السبت، 12 ديسمبر 2009

ملكة الإبداع في فلسطين .. وليس ملكة جمال فلسطين ؟؟!



ملكة الإبداع في فلسطين .. وليس ملكة جمال فلسطين ؟؟!


د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
الرئيس التنفيذي لشبكة الإسراء والمعراج ( إسراج )
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)}( القرآن المجيد ، البروج ) .
وجاء في صحيح مسلم - (ج 11 / ص 59) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ". ويقول المثل الشعبي العربي ( تموت الحرة ولا تأكل من ثدييها ) .

استهلال

أعلنت شركة خاصة ، مجهولة الحسب والنسب والدين واليقين ، يطلق عليها ( تريب فاشن ) في رام الله يوم الاثنين 7 كانون الأول – ديسمبر 2009 م / 22 ذو الحجة 1430 هـ ، عن إعتزامها تنظيم مسابقة ( ملكة جمال فلسطين ) 'Miss Palestine 2009' في خطوة غير مسبوقة باتجاه التعري النسائي في وضح النهار ، وتبني من بعض الجهات غير المناضلة في فلسطين ، وقد أرادت هذه الجهات تكريس المظاهر النسوية الكاسية العارية دون وجه حق أو ضمير أخلاقي أو وازع إسلامي ديني ، أو راد إيماني قويم .
وتسابقت عشرات الفتيات الجاهلات قليلات الحياء والإيمان ، المغرر بهن من هنا وهناك ، من بعض المدن بفلسطين الأرض المقدسة ، لتقليد الغرب الاستعماري ، البعيد عن الأخلاق والحشمة والحياء ، فنزلت إلى مهابط الأسفلين السفهاء الباغين على أنفسهم قبل غيرهم بعدما عرفن بالإعلان الشيطاني من زمرة إبليس الشيطان الرجيم ، فانضم المنظمون رسميا لزمرة الشيطان الرجيم بحق وحقيق ، وسجلوا أسمائهم في قائمة الغضب الربانية السوداء ، فحقت عليهم التوبة النصوحا قبل فوات الأوان قبل أن ينتقلوا إلى الرفيق الأعلى ويأخذون عقابهم من العذاب الأليم في سعير جهنم .
لقد نادت داعيات الفتن والإفتتان في فلسطين ، من مدينة رام الله ، إلى حشد الفتيات من سن معينة لإجراء مسابقة ( ملكة جمال فلسطين 2009 ) وسارعت حوالي 200 فتاة من فلسطين المحتلة 1948 والضفة الغربية من شياطن الإنس ، وصاحبات الرجيم والنحف والتنحيف ، بتقديم هذه الطلبات الجوفاء للمشاركة في المسابقة بأعمار تتراوح ما بين 18 – 22 سنة ، ولم تشارك في هذا العرض النسوي البخس فتيات من قطاع غزة لأسباب عدة وعديدة . وقبل من الطلبات المائتين 58 عرضا منها 32 فتاة من الضفة الغربية و26 فتاة من الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني ، وحمى الله قطاع غزة من هذه الفتنة والبدعة من نساء فارغات البال والأشغال ، ويفتشن عن القشور ، وتناسين الإبداع الحقيقي . وبدأت عروض التصفيات النهائية لاختيار 5 فتيات لإنتقاء ملكة الجمال ، في 10 كانون الأول – ديسمبر 2009 ، وتم إختيار هؤلاء الفتيات الخمس ، فظهرت في قمصان نوم شفافة ، وصدورهن ناتئة عارية ، وسيقانهن بائنة بينونة كبرى ، وشعرهن منفول ومسدول على أكتفهن ، ودهن أنفسهن من أخر صيحات الطراشة والدهان بألوان شتى ، أو ما يسمى ( الكزماتيكس ) ، فبدت كل واحدة منهن وكأنها عروس للمسابقة وتفتيش الرجال من لجنة الدجل والدجال ، وليست عروس لعريس تؤسس معة نواة أسرية فلسطينية مرابطة في أرض الرباط الفلسطينية المقدسة . ونسيت وتناست هذه الفتيات المغرر بهن ، القيم السامية والأخلاق النبيلة الفاضلة ، وآثرن أن يأكلن بأجسامهن العارية وأثدائهن وصدورهن الظاهرة للعيان ، إلا من الملابس الشفافة وكأنهن على سرير الزوجية ولكن هذه المرة بلا زوج ( فرجة للجميع بلا تذاكر دخول ) إنها نوع من تجارة اللحم الناعم والرقيق الأبيض لإيقاظ غرائز الشباب المراهق والفاجر ، وسط ضلال وظلام المنظمين ، البعيدين عن نور الهداية والإسلام العظيم . فهل يرضى هؤلاء أن تشارك بناتهم أو أخواتهم في هذه الفتن التي نحن في غنى عنها ، فطاشت هؤلاء الفتيات ، ولكن ليس في مسلسل ( طاش ما طاش ) بل طاشت وطاشت ، في طشت ماء بل قل طشت الطش ثم غرقن في فنجان ماء ، حيث جرى استبعاد 195 فتاة منهن ، وكان الأسلم والأجدى لهن الابتعاد عن مثل هذه السخافات والهرطقات النسوية الفاجرة . وتشتمل أسئلة المسابقة التافهة على عدة أسئلة للفتاة المتسابقة ، ومن بين ذلك أسئلة ثقافية ، وأخرى تتناول الجرأة واللباقة ، والجمال الخارجي بعد عرض النهود وسط الصدور المشكوفة ، والمؤخرات الناتئة ، والذرعان النحيفة الباهرة ، والأظافر الطويلة المطلية ، والروائح العطرية اللهابة . وبالتالي فإن معايير المسابقة ، هي معايير غير سوية ، بل هي ناقصة وظالمة ، تتمثل في السعي الحثيث للفوز بشيء وهي هلامي لا يسمن ولا يغني من جوع ، في استعراض جسدي متوثب ، وعرض للحم بالمجان ، أمام من هب ودب ، ثم عرض الصور بالفيدو على وسائل الإعلام للمتعة والتمتع بلا تذاكر ، في فيلم حي مباشر دون حساب ومحاسبة ، ثم بيع للأنوثة في سوق النخاسة الجديد وفق العادات والتقاليد والمعايير الغربية المنحلة أخلاقيا ، والمبتذلة دينيا ، والسافلة شرفيا وشرقيا ، والهابطة بقعر الوادي غير المقدس هبوطا إنسيابيا . واحسرتاه على هذه المسابقة ، يا حسرة على هذه الفئة النسوية الضالة المضللة ، التي لا تلتزم بتعاليم القرآن المجيد ، والإسلام العظيم ، وتجعل من نفسها لحوما تنهشها النفوس المريضة . وآاسفاه على مثل هذه الفتيات الماجنات اللاهيات العابثات بمستقبلهن ومستقل عائلاتهن ، وآاسفاه على المشرفين والمشرفات على مثل هذه الخزعبلات والأساطير ، في حين تدوس بساطير الاحتلال الصهيوني البيوت وتنتهك الحرمات ليل نهار بالقهر والإذلال والإقتحام الدنئ .

لا جمال حقيقي .. في الفتيات المرشحات لملكة جمال فلسطين

ويبدو أن جائزة ( ملكة جمال فلسطين 2009 ) المزيفة أصلا ، لأنها ليس جميلة جميلات فلسطين ، بل هي إنتقاء مغشوش للجنة تنتابها الفذلكات الاجتماعية والثقافية والجسدية ، هي سيارة حديثة ، ورحلة إلى تركيا لمدة 10 أيام ، وحوالي عشرة آلاف شيكل إسرائيلي ( 2700 دولار أمريكي ) وهي بخس دولارات معدودة مقابل تبرجها ، واستعراضها شبه الكاسي وشبه العاري بدلع ودلاعة وخلاعة جديدة غير مسبوقة ، أمام لجنة معايير غير معروفة ، ثم تعرض هذه المسرحية بتجارة اللحم البيض أما كاميرات الإعلام السافل برعاية شركة فاجرة لا وجود لها على أرض الواقع الفلسطيني الحي .
وسؤال وجيه يطرح ذاته بذاته ، هل جن جنون هؤلاء المنظمين لهذه المسابقة غير المؤهلة ، وذهبت معالم ومظاهر الحياء والمروءة والقيم العليا الأصيلة ، بل هل ذهب الإيمان من قلوب وعقول وأفئدة هذه الفئة غير الخجولة من ربها ومن نفسها وأسرتها وعائلتها وشعبها الفلسطيني وأمتها العربية المسلمة ؟؟؟ بعدما ذهب الحياء صنعوا ما شاؤوا من تفتيش وتنبيش لأجساد الفتيات اللواتي ظنن بأنفسهن الجمال البدني ونسين أو تناسين الجمال العقلي والقلبي الدفين .
ورب مجيب عقلاني فيقول : إن هذه الزمرة من النساء والرجال المخنثين المرافقين لهذه المسابقة ، استهوتهم مسابقات الجمال الغربية في قارات الفسوق والفجور ، وأرادت أن تملئ جيوبها وحساباتها البنكية بدولارات وشواكل بخسة ، مقابل نشر الرذيلة والفتن داخل المجتمع الفلسطيني العربي المسلم وإلهائه بمسائل جانبية ، بعيدا عن الحرية والتحرير والاستقلال ، ومقارعة الغرباء الطارئين على الأرض المقدسة ، فآثرت المال الحرام على المال الحلال . فتبا وسحقا وتعسا وأوف وتوف ، لهذه الفئة ومن يقف خلفها من أراذل خلق الله في أقدس بقاع الله بأرض الله الواسعة .
وكلمة حق لا بد منها ، وهي أن من تفوز من الفتيات الخمس بهذه المسابقة ، هي ليست ملكة جمال فلسطين 2009 ، بل هي أجمل الجميلات المفترضة ، وليس كذلك ، بفعل الغش والتغشيش والتنغيش السابق واللاحق ، من أل 58 فتاة لا أكثر ولا اقل ، وقد شاهد بعض شهود العيان صور هذه الفتيات وشهد شهادة حق ، أنهن لسن جميلات في البدن والأخلاق ، بل جريئات على الباطل والاستعراض البدني أمام الغير لا أكثر ، فأي جمال هذا اللواتي يدعينه ، فلسن جميلات فلسطين بل جميلات الثمانية والخمسين فتاة فقط لا غير ، والإعلان عن تسمية الفائزة ب ( ملكة جمال فلسطين 2009 ) هو هراء في هراء ، ودجل كبير وكذب يبلغ الافاق ،
ونفاق ما بعده نفاق ، نفاق ومنافقة على الأنفس وعلى الناس ، فاكفينا شركن يا أيتها المشاركات في الاستعراض الجسدي الكانوني غير القانوني في الدستور الإلهي ( القرآن المجيد ) . اللهم اكفيناهن بما شئت ، اللهم اكفيناهن بما شئت ، اللهم اكفيناهن بما شئت يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يا أرحم الراحمين .
وجمال فلسطين بقدسيتها ومرابطتها ودفاعها عن الحق ومقارعتها لأهل الباطل الغريب أو القريب سيان ، لا فرق بينهما فكله كفر في كفر ، لأن فلسطين بطبيعتها الخلابة وأشجارها المثمرة ، وغاباتها الوارفة الظلال ، وسهولها الخضراء ، وجبالها وهضابها المستوية والملتوية ، ووديانها المليئة بمياه الأمطار هي جميلة جدا جدا جدا ، وليست بحاجة لملكة جمال
بشرية زائغة ، ففلسطين الأرض المقدسة ملكة جمال وكمال العالم أجمع من أقصاه إلى أقصاه ، وفي وسطها المسجد الأقصى المبارك .

ملكة الإبداع في فلسطين

وفي ظل هذا الاستهواء والاستخفاف الاجتماعي النسوي ، وإمتهان كرامة الإنسان عامة والمرأة الفلسطينية خاصة ، فالمطلوب الحقيقي ، هو الإهتمام بالمرأة الفلسطينية في شتى المجالات والميادين الإبداعية وليس الجمالية ، وذلك عبر رعاية نماذج الإبداع النسوي الفلسطيني في 12 مجالا وميدانا بصورة سنوية ، مثل النماذج الآتية على سبيل المثال لا الحصر :
أولا : التفوق في الحياة الإسلامية ( ملكة الإبداع الإسلامي في فلسطين ) من الفتيات والنساء الماجدات اللواتي يحفظن كتاب الله العزيز ، والأحاديث النبوية الشريفة ، من العفيفات الطاهرات المؤمنات بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبيا ورسولا .
ثانيا : التفوق في التربية والتنشئة الأسرية بتكريم الأمهات المتفوقات ( ملكة الإبداع الأسري ) .
ثالثا : الجهاد والمقاومة ( ملكة الإبداع الجهادي في فلسطين ) من الفتيات والنساء الأسيرات والمحررات الفلسطينية ، وأمهات المجاهدين والأسرى والجرحى ، وذوي الإعاقات الاجتماعية والعسكرية دفاعا عن أرض فلسطين الطيبة المباركة .
رابعا : التفوق العلمي والبحثي ونشر المؤلفات والكتب ( ملكة الإبداع العلمي في فلسطين ).
خامسا : التفوق الإعلامي ملكة الإبداع الإعلامي في فلسطين . من الصحفيات اللواتي خدم فلسطين بالكلمة والصوت والصورة . باستعراض الانتاج الإعلامي وليس بالاستعراض البدني الفاجر .
سادسا : النجاح الاقتصادي والتفوق التجاري والزراعي والصناعي والخدمي ( ملكة الإبداع الاقتصادي في فلسطين ) . وهن كثيرات في فلسطين ، ممن أعلن عائلاتهن بقوت الكفاف بعد وفاة ولي الأمر من الرجال ، فكن الأم والأب في ثنائية نادرة الحدوث .
سابعا : التفوق الجامعي للمرأة الفلسطينية في الدراسات والأبحاث والتدريس الجامعي وغيره ( ملكة الإبداع الجامعي في فلسطين ) .
ثامنا : التفوق الطلابي للإناث في الجامعات والمعاهد العليا ، من ذوات المعدلات الجامعية المرتفعة ( ملكة الإبداع الطلابي في فلسطين ) .
تاسعا : تفوق وإدارة المرأة في الهيئات المحلية في فلسطين ( ملكة الإبداع المحلي في فلسطين ) .
عاشرا : التفوق البرلماني للمرأة البرلمانية ( ملكة الإبداع البرلماني في فلسطين ) .
حادي عشر : التفوق السياسي للمرأة في الحياة السياسية في فلسطين ( ملكة الإبداع السياسي في فلسطين ) .
ثاني عشر : تفوق وريادة زهرات فلسطين ( ملكة الإبداع الطفولي في فلسطين ) وتشمل المتفوقات من الفتيات الفلسطينيات النابغات في مجالات الخطابة والأناشيد الوطنية والإسلامية ، وحفظ القرآن المجيد .
وينبغي العمل على تعزيز ، وتنظيم المهرجانات والاحتفالات بهذه الشؤون النسوية سنويا ، وانتقاء الفلسطينيات الرائدات كل واحدة في مجال تميزها وتفوقها وإبداعها . وتشتمل هذه الاحتفالات بتقديم الإغراءات والحوافز المادية والمعنوية ، بتخصيص شهادات تقديرية سنوية ، جوائز مالية وعينية ، وميداليات ذهبية ، لتشجيع المرأة الفلسطينية على الإبداع ، وتكريمها لأنها بذلت جهودا للوصول إلى حالة الإبداع العامة أو الخاصة أو كليهما .

أيتها المؤمنات في الأرض المقدسة

أنتن مدعوات للإلتزام بتعاليم الرسالة الإسلامية السماوية السمحة ، كما يقول الله العزيز الوهاب عز وجل : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) }( القرآن المجيد ، الأحزاب ) .
على أي حال ، لا ينبغي للفتيات والنساء الفلسطينيات من الحرائر الماجدات ، الإنجرار وراء القيم والتقاليد الغربية السافلة ، والإنحطاط والإنخراط خلفها دون تفكير ملي ، فالحكومات الغربية الاستعمارية والجمعيات والمؤسسات الغربية تحاول جر المرأة الفلسطينية وراءها لتكون تابعة لها ، في جميع التصرفات السلوكية ، وهذا عين العجز والهلاك النسوي الفلسطيني ، فالمرأة الفلسطينية يفترض فيها أن تقود الحياة في فلسطين نحو الأمام ، وليس التراجع القهقرى للخلف بخفة وطيش بلا خف ترتديه ، ولباس يستر عوراتها ، والمحاكاة العمياء للغرب المتبرج الذي يفتقد إلى الأخلاق ، ويمتهن حقوق المرأة ، والترويج والتبهيج للباس الكاسي شبه العاري ، لطمس الفكر النسوي والإبداع النسوي في الأرض المقدسة ( فلسطين ) .

كلمة لمنظمي ملكة جمال البنات الثمانية والخمسين

ورد في صحيح مسلم - (ج 1 / ص 142) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ " . وجاء في مسند أحمد - (ج 45 / ص 327) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " . فقد فقدتم الحياء ، والحياء شطر الإيمان فاصنعوا ما شئتم .. وحسابكم عند بارئكم .. لأنكم تنشرون الفتن وإنضممتم للسفهاء من شياطين الإنس والجن ، فبئس ما فعلتم وتفعلون ؟؟ !

وغني عن القول ، إن المرأة الفلسطينية مدعوة لتشجيع الجهاد والمقاومة لإنجاز المشروع الإسلامي الوطني للتحرر والتحرير والحرية وتحصيل الاستقلال الوطني الفلسطيني ، والابتعاد عن تفسيخ وشرذمة الجهد النسوي في الأرض المقدسة . فنحن بحاجة لملكات جمال الأخلاق والاستقلال وليس ملكات جمال فلسطين البشرية بل الطبيعة الطبيعية ؟! فنحن في غنى عن هذه السفاسف والأمور الجانبية التافهة ، التي تجر السفاهات تلو السفاهات بالجملة والمفرق . ولتعلو الأصوات النسوية في تعظيم الجهد والجهاد الفلسطيني ، بمعانيه الكبرى : الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر ليكتملا مع بعضهما البعض دون إفتراض أو فتن داخلية أو الخضوع للإملاءات الخارجية من قارات الكفر والفجور في أوربا وأمريكا الشمالية ، ولنعض على إسلامنا بالنواجذ لتحقيق الحقوق ، لا لتمزيق النفوس ، وبث الفساد والفتن بين ثنايا المجتمع الفلسطيني العربي المسلم الذي يفتخر بإسلامه العظيم وسعيه لنيل الاستقلال الوطني من أنياب المحتلين الصهاينة الآتين من شتى بقاع الكرة الأرضية .
ولن تجدي اليورهات ( جمع يورو – عملة الإتحاد الأوروبي ) أو الدولارات ( عملة الولايات المتحدة ) نفعا لاؤلئك النسوة المتبرجات الكاسيات العاريات حسب التقاليد النسوية الغربية ، فالمرأة الفلسطينية المسلمة يجب أن يكون لها شخصيتها الإسلامية المستقلة القويمة البعيدة عن سفاسف الأمور ومحدثاتها وبدعها الموبقة كنوع من أنواع الموبقات والكبائر المهلكة في الحياتين : الدنيا والآخرة .
فنرجو تنظيم مسابقات ملكات الإبداع المتعدد الوجوه والأشكال والابتعاد عن البدع والفتن والإفتتان النسوية الغربية المزيفة ، لأنها عديمة الجدوى ولا فائدة ترتجى منها . وينبغي الابتعاد عن الفتن والخيلاء ، واللباس الشفاف الفاضح الذي يظهر ما تحته ، فقد جاء في مسند أحمد - (ج 14 / ص 324) سَمِع عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنْ الْأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ " .

وأنتن يا فتيات فلسطين الماجدات .. طوبى لكن

لا تشاركن في هذه المهازل السخيفة ، فلا جدوى ولا قيمة لهذه المسابقات والترشيحات سوى الفضائح تلو الفضائح ، وإيقاظ الغرائز البهيمية لدى المراهقين والجهلة ، وتقيدن بتعاليم الإسلام ، فهو الدين عند الله ، يقول الله الواحد القهار : { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)}( القرآن الحكيم ، الأحزاب ) .
وأخيرا ندعو بهذا الدعاء الذي دعا به نبي الله نوح عليه السلام على الكافرين : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}( القرآن المجيد ، نوح ) .
والله ولي التوفيق . سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ليست هناك تعليقات: