الثلاثاء، 19 يناير 2010

رسالة مفتوحة إلى د. أنغيلا ميركل مستشارة ألمانيا

رسالة مفتوحة

إلى د. أنغيلا ميركل مستشارة ألمانيا

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

السلام على من أتبع الهدى في العالمين ،،،

الموضوع : فلسطين الأرض المقدسة وألمانيا

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}( القرآن المجيد ، آل عمران ) .

المستشارة أنغيلا دوروتيا ميركل ( Angela Merkel )

فإنني أبعث لك بهذه الرسالة المفتوحة مع خالص تحياتي الطيبة من نابلس في الأرض المقدسة ، لتصلك وأنت في مقر المستشارية الألمانية في برلين الموحدة ، بعد احتفالكم الكبير الأخير بالذكرى العشرين لهدم جدار برلين العنصري ، راجيا من الله العلي القدير أن تكوني بأحسن حال وأهدأ بال ، وفي تمام الصحة والعافية ، وأطلعك على ما يتوجب عمله حيال فلسطين من الإعتذار الرسمي وتقديم التعويضات المعنوية والمادية جراء تهجير مئات آلاف من يهود ألمانيا لفلسطين ( الأرض المقدسة ) خلال العقود السابقة ، والدعم الألماني الرسمي والشعبي المتواصل للكيان الصهيوني المحتل لأرضنا المقدسة فلسطين ، وحرمان أهلها منها طيلة العقود الستة الماضية .
كما تعلمين يا أيتها السياسية أنغيلا ميركل مستشارة ألمانيا الإتحادية ، وزعيمة الحزب الديموقراطي المسيحي ، لقد ابتدع واتبع الفوهرر أدولف هتلر زعيم ألمانيا النازية ( ألمانيا فوق الجميع ) بصفتها الاشتراكية الوطنية كما كانت تسمى ، وحاول هتلر بناء ما سمي بالرايخ الثالث ( الإمبراطورية الألمانية الثالثة لتعيش ألف سنة ) التي ثبت بطلانها وزيفها ، لأنه كان ظالما وطاغيا ، وأثناء ذلك قسم العالم إلى تصنيفات نازية قائمة على التمييز العنصري بالاستناد للعرق والجنس الجرماني الذي وضعه في سلم الدرجات العليا . وقد عذب وقتل أدولف هتلر عشرات آلاف المناهضين لحكمة من الألمان المناهضين له والعرب والأجانب ومن الجالية اليهودية في البلاد الجرمانية ، وحرق عشرات الآلاف منهم في الأفران لأنهم حاولوا موالاة الحلفاء ضد ألمانيا وكما أسماهم هتلر من شيمهم الغدر والمكر وصنع المكائد واجتهدوا في تدمير الاقتصاد الألماني آنذاك ، وإثر ذلك حاربهم هتلر النازي ، فقد تم تهجير مئات آلاف اليهود من ألمانيا إلى فلسطين ( الأرض المقدسة ) ليحلوا محل شعب آخر في أرض آبائه وأجداده ، فجأؤوا على فلسطين وشردوا أهلها ، وصادروا أرض فلسطين وأعلنوا قيام كيانهم المصطنع عليها فيما يعرف بالكيان الصهيوني ( إسرائيل ) في 14 أيار 1948 وكان الأجدى بألمانيا منحهم قطعة أرض في ألمانيا أو بقارة أوروبا ، أو الأجدر بالولايات المتحدة منحهم قطعة أرض من أراضيها البكر الواسعة لإقامة ( دولة هرتزل ) اليهودي الألماني الأوروبي عليها ، ليقيموا عليها كيانهم بدل تهجيرهم لفلسطين ودعمهم من قارة أوروبا عامة ، وألمانيا خاصة . وكما تعلمين فإن تيودور هرتزل الصهيوني لم يفلح في عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينتكم الألمانية ميونخ ، بل عقدة في مدينة بازل السويسرية عام 1897 ، وكان يفترض في ألمانيا أن لا تسمح لليهود لديها بإتباع هرتزل العنصري الداعي لبناء ( دولة اليهود ) في ( الأرجنتين أو فلسطين ) ثم لاحقا في أوغندا أو جزيرة قبرص ، أو العريش وسيناء أو ليبيا أو العراق أو البحرين أو غيرها .
على العموم ، لقد تضرر شعب فلسطين ، في أرض آبائه وأجداده ، بفعل تجميع ملايين اليهود من شتى قارات العالم في وطنه ، وتجنسيهم بالجنسية الإسرائيلية ، علما بأننا كمسلمين نحن أولى بنبي الله يعقوب ( إسرائيل ) بن اسحاق بن إبراهيم عليهم السلام جميعا ، بفعل الدعم المعنوي والمادي الألماني والأوروبي ، لهذا الكيان الصهيوني المصطنع ، حيث قدمت ألمانيا حوالي 70 مليار دولار منذ عام 1948 حتى مطلع عام 2010 .

وبناء عليه ، فإن المطلوب فلسطينيا وعربيا وإسلاميا من ألمانيا ما يلي :
أولا : تقديم الإعتذار الرسمي والأسف الشعبي والإعلامي من المستشارية الألمانية ووزارة الخارجية الألمانية والبرلمان الألماني ، للشعب الفلسطيني العربي المسلم المقيم بالوراثة الاجتماعية في قارة آسيا ، عن الأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء استيلاء ملايين اليهود من العالم عامة واليهود الألمان على الأراضي الفلسطينية خاصة وحكموا البلاد والعباد بالحديد والنار .
ثانيا : التعويض السياسي : مساعدة الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ( دولة فلسطين ) ، والعمل على تفكيك الكيان الصهيوني المصطنع في الأرض المقدسة . والإعلان الذي حاولتم تبنيه مؤخرا في مجموعة الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بالقدس عاصمة مشتركة لدولتي ( إسرائيل وفلسطين ) بعد التفاوض لا يكفي شيئا ، ومسألة دعم الاعتراف بدولة فلسطينية من طرف واحد لا يسمن ولا يغني من جوع بتاتا كذلك . بل المطلوب الاعتراف الواضح الصريح واقعيا وقانونيا وسياسيا ، إقليما وعالميا ، بدولة فلسطين .
ثالثا : إرجاع اليهود الألمان القاطنين في فلسطين إلى مواطنهم الأصلية في الولايات الألمانية ، وتعويضهم عن الطرد من ديارهم الألمانية وتمكينهم من بناء منازل لهم في ألمانيا عوضا عن بيوتهم السابقة في المستعمرات اليهودية بفلسطين في المشرق العربي وتقديم التسهيلات الاقتصادية لهم ليعودوا من منافيهم .
رابعا : ضرورة التعويض الاقتصادي للشعب الفلسطيني عن الفترة التي استغل واستعمر واحتل فيها مئات المواطنين اليهود الألمان ، وتقدر هذه التعويضات ب 70 مليار يورو ، باعتبار اليورو العملة الأوروبية الموحدة للاتحاد الأوروبي . وتدفع هذه التعويضات المالية خلال فترة خمس سنوات لبناء دولة فلسطين العتيدة .
خامسا : إقامة وبناء سفارات وقنصليات لفلسطين في مختلف العواصم الأوروبية وفي مقدمتها برلين على حساب دول الاتحاد الأوروبي كجزء من التعويض المادي والسياسي .
سادسا : التعويض الإعلامي في شتى وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري ومناصرة قضايا الشعب الفلسطيني على الصعد الإعلامية والدبلوماسية والسياسية .
سابعا : وقف الحملات الإعلامية في وسائل الإعلام الألمانية ، المطبوعة والمسموعة والمرئية والعنكبوتية ، التي تشوه وتشهر بالإسلام العظيم ، فالإسلام دين الله في الأرض شاء من شاء وأبى من أبى .
ثامنا : تمكين خمسة آلاف من الطلبة الفلسطينيين كحد أدنى من إكمال تعليمهم الجامعي المجاني في الجامعات الألمانية لدرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه للتعويض الأكاديمي عن الخسائر الأكاديمية التي تسببت بها أوروبا في دعم الكيان الصهيوني وإغلاق الكيان الصهيوني ومن ضمنه يهود فلسطين المحتلة من الألمان ، للمدارس والجامعات الفلسطينية طيلة فترة الاحتلال الصهيوني لفلسطين .

أنغيلا ميركل مستشارة ألمانيا .. وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ
لماذا تناصرين الصهاينة الطغاة على المستضعفين بفلسطين ؟

يقول الله الواحد القهار سبحانه وتعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)}( القرآن الحكيم ، المائدة ) .

لقد عقدت مستشاريتكم وحكومتكم اجتماعا مشتركا للمرة الثانية مع المجلس الوزاري الصهيوني ، المرة الأولى عام 2008 ، والمرة الثانية في 18 كانون الثاني 2010 ، كتفضيل سياسي ودبلوماسي ، أسوة بفرنسا وهولندا ، من دول الاتحاد الأوروبي ، لمناقشة السياسة الألمانية – الصهيونية المشتركة لدعم الكيان الصهيوني معنويا وماديا ، وسبل تزويدكم للجيش الصهيوني وخاصة سلاح البحرية ب 6 غواصات متطورة من طراز ( دولفين ) بقيمة مليار دولار وزوارق حربية خفية ، لترابط في مياه الخليج العربي ، تمهيدا للاعتداء على المفاعلات النووية المدنية الإيرانية ، وكذلك تعزيز أوجه التعاون الثنائي المشترك مع قادة الصهيونية العالمية في تل أبيب ، وهذا تأكيد جديد على الدعم الألماني المميز للنظام القمعي الصهيوني ضد الفلسطينيين ، علما بأن دولة فلسطين لم تقم حتى الآن . وهؤلاء الصهاينة ، الذين اجتمعت بهم وطاقمك الألماني ، لا زالوا سادرين في غيهم ، في حصار فلسطين العسكري والسياسي والاقتصادي ، فقتلوا وجرحوا وأسروا مئات آلاف الفلسطينيين ، ولا زالوا يقومون ببناء جدار الفصل العنصري بين أرض فلسطين زورا وعدوانا ، وصادروا الأراضي وجرفوا الأشجار المثمرة ، واستولوا على الثروات الطبيعية وفي مقدمتها الأراضي الزراعية والمياه والمواد الخام ، وحولوا حوالي 1200 مسجد من المساجد الإسلامية في الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني ، ونابلس وبيت لحم وغيرها ، كبيوت عبادة لله عز وجل لكنس يهودية ، وحظائر أبقار ، ومزارع ، ومتاحف ، وملاه ليلية للفجور والدعارة ، دون وجه حق قانوني أو ديني أو تاريخي ، واجتماعكم بهم يعطيهم السند الدبلوماسي والسياسي والعسكري والاقتصادي والديني ، ويجعلهم يعيثون في الأرض فسادا وإفسادا ، فوق فسادهم الداخلي ، ضد أهل الأرض المقدسة ، فأنظري ما تفعلين تجاه هذا العدوان الصهيوني المتعدد الأشكال والوجوه ؟؟؟

يا أهل الإنجيل في ألمانيا .. وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ
لقد إجترح يهود ألمانيا من أصحاب التوراة اليهودية ، السيئات تجاه الشعب الفلسطيني الأصيل في ارض آبائه وأجداده ، فعانى شعب الأرض المقدسة الأمرين ، والعذاب الشديد المؤلم ، والخوف الكبير ، في الأنفس والأموال والثمرات ومن سياسة التطهير العرقي الصهيونية الظالمة الباغية ، التي أسقطت السياسة النازية الألمانية المتعجرفة على هؤلاء الناس ، فلم يكن جزاءهم الإحسان كما أحسن أهل فلسطين للمضطهدين اليهود الألمان الهاربين من جحيم النازية السابقة ، فها هي عشرات الهولوكوست والأوشفيتس الصهيوني ضد الفلسطينيين ، في وطنهم وليس في أوروبا ، وها هو التقسيم الجغرافي بين المحافظات والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية فيما يعرف بمناطق عام 1948 ، ومنطقة القدس ، ومناطق ( أ ، ب ، ج ، د ) ويشبه تمزيق ألمانيا إلى شقين متباعدين ، والقدس عاصمة فلسطين المنتظرة ، مفصولة عن الجسد الجغرافي الفلسطيني ، ولا يسمح يهود فلسطين بحرية العقيدة والعبادة في أقدس بقعة إسلامية بفلسطين ، وهي المسجد الأقصى المبارك ؟ بفعل صهيوني عنصري لا مثيل له الآن في العالم ، فانتهى عصر التقسيم والجدار لديكم في برلين خصوصا قبل عشرين عاما ، وألمانيا عموما ، وبدأ لدينا في مطالع القرن الحادي والعشرين ، وتزايدت وتيرة سياسة التقسيم والفصل العنصري الصهيوني الوحشية إبان فترة توليك لمهامكم كمستشارة لألمانيا الموحدة ، فما رأيك بهذا الأمر ؟
لقد تابعنا المؤتمر الصحفي المشترك بينك وبين رئيس الحكومة الصهيونية الليكودي المتطرف بنيامين نتانياهو في برلين الموحدة ، يوم الاثنين 18 كانون الثاني 2010 ، وأنت ضاحكة مستبشرة ، ولا ندري لماذا تستقبلين هذه الزمرة اليهودية الصهيونية القاتلة لأبناء فلسطين البررة ، التي تقض مضاجع الفلسطينيين ليل نهار ؟؟!! وصدر عن مؤتمرك الصحفي مناداتك بالسلام بين ( إسرائيل وفلسطين ) فأي سلام هذا الذي تدعين له ، مالك كيف تحكمين ؟! فيبدو أنك لا تعرفين أن كلمة دولة فلسطين غير موجودة على الخريطة السياسية العالمية ، فندعوك لمراجعة حساباتك السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية تجاه الزمرة المتطرفة الحاكمة في تل أبيب ، وإنصاف أهل البلاد الأصليين من ظلم وطغيان وسفاهات الغرباء الطارئين على فلسطين الأرض المقدسة .

أنغيلا ميركل .. نادلة الحانة وحاملة شهادة الدكتوراه في الفيزياء

أظنك قد جربت الحياة الدنيا والفضلى في شطري ألمانيا أثناء التقسيم ( ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية ) ، إبان الاحتلالين السوفياتي والأمريكي ، وبعد التوحيد والانتهاء من التقسيم الظالم للشعب الألماني الواحد ( ألمانيا الموحدة ) عام 1989 ، فوجدت اللذة والطعم اللذيذ في الحياة الكريمة والإمساك بزمام الحكم في ظل راية واحدة عام 2005 كأول مستشارة لألمانيا الموحدة بعد توحيد الشطرين ب 16 سنة ، وهكذا نحن نحب إسلامنا العظيم ، لأننا خير أمة أخرجت للناس ، وكذلك نحب فلسطين الكبرى ( الأرض المقدسة ) جميعها من بحرها لنهرها ، دون خوف أو وجل إلا من الله قاهر العباد ، أو لومة لائم غربي أو أجنبي .
وتذكري حياتك الشخصية كنادلة حانة عندما كنت تدرسين الفيزياء في جامعة لايبزغ ( كارل ماركس ) وحصولك على الدكتوراه في عام 1990 . فلا تتكبري على معاونة الفلسطينيين للحصول على أمانيهم وآمالهم في الحرية والاستقلال الوطني ولا تنضمي لشياطين وأشرار أمريكا والأطلسي والكيان الصهيوني في ضرب العرب والمسلمين في أي بقعة من بقاع العالم . فلا تغرنك جائزة الجالية اليهودية في ألمانيا ( ليو بيك عام 2007 ) ، ولا تغرنك ولا تغريك الدكتوراه الفخرية بالفلسفة التي منحتك إياها الجامعة العبرية في القدس المحتلة ، ولا تغتري بقرار مجلة ( فوربس) التي جعلتك في صدارة أقوى إمرأة في العالم للأعوام 2006 و2007 و2008 .
وتذكري دائما قول الله العظيم الحليم لجلب السعادة لبني الإنسان ، في الدارين : الدنيا الفانية والآخرة الباقية ، والآخرة خير وأبقى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) }( القرآن العظيم ، ق ) .

أنغيلا ميركل .. ويا أهل ألمانيا العقلاء .. القرآن كلام الله المقدس فوق الجميع

يقول الله العلي العظيم جل شأنه : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) }( القرآن الحكيم ، المائدة ) .
أنغيلا ميركل ابنة مدينة هامبورغ بشمال ألمانيا كأول مولود للقسيس اللوثري هورست كاسنر

إذا كنت كمستشارة لألمانيا لولاية ثانية ، وإذا كنتم من أولي الألباب قولا وفعلا .. ابتعدوا عن الهمجية الصليبية الاستعمارية الجديدة .. وعليكم المبادرة لإصلاح ما أفسدته حكومتكم طيلة العقود الخالية ، والعمل الحثيث لراب الصدع في العلاقات العربية الإسلامية ، وعدم التجسس على أبناء الجالية الإسلامية في بلادكم ، ومعاملتهم بالحسنى ، وتوفير حقوق العمل والدراسة والعبادة والتنقل لهم دون إبطاء أو التصريح أو التلويح بالمشاركة في ملاحقة أبناء المسلمين .

أنغيلا ميركل .. إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ
فإحذري التمييز النازي الجديد ضد الجالية المسلمة

يقول الله السميع العليم تبارك وتعالى : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}( القرآن العظيم ، آل عمران ) .
فإعلمي أن الدين الإسلامي هو خاتم الرسالات السماوية ، وأن المصطفى محمد بن عبد الله من مكة المكرمة بشبة الجزيرة العربية ، هو رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين ، بعثه الله رحمة للعالمين كافة ، فإذا أردت دخول الإسلام فلك ذلك ، وهو منهاج الهداة المهديين ، عند رب العالمين ، وستدخلين جنة الخلود مع المسلمين الأبرار في الفردوس الأعلى ، وإن أردت البقاء على ما أنت عليه ، من صليبية أو اشتراكية أو غيرها فأحذري عذاب الله الشديد يوم القيامة ، فلا تخسري نفسك وأهلك وشعبك ، وهو الخسران المبين ، فاليوم تتبوئين منصب المستشارية الألمانية ، وغدا ستموتين ، كغيرك من الناس ، لأن الموت كأس سيمر على كل الناس ، كما تعلمين ، وستحاسبين يوم الدين ( يوم الحساب العظيم ) ، عن كل شيء في حياتك من حسنات وسيئات فكوني من المحسنين المتقين الأبرار ولا تلحقي بالكفار الفجار . ولا تنسي أن الإسلام العظيم ، بارك المرأة المسلمة كونها نصف المجتمع ، ولها الحقوق في الحياة الطبيعية والزواج وإنفاق أولياء الأمر عليها ، وإنتقاء الزوج والإنجاب والتربية الصالحة والتعليم والعمل والملكية وتولي المناصب العامة وغيرها من الحقوق ، وليس لها أن تكون أميرة المؤمنين لأن هذا مقتصر على الذكور فقد ورد في صحيح البخاري - (ج 21 / ص 497) لَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ فَارِسًا مَلَّكُوا ابْنَةَ كِسْرَى قَالَ : " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً " .
وقارني يا ميركل .. بين ألمانيا الاشتراكية الملحدة والدول الإسلامية التي تنظم عقود الزواج بينما تحتضن ألمانيا حوالي 400 ألف زانية مومس في بيوت الدعارة المرخصة في الشوارع الرئيسة بالمدن الألمانية ، لأنهن لا يجدن من ينفق عليهن ، ولا يتزوجهن ، لنقص شركاء الحياة للألمانيات ، لتأخذ كل واحدة منهن عند بلوغها سن الرشد ، زوجا مناسبا لها ، في العقلية والبيئة والطباع ، بينما سمح الإسلام بزواج الرجل بأكثر من إمرأة واحدة وفق مبادئ العدل الملزمة ، لحل مشكلات العوانس ، ونقص الرجال أوقات الحروب كما حصل لديكم في الحرب العالمية الثانية ، وكذلك تأخر زواج الرجال ، بسبب نقص الباءة المالية ، مما حرم الفتاة الألمانية من شريك الحياة ومن الأمومة والطفولة الشرعية . وتذكري زواجك من رجلين حيث تزوجت الزوج الأول ( أولريش ميركل ) عام 1977 ولا زلت تحملين اسم عائلته ( ميركل ) ثم طلقتيه عام 1982 وتزوجت الزوج الثاني ( يواخيم زاور ) عام 1998 ، والحبل على الجرار .
وقد حفظ الإسلام حق المرأة في الزواج وعقد القران أو كتابة عقد النكاح قبل الزواج وليس بعده كما يحصل لديك من المهاترات والهرطقات الآثمة في الكنائس والزواج المدني العرفي ، التي تجعل من المرأة سلعة تنتقل بين رجل وآخر دون حقوق مترتبة على الرجل ، وهو أبشع استغلال جنسي واجتماعي واقتصادي في العالم .
وفي المقابل ، يترتب على المرأة المسلمة العديد من الواجبات من أبرزها : تدبير الشؤون المنزلية ، وتربية الأجيال الصالحة ، والحفاظ على تماسك الأسرة ، وعدم خيانة زوجها بالزنا ، والخروج بمحرم للمناطق النائية ، والتكاثر الطبيعي لتكثير سواد المسلمين ، والجهاد في سبيل الله ، بجناحيه : الجهاد الأكبر والجهاد الأكبر ، وليس كما هو لديكم من أسر مفككة لا ترابط اجتماعي أو ديني بينها .
وهناك مساواة وعدالة اجتماعية بين الذكور والإناث ، وليس كما يتصور السفهاء الذين يشوهون التعاليم الإسلامية ، فانظري إلى قول الله خالق الخلق أجمعين : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) }( القرآن المجيد ، الأحزاب ) . فهل بعد هذه المساواة الربانية مساواة بين الرجال والنساء ؟؟ لا أظن ذلك فالله هو أعدل العادلين ، وهو أحكم الحاكمين .
ولتدركي الحقيقة الإسلامية الخالدة أنه لا إكراه في الدين ، حسب ما ورد بالكتاب الإسلامي المقدس : { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) }( القرآن المجيد ، البقرة ) .
على أي حال ، لقد ظهرت في الآونة الأخيرة ، بوادر العنصرية النازية الشوفينية الألمانية الجديدة ضد المسلمين في البلاد الألمانية ، وأصبح الوضع لا يطاق ، حيث ملاحقة المسلمين رسميا في المساجد والشوارع والمحلات التجارية والمؤسسات الأكاديمية والمصانع والمحاكم الألمانية كما حدث مع الصيدلانية العربية المصرية المسلمة الشهيدة ( مروة الشربيني ) ، في ظاهرة جديدة غير مسبوقة ، ولهذا يجب أخذ الحيطة والحذر ، ومعاملة المسلمين بالعدل والمساواة دون تمييز عنصري ، وإلا ستنقلب السفينة الألمانية رأسا على عقب ؟؟
وفي هذا المجال ، لا بد من التذكير أن إرسال الجنود الألمان إلى بلدان الوطن العربي والإسلامي الملتهبة ، كالعراق وأفغانستان وغيرها ، ضمن السياسة الأمريكية العسكرية الاستعمارية الشريرة لن يجلب لألمانيا سوى الويل والثبور والهزيمة والخسران المبين ، وعودة العشرات من جنودكم محملين في أكياس الموتى ، فلن يعود ذلك بأي نفع كان على الشعب الألماني والحكومة الألمانية ، ولهذا لا بد من الإسراع في إعادة هؤلاء الجنود المحتلين الذي يساهمون في زيادة العذاب لأبناء الأمة الإسلامية قبل فوات الأوان .

أيها القادة والشعب في ألمانيا ..
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ .. مهلا فلا تعودوا للاستعمار !!!

يقول الله العزيز العليم عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) }( القرآن المبين ، الأنفال ) .
لقد لوحظ في السنوات الأخيرة من حكمك يا أنغيلا ميركل في المستشارية الألمانية زيادة التعاون الصليبي الاستعماري مع حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) والانخراط في المخططات العدائية الإستراتيجية للمسلمين لدعم الإمبريالية والحلم بعقلية الإمبراطورية الألمانية ، فأخذتكم العزة بالإثم ، واستكبرتم في الأرض استكبارا ، وضاعفتم المعونات العسكرية والاقتصادية لأعداء العرب والمسلمين والفلسطينيين ، علما بأن حرب العرب والمسلمين ليست معكم بأي حال من الأحوال ، ولكنكم أبيتم إلا مناصرة العنصريين الصليبيين والصهاينة والملحدين والمنافقين ، الطغاة البغاة على المستضعفين في الأرض ، من الشعوب العربية والإسلامية ، ولن تنسى لكم هذه الشعوب يوما ما هذا المكر السييء ، فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله ، فكونوا ممن يتعظ بغيره ويأخذ الدروس من أخطاء الآخرين !! فلا تكونوا كالظل للسياسة الأمريكية الظالمة في الوطن العربي والوطن الإسلامي ، فما لكم وما لنا ؟ أتركونا بحالنا ، لئلا تنفجر الأوضاع مستقبلا ، فتصل الأمور لما لا يحمد عقباه ؟! فلا تستبدلوا الصليب النازي المعقوف بصليب آخر ، معقوفا أو غير معقوف ، ولتكن علاقاتكم مع المسلمين علاقة إحترام متبادل ، للمصلحة العليا للجانبين .

أنغيلا ميركل مستشارة ألمانية الموحدة .. المرأة الفولاذية الأوروبية
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ

إعلمي أن الناس الذين يوالونكم ممن يسمون أنفسهم بالمسلمين ، هم ليسوا كذلك ، بل هم من المنافقين في الأرض ، فلا هم معكم ولا هم مع المسلمين ، بأي صورة من الصور ، فانظري إلى قول الله الواحد الأحد في محكم التنزيل الذي يخاطب المؤمنين من أبناء الأمة الإسلامية ، خير أمة أخرجت للناس في العالمين : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) }( القرآن الحكيم ، المائدة ) .

كلمة أخيرة

وأخيرا ، نأمل لألمانيا كل الإزدهار والتقدم ونرجو للشعب الألماني الحياة الكريمة الآمنة المستقرة ، بعيدا عن العنصرية الجرمانية الهوجاء ، في ظل حكومة رشيدة لا تكيل بمكيالين ، وتعامل المسلمين بالتي هي أحسن ، وعدم البطش بهم تحت أي ظرف من الظروف أو أي حال من الأحوال . ومحاكمة ومعاقبة كل عنصري شوفيني يعتدي على أبناء المسلمين لينال جزاءه الأوفى بما فعلت يداه . ونهديك هدية كهدية الخليفة المسلم هارون الرشيد لشارلمان الألماني في سابق العصر والأوان .

والسلام على من اتبع الهدى في العالمين ،،،
تحريرا في يوم الثلاثاء 3 صفر 1431 هـ / 19 كانون الثاني 2010 م .
التوقيع

د. كمال إبراهيم علاونه
نابلس – الأرض المقدسة

ليست هناك تعليقات: