السبت، 24 أبريل 2010

35 نصيحة ووصية للرحلات الجماعية العائلية والمدرسية والجامعية

35 نصيحة ووصية

للرحلات الجماعية العائلية والمدرسية والجامعية

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
نابلس - فلسطين العربية المسلمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)}( القرآن المجيد – المائدة ) . وجاء في سنن أبي داود - (ج 7 / ص 187) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ " .


استهلال

تكثر الرحلات الجماعية التثقيفية والفنية والترفيهية والعلمية والدينية في فصلي الربيع والصيف ، وتتنوع هذه الرحلات لتشمل الرحلات : العائلية ورياض الأطفال والمدرسية والجامعية والمؤسسية وغيرها .

وتستخدم في معظم هذه الرحلات وسائل النقل البرية كالحافلات الصغيرة أو الكبيرة أو المركبات الصغيرة ، وقد تستخدم في هذه الرحلات السفن أو القوارب ، وهناك الرحلات الجماعية الجوية عبر الطائرات المدنية .
والهدف من هذه الرحلات تحقيق عدة أهداف وغايات لعل من أهمها : التثقيف العلمي ، والترفيه عن النفس ، والتجديد الصحي الجسدي والنفسي ، والتعريف بمعالم البلاد الجغرافية الطبيعية والصناعية والخدمية والتجارية والسياحية ، وتغيير نظام الحياة الرتيبة ، وتعميق الروابط الجماعية بين مجموعات مدنية معينة في المدارس أو الجامعات أو النوادي أو الوزارات أو المؤسسات والشركات وغيرها .
وتستلزم هذه الرحلات الجماعية وجود منظمين أو مشرفين قادرين على إدارة شؤون الرحلة لئلا تنقلب هما وغما بدل الفرح والترويح عن النفس ، فإدارة الرحلة ضرورية لتنظيم سير الرحلة القريبة أو البعيدة ، وجمع رسوم السفر والتنقل وبدل الدخول للمناطق الأثرية والسياحية ، والإشراف الأخلاقي العام على مسيرة الرحلة المبتغاة .
وقد تكون الإدارة المشرفة على هذه الرحلات الجماعية ذات خبرة ودراية في هذا المضمار ، فيستمتع الجميع براحة ورحلة ناجحة وموفقة ، وقد تكون ليس لديها الوعي الكافي في تنظيم سير الرحلة من بدايتها حتى نهايتها فتتأرجح الرحلة بين النجاح والفشل . وتتحمل إدارة الرحلة الجماعية المسؤولية كاملة عن الآداب والأخلاق الحميدة والقيم والمثل العليا لتحقيق غايات الرحلة الموعودة ، والتنفيس عن هموم وغموم المشاركين في هذه التنقلات الداخلية أو الخارجية .

هموم وغموم الرحلات الجماعية


تتعدد المشكلات والعقبات التي تواجه سير الرحلات الجماعية البرية أو الجوية أو البحرية ، أو المشتركة بين الفئات الثلاث ، ما بين الرحلات الداخلية أو الخارجية ، وقد تنقلب هذه الرحلات من أفراح إلى النقيض فتضحي أتراحا تسبب الألم والحزن والحسرة المؤقتة أو الدائمة ، للمتعثرين في الرحلة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، حسب طبيعة المواقف الإشرافية الحازمة والصارمة أو الرخوة والفلتان الأخلاقي والاجتماعي والديني .
وتكون الرحلات الجماعية العائلية والجامعية المختلطة بين الذكور والإناث ، أكثر صعوبة ، وأكثر تعرضا للمشكلات الاجتماعية ، وذلك على النحو الآتي :


الرحلات العائلية

يسعى المنظمون للرحلات الجماعية العائلية ، التي تضم الرجال والنساء والأطفال ، من مختلف الفئات العمرية ، من الرضيع حتى الكبير في السن ، من عائلات واسر متعددة ، إلى تحقيق أهدافها المرسومة ، ولكن هذه الرحلات بحاجة لضبط وربط أكثر من غيرها ، حيث تكثر فيها حالات الاختلاط غير الشرعي ، والأكل الجماعي ، وخلع الملابس العليا للشباب ، مما يسبب التقزز من المشاركين ، وخاصة عند الذهاب للمسابح ، أو في رحلات الصيف الحار ، حيث يختلط الحابل بالنابل ، وتكثر فيها حالات الفساد والإفساد ، فينزل بعض المشاركين في أحواض السباحة أو بسواحل البحر ، إن وجدت ، بملابس داخلية فاضحة ، لكلا الجنسين ، وخاصة في الرحلات ذات النمط الغربي ، فتنكشف العورات ويظهر المستور من أجساد هؤلاء المشاركين ، بصورة جلية وواضحة ، مما يلحق الأذى النفسي ، بالأشخاص المشاركين وعائلاتهم وخاصة الفتيات المراهقات والنساء المحتشمات ، بدعاوى إدخال بعض البهجة الوهمية المفتعلة لنفوس البعض الآخر .

وتزداد المشكلات الاجتماعية والأخلاقية في الرحلات العائلية البرية والبحرية بالاختلاط غير السوي ، وتناول الأطعمة في تجمعات تظهر فيها مفاتن النساء ، وجزء من عورات الفتيات والنساء غير المحتشمات . وتزداد الأمور تعقيدا عند النزول في السواحل البحرية ، للبحار أو الأنهار أو البحيرات الداخلية عند وجود أجانب أشباه عراه ، من الذكور والإناث .
وفي الرحلات العائلية ينبغي أن تتحمل كل أسرة المسؤولية الكاملة عن أفرادها ، الكبار والصغار ، الذكور والإناث ، ولكل أسرة حياة خاصة بها . وتتميز الرحلات الجماعية بوجود الأكل الجماعي والقرب الأسرى ، والمشاركة الجماعية المتجددة في الهواء الطلق .


الرحلات المدرسية ورياض الأطفال

تتطلب الرحلات المدرسية ورياض الأطفال الرعاية السلوكية والاجتماعية الشاملة الجامعة ، من قبل المسؤولين على سير خطوط الرحلة ، فهؤلاء الأطفال الصغار وخاصة لرياض الأطفال ، أو المدارس الأساسية الدنيا أو العليا تتطلب الاهتمام الشديد في بشتى حالات التنقل بين المواقع والمدن والقرى ، في ربوع الوطن ، ويفضل عادة اصطحاب الأمهات أو الأخوات الكبيرات في رحلات أطفال رياض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 – 6 سنوات . وأما في رحلات المدارس للمرحلة الثانوية فتكون فيها مسالة الرقابة والمراقبة على الطلبة اقل ، وأخف وطأة كونهم أكثر تعقلا وأكثر إدراكا لتصرفاتهم ، وإن كانت هذه الرحلات هي من أكثر الرحلات تعرضا للمناكفات بين الشلل والعصابات المتباينة في بعض الحافلات .

على أي حال ، إن للرحلات المدرسية نظاما خاصا في التنقل والدخول والخروج للمواقع الأثرية والسياحية ، عبر المجموعات المؤتلفة لا المتنافرة ، وكذلك يلجأ بعض المشاركين لتنظيم وجبات الطعام الجماعي ، والسباحة الجماعية أو الترحال والغناء الجماعي لإدخال السعادة والسرور إلى أنفسهم . وغني عن القول ، إن مسار الرحلة المدرسية تختلف عن مسار الرحلات العائلية والجامعية والعلمية في كثير من الأحيان فيجب مراعاة هذا الأمر الأساسي ، فالأطفال يحبون التنزه وزيارة حدائق الحيوانات والطيور والملاهي الطفولية الشعبية ، ومدن الملاهي المنتشرة في مختلف المناطق .
وبهذا يمكننا القول ، إن الرحلات المدرسية للإناث هي أكثر نجاحا في عديد الحالات من الرحلات المدرسية للأطفال الذكور ، لأن البنات أكثر إلتزاما بتعليمات إدارات المدارس .


الرحلات الجامعية

هناك نوعان من الرحلات الجامعية ، التي تنظمها الجامعات عبر الكليات والأقسام أو مراكز الأبحاث ، وتتركز هذه الرحلات في :

أولا : الرحلة العلمية : لكلية معينة أو قسم أكاديمي أو تقني معين ، لزيارة مؤسسات أو مصانع ومنشآت صناعية أو اقتصادية أو زراعية أو جامعات أخرى لتمتين الروابط الجامعية بين الطرفين ، وتكون رسوم هذه الرحلات مدفوعة كليا أو جزئيا من إدارة الجامعة . ويتوخى المنظمون لهذه الرحلات الاستفادة من الخبرات العلمية والعملية من الآخرين وكتابة تقارير أو ملاحظات على زياراتهم وتقديمهما للجهات المسؤولة . وقد تكون الرحلات العلمية مشتركة أو مختلطة بين الذكور والإناث أو أقسام وشعب دراسية جامعية . ولا يحبذ مرافقة الغرباء عن الجامعة أو الكلية أو القسم في هذا المجال لتجنب المشاكل .
ثانيا : الرحلات الترفيهية : وهذا النوع من الرحلات ضروري لتعريف الشباب الجامعي على ربوع الوطن ، والترويح عن النفس ، والتعود على الحياة الجامعية اللامنهجية ، لاستكمال متطلبات الحياة الاجتماعية الخلاقة وتعميق العلاقات الجامعية الأكاديمية والشخصية . وتكثر أحيانا في هذه الرحلات الجامعية المشاغبات والاستفزازات ، والتعديات والاستعراضات الشبابية أمام البنات ، وقد يتسبب تأخر طالب وطالبة ( حبيب وحبيبته ) أو خطيب وخطيبته ، أو عريس وعروسه ، في تبادل أطراف الحديث الجانبي في تأخير مسار الرحلة أو تعويقها مما يسبب الامتعاض الشديد من زملاء الرحلة الآخرين . وإذا ما اصطحب بعض المخنثين المشروبات الكحولية فإن زمام الرحلة لا يستقيم أبدا ، وكذلك يفتعل بعض الطلبة المشاغبين الضجيج والغناء والتصفيق والصفير في مؤخرة وسيلة النقل كما يحدث غالبا في الحافلات الكبيرة التي تضم 50 راكبا ، فتنقلب حياة المرحلين إلى جحيم لا يطاق ، وتظهر وتطفو المنغصات على جميع المشاركين ويتمنون الإنهاء الفوري لهذه الرحلة التي تغص بالمنكرات . ولهذا لا بد للأساتذة المشرفين على سير الرحلة من إتباع أساليب الضبط والربط الحازمة في هذا المجال لضمان تمتع الجميع برحلة هادئة وهانئة .

نصائح ووصايا عامة لمنظمي الرحلات الجماعية

هناك 35 من النصائح والوصايا الإسلامية العامة المركزية الأساسية لا الحصرية ، المتلازمة كليا ، التي ينبغي الاستفادة منها لمنظمي ومشرفي الرحلات الجماعية المتعددة الأشكال والأنواع ، لجميع الفئات العمرية ، لينال الجميع القسط المتوخى من الراحة والاستمتاع والاستجمام والترويح الطبيعي ، فتكون رحلة موفقة وناجحة ، وملبية لمتطلبات الحياة الإنسانية ، ومن أهمها الآتي :

أولا : ضرورة التوافق النفسي والاجتماعي بين المشاركين في الرحلة . وتعيين جهة عليا مشرفة على سير الرحلة وعدم تدخل جميع المشاركين في استحداث جهات جديدة في الرحلة .
ثانيا : ضرورة الإلتزام الإسلامي الشامل في هذه الرحلات فيما يتعلق بالفصل بين الذكور والإناث في الجلسات المتباينة للعائلات والأسر ، وضرورة التقيد بالشرع الإسلامي فيما يخص اللباس والأطعمة والأشربة . فلا يجوز أن تكون المشاركات في هذه الرحلات كاسيات عاريات ، ولا يجوز اصطحاب الخمور بأي حال من الأحوال .
ثالثا : تجنب تنظيم الرحلات أيام الجمع لتجنب ضياع صلاة الجماعة وخطبة الجمعة المعهودة إسلاميا . وكذلك تحاشي تنظيم الرحلات الجماعية بكثافة في المناسبات الدينية والقومية والوطنية العامة .
رابعا : ضرورة دفع جميع المشاركين في الرحلة الرسوم المالية المتشابهة ، وعدم استغلال تنظيم الرحلات للكسب المادي كما يتم في تنظيم رحلات العمرة بين الحين والآخر من شركات تجارية بائسة .
خامسا : التوافق العمري بين الفئات المشاركة في الرحلة ، ويستثنى من ذلك الرحلات العائلية . فلا يجوز مشاركة طلبة الجامعات مع طلبة المدارس أو رياض الأطفال بصورة فجة ، لغياب التوازن الزمني بين عقليات الفئات المستهدفة من الرحلة . ولا ينبغي تنظيم رحلات مختلطة لطلبة المدارس من الفئات المراهقة ، فيكون الطلبة والأهل على أعصابهم .
سادسا : تحديد نوعية الرحلة الجماعية : علمية أو ثقافية أو فنية أو تراثية أو استجمامية أو ترفيهية أو مختلطة لتجنب الوقوع في متاهات متباينة ومغايرة .
سابعا : ضرورة اصطحاب الأكل والشراب واللباس من البيوت وعدم الالتهاء في شراء جميع الحاجيات من مواقع الرحلة بصورة عامة ، لأن توفير الأطعمة والأشربة الشهية والألبسة من البيوت تساعد في الاستقرار النفسي ، والتوفير المادي ، وكسب الوقت وعدم إضاعة الوقت في التسوق من هذه المدينة أو تلك بأسعار خيالية مرتفعة . وكذلك هناك فئات تضيع وقتها في عملية النش لشوي اللحوم وإعداد الطبيخ ، وكأن الرحلة جاءت لإعداد وجبة غذاء دسمة ، وتنافي ذلك مع أهداف الرحلة الجماعية . فيفترض توفير المأكولات من البيوت وطهي اللازم منها وشويه مسبقا .
ثامنا : الابتعاد عن الاحتكاك العائلي المحموم بين الأطفال الصغار لئلا تنقلب الرحلة إلى هم وغم لبعض الأفراد مع ما يعكس ذلك على مجموع المشاركين في الرحلة . وضرورة مراقبة الصغار لإبعادهم عن أماكن الخطر المحدق في الحفر والجبال والماء .
تاسعا : الإعلان عن سير الرحلة الجماعية بصورة مسبقة ، وإعلام الجميع عن التكاليف التقريبية للرحلة لتحاشي الإحراج ، فيما يتعلق برسوم دخول بعض المواقع الأثرية أو المسابح والمناطق السياحية ومدن الملاهي الإجبارية .
عاشرا : انتقاء وسيلة النقل العصرية الحديثة لتجنب الأعطال في الحافلات أو المركبات أو السكسك الحديدية أو السفن وغيرها . وتفقد هذه الوسائل قبل استئجارها .
إحدى عشر : ضرورة إلتزام جميع المشاركين بالرحلات الجماعية بتعليمات ووصايا المشرفين على الرحلة من سلوكيات أخلاقية ودينية واجتماعية وزمنية ، ليستفيد المشاركون فيها من المعلومات الجغرافية والتضاريسية المتعددة في أنحاء الوطن ويقضوا أوقاتا بهيجة سعيدة حميدة في زمن الرحلة المحدود .
إثنتا عشر : ضرورة جمع الرسوم المالية ودفعها لإدارة الشركة أو الحافلات مسبقا لتجنب الاختلاف وتملص بعض المشاركين من دفع ما يترتب عليهم . وفي الرحلات الجماعية المؤسسية المدفوعة الرسوم والتكاليف جزئيا أو كليا من المؤسسات أو الجامعات أو المراكز العلمية المتعددة ، لا مشكلة في هذا الأمر للركاب المشاركين في الرحلة بل تكمن المشكلة بين المؤسسة وإدارة الشركة التي يستخدم فيها الراحلون وسيلة النقل المعنية : الحافلات البرية أو السفن البحرية أو الطائرات .
ثلاثة عشرة : الإتفاق المسبق على مكان التجمع الأولي الرئيسي والانتهاء النهائي الأساسي من خط سير الرحلة لتحاشي الاختلافات في هذا الأمر . وتجنب دخول الأماكن المكتظة بالسياح الأجانب ، والابتعاد عن أماكن اللهو الماجنة لتحاشي التأخير والوقوع في الفتن والمشاكل المفاجئة .
أربعة عشرة : عدم تدخين السجائر أو الشيشة في وسيلة النقل المستخدمة ، وعدم إفتعال الإزعاج داخل الحافلة وتنكيد حياة الآخرين .
خمسة عشرة : تحديد المقاعد الثابتة في وسيلة النقل وفق أسبقية الدفع ، وعدم الاختلاف على أمكنة الجلوس ، الأمامية والوسطى والخلفية ، قرب الشبابيك أو بعيدا عنها ، فكل فرد يجب أن يجلس في مكانه المحدد طيلة فترة سير الرحلة وعدم التنقل بين مقاعد وسيلة النقل لأن ذلك يولد حساسية مفرطة وتداعي المشكلات الطارئة .
سادسة عشرة : التعويد والانتظام في مسلكيات اجتماعية جماعية عربية إسلامية ملتزمة في تناول الأطعمة والأشربة وترديد الأناشيد أو الأغاني الهادفة والابتعاد عن الأغاني الهابطة لتحاشي الإحراج والابتذال في هذا الأمر .
سابعة عشرة : التنويع الجغرافي والتوزيع الزمني ، في زيارات الرحلة على أن لا يكون معظم الوقت بالانتقال والترحال وخاصة في الرحلات البرية ، فيبدو الأمر مزعجا ومتعبا ، والرحلة لم تنظم من أجل التعب بل للمتعة والاستجمام والاستفادة والترويح عن النفس .
ثامنة عشرة : تنظيم زيارات للمقدسات والآثار والأماكن الدينية للإطلاع على حضارة الأمة السابقة ، لاستلهام المستقل المشرق للأمة . وفي الرحلات البحرية يتم انتقاء الأفراد المشاركين في السفن أو القوارب مع اصطحاب سباحين مختصين .
تاسعة عشرة : عدم تصوير اللقطات الجسدية الفاضحة عند السواحل بالفيديو في الهاتف الجوال ، وتوزيعها وبثها عبر الهواتف الخلوية المتنقلة ، والتقليل من المزاح والهرج والمرج في وسائل النقل والأماكن العامة .
عشرون : الابتعاد عن الأماكن المحظورة كقمم الجبال المرتفعة ، أو الدخول لأماكن السباحة الممنوعة لتجنب حدوث وفيات في الرحلة ، مع ما يجلبه ذلك من إنفعال مأساوي تراجيدي وندم على المشاركة في مثل هذا النوع من الرحلات ، وما يتبع ذلك من تحقيق وملاحقات أمنية شرطية وعائلية للقائمين والمشاركين في الرحلة .
إحدى وعشرون : عدم إرهاق الأطفال في الرحلات لتجنب الدوخة والدوار ، وتنظيم الاستراحة بين مختلف المواقع المزمع زيارتها . واصطحاب أكياس بلاستيكية تحسبا لمراجعة الأطفال وعدم توسيخ ثيابهم .
إثنتان وعشرون : عدم زيارة الأماكن ذات الرسوم الخيالية لدخولها ، مما يرهق الآباء والأمهات ، من النواحي المادية وسط إصرار الأطفال على دخولها .
ثلاث وعشرون : إدخال بعض الفئات المهملة والمهمشة في مسيرة الرحلة مجانيا ، كالأيتام والفقراء والمعدمين ، لترسيخ مبادئ المسؤولية الجماعية ، والعدالة الاجتماعية وإبعاد شبح الحرمان الترويحي والترفيهي عن هذه الفئات المحرومة وذلك بما لا يضر بميزانية الرحلة .
أربع وعشرون : إتباع النظام والانتظام في الدخول والخروج ، لوسائل النقل ، ودخول المناطق المبتغاة ، والابتعاد عن حالة الفوضى ، والإلتزام بالتعليمات المرقومة والمرسومة على اليافطات والآرمات بالشوارع والأماكن المحظورة لمصلحة المرتحلين العامة .
خمس وعشرون : عدم التسلق للأشجار العالية ، أو غزو الحقول والبساتين المزروعة بمختلف أنواع الثمار ، في شتى فصول السنة ، لتجنب الضرر الصحي ، حيث قد تكون بعض الأشجار أو الثمار مرشوشة بالمبيدات الحشرية ، وتناولها يسبب حالات التسمم الجماعي .
ست وعشرون : إختيار الفصل والوقت المناسب لتنظيم الرحلات الجماعية ، وكل منطقة لها طبيعة مناخية مختلفة عن الأخرى كالمناطق الساحلية والداخلية وذات التضاريس العالية أو الصحاري والأغوار . فليس من الضروري مثلا أن يتم تنظيم الرحلة في أيام العطل الأسبوعية ، بل من الأفضل والأمثل إنتقاء أوقات غير العطل الأسبوعية والأعياد الدينية والقومية والوطنية ، لتنظيم الرحلات وذلك حسب طبيعة الرحلة والفئات المستهدفة فيها .
سبع وعشرون : يحبذ عدم إصطحاب المرضى والمسنين ، في الرحلات الجماعية ، وتنظيم رحلات صغيرة خاصة بهم ، لئلا يضايقون غيرهم ويتضايقون من غيرهم في الآن ذاته .
ثمان وعشرون : اصطحاب الميكروفونات المتنقلة للنداء والمناداة على المشاركين في الرحلة ، واستعمال إذاعات وسائل النقل الداخلية لتوجيه المرتحلين ، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة . وكذلك تنظيم مسابقات ثقافية عامة وتوزيع الجوائز على الفائزين أثناء التنقل لإضفاء المتعة على الرحلة . وفي هذا المجال لا بد من إعداد المعلومات الضرورية حول الأماكن المزارة ، لترسيخ أواصر الترابط الجغرافي والطبيعي والإنساني والتاريخي والحضاري وبثها وإعلام المشاركين بها .
تسع وعشرون : إتاحة المجال أمام المشاركين في الرحلة من تأدية الشعائر والطقوس الدينية الإسلامية بصورة جماعية . وتنظيم احتفالات رمزية أو ترديد أناشيد وطنية وإسلامية جماعية لإدخال الفرحة والسرور إلى نفوس المشاركين بالاتفاق المسبق مع بضع المختصين المشاركين بالرحلة ، وتجنب غناء الأغاني الهابطة السافلة .
ثلاثون : تأمين الأمتعة والأمانات من النقود وبطاقات الهوية الشخصية بصورة آمنة قبل النزول للمسابح ، ومراقبة الأطفال خوفا من الضياع .
إحدى وثلاثون : اصطحاب أدوات الرحلة للتسلية والترفيه : أدوات السباحة وبعض الألعاب الخفيفة كالشطرنج وكرة القدم والطائرة والتنس .
إثنتان وثلاثون : لبس الألبسة المناسبة لطبيعة كل فصل من فصول السنة ، وحسب الطبيعة المناخية لكل منطقة ، لتحاشي لفحات البر أو ضربات الشمس .
ثلاث وثلاثون : الحصول على التراخيص الأدبية والأمنية اللازمة المكتوبة غير الشفهية ، للرحلات قبل إنطلاقتها ، من الجهات المختصة كالوزارات والجامعات والأجهزة الأمنية والسياحية وموافقة الأهالي على خطوط سير الرحلات .
أربع وثلاثون : الإنطلاق بالرحلة بساعة مبكرة من اليوم ، وعدم مواصلة الرحلة لساعات متأخرة من الليل لتمكين الجميع من الرجوع الآمن للبيوت ، لفئات الأطفال والفتيات والنساء ، وللشباب من ذوي الإقامات البعيدة عن خط سير الرحلة .
خمس وثلاثون : الإطمئنان على دخول جميع الركاب لوسيلة النقل بعد النزول لموقع معين ، وتسمية أسماء الأطفال في الرحلات المدرسية ورياض الأطفال ، ووصول جميع المرتحلين لديارهم سالمين .


كلمة أخيرة

والله رب العالمين نسأل أن يمن علينا وعليكم برحلات إيمانية إسلامية مريحة ، آمنة ومستقرة ، فهو الحميد المجيد ذو الجلال والإكرام ، ونأمل للجميع رحلات هادفة وملتزمة وموفقة وناجحة ، لينعموا بالجو الجميل والمناخ الطبيعي المناسب ، والترويح الاجتماعي والصحي والنفسي الجماعي والفردي الجامع والشامل ، لتكون إنطلاقة جديدة بحياة المستجمين في ربوع الوطن . ورحلات صيفية باتجاه سواحل البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات ، ورحلات برية ربيعية متفتحة في ربوع اليابسة الخلابة ، ورحلات شتوية في المناطق الغورية ذات الحرارة المرتفعة ، ورحلات جوية ممتعة بطائرات حديثة ، للأماكن الممتعة المشهورة في العالم . وطوبى ومرحى للمستجمين والمروحين عن أنفسهم وفق تعاليم الرسالة الإسلامية العظيمة . وطوبى للذين يشدون الرحال للمساجد الإسلامية الثلاثة : المسجد الحرام بمكة المكرمة ، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، والمسجد الأقصى المبارك في بيت المقدس بالأرض المقدسة ، لينالوا النعيم الدنيوي والأخروي عند رب العالمين ، وتتجدد حياتهم الروحية والبدنية نحو العلى والأعالي .

وأدعو فأقول والله المستعان ، كما نطقت الآيات القرآنية الكريمة : { قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}( القرآن المجيد – هود ) .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: