الجمعة، 5 فبراير 2010

الإمبراطور الجامعي الجديد .. مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ

الإمبراطور الجامعي الجديد ..

مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله الحميد المجيد جل جلاله : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)}( القرآن المجيد ، ق ) . وجاء في صحيح مسلم - (ج 9 / ص 347) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا " .

استهلال

هذه تذكرة لتعيها آذان واعية ، وتراها عيون مبصرة ، وتخشع لها قلوب خاشعة ، وتلهج بها ألسن صادحة ، وتعتبر بها نفوس مرضية وراضية بها ، لنشر الحق والحقيقة ، ومحاربة الدجل والنفاق ، فقد حكي أنه في قديم الزمان وسالف العصر وهذا الأوان ، جاء الإمبراطور الجامعي الجديد ، فحل ضيفا على الأسرة الجامعية مرحبا به ومكرما ، وخطب في الجموع خطابات عنكبوتية واهية لا أصل لها وفصل على أرض الواقع ، وبعد مضي وقت قصير قلب الأمور والموازين ، فتنكر للحب والوئام والاستقبال الرنان ، والإعلام الطنان ، فخذل الممثلين للشعب ، من نخبة المواطنين ، وسلك طريق التوفيق والتفريق والتمزيق بين المواطنين ، بالنار والحديد .. بالترغيب والترهيب ، وبشراء الذمم والفحول والقول المعسول ، والدفع المالي بمخالفة الأصول ، والترقيات بالحمص والفول ، وتوظيف وتنصيب الولاة الجدد من الدارسين بالغرب من شتى الآفاق والسدد ، ولم يحد الحدد ، فقد إبتدأ صولاته وجولاته في الحرم الجامعي الجديد ، وكان سابقا في جامعة أخرى ، ويتناوب العمل في شركات السيارات ذات الدفع بالتقسيط على اختلاف المدد ، فجاء يطمع بالتمديد .. وفي طرق التزود بالمال على سبيل التحديد فلم ينل حب الحصيد ، كما تمنى ، فبغى ما بغى ، وتسلق الجبال مع أهل المشأمة الكبار في البلاد خارج الجامعة عبر الترديد ثم الترديد ، شمالا باتجاه حب الحصيد ، ولكن هذه المرة وجد طائفة من الناسكين ليسوا من عبدة الإنس أو الشياطين بل من عباد الله الحميد المجيد .. فأنكر ما سبق من بناء وتشييد بشري وعمراني عبر السنين الخالية ، وأخذ ينشد هكذا أناشيد ، وتبختر وتمختر وسط طريقين وكأنه الطريق الثالث المعوج الأمريكي الجديد .. وقال مخاطبا الجمع في البساتين والكرم وسطه الكرم العنيد ..


إنا الإمبراطور الفريد السديد السعيد الشديد

أنا الإمبراطور الجامعي الجديد .. جئت لأبني الجامعة وأطورها من كلية صغيرة وأعمرها من جديد ، وأجعلها تطلب الموظفين الجدد حسب ما أرى وما أنا عليه فلن أحيد ، وأنا الأول في الرئاسة الجامعية على سبيل التجديد والتمديد والتحديد ، فقيدوه كتابة بالقيد فلا تنسوا هذه المكرمة العالية من الباب العالي بالتحديد ، فالبناء السابق هافت ما لكم يا أهل الشمال الثائر العنيد ..
هذا البناء الجامعي سنشيده ونعمره من جديد ، ويا أيها القدامى سنستورد لكم كما كبيرا من الموظفين من أتباعي وزمرتي لأكون بذلك سعيد .. وهاكم قد أردت لكم العمل وسط الضبابير والبساطير في فصول السنة الأربع منذ الصيف والخريف والشتاء والربيع غير المديد .. وخذوا مني الوعود تلو الوعود ولا يهمني يوم الوعيد ولم أطلب منكم تصديقي يا أيها السابقون فأنا لم آت لكم بالجديد .. فالجديد هو المفترق الثالث سنمر به عبر الجبال والسهول والوديان والأنفاق ولا نعتذر ولن نقدم لكم الأسف الشديد ..
ولا تبنسوا ببنت شفة ، سرا وعلنا ولا تعارضوني فيما أقول وأبدع لكم الكلام السديد ، ولا أريكم إلا ما أرى ، ولا حرية للكلمة والتعبير ، ولا للتعددية الفكرية والاجتماعية ، ولا للديموقراطية ، ومن يخالفني سأقطع رأسه من الوريد إلى الوريد .. ولا تحسبوا أني لا أحسن نشد الأناشيد .. فعيوني وعسسي ومخابراتي في الساحات والباحات ومن اشتريتهم بالدولار كالمراهم التي جسدتها تجسيد .. وسوف أعاقب كل من يخالفني ، ولا يتبعني بتوقيفه عن العمل ، وأجزيه المكأفاة بالراتب بدون العمل فهذا هو القرار الجديد .. أو أعاقبه فأقطع رزقه القديم الجديد .. وسألحقه بما تسمونه في أدبياتكم وإعلامكم وحلكم وترحالكم ، بالرئيس الراحل الشهيد مفجر الثورة ضد العتاة البغاة ، الذي كان يردد في الحصار المدمر الأخير : يريدونني طريدا أو أسيرا .. وأقول لهم شهيدا .. شهيدا .. شهيدا .. أو ألحقه بالشيخ القعيد .. فهو الذي خط طريقا للجهاد كما تسمونه وتطلقون عليه الشهيد .. الشهيد .. الشهيد .. فاستعدوا لنيل لقب الشهيد .. بالزمن القريب أو البعيد ..
النشيد الإمبراطوري
أنشودة النشيد

يحيا الإمبراطور الجديد .... يحيا الإمبراطور الجديد
يعيش الإمبراطور السعيد ..... يعيش الإمبراطور السعيد
إنه باني الأمة وباعث التجديد ..... إنه باني الأمة وباعث التجديد
هو باني المدارس والحصون والقلاع ..... ونبايعه على استمرار الحكم بالتمديد
فلا انتخابات ولا سخافات وهموم ..... بل التعيين هو الطريق القويم المديد
وسنقتل كل المتمردين والإرهابيين ..... ونجسد الديموقراطية كل التجسيد
والزنازين والسجون للعصاة المناهضين ..... فهذه هي إستراتيجيتنا وعنها لن نحيد
ونقمع كل من يخالفنا وينافسنا ..... ونضعه في الجمر الحار والتكييف والتبريد
فالخبز والماء والطيبات من الأكل لنا ..... وسنقصر أكل المعارضين على الثريد
ونبجل ونحترم كل من يحترمنا ..... ونعاقب كل من يدعي الرأي السديد
ونشجع السفور والفجور والتعري ..... فهذا هو الوعد والعيد والوعيد
ونضمن العمل والمال والأمل لمن ينضم إلينا ..... ونعطي له العطايا ونعطيه لقب العميد
فإمبراطوريتنا سائرة نحو التجديد ..... والرايخ الثالث ليس منا ببعيد
فهذه هي أنشودتنا القومية ..... فهي زغرودتنا وهي نشيدة الأناشيد
سنزرع الوديان والسهول والجبال ..... ونقطف العنب بالشتاء ونحصد حب الحصيد
فهذه سياستنا في الشعب وللشعب ..... ومن يخالفنا نذيقه العذاب والألم الشديد
لنعيش في المجد التليد ..... لنعيش في المجد التليد
يحيا الإمبراطور الجديد ..... يحيا الإمبراطور الجديد
يعيش الإمبراطور السعيد ..... يعيش الإمبراطور السعيد
فهذه الأنشودة القومية للنشيد ..... فهذه الأنشودة القومية للنشيد

صفقوا في الاجتماعات كافة يا أهل النفاق الجديد

ويا أيها الجمع تجمعوا لي وصفقوا لي في الاجتماعات والمهرجانات والخطابات والمسرحيات وغيرها ، كما كان يفعل الفوهرر أدولف هتلر زعيم الرايخ الثالث القريب البعيد .. في كل مكان أحضره ولا تتركوني يا حراسي وحدي لأنني خالفت قول الخليفة الإسلامي المشهور ، عمر الفاروق المسلم في الزمان البعيد .. عدلت فأمنت فمنت تحت الشجرة .. واضعا الحجر تحت رأسي ، ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، فقد نادي لتحرير العبيد .. فلنا بإمبراطوريتنا الكبيرة المجد والتمجيد ، ونزرع البلاد بالزرع ونسمده بالتسميد .. ونحرم منه معارضينا ونبجل به منافقينا وفق ديموقراطيتنا بالتأكيد .. لننال كل الدعم والتأييد .. ولو استخدمنا كل أنوع وأشكال الهجوم العسكري والاقتصادي والسياسي والثقافي والإعلامي ، ضمن سياسات التهديد والوعيد .. ولا نهاب الموت في سبيل مبادئنا لنحوز على البراءة والإختراع والتجديد .. فهذا هو بيت القصيد .. فهذا هو بيت القصيد ..

إحرسوني فأنا الإمبراطور وعليكم التأييد

ويلكم أيها الأتباع فإن جموع الشعب الثائر ستأكلني لأنني جبار عليهم وأريد تعويدهم على شد الأحزمة على البطون والتقشف ، والصبر على الجوع ، ولا أوافيهم بالنبأ السعيد .. جهزوا الاحتفالات والمواويل واستقبلوني بطريق جديد ، بالطريق الثالث الملتوي كالحرباء ، لا بالطريق الأول الفاتح الواسع ولا بالطريق الثاني المتحمس بالزغاريد .. ومهدوا لي الطريق الخارجي الثالث للولوج والخروج بعيدا عن أعين الناس من الفقراء والمساكين والمحتاجين ومن هم مخلصين ومثابرين للوطن البعيد .. وضعوا على طريقي الثالث المخصص لي بالتمام والكمال البساط الأحمر لا الأحمدي كي أمر عليه بسرعة البرق وجبي الذي يملأ جيبي بالدنانير والدولارات والبنزين الجاهز المجاني كي أشق طريقي بين الجبال والسهول والوديان يوميا في جولة جغرافية يقوم بها إمبراطوركم الجديد .. وأين جوقة الإنشاد التي يجب أن تستقبلني عند قومي وتطلق لسانها المطرب الوجيد .. فاستقبلوني أمام الحرم الجامعي القديم لأنني لم أقدر على بناء كليات جديدة ومكتبة تعج بالكتب والموسوعات والقواميس المطبوعة التقليدية والكتب الإلكترونية العصرية بلغات شتى بل سنبقى نردد نشيد الإمبراطور في الساحات والمسارح ونستقبل الهتافات والأناشيد .. كما يفعل النازيون والفاشيون واليابانيون والهندوس ، عاش الإمبراطور المبجل ولننتحر كي يعيش الوليد بن الوليد .. ونحن عبيد العبيد ..

عليكم السعي لحكمي بالتمديد

وإعلموا يا بطانتي وخاصتي .. أنني جئتكم بالخبر السعيد .. لا تكفيني أربع سنوات من الإدارة والتجديد ، فأمهلوني بزمن إضافي كي أبني الجامعة المفتخرة وأضيف تخصصات الماجستير والدكتوراه بعد البكالوريوس ولكن في البناء الجديد .. وفي التجديد القادم الجديد .. وإعلموا أن رتبكم ، أقسام وأجنحة وأنا العميد ، فأنا العميد ، فأن العميد .. عميد وشيخ القبيلة طوال عمري ولا ينافسي أحد بالأستاذية فصفة المعلم الأول خاصتي بالتحديد .. فالإمبراطورية إمبراطوريتي يا أيها الأتباع والمعارضون ولينافقني الكل بالمجد والتمجيد .. فمن يعاكسني ويعارضني فسوف أعد له نظام الهندسة المتذبذة بالتيار الكهربائي وفق نظام التكييف والتبريد .. فأيدوني كل التأييد .. لتنالوا مني العدس والفول والحمص والبصل والثوم والبطاطا والبندورة دون الفواكه والخضروات الغالية الأثمان والثريد .. ولا داعي للأكل من لحوم الخراف والعجول والأبقار والأسماك لئلا يطلق عليكم ، آكلي لحوم الحيوانات عند القريب والبعيد .. ويدعون أنكم لا تحبون حب الحصيد ..

من لا يعجبه فليشرب ماء البحر ويبلطه بالجليد

ومن لا يعجبه فليشرب ماء البحر أو الوادي البخيل غير السخي ، العصي المستعصي الفريد الوحيد .. القريب وليس الغريب من البحر الميت بالتحديد .. وليفصل له مرتبة كما فصلتها لنفسي منذ أكثر من عام وأزيد .. فأنا مدني لا أمنح الرتب الفخرية ، وأخاف من تعيين كل عميد .. فسوف تعينوا أقاربكم ، من السكرتيرات والموظفين ، وخلف عميد سيكون عميد .. فستنقلبوا علي لاحقا ، إن رقيتكم ومنحتكم رتبة العميد ، ويكفيكم رتبا مؤقتة ، فصلا تلو فصل ، ثم الفصل من العمادة بالإنابة ، لأنكم لم تثبتوا لي الولاء منذ عام يا رؤساء الأقسام والشُعب ، وبالتالي فمصيركم إلى الزوال فهذا هو الخبر الأكيد .. طوفوا حولي واسمعوا كلامي ، وقولوا سمعنا وأطعنا ، كي أنظر في مطالبكم لاحقا ، وأمنح كل واحد منكم رتبة عقيد أو عميد .. وسأستورد عقداء وعمداء جدد من خارج الكرم يا أهل العلم ويا أبناء الحرم القديم ، يا من خدمتم وطنكم ، وسأجعلكم تذوبون في الشتاء كالبرد والجليد .. وتتبعثروا خلف الأروقة في الزنازين المعدة مسبقا كالطابق الأرضي الغربي ، التي صممته لبعضكم ، رغم أنفكم ، ونقلت بعضا منكم رغم أنوفهم ، وفي الخفاء وهم لا يعلمون ، فاسألوا بطانتي المنافقة التي تمدحني أمامي وهذا يكفيني ، لأطير فوق السحاب ، كالطائرات المدنية من شتى الأنواع الأوروبية ، التي أتسلقها بين الحين والآخر ، للمشاركة في المؤتمرات التي تخصني ولا تخصني ، فأنا حر في ذلك ، وإن كنتم تبغون سفرا علميا داخليا أو خارجيا ، فأطلبوا من جيوبكم ، وأنفقوا على أنفسكم ، وعيوني وسدنتي تضرب مؤخراتكم بالسياط الحديد ..

يا أهل النفاق عليكم التسديد والتشديد

ولتأكلوا الهواء وتلبسوا السماء ، وتفترشون الأرض ، من بعد قراراتي الممزوجة بالزعتر البري القريب بلا زيت زيتون لأن ثمنه باهظا ، وهذا سداد التسديد .. ستسددون الفاتورة المالية الفخمة التي تقاضيتموها وأنعمت بها عليكم ، من صندوق الجامعة وسط الزحام فهذه مخالفة قانونية يا بطانتي بلا رتب العميد . وكل عميد جديد سيقدم الولاء أولا بأول ، قبل المؤهلات والشهادات يا أصحاب الكرم العنيد .. وسأجعلكم لا تأكلون العنب في الصيف ، وتعتصر قلوبكم عصرا على العنب يا أهل الكرم البعيد .. أم تروا أنني أبدل في الطاقم من حولي شيئا فشيئا وأنتم لاهون في الزيادة المالية والإضراب غير الحميد .. فلا مدراء لكم ولا سراة ولا ترقيات ولا زيادات في أموالكم ويكفيكم بما بأيديكم ، فهذا لكم هو العيش الرغيد ..



إبعدوا عني ( إسراج ) الإعلام القوي التقي الحديد

ولن استمع لنصائحكم وأمانيكم وطموحاتكم ومطالبكم ، ولن أنادي على مستشاريكم ونقابييكم ولو كان من الراشدين أو الأمويين أو العباسيين وفي مقدمتهم المواطن رشيد أو كمالكم السديد الذي لم أستطع تجنيده ممن استطعت من سياسة التجنيد والوعيد الذي خالفني وهزني هزا عنيفا وأمقتني ورماني جهادا ضد أهل الظلم ، بالرسالات الإلكترونية في فضاء السماء من القريب والبعيد .. وجل ما أخافه ( إسراج ) وقت سرج الخيول ليلا ونهارا في ساحة الوغى التي تجتاز كل المسافات وتقربها لكم ولو كانت من أبعد البعيد .. فأوقفوا هذا السراج الإلكتروني ، إسراجكم الجديد .. وكل من يستطيع وقفه سأمنحه رتب مدير دائرة أو عميد .. وقد عرض علي بعض الناس من المنافقين ، وقف هذا الإعلام الجديد ولكن صاحبه رفض أن يحيد ، رغم الترغيب والترهيب والوعد والوعيد .. واأسفاه ، واحنقاه ، على بطانتي وخاصتي من المنافقين ، التي لم تستطيع وقف الإضراب العام كأسلوب من أساليب الثورة التليد .. وليكن في معلوم كل مريد لي أنني سأمنح مكافأة مالية ضخمة لمن يوقف الهدير الإعلامي والإضرابي ضدي ما بين القديم والجديد ..

رد المواطنين الصناديد

لم يستسلم المواطنون من جند الله الودود رب العرش المجيد ، المبدئ المعيد ، الفعال لما يريد ، من أهل العلم والقلم والفضل الأسلم ، من الأتقياء الميامين ، من الفقراء والمحتاجين والمعوزين ، لأراجيف وأساطير الإمبراطور الجامعي الجديد ، الذي ركب الموجة العلمية العليا من الباب العالي البعيد البعيد ، وبرز ثلة من المواطنين ورددوا قول الله الغني الحميد : { وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) }( القرآن المجيد ، غافر ) .

قف يا فرعون فستكون الطريد

وبعد هذا الطغيان والتجبر تبارى له الرجال من المواطنين الثوار الصناديد .. من أهل العواصف والرياح العاتية التي لا تبقي من باقية ، بالحق والسداد ضد الباطل والضلال والدجل المهال ، وكأنه ملح الرجال ، فما هي من واهية ، بل لقد وقعت الواقعة ، واقعة الصمود والتحدي والمجابهة ، قف يا أيها الإمبراطور الاستعماري الجديد .. فقد سبقك الدجال بالبعبعة ، فهلا سمعت نبأه بالتأكيد .. نحن في الأرض المقدسة ، وفيها الشعب المجاهد الصنديد .. لماذا جلبت لنفسك عدم الاستقرار وقت النزال فلا التطوير سعيت له ولا الإزدهار ؟ سنجعلك أيها الإمبراطور الجديد عبرة للناس كما فرعون الطريد .. ولن يمر لك وقت سعيد .. بالإضراب والثورة المدنية السلمية ، إنتفاضة المواطنين من أهل شعب الجبارين المسلمين من أهل الشهامة والكرامة والنخوة والشجاعة ، فكلهم سعيد ابن سعيد .. من الوريد إلى الوريد .. فهل تواجه هذا الشعب الصنديد ؟ .. أولئك المهمشين والمستضعفين في الأرض من أهل طعام الخل والملح والماء والثريد .. وتذكر قول رسول الله المصطفى محمد بن عبد الله لتكون من الفئة المطمئنة السائرة على الحق يوم الوعيد ، كما ورد في صحيح البخاري - (ج 20 / ص 302) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا وَإِنْ أُوتِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ " .
أيها الإمبراطور صاحب البطر والخيلاء والزجر والأمر البعيد عن القول الصادق الصالح الرشيد .. فلا خدمك ولا حشمك ولا بطانتك تريد ما تريد .. فهي بطانة تائهة وهائمة على وجهها ، ولا تسير إلا بمقامع الحديد .. فتبغي امتيازات وفهلوات ودولارات وقمح بالأكيد .. فلا يشبعها المديح لك أمامك ، وخلفك من المنافقين على الأكيد الأكيد .. فمهلا يا أيها الإمبراطور سيكشف ربك الغطاء فبصرك اليوم من حديد .. لن نقبل الوراثة الإدارية ولن نمهلك ولن سمح أن ترث الإرث السابق وتتناوبه حفيدا لحفيد .. ( فكل وأطعم ولا نقول أطعم وكل ) فعمرك خمسيني فكن مؤمنا بدين الله الخالد تنل الأماني والآمال على كل صعيد ..

أيها الإمبراطور الجديد القادم من بعيد ..
الإمارة ستكون ندامة يوم القيامة

فلقد جاء في صحيح البخاري - (ج 22 / ص 59) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ " .
قف وفكر ، يا أيها الإمبراطور الجامعي الجديد . لقد أعلن الفرسان الرفض لسياساتك بالتأكيد ، فسأل شهر شباط الآتي بالوعيد .. إنك ستكون من غير المرغوب بهم قريبا لدى معلميك في المصيف العالي بالجبال الثائرة في وسط البلاد وشمالها وجنوبها وغربها ، فها قد إلتئم الشمل من الشرق للغرب ومن الجنوب للشمال وجها لوجه بالنبأ السديد .. فمرحى وألف مرحى للقرار الجديد .. ثوروا على المصلح الثالث المزعوم الذي يخال نفسه الفريد .. قم يا أيها الإمبراطور فقد شبعنا كلاما ، وجوعنا بطوننا وهذا هو النبأ الأكيد .. فلا حاجة لنا بوعودك المزيفة غير المقدسة ، لقد كشفنا المؤامرة الخبيثة الماكرة ليحين وقت الخروج من العقد الرباعي ، وفق سياسة التسويف والمماطلة والتأجيل والتأخير وها نحن نخوض الإضراب ضدك وضد من يقف خلفك لأننا نريد لقمة تشبع أطفالنا ولا نبقى نردد لك الأناشيد .. نريد العيش الكريم الرغيد .. نريد العيش الكريم الرغيد .. نريد العيش الكريم الرغيد .. فأصبح لنا أنشودة واحدة وهي جني حب الحصيد .. في الربيع قبل الصيف يا أيها الإمبراطور غير السعيد .. سنطردك كما طرد غيرك في البلاد بقارات العالم وتهوي في واد سحيق شديد .. أو قل سنفعل بك كما فعل الطغاة البغاة في هذا العصر الأمريكي الجديد ..

العميد الطريد الطريد

وفي نهاية النهايات سيكون مصيرك واسمك ( العميد الطريد الطريد ) فقد محونا لقبك السابق الإمبراطور الجامعي الجديد .. وأبعث في ربعك حاشرين في البليد .. ثم في قطبي الجليد .. فلن ينالك إلا ما نال إبليس الشريد الطريد .. فخذ العبرة والعظة يا هذا أيها المتعجرف والمتكبر وصاحب الخيلاء بإزارك وجيبك وجوالك ورجالك يا أيها الشقي غير السعيد .. وأضبط قائدك بالسياقة ، لئلا يحدث حادثا مروريا أو اجتماعيا بالحرم الجامعي ، أو بالطريق الخفي الثالث ، فتصبح الشقي غير السعيد ، يا بعيد .. فالسعادة والوقار والاحترام بالتواضع والعمل السوي والعلم التقي والعدل والعدالة يا غير المقبول والقبيل بلا تأييد .. فإذا ما عاقبت فإنك تعاقب نفسك بالعذاب الأليم الشديد .. فأسال أولي الألباب والإبصار يوم النزال وقت إذابة الجليد .. فأقعد فإنك القاعد عن الفعل القعيد .. فإننا لا نعبد إلا الله الحميد المجيد ، ذو العرش المجيد المبدئ المعيد .. الفعال لما يريد .. ولا نتقن النفاق لأهل النفاق ، ولن نتعامل بسوء الأخلاق ، ولن نكون من أهل الشقاوة والشقاق ، وموعدنا يوم الوعيد .. الذي لا ريب فيه من رب العالمين الأكيد .. الذي لا ريب فيه مهما طالت الأيام والقرون فستزلف الجنة غير بعيد ..

وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ

ولنتذكر جميعا ، مواطنين وموظفين وعمداء ومدراء وسائر الفئات ، قول الله الحكيم الحميد : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) }( القرآن المجيد ، ق ) .
والله ولي التوفيق في السماء والأرض في القريب والبعيد . سلام قولا من رب رحيم فهو الكبير المتعال في الأقوال والأفعال والأرزاق الوحيد السديد المجيد . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه في العالمين يا أهل الكرم والكرامة والشجاعة يا أهل الجنة في الأولين والآخرين وسعادة الساجدين والراكعين والمزكين والصائمين والحاجين من أصحاب السعادة ومن خاصة رسول الله المصطفى السعيد .

ليست هناك تعليقات: