) الدينية أو العلمانية أو كليهما ، الفعلية هي في نصيبهم من أرض الولايات المتحدة الأمريكية التي يجب أن تعترف لها بحقوقهم السياسية والقانونية والشرعية التي توارثوها أبا عن جد بعد هجرتهم من بحر الخزر منذ عدة قرون زمنية تقدر بأكثر من 600 سنة من سنين الدهر والحياة اليهودية العامة .

مملكة اليهود بين الممالك الغربية

وبتمكين اليهود لأنفسهم بأنفسهم ومساعدة أجنبية غربية لهم ، وربما معونات متعددة هندية أو صينية ، أو كليهما ، ستتكون المملكة اليهودية في قارة أمريكا الشمالية ، بسرعة كبيرة ، لتصبح كالمملكة المتحدة ، والمملكة الإسبانية والمملكة الهولندية والمملكة البلجيكية وغيرها ، وهي ممالك حالية هلكت وتهالكت عبر الزمن بفعل الفتن الداخلية والعنصرية وعنجهيتها وهيمنتها الاستعمارية الظالمة على غيرها في العقود والقرون الخالية .
ولكن التأخير اليهودي في الإعلان عن هذه المملكة اليهودية كجزء مستقل على الولايات المتحدة ، يأتي لعدة أسباب لعل من أهمها :
أولا : البقاء في صدارة النظام الاستعماري الاقتصادي والعسكري والسياسي العالمي .
ثانيا : الاحتفاظ بمراكز حساسة في النظام الرأسمالي الأمريكي بالولايات المتحدة ، وتبوأ مراكز هامة في النظام السياسي والإمبراطورية الأمريكية بجميع أجهزتها وسلطاتها التنفيذية والتشريعية ( الكونغرس ومجلس النواب ) والقضائية ، وكذلك الإنخراط في قيادة الحزبين الكبيرين : الديموقراطي الحاكم والجمهوري المعارض حاليا ، وبالتالي البقاء في الصدارة الإقليمية .
ثالثا : عدد اليهود القليل في العالم فيعتمدون على غيرهم في تنفيذ أطماعهم التوسعية والاستيطانية والاقتصادية والعسكرية ، كون اليهود لا يشكلون نسبة بشرية كبيرة في أمريكا ( 2 % ) أو بنسبة هامشية لا تذكر في جميع أنحاء العالم .
رابعا : الاستعداد العسكري والاقتصادي الاستراتيجي الحقيقي للإعلان المستقبلي المدوي لهذه المملكة اليهودية .
خامسا : وجود البديل المؤقت في المشرق العربي المدعوم أمريكا وأوروبيا لالتقاء المصالح والمنافع الاستعمارية ، المتمثل بوجود الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) التي ستنتهار لاحقا بمشيئة الله الواحد القهار كما تشير بعض الدراسات القرآنية في عام 2022 ، بالاعتماد على سورتي الإسراء وسبأ ، وعدد آيات القرآن الحكيم من بداية سورة الفاتحة حتى نهاية سورة الإسراء . وكذلك بالاستناد لبعض الدراسات التاريخية والدينية القديمة والمعاصرة المعتمدة على الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ( التوراة والإنجيل ) .

نيويورك عاصمة المملكة اليهودية العالمية الجديدة

عند لجوء اليهود لإنشاء كيان أو دولة أو مملكة لهم ، في أي مكان كان ، فإنهم يجعلون المدينة البارزة تاريخيا أو دينيا أو اقتصاديا أو سياسيا أو سياحيا ، أو معظمها أو كلها مجتمعة ، هي العاصمة السياسية لهم ، كونها أم المدن أو الحاضرة الأولى في البلاد ، والجميع يتوق للتوجه لها ، فينشرون الدعايات الإعلامية والنفسية المكثفة المضللة والأباطيل لترسيخ ذلك في نفوس وعقول الناس . والمثال الحي ليس عنا ببعيد ، فبعد الهجرات اليهودية الكثيفة من أوروبا لفلسطين المحتلة ، كأهل ذمة ، في أرض فلسطين العربية المسلمة ، والإعلان عن قيام الكيان الصهيوني عام 1948 ، ما لبثوا أن أعلنوا عن القدس المحتلة مهد الأديان السماوية عاصمة سياسية لهم ، رغم أن التجمع السكاني اليهود الأعظم لهم في مستعمرة تل الربيع ( تل أبيب - باللغة العبرية ) . وهذا هو حال المملكة اليهودية المقبلة في قارة أمريكا الشمالية ، حيث سيتخذون على الاحتمال الأكبر مدينة نيويورك عاصمة لهم .
من جهة أخرى ، فإنه يحق لليهود في ( مملكة اليهود ) الحق القانوني والتاريخي والديني والقومي في المياه الإقليمية بالمحيط الأطلسي ، قرب ولاية نيويورك . بالسواحل الأمريكية الشرقية ، وبإمكانهم إعلان مدينة نيويورك عاصمة سياسية واقتصادية وإدارية لهم بلا منازع ، وستكون عاصمة عالمية كتحصيل حاصل ، وتبقى فيها أو ترحل وتزال المراكز العالمية الأممية كالأمم المتحدة ومركز التجارة والمال العالمي والبنك الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية ، ولا ضير في ذلك بتاتا ، كحق من حقوق الأمة اليهودية ( الموسوية – نسبة إلى نبي الله موسى عليه السلام ) فهذه هي المملكة اليهودية التوراتية الصاعدة .
وبهذا ، فإن اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية ، من عرق واحد ، وغالبيتهم من الاشكناز الغربيين ، من منابت ربوية واحدة ، وسحنات متقاربة ، وزهرة يهودية واحدة ، ولهم مملكة يهودية مستترة خفية خالصة نقية ، داخل النظام الأمريكي ويبقى الإعلان الرسمي عن ذلك في وقت لاحق ، ولكنها مملكة يهودية علنية لمن أراد أن يشغل عقله بأبسط الصور العادية غير الذكية والعبقرية .

اسم المملكة اليهودية القادمة

سيختلف اليهود في العالم حول تسمية كيانهم المصطنع الجديد بقارة أمريكا الشمالية كجزء من في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهناك عدة أسماء سيتم مناقشتها في الحكومة اليهودية العاملية التأسيسية الجديدة ، ومن أهم هذه الأسماء ما يلي :
أولا : المملكة اليهودية أو مملكة اليهود . سيؤيد هذا الاسم الكثير من قادة يهود العالم ، وعلى النقيض من ذلك سيعترض على هذه التسمية فئات كثيرة من اليهود في مقدمتهم المرابين والاستغلاليين والزناة والعلمانيين والملحدين والوثنيين منهم . وسيأتي التأييد من أولئك الذي يقرأون الكتاب المقدس وخاصة العهد القديم ( التوراة ) كتاب الله إلى النبي موسى على السلام ، والإدعاء بقيام مملكة داوود ثم مملكة سليمان عبر التاريخ البشري .
ثانيا : مملكة يعقوب : وهو اسم محبب للمتدينين اليهود ، ربما سيلجأون إليه بعد إنهيار الكيان الصهيوني المسمى ( دولة إسرائيل ) لتسهيل تجميع اليهود من أشتات العالم لإضافتهم لسكان الدولة اليهودية العالمية القادمة . ويعقوب هو نبي الله إسرائيل نفسه وهو نبي مسلم يؤمن باليوم الآخر والحياة الآخرة ويستخدمه اليهود لتحقيق مآربهم الدنيوية ، رغم أن غالبيتهم لا يؤمنون باليوم الآخر ولا يؤمنون بالحياة الآخرة الباقية ، وهو اسم ديني يطالب به الأحبار والحاخامات رغم ابتعادهم عن التوراة الحقيقية .
ثالثا : مملكة يوسف : بالاستعانة باسم نبي الله يوسف بن يعقوب عليه السلام .
رابعا : دولة اليهود ( الدولة اليهودية ) وذلك لإثبات يهودية الدولة والإيحاء النظري والشكلي بأنها دولة دينية يهودية لتمثيل الأمة والقومية اليهودية في العالم والإدعاء الجديد بالسعي لتكوين الدولة اليهودية حسب ما نادى به تيودور هرتزل وفشل في تحقيقه في الأرجنتين في قارة أمريكا الجنوبية ، والتغني باليهودية لطرد السكان الأصليين من المسلمين والنصارى وبقايا السود والهنود الحمر منها زورا وبهتانا .
خامسا : جمهورية أمريكا الجديدة . للإيحاء بنظام عصري سياسي جديد يقوم على أنقاض الولايات المتحدة أو جزءا منها ، ولتحريض اليهود على النظام الأمريكي الحليف الاستراتيجي ( السابق ) الذي تخلى عنهم وتركهم للإرهاب العالمي والوحوش الآدمية كما يبثون ويدعون .

شعار المملكة اليهودية الجديدة بقارة أمريكا الشمالية ..
إستبدال نجمة داوود السداسية بخاتم سليمان الخماسي


بالنسبة لشعار المملكة اليهودية الجديدة في قارة أمريكا الشمالية ، فإنه سيكون على الأغلب ( النجمة الخماسية الزرقاء ) حيث سيستخدمون الخاتم السليماني الخماسي الأجنحة والتوجهات ، وهو خاتم نبي الله سليمان بن داوود عليهما السلام ، والإدعاء أنهم فشلوا بفلسطين المحتلة لأنهم اتخذوا شعار الدرع أو النجمة السداسية وهو درع ونجمة نبي الله داوود عليه السلام ، وجميع الأنبياء منهم براء ، وجاؤوا لاتخاذ شعار الملك سليمان بن الملك داوود ( شلومو ) لأنه كان له شأن عظيم بين الخلائق . وسوف يسعون ويحثون الخطى لزيادة عدد سكان مملكتهم اليهودية الجديدة لتصل المليون العاشر والوصول تدريجيا للمليون العشرين من اليهود ، وجلب هنود وإثيوبيين جدد لخدمتهم والإدعاء بتهويدهم ونشر اليهودية بينهم .

أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

يقول الله السميع العليم جل شأنه : { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}( القرآن المجيد – البقرة ) .

وبناء عليه ، فإن اليهود ، أصحاب السبت ، يسارعون دائما لإيجاد كيان سياسي واقتصادي وعسكري لهم ، بالاستيلاء على أراضي غيرهم ، فهم يستطيعون الإتيان بمملكتهم ولمملكتهم اليهودية الجديدة من وراء البحار والتجمع المشترك في بقعة جغرافية وتجمعهم قومية أو ديانة واحدة ، وهي اليهودية ، ومصير مشترك ، وثقافة مشتركة ولغة مشتركة ( اللغة الإنجليزية ) في قارة أمريكا الشمالية ، وتخصيص جزء لهم من الأراضي الأمريكية ، وبما أنهم يحبون الملك والملكية والتملك والهيمنة والنفوذ ، فلهم أن يطلقوا على الدولة المستترة ( مملكة اليهود ) دون منة من أحد كائنا من كان ، ودون خوف أو وجل أو صراع مع شعب آخر ، بعيدا عن احتلالهم لأرض الغير بلا وجه حق ، محققين بذلك دعوة مؤسس الصهيونية العالمية تيودور هرتزل الكيان اليهودي الخالص بالأرض الموعودة الجديدة كما وردت بكتابه عام 1896 ( الدولة اليهودية ) وليس بالأرجنتين بقارة أمريكا الجنوبية ، أو بفلسطين في قارة آسيا ، ولكن بعد تفصيلها التفصيل الجغرافي والطبوغرافي والسكاني والاقتصادي والسياسي والعسكري الملائم . فأنهض يا تيودور هرتزل الجديد وابني هذه المملكة اليهودية بأرض يهودية ، كحق من حقوقهم الواضحة تحت شمس السماء .
وتستطيع ( مملكة اليهود ) الفعلية الجديدة ، المعتمدة على الدعاية والإعلام والتمويل المالي العظيم وخاصة الذهب ، والإرهاب العسكري ، واللجوء للموبقات والكبائر كالربا والزنا وتجارة النساء للوصول إلى مآربهم وطموحاتهم وآمالهم في الحياة الدنيا ، الإعلان عن الاستقلال الوطني العام عن الإمبراطورية الاستعمارية الأمريكية ، وتنظيم الشؤون العامة ، ووضع الدستور وتحديد الحدود ، وتشكيل الجيش اليهودي ، الديني أو العلماني وفق ما يقرره سكان الدولة اليهودية الوليدة الجديدة ، النقية من أي ديانات وقوميات أخرى ، فيكون له لغة واحدة ، وهي الإنجليزية ، ولها أن تغيرها لتصبح العبرية مثلا أو جعل اللغتين الإنجليزية والعبرية كلغتين رسميتين للدولة ، وإحياء التراث اليهودي ، وتخليد الكارثة والبطولة ، والهلوكوست وأشفيتس النازي الأوروبي وغيرها . وبالتالي التمكن من العيش بوئام لا خصام مع الجيران ، من الأقارب والأباعد ، وبناء علاقات سياسية دبلوماسية واقتصادية وعسكرية وثقافية وفنية ورياضية مع جميع الدول في العالم ، مع كافة الأمم الأمريكية والصينية والهندية والمسيحية ، وبما فيها الأمتين العربية والإسلامية ، والتخلي عن إحتلال فلسطين المحتلة ( الأرض المقدسة ) في آسيا ، سواء بالقوة أو بالسلام ، وهو الطريقة الفضلى ، بالرحيل عن الأرض المقدسة كما رحلت الإمبراطورية البريطانية عن جنوب إفريقيا وعن الهند أواسط القرن العشرين الماضي ، وكما رحلت الإمبراطورية الفرنسية بالطريقتين الجهادية والطوعية عن الجزائر سابقا عبر التاريخ الإنساني ، والانتقال إلى قارة أمريكا الشمالية ، كحق تاريخي لليهود دون منازع أو بإفتعال صراعات عسكرية أو دينية أو عرقية مع الأمة الإسلامية ومن بينها الشعب المسلم العربي في فلسطين المباركة .
ومن نافلة القول ، إن ل ( مملكة اليهود ) الحق التاريخي والديني والثقافي والتراثي والحضاري أن تقيم ولايات يهودية خالصة في الدول الأوروبية في أماكن التجمع اليهودية في فرنسا والمانيا وبريطانيا وإسبانيا وغيرها على النمط الملكي اليهودي الجديد ، ولكن بمساحات أضيق وأصغر من مساحة المملكة اليهودية الكبرى في قارة أمريكا الشمالية . وكذلك ستتمكن ( المملكة اليهودية ) العالمية في قارة أمريكا الشمالية من تطوير الاقتصاد والجيش والثقافة وإتباع سياسة التهويد الشاملة في أراضيها كاملة والعيش في أمن وأمان جامع وشامل وتبني العلاقات الطيبة مع الجميع ، ويذوب الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) ذوبانا كاملا وينتقل سكانه اليهود للمملكة اليهودية الجديدة بأمريكا الشمالية أاو يعودون لمواطنهم الأصلية التي أتوا منها استجابة لسياستي الترغيب والترهيب الصهيونية الفجة عبر أكثر من مائة سنة خالية .

إنهيار الإمبراطورية الأمريكية ( الولايات المتحدة الأمريكية )

على العموم ، ووفقا للصيرورة الأممية التاريخية المتكررة ، فالولايات المتحدة الأمريكية ستنهار قريبا ، في بضع سنين ولا نقول بضع عقود أو قرون ، فعلى الأغلب الأعم ، وبالحد الأقصى ، ستنهار الولايات المتحدة في غضون العقدين القادمين ، في مطالع أو أواسط العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين الحالي ، حسب بعض الدراسات القرآنية ، والإعجاز الرقمي القرآني العظيم ، وغيرها من التوقعات الفلكية ، والوقائع الراهنة ، الآيلة للسقوط ، ومن أهم الجذور التي تحمل في طياتها الفناء الحتمي الآتي بلا شك ، ولا ريب فيه ، الاختلاف والتباين الحضاري والحضاري بين الجاليات الدينية والعرقية التي تعيش في كنف النظام السياسي الأمريكي : النصارى بطوائفهم المتعددة والمتناقضة ، والمسلمين ، واليهود والهنود الحمر والسود وغيرهم .
وستظهر عدة دويلات جديدة تتوالد عن الولايات المتحدة الأمريكية الحالية ، مثل المملكة الأمريكية الجديدة ، والمملكة اليهودية الجديدة ، والمملكة الإسلامية الجديدة ، ومملكة الهنود الحمر ، ومملكة إفريقيا الجديدة ( للطائفة السوداء ) ، وليس مهما كثيرا التسميات مملكة أو دولة أو جمهورية أو إمارة فالنتيجة واحدة ، هي التفكك والانصهار التدريجي ثم الانفصال الكلي .. وهكذا . وعبر سبر أغوار التاريخ البشري نرى أن هذا الاحتمال وارد الحدوث جدا في اية لحظة من لحظات التاريخ المعاصر ، بالاستفادة من تجارب الإمبراطوريات الظالمة المستبدة السابقة كالإمبراطورية الرومانية والبريطانية والفرنسية والإسبانية والهولندية والإلمانية والسوفياتية الشيوعية الملحدة الأخيرة وغيرها الكثير من سجلات التاريخ الإنساني المنقضى .

كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ

يقول الله الغني الحميد تبارك وتعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)}( القرآن العظيم – المائدة ) .

يشكل اليهود بملايينهم الستة الحالية بالولايات المتحدة عوامل جذور ومنابت الفناء الأبرز الاستراتيجي والاقتصادي الربوي الهالك المتهالك ، ففي ظل إنهيار النظام الاقتصادي الرأسمالي عامة والأمريكي خاصة ، القائم على الربا الذي يمحقه الله العزيز الحكيم محقا بصورة حتمية لا ريب فيها ، فإن تبعات هذه الأزمة المالية والإفلاس المالي والتراجع الاقتصادي سيتم تحميلها لليهود المتنفذين في ثنايا الاقتصاد الأمريكي وهي حقيقة حتمية لا مفر منها ، كونهم يتحكمون في قيادة النظام الرأسمالي والمصرفي الأمريكي الحالي ، وبالتالي سيتم الهجوم على الرأسماليين اليهود بسبب الخسائر الفادحة التي ستلحق بالأمة الأمريكية ، وهؤلاء سيبادرون لإعلان مملكة يهودية خاصة بهم قبل غيرهم ، لتدافع عنهم ، وتعمل على الحفاظ على حياتهم من التعرض الصليبي المتطرف لهم في رد مباشر لا غنى عنه إذا وقعت واقعتهم الدنيوية القريبة .

الإمبراطورية الصينية والإمبراطورية الهندية .. ومملكة اليهود القادمة

وتجدر الإشارة إلى أن هبوط إمبراطورية أو أكثر سيتولد وينجم عنه ولادة إمبراطورية أو أمبراطوريات جديدة وعلى الأغلب إمبراطوريتين اثنتين ، إلى جانب بعضهما البعض ، تتفاهم مع بعضها البعض لفترة من الوقت ثم لا تلبثان ان تتنازعان بينهما كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية ما بين 1939 – 1945 ، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي ، حيث سقطت إمبراطوريات كاليابان وألمانيا وإيطاليا ، فهوت هذه الدول في مستقعات التاريخ البشري وصعدت أخرى لقيادة المسيرة العالمية القهر العسكري والاقتصادي . وفي عام 1991 تفكككت عرى الوحدة بين الاتحاد السوفياتي ، واصبح في عداد كتب التاريخ ، وظهر للحياة 17 دوله مكانه في مقدمتها روسيا . وتشير الدراسات التاريخية والآفاق المستقبلية خلال القرن الحالي إلى ظهور ثلاثة أمم ستتنازع السيطرة على العالم وقيادته :
الأمة الأولى : هي الأمة الصينية 1.3 مليار نسمة ، وهي تغزو العالم حاليا بالاقتصاد الصيني وتمتلك مقومات الدول العظمى الاقتصادية والعسكرية والبشرية والحضارية الآتية للقيادة العالمية وتمتلك مقومات الدولة العظمى بما فيها القيادة الموحدة المتمثلة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ، الحزب الأوحد في البلاد . وستدعم هذه الإمبراطورية الصينية وجود مملكة اليهود ، ولكنها هذه الإمبراطورية ستبيد ولن تطول فترة قيادتها للعالم كما حدث مع الاتحاد السوفياتي نظرا لتنكرها للدين والملكية الخاصة والفطرة الإنسانية والاستغلال الاجتماعي والعرقي والعنصري وظلمها للأمم والشعوب الأخرى .
والأمة الثانية : الأمة الهندية 1.1 مليار نسمة ، وهي تمتلك مقومات الدولة العظمى اقتصاديا وعسكريا وبشريا ولديها قيادة سياسية واحدة ، وهي الإمبراطورية الثانية القادمة . وستدعم هذه الإمبراطورية الهندية مملكة اليهود العالمية المقبلة بقارة أمريكا الشمالية لا محالة ، وستتنحى هذه الإمبراطورية الهندية العظمى أيضا قبل أو بعد الإمبراطورية الصينية ، نظرا لتعدد الأعراق والقوميات فيها وظلمها وجبروتها وهندوسيتها القائمة على الاستكبار والقهر للآخرين .
والأمة الثالثة : هي الأمة الإسلامية 1.6 مليار نسمة ، وهي تمتلك مقومات الدولة العظمى حاليا ، بكل معنى الكلمة ، من قوة بشرية ومساحة جغرافية استراتيجية ، وطاقة وثروات طبيعية واقتصاد كبير ، ولكن سيتأخر ظهورها بعد الإمبراطوريتين الصينية والهندية لغياب القيادة العامة الموحدة التي تقودها . وحسب المعتقدات الإسلامية فإن الإمام المهدي محمد ( أحمد ) بن عبد الله هو قائد هذه الأمة العظمة الآتية لاحقا . وستهزم هذه الدولة العظمى ( ولا نقول الإمبراطورية ) الإمبراطوريتين الصينية والهندية كما هزمت في سابق عهدها الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية . وستبقى لفترة أطول من فترة الإمبراطوريتين الصينية والهندية طالما بقيت تستند للقرآن المجيد ، الداعي للجهاد في سبيل الله ، ونشر الدعوة الإسلامية والعدل والعدالة الاجتماعية والاقتصادية ، ثم تذوى لتقوم القيامة على شرار الخلق ويبعث الله الناس بيوم القيامة باليوم الآخر يوم الحساب العظيم .

حتمية التغيير .. وإمكانية قيام المملكة اليهودية

يقول الله الحميد المجيد جل ثناؤه : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)}( القرآن المبين – المائدة ) .
قد يتخيل البعض أن هذا الأمر هو خيالي لا يمكن أن يحدث ، ويمكن أن يمتعض أو يضحك البعض وخاصة من الصهاينة واليهود بفلسطين المحتلة ، الذين يدعون ويسعون السعي للتهويد والصهينة والأسرله الحالية ، ولا تعجبه هذه الأسطورة الجديدة من المشاريع السياسية والدينية ، لإقامة المملكة اليهودية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للقومية والأمة اليهودية في العالم في قارة أمريكا الشمالية والعالم أجمع . ولكن هذه الحقيقة ستظهر في يوم من الأيام ، وليست خيالا باي حال من الأحوال كما نراها ، عبر الاستفادة من عبر وعظات التاريخ البشري ، شاء من شاء وأبى من أبى ، ومعركة مجدو بين المسلمين واليهود ( هار مجدو ) أو معركة اليوم العظيم ، آتية لا ريب فيها ، وسيهزم اليهود شر هزيمة ، وتهاجر فلولهم قهرا أو طواعية عبر الجسور الجوية والبحرية لأرض مملكة اليهود الجديدة الحقيقية في قارة أمريكا الشمالية ، بلا رجعة . وتصبح ما يسمى ( دولة إسرائيل ) المقامة زورا وبهتانا في أرض فلسطين المباركة ، في عداد التاريخ البشري البائد ، وتطفو الدولة الإسلامية العتيدة على السطح العالمي ، في القرن الإسلامي الحالي ، القرن الحادي والعشرين الميلادي ، الموافق للقرن الخامس عشر الهجري القمري الإسلامي ، وبروز الخلافة الإسلامية الراشدة الجديدة ، بقيادة الإمام المهدي محمد بن عبد الله ، والمسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ، إن شاء الله تبارك وتعالى .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ

ولا بد للحق والعدل أن يسودان العالم ولو بعد حين ، وسيزهق الباطل إن عاجلا أو آجلا ، وتعود الحقوق العامة والخاصة لأصحابها ، وينبغي التقيد بتعاليم الرسالة الإسلامية الناصحة لجميع أبناء الأمة الإسلامية ، خير أمة أخرجت للناس ، والدين الإسلامي هو الدين الخالد الذي إرتضاه الله القوي العزيز رب العالمين لخلقه منذ بدء الخليقة إلى يوم القيامة . يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }( القرآن المجيد – المائدة ) .

كلمة أخيرة

يقول الله العلي العظيم عز وجل : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)}( القرآن العظيم – المائدة ) .

لقد عمل ويعمل وسيعمل اليهود على اختلاف جالياتهم وأعراقهم وأجناسهم ، في العالم لإقامة عدة ممالك أو دول لهم ، فرادى وجماعات ، سواء أكانت ممالك وهمية خيالية ( في عقولهم وأدمغتهم ) أو حقيقية على أرض الواقع ، ولا يهم في أي قارة كانت ، أوروبا أو آسيا أو أمريكا الشمالية أو الجنوبية ، أو إفريقيا ، والشواهد التاريخية واضحة للعيان ، عندما تم إنشاء الكيان اليهودي عند بحر الخزر قرب روسيا . والسجلات التاريخية للمنظمة الصهيونية العالمية كانت مترددة في أي مكان سيقيمون هذا الكيان أو الدولة أو المملكة أو تلك زاخرة بهذا المجال ، وذلك تبعا للظروف والأوضاع والعوامل المحلية والإقليمية والقارية والعالمية ، السياسية والاقتصادية والعسكرية والأيديولوجية وغيرها . فتبدلت محاولات إقامة الدولة اليهودية كما نادى بها تيودور هرتزل مؤسس المنظمة الصهيونية الأوروبية اليهودية الاستعمارية بكتابة ( الدولة اليهودية ) والمؤتمرات الصهيونية المتعاقبة ، من الأرجنتين بقارة أمريكا الجنوبية ، ثم فلسطين العربية المسلمة أو العراق أو البحرين بقارة آسيا ، وأوغندا أو ليبيا بقارة إفريقيا ، وأستقر الأمر النهائي بالتعاون مع الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية لإقامة دولة اليهود في فلسطين الأرض المقدسة مع ما لحق أهل البلاد الأصليين من تقتيل وتهجير وفتك عدواني عنصري وتطهير عرقي آثم .

وشلام شلوم .. بجميع اللغات العبرية والأجنبية .. لأبناء الطائفة اليهودية في مملكة اليهود الحقيقية القديمة الجديدة ، في قارة أمريكا الشمالية ، أرض آبائهم وأجدادهم ، بعيدا عن مناكفة ومقارعة أهل فلسطين الأصليين القدامى في الأرض المقدسة .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .













ليست هناك تعليقات: