الاثنين، 31 مايو 2010

مجزرة صهيونية ضد حملة أسطول الحرية المدنية لغزة هاشم الأبية 31 أيار 2010

مجزرة صهيونية

ضد حملة أسطول الحرية المدنية

لغزة هاشم الأبية

31 أيار 2010

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية

الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}( القرآن المجيد – البقرة ) .

وجاء في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 44) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ : " إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ حَجٌّ مَبْرُورٌ " . وورد في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 63) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ " .

استهلال

أسطول الحرية لنصرة قطاع غزة ، إنطلق من الموانئ التركية نحو غزة الأبية على الساحل الجنوبي الغربي لفلسطين المحتلة . وكان من المفترض أن يصل هذا الأسطول المؤلف من 6 سفن مدنية إلى الشواطئ الغزية يوم الاثنين 31 أيار 2010 ، ولكن البحرية العسكرية الصهيونية ترصدت هذه الحملة الإغاثية لقطاع غزة منذ بدايتها ، وتوعدت بملاحقتها عسكريا مهما كلف الأمر . وفي صبيحة يوم الاثنين 31 ايار 2010 أغارت قوات الاحتلال الصهيوني الجوية والبحرية على سفن الإغاثة الإنسانية الدولية الآتية من حوالي 50 دولة عربية وإسلامية ودولية ، من شتى قارات العالم ، لتضم 750 متضامنا دوليا من جنسيات شتى ، عربية كالجزائر وإسلامية كتركيا وأوروبية كاليونان وأمريكية وغيرها . وحملت هذه الحملة الإنسانية العالمية الأولى من نوعها حوالي 10 آلاف طن من المساعدات الغذائية لأهالي قطاع غزة بفلسطين المحتلة المنكوبة بنكبات متعددة التي تعاني من الحصار العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي الخانق منذ عدة سنوات ونيف .

المذبحة الصهيونية ضد قافلة الحرية البحرية الإنسانية

لقد هجم مئات جنود الاحتلال الصهيوني على قافلة ( أسطول الحرية ) وهم بالمياه الدولية على بعد أكثر من 20 ميلا بحريا ، في قلب البحر الأبيض المتوسط ، وذلك بطريقتين وحشيتين هما : الإنزال الجوي باستخدام الطائرات العمودية والغوص البحري باستخدام السفن والبوارج الحربية الصهيونية ، مستخدمين الرصاص الحي والغازات المدمعة السامة للسيطرة على المدنيين الذين يمخرون عباب البحر الأبيض المتوسط بإرادتهم الطيبة وإنسانيتهم الفولاذية ، لإغاثة الملهوفين والمحتاجين في قطاع غزة الأشم . وكعادتها اتخذت قيادة الكيان الصهيوني المتمثلة بالثلاثي : رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتانياهو ووزير الحربية إيهود باراك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان ، قرارا حديا بمنع دخول القافلة المدنية الإنسانية المتجهة لميناء غزة المحاصر بشتى الطرق الهمجية ، كقرصنة بحرية فريدة من نوعها ، وقبل ساعة الصفر للهجوم الوحشي ، أحدثت العسكرتاريا الاتصالية الصهيونية التشويش اللاسلكي والاتصالي على القادمين من وراء البحار لنجدة وإغاثة إخوانهم ابناء الأرض المقدسة ( فلسطين المباركة ) في قطاع غزة الصامد ، وبذلك فقد منعت وسائل الإعلام الجماهيري وخاصة القنوات الفضائية والتلفزيونات من تغطية الأحداث المتلاحقة لهذه القافلة الإنسانية باتجاه غزة ، وفي جنح الظلام ، فوجئ المتضامنون من السياسيين والبرلمانيين والإعلاميين والأطباء والمحامين وغيرهم من الفئات الاجتماعية النبيلة ، بالهجوم الصاعق علهيهم بحرا وجوا ، فأطلقت العيارات النارية باتجاه الأجسام ، من الرؤوس والقلوب والبطون والأرجل ، وفي كل مكان من أبدان القادمين بإنسانيتهم للتضامن مع المحاصرين ونصرتهم غذائيا ومعنويا وإعلاميا ، فارتقى إلى السماوات العلى ، أكثر من 20 شهيدا وجرح أكثر من 60 متضامنا ، وغالبية الشهداء والجرحى كانوا من السفينة التركية التي تقود القافلة الإنسانية .

لقد كانت قرصنة بحرية وجوية مستنفرة من جنود الاحتلال الصهيوني وقيادته القابعة في تل أبيب ، ضد هؤلاء المدنيين العزل المتضامنين مع أبناء الأمة العربية والإسلامية ، وسط صمت عالمي رهيب ، فقد أضيفت مجزرة صهيونية جديدة للمجازر السابقة ، الممتدة والمتوغلة في أعماق التاريخ العربي عامة والفلسطيني خاصة ، وفي ثنايا الجغرافيا الفلسطينية ، واللبنانية والأردنية والسورية والمصرية والعراقية وغيرها .

الدماء الحمراء الطاهرة تنزف من أسطول الحرية

لقد تحولت وصبغت مياه البحر الأبيض المتوسط الزرقاء بلون جديد وهو لون الدم الأحمر القاني الطاهر الزكي الذي نزف من الجراح الغائرة من رصاص المعتدين المجرمين ، نزفت من أبدان المجاهدين الدوليين الجدد ضد العنصرية والوحشية والبلطجية الصهيونية المقيتة ، وسط ذهول عربي وإسلامي ودولي ، مليئ بالغضب والاستنكار والادانة المخملية لهذه الفعلة الإرهابية كمذبحة جديدة تضاف لرصيد المذابح الصهيونية ضد المستضعفين في الأرض سواء في الأرض المقدسة أو محيطها وكل من يتضامن معها بأي أسلوب إعلامي وحضاري وإنساني واجتماعي .

على أي حال ، لقد استدعت بعض وزارات خارجية دول يشارك منها متضامون في أسطول الحرية ، وخاصة وزارة الخارجية التركية السفراء الصهاينة وأجروا مباحثات مباشرة مع المجرمين الكبار الذين أصدروا الأوامر العسكرية للتعرض للقافلة الإنسانية لنصرة غزة المحاصرة ، ولكن هذه الاستدعاءات لا تسمن ولا تغني من جوع ، والقرصنة الصهيونية لا تأبه لمثل هذه الاحتجاجات السياسية والإعلامية الجوفاء . وسؤال يطرح نفسه بنفسه : ماذا لو قتل أفراد صهاينة في عرض البحر من قوة عسكرية تركية أو يونانية أو أوروبية أو عربية ؟؟ ستقوم الدنيا الإعلامية والسياسية والعسكرية ولا تقعد ، وستبادر قوات الاحتلال الصهيوني بالرد العسكري ، ولن تصغ تل أبيب ابنة صهيون للتعزير والتأنيب الأدبي والسياسي والإعلامي ؟؟! فمالكم كيف تحكمون ايها القادة الأتراك ؟؟ فهلا تثبتون أنكم أحفاد العثمانيين القدامى الذين حكموا العالم بالعدل والقوة ، أم أنكم ستكتفون بالإدانة والشجب والاستنكار الأجوف ؟؟

قرصنة صهيونية في المياه الدولية

على العموم ، إن المذبحة الإجرامية الصهيونية ضد المدنيين الأبرياء المتضامنين الدوليين الإنسانيين ، هي جريمة لا تغتفر ، وتعد جريمة دولية من الجرائم التي يعاقب ما يدعى القانون الدولي ، ويجب محاكمة من أمر بها ونفذها دون خوف أو وجل من أحد ؟؟ فأين ما يسمى بمجلس الأمن الدولي ؟؟ واين الجامعة العربية ؟؟ وأين منظمة المؤتمر الإسلامي ؟ .. وأين ... وأين .. وأين ؟ تبا لهذه الوحشية القذرة التي قتلت المدنيين العزل في أسطول سفن الحرية الضائعة في متاهات القرارات الدولية ، ومتاهات البحر الأبيض المتوسط في المياه الدولية ؟؟ فاي ذنب ارتكبه هؤلاء المتضامنون الذين جاؤوا لنصرة المستضعفين في الأرض المقدسة من عشرات الدول بالعالم .

كسر الحصار الصهيوني فورا

وغني عن القول ، إنه يجب إنهاء الحصار الصهيوني الإجرامي الشامل المفروض على فلسطين المحتلة ، ورفع الحصار السياسي والاقتصادي والإغلاق العسكري الجائر يكون باستكمال المبادرة التي بادرت لها سفن أسطول الحرية ، لتكريمهم وتحقيق مبتغاهم في تحرير قطاع غزة من العذاب اليومي الصهيوني اللئيم ، فلتستكمل مسيرة أسطول الحرية بكسر الحصار عن غزة الأبية .

شهادة بإقبال لا إدبار وسط البحر الهادر

لقد استشهد متضامنون مع غزة هاشم الأبية ، وسط ظلم وظلام الصهيونية ، فكانوا مقلبين غير مدبرين غير آبهين بنيران وسياط الوحشية الصهيونية ، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، وتصاعد دخان بنادق تل أبيب الإرهابية في يوم التدخين العالمي ، فأين هي الإنسانية ؟ ومن هو الإرهابي يا ترى : تل ابيب الصهيونية أم سفن الإغاثة التركية ؟؟ وأين هي الفضيلة ونصرة المستضعفين والثكالى والأطفال المحاصرين دون وجه حق . إن الشعب الفلسطيني يتوق إلى التحرر والحرية والاستقلال الوطني ، وتكون له المنافذ البرية والبحرية والجوية مفتوحة أسوة بجميع شعوب العالم في مختلف القارات وراء البحار والمحيطات .

الحداد والاضراب في فلسطين الجريحة

وعلى الصعيد الفلسطيني ، لقد أعلنت الرئاسة الفلسطينية من مدينة رام الله الحداد العام وتنكيس الأعلام الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام . وفي فلسطين المحتلة عام 1948 أعلنت اللجنة العليا للجماهير العربية ، الاضراب الشامل يوم الثلاثاء 1 حزيران 2010 . ومن جانبها ، أعلنت الحكومة الفلسطينية بمركزها بمدينة غزة الاضراب العام في البلاد اليوم الاثنين 31 ايار 2010 . وأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الأبي ، سيخرجون يتضامنون مع المتضامنين معهم ، الذين قضوا شهداء وانتقلوا للرفيق الأعلى في أعلى عليين ، ومع الجرحى الذين أصابتهم وحشية السلاح الصهيوني البغيض ، ومع أسرى أسطول الحرية رغم السجن الكبير الذي يحتضنهم ليلا ونهارا ، بمساحته الصغيرة التي لا تتجاوز 363 كم2 ، وعدد المواطنين البالغ زهاء مليون ونصف مليون فلسطيني .

فهل ستنطلق المسيرات والمظاهرات الجماهيرية في فلسطين وشتى العواصم والمدن العالمية أمام السفارات والقنصليات الصهيونية . وذلك لنصرة شعب فلسطين عموما وأهل قطاع غزة خصوصا ، وتضامنا مع المتضامنين الدوليين الآتين من كل فج عميق لإغاثة المحاصرين والمعذبين في الأرض المقدسة دون وجه حق أو مبرر أو مستساغ قانوني أو سياسي أو اقتصادي .

أين النخوة والكرامة الإنسانية ؟؟!

لقد جاهد وسعى المتضامنون المدنيون الإغاثيون لنجدة قطاع غزة المحاصر ، بإقبال لا إدبار ، لفضح العنصرية الصهيونية ضد أهل البلاد الأصليين ، وتزويد المعذبين في أرض غزة هاشم بالأطعمة والأدوية ، وإعلاء كلمة الحق ، لأن كلمة الحق هي جهاد في سبيل الله الحي القيوم إلى يوم القيامة . فقد جاء في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 209) جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ قَالَ وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " .

ومهما يكن من أمر ، ذرفت دموع وسالت دماء إنسانية لتلاصق دماء وأنين وحبات عرق شعب فلسطين الندية ، وتجمهر أهالي قطاع غزة الأبية ، استقبالا لسفن التضامن والحرية ، ولكن بني صهيون كعادتهم يحبون سفك الدماء الطاهرة الزكية ، فاقتحموا ليلا سفن الإغاثة العالمية ، وسط المياه الدولية ، فقتلوا الشهداء وأصابوا عشرات الأفراد من سياسيين وبرلمانيين وإعلاميين وإنسانيين من المشاركين بسفن أسطول الحرية ، وأعلنت فلسطين الحداد العام والاضراب العام وسط أهل البرية ، وتناقلت وسائل الإعلام هذه الأنباء الطرية ، وتكاثرت الادانات والاستنكارات والتهويلات الكلامية ، العربية والإسلامية والعالمية ، والجريمة كانت مجزرة صهيونية ، ولا يهتم بني صهيون لهذا الواقعة الرئيسية ، فلكم الأجر والثواب الجزيل يا أيها الشهداء والجرحى وأهاليهم من رب البرية ، وليخسأ المهاجمون الوحوش في طائراتهم وبوارجهم البحرية ، ولن تثني الأسرى الجدد في معتقلات الصهاينة الحمقى الغبية ، فالسجون الصهيونية ستزيد عددا فوق أعداد أسرى فلسطين بلا حكمة ولا روية . فلا قرارات ولا إدانات أو استنكارات تنفع أهل غزة الأبية ، فلك المجد كل المجد يا سفن أسطول الحرية . يا من قدمت الشهداء والجرحى والأسرى على مذبح الحرية .. حرية فلسطين الأرض المقدسة العصية ، ورغم الاستيلاء الصهيوني وجر السفن المدنية ، إلى الموانئ الفلسطينية الأصل والمنشأ التي تديرها العصابات الصهيونية ، فإن المباردة الإنسانية كانت ضرورة حتمية ، لإعلان الثورة على الظالمين الطارئين اليهود في الموانئ الفلسطينية .. فترى ميناء أسدود الفلسطيني المحتل على الساحل الشرقي للبحر الأخضر سابقا ، والبحر الأبيض المتوسط حاليا ، يستقبل سفن أسطول الحرية .. وعيونه دامعة ويئن أنين الباكية المشتكية .. فيا أيها البحر الأبيض لقد غير أسمك بني صهيون باسم جديد هو البحر الأحمر الثاني من الدم الأحمر الزاكي ، وأعادوك لاسمك الماضي بحر الظلمات والوحشية الاستعبادية .. ولم يعد اسمك البحر الأخضر كما كنت تحب أن يطلق عليك في الجيوش والجحافل الإسلامية .. فلا الاستنكارات أو الادانات تنفع ولا الاستدعاءات الدبلوماسية أو البهرجات السياسية ولعلها تنفع وتجدي المقاطعات الاقتصادية الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية .. فلا الأسف الأمريكي من البيت الأبيض نقيض البحر الأبيض ينفع .. فما يجيب الصاع إلا الصاعين كما هي العادات الحربية المثلية .. فهل تتهيأ بعض الدول العربية والإقليمية لهذه المواجهات العسكرية القوية ..

انتفاضات سلمية .. انتفاضة بحرية .. مع إنتفاضة اقتصادية

بدأت في فلسطين انتفاضة اقتصادية في أيار 2010 ، كانتفاضة سلمية ، وتغطية واسعة من وسائل الإعلام الجماهيرية ، الطباعية والسماعية والبصرية ، وهذه الانتفاضات الجديدة ، يشارك بها جميع أفراد الشعب الفلسطيني في أرض الرباط الأبدية ، وتبعها انتفاضة السفن البحرية ، في 31 أيار 2010 ، بعد 62 عاما على نكبة فلسطين الكبرى ( 1948 – 2010 ) وفي مقدمتها انتفاضة أسطول الحرية ، من سفن إنسانية شتى ، جاءت لمواجهة حصار قطاع غزة من المافيات الصهيونية ، فاستشهد البعض وجرح البعض الآخر ووضع الصنف الثالث في الباستيلات والمعتقلات البربرية ورحل الصنف الرابع لبلاده من أبناء قوافل الإنسانية .. لقد تقدمت جميع السفن المدنية سفينة إمداد غذائي عثمانية تركية .. حنت لأمجادها العثمانية السوية .. وتداعت لنصرة الملهوفين في قطاع غزة وحملت على ظهورها المواد الغذائية و100 من المنازل المتنقلة السكنية .. لتعويض المواطنين الفلسطينيين الذين فقدوا بيوتهم في الهجمة العدوانية الصهيونية في كوانين 2008 و2009 فافترشوا الأرض وتلحفوا السماء وسط البرية .. ولا يعلم بحالهم إلا رب العالمين رازق البشر في البر والطير في السماء ولا ينسى من فضله أي مخلوق مهما تعاظمت الأوجاع والأمراض العصية .. فمرحى ثم مرحى لمنظمات الإغاثة التركية ..

انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا .. من الإرهابي يا ترى ؟؟

إن الشعب المسلم العربي في فلسطين ، هو شعب مضطهد ومظلوم في أرض وطنه ، وبهذا يتوجب إتباع الأمر النبوي الشريف لنصرته من أبناء أمته الوسطى في الوطن العربي الكبير ، والوطن الإسلامي الأكبر ، كما جاء في صحيح البخاري - (ج 21 / ص 283) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ " . وعلى الجانب الآخر ، ينبغي على الموالين للصهاينة في جميع أنحاء العالم الأخذ على أيدي قادة وجيش الكيان الصهيوني الإرهابي وردعه ومنعه من إرتكاب المجازر تلو المجازر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ، وضد الحملات الإغاثة الإنسانية الدولية ، ففي تزايد العدوان الإرهابي أصبح الكيان الصهيوني هو الإرهابي الأول بامتياز ؟؟؟

الانتقام الشعبي التركي قادم لا محالة

من نافلة القول ، إن الشعب المسلم التركي ، هو شعب حي ، وسينتقم من الأنذال القتلة الصهاينة الذين قتلوا بدم بارد 15 شهيدا وجرحوا من أبنائهم في أسطول سفن الحرية لقطاع غزة ، إن عاجلا أو آجلا ، وتكمن سهولة رد الفعل الشعبي التركي ، بوجود يهود من الدبلوماسيين والعسكريين والاقتصاديين والسياح في تركيا ، فعائلات الضحايا المسلمين الأتراك وغيرها ستأثر لأبنائها كما هو عادة المظلومين المسلمين الذين لا يرضون بالظلم والضيم وسيردون الصاع صاعين على أقل حد ، والأيام دول وماذا عسى ابنة صهيون أن تفعل آنذاك ؟؟؟ ستلملم جثث قتلاها وإنغدا لناظره قريب . فالمظلوم لا بد له أن ينتقم من جلاديه وظالميه ولو بعد حين من الدهر . وعلى الصعيد ذاته ، سيرى بنيامين نتانياهو وإيهود باراك وأفيغدور ليبرمان ، الذين أصدروا الأوامر بارتكاب المجزرة الجديدة ضد قافلة التضامن والنجدة الدولية لقطاع غزة ، ويلات العذاب الإلهي المقبل بصورة حتمية إن شاء الله العزيز الحكيم ، كما فعل الله شديد العقاب العزيز ذو انتقام بأرئيل شارون الرجيم صاحب المجازر الكبرى ضد المسلمين والعرب والفلسطينيين ، الذي لا زال تحت التغذية الصناعية والتنفس الصناعي منذ 4 / 1 / 2006 حتى تاريخ هذه المجزرة الصهيونية الرهيبة ، ويوم كتابة هذه السطور ( 31 / 5 / 2010 ) .

كلمة أخيرة

يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) }( القرآن الحكيم – آل عمران ) .

تحية وبليون تحية لأرواح الشهداء المتضامنين مع شعب فلسطين المحاصر والمعذب في الأرض ، من شتى الجنسيات والقارات ، وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بفلسطين المحتلة عام 1948 ، ولتفتح الموانئ الفلسطينية والمطارات الفلسطينية والمعابر البرية الفلسطينية للتواصل مع العالم بلا هرطقات وسفالات صهيونية ، بلا معوقات أو معيقات مهما كان نوعها أو شكلها ومهلا يا بني صهيون فالعقاب الشديد من رب العالمين فهو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين ويحكم بين مخلوقاته كافة بالعدل والسوية . ومصير الظالمين إلى زوال مهما تطاولت الاجراءات العسكرية الاستفزازية ..

فليرفع الحصار كاملا عن قطاع غزة ، وعن جميع أرض فلسطين ، ففلسطين أرض عربية إسلامية ، لا بد من نصرتها عاجلا أو آجلا . فمهما تمادى الباطل وأهل الباطل ففجر الحق والحرية آت لا محالة لا ريب فيه ، والله على كل شيء قدير .

فطوبى وألف طوبى ، لشهداء أسطول الحرية ، في يوم الحرية ، والله نسأل أن يدخلهم في الفردوس الأعلى في أعلى درجات الجنة ، وأن يتعافى الجرحى الذين نزفت دمائهم فاختلطت بمياه البحر الهادر قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .

ورحم الله الخليفة العباسي المسلم المعتصم بالله منطلقا من بغداد لعمورية حينما لبى نداء المرأة المكلومة واستغاثتها بكلمة واحدة ( وامعتصماه ) . ولكن في هذه الأيام تسمع أنات الثكالى والجريحات والمرضى والمحاصرين والمستضعفين والمعذبين في الأرض المقدسة .. ( واإسلاماه ) و ( واعرباه ) و( وانسانيتاه ) ولكن لا مجيب إلا رب العالمين ولو بعد حين .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الاثنين، 24 مايو 2010

وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى .. المتبرجة الأمريكية ريما حسين الفقيه .. ملكة جمال نفسها

وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ..

المتبرجة الأمريكية ريما حسين الفقيه .. ملكة جمال نفسها

د. كمال إبراهيم علاونه

أستاذ العلوم السياسية

الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )

نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) }( القرآن المجيد – النور ) .

وجاء في مسند أحمد - (ج 14 / ص 324) قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنْ الْأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ " .

استهلال

بدأ الحديث الاجتماعي والسياسي والإعلاني عن جمال الفتاة ريما حسين الفقيه ، الفتاة الأمريكية الجنسية ، اللبنانية الأصل والمنشأ ، بعد فوزها بما يسمى ( ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية ) لعام 2010 . وظهرت الفتاة ريما الفقيه مكشوفة الصدر والرأس والرجلين ، ولم يتوارى من جسدها سوى القليل القليل ، ويتفاخر البعض الأجوف والأهبل بهذا الفوز المؤزر ؟؟ فهل يا ترى إن جرجرة الشباب والفتيات من بلاد العرب يمنحهم أعلى الرتب بهذه البساطة والصورة الفجة ، لتشويه الإسلام والعرب بهذه الطريقة السخيفة ؟؟؟ ما لكم كيف تحكمون ؟؟؟ هل التبرج وإظهار المفاتن والوقوف لساعات أمام الفاحصين والمنبشين والمتفرجين يستحق هذا الإعلام الفاضح غير الناصح لهذه الفتاة المتبرجة ، التي نسأل الله لها أن تتوب توبة نصوحا ، وتترك هذه السفاهات والخزعبلات ، وتعود لصوابها ، فالتبرج لا ولم ولن يعطيها لقب الملكة ، بهذه الطريقة المدمرة لها ولأسرتها ، ويلحق الأذى بالشعب اللبناني المجاهد ضد الاحتلال الصهيوني والإمبريالية العالمية . وخاصة أن هذه الفتاة هي من جبل عامل بجنوب لبنان الصامد الذي دحر العدوان الصهيوني أكثر من مرة .

أيتها الشابة اليافعة ( ريما الفقيه ) .. وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

يقول الله الحي القيوم جل ثناؤه : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)}( القرآن العظيم – الأحزاب ) .

لا تركبى أحابيل ومتاهات الشيطان الرجيم ، إبليس اللعين ، وعودي إلى رشدك وصوابك ، قبل فوات الأوان ، وكوني من اللبنانيات الصابرات المرابطات العربيات المسلمات بحق وحقيق ، فلا يشرف أي عربي أو مسلم غيور على بلاده أو دينه ، أن تكوني أمريكية الجنسية وتنالي هذه الحظوة البائسة في زمهرير الولايات المتحدة التي تعجن يوميا عشرات القتلى المسلمين بطائراتها بطيار وبلا طيار ، وتدك بنيران دباباتها وبوارجها الحربية وأسلحتها الفتاكة أجساد الأطفال والنساء العربيات والمسلمات في الأرض المقدسة أو أرض الرافدين الأبية ، والعراق وأفغانستان وغيرها من بلدان الوطن العربي الكبير أو الوطن الإسلامي الأكبر .

الفتاة المغرر بها في أمريكا الاستعمارية ريما الفقيه .. لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا

أما سمعت بالحديث النبوي الشريف ، كما جاء بصحيح مسلم - (ج 11 / ص 59) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا " .

أما وقد كشفت جسدك الأسمر لغير محارمك وعبر وسائل الإعلام المتنوعة المطبوعة والمسموعة والمرئية والانتر نت ، فقد ارتكبت حماقة كبرى ، وإنضممت لمهالك الردى ، عن سبق الإصرار والترصد علما بأنك فتاة بالغة سن الرشد حيث تبلغين 24 ربيعا ، فلماذا هذا التردي في الأخلاق والاستعراض الاحتفالي بجسدك النحيل . لماذا لحقت بسابقتك في الإثم ( هيفاء وهبي – شقيقة أحد أعضاء حركة أمل ) وهي الفتاة المتبرجة العربية الجنوبية التي أصابها مس من الجنون والهوس الأخلاقي ، فراحت تغدو وتروح بلا حسيب أو رقيب ، لم يكن ينتظر أبطال المقاومة الإسلامية اللبنانية أن تطعنيهم في الظهر بهذه الصورة المفاجئة والكئيبة ؟؟ فلماذا إخترت هذا الطريق المعوج وحدت عن الطريق الصواب يا ترى ؟ هل هي بضع دولارات بخسة أغرتك ؟؟ أم أنك إنضممت لشلة المافيا الإجرامية السفيهة ، والمهرجات والمهرجين في بلاد العم سام ، وغرر بك يا ابنة العرب والمسلمين ؟ أما وقد سلكت هذا الطريق الأثيم فإنك خرجت بل أخرجت نفسك عنوة من الأحضان العربية الأصلية ، ذات الجذور الإسلامية المتينة الراسخة كجبال عامل في جنوب لبنان .

فماذا تقولي يا ريما الفقيه غير الفقيهة ، لأقاربك بحزب الله المقاوم ضد العدوان الصهيوني ؟ هل تقولين لهم : لكم طريقكم ولك طريق ؟؟ ولماذا هذا التنكر للأصول التليدة ؟؟ وأي طريق هذه الطريق الوعرة المسالك وسط جبالك بين العرب ؟؟؟ ثم يا ريما الفقية : أين أنت من ولاية الفقية ؟؟؟ فيا حفيدة الفقية غير الفقيهة بالولايات المتحدة السافرة العارية غير الأنيقة لم إرتددتي عن الدين الإسلامي القويم ؟؟ ونزلت في أسفل سافلين بإرادتك غير المستقيمة ؟؟؟

هل تعتقدين يا ريما الفقيه أنك إذا ما انتقلت من ملكة جمال المغتربين إلى ملكة جمال الولايات المتحدة فإنك أحرزت التفوق الجسدي بشكل عظيم ؟ فتبا لهذا النوع من ملكات الجمال ؟ فالجمال الحقيقي السرمدي الأبدي هو جمال القلب والعقل والدين واليقين والابتعاد عن الفاسقين والظالمين والمتاجرين بأجساد الفتيات ، كنوع من تجارة الرقيق بصورة جدية وجنسية عصرية فاتنة مخيفة ومرعبة كل الرعب من هذا الإنحلال الخلاقي السافل ؟؟؟

الحشر الأصغر والحشر الأكبر ..

ريما الفقيه ، هل تعتقدين أنك سددت ضربة موجعة للعهر الأمريكي وسابقتيه في عقر داره وسبقتيه ؟؟ لقد أخطأت المرمى والهدف ، وأخطأت الحكم باستعراضك الفاتن غير الحميد أو المجيد ، فأصبحت الألسن تلوك قصتك وتشكك في مخمليتك وعنجهيتك وأنوثتك البريئة ؟

لقد حشروك بيوم الحشر الصغير ، ونسيت يوم الحشر الأعظم يوم القيامة ، فأغروك شياطين الإنس ، بالمشاركة بما يسمى عهرا وسكرا بمسابقة ( ملكة جمال الولايات المتحدة ) ثم نشروا لك الصور عبر شبكة الانتر نت للدعاية ضدك كونك رقصت عارية أو شبه عارية من الثياب والأخلاق ؟؟ بمسابقة الرقص المثير بعنوان ( STRIER 101 ( لم هذا الانزلاق الخطير إلى هاوية الطريق الضيق ؟؟ وهل تذكرين استجوابك الإعلاني لتأييد التامين الصحي لدعم حبوب منع الحمل بدعاوى أنها أدوية باهظة الثمن !!! فهل يا ترى ستؤيدين موانع الحمل الطبية بعد الزواج الشرعي أم قبله أم كليهما ، كما هو متعارف عليه في بلاد فاحشة الزنا الأمريكية ، فهؤلاء الزنادقة الذين شجعوك على الاستعراض الجسدي المبني على الفتن والفتنة البدنية والروحية مثلهم مثل الشياطين التي تؤزهم أزا ، كما يقول الله العلي العظيم جل شأنه : { كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)}( القرآن المبين – الحشر ) . وبهذا لا نريد منك إلا جوابا واحدا وحيدا لا ثاني له ، وهو التوبة النصوح والاقلاع عن هذه المسابقات السافلة التي تنزل من كرامة المرء وتنتقص من إحترام الإنسان وقيمته الإنسانية ، وتهوى به في مهالك العبودية للجسد والمال الفاني .

ريما الفقيه .. MISS U S A .. الجنوب اللبناني يناديك

، ابنة صريفا الجنوبية اللبنانية ، على بعد 20 كم عن مدينة صور ، المهاجرة العربية التي تعيش مع والديها في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأمريكية ، لتضحكي قليلا ولتبكي كثيرا على نفسك ونهايتك غير السعيدة إن بقيت على هذا الحال وهذا المنوال الخاطئ ، إنصرفي وأصرفي نفسك عن هذه الرذائل والموبقات ، إنك لن تكوني جميلة الأمريكيات ، أو ملكة جمال عرش الأمريكيات ، ولن تكوني ملكة جمال الكون ( جملية الجملات ) ولا تزهي بباقة الورد الصغيرة التي حزت عليها ، فلن تقدري أن تغيري الصورة السلبية النمطية عن العرب في أمريكا والعالم ، كما تزعمين وتحلمين ، فرحم الله أمرئ عرف قدر نفسه ، فالملكة عادة يكون لها زوجها الملك ، وأنت لا رابط ديني أو زواجي لك ، فأنت فقط ريما الفقية لا أكثر ولا أقل .. لأن الأمريكيات يحاربن في جيوش العدوان الأمريكية على العالم ، ويعلمن أبنائهن على الحرب الضروس ضد كل ما هو أجنبي ، عنصرية وقبلية وعشائرية وقومية نتنة ، وليس لديهن المتسع من الوقت لاستعراض أجسادهن الثخينة أو الرفيعة أو بشرتهن البيضاء أو السوداء أو الملونة أمام معارض الأزياء النسائية اللحمية وآخر أزياء الموديلات ..

وليس الإسلام العظيم .. مثل كازينو ومنتجع بلانيت هوليوود

ولتعلمي يا ريما حسين الفقيه المغرر بك ، وربما المغرورة بنفسك أيضا إن لم ترتدعي ذاتيا بذاتك ، إن المعايير الإسلامية لقياس نبوغ الفتاة أو المرأة المسلم ليست هي المعايير ذاتها التي تقاس بها الفتاة الغربية عامة والأمريكية خاصة ، فمقاييسنا ومعاييرنا العربية الأصيلة والإسلامية الفاضلة تختلف تمام الإختلاف .. هل تعتقدين أن كازينو ومنتجع ( بلانيت هوليوود ) في لاس فيغاس بولاية نيفادا الأمريكية في 16 ايار – مايو 2010 ، لاختيار جميلة الجميلات ، أو حوبة الحوبات ، الجر والجريرة ، لتنافسي 51 فتاة أمريكية أخرى ، فلا تزعمي أنك تحملين التراث الإسلامي واللبناني في أصولك ، فقد فقعت ريحتك النتنة ، فلا جمال لها ولم تراعي إنسانية الإنسان أو إسلامية البناء والبنيان العظيم . لقد قلت أنك ( فتاة أمريكية .. ولأكون واضحة مع الجميع ، عائلتي تأتي من خلفيات متعددة وديانات متعددة أيضا ) . وبعد رقصة غريبة عجيبة مارستيها في ناد للتعري ، بدتريوت اثرت جدلا حول ديانتك المسلمة ، فلماذا هذا التناقض في أقوالك وأقوالهم ، إنك لن تمثلي الإسلام بأي حال من الأحوال وأدخلت نفسك وعائلتك وبعض أبناء طائفتك الشيعية وشعبك في متاهات وأنفاق مظلمة لا داعي لها لقاء بهرجة إعلامية سرعان ما تزول وتزال وتذوى بلا أثر حقيقي ، من التاريخ البشري الحضاري العظيم .

لقد دخلت يا ريما الفقيه في عصر الظلام العصري الأمريكي الجديد ، فكنت كاسية عارية ، من اللباس والدين ، إلا إذا تبت وإلتحقت بقافلة الأبرار الطيبين ، من المؤمنات المحسنات التقيات لا الفاجرات المارقات ، ونبذت كل الهرطقات والابتذال اللعين .

نداء إنساني شامل ..

وهذا نداء إنساني وديني محلي وعربي وإسلامي وإقليمي وعالمي ، وتحذير برهاني من مغبة الاستمرار في لصق تهمة وصفة الإسلام والعروبة بريما الفقية ، فهي كما تقول أمريكية ، ومن ديانات متعددة ، وهذا اعتراف صريح بلسانها ، فليست هكذا هن الفتيات المسلمات يا ريما ؟

ولتغني لك فيروز ( ريما ريما الحندقة شعرك ليس ناعم ولا منقى ) . ولن تكوني يا ريما الفقيه غير الفقيهة ، كحورية عين جميلة كل الجمال ، أو بيضاء ناصعة البياض ، مع الاحترام لجميع ألوان الجسد الإنساني الذي خلقه البارئ الخالق عز وجل .

الجمال المزعوم وجماعة موجو .. والصهيونية والإمبريالية الأمريكية

وماذا يا ريما الفقيه لو لاحقوك ونزعوا منك اللقب غير المبجل ( ملكة جمال الولايات المتحدة ) كما هو موقع ( موجو ) على الانتر نت باتهامك ممارسة الرقص العاري ، ووصفك غيرهم بأنك ( ملكة جمال الإرهاب – بدعاوى مولدك بجبل عامل اللبناني الجنوبي ) ، لأن ولادتك بجنوب لبنان ، وعلق بعضهم صورك بجانب صور حزب الله اللبناني الكريم ، لوجود تشابه بين أسماء عائلتك وأسماء مسؤولين كبار بحزب الله المقاوم والمناهض للكيان الصهيوني المصطنع في الأرض الفلسطينية المباركة ، ولأن شيمتك الرقص الخلاعي ، الذي نلت عليه جائزة مسابقة افضل راقصة ، بنصف عارية ، وأنت تلبسين الشورت القصير فوق البكيني ، لفوق الركبة لشبرين بالأصابع الطويلة غير القصيرة كما أفادت بعض وكالات الأنباء التي نشرت لك الصور الفاضحة . وسبق وان سحب اللقب غير الجمالي ( ملكة جمال الولايات المتحدة عام 2007 من كيتي ريز ) بعد ظهور صور مثيرة لها على الانتر نت ، فحالها ليس بأحسن من حالك فالتغرير واحد والشيطنة ملتها واحدة خبيثة عنصرية وصهيونية وإمبريالية ماكرة ، وتوقع الفتيات بأحابيل شيطانية ممهورة بالإعلام السخيف والجريح ثم تنزع البهرجة والفرحة الغبية المصطعنة عنها لتلقى بها في أسفل سافلين .

وزعم رجال الأعمال السفيه الديوث ( دونالب ترامب ) الذي ينظم ويملك تنظيم ملكة جمال الكون وملكة جمال الولايات المتحدة في الآن ذاته ، لوكالة ( أن بي سي ) أن ريما الفقيه ستشارك في ملكة جمال الكون ، وذلك للترويج لهذه القناة الإعلامية الخبيثة ايضا على حساب الفتاة ريما المسكينة .

كلمة أخيرة

يقول الله العلي العظيم عز وجل : { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)}( القرآن الحكيم – الأحزاب ) .

أخواتي العربيات المسلمات الماجدات ، حافظن على مسيرة الإسلام العظيم ، ولا تنزلن لمهاوى الهوى والردى البغيض ، ولا تخضن ولا تملن كل الميل أو جزءا منه نحو التعري بل كن مسلمات مؤمنات تقيات تائبات مستغفرات تنلن نعيم الدنيا والآخرة ، وتنلن الفوز العظيم بجوائز رب العالمين في جنات الخلود ، في جنات النعيم المقيم والمأوى والفردوس الأعلى . وطبن نفسا ، وأزهدن في هذه الحياة الدنيا الفانية ، لأن المآل والنهاية هي الوصول للقبر ، فأتقين عذاب القبر وعذاب جهنم ، وكن صادقات الوعد لتنلن الأجر العظيم من رب العالمين بيوم الدين والحساب النهائي الختامي .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

السبت، 22 مايو 2010

جواز السفر الفلسطيني .. أزمة البلاد والعباد

جواز السفر الفلسطيني .. أزمة البلاد والعباد



د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}( القرآن المجيد – الحجرات ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 13 / ص 212) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ " .

استهلال

جواز السفر الفلسطيني ، وما أدراك ما جواز السفر الفلسطيني ؟؟!

بعد نكبة فلسطين الكبرى عام 1948 ، والتهجير الإجباري الصهيوني لنحو مليون فلسطيني ، توزع الشعب العربي المسلم في الأرض المقدسة ، على ثلاثة مناطق متقاربة جغرافيا ولكنها متباعدة سياسيا ، فخضعت مناطق الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني للكيان الصهيوني ، وألحقت الضفة الغربية بالأردن ، وألحق قطاع غزة بمصر في ثلاثية سياسية غير مسبوقة . وترتب على هذا التشرذم الجغرافي الفلسطيني إنقسام سياسي قسري لأهل البلاد الأصليين على ثلاث فئات : مواطنين ونازحين ثم لاجئين ، فالمواطن هو من بقي في وطنه ، والنازح هو من أجبر بفعل الإرهاب الصهيوني على ترك بيته في القرية أو المدينة وقطن في قرية أو مدينة فلسطينية أخرى ، ضمن إطار الجغرافية السياسية الفلسطينية ، واللاجئ هو من لجأ لبلاد غير بلاده طواعية أو قسريا كما حدث بفعل وحشية العصابات الصهيونية . وقد خرح مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين ، وإن كان الأجدى أن يسموا نازحين أيضا ، إن كنا نعتبر أنفسنا بالوطن العربي الكبير ، والشعب العربي العظيم ، ففلسطين جزء من الوطن العربي الكبير وشعبها جزء من الشعب العربي المسلم . وكتحصيل حاصل أضطر أهل فلسطين الصامدين والمهاجرين لأخذ بطاقات وثائق سفر أو جوازات سفر في هذه الدولة العربية أو تلك أو أضطروا للتجنس والتجنيس بجنسيات أجنبية أوروبية أو أمريكية شمالية أو جنوبية أو آسيوية أو استرالية أو إفريقية فأصبح الشعب الفلسطيني والحالة المزرية هذه شعبا عالميا بكل معنى الكلمة . فقد منح المواطنون في الضفة الغربية وهي الوسط الشرقي من فلسطين ، جواز السفر الأردني بعد الإعلان عن المملكة الأردنية الهاشمية ، كمواطنين عن طيب خاطر مما مكنهم التحرك بحرية عبر الحدود ونيل الاحترام في المطارات الجوية والموانئ البحرية والحدود البرية . وأجبر المواطنون الفلسطينيون في الكيان الصهيوني على قبول التابعية الإسرائيلية ( جواز سفر إسرائيلي - لاسباسية ) رغم أنهم فلسطينيين وليسوا إسرائيليين ، وعبارة ( دولة إسرائيل ) هي عبارة مزيفة ومزورة للتاريخ الجغرافي والسياسي والديموغرافي . وفي قطاع غزة حصل المواطنون على وثيقة سفر فلسطينية – من جمهورية مصر العربية مما شكل لهم إرباكا وملاحقة حدودية دولية . وفي لبنان حصل اللاجئون الفلسطينيون على وثيقة سفر فلسطينية – الجمهورية اللبنانية ، وفي العراق حصل اللاجئون الفلسطينيون على وثيقة سفر فلسطينية – الجمهورية العراقية وفي سوريا حصل الفلسطينيون على وثيقة سفر فلسطينية – الجمهورية العربية السورية وهكذا . وهناك مواطنون فلسطينيون نالوا جوازات سفر عربية وخاصة قيادات وعناصر الثورة الفلسطينية بالخارج ، كجوازات سفر جزائرية أو يمنية أو سودانية ، كما حصل البعض الاخر على جنسيات عربية أو أجنبية أخرى حسب طبيعة الحال والأمال والمآل والمال .



وبعد قيام السلطة الفلسطينية فوق جزء من أرض الوطن ، عام 1994 ، بفترة معينة ، في فلسطين المباركة ، اتفق الجانبان الفلسطيني والصهيوني برعاية دولية وخاصة أمريكية ، على منح سكان الضفة الغربية وقطاع غزة ( جواز السفر الفلسطيني ) ذو اللون الأخضر للمواطنين العاديين ، وذو اللون الأحمر للدبلوماسيين والقيادات العليا السياسية والاقتصادية والأمنية ، وهذا الجواز الفلسطيني المفترض هو فعليا وعمليا عبارة عن وثيقة سفر جديدة ولا يحمل طبيعة ومغزى جواز السفر الا الاسم ، فحامله رغم إعتراف عشرات الدول العربية والإسلامية والأجنبية به ملاحق أينما كان خارج فلسطين ، ويجري وضع العراقيل أمامه وخلفه كلما أراد التنقل برا أو بحرا أو جوا ، في عشرات الدول العربية والأجنبية ، وكأن حامل ( جواز السفر الفلسطيني ) إرهابيا عالميا يجب صده ومناكفته ، وملاحقته والتنكيل به نفسيا وسياسيا وأحيانا جسديا . وعلى أرض الواقع ، نحن كفلسطينيين عرب مسلمين ، نضطر للحصول على جواز السفر الفلسطيني للتنقل بين الحدود العربية والدولية ، وتحترم بعض الدول العربية جواز السفر الفلسطيني في مناسبات معينة ، كالسعودية التي تستلزم من الفلسطينيين الحصول على جواز سفر فلسطيني لتأدية فريضة الحج ومناسك العمرة ، وهو أمر لا غبار عليه ، وهناك بعض الدول العربية ( الشقيقة ) ، التي تمنع المتحصلين على جواز سفر فلسطيني من دخول أراضيها أو العمل في دوائرها ، كالكويت ولبنان على سبيل المثال لا الحصر وغيرها من الدول ، وهناك بعض الدول الشقيقة التي تحترم جواز السفر الفلسطيني للزيارة فقط كالبحرين وقطر والإمارات العربية واليمن ، وهناك بعض الدول العربية كمصر التي تحجز حامل جواز السفر الفلسطيني في المطار والمعابر البرية وتضعه في مصاف القمع والإرهاب وتجعل أمره في تباب ؟!! بينما يتم استقبال الأجانب الغربيين والأمريكيين ويهود فلسطين المحتلة بالترحاب .. وهناك بعض الدول التي تعقد عملية الحصول على فيزا على جواز السفر الفلسطيني .. وهناك .. وهناك .. ؟؟ وبهذا فقد انقسمت الدول العربية والإسلامية على نفسها في هذا المجال ، وفضل أهل الضفة الغربية الحصول على جواز السفر الأردني رغم المعاناة في الحصول عليه أحيانا جراء مشاق السفر والمراجعة الأمنية والتكاليف المالية الباهظة وما إلى ذلك ، وذلك للتنقل والدراسة والعمل والزيارة في شتى البلدان العربية والأجنبية ، وتأدية مناسك العمرة الإسلامية إنطلاقا من الأردن لمكة المكرمة بالديار الحجازية المقدسة ، لإراحة البدن والأعصاب علما بأن عشرات الآلاف منهم يحوزون على جواز السفر الفلسطيني ويقتربون منه تمام الاقتراب .


وأما في الدول الأجنبية في مختلف قارات العالم ، فيعترف بعضها بجواز السفر الفلسطيني وتحترمه ولكن الأجهزة الأمنية فيها تراقب هذا الفلسطيني في الذهاب والإياب وتضعه على ( قائمة الإرهاب ) وهي بذلك تمارس بحقه الإرهاب تلو الإرهاب !!! وتجعله يعيش حالة من الهلع والخراب .. فأي تخريب وخراب هذا الذي يمارس بحق الفلسطيني في الجيئة والذهاب ؟!!



وعلى الصعيد ذاته ، دخلت تركيا مؤخرا على قضية جواز السفر الفلسطيني ، فبدأت بعض الكتابات الإعلامية والمطالبات والسجالات السياسية من ثنايا حزب العدالة والتنمية الحكومي الحاكم في تركيا ، تروج لضرورة التدخل التركي ( العثماني ) لرفع العذاب الشديد عن أصحاب جواز السفر الفلسطيني ، وإمكانية منح جواز سفر تركي للفلسطيني الذي يرغب بذلك ، كون فلسطين كانت ولاية عثمانية قبل الاحتلال البريطاني لها إبان الحرب العالمية الأولى عام 1917 . وذلك اسوة بجزيرة قبرص التركية الشمالية التي تعتبر جزءا من البلاد التركية العثمانية السابقة .
على أي حال ، في ظل هذا الخلط والاختلاط في الرؤى والأنساب ، والتباين في جوازات السفر لأبناء الشعب المسلم العربي الفلسطيني ، في الأرض المقدسة ، فإن المواطن الفلسطيني في فلسطين المحتلة عام 1948 ، والضفة الغربية وقطاع غزة ، والنازح الفلسطيني في الضفة والقطاع واللاجئ الفلسطيني في الدول العربية والأجنبية ، يعيشون في حالة معاناة مستمرة وإغتراب ، فأوصالهم ممزقة للعمل والدراسة والزيارة والعبادة من الأهل والأصحاب والأصدقاء والأحباب ..
على العموم ، إن عملية الحصول على جواز السفر الفلسطيني ، كانت صعبة جدا تستغرق ما بين الأسبوعين والشهر أو أكثر ، بسبب الإصدار الوحيد في مدينة غزة ، ثم تحولت لمسألة سهلة المنال ، ويستطيع كل مواطن فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة ، الحصول على جواز سفر جديد أو تجديد القديم في غضون ساعات ، فتقدم المعاملة الثبوتية المكتملة ، وفي آخر الدوام بوزارة الداخلية الفلسطينية يتحصل مقدم الطلب على جواز السفر الفلسطيني المطلوب ، ويكلف حوالي 50 دينارا أردنيا مع أجرة المعاملات والطوابع والصور وخلافها . وللعلم فإن جواز السفر الفلسطيني يحمل رقم بطاقة الهوية الشخصية الفلسطينية ، على غير المعتاد في جميع الدول في العالم ، حيث يحمل كل جواز سفر رقما خاصا ، وتحمل بطاقة الهوية الشخصية رقما خاصا غيره ، وفترة صلاحية جواز السفر الفلسطيني أصبحت منذ عام 2009 لمدة خمس سنوات بدلا من ثلاث سنوات كما كانت سابقا ، وتم تغيير لون جواز السفر العادي من اللون الأخضر إلى اللون الأسود . وتصدر ثلاث مديريات تابعة لوزارة الداخلية في الضفة الغربية جوازات السفر الفلسطينية في اليوم ذاته ، وهي مديريات رام الله ونابلس والخليل . وأما في قطاع غزة فالأمر مختلف حيث يلاقي المواطنون بعض الصعوبات في إصدار جواز السفر للمواطن الفلسطيني خاصة بعد حالة الانقسام السائدة بين حركتي فتح وحماس وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة منذ 14 حزيران 2007 حتى الآن وفشل المصالحة الوطنية بين الحركتين ، توأم فلسطين ، حتى الآن .
ويمكننا القول ، حسب المعطيات الأمنية والسياسية فإن جواز السفر الفلسطيني هو مراقب صهيونيا عبر الحواسيب المركزية المفتوحة بين الإرتباط الفلسطيني – الصهيوني في البلاد . فالجانب الصهيوني يعلم عن جواز السفر الفلسطيني ، بكل التفاصيل والمعلومات الشخصية عبر الحاسوب المركزي المشترك ، بين وزارتي الداخلية الفلسطينية والصهيونية ، ويحتاج كل من يتحصل على جواز سفر فلسطيني فترة قد تستغرق ما بين أسبوع وعشرة أيام ليتمكن من الخروج على الجواز الفلسطيني لاستكمال عملية برمجته ووضعه على الحاسوب الصهيوني على معبر الكرامة مثلا على الحدود الفلسطينية – الأردنية ، شرق فلسطين . مما يضطر بعض الفلسطينيين المسافرين المستعجلين لاستخدام جواز السفر الأردني وتعبئة تصريح خروج أو زيارة بقيمة 50 شيكل إسرائيلي ، ثم تعبئة الورقة الخضراء الأردنية ، للذهاب للأردن أو خارجها باستخدام أحد جوازي السفر الفلسطيني أو الأردني . ويمكن أن يكون الفلسطيني حائزا على جواز سفر فلسطيني وآخر أردني لتسهيل التنقل والمعاملات في الدول العربية والأجنبية .

السفر قطعة من العذاب .. وجواز السفر الفلسطيني عذاب مضاعف للسفر

يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37)}( القرآن الحكيم – النساء ) . والصاحب الجنب الغريب في السفر . فيسروا ولا تعسروا وكونوا عباد الله إخوانا .

يلجأ الفلسطيني لاستعمال جواز السفر .. للتنقل بين البداوة والحضر .. فيشق عنان السماء ويسير بالمركبات والقطارات البرية ويخوض عباب البحر .. وذلك رغم أن السفر قطعة من العذاب ، أو العذاب قطعة من السفر .. فعذاب التنقل ترهق الإنسان منذ عصر البداية والحديد والحجر .. ولا زالت الحياة تستفز المواطن الفلسطيني في الجيئة والذهاب بين قطر وقطر .. فمرحى للعمل والتعليم والزيارة والعلاج بين الأردن ومصر .. ولكن بعض الأعراب والعربان لا يجعلون الطمأنينة تسقر في أوصال الفلسطيني في حالة طلبه السفر .. فالسفر يعني النكد والتبذير والهدر .. فيا مالك يوم الدين هون على الشعب الفلسطيني المسلم المرابط على الثغور وليس كغيره من شعوب البشر .. فسلام ربي وصلاته على الهادي محمد رسول الله المصطفى حين دعا لتطبيق الطلب الإلهي من شد الرحال للمساجد الثلاثة وأمر بالعمرة والحج لبيت الله الحرام رغم مشاق السفر .. ولكن يا حبيبي يا رسول الله المفدى ، لقد أعلمك ربنا وأبلغتنا كيف يضاعف ثواب الذي يشد الرحال وما يناله من الأجر .. الأجر الرباني العظيم المضاعف للعبادة والصوم وتأدية المشاعر والمناسك وقيام صلاة الليل والاستغفار وقت السحر ..

الأوراق الثبوتية لاستخراج جواز السفر الفلسطيني

أصدرت وزارة الداخلية الفلسطينية منذ عام 1994 حتى ايار 2010 أكثر من 2 مليون جواز سفر فلسطيني . وكانت تصدر هذه الجوازات الفلسطينية من غزة فقط ، ثم تم إصداره من مديرية الداخلية بمدينة رام الله عام 2007 ، ثم جرى إصداره من مديريات الداخلية في كل من نابلس والخليل عام 2008 لتصبح 4 مكاتب لإصدار جواز السفر الفلسطيني . ويلزم من المواطن الفلسطيني لاستخراج جواز سفر جديد : شهادة ميلاد أصلية أو صورة مصدقة عنها ، 2 صورة عن بطاقة الهوية الشخصية ، 4 صور شخصية ( خلفيتها زرقاء ) ، وشهادة المهنة . وللتجديد يضاف للأوراق الثبوتية السابقة إحضار جواز السفر القديم ولا داعي لشهادة الولادة . هذا بالإضافة على دفع الرسوم الطوابع المالية ( 35 دينار أردني ) والتصوير وكتابة المعاملة الخاصة بذلك ليرتفع ثمنها كاملة بحوالي 50 دينار أردني .


جواز السفر الفلسطيني .. والمعاناة المالية والنفسية الكثيرة

لقد فرض على الشعب الفلسطيني ، جواز للسفر فوق رغبته وطاقته ، حيث يتحتم على جميع أفراد العائلة المسافرة الحصول على جواز سفر ، كل على حدة ، ولا يسمح بإضافة المرافقين بجواز السفر الفلسطيني العتيد ، كبقية جوازات العالم ، فالرضيع الفلسطيني الذي عمره يوم واحد يجب استخراج جواز سفر له ، خاص به ، ولا يجوز اشتراكه بجواز سفر أحد والديه ، الأم أو الأب ؟؟؟ فيا لها من معاناة نفسية واجتماعية مريرة وتكاليف مالية غير يسيرة ، خاصة للعائلات من ذوي الأفراد الكثيرة ، وليست لديها الأموال الوفيرة ، فبأي جريرة ترتكب هذه الجريرة من فعل الاحتلال الصهيوني والرعاية الدولية الظهيرة ، فنريد جواز سفر فلسطيي حقيقي يقينا التفتيشات الحقيرة والاستفزازات الجهيرة ..
فجواز السفر الفلسطيني .. وما أدراك ما جواز السفر الفلسطيني ؟؟ فليس مهما إن كان لونه الأحمر أو الأسود أو البني أو الأزرق .. ونتمنى من الله كل الأماني والتمني .. أن ينجينا من عذابات السفر والتنقل والانتقال البري والبحري والجوي .. فقد تفلت الأعصاب وتخلو الجياب من المال ولا فائدة للصبر والتأني .. فيها أيها الجواز كم انتظرناك ولكنك جئت بطريقة مفاجئة لا خطرت على البال والعقل واللب والقلب من هذا التجني .. تجني الاحتلال الأجنبي ، والرعاية الدولية التي تعامل الفلسطيني وكأنه ليس من عالم الإنسان بل من العالم الجني .. فهذا الوضع يغضبني ويرهقني ويقتلني ولا يرضيني .. فمهلا يا بني وطني ويا ربعي ويا بني شعبي الأبي .. فستنالون كل ما تبغونه عاجلا أو آجلا رغم الطغاة البغاة في الأرض المقدسة ولو طالت حلكة سواد الليل الجهنمي .. فصبرا يا آل فلسطين الميامين ، فالنصر موعدكم في الحرية والاستقلال الوطني ..

تقصير العبادة في السفر .. السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ

جاء في صحيح البخاري - (ج 6 / ص 319) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ " .

من رحمة الله لعبادة المؤمنين ، تقصير العبادات وتمكين الجمع بين صلاتي الظهر والعصر ، والجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في وقت التنقل والسفر ، وإباحة تأجيل بعض العبادات كالإفطار أيام بالمرض والرحيل والترحال بشهر الصوم المقدس بوقت التنقل البعيد ومعاناة السفر .. والانتقال من حضر إلى حضر ، فما بال الأعراب والعرب والأجانب يعذبون الفلسطينيين في السفر .. فلا تشفع لهم وريقات صغيرة أو ما يطلق عليه جواز السفر .. فالجواز يعني الموافقة يا بني البشر .. فثمة عذاب تلو عذاب في شد الرحال والتنقل بين مصر ومصر ، فأنصحكم بأن تقرؤا جميع سور القرآن المجيد وخاصة سورة الزمر .. لتعرفوا وتتذكروا نهاية الإنسان في هذه الحياة ، وتتجنوا عذاب سقر .. فاعتبروا يا أولي الألباب قبل أن تدخلوا في سقر وما أدراكم ما سقر .. لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر .. فساق الله على أيام زمان يوم كان يتنقل الناس في البراري والصحاري وينامون ليلا ونهارا للراحة والتقاط الأنفاس تحت الشجر .. فلا هم ولا فيزا دخول ولا ملاحقة أمنية ولا جواز سفر ..

جواز السفر الفلسطيني .. والاستهزاء العربي المبين

يا أيها العرب والمسلمون لم الاستهزاء والاستخفاف بجواز السفر الفلسطيني المبين .. فكان الأمل والرجاء أن يغدو ويذهب الفلسطيني في وطنه العربي الكبير والوطن الإسلامي الأكبر بالاحترام والاستقبال الرصين .. بلا فيزا أو ملاحقة أو استفزاز لعين .. لقد بدلتم الحسنات بالسيئات فما لكم تستفزون أهل المرابطة والثبات المتين ؟؟؟ .. لقد إنقلبتم على أعقابكم تائهين .. فحامل جواز السفر هو مواطن عربي مسلم مثلكم فلماذا هذا المكر والخبث والحقد الدفين .. بدلوا معاملتكم نحو الحسنى مع هذا الفلسطيني الصابر والقابض على دينه كالجمر ليوم الدين .. فلماذا السفاهات والهرطقات والاستمالات والتحقيقات الماكرة والهمز والغمز واللمز ضد الشعب الفلسطيني في العالمين .. فالله الحي القيوم علام الغيب والشهادة ، رب البرية عالم بمعاناة أهل الأرض المقدسة في جميع الميادين .. فلن نرحل لبلاد غير الأرض المقدسة ولكننا ننتقل من بلد لبلد لطلب العلم والعبادة والعمل حتى يحين الحين .. ، فمهلا يا بني الإسلام من أرض الكنانة ووادي النيل حتى دجلة والفرات بأرض الرافدين .. ومن المحيط الأطلسي مرورا بأرض الشام والهلال الخصيب فالجزيرة العربية والقرن الإفريقي حتى الخليج العربي يا خير أمة أخرجت للناس في العالمين .. فإلى متى التعذيب والتدقيق والتفتيش والتنبيش والملاحقة البرية والجوية والبحرية يا أهل اليقين .. فثوبوا إلى رشدكم هداكم الله ، وكونوا من الراشدين .. ولا تكونوا ممن يعذب أهل فلسطين .. فتذكروا يوم يبعث الله إسرافيل ينفخ في البوق ليحشر كل الحاشرين .. يوم يقوم جميع الناس لرب العالمين ، فهو أكرم الأكرمين وأعدل العادلين وأحكم الحاكمين .. جل جلاله فهو الله الملك الحق المبين .. وهو الإله الواحد القهار للأولين والآخرين .. فهذا هو الكلام والبيان الحق بلسان عربي مبين ..

دعاء السفر الإسلامي

ورد في مسند أحمد - (ج 13 / ص 123) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ : " سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " .
كما جاء في رواية أخرى بمسند أحمد - (ج 5 / ص 229) كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى سَفَرٍ قَالَ : " اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الضُّبْنَةِ فِي السَّفَرِ وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الْأَرْضَ وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ وَإِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ قَالَ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ وَإِذَا دَخَلَ أَهْلَهُ قَالَ تَوْبًا تَوْبًا لِرَبِّنَا أَوْبًا لَا يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْبًا " .

كلمة أخيرة .. وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ

وورد في صحيح البخاري - (ج 1 / ص 122) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا " .
فيا أيها العالم ، إن شعب فلسطين الأرض المقدسة ، يستحق الاحترام ، فهو يرزح تحت الاحتلال الصهيوني ، ويعذب ليل نهار بوحشية المحتلين ، ولا يستثنى من ذلك الصغير والشاب والكهل ، من الذكور والإناث ، مما يزيد الطين بلة يا أيها الناس العابدين والمؤمنين .
وكان الله في عون شعب فلسطين العربي المسلم ، على هذه التعددية السياسية الجوازية ( جواز السفر الفلسطيني ) في حالة نادرة الوقوع في العالم باستثناء فلسطين الأرض المقدسة ، التي عانى ويعاني أهلها من ويلات الاحتلال الصهيوني البغيض .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .








الجمعة، 21 مايو 2010

الترشيح والفوز في الانتخابات المحلية الفلسطينية 17 / 7 / 2010

الترشيح والفوز

في الانتخابات المحلية الفلسطينية

17 / 7 / 2010



د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) }( القرآن المجيد – النساء ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 8 / ص 489) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " .

استهلال

تعتبر الهيئات المحلية في فلسطين ، بمثابة الحكومات المحلية التي تشرف على شؤون الخدمات العامة للمواطنين في القرى والمدن الفلسطينية المنتشرة على خريطة الأرض المقدسة . وهي إذ تقوم بتأدية واجباتها وصلاحياتها وولايتها القانونية ، وترميم وإصلاح البنية التحتية في البلاد لا بد من تجديد الثقة الشعبية الجماهيرية في هيئاتها ، عبر الفرز الانتخابي المنتظم كل أربع سنوات ، وبالتي يخضع رؤساء وأعضاء الهيئات المحلية لرقابة شعبية عبر صناديق الاقتراع ، التي تشرف إلى إدارتها لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين كوريث للجنة العليا للانتخابات المحلية الفلسطينية السابقة هذا بالإضافة إلى الرقابة الحكومية المركزية والرقابة البرلمانية والرقابة الإعلامية والرقابة الداخلية ورقابة المواطنين المباشرة .
على العموم ، وكاستحقاق انتخابي زمني منتظم ، ولو جاء متأخرا بعض الوقت ، ففي 14 كانون الأول 2009 ، حلت الحكومة الفلسطينية برام الله جميع الهيئات المحلية المنتخبة بفلسطين التي انتهت صلاحية ولايتها القانونية لأربع سنوات في أيار أو كانون الأول 2009 ، بعد أربع سنوات من فترة عملها القانونية ، وكلفتها بالاستمرار في تسيير الأعمال وفق ضوابط ومعايير محددة .
وبعد أخذ ورد قررت الحكومة الفلسطينية برام الله تحديد يوم السبت 17 تموز – يوليو 2010 ، موعدا لانتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية ، وبعدما تأكدت لجنة الانتخابات المركزية بفلسطين المشرفة على شؤون الانتخابات العامة والمحلية في البلاد استحالة إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة بسبب حالة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة الناجمة عن تبعات أحداث 14 حزيران – يونيو 2007 ، فقد أبلغت الحكومة الفلسطينية برام الله بعدم تمكنها من إعداد سجل الناخبين للإدلاء بأصواتهم في قطاع غزة ، وبالتالي استحالة تنظيم انتخابات مجالس الهيئات المحلية بقطاع غزة خلال هذه المرحلة ، وبناء على هذه التوصيه والبلاغ الرسمي اتخذت الحكومة الفلسطينية برام الله برئاسة د. سلام فياض قرارا بإجراء الانتخابات المحلية الفلسطينية بالضفة الغربية فقط في 17 / 7 / 2010 ، وتأجيل إجراء هذه الانتخابات المحلية بقطاع غزة حتى إشعار آخر ريثما تتمكن لجنة الانتخابات المركزية بفلسطين من إعداد التجهيزات والتحضيرات الفنية واللوجسيتة والبشرية والتمكن من تنظيم هذه الانتخابات المحلية حيث سيعلن عن ذلك في موعد لاحق لم يحدد بعد .
على أي حال ، ستجرى انتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية في الضفة الغربية في المدن والقرى والبلدات الفلسطينية ، في يوم واحد وهو يوم السبت 17 / 7 / 2010 ، من الساعة السابعة صباحا وحتى السابعة مساء ، وفق نظام التميثل النسبي القائم على تحديد عدد مرشحين بكل قائمة بالحد الأدنى بأغلبية مقاعد الهيئة المحلية الفلسطينية مثلا : 5 مرشحين للهيئة المحلية التي يتالف عدد مقاعدها من 9 مقاعد ، و6 مرشحين للهيئة المحلية التي تتالف من 11 مقعدا ، و7 مرشحين للهيئة التي يتالف عدد مقاعدها من 13 مقعدا ، و8 مرشحين للهيئة المحلية التي يتألف عدد مقاعدها من 15 مقعدا . وبهذا فقد قسم القانون الهيئات المحلية إلى أربع فئات يكون عدد أعضائها : 9 و 11 و13 و15 عضوا بما فيها الرئيس الذي ينتخب بعد الانتخابات بالأغلبية المطلقة بعدد أعضائه الفائزين بالانتخابات المحلية .

مهام وواجبات الهيئات المحلية الفلسطينية

تقوم الهيئات المحلية الفلسطينية على اختلاف اسمائها ومسمياتها وأشكالها صوروها وأحجامها وخاصة الكبيرة والمتوسطة منها ، بالعديد من الواجبات المناطة به بموجب القانون الفلسطيني ، المتثملة بما يلي : تخطيط الشوارع والمدن ، والإشراف على الأبنية والتراخيص العمرانية ، الإشراف على تنظيم وتوزيع الماء والكهرباء ، وإنشاء البنى التحتية ، كشبكات المجاري والصرف الصحي ، وتنظيم الأسواق العامة ، وإصدار تراخيص الحرف والصناعات ، والإشراف على النظافة العامة والصحة العامة في منطقة الهيئة المحلية ، وتنظيم المحلات العامة من الملاهي والمقاهي والمتاحف والملاعب الرياضية ، ومتابعة المؤسسات الثقافية والتراثية ، وتنظيم وسائل النقل والمواصلات ، وصيانة المقابر ، ومراقبة الأوزان والمكاييل ، وإدارة أموال وممتلكات الهيئة العامة وإنشاء الحدائق والمتنزهات العامة وغيرها من الوظائف الأساسية .

الهيئات المحلية في فلسطين .. بيانات وأرقام

على العموم ، يبلغ عدد الهيئات المحلية التي ستجرى فيها الانتخابات المحلية في 17 تموز 2010 وفقا لإحصاءات لجنة الانتخابات المركزية الرسمية في فلسطين 302 هيئة محلية ، تتوزع على 11 محافظة فلسطينية هي : القدس ، رام الله ، بيت لحم ، الخليل ، نابلس ، طولكرم ، جنين ، قلقيلية ، أريحا ، سلفيت ، طوباس . ولن تجرى في قطاع غزة الذي يضم 5 محافظات فلسطينية هي : غزة ، شمال غزة ، الوسطى ، خانيونس ، ورفح .

سجل الناخبين في فلسطين

يضم سجل الناخبين في فلسطين ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) مئات آلاف الناخبين الفلسطينيين الذين يحق لهم الاقتراع في الانتخابات العامة والمحلية ممن تجاوزت أعمارهم 18 سنة . وحسب السجل الانتخابي الذي أعددته لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين في آذار 2010 فإنه يبلغ عدد المسجلين بالسجل الانتخابي الفلسطيني في الضفة الغربية 862.773 ناخبا من أصل حوالي 2.5 مليون فلسطيني يقيمون في الضفة الغربية . ولم تعلن لجنة الانتخابات المركزية عن بيانات وارقام السجل الانتخابي بقطاع غزة حيث يقيم فيها 1.5 مليون فلسطيني . ويتضمن سجل الناخب الفلسطيني : الاسم الرباعي ، والجنس ( ذكر أو أنثى ) ، وتاريخ الولادة ، وعنوان الاقامة المحدد ، ونوع وثيقة التعريف الشخصية ورقمها .

الانتخابات المحلية .. والسواد الأعظم

ورد في سنن ابن ماجه - (ج 11 / ص 442) حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلَامِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو خَلَفٍ الْأَعْمَى قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ أُمَّتِي لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ فَإِذَا رَأَيْتُمْ اخْتِلَافًا فَعَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ " .
فصناديق الاقتراع هي الفاصل والفيصل في تجديد الدم في شرايين وعروق الهيئات المحلية في فلسطين ، وتلعب أكثرية الأصوات عملية الحسم والحزم في فوز هذه القائمة أو تلك . وتتحكم القبلية والعشائرية والعائلية الاجتماعية بالدور الأبرز في سير الانتخابات المحلية بفلسطين بالدرجة الأولى ثم تأتي الحزبية السياسية فالمؤهلات والخبرات العلمية والاعتقالية في سجون الاحتلال الصهيوني .

الترشح للانتخابات وتولي شؤون الرعية .. لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ

يتبارى ويتسابق بعض الأشخاص في الترشيح للانتخابات المحلية أو غيرها ، وهم يعلمون أنهم لا يقدرون على خدمة الناس الذين يمثلونهم ، ولكن يتطلعون للمنصب والجاهه ( المخترة الفارغة من الجوهر والمضمون ) . عن ذلك جاء في صحيح البخاري - (ج 20 / ص 302) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أُوتِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ " .
كما ورد في صحيح البخاري - (ج 22 / ص 59) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ " . وحسب الإسلام العظيم فأن أمير القوم خادمهم ، ولا يفضل نفسه عليهم ، بعكس ما يجري في العصر الراهن الذي يسعى فيه معظم الأشخاص الذين يقودون شؤون المواطنين لخدمة أنفسهم ، فيأكلون وينهبون بلا رادع أخلاقي أو قانوني ، ويحرمون غيرهم من حق العيش الكريم . وهؤلاء ستكون مسألة تولي شؤون العامة وبالا عليهم في الدنيا والآخرة .
ورب قائل يقول ، بدأ يعود أتباع الاحتلال الصهيوني السابقين ( قيادات روابط القرى العميلة البائدة ) لتولي مئات المناصب في الهيئات المحلية على شكل منتخبين في خطوة ربما ملفتة للنظر وتغض عنها السلطة الفلسطينية سياسيا وأمنيا الطرف عنها كمحاولة لاستتابتها أو إخضاعها لها واستيعابها لهم علما بأنهم يشكلون خطرا جاثما حاليا ومستقبليا على المجتمع المحلي بسبب إرتباطاتهم العفنة الخالية ، من الضمير والأخلاق والوطنية والإسلام ، وهو كلام لا يعجب الأسرى المحررين الفلسطينيين كثيرا بأي حال من الأحوال بعدما عانوا الأمرين والملاحقة الاحتلالية السابقة وشظف العيس من هؤلاء المتخاذلين . فشرع الأسرى المحررون بالتململ سريا وعلنيا من هذا الخطب والأمر الجلل إذ يطالبون بوضع حد له بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، لتسير الحياة الفلسطينية بانتظام واستقرار وأمن وأمان عام . وينادون بمقولة : المخاتير السابقين قد ولى زمنهم في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية ، نواة دولة فلسطين المنتظرة ولا بد من تحجيمهم كليا .

آلية إجراء الانتخابات المحلية .. قانون انتخابات مجالس الهيئات المحلية لسنة 2005

حسب قانون انتخابات مجالس الهيئات المحلية الفلسطينية رقم ( 10 ) لسنة 2005 وتعديلاته ، الذي يتالف من 74 مادة قانونية وقعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 15 / 8 / 2005 ، ونشر بجريدة الوقائع الفلسطينية ، وجرت تعديله بقانون رقم ( 12 ) لسنة 2005 ، وأقره المجلس التشريعي الفلسطيني في 27 / 8 / 2005 ، ستجرى الانتخابات المحلية في يوم واحد وليس بأيام متعددة كما كانت الانتخابات المحلية الفلسطينية الأولى السابقة ، في كل منطقة أو عدة تجمعات سكانية أو عدة مدن على حدة ، وذلك وفق نظام التمثيل النسبي ، القائم على القوائم الانتخابية لا الفردية . وتكون الانتخابات حرة ومباشرة وسرية وشخصية ولا يجوز التصويت بالوكالة حسبما ورد بالمادة السادسة من القانون . ويمكن كل شخص فلسطيني ذكرا أو أنثى ممن بلغ عمره 18 عاما فأعلى التصويت ، وأن يكون مقيما لفترة لا تقل عن ستة اشهر في منطقة الهيئة المحلية المعنية ، وأن لا يكون فاقدا لأهليته القانونية ، وأن يكون مسجلا في السجل الانتخابي الذي أعدته لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين سابقا .

شروط الترشيح للهيئة المحلية

تجري انتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية بالمدن والبلدات والقرى وفق نظام التمثيل النسبي ، ونسبة الحسم هي 8 % كحد أدنى لدخول القائمة عضوية الهيئة المحلية . ويتمثل مجلس الهيئة المحلية بعدة أشكال هي : المجلس البلدية ، المجلس المحلي ، المجلس القروي ، اللجنة الإدارية ، أو لجنة التطوير وغيرها .
وتتمثل عملية الترشيح وتقديم طلبات القوائم النسبية الصحيحة للجنة الانتخابات المركزية بفلسطين ، وهي الهيئة العليا التي تتولى إدارة الانتخابات والإشراف عليها ، وتكون مسؤولة عن التحضير لها وتنظيمها واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان نزاهتها وحريتها ، ويشتمل دور ها على التسجيل الانتخابي والاقتراع والفرز النهائي لإعلان الفائزين ، وفقا لمواد قانون انتخابات مجالس الهيئات المحلية الفلسطينية رقم 10 لسنة 2005 وتعديلاته بقانون رقم 12 لسنة 2005 كالآتي :
أولا : الترشيح ضمن قوائم انتخابية على أساس التمثيل النسبي . وقد حددت لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين تواريخ الترشيح ما بين 1 – 10 / 6 / 2010 . وهذا ما حددته المادة رقم من القانون لسنة 2005 وتعديلاته ، بوجوب قبول طلبات الترشيح قبل 44 يوما من اليوم المعين للاقتراع ، وتستمر عملية قبول طلبات الترشيح لمدة 10 ايام فقط ولا يقبل أي طلب بعد المدة المحددة بإعلان لجنة الانتخابات المركزية .
ثانيا : تعتبر قائمة المرشحين مغلقة ، وتكون أسماء المرشحين فيها مرتبة حسب أولوية كل مرشح .
ثالثا : تسجل القوائم المرشحة للانتخابات المحلية لدى لجنة الانتخابات المركزية وفق الأنظمة والإجراءات والتعليمات التي تضعها اللجنة .
رابعا : يحق للقائمة المرشحة تسمية مرشحيها والاشتراك في الانتخابات تحت الاسم والشعار الذي تختاره لنفسها .
خامسا : يجب الا يقل عدد المرشحين بالقائمة الانتخابية الواحدة عن أغلبية عدد المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية . وهذه المواد الخمسة وردت في المادة 14 من قانون انتخابات مجالس الهيئات المحلية الفلسطينية رقم 10 لسنة 2005 .
سادسا : أن لا يقل تمثيل المرأة في القائمة الانتخابية عن 20 % . ويتمثل ذلك في الهيئات التي لا يزيد عدد مقاعدها عن 13 مقعدا : ترشيح إمرأة من الأسماء الخمسة الأولى في القائمة
ثم إمرأة بين الأسماء الخمسة التي تلي ذلك ، وفي الهيئة التي يزيد عدد مقاعدها عن 13 مقعدا ، يخصص مقعد للمرأة من بين الأسماء الخمسة الأولى التي تلي ذلك ، وفي الهيئات التي يقل عدد الناخبين فيها وفقا للجدول النهائي للناخبين عن ألف ناخب ، تترك للقوائم الانتخابية حرية اختيار الأماكن المخصصة للمرأة من بين مرشحيها ، وذلك حسب المادة 1 من قانون رقم 12 لسنة 2005 المعدلة للمادة رقم 17 بقانون رقم 10 لسنة 2005 .
سابعا : تطبيق شروط المرشحين : سن المرشح 25 سنة فأعلى بيوم الاقتراع ، واسمه مدرجا في السجل الانتخابي النهائي في دائرته ، وعدم الحكم عليه بجنحة مخلة بالشرف أو بجناية ، أن لا يكون موظفا بوزارة الحكم المحلي أو بالهيئة المحلية الفلسطينية ، أو موظفا بأجهزة الأمن العام أو محاميا للهيئة ، فيطلب من الفئات السابقة الاستقالة وقبولها وارفاقها بطلب الترشيح ، والاقامة في منطقة الهيئة المحلية لمدة لا تقل عن عام ، وعدم إزدواجية الترشيح في أكثر من هيئة محلية وذلك حسب المادة 18 من القانون الانتخابي .
ثامنا : دفع الرسوم المالية : وهي عبارة عن 500 دينار أردني أو ما يعادلها ،عن كل قائمة انتخابية ، لحساب لجنة الانتخابات المركزية ، تأمينا يعاد لها في حال فوزها بمقعد واحد على الأقل أو إنسحابها من الترشيح قبل بدء الفترة القانونية للدعاية الانتخابية ، وذلك حسبما ورد في المادة 19 من قانون انتخابات مجالس الهيئات المحلية الفلسطينية رقم 10 لسنة 2005 وتعديلاته .
تاسعا : تقديم القائمة الانتخابية المرشحة ، براءة ذمة لكل مرشح فيها ، تفيد بدفع المرشح جميع الرسوم والضرائب المستحقة عليه لصالح المجلس كما ورد بالمادة 20 بند هـ من القانون .
عاشرا : الاستعداد لدفع مبلغ 500 دينار أردني للجنة الانتخابات لمركزية بفلسطين كتأمين لضمان إلتزام القائمة بأحكام الدعاية الانتخابية الواردة في القانون ، وذلك كما جاء في المادة 30 من القانون .

نموذج طلب الترشيح

حسب المادة 16 من قانون انتخاب مجالس الهيئات المحلية الفلسطينية رقم 10 لسنة 2005 وتعديلاته ، يجب أن يتضمن طلب ترشيح القائمة الانتخابية المقدم للجنة الانتخابات المركزية في النموذج المعد لذلك التالي :
أولا : تقديم طلب ترشيح القائمة الانتخابية للجنة الانتخابات المركزية مشتملا على :
1. اسم القائمة الانتخابية والرمز أو الشعار الدال عليها .
2. الأسماء الرباعية للمرشحين ، في القائمة ، وأعمارهم وعناوينهم ، وأرقام تسجيلهم في سجل الناخبين .
3. ترتيب اسماء المرشحين في القائمة الانتخابية .
4. إقرارا من كل مرشح في القائمة بقبول ترشيحه ، وفق الترتيب الوارد في طلب الترشيح .
5. اسم وعنوان منسق القائمة والمفوض بالتوقيع عنها .
6. عنوان مقر القائمة إن وجد .
ثانيا : يجب أن يرفق بطلب الترشيح نسخة من البرنامج الانتخابي للقائمة .
ثالثا : تقوم لجنة الانتخابات المركزية بتسجيل طلبات الترشيح المقدمة لها ، وتصدر شهادة لكل قائمة تتضمن ساعة وتاريخ تقديم الطلب ورقم تسجيلها لديها .
رابعا : تظهر أسماء القوائم على ورقة الاقتراع مرتبة وفقا لتاريخ ووقت تسجيلها لدى دائرة الانتخابات المركزية .

شعارات ورموز القوام الانتخابية المرشحة

طلبت بعض مواد قانون انتخابات مجالس الهيئات المحلية الفلسطينية رقم 19 لسنة 2005 وتعديلاته ، شروطا ومعايير للشعارات والرموز الانتخابية من أهمها : استقلالية ووحدانية وعدم تشابه الرموز والشعارات لقائمتين انتخابيتين أو أكثر ، وعدم الإيحاء بشعارات للسلطة الوطنية الفلسطينية ، صارحة أو مضمونا .

صفات المرشح الصالح للهيئات المحلية الفلسطينية

هناك العديد من الصفات العامة التي ينبغي أن يتمتع بها المرشح الفلسطيني ، ذكرا أو أنثى ، الصالح لرئاسة وعضوية الهيئة المحلية الفلسطينية ، لعل من أهمها :
أولا : الإلتزام بالدين الإسلامي العظيم والتمتع بالمواطنية الصالحة للمواطنين المسلمين .
ثانيا : المؤهلات العلمية العليا : فلكما كان المرشح الفلسطيني يحمل درجات علمية عليا تكون درجة تأثيره أقوى وأعظم ، فالمرشح الذي يحمل شهادة البكالوريوس مثلا تختلف إنتاجيته الإدارية والمصلحية العامة عن المرشح الذي لا يحمل الثانوية العامة ، ومن يحمل شهادة الماجستير ليس كمن يحمل شهادة البكالوريوس ، ومن يحمل شهادة الدكتوراه ليس كمن يحمل شهادة الماجستير وهكذا ، وليس الأمي كالجامعي . وهذا هو المقياس الأصلح على الأعم الأغلب ، ولا يمكن الانتقاص من حملة الشهادات الثانوية والدبلوم المتوسط أو أي درجة من الدرجات الجامعية الثلاث : البكالوريوس والماجستير والدكتوراه .
ثالثا : الابتعاد عن العنصرية والطائفية . فكل مرشح عشائري يتسلح بالعنصرية القبلية الضيقة لن يخدم مواطنيه أو شعبه أو أمته بل سيكون عالة على غيرة ووبالا على أمته في نهاية المطاف ، لأن الخدمة بالهيئة المحلية هو تكليف وليس مخترة أو تشريف باي حال من الأحوال .
رابعا : الإيثار وتقديم المصلحة العليا على المصلحة الشخصية . يقول الله تبارك وتعالى : { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)}( القرآن المجيد – الحشر ) .

كيفية حصد أصوات الناخبين

تعتمد الانتخابات المحلية الفلسطينية كغيرها من الانتخابات العالمية على كمية أصوات المقترعين ، فالقائمة الانتخابية المرشحة التي تجتاز نسبة الحسم الانتخابي من الأصوات الصحيحة ، هي من تمثل في عضوية الهيئة المحلية بغض النظر عن حصولها على مقعد واحد أو مقعدين أو على أغلبية المقاعد أو على السواد الأعظم منها أو على جميع مقاعدها . والحصول على جميع المقاعد لا يمكن إثباته رسميا على الأوراق إلا في حالة واحدة وهي التزكية بعدم إجراء انتخابات بالتصويت بل باتحاد جميع المرشحين في قائمة انتخابية واحدة فتكون النتيجة مضمونة وهي فوز القائمة الوحيدة بالتزكية .
على أي حال ، إن عملية جلب الأصوات الانتخابية تعتبر مهارة فنية ، وفهلوة اجتماعية ، تقوم على مبادئ اللعبة الانتخابية القويمة أو الخبيثة الماكرة ، وتتركز عملية تجميع أكبر عدد ممكن من الأصوات الانتخابية على عدة ركائز لعل من أبرزها :
أولا : حجم العائلة أو العشيرة . وإلتزام افراد العائلات والعشائر في التصويت لقائمة معينة تخرج من صلب العائلة أو القرابة الاجتماعية .
ثانيا : حجم الحركة أو الفصيل أو الحزب أو الكتلة المرشحة في الانتخابات ومدى المد الجماهيري الذي تتمتع به .
ثالثا : الصداقات الاجتماعية . من الأصدقاء والموالين والأتباع والمريدين وغيرهم .
رابعا : المؤهلات العلمية : التي تتمثل بالشهادات الجامعية العليا . فكلما احتضمنت القائمة الانتخابية مرشحين من ذوي الشهادات الجامعية كلما حصدت المزيد من الأصوات ، هذا في الظروف الموضوعية المستقيمة ، ويمكن أن يحصل العكس وخاصة في العائلات من ذوي التعليم الأساسي أو لا يرتقي إلى نيل الشهادات الجامعية ومحاولة إثبات الذات والوجود الوجاهي .
خامسا : السيرة النضالية : وهي سلاح ذو حدين : الأول : إيجابي ، والثاني سلبي . فالإيجابي هو كسب ود الناخبين وتجميع أصواتهم لصالح القائمة الانتخابية الوطنية المرشحة . والسلبي تذمر مئات الأشخاص من الأسير المحرر الذي يعتبرونه سيفا مسلطا على رقابهم ، كونهم كانوا
لم يضحوا باي شيء ، أو كانوا ينتمون إلى تيارات سياسية موالية للاحتلال الصهيوني في فترة من الفترات .
سادسا : النفوذ والتأثير الاقتصادي القوي . فالعائلات التي تمتلك نفوذا اقتصادا قويا في القرية أو البلدة أو المدينة تكون صاحبة الحظ الأقوى في تحصيل أكبر عدد ممكن من مقاعد الهيئة المحلية الفلسطينية . ويمكن القول ، إن من يوزع الأموال العينية والنقدية خفية وعلنية ، هو الأقرب وصولا لمقاعد الهيئة المحلية الفلسطينية ، وليس ضروريا أن يكون الأكفأ والأصلح والأفضل ، ولا ننتقص من قيمة أي إنسان ، ولكن هذا هو الطابع الغالب في جميع الانتخابات المحلية والبرلمانية العالمية .
سابعا : حصة المرأة أو ما يعرف بكوتا المرأة التي تتمثل في 20 % من عدد مقاعد الهيئة المحلية الفلسطينية كحد أدنى وفقا لقانون الانتخابات المحلية الفلسطينية المعمول به رقم 10 لسنة 2005 وتعديلاته بقانون رقم 12 لسنة 2005 .
ثامنا : تأثير الجمعيات والنوادي والملتقيات الفكرية والثقافية والاجتماعية . وتجنيد الأعضاء للانتخابات المحلية كمرشحين أو ناخبين مقترعين يدلون بأصواتهم .
تاسعا : إمتلاك ناصية الإعلام الجماهيري : المطبوع والمسموع والمرئي وتوزيع المنشورات والبوسترات وغيرها .
عاشرا : طرح البرامج الخدمية والمشاريع التطويرية الانتخابية الواقعية أو الخيالية ، وإمكانية أو استحالة التنفيذ والتطبيق على أرض الواقع .

المنافسة الانتخابية الحامية

تخوض مئات القوائم الانتخابية العائلية والقبلية والعلمية والسياسية والمستقلة ، المتصلة والمنفصلة ، غمار الانتخابات المحلية الفلسطينية في الضفة الغربية في 17 تموز 2010 ، وتتصارع وتتنافس هذه القوائم الانتخابية ، سرا وعلنا ، للحصول أكبر عدد ممكن من مقاعد الهيئة المحلية ، وستخوض الانتخابات المحلية الفلسطينية العديد الكتل والقوائم وفق عدة خيارات أو سيناريوهات على النحو الآتي :
أولا : قوائم علمانية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) : ويمكن أن يتم ترشيح لحركة فتح في معظم الهيئات المحلية الفلسطينية مع وجود متدينين في قلب هذه القوائم أحيانا .
ثانيا : قوائم ماركسية للجبهات والفصائل الفلسطينية مثل : الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ، وجبهة التحرير العربية والفلسطينية وجبهة النضال الشعبي وفدا وحزب الشعب وغيرها .
ثالثا : القوائم الإسلامية : سواء من حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) أو الجهاد الإسلامي أو حزب التحرير الإسلامي .
رابعا : قوائم المستقلين . وهم ممن لا يرغبون في تشكيل كتل سياسية وطنية أو إسلامية ، أو التحالف معها للعديد من الأسباب والعوامل .
خامسا : قوائم تمثيلية لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، جميعها أو بعضها حسب طبيعة الوجود والتواجد الشعبي .
سادسا : ويمكن أن يتم تشكيل قوائم مشتركة بين مختلف الفصائل الوطنية والإسلامية ، فرادى وجماعات صغيرة أو ضمن قوائم وحدة وطنية فلسطينية .

تمويل القوائم الانتخابية

طلب قانون انتخابات الهيئات المحلية لسنة 2005 بالمادة 32 ، من القوائم الانتخابية كشفا ماليا بتمويل الدعاية الانتخابية بعد شهر من إعلان النتائج النهائية للانتخابات تبين تكاليف الحملة الانتخابية للقائمة ومصادر التمويل وأوجه الصرف .
على العموم ، هناك عدة أنواع رئيسية من التمويل المادي لترشيح القوائم وحملات الدعاية الانتخابية للمرشحين لانتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية ، وهي :
أولا : التمويل الشخصي الذاتي للمرشحين بالقوائم لانتخابية ذاتها .
ثانيا : التمويل العائلي .
ثالثا : التبرعات والهبات .
رابعا : التمويل الحزبي .
ويحظر التمويل الحكومي في هذه المسالة حظرا تاما . ولا يجوز تلقي الرشاوى والهدايا لتمويل الحملات الانتخابية للهيئات المحلية الفلسطينية بأي حال من الأحوال .

لماذا تغيب القوائم النسوية المنفصلة أو المستقلة عن الترشيح ؟؟!

يتيح قانون الانتخابات الحلية الفلسطينية للمرأة حصة مئوية لا تقل عن خمس عدد المقاعد في الهيئة المحلية ، أو ما يعادل 20 % بالحد الأدنى ، ويتساءل البعض هل من الممكن تشكيل قائمة نسوية مستقلة أو منفصلة على القوائم الرجالية النسائية المختلطة ؟؟ فحسب القانون يمكن لكتلة نسوية أن تخوض الانتخابات لية هيئة محلية بقائمة نسوية ، ولكن فرص نجاح هذه القائمة تكون قليلة إلى حد ما ، نظرا لطبيعة المرأة الفلسطينية التي تحبذ التصويت للرجال الذين يقودون المجتمع بصورة غالبة .

القائمة الصغيرة والتحكم بتوزيع مقاعد الهيئة المحلية

سألني ويسألني يوميا ، الكثير من أبناء قريتي وجامعتي وأصدقائي وأبناء شعبي في الحافلة والتاكسي ، من الناخبين والمرشحين على السواء عن طبيعة هذا النظام الانتخابي الفريد من نوعه ، وإيجابياته وسلبياته للهيئات المحلية الفلسطينية ، وكيفية الانتخاب والترشيح لهذه الانتخابات الفلسطينية الثانية ، فاقول لهم إن نظام التمثيل النسبي ، له جملة من الميزات والسلبيات في الآن ذاته ، ولكنه من أفضل الأنظمة الانتخابية لأنصاف الشرائح والفئات الاجتماعية كافة ، ولكن من سلبيان نظام التمثيل النسبي هو تحكم قائمة صغيرة حصلت على مقعد أو مقعدين أو ثلاثة في مسيرة الولاية القانونية للبلديات والمجالس القروية في فلسطين ، فإذا تساوت أو تقاربت قائمتين في عدد المقاعد الفائزة بها ، فإن الفئة أو القائمة الصغرى هي من يتحكم في توزيع المناصب الإدارية للهيئة المحلية . وفي الآن ذاته ، فإن نظام التمثيل النسبي يمكن السواد الأعظم من التمثيل في مجالس الهيئات المحلية وليس كنظام الأغلبية النسبية أو الأغلبية المطلقة الذي يهمل نسبة كبيرة من المجتمع ويهمشها تمام لتهميش .
وبهذا الصدد ، نؤكد على ضرورة وجود المنافسة الانتخابية الشريفة ، وعدم الاستهانة بأي قائمة انتخابية مهما كانت توجهاتها الوطنية والإسلامية ، فكما يقول المثل الشعبي الفلسطيني ( صرارة تسند جبل ) وعليه فقيسوا المقاس الصحيح القويم البعيد عن الاستهزاء والاستهتار والاستخفاف والسخرية بالآخرين ولا تستعرضوا عضلات عشائركم وعائلاتكم وأحزابكم أي استعراض بل كونوا قوامين بالعدل والقسط البعيد عن الظلم والسفاهات المقيتة والعصبية القبلية اللئيمة .

لا للقبلية والعشائرية في الهيئات المحلية

لقد كانت تجربة الانتخابات المحلية الأولى السابقة في فلسطين بعد قيام السلطة الفلسطينية منذ عام 1994 ، بالتعيين الوزاري المستند للحزبية السياسية والعشائرية ، ثم بإجراء الانتخابات المحلية في العامين 2004 و2005 ، تجربة ديموقراطية صعبة ومتعبة ومريرة ، تكرست في معظمها العشائرية والقبلية والحزبية الضيقة وابتعدت عن الشورى الإسلامية الحقيقية . ودفع الشعب الفلسطيني ثمنها غاليا ، جراء الشقاق والنفاق وتوارد الأرزاق ، وما تبعها من سوء توزيع في التموين الشعبي المستورد من الخارج ، عربيا وإسلاميا وأوروبيا ، فحرم آلاف المستحقين من الغلابى المقهورين صحيا ونفسيا وضاقت بهم السبل وعانوا من البطالة المستشرية في أوصال وثنايا المجتمع المحلي الفلسطيني . فلاحظنا الانتخابات الفردية العشائرية التي قامت على أساس الأكثرية النسبية ، التي ولدت الأضغان والأحقاد والسفاهات من البعض ، وعانى من ويلاتها الفئات المهمشة والمنكوبة صحيا واجتماعيا المحرومة أصلا ، وتعاني من الفقر المدقع ، والبؤس الاقتصادي المخيف في الكثير من الأحيان .
فأعلنوها الآن في عام 2010 ، انتخابات شريفة نزيهة حرة لا عشائرية مقيتة فيها ولا قبلية اجتماعية أو سياسية ، وليأخذ كل ذي حق حقه . ويجب أن يعلم الفائزون بالانتخابات المحلية أن دورهم هو تمثيل الجميع بلا استثناء بعد انتهاء الدعاية والحملة الانتخابية وممارسة عملية الاقتراع وفرز الأصوات وإعلان الفائزين بالهيئات المحلية .
ولا بد من القول بهذا الخصوص ، إنه يجب ضمان الحق للجميع بالمشاركة في الانتخابات المحلية الفلسطينية باستثناء المشبوهين أمنيا ، من المنافقين والسفهاء الذين باعوا أنفسهم للشياطين وخاصة إبليس الرجيم وللاحتلال الصهيوني ونفذوا أوامره على أكمل وجه حقير واتبعوا الرذالة والسفاهة والجاهلية الأولى بصورة تعسفية وفظة .
ووزارة الحكم المحلي والفصائل والحركات السياسية الفلسطينية الوطنية والإسلامية ، والأجهزة الأمنية الفلسطينية مطالبة ومدعوة لملاحقة أذناب وأذيال الاحتلال الصهيوني والمنحلين أخلاقيا ، والذين ارتووا رشى وطمعا وشراهة وزاد ثراؤهم ثراء ، دون رقيب أو حسيب ، من خيرات الهيئات المحلية دون وجه حق ، والحيلولة دون ترشيحهم بأي صورة من الصور للحفاظ على المجتمع الفلسطيني من الذين عاثوا ويعيثون فسادا في الأرض وأهلكوا الحرث والنسل في الأرض المقدسة . ولتكن الهيئات المحلية الفلسطينية وجوها مشرقة للمجتمع المحلي ، تساهم في التنمية والتطوير الاقتصادي ، وترميم وإصلاح البنى التحتية بجميع الأشكال والألوان والأنواع .

النزاهة والشفافية في الانتخابات المحلية

إكراما لأهل فلسطين جميعا ، وخاصة أمهات وزوجات وأخوات الشهداء والأسرى والجرحى ، والكرامة الإنسانية النسوية ، والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين في الوطن الواحد بالأرض المقدسة ( فلسطين المباركة ) لكل ناخب ، ذكرا أو أنثى ، بالتساوي ، صوت واحد في صناديق الاقتراع المخصصة بمراكز الدوائر الانتخابية ، ولا يجوز توكيل التصويت ، أو التصويت بأكثر من صوت واحد تحت طائلة العقاب القانوني وتجريم من يصوت أكثر من مره عن نفسه وعن قريبه الكبير في السن أو المريض ، وعن أحد أو بعض أفراد عائلته أو بعض أصدقائه أو حزبة . ولجنة الانتخابات المركزية مطالبة بأخذ الحيطة والحذر من شتى أساليب التزوير والغش الانتخابي ، لئلا يدخل الشك والريبة لنفوس الناخبين والمرشحين على السواء . وبناء عليه ، فقد طلب القانون من كل قائمة انتخابية تحديد وكلاء لها في الدائرة أو الدوائر الانتخابية والتواجد في محطة الاقتراع . وإعتماد الوكلاء وإصدار البطاقات الخاصة بهم . ولا بد من قيام الطاقم المشرف على صناديق الاقتراع بالتدقيق على بطاقات هوية المقترعين وشطب أسماء الذين أخذوا أوراق الاقتراع ليصوتوا ، لتجنب التزوير والغش . ولا يجوز أن يتم استغلال الأميين في التصويت للقوائم الانتخابية . وهناك عدة طرق لتزوير الانتخابات فيجب التنبه لها والحذر منها .

فرز الأصوات وإعلان النتائج النهائية للانتخابات المحلية



من المقرر قانونيا حسب قانون انتخاب مجالس الهيئات المحلية الفلسطينية رقم 10 لسنة 2005 وتعديلاته ، أن يبدأ فرز الأصوات بعد ساعة بعد الانتهاء من الفترة القانونية للتصويت التي تعلنها لجنة الانتخابات المركزية لا غيرها ، وينبغي الإلتزام بفرز الأصوت خلال 12 ساعة من الانتهاء من التصويت . بمعنى إعلان النتائج يوم 18 تموز 2010 ، ويتم الفرز بحضور أعضاء اللجنة ووكلاء القوائم المرشحة والمراقبين . ويجب النظر بجدية للطعون والاعتراض على نتائج الانتخابات إن ثبت حصول تزوير أو غش انتخابي سري أو علني أو كليهما .
وحسب المادة 52 من القانون رقم 10 لسنة 2005 وتعديلاتها في المادة 3 من القانون رقم 12 لسنة 2005 ، ، توزع المقاعد على القوائم الانتخابية لكل قائمة تحصل على نسبة 8 % أو أكثر من الأصوات الصحيحة بنسبة مجموع ما حصلت عليه من الأصوات وتوزع المقاعد على أعضاء القائمة الانتخابية للمرشحين حسب تسلسل الأسماء الأول فالثاني فالثالث وهكذا وذلك وفقا لطريقة ( سانت لوجي ) . ويتم توزيع المقاعد المحلية بتقسيم عدد الأصوات التي حصلت عليها كل قائمة اجتازت نسبة الحسم على أعداد فردية : 1 , 3 ,5 ,7 , 9 , 11 وهكذا . وبالنسبة لأرقام نواتج القسمة ، فيتم ترتيبها ترتيبا تنازليا ، وتوزع المقاعد حسب الترتيب بداية من أعلى رقم إلى أن ينتهي توزيع كل المقاعد ، وفي حال تساوي رقمين من أرقام ( نواتج القسمة على 8 % ) يعطى المقعد للقائمة الحاصلة على أقل عدد من المقاعد ، في لحظة التساوي . وفي حال تساوي الأرقام لدى توزيع المقعد الأخير ، يعطى المقعد للقائمة التي حصلت على أعلى عدد من الأصوات .
وبالنسبة للحصة المسيحية ، في بعض الهيئات المحلية الفلسطينية ، فإنه " للرئيس ( الفلسطيني ) إصدار مرسوم بتخصص عدد من المقاعد للمسيحيين في بعض دوائر الهيئات المحلية وعلى لجنة الانتخابات وضع النظام الذي يضمن تحقيق ذلك " . ويتواجد النصارى ( المسيحيون ) بعدة آلاف من المواطنين الفلسطينيين عدة مدن منها : القدس وبيت لحم ورام الله وبيت ساحور وغيرها .
ويعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية أو من يفوضه نتائج الانتخابات والتي تتضمن عدد الأصوات التي حصلت عليها كل قائمة ، وعدد المقاعد التي حصلت عليها في المجلس ، وذلك خلال مدة لا تتجاوز 72 ساعة من إنتهاء عملية الفرز ، ويقوم بإصدار شهادات رسمية للفائزين وكل ذلك بموجب المادة 53 من القانون .

الطعن في الانتخابات المحلية الفلسطينية

اقر القانون الفلسطيني المختص ، لكل ناخب أو مرشح أو وكيله الطعن في نتائج الانتخابات المعلنة أمام المحكمة المختصة خلال أسبوع من تاريخ إعلان النتيجة ، وعلى المحكمة أن تفصل في الطعن خلال 5 أيام من تاريخ تقديمه إليها ، وأن تبلغ لجنة الانتخابات المركزية بالقرارات التي تصدرها للعمل بمقتضاها حسب المادة 55 من القانون . وإذا قضت المحكمة بإلغاء عملية الانتخابات كلها أو بعضها ، تجري الانتخابات خلال أربعة أسابيع من تاريخ صدور القرار طبقا لاحكام قانون رقم 10 لسنة 2010 . وتعتمد في الاقتراع الثاني سجلات الناخبين المعتمدة في الاقتراع الأول .

وصايا للناخبين والمنتخبين في الانتخابات المحلية الفلسطينية

هناك العديد من الوصايا والنصائح العامة التي أود تقديمها للمواطنين الفلسطينيين ، من الناخبين والمنتخبين ، الذين يشاركون في الانتخابات المحلية الفلسطينية القادمة في 17 تموز 2010 ، وألخصها بالبنود الآتية :
أولا : التقوى والورع : يقول الله الرحمن الرحيم جل جلاله : { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)}( القرآن العظيم – البقرة ) .
ثانيا : تحمل الأمانة والابتعاد عن الفساد والمفسدين : يقول الله العلي العظيم عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) }( القرآن المبين – الأحزاب ) .
ثالثا : الفوز العظيم هو الفوز بجنات ونعيم الله في الآخرة : يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}( القرآن الحكيم – آل عمران ) .
رابعا : مراعاة القانون الانتخابي ، بالإطلاع المسبق عليه وقراءته كليا ، وهو قانون انتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية رقم 10 لسنة 2005 وتعديلاته ، والتنبه لإمكانية سحب بعض المرشحين المفترضين لترشيحهم ، عبر اختراق قوائم انتخابية لهم لإفشالهم قانونيا ، وبالتالي إندلاع خلافات حادة بين مرشحي القائمة . والتنبه والاحترس والاحتياط لما يلي :
1. يجوز للقائمة سحب الترشيح قبل يوم واحد من بدء الفترة القانونية للدعاية الانتخابية .
2. جواز انسحاب مرشح أو أكثر من القائمة الانتخابية بإشعار خطي لممثل القائمة وممثل لجنة الانتخابات المركزية قبل يوم من نهاية الفترة القانونية لتقديم طلبات الترشيح .
3. للقائمة الانتخابية المرشحة حق ملء مكان المرشح المنسحب قبل نهاية فترة الترشيح ، وإعلام لجنة الانتخابات المركزية بالوضع الجديد للقائمة وأخذ إقرارات المرشحين المتبقين على الوضع الجديد .
4. تحاشي إلغاء القائمة الانتخابية قانونيا في حال نقص عدد المرشحين عن الأغلبية المطلقة لمقاعد الهيئة المحلية ( ففي حال أدى إنسحاب مرشح أو أكثر من القائمة ، إلى مخالفة المادة 14 ، ولم تتمكن القائمة من ملء الشواغر بفترة الترشيح تلغى القائمة ) . كما ورد بالمادة 15 من القانون .
خامسا : المراجعة والاطلاع على أسماء القوائم الانتخابية المرشحة التي تعلنها لجنة الانتخابات المركزية في مراكز الدوائر الانتخابية ومقار المجالس قبل موعد الاقتراع ب 34 يوما . وذلك لتحاشي الاعتراض خلال 3 ايام ، على مرشح أو أكثر من مرشحي القائمة ، من بعض الأشخاص مبينا أسباب الاعتراض المثبتة كتابيا .
سادسا : الاستفادة من فترة الدعاية الانتخابية للانتخابات المحلية وفقا للقانون المعتمد . وذلك لتبيان البرامج الانتخابية لجمهور الناخبين ، وتسمية مرشح أو أكثر أو منسق الحملة الانتخابية للقائمة من غير المرشحين . وحسب المادة 27 من قانون انتخابات مجالس الهيئات المحلية لسنة 2005 وتعديلاته تبدأ الدعاية أو الحملة الانتخابية قبل اسبوعين من اليوم المحدد للاقتراع وتنتهي قبل 24 ساعة من يوم الاقتراع . وتشتمل الدعاية الانتخابية على المهرجانات والمسيرات والدعيات التلفزيونية والإذاعية والمطبوعة والمنشورة في الصحف وغيرها .
سابعا : أصواتكم واقتراعكم أمانة في أعناقكم في الحياة الدنيا والآخرة . فلا تنتخبوا الفاسدين والمفسدين والسفهاء والظالمين والعنصريين والقبليين والعشائريين والعملاء والجواسيس ، فأنتم الأدرى بهم ، ولا تبخسوا بأنفسكم فلا بكيس طحين أو بأكل المناسف والجاهات ولا بغيره تبيعوا أصواتكم . فإذا بتعتم أصواتكم بهذه الأمور فأنتم لا تسوون سواها ، وهذا هو ثمنكم البخس دراهم أو شواكل أو دناير معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع . بل صوتوا لمن يستحق نيل التصويت لخدمة الإسلام ثم لخدمة القرية أو المدينة وفلسطين المجاهدة المناضلة المكافحة للحرية والاستقلال الوطني بصورة عامة . وحسب قانون انتخابات الهيئات المحلية رقم 10 لسنة 2005 ، وخاصة المادة 62 ، فإن الرشوة وشراء الأصوات ، هي من جرائم الانتخابات التي يعاقب علهيا القانون بالحبس لمدة لا تزيد عن ثلاث سنوات ، أو بغرامة مالية لا تزيد عن 3 آلاف دينار أردني ، أو بكلتا العقوبتين وذلك لمن قدم مالا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو إقراض أو وعد بتحقيق منفعة ، لأي ناخب لحمله على الاقتراع بطريقة الإملاء ، أو لمنعه من الاقتراع . أو طلب مباشرة أو غير مباشرة نقودا أو قرضا أو منفعة ، أو أي مقابل آخر ، سواء لنفسه أو لغيره بقصد أن يقترع على وجه خاص أو يمتنع عن الاقتراع أو يؤثر على غيره للاقتراع أو الامتناع عن الاقتراع . كما حددت المادة 63 من قانون انتخابات الهيئات المحلية الفلسطينية لسنة 2005 عملية التعرض لحرية الناخبين ، بالمعاقبة لمدة لا تزيد عن حبس سنة واحدة أو بغرامة لا تزيد عن ألف دينار أردني ، أو ما يعادلها بالعملة المتداولة ، أو بكلتا العقوبتين ، وذلك لمن استخدم الشدة أو العنف أو هدد باستعمالها ضد أي شخص للتأثير على سير الانتخابات ، أو حرض أو مكن شخصا آخر غير مؤهل من التصويت أو أعاق أو عطل حقوق أي ناخب من الإدلاء بصوته بحرية كاملة أو ألزم أي ناخب بالإفصاح عن اسم القائمة التي انتخبها . وحددت المادة 64 من القانون عقوبة مماثلة ما ورد بالمادة 63 لمن مارس الاقتراع بغير حق بإحدى الطرق التالية : حصل أو حاول الحصول على وثيقة اقتراع باسم أي شخص آخر ، سواء أكان هذا الشخص حيا أو ميتا ، ابرز أو استعمل وثائق مزورة ، أو غير صحيحه للتعريف على شخصه ، أو انتحل أسم أي ناخب آخر أو اقتراع أكثر من مرة في أي محطة اقتراع أو اقترع وهو يعلم بأنه لا يملك حق الاقتراع .
ثامنا : إياكم والتصويت لمن يرتاد المساجد للصلاة قبل مواعيد الانتخابات والدعاية الانتخابية فقط . فالكثير من المرشحين يفترضون ويعتقدون أن مرورهم بالفوز الانتخابي يأتي من الاحتكاك بالناس في بيوت الله قبيل الدعاية الانتخابية ومواعيد الاقتراع في الصناديق . وانظروا وحكموا ضمائركم بالتقاة المصلين والصائمين والمحسنين الصالحين الأخيار في جميع الأوقات ، ولا تنسوا انتخاب الأيدي المتوضئة فهي الأكثر نظافة وألأفضل حملا للأمانة والأكثر
امتثالا للعملية الجماعية وهي الفئة الأكثر تواضعا لله وزهدا ما بايدي الناس في المجتمع .
تاسعا : إياكم والتصويت للمشبوهين أمنيا ، سابقا وحاليا ولاحقا . فقبل الإدلاء بأصواتكم قيسوا قبل أن تغيصوا ولا تستهينوا بأصواتكم بتاتا ، فإذا صوتم للمشبوهين ودعاة الفتنة والإنحراف الأمني ، فإنكم تكونون شركاء لهم مناصفة ، بالنصف بالنصف ، في الفساد الأمني والأخلاقي والمالي . ولا تسكتوا على الحق ، فالحق أحق أن يتبع ولا داعي للهث خلف سراب الوعودات هنا وهناك . وكونوا قوامين لله بالقسط والعدل بعيدا عن الاثم والعدوان .
عاشرا : سارعوا إلى تشكيل القوائم الخدمية المهنية الوطنية والإسلامية والمستقلة والتصويت لها بكل أريحية ، وفتشوا عن القائمة المبدعة الخلاقة ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا الفانية .
حادي عشر : رشحوا النساء الفاضلات اللواتي يتقين الله عز وجل ولا تلتفتوا للنساء المتبرجات الكاسيات العاريات في اللباس ، فكل قائمة تقاس بممثلتها في الحصة النسوية .
ثاني عشر : لا تغتروا بالمظاهرالدعائية الكبيرة للقوائم الانتخابية ، بل صوتوا للأتقاء الأنقياء الأصفياء الأبرار فهؤلاء هم الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .
ثالث عشر : لا تعزفوا عن التصويت ، إلا في الحالات الاستثنائية ، فإذا رأيتم قائمة صالحة لخدمة الجميع ، فزودوها بأصواتكم ليبارك الله لكم وفيكم ، ولتعملوا على التغيير الشامل من الأساس .
رابع عشر : هناك عدة طرق دبلوماسية لمقاطعة التصويت الانتخابي للهيئات المحلية من أهمها : عدم التصويت بتاتا ، أو وضع ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع لا تسر المرشحين .
خامس عشر : ننصح وزارة الحكم المحلي ولجنة الانتخابات المركزية والناخبين والمرشحين ، بعدم ترشيح ممن سبق له تبوأ منصب بالهيئة المحلية لمرتين متتابعتين ، لثماني سنوات ، على شكل تعيين بالمرة الأولى ، وفاز بالانتخابات المحلية بالمرة الثانية ، وذلك لإتاحة المجال لغيره من خدمة البلد .
سادس عشر : ننصح بعدم ترشيح المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة ، وممن تجاوزوا سن التقاعد المرضي أو القسري أو الأمني ، ممن لا يمكنهم القيام بمهام المجلس البلدي او المحلي أو القروي بترشيح أنفسهم وإتاحة المجال لغيرهم للترشيح وخدمة البلد . وكما جاء بالقرآن العظيم : { قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)}( القرآن المجيد – القصص ) .

مشكلات الانتخابات المحلية

تجتاح الانتخابات المحلية ، قبل وأثناء وبعد ، إجرائها ، العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية العامة والخاصة من أهمها الآتي :
أولا : الأحقاد والضغائن المستترة والعلنية بين الأهالي في القرية أو المدينة ، ويظهر ذلك جليا في حمائل القرى والامتعاض الذي ينتشر في حالة الفوز والفشل للمرشحين كنتيجة حتيمة للانتخابات المحلية .
ثانيا : بروز الحروب الداخلية المستعرة بين الأشخاص والعائلات والحمائل والعشائر . وخاصة في التمييز العنصري والقبلي والحزبي في توزيع التموين ( والغنائم ) السرابية المفترضة على سائر المواطنين .
ثالثا : توليد النعرات العائلية والعشائرية والقبلية بين أطفال العائلات . ويظهر ذلك في مقاطعة المشاركة في الأفراح والأتراح .
رابعا : تفتيت فئات الشعب الفلسطيني الواحد ، وخاصة لدى الذين يفكرون بأن الفوز بالانتخابات المحلية هو صك اجتماعي وتأهيل مجتمعي وثراء اقتصادي قادم . وهو في الحقيقة تعب وهم جديد يلقى على كاهل المنتخبين من المواطنين لتمثيلهم وتقديم أفضل الخدمات لهم للنهوض بالأوضاع العامة نحو الحياة الفضلى للجميع .
خامسا : إصابة غير الفائزين بالانتخابات بجلطات أو أمراض طارئة ، والانتقال لأسرة العلاج بالمشافي . وبهذا يجب تجنب التوتر العصبي والنفسي والأخلاقي .

ولهذا يجب التنبه إلى أن الفوز أو الفشل في الانتخابات المحلية الفلسطينية لا يعني الشيء الكثير ، فالأفعال والأقوال ، صغيرة أو كبيرة ، يحاسب عليها الإنسان من رب العالمين ، يوم القيامة ، يوم يقوم الناس لله الواحد القهار ، والملك يومئذ لله ، مالك الملك ذو الجلال والإكرام .
ولا داعي للهرطقات والصراخ والنواح باي حال من الأحوال ، وكل من يفوز هو يمثل الآخرين ، ويجب أن يعمل بموجب هذا الأمر جميع الفائزين ونسيان الماضي الأليم والحشود الاقتراعية من هنا وهناك . وغني عن القول ، إن الفائزين بالانتخابات المحلية لا يمكنهم العمل وحدهم وبحاجة لمعاونة وتبرعات الجماهير الفلسطينية ماديا ومعنويا ، ومشاركة كل المواطنين للتنمية والتنوير والتطوير للخدمات لأن الخدمات العامة تتعلق بالجميع ولا تهم فئة محددة بعينها .
ومن جهة ثانية ، يجب التذكر دائما أن الشعب الفلسطيني بحاجة لرص الصفوف والتكافل الاجتماعي لا التفرقة والانقسام والنزاع والصراع فالجميع تحت سكين الاحتلال الصهيوني . ومن جهة ثالثة ، لا بد لوزارة الحكم المحلي أن تتحمل مسؤوليتها الكبرى في المراقبة والتوجيه للهيئات المحلية الفلسطينية ، وتتحمل هيئة الرقابة العامة مسؤولية وواجب الرقابة المالية والإدارية لتسير البلديات والمجالس القروية السير القويم في ظل القانون والابتعاد عن الجفاء لمواصلة مسيرة الحرية والاستقلال الوطني الفلسطيني الناجز وقيام دولة فلسطين العتيدة .

كلمة أخيرة

لقد كانت الهيئة المحلية الإسلامية ( الحسبة ) نواة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي ، وإصلاح ذات البين ، وتنظيم الأسواق العامة ، وتقديم الخدمات الكثيرة للأجيال الإسلامية في المدينة المنورة ومكة المكرمة والأمصار والبلدان الإسلامية المفتوحة . ويجب أن تتخذها الهيئات المحلية الفلسطينية قدوة حسنة لتنظيم وتسيير شؤون الحياة العامة للناس . وينبغي أن تتمتع الانتخابات المحلية الفلسطينية بالحرية والشفافية والنزاهة ، والابتعاد عن الردح القبلي والسياسي والديني والأخلاقي ، ويجب أن توضع ضوابط أمنية ومنع الفاسدين والمتسلقين أمنيا ومخلفات الاحتلال الصهيوني من المشاركة في هذه الانتخابات ، لعدم اتاحة المجال أمامهم للتاثير السلبي على الناس ، وتشويه سمعة الانتخابات المحلية الفلسطينية . وبهذا الصدد لا بد لنا من القول ، إن النجاح والفوز أو الفشل في الانتخابات المحلية الفلسطينية ، ليست مقياسا عاما وخاصا للتأهيل الشخصي أو الحزبي أو الاجتماعي ، بل هي ثمرة جهود متعددة الوجوه والأشكال : العشائرية والقبلية والسياسية والصداقات الاجتماعية والتعاون بين أكبر شرائح المجتمع الفلسطيني . وقد ينطبق على الانتخابات المحلية الفلسطينية ، المثل الشعبي العربي ( لا كرامة لنبي في وطنه ) كناية عن نجاح ذو الحظوة العشائرية والسياسية وليس بالضرورة هو الأكثر ثقافة وتأهيلا وجهدا لخدمة الصالح العام .
أملين وراجين إنتخابات بلدية وقروية للهيئات المحلية ناجحة وموفقة بإذن الله السميع العليم عز وجل ، وأن يتم انتخاب الأشخاص المناسبين ، ذكورا وإناثا ، لتولي مهام إدارة الهيئات المحلية والنهوض الشامل بأوضاع الهيئات المحلية الفلسطينية وأن يلهمهم الصواب والسداد لخدمة الجميع بلا استثناء .
وندعو فنقول والله المستعان ، كما قال نبي الله شعيب عليه السلام ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
__________________