الاثنين، 14 يونيو 2010

الرياضة العالمية .. والإتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) .. ومباريات كأس العالم

الرياضة العالمية ..
والإتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) ..
ومباريات كأس العالم


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) }( القرآن المجيد - الحجر ) .

استهلال

كرة القدم هي إحدى الألعاب التاريخية التي اهتمت بها الشعوب والأمم عبر التاريخ الحديث ، فحظيت هذه اللعبة الجماعية على المزيد من الاهتمام أكثر من غيرها من الألعاب الرياضية ، كالعاب كرة السلة والطائرة والريشة والشطرنج ورفع الأثقال وألعاب القوى والجري والألعاب الأولمبية والسيرك وغيرها . وتعتبر كرة القدم في العصر الراهن ملكة الألعاب العالمية حيث تتسابق أفواج الناس للتفرج على أداء اللاعبين في الملاعب المحلية والإقليمية والعالمية . وتحاول عشرات الدول أن ترفع راسها عالية بفعل ضربات أقدام أعضاء منتخباتها الوطنية ، ( ففي أفعال الأقدام ترتفع الرؤوس ) ؟؟! كما يقول ويردد البعض العاثر في الحياة العامة .
وتمارس الأندية والمدارس والمساجد الإسلامية والكنائس النصرانية والأحزاب السياسية والمنتخبات الوطنية أحيانا مباريات بكرة القدم ، ومباريات رياضية أخرى تقوم على المنافسة البدنية في ألعاب كرة القدم التي ترفه عن النفوس البشرية . وكثرت وتشعبت الفرق الرياضية المهتمة بكرة القدم ، كلعبة جماهيرية شعبية ، غزت المجتمعات الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية في شتى قارات العالم على السواء . فدمجت الفرق الرياضية واختير الأصلح منها للمنتخب الوطني الرياضي لكرة القدم في كل دولة . وبعد الاهتمام المتزايد والتطور الهائل في بناء الملاعب الرياضية وخاصة المتعلقة بكرة القدم ، كان لا بد من منظمة عالمية تجمع المهتمين بكرة القدم ، فبادر بعض المهتمين لإنشاء اتحاد عالمي لكرة القدم حمل اسم ( الفيفا ) وهو الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يضم في صفوفه منتخبات الدول في كرة القدم .

الاتحاد الدولي لكرة القدم
Fédération Internationale de Football Association

الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا FIFA ) هي المنظمة الرياضية الدولية التي تشرف على شؤون كرة القدم في العالم ، وقد أنشأت هذه المنظمة العالمية ( الاتحاد الدولي لكرة القدم ) في العاصمة الفرنسية باريس 21 ايار – مايو 1904 ويتخد الاتحاد من مدينة زيورخ السويسرية مقرا له ، ويرأس ( الفيفا ) الآن ، السويسري جوزيف سيب بلاتر . ويضم الاتحاد في عام 2010 منتخبات رياضية تمثل 207 اتحادات .
والاتحاد الدولي لكرة القدم منظمة رياضية عالمية حيادية ومستقلة إلا أنها تخضع لهيمنة سياسية في الكثير من الأحيان من الدول العظمى والكبرى لتسير وفق ما تشتهيه هذه الدول الاستعمارية ، وتوجه فعاليات ونشاطات الفيفا بتوجيهات سياسية قطبية وقارية حسب الولاءات والميول والتيارات والأنظمة السياسية والأيديولوجيات ، وتعاضد اتحادات كرة القدم في الدول المهيمنة عسكريا وسياسيا حيث يكون لها كلمة الفصل في معظم الأحيان . وبالرغم من ذلك فيشترط الاتحاد عدم استخدام الشعارات السياسية والدينية في الملاعب الرياضية للمهرجانات والمونديالات الرياضية العالمية أو القارية .

الهيكل الهيكل الإداري التنظيمي للفيفا

يتألف الاتحاد الدولي لكرة القدم من عدة اتحادات قارية ، تتضمن فروعا وطنية في كل قارة ، وهناك دول آسيوية انضمت لاتحاد كرة القدم في اوروبا مثل روسيا وتركيا والكيان الصهيوني وارمينيا وأذربيجان وكازاخستان بعكس التوزيع الجغرافي المعهود والمتبع ، وأقر ذلك رسميا لها .
وفيما يلي أسماء الاتحادات الرياضية القارية لكرة القدم :
أولا : الإتحاد الآسيوي لكرة القدم لقارة آسيا ودولة استراليا .
ثانيا : الإتحاد الإفريقي لكرة القدم .
ثالثا : إتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي لكرة القدم .
رابعا : إتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم .
خامسا : إتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم .
سادسا : الإتحاد الأوروبي لكرة القدم . .

وفي السياق ذاته ، تعاقب على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ نشأته حتى الآن 2010 ،
ثمانية رؤساء ، وهم الأسماء التالية : الفرنسي روبرت جورين 1904 – 1906 ، والبريطاني دانيل رولي ولفول 1906 – 1918 ، والفرنسي جول ريميه 1921 – 1954 ، والألماني رودولف وليام سيلدرايرس 1954 – 1955 ، والبريطاني آرثر دريوري 1955 – 1961 ، والبريطاني ستانيلي روس 1961 – 1974 ، والبرازيلي جواو هافيلانج 1974 – 1998 ، والسويسري جوزيف سيب بلاتر 1998 – الآن ( 2010 ) .

أعمال الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا )

يهتم الاتحاد الدولي لكرة القدم بالأنشطة الأولمبية والرياضية العامة وكذلك يقوم بالاستثمار في بعض الأجنحة الاقتصادية والإعلامية المتعددة .
وينظم الفيفا بطولات الأولمبياد الرياضية لكرة القدم في العواصم والمدن العالمية التي تتمكن من استضافة المنتخبات الرياضية من جميع قارات العالم والمشجعين الذين يتالفون من عشرات آلاف المتفرجين في الاستاد الرئيسي . وتبث الفضائيات العالمية وقائع المباريات الرياضية للفوز بكأس العالم .
وللفيفا استثمارات مالية ضخمة بلغت عام 2004 حوالي 1.64 بليون دولار من ضمنها بطولة العالم عام 2006 . وإصدار رخصة تجارية لتصميم أعمال الفيديو .

تجارة الرق الرياضية الجديدة .. استئجار اللاعبين بكرة القدم

تنتشر ظاهرة فريدة من نوعها في العالم تتمثل في انتقال وتبديل مئات اللاعبين الرياضيين بكرة القدم لنواديهم التي ينتمون إليها ، مقابل إغراءات مالية ، لتحقيق مكاسب كروية وهمية ، إعلامية ورياضية بخسة وهو ما يطلق عليه البعض تجارة الرياضيين أو ( مافيا الرياضة العالمية ) . ويخضع مئات اللاعبين الدوليين من الدول الفقيرة ، لمزادات مالية كبيرة ، من النوادي الرياضية الغنية وخاصة في قارة أوروبا ، تعطيهم الجرأة بالانتقال المالي من عالم الفقر لعالم للثراء المرتفع . وتكمن أسباب هذا الانتقال الكروي الرياضي في رغبة نواد رياضية أو منتخبات لكرة القدم لكسب نقاط رياضية على غيرها من المنتخبات بشراء لعب بعض اللاعبين المحترفين ، ويتم دفع مالية باهظة لهم ، بصورة شهرية أو دفعة واحدة تقدر بالملايين ، حيث يجري استجلابهم كلاعبين أو مدربين لرفع اسم النادي الضعيف عاليا حسب تصور النوادي الثرية ماليا .

الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) والجوائز الكروية الذهبية السنوية

يمتلك الاتحاد الدولي لكرة القدم مليارات الدولارات ، النقدية والاستثمارية والعقارية ، جراء تنظيم المباريات العالمية ، وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة .
ويلجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) لسياسة الثواب والعقاب ، فيعاقب الفرق التي لا تلتزم بالقواعد والآداب العامة والقوانين واللوائح التنفيذية المنصوص عليها دوليا .
وتوزع الفيفا جوائز سنوية معنوية ( شهادات ) ومادية على الفائزين ، على مستويات الفرق الرياضية والمنتخبات الرياضية الوطنية والإقليمية والقارية ، وكذلك جائزة سنوية لأفضل لاعب بكرة القدم في العالم . وقد أختار الفيفا النجم البرازيلي بيلية أفضل لاعب في القرن العشرين الماضي وبينما تم إعطاء النجم الأرجنتيني مارادونا جائزة الأنترنت ويعد البرازيلي رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان ( الجزائري الأصل ) أصحاب الارقام القياسية في الحصول على لقب أفضل لاعب في العالم بثلاث مرات .
وتوزع الجوائز على أفضل فريق مثالي وجائزة أفضل هدف ، واللعب النظيف ، وغيرها .

جيش الدفاع الفلسطيني .. المنتخب الرياضي

نظرا لخصوصية الوضع الفلسطيني السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي والرياضي ، ووجود الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة منذ عام 1948 ، فإن الرياضة الفلسطينية لا زالت في بدايات الانطلاق العالمي الرحب ، فهناك اتحاد كرة القدم ، واللجنة الأولمبية الفلسطينية ، وتفتقر رياضة كرة القدم الفلسطينية للعالمية ، لغياب الدعم المالي المناسب ، والأوضاع السياسية المتدهورة بين الحين والآخر ، والصراع مع قوات الاحتلال الصهيوني ، واستشهاد وجرح عشرات اللاعبين الفلسطينيين ، في الانتفاضات والهبات الجماهيرية ، وفقدان الملاعب المناسبة ، وقلة التدريب الرياضي اللازم ، فإن المنتخب الرياضي الفلسطيني لكرة القدم ، يحاول ويحاول جاهدا لإثبات الوجود على الساحة العربية والإسلامية والإقليمية والقارية ومن الصعب عليه اللحاق بالركب العالمي للمونديال أو المهرجان الرياضي العالمي الضخم حتى الآن . وقد أطلق الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات ( أبو عمار ) رحمه الله اسم ( جيش الدفاع الفلسطيني ) على الرياضيين الفلسطينيين الذين يدافعون عن المرمى الفلسطيني بشتى الطرق والأشكال السياسية والعسكرية والاجتماعية والرياضية للفوز بأهداف صائبة في مرمى المنافسين الرياضيين من جهة ومرمى أعداء فلسطين من جهة أخرى .

مونديال كأس العالم 2010

بدأ مونديال كأس مباريات العالم ، بإشراف الاتحاد العالمي لكرة القدم في جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا يوم الجمعة 11 حزيران – يونيو 2010 . وقد أعطيت لقناة الجزيرة الرياضية
ميزة حق البث والتعليق باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية ، فحصل التشويش الفني المتلفز كما أطلق عليه ( القرصنة التلفزيونية ) مما حرم عشرات ملايين المشاهدين من متابعة المبارة بين جنوب إفريقيا والمكسيك ، كما منحت حقوق البث لمئات والقنوات الفضائية الأخرى حقوق البث التلفزيوني الفضائي لقاء مبالغ مالية ضخمة .

الاتحاد الدولي لكرة القدم والمباريات النسوية

غني عن القول ، إن المباريات الرياضية العالمية بكرة القدم تتركز على الذكور بصورة أساسية ، وهناك بعض النصيب والحظ للإناث للإشتراك في المباريات النسوية - النسوية بإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم . واللاعبات النسويات قليلات الاهتمام بهذه الرياضة العالمية كونها رياضة خشنة ، ولا يلائم أجسادهن هذا النوع من الرياضة ويقتصر دور النساء في المونديال العالمي لكرة القدم بين الحين والآخر هو التشجيع الميداني والمشاهدة عبر شاشات التلفاز واالاستماع عبر الإذاعات والرؤية عبر المطبوعات الملونة التي تنشر هنا وهناك .
وقد بدأت بطولة كرة القدم لكاس العالم للنساء عام 1991 ولا زالت تنظيم بين الحين والآخر حتى الآن .


شروط استضافة المونديال

يشترط الاتحاد الدولي لكرة القدم في الدول الراغبة في استضافة المونديال العالمي ( المهرجان العالمي الرياضي ) توفر الاستعدادات الوافية المؤلفة من عدة معايير مالية وفنية وجغرافية وإعلامية وأمنية وبنية تحتية ضخمة ، كالاتصالات الهاتفية الجيدة ، والملاعب الواسعة المناسبة ، والبنية التحتية المقبولة من طرق وشوارع منظمة واسعة النطاق وعالية الجودة ، وملاعب رياضية مكيفة واسعة ، ووسائل نقل ومواصلات عصرية وهكذا . ويقوم أعضاء المكتب التنفيذي بزيارة الدولة التي تعرض الاستضافة للتأكد من ملائمة الأماكن والملاعب لاستضافة المونديال الرياضي الضخم .
وتتنافس عشرات الدول الأوروبية والآسيوية لاستضافة مونديال مباريات كأس العالم في الأعوام 2018 و2022 م . حيث تتسابق كلا من أستراليا وانكلتراوالولايات المتحدة والبرتغال مع اسبانيا و بلجيكا مع هولندا لاستضافة كأس العالم لعام 2018 ، بينما تتنافس قطرواليابان وكوريا الجنوبية لاستضافة نسخة عام 2022 . ويجب على الدول التي تنوي التقدمللاستضافة أن تستوفي بعض الشروط بشأن الملاعب في مقدمتها تجهيز وتوفير 12 ملعباً على الأقل لايقل سعة كل واحد منها عن 40 ألف مشجع، والملعب التي ستقام عليه المباراةالنهائية يجب أن تصل سعته إلى 80 ألف مشجع .

ماذا تستفيد الدولة المستضيفة للمونديال الرياضي العالمي ؟

هناك العديد من الفوائد الجمة التي تستفيد منها الدول المستضيفة للمونديال العالمي ( مباريات كأس العالم ) ، فتصبح العاصمة أو المدينة المستضيفة ، وكأنها قرية عالمية ، أتت إليها جميع المنتخبات الرياضية من كل فج عميق ، ومن أهمها :
أولا : تجميع الرياضيين من جميع جنسيات العالم على أراضيها في لقاءات كروية فريدة من نوعها .
ثانيا : الترويج الاقتصادي واستهلاك البضائع في الدولة المستضيفة مما يزيد من الإقبال الاقتصادي الاستهلاكي ، وإكتظاظ وسائل النقل والمواصلات ، وإنعاش الأسواق المحلية . والترويج السياحي العام .
ثالثا : الشهرة الرياضية والسياسية والإعلامية الواسعة وتسخير وسائل الدعاية والإعلام العالمية لنقل الأحداث من ارض الدول المستضيفة . وتمكين المنتخب الوطني من اللعب على أرض بلاده ، مما يعطي دفعة قوية للمنتخب الرياضي المحلي ، وكذلك تمكين المواطنين من بيع التذاكر لدخول المونديال مع ما تجنيه الدولة من ريع وعائدات مالية مرتفعة .
رابعا : تنظيم اللقاءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أراضي الدولة المستضيفة .
خامسا : الترويج الحضاري والثقافي لعادات وتقاليد الدولة المستضيفة .
سادسا : تفاعل العادات والتقاليد المحلية مع الثقافات الوافدة من شتى أنحاء العالم .
سابعا : الإيحاء الدولي بأن الدولة المستضيفة تمتلك مقومات الاستقرارا والطمأنينة والأمن والأمان الاجتماعي واالعسكري .

فوائد رياضة كرة القدم

لرياضة كرة القدم ، العديد من المزايا والامتيازات الفردية والجماعية ، الشعبية والأممية ، وتتمثل أبرز هذه المنافع والفوائد بالآتي :
أولا : الرياضة الصحية : تشجيع الناس على التمارين الرياضية المفيدة للأبدان عموما ، وتقوية الأجسام وحماية اللاعبين من الأمراض المستعصية . فالرياضة والحركة المستمرة مهمة لجسم الإنسان على مدار حياته البشرية . ورياضة كرة القدم من أنواع الرياضة المحبوبة في تقوية الدورة الدموية من الناحية الصحية .
ثانيا : التعارف والتآلف والتناصح وتبادل الزيارات الميدانية بين المنتخبات الرياضية ، بناء العلاقات الاجتماعية المتبادلة . والاطلاع على العادات والتقاليد الأممية والشعوبية المختلفة ، ومعرفة الشعائر والممارسات الدينية الإسلامية والنصرانية والهندوسية والبوذية وغيرها . وهي من نوع من الاحتكاك الديني ، فنلاحظ سجود اللاعبين المسلمين في ساحات المواجهة الكروية في استاد المباريات ، مما يلفت نظر المشجعين المتفرجين الجالسين على المدرجات ، والمشاهدين عبر الفضائيات التلفزيونية العالمية أولا بأول .
ثالثا : الترفيه والتسلية والترويح عن النفس ، فالإنسان بحاجة أحيانا لفترات الراحة والابتعاد عن هموم وغموم الحياة الدنيا .
رابعا : الترويج الاقتصادي للسلع والبضائع عبر الفضائيات التي تبث عبر الأقمار الصناعية ، ونشر الإعلانات في استادات المباريات الرياضية وبين البرامج الرياضية المتلفزة .
خامسا : التشغيل البشري : بتوفير ملايين فرص العمل ، للاعبين والفنيين والإداريين والإعلاميين والمرشدين والأطباء والممرضين وغيرهم في المنتخبات المحلية والإقليمية والعالمية ، مما يقلل من غول البطالة في المجتمعات . وتستوعب رياضة كرة القدم ملايين فرص العمل في كافة قارات العالم .
سادسا : نشر الثقافات العالمية في الأوقات الرياضية الموسمية والدورية عبر اللقاءات الميدانية والإعلامية العالمية .
سابعا : التنمية الاقتصادية للمرافق الرياضية عبر توفير الملاعب الواسعة المساحة ، مع ما يوفر ذلك من عمل في قطاع البناء والتشييد والتطوير الشامل .

أخطار ومشكلات الرياضة العالمية والفيفا

يواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) كمنظمة رياضية عالمية ، العديد من المشكلات والعقبات التي تقف حجر عثرة في بعض الأحيان أمام تنفيذ آمال وطموحات وتطلعات الاتحاد ، ومن أهم هذه المشكلات ما يلي :
أولا : المشكلات الداخلية : وهي تلك التي تتعلق بتنظيم شؤون الاتحاد ، والصراعات الداخلية ، والابتزازات الرياضية هنا وهناك .
ثانيا : المشكلات الفنية : التي تتركز في الإشراف على تنظيم مهرجانات ومباريات رياضية ضخمة ، بين العواصم والمدن العالمية ، وعدم تركزها في عاصمة معينة ، وفقا لسياسة التدوير الرياضية القارية بين شتى عواصم ومدن العالم الكبرى .
ثالثا : التدخلات الخارجية : التي تتمثل بالتدخلات السياسية والدبلوماسية وأحيانا الاقتصادية ، كتدخل رؤساء الدول في العالم ، والمافيات الاقتصادية في تسيير شؤون الاتحاد حسب الوجهة التي تريدها الجهات الضاغطة .
رابعا : الشغب والفوضى في الملاعب التي تنتج عن المشجعين الذين يدخلون ساحات الملاعب الخضراء ويعيثون فسادا وإفسادا ، وترتكب في هذه الاضطرابات والقلاقل والجرائم الفردية والجماعية ، وتنتشر العنصرية القومية والعرقية والدينية بين الفرق المتنافسة ذاتها ، والمشجعين في المدرجات الممتلئة بالمتفرجين . وهناك التعصب لمنتخب أو فريق رياضي معين ، وما ينجم عن ذلك من صراعات عرقية وقبلية بين أتباع الجنسية الواحدة والجنيسات المتعددة ، وتسبب هذه النزاعات والصراعات والمشاجرات العديد من القتلى والجرحى من الرياضيين والمشجعين على السواء .
خامسا : التكاليف المالية الباهظة التي ترافق عملية تنظيم المهرجانات والمباريات الرياضية الدولية ، من نقل المنتخبات الرياضية والفنية والإدارية من دولة لأخرى ، عبر القارات الست .
سادسا : الإلهاء المتعمد وقتل الوقت : فرياضة كرة القدم العالمية تستجلب انتباه مئات ملايين الناس ، ويقضى الكثير من الناس جزءا من حياتهم في متابعة لعبة كرة القدم ، سواء بين المنتخبات المحلية أو القارية أو الدولية ، وهذا الوقت هو وقت ضائع من حياة الإنسان العامة . وتزداد المخاوف والرعب من الصدامات في الملاعب والشوارع بين المشجعين ليس فقط في أوقات تنظيم المباريات بل في جميع أيام السنة ، فهذا يتعصب لفريق كذا وذاك يتعصب لفريق منافس أو مناهض ، وتبرز الإشكالات والإشكاليات البغيضة بين الجانبين . ولو حسب الوقت الضائع في تنظيم ومتابعة رياضة كرة القدم لنتج لدينا أرقام ضخمة ليس بالدقائق والأيام فقط بل وفي الشهور والسنين والعقود والقرون الزمنية أيضا .
سابعا : إرتكاب الآثام والموبقات في الدولة المستضيفة ، كتعاطي المخدرات والخمر والزنا مما يولد الأمراض المزمنة والجنسية المتعددة .
ثامنا : السهر الطويل والتعطيل عن الشغل لملايين البشر المشاهدين عن بعد أو المتابعين والمشجعين الميدانيين في الملاعب ، بسبب متابعاتهم للمونديال والمباريات الرياضية .
تاسعا : تصفية الحسابات والصراعات الإقليمية والعالمية ، باستخدام القوى العسكرية والدعايات السياسية والدبلوماسية ايام تنظيم المباريات الرياضية العالمية ، لأن الجميع يكون مشغول بالألعاب فتشن الحروب وتنتهك الحرمات والسيادات للدول الصغيرة والفقيرة .
عاشرا : إتخاذ الرياضة وخاصة كرة القدم كأفيون الشعوب لتخديرها وحرفها عن المسيرة الإنسانية القويمة . فهذا هو ما يفكر به دهاقنة وخبثاء وكفرة وفجرة الغرب الإباحي وهم يستعدون للإنقضاض على الأمم الأخرى .
حادي عشر : الحرب النفسية بين المتنافسين الرياضيين ودولهم وإعلامهم ، ففي أعقاب الفشل نلاحظ الردح الإعلامي السوقي على مستوى الدول ، فتسبب الرياضة العالمية وجع رأس شعبي وإعلامي كبير بين الفريقين المتنافسين فينقلبا إلى فريقين متخاصمين بعيدين عن الوداعة والود والمحبة ، وتنشب الهرطقات والسب والشتائم الإعلامية بلا وجه حق .


كلمة أخيرة

لا بد من القول ، إن الاتحاد الدولي لكرة القدم ، المنظم العالمي لمباريات كأس العام ، له الإيجابيات والسلبيات كأي منظمة أو وكالة أو مؤسسة عالمية ، فلهذا الاتحاد إيجابيات تجميع الرياضيين من جنسيات مختلفة للالتقاء فيما بينهم بأوقات معينة ، لتنظيم المهرجانات أو الأعراس الرياضية الضخمة التي تلهب مشاعر الرياضيين والمتابعين لهذه اللعبة الكروية الشائعة بين مختلف الشعوب والأمم في العالم . ومن سلبيات الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) عدم تمكنه من السيطرة على زمام الأمور فيما يتعلق بمشكلات وعقبات اللعبة ، وإنتشار الفوضى والشغب والفلتان الرياضي ، في الاستادات الرياضية ، وتدخل الجمهور من المشجعين غير الصحي باستخدام الآلات الحادة ، وإلحاق الأذى والضرر بممتلكات الشعب أو الفريق الآخر في حال فشل أي من المنتخبات الرياضية في تسجيل أهداف كروية ، والحصول على النتيجة الايجابية كما كان يحلم بها هذا الفريق الرياضي أو ذاك . ولا داعي للتشجنات الرياضية بين الأشقاء والأصدقاء والنبلاء .
فيا أيها المستضعفون والمعذبون في الأرض من أقصاها لأقصاها .. لا تجعلوا الرياضة بكافة أشكالها وأنواعها الأفيون المخدر لإلهاء الأمم والشعوب الفقيرة المغلوبة على أمرها لإبعادها على القيم والمثل العليا بل فاجعلوها نقطة إنطلاق نحو الحياة الفضلى والمثلى الودودة القائمة على التعاون والتكافل والتكامل البشري القائم على المحبة والكرامة والنزاهة .
وبناء عليه ، فإن الرياضة يجب أن تكون فن وذوق وأخلاق ، قبل تسجيل الأهداف الوهمية التي يطرب ويطير لها الفريق الفائز الذي سجل أكبر عدد من الأهداف في مرمى الخصم . ولياقة بدنية عالية للمنتخبات الوطنية والقومية والقارية والعالمية . وأهداف مسددة باتجاه مرمى المنافسين الرياضيين بكرة القدم . وكل مونديال وأنتم بألف خير وخير .

وختامه مسك ، فندعو ونقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .

نترككم في أمان الله ورعايته . والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: