السبت، 23 يناير 2010

قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ .. الماسح الضوئي والتفتيش الإلكتروني العاري


يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ..

الماسح الضوئي . والتفتيش الإلكتروني العاري في المطارات

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) }( القرآن المجيد ، الأعراف ) .
وورد في صحيح مسلم - (ج 13 / ص 125) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ " .

استهلال

تفتقت الذهنية الشيطانية في آخر صرعاتها وإختراعاتها الشريرة ، عن فتنة جديدة ، يتمثل بإظهار جسد الإنسان العاري الشفاف ، المحرم إبرازه أمام الغير ، وهو مرتد ملابسه الذي يواري سوأته ، الأمامية والخلفية ، للذكر والأنثى ، صغيرا وكبيرا ، شيبا وشبانا ، كلهم سواء لا فرق في ذلك ، فيمر الإنسان أمام الكاميرات الإلكترونية العصرية التي تسمى الماسحات الضوئية الكبيرة ( سكانر بشري ) بعد أن يشبك بأسلاك إلكترونية كهربائية ضوئية معينة حول طرف من جسد الإنسان لتظهر صورته عارية تماما بالتفصيل ، صورة بدنية طبق الأصل ، الصغير والأصغر من الصغير ، أمام الجهاز الشيطاني الجديد ، ليطلع عليها أناس آخرين من الجند الكافرين الشياطين ، ليروا الناس من حيث لا يرونهم ، يحبون السادية والتلذذ بعذاب الآخرين ، وممارسة شهوة النظر للعورات الإنسانية الجسدية المخفية باللباس ، تحت شتى الذرائع والمبررات الاجتماعية والعسكرية والأمنية والنفسية وسواها .
وفي هذا المجال ، صدرت الأوامر الشيطانية الأمريكية والأوروبية الشريرة قبل عدة شهور ، وأعيد التأكيد عليها ، في مطلع شهر كانون الثاني – يناير من العام الحالي 2010 ، لوضع هذا الجهاز الإلكتروني الكاشف للعورات البشرية ( المساحات الضوئية ) في المطارات الجوية في العواصم العالمية والمدن الرئيسية في أمريكا وأوروبا بدعاوى محاربة الإرهاب العالمي وخاطفي الطائرات ، أي الذين يلجأون للحرب الجوية ضمن المعركة المستعرة للدفاع عن النفس أو الهجوم الوقائي المضاد لحماية الأنفس والأهل والشعب والأمة والأموال والثمرات ، وكل هذه المصطلحات المضادة لبعضها البعض .

دواعي استعمال الماسح الضوئي


يقول الله السميع العليم تبارك وتعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) }( القرآن الحكيم ، المنافقون ) .
هناك العديد من المبررات الواهنة والحجج الزائفة والدعاوى العنكبوتية ، التي يسوقها الداعين لاستخدام الماسح الضوئي الإلكتروني ( السكانر ) ويحاولون تسويقها عبر وسائل الإعلام والسياسات المبرمجة ، من أهمها :
أولا : التداعيات الأمنية الجديدة المتصاعدة ومنع خطف الطائرات في الجو . علما بأن هناك عدة وسائل بدائية وإلكترونية مقبولة بديلة عن هذا القرار الإجرامي .
ثانيا : الخوف الشديد والهوس الأمني الرعديد من إنتقام الناس المظلومين من هؤلاء الأنذال . فيحسبون كل صيحة عليهم هم العدو . وكان الأجدى بهم إرجاع المظالم لأصحابها الحقيقيين وعدم التعدي عليهم كأفراد وجماعات وشعوب وأمم .
ثالثا : إمتهان الكرامة الإنسانية للبشر وتطبيق تعليمات الشيطان الرجيم إبليس اللعين في نشر الكفر والفجور والإنحلال الأخلاقي .
رابعا : نشر الإباحية والتعري ( زنا النظر ) وجعل الناس يتقبلون هذا الأمر شيئا فشيئا والعودة إلى الشيوعية والمشاع القذرة الحقيرة وهتك الأعراض الإنسانية عن سبق الإصرار والترصد ، والتصدي الكاشف والفاجر للشريعة الإلهية القويمة التي تهدي الناس لسبل الرشاد .

مراحل ومناطق تطبيق الماسح الضوئي


هناك خطة إستراتيجية عامة وتخطيط جهنمي مرحلي جوية وبري وبحري ، لتطبيق نظام المرور أمام الماسح أو الكاسح الضوئي الإلكتروني للتعري الإجباري العالمي ، وأهم هذه المراحل :
المرحلة الأولى : الخطوط الجوية في المطارات الدولية الكبرى : تطبيق النظام الجديد للمسح والكسح الضوئي في المطارات الكبرى في قارتي أمريكا الشمالية وأوروبا وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهولندا وغيرها ، كونها الأكثر استعمارا واحتلالا للعديد من البقاع العالمية ، وقهرا للأمم والشعوب المضهدة من المستضعفين والمعذبين في الأرض . وهي خطوة يسهل تنفيذها وتمريرها للفلتان الأخلاقي والإباحية الغربية والتعري الطبيعي وعدم وجود المحارم والمحرمات الدينية والقانونية والاجتماعية ، في قارتي أمريكا الشمالية وأوروبا . ثم تتلوها المراحل الفرعية الأولى في جميع مطارات العالم بقارته الست . حيث أنه بعد الترويج والتقبل الأولي للأمريكيين والأوروبيين والذين يزورنهما كتجربة أولى سيتم نشرها وتطبيقها في الدول الغربية ، بإيهام الغربيين أنهم مستهدفين من الخطف والإختطاف والملاحقة الأمنية الإرهابية وتدمير الطائرات في الجو .
المرحلة الثانية : الطرق البرية : حيث ستطبق على المسافرين عبر الحدود البرية بين الدول لإغلاق المنافذ بين الدول وتشديد المراقبة البرية وتسهيل عملية التفتيش على المعابر والجسور . وهي طريقة يصعب التحكم بها بصورة محكمة لأن الحدود طويلة وتضاريسها متباينة من الجبال الشامخة والهضاب والسهول الخضراء والوديان السحيقة والأراضي ذات الأشجار المتشابكة مع بعضها البعض . ولكن هذه الطريقة من المسح الضوئي ستكون رديفة معاونة للأسلاك الشائكة والجدارن الاسمنتية والحديدية بين الدول .
المرحلة الثالثة : طرق الملاحة البحرية : وهذه المرحلة يمكن أن تتزامن مع المرحلة الثانية بتنفيذها في الموانئ التي تستقبل السفن والزوارق وغيرها . وهي مرحلة ستكون شاملة لجميع الموانئ البحرية الرئيسية والفرعية كلما سنحت الفرصة بذلك .

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا

على أي حال ، ربما يقول بعض الناس ، إنني لا أسافر بالطائرات وأسافر بالسيارات أو بالقطارات أو بالسفن وليس لي علاقة بهذا الأمر ، وهذا الجواب يبدو للوهلة الأولى صحيحا ، ولكنه خاطئ على المديين المتوسط والبعيد ، إذ أن المساح أو الكاسح الضوئي الجديد سيشمل الجميع عاجلا أو آجلا ، ولهذا لا بد من التناصح والتناصر بين الجميع لإفشال هذه الطريقة الجهنمية الشيطانية التي تلحق الأذى الكبير بفئة من الناس أولا لتلحق بها الفئات الأخرى قاطبة ما عدا السفهاء والمخنثين والإباحيين والملحدين الداعين للفجور والكفر .
ولا بد من تضافر جميع الجهود الإنسانية الخيرة وفي مقدمتها الأمة الإسلامية والنصارى والصالحين الآخرين من أهل الشهامة والكرامة الإنسانية من أهل الحق لمقارعة أهل الباطل ، فالباطل زاهق لا محالة وإن طال الأمد ، فالحق يعلو ولا يعلى عليه بأي حال من الأحوال .
يقول الله الحميد المجيد سبحانه وتعالى : { لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) }( القرآن العظيم ، آل عمران ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 21 / ص 283) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا . فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ ؟ قَالَ : تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ " .

أضرار المرور أمام الماسح الضوئي

غني عن القول ، إن استخدام الجهاز العاري الإلكتروني للتفتيش والتنبيش في جسد الإنسان ضوئيا إلكترونيا ، يلحق أضرارا إنسانية وفطرية ودينية ونفسية وصحية واجتماعية بالغة ، من أهمها الآتي :
أولا : يشكل إعتداء على كرامه وحرمة الجسد الإنساني الداخلي والخارجي . ويتعارض مع جميع الرسالات السماوية وفي مقدمتها الإسلام العظيم واليهودية بتوراتها الصحيحة والنصرانية الحقيقية بإنجيلها الحقيقي . فما هو شعور الإنسان وهو يتعرى أمام أعدائه ؟ وأمام من يفترضون فيه أن إرهابي ، وإعتراف ضمني بأنه متهم ؟ وما هو أحساس الإنسان وهو يقبل وينتظر أو بشاهد مرور أبنائه وبناته وزوجته وأخواته وأمه وعماته وخالاته والمحرمات عليه أو حتى الأجنبيات ، أمام الغرباء وحتى أمام ناظريه ، مكشوفة العورة والصدر والنهدين والفرج والساقين ، فأين الشهامة والنخوة يا عالم ؟
ثانيا : يعتبر تجسسا عصريا فريدا من نوعه حيث يطلع المتجسس المعروف الهوية والجنسية على تفاصيل جسد الإنسان المار أمام هذا الجهاز اللعين .
ثالثا : يصيب الإنسان بجروح ومرض صحي في جسده إن عاجلا أو آجلا .
رابعا : يجعل الإنسان كالحيوان مكشوف العورة ، رغم أن الحيوانات معظم عوراتها غير مكشوفة ، وبالتالي فإن اللجوء لهذا التصرف الإجرامي يعتبر جريمة ضد الإنسانية أولا وضد الأديان ثانيا التي تحاول السمو بالبدن الإنساني .
خامسا : بقاء رسم الصورة الإلكترونية في جهاز التلفزيون الذي يظهر به الناس عراة لا لباس لهم ، مما يمكن هؤلاء الملاعين من أتباع الشيطان الجني الأكبر إبليس اللعين ، من استخدام هذا التصوير الإلكتروني لإبتزاز الضحايا المسافرين من بلد لآخر ومن قارة لأخرى أو التشهير الديني أو الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي بهم .

من المستهدف بالماسح الضوئي والتفتيش الإلكتروني ؟

تجدر الإشارة إلى أن المقصود بالمراقبة الجسدية الإلكترونية هم من ذوي السحنات والوجوه الإسلامية والعربية والإفريقية وما يطلق عليه الغرب ( العالم الثالث – زورا وبهتانا وباطلا ) من ذوي البشرة الحنطية القمحاوية والسمراء والسوداء ، من ذوي العيون العسلية والسوداء ، لا من ذوي السحنات البيضاء والصفراء والعيون الزرقاء ، ولأنهم هم المستهدفون في هذا الشرك والفخ الشيطاني الشرير كونهم من يتعرض للاستعمار والاحتلال التقليدي والعصري عبر مختلف أنواع الوسائل وبالتالي هم المرشحون للدفاع عن النفس والجهاد ضد الأعداء المحتلين والمستعمرين الذين يقتلون النفس بغير الحق ويظلمون الناس .
ويحضرنا في هذا المضمار بعض الأسئلة القانونية والاجتماعية والدينية والإنسانية من أهمها :
- لماذا يتم استخدام هذا التصوير الإلكتروني العاري لجسد الإنسان ؟ ألا تكفي أجهزة التفتيش اليدوية التقليدية ، الرجال للرجال والنساء للنساء ؟
- ولماذا لا تتم عملية التفتيش للمسافرين جوا أو برا أو بحرا كالمعتاد بالأجهزة الإلكترونية التي لا تكشف العورات أو السوآت ؟
- ولماذا يتم التجسس الإلكتروني وفضح المستور من أجسادهم بهذه الطريقة ؟
- وكيف سيتقبل المرء هذا الكشف الإلكتروني العاري من جسده وأجساد الأقرباء والمحارم والآخرين ؟
- وإلى متى سيتم الاحتفاظ بالصورة الإلكترونية في هذا الجهاز الشيطاني على الحدود ؟
- وهل زناة النظر عبر الجهاز التصويري الحدودي من قادة ومسؤولين وخدم وموظفين سيشبعون رغباتهم الجنسية الشرهة ؟ وإلى أي مدى ؟
- وهل سيتسابق الموظفين للعمل في هذا الجهاز الإلكتروني الشيطاني من ذوي الضمائر السافلة في أسفل سافلين ؟
هذه الأسئلة وسواها ، ينبغي الإجابة عنها قبل مرور الإنسان على التصوير الإلكتروني فيما يسمى بالماسح الضوئي الذي يمسخ الإنسان مسخا مسخا إلى مرتبة القردة والخنازير أو أدنى من ذلك . وبناء عليه يجب مقاومة أهل الباطل والشرك والكفر بشتى الوسائل ومن بينها الوسائل الإعلامية . يقول الله القاهر الظاهر تجلت قدرته : { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) }( القرآن المجيد ، التوبة ) .
وثمة ملاحظة قيمة أخرى ، فإن المتضررين من الاحتلال الأمريكي والأوروبي أو الروسي أو غيره سيلجأون إلى وسائل أخرى للجهاد والمجاهدة والكفاح والمقاومة ضد أهل الباطل ، غير الحرب الجوية غير المتوازنة أصلا . فكلما طور الاحتلال صورا للتصدي للحرب الجوية فإن المقاومين أو المتمردين على الباطل أو الاستغلال الاقتصادي والظلم الاجتماعي والاستبعاد والاستعباد السياسي سيطورون أساليب المقاومة الإيجابية أو السلبية لا فرق . والأمثلة الحية كثيرة في هذا المجال يشاهدها المرء بأم عينيه ليل نهار .

لماذا سيرفض الناس المرور أمام الماسح الضوئي ؟ وكيف ؟

فيا أيها المسافرون من مختلف الديانات السماوية ، وخاصة أبناء الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس ، التي تقاوم الظلم والظلام وتقف أمام الطغاة البغاة والسفهاء من أهل الضلال والباطل ، من الضالين والمضلين والمضللين والمغضوب عليهم ، في شتى أقطار المعمورة في أرض الله الواسعة ، ارفضوا هذه الإهانة للكرامة البشرية بالمرور أمام الماسحات الضوئية ، وقاوموا بشتى الوسائل هذا الإذلال والإنحطاط والاحتقار الإلكتروني الجديد ، ولا تخافوا في الله لومة لائم ، فارفضوا السفر بهذه الطريقة المذلة ، ولا تنصاعوا لهذا التعليمات القذرة ، ولا تستسلموا لهرطقات وفذلكات المستخدمين لهذا الجهاز الشيطاني لتطبيقه على البشر ، ومحاربة المرء بجسده ومشاعره وأحاسيسه . وليكن الشعار دائما وأبدا لا للإذلال ولا للتفريط بالمبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية العليا ، ولا للهبوط الأخلاقي ولا للتجسس السري والعلني على أجساد البشر ونعم لاحترام إنسانية الإنسان . ونذكركم بأن المرور أمام هذا الجهاز اللعين ، هو بمثابة قبول المعاصي ، ومعصية الله العزيز الحكيم رب العالمين ، وقبول نشر الإباحية وإظهار للزنا بين الناس ، وإذلال للنفس والروح والجسد ، وغضب من الله خالق الخلق أجمعين ، فالدين العالمي يحرض على الجهاد في سبيل الله ضد هذه الأساطير والخزعبلات الشيطانية المتمردة على دين الله الخالد ، والإسلام العظيم يرفض ذلك جملة وتفصيلا . وهذه الإنحرافات الاجتماعية والسياسية والأمنية الإلكترونية هي محاولة يائسة وبائسة في الوقت ذاته ، لإعادة الناس إلى شريعة الغاب والحياة الحيوانية البهيمية ، دون رادع أخلاقي أو ديني ، ومحاولة جديدة لثني الناس عن دين الفطرة الإنسانية السوية ، والنزول إلى مهاوى الهلاك والإهلاك والردى . فهل أنتم مقتنعون ؟ وهل أنتم راضون عن هذه المسلكيات المنحرفة ؟ بالتأكيد إن ضمائركم لن تقبل هذه التفاهات والسفاهات من التافهين والسفهاء والظالمين . والنصر لأهل الحق على الباطل اللعين إلى يوم الدين .

حتمية التراجع عن المكر الشيطاني الضوئي

النتيجة الحتمية لرفض استخدام هذا الجهاز ( المساح الضوئي الشرير ) هو تركه إلى غير رجعة ، شاء من شاء وأبى من أبى ، فلا يمكن فرض هذه الأوامر الأمنية أو العسكرية أو الاقتصادية اللعينة الدنيئة على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل الأجل . أجل لا يمكن للبغاة الطغاة أن يفرضوا على الناس ما يخططون ويبرمجون له ، هم وقائد الأشرار في العالم ، إبليس وزمرته من الإنس والجن على السواء ، سواء دفعة واحدة أو بالتدريج لنشر مظاهر الكفر والشقاق والفسوق والنفاق وسوء الأخلاق وقلة الحياء والتعري الواضح الفاضح على الملأ .
والعوامل والأسباب التي تحدو لرفض هذا الجهاز الاستكشافي العاري والتخلي عنه هي إنعدام الجدوى الاقتصادية وقلة السفر وضرب السياحة الداخلية والخارجية ، وتأزم العلاقات بين الأنظمة الدنيوية البائدة ، والخلافات الأمنية بين الدول الاستكبارية التي تطلق على نفسها الدول العظمى أو الكبرى .
وأخيرا ، نكتب هذا المقال لننضم للأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر والبغي والفواحش ، لنحارب الإباحية المزعجة المقيتة ، والوسائل العصرية التي تنزل كرامة الإنسان للدرك الأسفل من الحياة الدنيا الفانية ، لنكون من المفلحين إن شاء الله العلي العظيم رب العرش الكريم ، وندخل جنات النعيم . فلنعمم هذا الأمر على الجميع للتعاون والتعاضد في رفضه مهما كانت النتائج ، لئلا نخسر الخسران المبين بل لننضم لقافلة الفائزين فوز عظيما .
فلا تفرطوا بأجسادكم وتجعلوها عرضة للذئاب والثعالب البشرية الجديدة ، الداعين للزنا عموما وزنا النظر في الماسح الضوئي خصوصا ، ولو لبرهة من الوقت ، فمن يهن يسهل الهوان عليه ليس لجرح بميت إيلام . واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وحافظوا على مبادئكم وقيمكم المثلى وإسلامكم العظيم مهما كانت الخسائر الوهمية البائنة وكونوا عباد الله إخوانا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لعلكم تفلحون . والإنسان موقف إما له وإما عليه ، فاثبتوا على الحق والصراط المستقيم في الدنيا الفانية لتثبتوا وتمروا على الصراط الأخروي كالبرق الخاطف يوم الحساب العظيم .
يقول الله العلي العظيم عز وجل : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .

والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: