الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ .. السنة القمرية الهجرية والسنة الشمسية

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ..

السنة القمرية الهجرية والسنة الشمسية

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ، لا إله إلا الله وحده ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، لا اله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده لا اله إلا الله والله اكبر ، وصلى اللهم وسلم على النبي العربي المصطفى إمام المتقين ، عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

يقول الله بديع السماوات والأرض فالق الأصباح تبارك وتعالى : { إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)}( القرآن المجيد ، الأنعام ) .
ويقول الله المحيي المميت جل شأنه : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) }( القرآن المبين ، يونس ) .

معاني السنة الهجرية

تعني كلمة السنة ، مقياس زمني محدد ، متفق عليه ، يعرفه ويداوم على حسابه مجموعة من البشر ، شعب أو أمة أو أكثر في العالم . وتعني كلمة الهجرية النسبة والانتساب لهجرة رسول الله المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كانت هجرته في 16 تموز – يوليو 622 ميلادية ، على الأغلب الأعم ، من مكة المكرمة إلى يثرب ( المدينة المنورة ) بصحبة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ، ثم مكوثه في المدينة المنورة بعد نجاته من ملاحقة أهل قريش التي نورها بقدومه ودفن جثمانه الطاهر بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة . وقد اعتمد التقويم الهجري الأول أمير المؤمنين الفاروق ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، وجعله في 1 محرم ليتوافق مع رأس السنة القمرية وتسهيل عملية الحساب الهجري للتاريخ الإسلامي المجيد ، علما بأن هجرة المصطفى تمت في 12 ربيع الأول . وبهذا تكون السنة الأولى الهجرية الأولى هي معادلة ومواكبة لعام 622 م .
على العموم ، جعل الله رب العالمين ، بديع السماوات والأرض ، الكثير من مخلوقاته لخدمة بني آدم ، فقد خلق الله الشمس وجعلها ضياء في النهار ، وجعل القمر والنجوم في الليل لهداية الناس وحساب الثواني والدقائق والساعات والأيام والأسابيع والشهور والسنوات والعقود والقرون . وكذلك جعل الفرق في الحسابات الكونية والفلكية ما بين النجم الأكبر ( الشمس ) المشع نهارا ، والقمر النوراني المضيء ليلا لمعرفة عدد السنين والحساب ، وهي آيات لقوم يتفكرون من أولي الألباب والعقول النيرة التي تفكر بخلق السماوات والأرض .

على أي حال ، تبدأ السنة القمرية بيوم 1 محرم ، حسب دورة القمر في السماء ، وتبدأ السنة الشمسية في 1 كانون الثاني – يناير ، وهناك فرق ما بين التقويمين في مطالع الشهور وخواتيمها وعدد أيام السنتين القمرية ( الليلية ) والشمسية ( النهارية ) . فالدول الغربية والأمريكية تستخدم التقويم الشمسي ، بينما تستخدم العديد من الدول العربية والإسلامية ، التقويمين : القمري المتحرك والشمسي الثابت مع التركيز على التقويم الغربي الشمس الثابت . وفي حالة ثالثة تستخدم بعض الأمم الحالة القمرية للتدليل على الحساب كالسنة الفارسية ( الإيرانية ) والسنة الصينية ، والسنة العبرية وغيرها . وفي الوقت الراهن الدولة الوحيدة التي تعتمد التقويم القمري الهجري الإسلامي هي السعودية على المستويين الرسمي والشعبي .
وكما هو معلوم ، تنقسم السنة إلى 12 شهرا ، سوءا أكانت شمسية أو قمرية .


الشهور عند الله


يقول الله بديع الكون الذي لا إله إلا هو العزيز الحكيم جل جلاله : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)} ( القرآن المجيد ، التوبة ) . ويقول الله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال : { أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)}( القرآن الحكيم ، نوح ) . فالسماء والشمس والقمر والأرض هو مربع الحساب الزمني للعالمين ، فالسماء هي تسبح بها الشموس والنجوم والكواكب .
وقد وردت كلمة الشهر بكتاب الله العزيز عدة مرات من أهمها الآتي :
يقول الله العزيز الحكيم : { الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}( القرآن المجيد ، البقرة ) .
ويقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)} ( القرآن المجيد ، المائدة ) .
ويقول الله جل شانه { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217 ) } ( القرآن المجيد ، البقرة ) .
ويقول الله تبارك وتعالى عن كيفية حساب السنين والحساب : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}( القرآن المجيد ، يونس ) . ومنازل القمر تبدأ بهلال القمر فالربيع فالبدر فالمحاق ، في صورة شهرية متعاقبة ، فتبارك الله خالق الأكوان جميعها . كما يقول الله جل ثناؤه : { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)}( القرآن المجيد ، الإسراء ) .
وجاء في صحيح البخاري - (ج 10 / ص 470) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ . السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ : ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ " . وورد مسند أحمد - (ج 5 / ص 260) كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ وَكَانَ يَقُولُ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ غَرَّاءُ وَيَوْمُهَا أَزْهَرُ " .
معرفة المواقيت القمرية
في السنة الهجرية العربية الإسلامية


يستعمل الإنسان المسلم ، ذكرا أو أنثى ، الساعات والأيام والشهور بالسنة القمرية الهجرية الإسلامية لتأدية العبادات حسب الأسس والقواعد والمعايير الإسلامية التي وردت بالقرآن المجيد ( الدستور الإسلامي الرباني الخالد ) والتي وردت بالسنة النبوية الشريفة المطهرة . وهي على النحو الآتي :
أولا : الأذكار الإسلامية : في جميع الأوقات بالنهار والليل . ويقول الله الحميد المجيد جل شأنه : { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)}( القرآن العظيم ، الروم ) . ويقول الله الودود الحنان المنان : { وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)}( القرآن المبين ، آل عمران ) . ويقول الله الغفور الرحيم : { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}( القرآن العظيم ، الأعراف ) .
ثانيا : الصلوات الخمس : على مدار اليوم بالنهار والليل طيلة أيام السنة : الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء . يقول الله تبارك وتعالى : { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)}( القرآن العظيم ، الإسراء ) . ويقول الله ذو الجلال والإكرام : { فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103)}( القرآن المبين ، النساء ) .
ثالثا : إيتاء الزكاة : بعد بلوغ النصاب المالي السنوي اللازم 12 شهرا قمريا أو ما يعادل 354 يوم وحوالي ثلث اليوم تخرج زكاة الأموال النقدية والمعدنية والحيوانات . يقول الله العزيز العليم : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)}( القرآن الحكيم ، النور ) .
رابعا : صيام شهر رمضان المبارك : الشهر التاسع وقد يكون 29 يوما أو 30 يوما حسب الهلال القمري . يقول الله السميع العليم جل جلاله : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)}( القرآن المجيد ، البقرة ) .
كما ورد بصحيح البخاري - (ج 6 / ص 481) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ " .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 7 / ص 55) عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمَّا غَرَبَتْ الشَّمْسُ قَالَ لِبَعْضِ الْقَوْمِ : " يَا فُلَانُ قُمْ فَاجْدَحْ لَنَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَوْ أَمْسَيْتَ قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " .
خامسا : الحج والعمرة : يكون الحج في أشهر معلومات وخاصة ذو القعدة وذو الحجة ، وأما العمرة فتكون قبل أو بعد أو مع الحج . والمنازل القمرية هي التي تحدد مطالع الشهور حيث تبدأ بالهلال . يقول الله العلي العظيم جل جلاله : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)}( القرآن الحكيم ، الحج ) . وورد بصحيح البخاري - (ج 6 / ص 228) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ : " أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ قُلْنَا بَلَى قَالَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ أَلَيْسَ ذُو الْحَجَّةِ قُلْنَا بَلَى قَالَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ قُلْنَا بَلَى قَالَ فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " . وجاء في سنن أبي داود - (ج 5 / ص 349) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَعْمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ فِي ذِي الْحِجَّةِ إِلَّا لِيَقْطَعَ بِذَلِكَ أَمْرَ أَهْلِ الشِّرْكِ فَإِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَنْ دَانَ دِينَهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا عَفَا الْوَبَرْ وَبَرَأَ الدَّبَرْ وَدَخَلَ صَفَرْ فَقَدْ حَلَّتْ الْعُمْرَةُ لِمَنْ اعْتَمَرْ فَكَانُوا يُحَرِّمُونَ الْعُمْرَةَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ " .
سادسا : ممارسة الحياة الإنسانية العامة والخاصة : يقول الله الواحد القهار : { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)}( القرآن العظيم ، النبأ ) .
سابعا : الزواج : تحديد الحد الأدنى من عمر الفتاة البالغة للزواج . ففي فلسطين يجب أن تبلغ 14 عاما قمريا مثلا .
وبهذا أكد الله العظيم الحليم على ضرورة عبادته في جميع الأوقات وخصص بعض الأوقات والأزمنة المخصصة للعبادات بالنهار والليل ، وبالتالي على أبناء الأمة المسلمة أن تتقيد بهذه المواعيد الربانية دون انتقاص منها .

أسماء الشهور القمرية العربية

الشهر الأول (محرَّم ) الحرام : سمي بهذا الاسم لأنه شهر محرم وحرام ، وذكر بعض العلماء المسلمين أنه محرم تأكيدا لتحريمه فالعرب كانوا قبل الإسلام العظيم ، يحرمونه عاما ويحلونه عاما للرجوع إلى بلادهم آمنين . ويجمع محرم على محرمات ومحارم ومحاريم .
الشهر الثاني ( صفر ) : وسمي بذلك لخلو بيوت العرب منهم عندما كانوا يخرجون للأسفار والغزو والبحث عن الطعام والكلأ والفرار من حر فصل الصيف . ويجمع صفر على أصفار .
الشهر الثالث ( ربيع الأول ) : سماه العرب بذلك لإرتباعهم فيه والإرتباع الإقامة في عمارة الربع الخالي والربيع . ويجمع على أربعاء .
الشهر الرابع ( ربيع الثاني - الآخر ) : وسمي بذلك على نمط ربيع الأول . والأصح القول ربيع الآخر لنفي وجود احتمالية ربيع ثالث .
الشهر الخامس ( جمادى الأولى ) : لجمود الماء فيه في فصل الشتاء . ويجمع على جماديات ( بضم الجيم ) ، ويذكر ويؤنث جمادى الأول أو جمادى الأولى .
الشهر السادس ( جمادى الثاني / ة أو الآخر أو الآخرة ) : وينطبق عليه ما يطلق على جمادى الأولى . والأصح أن يقال جمادى الآخرة لنفي احتمالية جمادى ثالث .
الشهر السابع ( رجب ) : وهو التعظيم لزيارة البيت الحرام والاعتمار . وقيل رجب الشيء أي هابه وعظمه ، ويجمع على أرجاب ورجاب ورجبات .
الشهر الثامن ( شعبان ) : وهو مأخوذ من تشعب القبائل العربية وهجرتها وتفرقها للغارات والغزوات وطلب الماء بعد قعودهم في الشهر الذي يسبقه وهو شهر رجب . ويجمع شعبان على شعبانات وشعابين .
الشهر التاسع ( رمضان ) : وهو مأخوذ من شدة الرمضاء وهو الحر ، فقيل رمضت الحجارة بعد سخونتها من أشعة الشمس اللهيبة . يقال رمضت ( بفتح الراء وكسر الميم ) إذا عطشت . ويجمع على رمضانات ورماضين وأرمضة .
الشهر العاشر ( شَوَّال ) : وأول يوم فيه ( 1 شوال ) يعتبر عيد الفطر السعيد وإنهاء الصيام المفروض ، كركن من أركان الإسلام الخمسة . وشوال مأخوذ من شالت الإبل بأذنابها للطراق وشالت الإبل أي جفت ونقص لبنها . ويجمع على شواول وشواويل وشوالات .
الشهر الحادي عشر ( ذُو الْقَعْدَة ) : ( بفتح القاف وكسرها ) وهو مأخوذ من القعود عن القتال والترحال لأنه من الأشهر الأربعة الحرم ، ويجمع على ذوات القعدة .
الشهر الثاني عشر والأخير ( ذُو الْحِجَّة ) : بكسر الحاء وفتحها . وأطلق عليه هذا الإسم لوقوع الحج فيه ، ويجمع على ذوات الحجة . ويؤدي فيه المسلمون الركن الإسلامي الخامس المعروف بفريضة الحج ويكون عيد الأضحى المبارك في يوم 10 ذو الحجة سنويا بالتقويم القمري الهجري العربي الإسلامي .
على أي حال ، يتألف التقويم القمري الهجري الإسلامي من 12 شهرا قمريا ، بمعنى أن السنة القمرية تعادل 354.367056 يوما ، وبهذا يمكن أن يكون الشهر القمري 29 يوما أو 30 يوما ، وذلك لأن دورة القمر تساوي 29.530588 يوما . وبهذا يكون الفارق بين السنة القمرية الهجرية الإسلامية والسنة الشمسية هو 11.2 يوما تقريبا ، ودائما يسبق التقويم القمري التقويم الشمسي باضطراد سنويا .
وتتنوع مراصد الفلك والأهلة الإسلامية ، وتختلف أحيانا في تحديد غرة كل شهر عربي هجري ونهايته أو ما يعرف بتباين تعيين مطالع الشهور العربية الإسلامية ، فمثلا كانت تحتفل دول عربية وإسلامية وفي العالم بثلاث مواقيت لعيد الفطر السعيد ، بينما تضطر لإعتماد توقيت واحد غالبا في تحديد غرة شهر ذو الحجة بسبب مسك السعودية لزمام الحج للمسجد الحرام وتحديد موسم أيام الحج . وفي عام 1430 هـ اعتمدت جميع البلدان الإسلامية غرة شهر ذو الحجة ما عدا ليبيا التي منعت تأدية صلاة عيد الأضحى المبارك بيوم الجمعة 27 تشرين الثاني – نوفمبر 2009 ، الموافق 10 ذو الحجة 1430 هـ ، وطلبت منهم الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في يوم الخميس 26 تشرين الثاني – نوفمبر 2009 ، أي جعل يوم عرفة هو يوم عيد الأضحى حسب تقويم السعودية ، ومن رفض تنفيذ هذا الأمر من أئمة المساجد الليبية استبعدته وزارة الأوقاف الليبية وفصلته من إمامة المسجد ، إلا أن الحجاج الليبيين بمكة المكرمة كغيرهم تقيدوا بالجموع الغفيرة التي أدت مناسك الحج والعمرة بما حددته السعودية .
ومهما يكن من أمر ، تنتشر مواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية الدولية ( الانتر نت ) لتحويل التواريخ القمرية الهجرية الإسلامية إلى التواريخ الشمسية الغربية الإفرنجية ويمكن الرجوع والاستعانة فيها ، والاطلاع عليها لمعرفة المزيد من التفاصيل .

أسماء الأيام العربية

من جهة ثانية ، كان العرب في شبة الجزيرة العربية وغيرها ، يطلقون على الأيام السبعة في الأسبوع ، كما يلي :
1. شيار : ويقابله يوم السبت ، وهو مأخوذ من السبت أو القطع لانتهاء العدد عنده .
2. أول : ويقابل يوم الأحد .
3. أهون : ويقابل يوم الاثنين .
4. جبار : ويقابل يوم الثلاثاء .
5. دبار : ويقابله يوم الأربعاء .
6. مؤنس : ويقابله يوم الخميس .
7. العروبة : ويقابله يوم الجمعة .

وقال الشاعر العربي عن أسماء الأيام عند العرب القدماء :
ارجى أن أعيش وإن يومي بأول أو باهون أو جبار أو التالي دبار فان أفته فمؤنس أو عروبة أو شيار .

وقيل : إن الله إصطفى صفايا من خلقه ، إصطفى من الملائكة رسلاً ، ومن الناس رسلاً ، وإصطفى من الكلام ذكره ، وإصطفى من الأرض المساجد وإصطفى من الشهور شهر رمضان والأشهر الحرم واصطفى من الأيام يوم الجمعة واصطفى من الليالي ليلة القدر ، فعظموا ما عظم الله سبحانه وتعالى .

مواقيت وأسماء الشهور بالسنة الشمسية والسريانية

يبلغ عدد أيام السنة الشمسية الإفرنجية 365 يوما وربع اليوم . وبالنسبة للشهور السريانية والغربية الإفرنجية الشمسية المشهورة فهي :
الشهر الأول – يناير ، وعدد أيامه 31 يوما بشكل ثابت .
الشهر الثاني : فبراير ، وعدد أيامه 28 يوما في ثلاث سنوات والسنة الرابعة يكون 29 يوما ، وهي السنة الكبيسة ، التي تقسم على 4 دون بواقي ، مثل 2000 ، و2004 ، و2008 ، و2012 وهكذا .
الشهر الثالث : مارس ، وعدد أيامه 31 يوما بصورة دائمة .
الشهر الرابع : إبريل ، وعدد أيامه 30 يوما دائما .
الشهر الخامس : مايو ، وعدد أيامه 31 يوما دائما .
الشهر السادس : يونيو ، وعدد أيامه 30 يوما دائما .
الشهر السابع : يوليو ، وعدد أيامه 31 يوما دائما .
الشهر الثامن : أغسطس ، وعدد أيامه 31 يوما دائما .
الشهر التاسع : سبتمبر ، وعدد أيامه 30 يوما دائما .
الشهر العاشر : أكتوبر ، وعدد أيامه 31 يوما دائما .
الشهر الحادي عشر : نوفمبر ، وعدد أيامه 30 يوما دائما .
الشهر الثاني عشر ( الشهر الأخير بالسنة ) : ديسمبر ، وعدد أيامه 31 يوما دائما .

الشهور السريانية الاثنا عشر

يبلغ عدد أيام الشهور السريانية كأشهر السنة الشمسية ( الإفرنجية السابقة ) . وأسماء الشهور أقدم استعمالا من الشهور الأخرى :
1) كانون الثاني 2) شباط 3) آذار 4) نيسان 5) أيار 6) حزيران 7) تموز 8) آب 9) أيلول 10) تشرين الأول 11 ) تشرين الثاني 12 ) كانون الأول .

ولتسهيل التمييز بين عدد أيام الشهور الشمسية : الإفرنجية والسريانية تكون المعادلة كالآتي :
أولا : الشهور الفردية بالسنة الشمسية ( 1 و3 و5 و 7 ) عدد الأيام في كل شهر فيها 31 يوما .
ثانيا : الشهور الزوجية بالسنة الشمسية ( 8 و10 و12 ) عدد الأيام في كل شهر فيها 31 يوما .
ثالثا : الشهر الزوجي الثاني بالسنة الشمسية ( شهر 2 وهو شباط 28 يوما ) لمدة ثلاث سنوات متعاقبة ، ثم يأتي في السنة الرابعة 29 يوما ( وتعتبر هذه السنة سنة كبيسة ) لتوزيع يومه التاسع والعشرين على السنوات الأربع لتكون لدينا السنة 365 يوما وربع اليوم .
رابعا : الشهور الفردية بالسنة الشمسية بعد الشهر الثامن ( آب ) ( 9 و11 ) عدد الأيام في كل منها 30 يوما .
وغني عن القول ، إن عدد أيام السنة القمرية تنقص عن عدد أيام السنة الشمسية 11.2 يوما تقريبا . فالسنة الشمسية 365 يوما وربع اليوم ، وأما السنة الهجرية القمرية فتتألف من 354 يوما و 8 ساعات و 48 دقيقة تقريبا ، و هي الفترة الزمنية والوقت الذي يستغرقه دوران القمر حول الأرض اثنتي عشرة مرة . ولهذا نلاحظ أن صوم رمضان المبارك في العقيدة الإسلامية ينقص سنويا بالتقويم الشمسي كل سنة 11 يوما وربع اليوم ، وكذلك بالنسبة للحج .
وفي حوادث فريدة ونادرة كل ثلاثة عقود زمنية ، ضم العام الميلادي 2008 ثلاث سنوات هجرية بدءا من عام 1428 هـ مرورا بعام 1429 هـ وانتهاء بعام 1430 هـ ، إذ أتت الأيام الأخيرة من عام 1428 هـ ، مع أول أيام العام 2008 الميلادي ليأتي عام 1429 هـ كاملا في عام 2008 م ، حيث بدأ في شهر كانون الثاني - يناير عام 2008 وبنهاية كانون الأول - ديسمبر 2008 بدأ عام 1430 هـ ويرجع ذلك لكون السنة القمرية تتكون من حوالي 354 يوما بينما السنة الميلادية تتكون من 365 يوما ليكون الفارق بينهما 11.2 يوما وهذا الفارق أدى إلى أن شهد العام 2008 الميلادي ثلاث سنوات هجرية وتتكرر هذه الظاهرة كل 32 سنة شمسية التي تساوي 33 سنة قمرية ولذلك فان هذا الوضع يتكرر ثلاث مرات كل 100 سنة تقريبا.
وقد ورد قول الله الخبير العليم بالقرآن المجيد في سورة الكهف عن الفتية : { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِع مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}( القرآن المجيد ، الكهف ) . فالثلاثمائة سنة هي سنة شمسية ، والتسع الأخرى هي سنوات قمرية وبهذا يكون لبث الفتية 309 سنة قمرية وبالتالي هذا هو الفرق بين السنوات الشمسية والقمرية .
ولا تتأخر أو تتقدم أشعة الشمس عن مسارها الرباني المخصص لها ، ولو تحركت زمنيا قليلا لحرقت الأرض ومن عليها . يقول الله السميع العليم عز وجل : { وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) }( القرآن الحكيم ، يس ) .
على أي حال ، يتواصل الليل والنهار بصورة منتظمة وبشكل دقيق ، فتضيء الشمس نهارا ويلتقط القمر ضوئها ثم يعكس القمر ضياء الشمس ، وتظهر النجوم بعد غياب الشمس لأن ضوء الشمس يطغى على ضوء النجوم الأصغر فالصغرى ، وجميع هذه الشموس والنجوم والقمر مسخرات بأمر الله الواحد القهار . يقول الله الحي القيوم سبحانه وتعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)}( القرآن العظيم ، الأعراف ) .

ويقول الله الحق المبين : { الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)}( القرآن الكريم ، الرحمن ) . وهذا يعني أن الحسابات الفلكية تتوالى خلف بعضها البعض بصورة منتظمة فتعالى الله أحسن الخالقين .
وتتعرض الشمس والقمر للخسوف والكسوف أحيانا ، ولا يستمر هذا الأمر ، فلا يعتدي كل منهما على ضوء الآخر طويلا . جاء بصحيح البخاري - (ج 10 / ص 477) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ " .

سجود الشمس لله عز وجل

جاء في صحيح البخاري - (ج 10 / ص 474) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ : " أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } " .
وكما ورد بالإسلام العظيم ، فإن من علامات يوم القيامة طلوع الشمس من المغرب بدل المشرق . فالشمس والقمر معاير زمنية إسلامية بازغة في كبد السماء الدنيا . ورد بصحيح البخاري - (ج 14 / ص 174) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا فَذَاكَ حِينَ { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ } " .

يوم القيامة .. وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ

ولا بد من القول ، إن الله العزيز العليم رب العرش العظيم ، قد جعل الشمس والقمر من العلامات الإلهية لإنهاء الحياة الدنيا وبدأ يوم الحساب ، يوم القيامة العظيم ، هي خسف القمر في السماء وجمع النجم الكبير ( الشمس ) والكوكب الصغير ( القمر ) ، يقول الله جامع جميع الخلائق والناس ليوم الدين الذي لا ريب فيه : { لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)}( القرآن العظيم ، القيامة ) .
فالله نسأل أن يلطف بنا وبكم جميعا بيوم الحساب العظيم ، وأن يهدينا الصراط المستقيم وأن يدخلنا جنة النعيم فهو الرحمن الرحيم . وأياما سعيدة وهانئة في الحسابات القمرية والشمسية لبني آدم ، من جميع الأمم والأجناس واللغات ، وليتفكر الجميع في ملك وملكوت الله بديع السماوات والأرض بكرة وعشيا وحين الظهر ، فالله هو الحق ذو القوة المتين .
ولمناسبة حلول العام 1431 هـ / 2010 نقول للجميع : سنة قمرية هجرية طيبة ومباركة على أبناء خير أمة أخرجت للناس ، الأمة الإسلامية ، الأمة الوسطى . كل عام هجري وأنتم جميعا بألف ألف خير وخير .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: