الخميس، 25 فبراير 2010

الذكرى السادسة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل

الذكرى السادسة عشرة

لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل

( 25 / 2 / 1994 – 2010 )

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله العزيز الحكيم الوهاب جل جلاله : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) }( القرآن المجيد ، المائدة ) .

استهلال

يصادف يوم 25 شباط – فبراير ( 1994 – 2010 ) الذكرى السادسة عشرة لإرتكاب المجزرة الوحشية اليهودية في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة خليل الرحمن بفلسطين الأرض المقدسة . وقد نفذ المجرم اليهودي باروخ غولد شتاين عضو عصابات ( كاخ ) اليهودية الصهيونية الإرهابية مجزرته بتواطؤ ودعم قوات الاحتلال الصهيوني بصلاة فجر يوم الجمعة 15 رمضان 1414 هـ / 25 شباط 1994 ، برشاش صهيوني لئيم حاقد ، عن سبق الإصرار والتعمد والترصد ، وذهب ضحية المذبحة وسط الخليل 29 شهيدا قضوا نحبهم إرتقت أرواحهم إلى السماوات العلى ودفنت جثامينهم الطاهرة في مقابر الخليل في الأرض ، ونقل 300 مصل جريح إلى المشافي الفلسطينية وهاجت الدنيا وماجت في فلسطين بأسرها من هول المذبحة الصهيونية الرهيبة ضد الآمنين الراكعين الساجدين الصائمين في بيت من بيوت الله المتمثل في الحرم ( المسجد ) الإبراهيمي الشريف ، وانتفض بل ثار المصلون في ساحات وباحات المسجد الأقصى المبارك بمئات الآلاف ومئات المساجد الإسلامية في البلاد حيث خرجوا بعد صلاة الجمعة بمسيرات ومظاهرات جماهيرية حاشدة للتنديد واستنكار هول الجريمة الصهيونية البشعة ضد المؤمنين المسلمين في ارض الله المقدسة .

جريمة باروخ غولد شتاين اليهودية ضد المصلين الساجدين

ولم يرتكب هؤلاء الثلة من المصلين المسلمين الفلسطينيين أي ذنب أو جرم ليغتالوا من السفاح اليهودي غولدشتاين ومناصريه وزمرته من خلفه ، بهذه الطريقة البشعة من الإجرام المنظم ، بل كانوا يعبدون الله ، ساجدين على سبعة مواقع جباههم وأيديهم وركبتيهم وأرجلهم في سباعية إيمانية موحدة لرب العالمين دوما ، وهم مسالمين فجاءت حراب الاحتلال الصهيونية الغادرة لتجتث وتحصد أرواحهم من أجسادهم قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، لتصعد إلى بارئها راضية مرضية لا يشوبها أي شائبة . وقد قتل المؤمنون الإرهابي باروخ غولد شتاين بدهسه بالأقدام العارية فانتقل إلى الجحيم وأنتزعوا روحه الشريرة لتنال عقابها الآني قبل الأخروي وما كان من قوات الاحتلال الصهيوني إلا أن استدعي المصلون وحوكموا أمام محاكم عسكرية صورية ظالمة بسبب دفاعهم عن أنفسهم وهم عزل من السلاح .

تقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف 1994

لقد أراد المجرم الصهيوني المتطرف شتاين ، الذي مجد وبني له اليهود قبرا كبيرا في مستوطنة كريات أربع قرب الخليل أصبح ملاذ من الزمرة الحاقدة ضد أهل البلاد الأصليين أراد أن يثني المسلمين عن العبادة وأن يتخذ يهود وصهاينة فلسطين المحتلة الحرم الإبراهيمي الشريف الذي كان ملكا من أملاك المسلمين الخالصة ، موئلا ومعبدا بل كنيسا كبيرا لهم ، وهذا ما كان حيث شكلت لجنة إجرامية صهيونية رسمية قررت تقسيم المسجد الإسلامي بمساحته 2000 م2 ، إلى جناحين غير متساويين ، وفق قسمة ظيزي ظالمة من جذورها ، حيث منح الجناح الأكبر بمساحة 1400 مترا مربعا على طبق من ذهب للمستوطنين اليهود ، وأبقي على الجناح الأصغر للمسلمين بمساحة 600 مترا مربعا ، وكانت تلك السابقة لتقسيم بيت من بيوت الله للمسلمين إلى ديانتين سابقة هي الأولى من نوعها في العالم ، في تعد همجي وحشي بربري ظالم سافر وخطير مجددا على حرمة المساجد والمقدسات الإسلامية في الأرض المقدسة . ليس ذلك فحسب بل تم إتخاذه من وراء الكواليس ، بمنع المسلمين من تأدية شعائرهم الدينية والعقدية في المسجد الإبراهيمي بالخليل أيام أعياد اليهود الصهاينة بفلسطين المحتلة التي يزيد عددها عن الثلاثين عيدا يهوديا . وكذلك وضعت أجهزة التفتيش والمراقبة البشرية والإلكترونية الصهيونية حتى الآن في بيت الله في مدينة خليل الرحمن . وبهذا الصدد نستحضر الآيات القرآنية المجيدة ، حيث يقول الله الحي القيوم عز وجل : { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)}( القرآن المجيد ، البقرة ) .

الذكرى السادسة عشرة للمجزرة .. والضم الصهيوني للحرم الإبراهيمي الشريف

وفي الذكرى السادسة عشرة للمجزرة الرهيبة ضد المسلمين في الحرم الإبراهيمي الشريف خرج علينا حكام تل أبيب ، بزعامة رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتانياهو بضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلا بن رباح ( ما يطلق عليه يهود فلسطين المحتلة قبة راحيل زورا وبهتانا ) رسميا للمناطق الأثرية والثقافية الصهيونية التي تهيمن عليها دائرة الآثار الصهيونية . وتم تخصيص أكثر من 100 مليون دولار أمريكي لتطويرها ، واستكمالا لمصادرتها . ويأتي هذا القرار العنصري الجديد ( قرار الضم ) استكمالا للدور الصهيوني الأول الذي شرذم وقسم الحرم الإبراهيمي لشطرين كبير وصغير ، وتخصيص الجزء الكبير ليهود فلسطين المحتلة . هذا مع العلم أن الحرم الإبراهيمي الشريف منذ غابر الأزمان هو بيت من بيوت الله يؤدي فيه المؤمنون المسلمون في محافظة الخليل خصوصا وفي الأرض المقدسة عموما شعائرهم الإسلامية في مختلف أيام السنة . وجاء هذا التعدي المضاعف الأول والثاني ، ليزيد الطين بلة ، ويمرر هذا الأمر ليكون مثالا حيا ليهود فلسطين المحتلة في الهيمنة المزعومة المنتظرة على المسجد الأقصى المبارك الذي يزعم اليهود أنه ( جبل الهيكل ) تمهيدا للولوج لثالث المساجد الإسلامية العالمية زيارة وتعظيما . يقول الله الواحد القهار :
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) }( القرآن المبين ، البقرة ) .
وفي ظل الحكم الصهيوني الجائر ، بتقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف ، في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة بفلسطين ، عام 1994 ، وتعنت يهود فلسطين المحتلة وتجبرهم في هذا الأمر ، حتى الآن وضمه للمواقع ( التراثية – الثقافية ) التاريخية مؤخرا في 21 شباط 2010 ، للهيمنة الرسمية الصهيونية ليكون جزءا من الكيان الصهيوني ( دولة إسرائيل ) ، بجلسة للحكومة الصهيونية ، وتنظيم زيارات دينية مستمرة لهذه المواقع العربية الإسلامية الفلسطينية لاستفزاز الفلسطينيين بصورة دائمة . وفي ظل صمت المجتمعين الإقليمي والدولي ، الذين لا يحركان ساكنا تجاه هذه المسألة ، باستثناء بعض الفقاعات الإعلامية ، هنا وهناك ، فإن حكم الله العادل أعد العادلين وأحكم الحاكمين ، هو النافذ بأن هذا المسجد هو بيت من بيوت الله للعبادة شاء من شاء وأبى من أبى .

ضم الآثار والمقدسات الإسلامية .. وحديث الإفك الصهيوني الجديد

هناك خطة يهودية صهيونية جهنمية ، للهيمنة على المساجد والمناطق الأثرية العربية المسلمة في الضفة الغربية المحتلة بفلسطين ، كما كانت بدأت منذ عام 1948 عام الإقتلاع والتشريد والتهجير ، حيث تم استيلاء اليهود على مئات آلاف المساكن العربية ، وكذلك الهيمنة على 1200 مسجد إسلامي ، جرى تحويل بعضها لبارات وملاه ليلية ومتنزهات وحدائق عامة ، ومواقف سيارات ، وحظائر ومزارع أبقار وحبش ، ومتاحف ، ومعابد يهودية وغيرها . وفي العصر الحالي ، بدأت حكومة الكيان الصهيوني بتل أبيب ، بضم الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل ومسجد بلال بن رباح ( قبة راحيل المزعومة ) في بيت لحم في 21 شباط 2010 ، ثم لاحقا ضم عدة مناطق في محافظة نابلس من أهمها : قبر يوسف الصديق ( مقام الشيخ يوسف دويكات في نابلس ) قرب بلاطة البلد وضم مناطق سياحية وأثرية رومانية في سبسطية وجبل جرزيم أو الطور ( مستوطنة براخة ) وغيرها . ثم ضم المسجد الأقصى المبارك لاحقا في الخطوة الأخيرة . وهذا ينذر بحرب دينية مقدسة مدمرة أو إنتفاضة فلسطينية ثالثة ليست كسابقتيها ، الأولى والثانية ، بين يهود فلسطين المحتلة والمسلمين في فلسطين . وكل الحجج والدعاوى للضم الصهيوني هو ( أنها مناطق وبؤر تراثية ثقافية يهودية صهيونية قديمة ) وهذا حديث الإفك الصهيوني الجديد في فلسطين .

إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ

يقول الله العدل الحق المبين : { قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) }( القرآن العظيم ، الأنعام ) .
وفي نهاية المطاف ، إذا كانت عملية الهيمنة والاستيلاء على الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة خليل الرحمن تتم في ظل الحراب الصهيونية المتوهجة ، فإن الحكم والأمر لله ، وسيدمر الله الواحد القهار العزيز ذو انتقام ، الظالمين والفاسقين والكفرة الفجرة الذين استولوا على مساجد الأمة الإسلامية في عقر دارها .
يقول الله السميع العليم تبارك وتعالى : { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)}( القرآن العظيم ، الحج ) .
آملين كل السلامة والطمأنينة والاستقرار ، للحرم الإبراهيمي الشريف ، في ظل الإسلام العظيم ، دين الله الخالد ، وصلوات خاشعة للمؤمنين المسلمين في الأرض المقدسة ، ومدينة الخليل إبراهيم عليه السلام في الحرم الإبراهيمي الشريف وغيره من بيوت الله في فلسطين المباركة . وسيأتي اليوم الذي يخرج فيه الدخلاء من الأرض المقدسة ويغادرون لمواطنهم الأصلية في قارات العالم الست بعد إنتهاء الاحتلال والظلم والظلام في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس إن شاء الله رب العالمين .

إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ

وقد خاطب الله القوي العزيز المسلمين وحضهم على مجاهدة الظالمين المشركين قائلا : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)}( القرآن العظيم ، التوبة ) .
كلمة أخيرة
وأخيرا ، نقول طوبى ثم طوبى للمرابطين في أرض الرباط ، وطوبى للراضين في النعماء والصابرين في الضراء ، والذين يعبدون الله في جميع الأحوال بلا استثناء ، وطوبى للذين يعمرون مساجد الله ويحمونها من صلف ووحشية الدخلاء الطارئين الآتين من أشتات العالم وقارته الصماء .
يقول الله الحق المبين ، ناصر أصحاب الحق ، ليزهق الباطل بعد حين : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) }( القرآن المجيد ، الجن ) .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: