الأربعاء، 2 يونيو 2010

تركيا المكلومة .. هل يصلي أتراك في تل أبيب بسبب المذبحة الصهيونية بأسطول الحرية ؟

تركيا المكلومة .. هل يصلي أتراك في تل أبيب

بسبب المذبحة الصهيونية بأسطول الحرية ؟

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية

الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12) أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) }( القرآن المجيد – التوبة ) . وورد في صحيح مسلم - (ج 10 / ص 19) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ " .

استهلال

شنت قوات الكوماندوز الصهيوني البحري والجوي ، والاستعداد البري ، هجوما ليليا مباغتا على المتضامين المدنيين الإنسانيين العزل في أسطول الحرية وهم في صلاة فجر الجماعية يوم الاثنين 31 ايار – مايو 2010 ، فقتلوا من قتلوا وجرحوا من جرحوا حيث استشهد 20 مناضلا دوليا وجرح حوالي 60 شخصا آخر على ظهر سفن الحرية ، ومعظم هؤلاء الشهداء والجرحى والمكلومين من العثمانيين الجدد ( الأتراك ) على متن السفينة التركية ( مرمرة ) فتمررت ومُرر من فيها من الناس العزل المدنيين بسبب العدوان الصهيوني المتوقع . وقد منح جميع هؤلاء ( الجنسية الفلسطينية الفخرية ) كجزء من الثواب على صنيعهم وبلادهم بلاء حسنا ، في فضح العنصرية الصهيونية المقيتة ، وسارت المظاهرات والمسيرات في شتى عواصم العالم منددة وشاجبة لهذه المذبحة الصهيونية الدنيئة السافلة ضدهم في اسفل سافلين . فقد نفذت المذبحة بأعصاب باردة ، وحددت للعصابة الصهيونية أسماء المراد تصفيتهم ، ورغم أن جميع السفن الست محملة بالمواد الغذائية والتموينية بحمولة 10 آلاف طن غذاء ومعلبات ، و 100 منزل متنقل ( كرافانات ) وبعض الأخشاب لتعويض المنكوبين بقطاع غزة من العدوان الصهيوني الكانوني بين كانوني 2008 و2009 فلم تفلت من العقلية العسكرية القاتلة المجرمة . فانتقل العدوان الصهيوني من مجزرة إلى مجزرة أخرى ، ولكن هذه المرة ضد مئات المتضامنين العرب والأتراك والمسلمين والأوروبيين والأمريكيين وغيرهم . ويبدو أن الكيان الصهيوني لا تفارق مخيلته العدوانية العسكرية الوحشية المتغطرسة فيعيث شمالا ويمينا وجنوبا وشرقا وغربا بشتى المذابح البشرية والاقتصادية ضد أهل المشرق الآسيوي . ولكن تجرأ الكيان الصهيوني هذه المرة ضد المناضلين من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المعذب في الأرض ، وتحدى تركيا ، رغم أن هناك تنسيق وتعاون سابق ومناورات مشتركة وحلف غير مقدس بين الكيان الصهيوني وتركيا العلمانية تكبل تركيا ذات الوجه الإسلامي المشرق الجديد بقيادة رجب طيب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية .

هل المجزرة الصهيونية إهانة جماعية للعالم ؟

على أي حال ، إن الإهانة الصهيونية المتغطرسة والاستهتار والاستهزاء ضد أسطول الحرية في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط على بعد عشرات الأميال البحرية من شواطئ قطاع غزة المحاصر والمنكوب النكبة العسكرية تلو الأخرى من الكيان الصهيوني الغاصب ، تعد انتهاكا للقانون الدولي والإنساني والديني والمواثيق والأعراف الدولية ، وكانت بالدرجة الأولى موجهة لشعب فلسطين أولا وللعالم أجمع ثانيا ، ولتركيا الجديدة على وجه الخصوص ثالثا ، وللأمتين العربية والإسلامية رابعا وأخيرا . فلو افترضنا أن يهودا صهاينة تعرضوا للقتل في أي بقعة من بقاع العالم ترى ماذا عسى الكيان الصهيوني سيفعل ؟ هل سيسكت أم أنه سيهاجم الفاعلين ولو على بعد آلاف الكيلومترات ؟ ولا نخاله سيصمت بتاتا ، بل سيوجه ضربات متتالية مستترة أو علنية للأعداء . فما بالكم بالكوماندوز الصهيوني الذي أغار ليلا على المدنيين والمصلين العزل في سفن أسطول الحرية المدني ؟ كيف سيكون الرد العالمي الحقيقي على هذه الفعلة الدنيئة ؟

هل تكفي الاستنكارات والشجب والعويل والنواح والصراخ غير المجدي والفارغ من المضمون ، والتنديدات الشديدة اللهجة والتصريحات الصحفية المتلفزة والمسموعة والمطبوعة والسياسية الجوفاء ؟ أم ماذا ؟ بالطبع كلا ، وألف كلا ، فهذا هو حال الضعفاء أمام الأقوياء ، الهروب إلى الأمام أو إلى الخلف حسب طبيعة الظروف القاهرة والمقهورة في الآن ذاته .

خيارات تركيا المكلومة ضد العدوان الصهيوني على أسطول الحرية

جاء في مسند أحمد - (ج 31 / ص 221) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْغَزْوِ وَأَنَّ رَجُلًا تَخَلَّفَ وَقَالَ لِأَهْلِهِ أَتَخَلَّفُ حَتَّى أُصَلِّيَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ ثُمَّ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَأُوَدِّعَهُ فَيَدْعُوَ لِي بِدَعْوَةٍ تَكُونُ شَافِعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَدْرِي بِكَمْ سَبَقَكَ أَصْحَابُكَ قَالَ نَعَمْ سَبَقُونِي بِغَدْوَتِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَبَقُوكَ بِأَبْعَدِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقَيْنِ وَالْمَغْرِبَيْنِ فِي الْفَضِيلَةِ " . فهل يسبق المغاوير والمجاهدون الأتراك بأي طريقة ثأرية كانت ، بمهاجمة الكيان الصهيوني الذي مرغ الكرامة والسيادة القومية والإسلامية التركية في المياه الزرقاء بالبحر الأبيض المتوسط ، فامتزح الدم الأحمر القاني بمياه البحر المالحة ، وذلك لتلقين المتغطرسين من صهاينة فلسطين المحتلة درسا في الأخلاق والمثل والقيم العليا بأسنة السيوف والحراب الجوية والبحرية والبرية ؟؟ .

على العموم ، برأينا هناك عدة خيارات استراتيجية وتكتيكية ، عسكرية واقتصادية وسياسية ودبلوماسية ، أمام القيادة التركية لإتخاذها للحفاظ على ماء الوجه ، ورد الصاع صاعين ، ويمكن أن تكون هذه الخيارات أو السيناريوهات متفرقة أو مجتمعة ، حسب طبيعة الحال والأحوال ، وأهم هذه الخيارات الآتي :

أولا : الهجوم العسكري التركي المفاجئ على مواقع صهيونية عسكرية كوزارة الحربية في تل أبيب والثكنات العسكرية الصهيونية ، عبر الطيران الحربي التركي والبوارج الحربية في البحر الأبيض المتوسط ، أو عبر الصواريخ بعيدة المدى ، ومهاجمتها في عقر دارها . وهو الاحتمال الاستراتيجي الأقوى ، ولكنه لا يبدو متاحا في الأفق الراهن ، إلا إذا تغيرت الظروف والمعادلة الدولية .

ثانيا : فرض العقوبات الاقتصادية ضد الكيان الصهيوني ، صناعيا وزراعيا وتجاريا وسياحيا ، وهو أمر متاح ويلحق الأذى بالاقتصاد الصهيوني بصورة مباشرة ، سواء في الاستيراد أو التصدير ، وخاصة إذا علمنا أن هناك تبادلا تجاريا قويا بين الكيان الصهيوني وتركيا .

ثالثا : المقاطعة السياسية والدبلوماسية ، وهي أمور هينة ولا تتطلب سوى إغلاق المحادثات بين الجانبين وسحب السفير التركي من تل أبيب ، وطرد السفير الصهيوني من أنقرة ، وإغلاق القنصليات الصهيونية في المدن التركية وعدم التلاقي البرلماني أو غيره .

رابعا : عدم إجراء المناورات الحربية المتشركة الثنائية أو المتعددة مع قوات جيش الكيان الصهيوني جوا وبحرا وبرا .

خامسا : تنفيذ عمليات عسكرية في التجمعات والأهداف العسكرية الصهيونية الحيوية والرئيسية في شتى بقاع فلسطين المحتلة ، والأمر ممكن الحدوث في ظل وجود آلاف العمال والسياح الأتراك في البلاد .

سادسا : التحالف الإقليمي في المنطقة مع الدول والحركات المناوئة للكيان الصهيوني ، مما يساعد في إحداث نوع من التوازن الاستراتيجي في المشرق الإسلامي الآسيوي .

سابعا : الإكتفاء بالهجوم الإعلامي الحاد بشتى اللغات ، والتهديد والوعيد ضد الكيان الصهيوني واتباع أساليب الدعاية والحرب النفسية الجديدة . وستبقى تدور في نطاق الجعجعة الإعلامية الفارغة لامتصاص نقمة أسر الضحايا في اسطول الحرية .

ثامنا : تسيير ودعم سفن حرية رقم 2 و3 وأكثر واضخم عددا وعدة ، بحماية عسكرية بحرية وجوية تركية ، لإنقاذ ماء الوجه التركي من الحليف الصهيوني الخائن للصداقة والعلاقة الطيبة منذ زمن بعيد .

تاسعا : بقاء الأمور العسكرية والاقتصادية والسياسية كما هي بالوضع الراهن وعدم تحريك السكون المطبق . وعدم الاهتمام الحقيقي بالضحايا الأتراك والإعتداء على الكرامة والسيادة التركية .

عاشرا : الدعوة لممارسة الضغوط الأوروبية والأمريكية على الكيان الصهيوني للسماح لأسطول تركي جديد بالتوجه لقطاع غزة وتصليح ما يمكن تصليحه من الخطيئة الصهيونية الكبرى بحق الشعبين الفلسطيني والتركي الشقيقين .

حادي عشر : تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف صهيونية في الأراضي التركية ، أو في بعض بقاع العالم ، ولو بعد حين ، من جماعات تركية مناهضة للعلاقات التركية الصهيونية . وذلك لتسديد ضربات موجعة للكيان الصهيوني كنوع من رد الصاع بمثله وتسديد الفاتورة المفتوحة ، والثأر لضحايا الإرهاب الصهيوني في البحر قبالة المياه الإقليمية والشواطئ الفلسطينية المحتلة في البحر الأبيض المتوسط .

ثاني عشر : الملاحقة القضائية المحلية التركية والأوروبية والإقليمية والدولية لمجرمي الحرب الصهاينة الذين ارتكبوا المجزرة ضد أسطول الحرية ، خاصة وأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي ( ناتو ) .

ثالث عشر : ممارسة الضغوط على الكيان الصهيوني لرفع الحصار العسكري والسياسي والاقتصادي الشامل عن قطاع غزة خصوصا والضفة الغربية أيضا . وتسيير قطار المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني وظهور بوادر الخلاص الوطني الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني الأجنبي ، وإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين . هذا عدا عن إعادة جميع أسرى سفن أسطول الحرية لمواطنهم وعدم محاكمتهم أو اعتقالهم لأن عملية احتجازهم تعتبر منافية للقانون الدولي لأنها قرصنة بحرية لا يجوز السكوت عنها .

الند التركي للصهيوني .. والمعاملة المثل بالمثل .. وأين الصنارة ؟

لقد إرتكب جنود الاحتلال الصهيوني بتوجيه من قيادة عسكرية خسيسة ، مذبحة كبرى ضد متضامنين إنسانيين مدنيين ، وداسوا على أعناق الشهداء والجرحى ، ومثلوا بجثث الشهداء ، وسفكوا الدماء البريئة ، في إعتداء من آخر طراز من الإرهاب والقمع ، دون وجه حق ، فهذه هذه أخلاقية الجيش الصهيوني المعهودة المجمع من أشتات العالم ؟؟ وإلى متى ستستمر هذه الغطرسة والوحشية والعنجهية الاستعلائية الصهيونية في فلسطين المحتلة ؟ ولقد أهينت السيادة التركية كون سفينة مرمرة التركية هي جزء من السيادة التركية البحرية خاصة وأن المذبحة الحمقاء نفذت تحت جنح الظلام في المياده الدولية المفتوحة والتي لا يجيز ما يسمى بالقانون الدولي الإعتداء بها على الآخرين ؟؟ فهل ستقوم البحرية العسكرية التركية باحتجاز سفن وبوارج صهيونية وفق سياسة المعامل الند للند والبادئ أظلم . فإذا أردات تركيا أن تحافظ على كيانها السياسي والمادي والمعنوي والبحري المدني والعسكري فما عليها إلا أن تبادر وتحتجز سفن صهيونية سواء تجارية أو عسكرية لا فرق ، واقتيادها للموانئ التركية لتسترجع كرامتها القومية والإنسانية وعنفوانها وتسديد فاتورة المجزرة الإجرامية الصهيونية وإلا ستكون عرضة بالمرات القادمة لإعتداءات متكررة دورية وغير منتظمة . وهل ستصلى البحرية التركية فجر ذات يوم من الأيام المجيدة القادمة ، سواء من أرض تركيا الأم أم من قبرص الشمالية التركية ، في موانئ تل أبيب بالإغارة أم بالصنارة ؟؟!

هل يصلي مجاهدون أتراك في تل أبيب ؟؟!

على العموم ، ربما يقول قائل يجب عدم الإفراط في التفائل بشأن ردود الفعل التركية ، لأنها غير عملية أو فعلية ، وستبقى تراوح مكانها ، على الأقل على المستوى الرسمي ، وهذا صحيح في ظل المعادلة الدولية وأحادية القطب الأمريكي وحيد القرن . ولكن الغليان الشعبي في الأناضول التركية لا يهدأ له بال حتى ينال المعتدون القصاص المناسب ، فالعين بالعين والسن بالسن ، والذكر بالذكر والأنثى بالأنثى ، والجروح قصاص ، ومن خلال المراجعة التاريخية لسيرة الدولة العثمانية السابقة فإنها لا تستسلم ولا ترخي جناحها لأحد بل صدت كل من حاول الإعتداء عليها ، سواء أكان العدوان على الأرض أو الشعب العثماني . فهل العثمانيون الجدد يا ترى مثل أسلافهم السابقين ؟؟؟. هذا السؤال بحاجة لجواب من ذوي الشأن التركي الحالي . وهل الأوضاع الداخلية في تركيا تحتمل صد الغطرسة الصهيونية ، إلى جانب الحرب الداخلية الخفية المشتعلة بين الأحزاب التركية القومية والعلمانية والإسلامية ؟؟؟ الأتراك أدرى بأوضاعهم المحلية والإقليمية والعالمية .

وللتذكير ، حدث في القرون الخالية ، في شبة الجزيرة العربية ، بزمن المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أثناء الغزوات الإسلامية ضد يهود بني قريظة ، تسابق المسلمون في الجهاد ضد اليهود الفاسدين المفسدين في الأرض ، واستولوا على معظم المعاقل اليهودية بعدما خان يهود تلك البلاد العهود والمواثيق مع الدولة الإسلامية الناشئة . فقد جاء في صحيح مسلم - (ج 9 / ص 227) عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : نَادَى فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ انْصَرَفَ عَنْ الْأَحْزَابِ أَنْ لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الظُّهْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَتَخَوَّفَ نَاسٌ فَوْتَ الْوَقْتِ فَصَلَّوْا دُونَ بَنِي قُرَيْظَةَ وَقَالَ آخَرُونَ لَا نُصَلِّي إِلَّا حَيْثُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ فَاتَنَا الْوَقْتُ قَالَ فَمَا عَنَّفَ وَاحِدًا مِنْ الْفَرِيقَيْنِ .

وبهذا الصدد ، يمكن القول ، هل يصلى الأتراك في تل أبيب برا أو جوا ؟؟؟ ومتى يكون ذلك ؟ وهل هناك نية حقيقية لتطبيق ذلك ؟؟ وهل تعتقد تركيا بأن نصرة شعب فلسطين في فلسطين الكبرى أو قطاع غزة المحاصر قد حان موعده قولا وفعلا ؟ الله وحده عالم الغيب والشهادة هو من يعلم ذلك . ولا يخالجنا الشك أن هناك أتراك مسلمون يصلون في المدن الإسلامية العربية في يافا وحيفا وعكا والمسجد الأقصى المبارك وغيره بصورة مدنية وسرية ، ولكن المقصود هنا هو الصلاة الجماعية بعد إحراز نصر عسكري وسياسي على المعتدين الذين يعيثون فسادا وإفسادا في الأرض المقدسة .

كلمة أخيرة

إن الأمة الإسلامية تنتظر من تركيا أن تعامل الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة ، الند للند ، والمعاقبة والمعاملة المثل بالمثل ، فهلا تمتثل تركيا لهذا الأمر ؟ وتسدد ضربات متكافئة لمن قتل مواطنيها وأذلها وأهانها عن بعد ، وهي الحليف المفترض منذ عشرات السنين . وهل يجوز أن يعتلى كوماندوز صهيوني حاقد ليقتل الأبرياء العزل من السلاح ، إلا من الإرادة القوية التي لا تلين . ومتى سيهاب العالم الأمة الإسلامية ؟؟ وهل يحسب لها ألف حساب وحساب ، ويضرب الأخماس في الأسداس قبل أن يقدم على إرتكاب حماقات عسكرية بمجازر يندى لها جبين الإنسانية والديانات السماوية كافة ؟ . ومتى ستقرن أمة الإسلام القول بالفعل ؟! .

يقول الله الحي القيوم عز وجل في محكم التنزيل : { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}( القرآن المجيد – الصف ) .

وفي خاتمة المطاف ، لا بد من توجيه الشكر الجزيل للشعب التركي المسلم الذين خرج من خرابيش العلمانية الأتاتوركية البغيضة ، وتبارى للدفاع عن حمى الإسلام والمسلمين ، وجاء عشرات من أبناءه البررة للتضامن مع شعب فلسطين ، أهل البلاد الأصليين ، وكأن النخوة العثمانية قد جذبتهم باتجاه نصرة المستضعفين الفلسطينيين في الأرض المقدسة . وتحية وبليون تحية لمن يبادر من أمم وشعوب العالم كافة ، من قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا ، لنصرة فلسطين المظلومة من ربقة الاحتلال الأجنبي الكريه .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: