السبت، 9 يناير 2010

رسالة مفتوحة إلى قادة وجند جيش الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة

رسالة مفتوحة

إلى قادة وجند جيش الاحتلال الصهيوني

في فلسطين المحتلة



د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

السلام على من اتبع الهدى في العالمين ،، أما بعد ،

الموضوع : وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)}( القرآن المجيد ، الإسراء ) .

يا أصحاب السبت ..

لقد سعت الصهيونية العالمية لتجميع الجاليات اليهودية من أصحاب السبت ، من شتى قارات العالم ، لفلسطين العربية المسلمة ( الأرض المقدسة ) ، فبلغ عدد اليهود الآن فيها حوالي 5.6 مليون نسمة ، وعدد الفلسطينيين 5.3 مليون نسمة . ويجري ظلم وهضم حقوق أهل البلاد الأصليين ، بقتلهم وجرحهم وأسرهم وتعذيبهم وطمس هويتهم العربية الإسلامية الحضارية الضاربة في أعماق الأرض ، ومحاولة تهجيرهم وترحيلهم وهدم منازلهم والتضييق عليهم بمختلف الطرق والوسائل القبيحة .
ونحن كمسلمين ، أنبأنا الله العليم الخبير عز وجل عن بني إسرائيل السابقين ، واليهود في الأزمان الخالية والأيام الحالية ، بأنهم لا يحترمون المواعيد ، ولا يقدسونها ، ويسعون ويعيثون في الأرض الفساد والإفساد ، ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق . ويهود فلسطين المحتلة ، على اختلاف طوائفهم ومللهم الغربية والشرقية وما بينهما ، من الاشكنازيم والسفارديم والفلاشا والهنود ، فإنهم يسيرون على الدرب المعوج ذاته ، بل بإضافة المزيد من الأساليب الشيطانية الخبيثة ، حيث يتسابقون هم وإبليس الرجيم في صنع المكر والمكائد والخداع ، لقتل أعداءهم المفترضين ، في فلسطين الأرض المقدسة والعالم .

يا أهل التوراة ..

وفي هذه الأيام تجري وحدات الجيش الصهيوني ذو العقلية اليهودية ، البعيدة عن الشرائع الإسلامية من التوراة والزبور والإنجيل والقرآن المجيد ، المتآمرة والمتحفزة دائما للإنقاض على أهل الأرض الفلسطينية المباركة الأصليين ، غير الطارئين ، بشتى الطرق والوسائل عبر التدريبات العسكرية المكثفة في أرض النقب الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 فيما أطلق عليه قادة جيش الاحتلال الصهيوني الماكرين ( أسبوع حرب ) في تخطيط جهنمي لشن الحرب الشتوية أو الربيعية العاجلة أو الآجلة ، ضد أهل قطاع غزة الفلسطينيين ، بعدما فشلت حرب الكوانين السابقة ما بين 27 كانون الأول 2008 حتى 18 كانون الثاني 2009 ، في إخضاع قطاع غزة وإحتلاله مجددا ، وتأتي هذه الاستعدادات الصهيونية الإستراتيجية والتكتيكية وذلك بعدما ضمنوا إغلاق الجهات الأربع على قطاع غزة ، فأصبح قطاع غزة كالسجن الكبير بل هو كذلك ، محاصر من الشمال والجنوب والشرق والعرب وآخر هذه الحصارات بناء الجدار الفولاذي المصري – الأمريكي – الصهيوني الثلاثي الأبعاد ، لقطع الإمداد العسكري السري على كتائب المقاومة الإسلامية والوطنية ، ونسوا أو تناسوا أن الجهة الخامسة مفتوحة وهي السماء الدنيا ، رغم الحصار الحربي الجوي ، إنها استجابة الله لدعوات المظلومين في قطاع غزة هاشم الأبي المرابط الصامد ضد أعتى الهجمات الاستعمارية والاحتلالية الراهنة .

يا بني صهيون أفيقوا من ظلامكم وضلالكم المبين

يا جند بني صهيون الطارئين الغرباء على الأرض المقدسة ، عامة وجند الجيش الصهيوني ذو الفواحش الكبرى .. يخطط أعداء قطاع غزة من قياداتكم من يهود فلسطين المحتلة والعالم بقيادة الليكودي المتزمت بنيامين نتانياهو ووزير الحربية إيهود أولمرت ، وأفيغدور ليبرمان وأشباههم ومماثليهم ، والصليبيون في أمريكا وأوروبا وأذيالهم في المنطقة الإقليمية ، الذين يمتلكون ترسانات الأسلحة الجوية والبرية والبحرية المتعددة الأصناف والمسافات والأثقال ، والفتك الجزئي والشامل ، للعودة الحربية وشن الهجوم العسكري الجديد ضد شعب قطاع غزة ، كجزء من الشعب العربي الفلسطيني المسلم ، في الجناح الجنوبي الغربي من فلسطين المحتلة ، لترويضه وقتل وجرح وأسر أكبر عدد ممكن من المجاهدين الفلسطينيين في وقت عز فيه الجهاد وقول كلمة الحق أمام الطغاة البغاة في هذا الوقت في مساحة جغرافية صغيرة لا تتعدى 363 كم2 هي مساحة قطاع غزة ، وعدد سكاني لا يربو عن مليون ونصف المليون نسمة ، من الصابرين المرابطين في ارض الرباط على ثغرة من ثغور الإسلام المستهدفة .

الإعداد للقتال القادم

وفي الوقت ذاته ، تستعد الحركات الإسلامية والوطنية من جند الله في الأرض ، للدفاع الشرعي عن النفس ، وصد العدوان القادم ، وأسر المزيد من أمثال غلعاد شاليط ، بالأسلحة البدائية البسيطة ، من السلاح التقليدي ، وذلك عبر حفر الأنفاق والطرق الأرضية وحرب الشوارع والكر والفر ، كحرب العصابات في المدن بأزقتها وشوارعها ، لصد العدوان اليهودي – الصليبي الكافر على أهل العزم والإيمان ، في بقعة جغرافية صغيرة المساحة عظيمة الكرامة والكبرياء والشجاعة ، وتتمتع بإيمان إسلامي راسخ .
ولتعلموا أنه إذا كان تجار الدماء والسلاح من قادة الكيان الصهيوني الشرير ، وخاصة قادة جيش الاحتلال الصهيوني ، الظالمين الضالين والمضلين والمضللين من القيادات الوحشية والمغضوب عليهم ، من رب العالمين ، يحصنون بيوتهم وأحياءهم بالأسلحة العصرية من آخر طراز ، يمتلكون أحدث أنواع الأسلحة العالمية ، ويتذرعون بنصوص التوراة المزيفة التي تحض على القتل وسفك دماء الأبرياء ، فإنهم يفتقدون للروح الإيمانية والعزيمة القوية لأنهم يهاجمون المدنيين من الأطفال والنساء والكبار في السن دون جدوى وسيدخلون جهنم وبئس المهاد . وأظنكم تعلمون أنكم لا تقاتلون جميعا ، المؤمنين إلا من وراء جدر جوية وبرية وبحرية ، ثابتة أو متحركة ، وأن بأسكم بينكم شديد ، وقلوبكم شتى ، ذلك بأنكم قوم لا تعقلون . وستذوقون وبال أمركم ولكم عذاب دنيوي وأخروي شديد .
وفي المقابل العكسي ، فإن الشح الواضح في السلاح لدى فصائل المقاومة الإسلامية والوطنية الفلسطينية في قطاع غزة ، يرافقه الشجاعة والإقبال الشديد على نيل إحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة ، وكليهما نصر بإذن الله العزيز الوهاب وذلك لأن أهل الأرض المقدسة الأصليين ، من أبناء الطائفة المنصورة من ذوي البأس الشديد ، يمتلكون قوة الحق ضد قوى الباطل والظلام والوحشية والعنجهية والإرهاب المضاعف . ويعلمون أنه كلما عاهد فريق منكم عهدا نبذه فريق آخر منكم بل أكثركم لا يؤمنون ، وأن المؤمنين المسلمين أشد رهبة في صدوركم من الله ذلك بأنكم قوم لا تفقهون ، وأنكم كلما أوقدتم نارا للحرب أطفأها الله وتسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين .

يا جند جيش الاحتلال اليهودي في الأرض المقدسة ..

لماذا لا تعيشون حياتكم بعيدا عن الجرائم الإنسانية والكبائر والموبقات ؟ في المستوطنات والكيبوتسان والموشافيم ، فلن تفيدكم القرى المحصنة من مستوطناكم اليهودية المنتشرة في ربوع فلسطين المحتلة من : تل أبيب ، وأورشليم ، وأشكلون وبيت شآن ، ونتانيا وكفار عزة وسيدروت وكتسعوت ، وكريات شمونة ، وإيلات ، وسترحل هذه المستعمرات كما رحلت ياميت بسيناء ، وكما رحلت 21 مستعمرة في قطاع غزة على يد ملككم المصروع أرئيل شارون ، فلا يموت فيها ولا يحيا في أيلول 2005 ، ولن يفيدكم احتلال الضفة الغربية أو قطاع غزة بشيء ، أو احتفاظكم بالجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني ، أو غيرها من ما تطلقون عليه ( إسرائيل الكبرى ) زورا وباطلا وبهتانا ، فهذه الأرض هي أرض إسلامية عربية فلسطينية ، شاء من شاء وأبى من أبى ، فإذا أردتم أن تعيشوا فيها كأهل ذمة فلا مانع لدى المسلمين ، لأن نهايتكم حتمية معروفة وهي الرجوع لمواطنكم الأصلية ، أو إعلان الإسلام أو القتل . فالأفضل لكم إتباع إحدى الطريقتين الأوليين : الرجوع أو الإسلام وتجنبوا القتل أو التقتيل لأنكم أنتم البادئون والظالمون والمعذبون في نار جهنم من ضمن أصحاب الجحيم ، من أهل المشأمة .

المحاكمة الإلهية لجنود إبليس الرجيم

يقول الله الواحد القهار : { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)}( القرآن المجيد ، الحج ) .
فيا أيها الكافرون من جند إبليس الرجيم من يهود فلسطين المحتلة ، جند الجيش الصهيوني العدواني على الناس الآمنين ، في الأرض المقدسة أجمعين ، لم تقتلون أهل البلاد الأصليين ، سيحاكمكم الله العدل ذو الجلال والإكرام ، فهو أحكم الحاكمين ، وسيهلك الرب ابنة صهيون ، كما ورد في توراتكم ، فإذا لم تتوبوا وتفضلوا السلام والنعيم والعيش الكريم على الحرب المدمرة ، ستندمون لاحقا ، يوم لا ينفع الندم ، وسينطبق عليكم قول الله القوي العزيز : { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)}( القرآن الحكيم ، المؤمنون ) .
فيا جند وقيادة الاحتلال الصهيوني لن تنفعكم ملاحقة وظلم الفلسطينيين شيئا ، ولن تنفعكم شياطينكم من قياداتكم الإنسية والجنية ، ولن تجنوا شيئا من قتلكم الأطفال والنساء والطاعنين في السن ، ولا تغني عنكم الأسلحة الفسفورية والعنقودية والنابالم ، والأسلحة الكيماوية والنووية وغيرها من ذات القتل الجماعي للفلسطينيين .

يا جند بني صهيون .. تمردوا على قياداتكم السياسية والعسكرية

يقول الله السميع العليم : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) }( القرآن الحكيم ، المائدة ) .
وأنصحكم يا جنود الاحتلال الصهيوني من بني يهود ومن خلفكم الأعراب الأشد كفرا ونفاقا ، من الدروز والبدو الشركس ، أن تتمردوا على قياداتكم التي تزج بكم في أتون مهاوي الردى بالمعارك الخاسرة مسبقا ، لأنكم في رأس حراب الباطل المسحوق ، عرضة للقتل والجرح والأسر ، وأن تتركوا جيشكم اللا أخلاقي فلا تخوضوا حربا خاسرة في قطاع غزة ، فاصحوا من سباتكم والتنويم المغناطيسي الذي لا زال يميت ضمائركم وأنتم أحياء ، لأنكم تخدمون مخططات استعمارية فاشلة ، فلا تأخذكم العزة بالإثم والعدوان ، ولا تشاركوا بقتل الأبرياء في هذه الأرض المقدسة ، لأن العذاب الإلهي الأليم بانتظاركم في الدنيا والآخرة . واعتبروا بما حصل لأرئيل شارون الرجيم ملك يهود فلسطين المحتلة سابقا ، الذي لا يموت فيها ولا يحيا حيث بقى طريح الفراش يأكل ويتنفس بطريقة صناعية ، منذ 4 كانون الثاني – يناير 2006 حتى الآن . مالكم ألا تعتبرون ؟؟! فقولوا لكل من بنيامين النتن ياهو واليهودي إيهود بارك غير المبارك وأفيغدور ليبرمان الروسي الشوفيني ، إذهب أنت وشياطنك فقاتلا إننا هاهنا قاعدون ، ولن نحارب أناس مسلمين بربهم يؤمنون . فاجتنبوا لعنة الله ولعنة الملائكة والناس أجمعين عليكم ، وأجتنبوا لعنة المجاهدين الفلسطينيين بربوع غزة هاشم عليكم ، وتحاشوا لعنة الأطفال الأبرياء قياما وقعودا وعلى جنوبكم عليكم وأنتم نائمون .

إسرائيل أقيمت على أرض ليست لها

ونصيحة خالصة لله تعالى ، أبلغكم أنكم تعيشون في مملكة خاطئة ، في جميع الأحوال العامة والخاصة ، مملكة أو ( دولة - تيودور هرتزل ) وليست ( دولة إسرائيل ) لأن نبي الله يعقوب ( إسرائيل ) بن اسحاق بن إبراهيم عليهم السلام جميعا ، منكم برئ براءة الذئب من دم يوسف ، وأنتم تعلمون ذلك جيدا ، ولكنكم تكابرون ، فاتركوا الكبر والاستكبار ، فأنتم جاليات يهودية تجمعت في فلسطين العربية المسلمة ، أو كما تسمونها ( أرض الميعاد ) ولستم أحفاد إسرائيل بأي صورة من الصور .
ولا تنسوا الاستماع لحاخامات يهود من حركة ناطوري كارتا الذين يقولون ( دولة إسرائيل أقيمت على أرض ليست لها ) ودعوا الله إلى إزالتها من الوجود ، وأكدوا ( هذا الشيطان الشرير ( إسرائيل ) يسيء لنا نحن يهود العالم ، فهو لا يمثلنا ، هم حركة صهيونية فاسدة تستخدم اسم اليهود لارتكاب الجرائم واحتلال أرض ليست أرضهم ، وهذا يتنافى مع نصوص التوراة ، وممنوع في التوراة أن تقوم لهم دولة كانت مسكونة من قبل بأخوة وأصدقاء كانوا يمنحوننا ويستضيفوننا ويقومون بعمل مثالي لنا ) . إذا يا جنود الاحتلال الشيطاني الرجيم ، لماذا تدافعون عن الباطل وكيان الشيطان الشرير ، وتريدون مهاجمة قطاع غزة وقتل الفلسطينيين ؟؟!

وتقديري الشخصي السياسي الموضوعي ، فإن العدوان الصهيوني – الصليبي المقبل على قطاع غزة ، سيكون له نتائج وخيمة في المنطقة العربية برمتها ، خاصة إذ بدأ بتنفيذ المخطط العسكري الجهنمي لبسط خريطة الشرق الأوسط الجديد في المشرق العربي الإسلامي ، بمعنى توجيه ضربات للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عموما وحركة حماس خصوصا ، وضربات لحزب الله اللبناني ، وربما ضربات استباقية لإيران فإن بركانا هائجا جديدا سيضرب المنطقة ، وسيذوب الكيان الصهيوني كالملح في الماء القذر ، وستنالون الخزي والعار إلى أبد الآبدين .
وأنتم يا أيها المتنفذون اليهود من صهاينة أوروبا وأمريكا والعالم ، بالكيان العنصري بفلسطين المحتلة ، وفي الولايات الأمريكية الشريرة ، فإن عدتم للعدوان عاد الشعب الفلسطيني المعذب بالأرض المقدسة للجهاد والمقاومة أشد ضراوة وتمسكا بحتمية النصر الرباني ، وعاد الله الواحد القهار لقهركم جسديا ونفسيا واقتصاديا وسيردكم على أعقابكم خائبين فانتظروا إنا منتظرون ، والله يمهل ولا يهمل ، وستعلمن نبأه بعد حين .

تذكروا يوم الله القدير بجبل مجدو بفلسطين

وإعلموا يا جند ويا قادة الاحتلال الصهيوني ، ذكورا وإناثا ، أنكم على الباطل ، فأسترجعوا بند الوصايا العشر : ( لا تقتل ) ، ولا تنسوا معركة ( اليوم العظيم – يوم الله القدير ) في جبل مجدو القريبة يوم ستغلبون الغلبة النهائية ، ونعلم أنكم لا تحبون السلام الحقيقي ، وأنكم مثلما تحرصون على الحياة الدنيا الزائلة الفانية ، فإن الفلسطينيين المعذبين في الأرض حريصون على نيل الشهادة في سبيل الله دفاعا عن الإسلام وعن الأرض والنفس والأهل والمال لنيل الدرجات العلى في الفردوس الأعلى ، فهل أنتم من أولي الألباب فتعتبرون ؟؟! وتتركوا جيش الاحتلال الصهيوني بلا رجعة وتعلنوا تمردكم على السفهاء نتنياهو وباراك وليبرمان كما تمردتم على أولمرت وتسيفي ليفني من قبل ، وتعيشوا حياتكم الأسرية الآمنة البعيدة عن الحروب والجرائم ضد الإنسانية ، خارج فلسطين المحتلة بعيدا عن العذاب والتعذيب لأنفسكم وللآخرين ، فتكونوا من الهادة المهديين !!!

وتذكروا يا جند الاحتلال الصهيوني ، أن أهل فلسطين المحتلة ، من الصابرين لأنه في الصبر مفتاح الفرج لديهم ، وها هي جحافل الباطل والعدوان بدأت تتقهر رويدا رويدا ، وتجر أذيال الهزيمة سنة بعد أخرى ، أمام جند الله في الأرض رغم الحصار المطبق والدمار المحدق حيث بقوا وما زالوا وسيبقون رافعين الراية الإلهية المقدسة ، خفاقة في سماء الوطن الفلسطيني الجريح ، وسيزول هذا الابتلاء والبلاء عنهم ، متسلحين بخطاب الله العلي العظيم رب العرش الكريم للمؤمنين : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}( القرآن العظيم ، آل عمران ) .

كلمة أخيرة

وأخيرا ، يا يهود وصهاينة فلسطين المحتلة ، كما يقول الله رب العالمين : { قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) }( القرآن العظيم ، البقرة ) .

والله ولي التوفيق .

( شبات شالوم ) . والسلام على من اتبع الهدى في العالمين .

تحريرا في يوم السبت 23 محرم 1431 هـ / 9 كانون الثاني 2010 .

ليست هناك تعليقات: