الأحد، 6 يونيو 2010

رسالة مفتوحة لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان .. أهلا وسهلا بكم في فلسطين

رسالة مفتوحة

لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ..

أهلا وسهلا بكم في فلسطين

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية

الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

نابلس - فلسطين العربية المسلمة

السيد رجب طيب أردوغان حفظه ونصره ورعاه الله

رئيس الحكومة التركية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، أما بعد

الموضوع : زيارة غزة وفك الحصار الصهيوني الظالم عنها

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16)}( القرآن المجيد – التوبة ) .

وجاء في صحيح البخاري - (ج 21 / ص 283) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ " .

استهلال

السيد الطيب العزيز رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية

بعد صعود شعبية حزب العدالة والتنمية ذو التوجهات الإسلامية ، في تركيا العلمانية ، واستلامه مقاليد الحكم في أرض دولة الخلافة الإسلامية العثمانية السابقة ، عمل على تخليص تركيا من الارتباطات والتقييدات العسكرية والسياسية والاقتصادية الأجنبية عامة ومع حكومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة خاصة . فقد تسلم زمام حزب العدالة والتنمية الرئاسة التركية ورئاسة الوزراء التركية وعمل على إدخال الإصلاحيات الجذرية الشاملة في شتى المجالات والميادين في البلاد . ومن بين التغييرات الجذرية العلاقة بين الشعبين المسلمين التركي والفلسطيني حيث اصبحت علاقة وطيدة تتطور باضطراد نحو الحياة الطبيعية الفضلى .

وكما تعلمون ، قسمت فلسطين تاريخيا في العقود الأخيرة من العهد العثماني منذ عام 1864 إلى ثلاث سناجق أو متصرفيات هي :

أولا : سنجق أو متصرفية القدس المرتبطة إداريا مباشرة بوزارة الداخلية العثمانية في اسطنبول . وتبع هذا السنجق عدة أقضية هي : بئر السبع وغزة والخليل وبيت لحم وأريحا ويافا واللد والرملة ومدينة القدس ورام الله والمجدل .

ثانيا : متصرفية نابلس : يتبعها جنين وطولكرم وبيسان وقلقيلية وغور الفارعة .

ثالثا : متصرفية عكا : يتبعها اقضية صفد وطبرية والناصرة وحيفا والشريط الساحلي جنوبي جبيل شمالا حتى يافا جنوبا . وكانت متصرفيات نابلس وعكا تابعتان لولاية بيروت .

سيروا على نهج السلطان العثماني المسلم عبد الحميد الثاني رحمه الله

على أي حال ، إن موقف السلطان العثماني الإسلامي عبد الحميد الثاني رحمه الله كان موقفا مشرفا ، عندما أصدر قانونا منع بموجبه اليهود من الإقامة في فلسطين ، كما رفض عرض تيودور هرتزل زعيم الصهيونية بتقديم الأموال لإغراء الدولة العثمانية لمنح امتيازات لليهود في فلسطين . ولتسيروا على النهج العثماني الصحيح بمعاقبة الكيان الصهيوني عسكريا وسياسيا واقتصاديا بشتى الطرق التي ترونها مناسبة كما أشرتم مؤخرا في خطاباتكم ، ولتعودوا لسياسة آبائكم العثمانيين القدامى الأقحاح الأصليين الذين وقفوا بالمرصاد للهجرات اليهودية الأوروبية والأمريكية والأجنبية لفلسطين ، كونها أرض إسلامية مقدسة . وقد أثلجت صدورنا تصريحاتكم الأخيرة بشأن ( إرهاب الدولة ) الصهيونية المارقة . ولتعودوا للسياسة العثمانية الطيبة بعيدا عن سياسة التتريك العلمانية غير السوية في مواجهة الأخطار المحدقة ببلادكم وبلادنا ، وليقف الشعب التركي المسلم صفا واحدا مع شقيقه الشعب الفلسطيني المسلم في مواجهة التحديات المصيرية المستقبلية .

تركيا وقافلة الحرية 31 أيار 2010

السيد العثماني الإسلامي الجديد زعيم حزب العدالة والتنمية

يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11) }( القرآن الحكيم – محمد ) .

في الآونة الأخيرة ، إنطلاقا من سياسة إن الحياة مواقف عزة وإباء وشهامة وكرامة وجهاد في سبيل الله ، شجعت الحكومة التركية تسيير قافلة أسطول الحرية لكسر الحصار عن الجناح الجنوبي الغربي من فلسطين المحتلة وهو قطاع غزة ، فالتحق بها حوالي 750 متضامنا تركيا وعربيا وإسلاميا وأوروبيا وأمريكيا ، وعندما كانت السفينة التركية ( مرمرة ) في وسط البحر بالمياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط انقضت عليها العصابات المسلحة الصهيونية وارتكبت المجزرة المشهورة في يوم الاثنين 31 ايار – مايو 2010 ، قضى فيها 20 شهيدا وجرح حوالي 60 متضامنا ، من القافلة غالبيتهم من المواطنين الأتراك الميامين فكانوا شهداء الأمة الإسلامية جميعا ومن بينها تركيا وفلسطين في الآن ذاته . وكانت مدينة إنطاليا هي النواة للانطلاقة الإنسانية الجديدة لنصرة الشعب المسلم العربي في فلسطين الأرض المقدسة ، إحدى الولايات العثمانية السابقة لمدة أربعة قرون امتدت ما بين الأعوام ( 1516 – 1916 ) . وقد فُجعنا وتألمنا لاستشهاد هذه الثلة التركية المسلمة المجاهدة من أجل فلسطين المسلمة ، وفوجئ العالم بالوحشية الصهيونية في العدوان الليلي المباغت على المصلين في سفينة مرمرة الأبية القادمة من وراء البحر لتقديم الإغاثة والنجدة الإنسانية للمواطنين المسلمين في أرض إسلامية خالصة منذ غابر الأزمان .

لقد نددتم بالمجزرة الصهيونية ضد قافلة الحرية في البحر الأبيض المتوسط ، ووصفتموها بأنها ( إرهاب دولة ) ، وفي وقت لاحق أعتبرتم بمهرجان شعبي في الأناضول أن : " مصير القدس مرتبط بمصير اسطنبول .. وأن مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة " ، متعهداً ب " عدم تخلي تركيا عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم " . وهي قمة الشجاعة والإكرام لشعب فلسطين الأصيل والأصلي في أرض الآباء والأجداد المسلمين ولا تنسوا يا إخواننا الأتراك أن قوات الاحتلال الصهيوني لا زالت سادرة في غيها لتهويد القدس الشريف خاصة والأرض المقدسة عامة ، فلا نستطيع الذهاب للمسجد الأقصى المبارك للصلاة ، وهو بانتظار التحرير الإسلامي القادم لا ريب فيه إن شاء الله العلي العظيم .

فلسطين المتصرفيات العثمانية السابقة

ولعلكم تذكرون ، أن الحقبة التاريخية العثمانية في الأرض المقدسة ( فلسطين ) كانت بدأت منذ أن فتح السلطان العثماني سليم الثاني بلاد الشام عام 1516 م / 922 هـ حتى اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية المشؤومة بين فرنسا وبريطانيا وروسيا عام 1916 التي خضعت بموجبها فلسطين من ضمن ما خضعت له بعض بلدان المشرق العربي للاحتلال الإجرامي البريطاني .

على أي حال ، وبعد أن التقطت تركيا أنفاسها ودفنت جثامين الشهداء في أرض الدول العثمانية المجيدة ( تركيا اليوم ) وأوضحت فيها الرئاسة التركية بزعامة الأخ الكبير فخامة الرئيس عبد الله غول ، ورئاسة الوزراء التركية بقيادتكم الحكيمة ، المواقف التاريخية الحقيقية حيال الوحشية والعنجهية الصهيونية المتغطرسة ضد أهل فلسطين ، أصحاب البلاد الشرعيين ، وأهلها الأصليين ، المتمثل في رفض فرض الحصار الشامل سياسيا وعسكريا واقتصاديا على الفلسطينيين ، جاءت الحملة الأخوية والصديقة من تركيا ، المناصرة للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني المسلم . وعندما اقترب اسطول الحرية على بعد 70 ميلا بحريا في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط أغارت وحدات الكوماندوز البحرية والجوية الصهيونية وانقضت على قافلة الحرية الآتية من تركيا دونما مراعاة لمشاعر الصداقة أو الاتفاقيات ، واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني جميع القادمين للتضامن مع قطاع غزة الفلسطيني المحاصر بسكانه المليون والنصف مليون نسمة ، وبمساحته الصغيرة 363 كم2 ، من جميع الجهات ثم أطلقت سراحهم لاحقا .

أيها العزيز الطيب د. رجب طيب أردوغان

فلسطين .. تنتظر نصرة الشقيقة الكبرى تركيا

جاء في صحيح البخاري - (ج 8 / ص 309) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .

نذكركم فإن الذكرى تنفع المؤمنين ، إننا في فلسطين نحبكم ونجل مواقفكم البطولية في الحكومة التركية الطيبة بقيادتكم الشجاعة وزميلكم سيادة رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول وحزبكم المناصر للمستضعفين في الأرض ، أرض الله الواسعة عامة ، وفي فلسطين خاصة ضد العدوان الصهيوني الغاشم على أرض فلسطين كجزء من دولة الخلافة العثمانية السابقة . وتذكرون يوم منحت لكم الجامعة الإسلامية بغزة الدكتوراه الفخرية حبا لكم ولقيادتكم الحكيمة ، وبلدنا وبلدكم المشترك تركيا الطيبة العزيزة العادلة ، وها هي غزة هاشم تنتفض لكم وبكم ، وترفع الأعلام التركية ، حبا بالأيام الخالية في الحكم العثماني الرشيد ، والأيام الحالية التي تقودون بها تركيا المستقبل والعزة والكرامة القريبة من نصرة أبناء الأمة الإسلامية أينما كانوا وحيثما حلوا .

العملاق الكبير طيب رجب أردوغان .. عظيم الشعب التركي

على العموم ، إننا في فلسطين ، كمواطنين أصحاب الحق الأصليين ، نرجو من الشقيقة الكبرى تركيا برئاستها وحكومتها الرشيدة المبادرة الفعلية لرفع الحصار عن فلسطين برمتها ، وفي مقدمة ذلك رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة هاشم الأشم ، ليعيش الناس حياتهم الطبيعية بعيدا عن الإرهاب الصهيوني المتصاعد ضد البلاد والعباد في الأرض المقدسة ( فلسطين ) . فلتكن أيها العملاق الكبير رجب طيب أردوغان عظيما للأمة الإسلامية كما أنت عظيما للشعب التركي ولا اقول الأمة التركية لأن الأتراك جزء من الأمة الإسلامية على مدار التاريخ العثماني التليد . وكأبناء شعب فلسطين أعلناها مرارا وتكرارا ثقتنا بالحكومة التركية الحالية ، حكومة العدالة والتنمية ، في نصرة شعبنا الفلسطيني المظلوم منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 والاحتلال البريطاني عام 1917 التي استمر حتى عام 1948 الأمر الذي مكن المنظمات الصهيونية من إعلان قيام الكيان الصهيوني الغاصب أو ما يسمى ( دولة إسرائيل ) فوق الجزء الأكبر من أرض فلسطين بما يعادل 77.4 % بواقع 20.770 كم2 ، من أصل 27 ألف كم 2 مساحة فلسطين الكبرى الأصلية ، ثم جرى استكمال الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1967 ، وهي مناطق الوسط الشرقي من فلسطين ( الضفة الغربية بمساحتها 5.878 كم2 ) والجنوب الغربي من فلسطين ( قطاع غزة بمساحته 363 كم2 ) .

دولة رئيس الوزراء التركي الأفخم رجب طيب أردوغان أكرمه الله

على أي حال ، إن شعب فلسطين ، البالغ 11 مليون نسمة في الوطن والشتات ، وبمواطنيه في فلسطين الآن حوالي 5.3 مليون نسمة ، في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها ، بانتظار زيارتكم التاريخية المقبلة على أحر من الجمر ، كونكم تمثلون 80 مليون تركي ، لتعلنوها زيارة مدوية على الملأ ، لتكسروا الحصار الصهيوني الجائر بجميع أشكاله وأنواعه ، نصرة لدماء الشهداء البررة التي ارتقوا إلى السماوات العلى في سبيل الله ، ثم في سبيل الدفاع عن الحق الإسلامي المتين في فلسطين ، ونصرة المحرومين والمعذبين في قطاع غزة المسلم ، وتطبيقا لاسم حزبكم العتيد ( العدالة والتنمية ) لتنشروا العدالة والتنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية ليس في تركيا فحسب بل وفي ربوع مياه البحر الأبيض المتوسط والمشرق الإسلامي .

ونذكر لسيادتكم الموقف البطولي الإسلامي التركي في منتدى دافوس الاقتصادي بعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة ما بين 27 كانون الأول 2008 و18 كانون الثاني 2009 ، ضد شمعون بيرس رئيس الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين . ونعلم ونعرف جيدا سيرتك الجهادية أولا بأول ، من قصة إمامتك بالصلاة والتفوق المدرسي والجامعي والسياسي والعسكري والشارب وما إليها . وقيادتك الشبابية لحزب السلامة أو الخلاص الوطني ومشاركتك في حزب الرفاه الإسلامي ، ثم قيادتك لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الوجه والوجهة .

الرياضي الكبير خريج جامعة مرمرة شقيقة سفينة مرمرة المنكوبة بشهدائها البررة

كما أحببت الرياضة وكرة القدم ، وأحببت جامعتك التي تخرجت فيها بالاقتصاد ، جامعة مرمرة ، شقيقة سفينة مرمرة بقافلة الحرية لغزة شبه المدمرة ، أحب غزة وأهل غزة ، وفلسطين جميع فلسطين كما يحبوك ويتحدثون عنك بالخير دائما . وفي تعبير شعبي فلسطيني جديد لشعبكم وحزبكم وحكومتكم المسلمة الموقرة ، نرى إنتشار الميداليات التي تحمل علم تركيا ، وصوركم الجميلة بين الجماهير الفلسطينية وفي حادثة فريدة من نوعها أن رجلا فلسطينيا من رفح يطلق على أبنائه الثلاثة : رجب ، وطيب ، وأردوغان ، وبعض المواليد الفلسطينيين الجدد يطلق عليهم اسمك الكريم ، لتمجيد وتبجيل شخصكم الكريم النبيل الصيل للوقوف ضد الظلم الذي يحيق بالأرض المقدسة من الغرباء الطارئين اليهود الصهاينة القادمين من شتى بلدان العالم بقاراته الست .

الزيارة المشتركة لغزة بالتزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس

أيها الرجبي رجب طيب أردوغان خليفة نجم الدين أربكان العظيم ..

وفي سبيل لم الشمل الوطني الفلسطيني وتطبيق المصالحة الوطنية والوحدة الفلسطينية الشاملة والجامعة ، نقترح عليكم ونقول حبذا لو يتم التنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) لتكون زيارة مشتركة لقطاع غزة الأشم ، وبذلك تحققوا هدفين بزيارة طيبة واحدة ، فك وكسر الحصار على قطاع غزة ، وتكريس الوحدة الفلسطينية الشاملة وفي مقدمتها الوحدة والمصالحة بين توأم فلسطين : حركتي فتح وحماس ، ليعود التاريخ الفلسطيني مؤزرا ناصع البياض في مواجهة الاحتلال الصهيوني البغيض وتقصير فترة الاحتلال وبناء دولة فلسطين العتيدة المنتظرة ذات العلاقات المباركة في الجمهورية التركية المسلمة بقيادة حكومتكم الرشيدة .

العملاق الكبير رجب طيب اردوغان ابن اسطنبول المسلمة ..

زوروا فلسطين وأحذروا اليهود الذين لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة

يقول الله العظيم الحليم جل شأنه : { كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) }( القرآن المجيد – التوبة ) .

ومهما يكن من أمر ، في ظل الأزمة التركية الصهيونية المفتوحة الجديدة ، لقد آن الأوان يا أيها الطيب الرجبي الإسلامي العزيز رجب طيب أردوغان يا عملاق تركيا المسلم ، في زمن الأقزام الصهاينة ، أن تزوروا مع وفدكم الموقر غزة هاشم قريبا ، في شهر جمادي الثانية أو في شهر رجب 1431 هـ ، على أبعد تقدير ، لتفتح لكم فلسطين ذراعيها المجاهدتين ، وتزغرد لكم النساء المسلمات المكلومات المرابطات في أرض الرباط المقدسة أناشيد الحرية والطلوع البهي ( طلع رجب طيب أردوغان ، طلع الرجل الشهم البطل المنصان ، ووصل لأرض غزة أرض الجهاد والعنفوان ، وفي ظل وقفته معنا فإن فلسطين لن تهان ، فطوبى لأهل النصر والانتصار القادم من أرض دولة الخلافة الإسلامية أرض الجنان ... ) ، ويستقبلكم المرابطين الأبطال على ثغور الوطن الغالي ، بأي طريقة تريدونها وتفضلونها حسب ظروفكم المؤاتية ، بإحدى الطرق الثلاث : بحرا عبر شواطئ غزة مباشرة بالقدوم بوساطة البحرية التركية ، وهي الطريقة الفضلى والمثلى ، أو برا عن طريق معبر رفح على الحدود الفلسطينية المصرية أو جوا عبر مطار اللد ، أو مطار غزة الدولي المدمر ولتكن حراستكم مناسبة ومشددة بحرا وجوا ، لتجنب الغدر الصهيوني اللئيم ، وإن كنا لا نفضل ولا ننصح بقدومكم بالطريقة الجوية عبر مطار اللد الذي يشرف عليه الصهاينة ، أو القدوم بالطريقة البرية لاستعادة الكرامة الإسلامية والقومية التركية عبر البحر بعد المجزرة البحرية الصهيونية . والأمر لكم ، وكلنا ثقة بحكمتكم وحنكتكم وطريقتكم المثلى . وبارك الله في مساعيكم وجزاكم خيرا .

الشيخ التقي رجب طيب أردوغان

وأخيرا ، نتمنى لكم التوفيق في خدمة شعبكم التركي الأبي ، وأمتكم المسلمة ، خير أمة أخرجت للناس . ونوصيكم باللغة العربية المقدسة خيرا لتدريسها ورعايتها والاهتمام بها ، فهي لغة القرآن المجيد ، كلام الله المقدس . ولينتهي الحلف الاستراتيجي المعقود سابقا مع الصهاينة ، ولتلغ جميع الاتفاقيات العسكرية السابقة مع الكيان الصهيوني دفعة واحدة وليعتذر قادة الكيان الصهيوني عن أفعالهم الدنيئة السفيهة بحق الشعوب المسلمة : التركية والفلسطينية واللبنانية والسورية . ولتخرج تركيا من حلف شمال الأطلسي وتسحب طلبها الساعي للانضمام للاتحاد الأوروبي ولتتزعم الاتحاد الإسلامي الأفضل والأبقى أمة المليار ونصف مليار مسلم لاستعادة الخلافة الإسلامية الكبرى الجديدة وفق الدستور الرباني العظيم وهو القرآن الحكيم . ولتأتي للصلاة الإسلامية إماما بغزة هاشم ، ثم لإمامتنا في المسجد الأقصى المبارك بعد تحريره من الاحتلال والمحتلين اليهود الصهاينة الأجانب .

وفقكم الله العزيز الحكيم لفعل الخير وسدد على طريق الحق والصواب خطاكم المباركة دائما كما عهدناكم . والله العلي العظيم نسأل أن يحميكم ويحفظكم ويرعاكم في أمانه .

تحريرا في يوم الأحد 24 جمادي الثانية 1431 هـ / الموافق 6 / 6 / 2010 .

وتفضلوا بقبول وافر التحية والاحترام ،،،

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

التوقيع

العبد الفقير لله تعالى

أخوكم د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية في فلسطين

ليست هناك تعليقات: